عرض مشاركة واحدة
  #13  
قديم 2009-04-26, 02:18 AM
أبو جهاد الأنصاري أبو جهاد الأنصاري غير متواجد حالياً
أنصارى مختص بعلوم السنة النبوية
 
تاريخ التسجيل: 2007-07-22
المكان: الإسلام وطنى والسنة سبيلى
المشاركات: 8,401
افتراضي



سبق أن طرحت على صاحب الموضوع عدة أسئلة الهدف منها بيان الحق ، وبيان مرد الله تعالى من قوله : وما آتاكم الرسول فخذوه ولكنه تهرب من الأسئلة ، وادعى أن لكل واحد الحق فى أن يفسر الآية على هواه ، وهذا لا يجوز فى شرع الله القائل : قل إنما حرم ربى الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغى بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطاناً وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون فتأمل أن الله سبحانه قد جعل القول على الله بغير علم من أعظم الذنوب ، فرتب الذنوب تصاعدياً ومر بالشرك ثم ختمها بالقول عليه بغير علم لنعلم أنها من الكبائر.
وأنا أعجب كيف لرجل يدعى أنه يحافظ على القرآن ويضحى بالسنة فى سبيل ذلك ( كما يزعم ) ثم يقول هذا القول على القرآن الكريم.
على كل حال سأضع - مرة أخرى - تلك الأسئلة ثم أجيب عنها بعد ذلك :
قلت:
فى قوله تعالى : وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب
س1: هل تعلم ما فائدة قوله تعالى : ما ولم يقل ( الذى )؟
س2 : هل تعلم مافائدة قوله تعالى : آتاكم ولم يقل ( أعطاكم )؟
س3: هل تعلم ما فائدة قوله تعلى : الرسول فى هذا المقام ولم يقل ( النبى )؟
س4 : هل تعلم ما فائدة قوله تعالى : فخذوه ولم يقل : ( فاقبلوه )؟
س5 : هل تعلم ما فائدة قوله تعالى : نهاكم ولم يقل : ( منعكم )؟

وهذه الإجابة:
نعم الآية ق جاءت فى سياق قسمة الفئ ، ولكن القاعدة الصولية تقول : ( العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ) فالآية نزلت فى تلك الواقعة ولكن ليس معنى هذا أنها قاصرة عليها فقط ، بل هى جاءت لكل زمان ولكل مكان ، ولو نزلت فقط لتلك الحالة فما فائدة وجودها فى القرآن بعد أربعة عشر قرناً من الزمان؟
إن هذا افتراء لا يجوز على الله.
ولمن يرفض هذه القاعدة الأصولي ، فهذه عادة أهل الباطل ، أن يرفضوا الحق وأدلته. فسأسوق دليلاً عقلياً علمياص على ما أقول:
عندما نقوم بدراسة الرياضيات فى المدرسة ، فبعد أن يسوقوا لنا النظرية يضعون أمامنا مثالاً وتدريباً وتطبيقاً عليها ، عبرة عن تمرين واحد بأرقام معينة وعلى غراره نسير فى باقى المسائل والتمارين مهما اختلفت الأرقام والقيم ، وقد يبدأون معنا بالعكس ، يضعون مثالاً بأرقام معينة ، ثم يستخلصون منه القاعدة ، فهل يقول قائل أن هذه النظرية قد جاءت لهذه الأرقام فقط دون غيرها ، ولا يجوز تطبيقها على ما وراء ذلكم؟! هل سنجد عاقل أو نصف عاقل يؤيد هذا الزعم؟!

ورداً على سؤال الأول وهو عن حكمة ما ألا وهى أن ( ما ) من صيغ العموم ، أى ( كل الذى يأتى به الرسول ) وهذا دليل على أن الآية ليست خاصة بواقعة الفئ ،بل هى أعم. فلو قال ربنا : ( خذوا الذى أتاكم الرسول ) لكان يمكن حمله على خصوص الفئ ، لأن ( الذى ) موصولة وهى من أدوات التخصيص لا التعميم.

وسنجد العموم هو الصفة السائدة لكل ألفاظ الآية الكريمة.
وقوله : آتاكم يختلف عن ( أعطاكم ) فالثانية تدل على وجود أجر مقابل عمل أو على سبيل العطاء والكرم ، كقوله تعالى : ولسوف يعطيك ربك فترضى و إنا أعطيناك الكوثر ، أما الثانية آتاكم فهى على سبيل التكليف كقوله تعالى : ولقد آتيناك سبعاً من المثانى والقرآن العظيم وهذا الفرق بين آتينا وأعطينا هو خلاصة بحث قمت به بين هاتين الكلمتين واستخدامهما فى القرآن الكريم ، حيث أن لكل منهما استخدام لا يتقوم به الأخرى.

وقوله : الرسول ولم يقل : ( النبى ولا محمد ) ولا أى اسم يشير به إلى النبى ليعلمنا أن المقام هنا هو مقام تبليغ رسالة معينة من مرسل آخر إلى مستقبلين ، ولا يمكن أن يكون الفئ مرسل من الله ، بل الذى يأتينا من الله هو الوحى ،ولهذا قال : وما آتاكم الرسول

وقوله : وما نهاكم عنه هو خاص بالأمر والنهى ، ولو كان الأمر متعلقاً بالفئ لقال : ( وما منعه عنكم فامتنعوا عنه ) .

وقوله : واتقوا الله إن الله شديد العقاب تأتى فى مقام النهى والزجر عن مخالفة التشريع ، أما أن يأخذ الناس الفئ أو يتركوه فما علاقة هذا بتقوى الله وبشدة عقابه؟!

وعليه فإن الآية عامة فى كل ما يأتينا به الرسول والرسول جاءنا منه القرآن والسنة فيتوجب علينا ألا نرد أحدهما ، وأن نتقى الله ومن يخالف فـ إن الله شديد العقاب .
__________________
قـلــت :
[LIST][*]
من كفر بالسـّنـّة فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله تعالى يقول : (( وما آتاكم الرسول فخذوه )).
[*]
ومن كذّب رسولَ الله ، فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ،لأن القرآن يقول : (( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى )).
[*]
ومن كذّب أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله سبحانه يقول فيهم : (( رضى الله عنهم ورضوا عنه )).
[*]
ومن كذّب المسلمين فهو على شفا هلكة ، لأن القرآن يقول : (( يأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )) والنبي - صلى الله عليه وسلم يقول : ( من قال هلك الناس فهو أهلكهم ).
[/LIST]
رد مع اقتباس