عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 2023-02-18, 03:39 PM
Nabil Nabil غير متواجد حالياً
مشرف قسم التاريخ الإسلامى
 
تاريخ التسجيل: 2009-08-07
المشاركات: 3,059
افتراضي { الرَّحْمَن } .. اسم أم صفة؟ / إعداد: د. أحمد مُحمَّد زين المنّاوي ق2

{ الرَّحْمَن } .. اسم أم صفة؟

إعداد: الدكتور أحمد مُحمَّد زين المنّاوي
القسم الثاني والأخير




تأمّل هذه.. اسم { الله } تكرّر في القرآن 2704 مرّات، وهذا العدد = 52 × 52
الآن تأمّل هذه الآية من سورة آل عمران..

{ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135)}

أحرف اسم { الله } تكرّرت في هذه الآية 52 مرّة.
وأحرف اسم { الرَّحْمَن } تكرّرت في هذه الآية 52 مرّة.
الآية نفسها عدد حروفها 104 أحرف، وهذا العدد يساوي 52 + 52

وتأمّل هذه الآية من سورة مُحمَّد..

{ وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفًا أُوْلَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ (16)} [مُحمَّد]

أحرف اسم { الله } تكرّرت في هذه الآية 52 مرّة.
أحرف اسم { الرَّحْمَن } تكرّرت في هذه الآية 52 مرّة.
الآية نفسها عدد حروفها 104 أحرف، وهذا العدد يساوي 52 + 52
تأمّل هذا التطابق المذهل بين الآيتين!
مع الانتباه إلى أن اسم { مُحمَّد } ورد للمرّة الأولى في القرآن في سورة آل عمران!

الآيتين معًا.. اجمع الآيتين معًا لترى الأعجب..

{ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135)} [آل عمران]
{ وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفًا أُوْلَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ (16)} [مُحمَّد]

الآية الأولى: أحرف اسم { الله } تكرّرت 52 مرّة، وأحرف اسم { الرَّحْمَن } تكرّرت 52 مرّة أيضًا.
مجموع تكرار أحرف الاسمين في الآية الأولى يساوي 104، وهو عدد حروف الآية نفسها!
الآية الثانية: أحرف اسم { الله } تكرّرت 52 مرّة، وأحرف اسم { الرَّحْمَن } تكرّرت 52 مرّة أيضًا.
مجموع تكرار أحرف الاسمين في الآية الثانية يساوي 104، وهو عدد حروف الآية نفسها!
الآية الأولى ترتيبها من بداية المصحف رقم 428 والآية الثانية ترتيبها من بداية المصحف رقم 4561
الفرق بين ترتيب الآيتين من بداية المصحف (4561 – 428) يساوي 4133
العدد 4133 أوّليّ ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 569
العدد 569 أوّليّ أيضًا وترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 104
تأمّل كيف عدنا إلى العدد 104 من طريق الأعداد الأوّليّة!
تأمّل كيف يتعامل القرآن مع الأعداد الأوّليّة!!
إلى المكذبين بهذا القرآن: ما رأيهم في هذه الحقائق الرقمية الدامغة؟!
هل ما زالوا يزعمون أن مُحمَّدًا صلى الله عليه وسلّم هو من نظم هذا القرآن؟!

النتيجة.. { الرَّحْمَن } بين الصفة والاسم..
ورد { الرَّحْمَن } في القرآن 57 مرّة!
واجتماع صفتين مترادفتين يتعارض مع أبسط أساليب البلاغة والإيجاز!
إذًا فـ { الرَّحْمَن } اسم { للَّه }، وليس صفة من الصفات مثل { الرَّحِيْم }!
قد تتساءل! ولك الحق أن تتساءل:
إذا كان { الرَّحْمَن } اسمًا، فلماذا اجتمع مع اسم { اللَّه } في البسملة؟!

الألوهية والربوبية بين { اللَّه } و { الرَّحْمَن }!
{ اللَّه } .. اسم لرب العزَّة، ويختص بصفات الألوهية.
{ الرَّحْمَن } .. اسم لرب العزَّة، ولكنه يختص بصفات الربوبية.
ولهذا اجتمع الاسمان في البسملة التي تكرَّرت كآية مرّتين اثنتين في القرآن.
الصفة الوحيدة في البسملة هي { الرَّحِيْمِ }.
{ الرَّحِيْمِ } صفة لاسم { اللَّه }، وصفة لاسم { الرَّحْمَن } أيضًا.
فاللَّه عزّ وجلّ رحيم في ألوهيته، ورحيم في ربوبيته.

وهذا بيِّن في قوله تعالى:
{ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرحْمَنِ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا (37)} [النبأ]

ولهذا بدأت سورة الرحمن وهي السورة التي تضمّنت أكبر تكرار لآية من آيات القرآن..
{ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ }
فقد تكرَّرت هذه الآية في سورة الرحمن 31 مرّة!
وهي السورة التي تُذكّر الإنس والجن بنعم { آلاَء } اللَّه عليهم!
لقد ورد لفظ { رَبْ } في سورة الرحمن 36 مرّة، وعدد آيات سورة الرحمن 78 آية ومجموع العددين = 114
إذًا { الرَّحْمَن } اسم لرب العزَّة ومعناه المتفضل على خلقه بالعطاء والنعم.

