عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 2007-08-21, 01:22 AM
أبو جهاد الأنصاري أبو جهاد الأنصاري غير متواجد حالياً
أنصارى مختص بعلوم السنة النبوية
 
تاريخ التسجيل: 2007-07-22
المكان: الإسلام وطنى والسنة سبيلى
المشاركات: 8,350
افتراضي

ورغم المحاولات المضنية لمنكري السنة لاستنباط الأحكام التفصيلية من القرآن الكريم إلا أن تلك المحاولات لا تزيدهم إلا بعداً عن دين الإسلام فأصبحوا ينكرون أشياءً معلومة من الدين بالضرورة لا لشئ إلا لفشلهم في استنباط من القرآن الكريم , فأنكروا الخمسة المفروضات وادعوا أنهن ثلاث فقط , وبهذا خرجوا من دين الإسلام جملة وتفصلاً.

ولا شك أنهم قد بنوا بيتهم كما يبني العنكبوت بيته : (( وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت )) ذلك أننا إذا نحينا السنة جانباً فلسوف نصطدم بأمور , جد عسيرة , ولا قِبل لنا بها . فلا أدري كيف يفسر المنكر للسنة قول الله تعالي (( إن الله وملائكته يصلون على النبي يأيها الذين آمنوا صلوا علية وسلموا تسليماً ))

فماذا سيجيبنا المنكر للسنة إذا ما سألناه : كم ركعات الصلاة علي النبي ؟ وما وقتها ؟ وهل الطهارة شرط لصحتها ؟ وماذا لو تعذر علينا استقبال القبلة وتحديداً اتجاهها هل تسقط عنا الصلاة علي النبي ؟

عندما أمرّ علي هذه الآية بالذات وأتذكر الموقف الحرج الذي يقع فيه منكرو السنة عند تأويلها , لا أدري لماذا أتذكر قول أحد النصارى وهو يحاورنى وقد ذكر لي هذه الآية ثم قال : { لمن يصلي الله }؟ تُرى لو أن ذلك النصراني الكافر إذا ما وجه سؤاله هذا إلى المنكر للسنة , فبماذا سيجيبه . أتخيل الأن الابتسامة العريضة الصفراء التي ستبدو علي وجه النصراني عندما يتوتر المنكر للسنة ويسقط في يديه و يتصصب منه العرق عندما يسمع هذا السؤال وهو حائر لا يجد مخرجاً له.

فإن قال المنكر للنصراني أن الصلاة علي النبي غير الصلاة المعروفة فسيقول له النصراني : أين الدليل علي هذا من القرآن الكريم ؟

وسيقول له النصراني كذلك : إن هذا القول هو قول أهل السنة فأن كان حقاً فلماذا لا تتبعهم , وأن كان غير ذلك فلماذا لا تتبعني ؟

كذلك من أعجب الأمور التي تواجه المنكرين للسنة في شأن الصلاة هو اختلافهم وتذبذبهم وعدم اتفاقهم علي قول جامع في الشئ الواحد .

ـ ناظرت اثنين من المنكرين للسنة , في مناظرتين منفصلتين , ودار حوارنا في كل مرة عن الصلاة المفروضة : عددها ومواقيتها وكيفيتها ـ ووجدت من هؤلاء شهوة كبيرة في الكتانة , ماذا يكتبون ؟ أي شئ المهم أنهم يكتبون .

الأول يقول هم ثلاثة ولكن بدون الظهر والعصر . والثانى يقول : بل هم ثلاثة بدون الظهر والمغرب ، أما الكيفية التي ذكرها كل منهما فاختلافهما في ذلك أوسع من أن نحصره .
وهنا وقفت مع نفسي لحظة لأتأمل , الصلاة.
الركن العملي الأول في الإسلام , الصلاة التي أجمعت عليها الأمة قاطبة علماءً وعامهً ,
الصلاة التي أصبح غير المسلمين يميزون المسلمين بها عن غيرهم , الصلاة التي يصليها جميع فرق الأمة الثلاث والسبعون دون اختلاف يأتي اليوم منكرو السنة ويقولون : لا هي ليست كما يصلون , نحن سنضع لكم صلاة بمواصفات جديدة عند هذه اللحظة أدركت يقينياً أنة كما أن اجتماع الأمة هو عز لها كذلك فأن في افتراقها عز لها . كيف هذا ؟

ويكون هذا دليل قاطع علي بطلان مذهب منكري السنة . لماذا؟

لأنة لو افتراضنا أن هناك صلاة غير هذه الصلاة المعروفة ألم يكن تلك الفرق أن تحافظ عليها بهيئتها وتشنع علي أية فرقة أخري تغير في هيئة الصلاة ؟
من هنا أجد أن كل آية تتحدث عن الصلاة والطهارة والاغتسال في كتاب الله دليل قاطع علي حجية السنة النبوية المطهرة .
رد مع اقتباس