عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 2007-09-13, 06:27 AM
أبو جهاد الأنصاري أبو جهاد الأنصاري غير متواجد حالياً
أنصارى مختص بعلوم السنة النبوية
 
تاريخ التسجيل: 2007-07-22
المكان: الإسلام وطنى والسنة سبيلى
المشاركات: 8,398
افتراضي

إذا تأملنا سياق سورة النحل وجدنا الكثير والكثير من الملاحظات والأدلة الدامغة على أن قول الله تعالى : ( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس من نزل إليهم ) قد جاءت فى معرض الحديث عن السنة النبوية المطهرة.

ولنبدأ مسيرتنا مع السورة المباركة.

1- يقول الله سبحانه وتعالى :


بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ<O:p</O:p

أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (1) يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ (2)


نلاحظ - بادئ ذى بدء - أن السورة ليست من السورة المبدوءة بالحروف المقطعة ، والتى افتتحت بها تسع وعشرين سورةفى القرآن الكريم. ومن هذا نستنتج - مبدئياً - أن السورة لم تأت للحديث عن القرآن الكريم بصفة خاصة وأن موضوعها يتناول أمور أخرى غير القرآن ، ذلك أننا إذا تأملنا جميع السور التى بدئت بالحروف المقطعة : ( الم ، حم ، ص ، ق ...... إلخ ) وجدن أن القاسم المشترك بين جميع هذه السور هو أنها تتناول وتتحدث عن القرآن الكريم.


ولا يمتنع - بطبيعة الحال - أن يأتى ذكر القرآن الكريم فى سور أخرى غير مبدوءة بالحروف الهجائية المقطعة ، ولكننا نقول أن فى السور العادية - غير المبدوءة بالحروف الهجائية المقطعة - لا تعد قضية القرآن هى القضائية الأساسية الأولى ، بل إن هناك أمور عقائدية أخرى هى التى تركز عليها تلك السور كالإيمان بالله أو اليوم الآخر أو الإيمان بالرسل وهكذا. بينما تأتى قضية القرآن فى تلك السورة فى منزلة تالية ، فى الوقت الذىتتصدر فيه قضيةالقرآن والكتب السماوية والإيمان بها المنزلة الأولى فى السور المبدوءة بالحروف المقطعة.
رد مع اقتباس