عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 2007-09-13, 06:54 AM
أبو جهاد الأنصاري أبو جهاد الأنصاري غير متواجد حالياً
أنصارى مختص بعلوم السنة النبوية
 
تاريخ التسجيل: 2007-07-22
المكان: الإسلام وطنى والسنة سبيلى
المشاركات: 8,350
افتراضي


2- سورة النحل جاءت لتقدم لنا مقابلةبين هداة الحق وهداة الباطل.


هداة الحق الذين هم رسل الله ، سواء رسله الملائكيين أو رسله البشريين ، وعلى رأسهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وبين هداة الباطل.


حيث يقول ربنا سبحانه وتعالى عن هداة الباطل فى هذه السورة الكريمة :

= (( لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ (25) ))


ويقول سبحانه : (( ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ قَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ (27) )).


وقوله تعالى : (( وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ نَحْنُ وَلَا آَبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (35) )).


وتأمل هنا هذه المقابلة الواضحةبين هداة الحق وهداة الباطل.


ثم قوله تعالى عن هداة الباطل كذلك : (( وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكَاءَهُمْ قَالُوا رَبَّنَا هَؤُلَاءِ شُرَكَاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُوا مِنْ دُونِكَ فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ (86) ))


وقوله تعالى : ((الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يُفْسِدُونَ (88) وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلَاءِ )).


أما هداة الحق فقد قال الله فيهم: (( يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ (2) )). وفى هذه الآية جمع لحديث عن الرسل الملائكية والرسل البشرية ، وكلاهما حلقة فى سلسلة التبليغ.


وتأمل قوله تعالى : (( بالروح )) فى هذه الآية ، ولم يقل ربنا ( القرآن ) ، والروح : هو الوحىمن قرآن وغيره ،ولو أراد الله سبحانه القرآن على وجه الخصوص لصرح به. ولكنه سبحانه وتعالى عَدَلَ عن كلمة ( القرآن ) إلى كلمة ( الروح ) لإفادة الشمول ، شمول الوحىمن قرآن وسنة.


ويقول سبحانه أيضاً عن هداة الحلق : (( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ )) [ النحل :36 ]


ويقول : (( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (43) )).


ويقول : (( تَاللَّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (63) )). والمقابلة هنا واضحة جداً وفى أجلى صورها.


ويقول أيضاً عن هداة الحق : ( وَلَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْهُمْ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ وَهُمْ ظَالِمُونَ (113) )).


= نخلص مما سبق أن سياق السورة قدجاء فىمعرض الحديث عن رسل الله إلى خلقه ، وليس فى معرض الحديث عن الكتب المنزلة إلى هؤلاء.


فبعد أن ذكر ربنا سبحانه - فى بداية السورة - أنه ينزل الملائكة بالروح على من يشاء من عباده ، ضرب لنا مثل حق يتمثل فى سيدنا إبراهيم صلى الله عليه وسلم حيث يقول ربنا جل وعلا : (( إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (120) )).


ثم يأتى الأمر الإلهى بأن يتبع النبى صلى الله عليه وآله وسلم ملة أبيه إبراهيم عليه السلام ثم تختتم السورة المباركة بالتوجيهات الربانية والإرشادات الإلهية للرسول صلى الله عليه وسلم أن يدع إلىسبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة وأن يجادلهم بالتى هى أحسن.
رد مع اقتباس