[أبو جهاد الأنصاري]

جزاكم الله خيراً إخوانى الكرام على هذه المعلومات القيمة ، جعلها الله فى ميزان حسناتكم جميعاً.

عندما يزمع أحدنا أن يقيم وليمة فى عرس و عقيقة مثلاً ، فإن أكثر شئ يهم صاحب الوليمة أن يعد له هو أن يكفى الطعام جميع من سيحضرون ، وأنتم تعلمون أنه فى غالب الحال يأتى عدد كبير وغير محسوب له حساب ، وإن أكثر شئ يسوء صاحب الوليمة هو ألا يجد أحدهم طعاماً أم أن ينتهى الطعام ويبقى هناك من لم يأكل ، هذه المسألة تمثل هاجساً مخيفاً لصاحب الوليمة بل يعتبرها الناس عاراً ، لو وقعت!!

وعليه فإن الحل الأمثل الذى يلجأ إليه صاحب الوليمة هو أ يصنع طعاماً سهل الإعداد ورخيص التكلفة ، وسريع الإعداد ، ألا وهو الثريد ثم يشفع هذا بأصناف الطعام الأخرى بجوار الثريد.

فإذا قعد الناس للطعام حول الثريد نال جميعهم ما شاء منه ثم تتجه أيدهم إلى الأصناف الأخرى فتكون بمثابة عامل مساعد للثريد ، بينما الثريد هو الأصل ، وهو صمام الأمان ليكفى الطعام الجميع.

وإذا تأملنا حال أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها وهى من هى؟ هى أكثر امرأة بلغت الدين عن رسول الله لقد روت السيدة عائشة كما ورد فى المسند ألفين ومائتين وعشراً من الأحاديث النبوية ، ربما فاق جميع الأحاديث التى رويت عن جميع الصحابيات الأخريات بما فى ذلك أمهات المؤمنين الأخريات ، وهذا لأسباب منها أنها كانت أصغر أمهات المؤمنين سناً فقد تزوجها النبى وهى ابنة سبع سنوات وبنى بها وهى ابنة تسع سنوات وعاشت بعده كثيراً لقرابة عام 59 هـ فاحتاج الناس إلى علمها فسألوها وأجابتهم ، بل إن هناك من الصحابة من كان يذهب إليها ويسألها السؤال فيما يخص حال النبى مع أهله فتفتيهم بما كانت ترى من رسول الله فتفاضلت على جميع نساء الدنيا بهذه المزية التى لم تحدث لغيرها ، فكانت أفضل من جميع النساء كأفضلية الثريد على سائر الطعام لمافيه من الخير والبركة والوفرة ليكفى جميع الناس.

وبالهناء والشفاء.