تأمّل..
{ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ (1)} [الفاتحة]
{ إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ (30)} [النمل]

وفيما عدا ذلك لم يجتمع الاسمان { اللَّه } و { الرَّحْمَن } في القرآن أبدًا!
وقد ورد { الرَّحْمَن } اسمًا مستقلًّا 55 مرّة في القرآن!
الآن يمكنك أن تفهم لماذا جاء ترتيب سورة الرحمن في المصحف رقم 55!
ويمكننا أن نفهم لماذا جاءت الآية الأولى في سورة الرحمن من كلمة واحدة فقط: { الرَّحْمَن (1)}

استفهام: { وَمَا الرَّحْمَنُ }؟!
{ وَإِذَا قِيْلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُوْرًا (60)} [الفرقان]

إن { الرَّحْمَن } اسم لربّ العزَّة وليس صفة من الصفات!
فإذا كان { الرَّحْمَن } صفة مرادفة للرحيم، فلماذا استنكر المشركون هذا الاسم؟
اقرأ الآية جيّدًا وتوقَّف عند استفهامهم: { وَمَا الرَّحْمَنُ }!
إذا كان الاسم مشتقًا من الرحمة كما يرى بعضهم، فلماذا يستفهم عنه المشركون وهم أهل البلاغة والفصاحة واللُّغة؟ إنه اسم لم يألفوه واشتقاق يجهلونه ولذلك استفهموا عنه: { وَمَا الرَّحْمَنُ }!
ويتفق ذلك مع ما جاء في سيرة صلح الحديبية، حينما تم الاتفاق بين النبي -صلى الله عليه وسلّم- ومندوب قريش، سهيل بن عمرو، على بنود الصلح، ونادى النبي - صلى الله عليه وسلّم - علي بن ابى طالب - رضي الله عنه - لكتابة الصلح وقال له اكتب يا علي: { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ } ، فقال له سهيل بن عمرو: واللَّه ما ندري ما الرحمن: اكتب ما كنت تكتبه من قبل، اكتب بسمك اللَّهم!!
فتأمّل قول سهيل بن عمرو: واللَّه ما ندرى ما الرحمن!!

استعاذة مريم عليها السلام بالرحمن
عندما نزل جبريل إلى مريم العذراء ليبشِّرها بعيسى -عليه السلام- ماذا قالت؟

{ قَالَتْ إِنِّيْ أَعُوْذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا (18)} [مريم]

عندما يستغيث ويستعيذ الإنسان فإنه يلجأ إلى صاحب القدرة والقوة والسلطان!
فكيف يُعقل أن تستعيذ امرأة ضعيفة وتستقوي بالرحيم؟
إذًا { الرَّحْمَن } ليس مشتقًا من الرحمة كما يظن كثير من الناس!

تخويف إبراهيم أباه بالرحمن

{ يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُوْنَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا (45)} [مريم]

توقّف كثيرًا عند قول إبراهيم -عليه السلام-: { يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ }!
إن الذي يُعذِّب هو القوي القادر القاهر ذو السلطان وليس الرحيم!
العذاب والرحمة نقيضان لا يجتمعان أبدًا!
إذًا { الرَّحْمَن } ليس مشتقًا من الرحمة وليس مرادفًا للرحيم!
فـ { الرَّحْمَن } اسم مقصور على اللَّه عزّ وجلّ لا ينبغي أن يُسمى به إنسان أبدًا!

دلائل اسم { الرَّحْمَن } في القرآن
{ قُلْ لَوْ أَنتُمْ تَمْلِكُوْنَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفَاقِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ قَتُوْرًا (100)} [الإسراء]
{ أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيْزِ الْوَهَّابِ (9)} [ص]

تأمّل جيّدًا الآيتين واقرأهما أكثر من مرّة.. ماذا فهمت من كلمة { رَحْمَة } في الآيتين؟
إنها تعني النعم والآلاء والأرزاق!

تأمّل أيضًا..
{ وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوْسٌ كَفُوْرٌ (9)} [هود]
المقصود بـ { رَحْمَة } هنا النعمة!

وتأمّل..
{ وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُوْ الرَّحْمَةِ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُم مَا يَشَاءُ كَمَا أَنْشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِيْنَ (133)} [الأنعام]

تأمّل كيف جاءت { الرَّحْمَة } بعد صفة { الْغَنِي }!

وتأمّل ..
{ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِيْنَ وَلَا يَزِيْدُ الظَّالِمِيْنَ إِلَّا خَسَارًا (82)} [الإسراء]
في هذه الآية جاءت { رَحْمَة } بمعنى نعمة الوحي على عباده المؤمنين!

وتأمّل ..
{ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوْبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (8)} [آل عمران]

هذه الآية خُتمت بصفة اللَّه { الْوَهَّاب }!

تأمّل..
{ أَهُمْ يَقْسِمُوْنَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيْشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُوْنَ (32)} [الزخرف]

تأمّل كيف جاءت { رَحْمَة } ، { رَحْمَت } بمعنى الرزق!

تأمّل..
{ وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا (88)} [مريم]

هناك استنكار ضمني!
فـ { الرَّحْمَنُ } الذي يهب الولد لغيره..
و { الرَّحْمَنُ } الذي بيده خزائن السماوات والأرض ليس في حاجة لأن يتَّخذ ولدًا!
فهذه بعض دلالات اسم { الرَّحْمَنُ } لم ندرك معناها الحقيقي حتى الآن!
فلنتأمّل!!
------------------------------------------------------------------
المصدر:
مصحف المدينة المنَّورة برواية حفص عن عاصم (وكلماته بحسب قواعد الإملاء الحديثة).

انتهى القسم الثاني والأخير
رد مع اقتباس