عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 2007-09-19, 08:22 PM
أبو جهاد الأنصاري أبو جهاد الأنصاري غير متواجد حالياً
أنصارى مختص بعلوم السنة النبوية
 
تاريخ التسجيل: 2007-07-22
المكان: الإسلام وطنى والسنة سبيلى
المشاركات: 8,398
افتراضي

ثم نعود ونتأمل سياق السورة الكريمة ، ونتدبر ونتأمل ، لننبهر بما جاءت به فى معرض إثبات حجيةالسنة المحمدية.

هيا بنا نتأمل قول الله تعالى : (( وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذى من الجبال بيوتاً ومن الشجر ومما يعرشون )) [ النحل : 68 ] إن هذه الآية دليل على حجية السنة النبوية. ( كيف؟ ).

لنتأمل الحكمة من ذكر الوحى إلى النحل فى معرض الحديث عن الوحى إلى الرسل. وقبل أن ألمس هذه المسألةيجب أن نبين أولاً أن الوحى إلى الرسل يختلف عن الوحى إلى النحل ، ولكنهما يشتركان فى الأصل اللغوى لمعنى كلمة ( وحى ) والتى هى إعلام فى خفاء. أما الوحى إلى الرسل فيقصد به إبلاغهم بالشرائع ، أما الوحى إلى النحل فيقصد به ما أودعه الله سبحانه وتعالى من غريزة داخلية وفطرة تجعلها تهتدى لما أرادها الله أن تهتدى إليه مصداق قوله تعالى : (( الذى خلق فسوى والذى قدر فهدى )) [ سورة الأعلى : 2-3 ] .

أرى - والعلم عند ربى - أن الحكمة فى الجمع بين ذكر الوحى إلى الرسل والوحى إلى النحل هو أن ندرك أن هناك أشكالاً متعددة من الوحى فالله سبحانه يقول : (( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ (25) )) [ سورة الأنبياء ] . كذلك فإن الله سبحانه يوحى إلى عبده ونبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم فيقول : (( إن هو إلا وحي يوحى )) [ سورة النجم ] ، ثم ها هو الله سبحانه يوحى إلى النحل : (( وأوحى ربك إلى النحل )) مع الاختلاف بين صفتى الوحىفى الحالتين لنعلم أن للوحى أشكالاً متعددة ، وليست كلها الوحى بمعنى إنزال كلام الله بلفظه على رسوله ، بل إن هناك أنواع أخرى مث أن ينزل الله كلامه علىرسله بالمعنى لا باللفظ كما فى حالة إنزال السنة .

وهنا يتبادر إلى ذهنى تساؤل : هل يعجز العقل السليم ذو الفطرة الصحيحة النقية أن يدرك أن السنة وحى من عند الله؟! إذا كان الله سبحانه يوحى إلى النحل وحياً يناسبها ، وهووحى فى أمور الدنيا ، أيمتنع أن يوحى الله إلى نبيه بأشكال متعددة من الوحى منها ما هو باللفظ والمعنى " القرآن " ومنها ما هو وحى بالمعنى دون اللفظ " السنة" القولية ومنها ما هو وحى إقرارى كما فى السنة الفعلية ؟!

ألم أقل لكم أن هذه الآية دليل على حجية السنة؟
رد مع اقتباس