عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2007-09-12, 12:53 AM
أبو جهاد الأنصاري أبو جهاد الأنصاري غير متواجد حالياً
أنصارى مختص بعلوم السنة النبوية
 
تاريخ التسجيل: 2007-07-22
المكان: الإسلام وطنى والسنة سبيلى
المشاركات: 8,350
الأدلة القرآنية على حجية السنة النبوية - الجزء الثالث ( وأنزلنا إليك الذكر )

الأدلة القرآنية على حجية السنة النبوية


الجزء الثالث : <O:p

( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نُزّل إليهم ) [ النحل : 44 ]<O:p

عندما يتحاور أصحاب العقائد المختلفة ، فإن كل فريق منهما يستند إلى مجموعة من الأدلة والبراهين التى يحاول أن يثبت بها صحة مذهبه وحسن معتقده.<O:p

ولا يقتصر الأمر عند هذا الحد ،بل يتعداه إلى ضرورة أن يفند كل طرف أدلة الطرف الآخر ، وينقضها ، ويحاول أن يزيل عنها دلالتها عل صحة ذلك المنهج والمعتقد المخالف.<O:p

وعندما كنا نتحاور مع منكري السنة ، كنا نأتى بأدلة كثيرة من القرآن الكريم نثبت بها حجية السنة النبوية فى التشريع الإسلامى ، مثلها مثل القرآن سواءً بسواء. وهى أدلة كثيرة وغزيرة ومتوافرة بحمد الله تعالى ، ولا يردها إلا من حُرم نعمة العقل.<O:p

ومن تلك الأدلة القرآنية على حجية السنة النبوية قول الله تعالى فى سورة النحل : ( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نُزّل إليهم ) وأهل السنة والجماعة يذهبون إلى أن ( الذكر ) الوارد فى الآية الكريمة هو السنة النبوية ، وأن ( ما نُزّل إليهم ) تشير إلى القرآن الكريم. وبهذا الفهم ، وبناءً على هذا التفسير ، فإن هذه الآية هى نصٌ صريح على حجية السنة النبوية فى التشريع.<O:p

وبطبيعة الحال فإنه يحلوا لمنكري السنة أن ينزعوا دلالة هذه الآية على حجية ، فيحرفون الكلم عن مواضعه ، ويذهبون بتأويلاتها إلى معنى آخر سوف نذكره قريباً إن شاء الله ، ثم نبين فساد قولهم فيها.<O:p

ومن البديهى أن نعلم أنه لو كانت هذه الآية لا تدل نصاً ولا فهماً على حجية السنة ، فإن هذا لا يعنى – بالضرورة – انعدام كون السنة حجة فى التشريع ، لماذا؟ لوجود أدلة أخرى كثيرة تثبت هذا ،وانعدام أحد هذه الأدلة لا يعنى بالضرورة انعدام الكل.

ويحاول منكرو السنة التشكيك فى معنى الآية الكريمة ،وينسون أو يتناسون أن الذين فسروا لنا هذه الآية وقالوا أنها تدل على حجية السنة ، هم أنفسهم الذين نقلوا لنا هذه الآية وهذا القرآن وهم أنفسهم الذين عرفونا أن هذا القرآن هو كلام الله ، فهذه حجة على منكري السنة ، إذ كيف يقرون بصدق الصحابة والتابعين وأهل السنة فى تبليغ كلام الله نصاً ، ولا يقرون لهم بصدقهم وأمانتهم فى تبليغ كلام الله فهماً!؟<O:p

ويذهب منكرو السنة فى تفسيرهم لقوله تعالى : ( وأنزل إليك الذكر لتبين للناس ما نُزّل إليهم ) إلى أن الذكر الوارد فى الآية الكريمة هو القرآن الكريم ، وهو يبين للناس ما نُزّل إليهم من الكتب السابقة كالتوراة والإنجيل وغيرها.<O:p

هذا قولهم بأفواههم ، وسندهم فى هذا أن الآية الكريمة قد جاءت فى سياق الحديث عن الأمم السابقة ، وليس فى إطار أو سياق الحديث عن السنة النبوية.<O:p

والحقَ أقول ، أننى عندما تلقيت هذا القول ، وتلك الحجة ،كنت أتحسب قليلاً عن الاستدلال بهذه الآية على حجية السنة ، وظل الأمر يشغل خاطرى.<O:p

ولكن لإيمانى القوى واليقينى بصحة منهج أهل السنة والجماعة فى التلقى والاستدلال ، وخطأ كل من يخالفهم ،أخذت أتأمل الآية الكريمة مرات ومرات ، مرة على مستوى عموم السورة ، ومرة ثانية على مستوى خصوص الآية ، ومرة ثالثة على مستوى ألفاظها ، ومرة رابعة على مستوى حروفها.<O:p

فثبت ، عندى ، بما لا يدع مجالاً لشك أن الآية الكريمة دليل قاطع على حجية السنة النبوية فى التشريع الإسلامى.


يتبع ...<O:p</O:p
رد مع اقتباس