علي عـزت بيجوفيتش وجهوده الرائعة في نقد اللادينية
الأُسـتـاذ علي عـزت بيجوفيتش
إنه حسنـة الأيـام وأويـس هذا الزمـان وشـامة الإسلام العَلم الإمـام أول رئيس مسلم لجموريـة البوسنة والهرسك الإسلاميـة أُستـاذي وأستـاذ الأُستـاذين علي عزت بيجوفيتش الرجل الشـامخ المتواضع عزيز النفس المُهذب .. الرجل الذي لم نحفظ قدره ولم نُعطهِ حقـه مع أني لا أعرف في تـاريخ الدنيـا رجلا قـام بنقد الإلحـاد أكفـأ منه ولا أقدر منه ولا ألم بالثقافات والحضارات وعلوم الأمم منه
ولا أعرف في تـاريخ الدنيـا كتـابا قـام بنقد الإلحـاد واللادينيـة خير قيـام أعظم من كتـابه ( الإسلام بين الشرق والغرب ) كتـاب كل صفحة منه تستحق رحلة .. كتـاب لا أتصـور مُسلمـا يتكلم في الإلحـاد إلا بعد أن يقرأه مائة مرة أو مائتين ويحفظ فصولا كاملة منه عن ظهر قلب ولا أتصـور مسلمـا يتكلم في العلمـانية قبل أن يستحضر كل فقرة منـه
ولو كُنت مُشرفـا لما أجزت لمسلم أن يُحـاور ملحدا إلا بعد أن يحفظ نصف الكتـاب على الأقل .. ويكون الكتـاب كَمتن تُوضع له الحواشي والتعليقـات وهذا أقـل العلم
يذكر الأستاذ عبد الوهـاب المسيري أنه كان منبهرا جدا بكتاب الإسلام بين الشرق والغرب وحين جـاء الاستاذ علي عزت إلى مصر أقـام المسيري ندوة ثقـافية على شرف الأستـاذ على عزت وبدأ المثقفين في توجيه الأسئلة للأستـاذ فوجدوا أنفسهم أمام بحر من العلم واستيعاب الحضارات والثقافات والفلسفات ولكن الأستـاذ على عزت خَتم حديثه بكلمة عجيبة للغـاية لقد قال:- إني لست مهتمـا بالثقافة هذه الأيـام وعندي مُهمـة أكبر وهي توفير السلاح للمجاهدين ..... لقد أدهشتني عبـارته بحق إنه لا يعنيه على أي ثغر يقف طالما كان هذا الثغر في خدمة الإسلام والمسلمين ...رحم الله الأُستـاذ وبارك لنـا في علمه وخُلقه وأدبـه ونفعنـا بفكره وتواضعه !!
من أقوال الأستـاذ على عزت بيجوفيتش الخالدة في نقد الإلحـاد واللادينيـة :-
كيف للإنسـان ابن الطبيعة أن يتمرد على الطبيعة التي نشـا منهـا ؟إن لنا أصلا آخر لا نذكر عنه شيئـا لكنه مستقر في أذهاننا !
لا يوجد معنى لحيـاة الإنسـان إلا إذا ترفع فوق الطبيعة التي نشـأ منهـا
المادية تؤكد دائمـا ما هو مُشترك بين الحيوان والإنسـان بينما يؤكد الدين على ما يُفرق بينهمـا
إذا كان موسى أبو المادية وكان المسيح أبو الروحانيـة فإن محمدا أبو الإنسان
جماهير الشعوب المقهورة تطمح في مسيحية ذات برنامج اشتراكي أو اشتراكية غير ملحدة أو بكلمة واحدة إسلام
كلما نَمت معرفتنا عن العالم تزايد ادراكنـا بأننـا لا يمكن أن نكون اسيـاد مصائرنـا فنحن بين أن نكون متشـائمين أو مُسَلمين لله
لا يعني التسليم لله نوع من الإتكالية فكل السلالات البطولية كانوا من المؤمنين بالقدر
الخوف بدايـة للأخلاق كمـا أن خوف الله بدايـة لحب الله
كل ملحد يدافع عن الأخلاق والقيم العليـا المُطلقة فهو على حق لكن هذا لا يتسق مع مذهبه فالخير والشر نسبيـان
المساواة بين البشر هي مسألة ميتافيزيقية بحتة فإذا لم يكن الله موجودا فالناس بجلاء وبلا أمل غير متساوين وتأسيسا على الدين فقط يستطيع الضعفاء المطالبة بالمساواة
الحيوان بريء من الناحية الأخلاقية بينما الإنسان إمـا خير أو شرير لا يوجد انسان بريء من الناحية الأخلاقية فمنذ اللحظة التي هبط فيها الإنسان من السماء لا يستطيع ان أن يكون حيوان بريء إنما اختياره الوحيد أن يكون انسانا او لا إنسان
الأخلاق كالإنسـان تماما لا عقلانية لا طبيعية أو قُل فوق الطبيعة .. فالإنسان بالمنظور الإلحـادي المُجـرد وعلى أحسن الفروض هو حيوان ذو عقل - حيوان اجتماعي .. لكن هذا الكائن يظل محرومـا من الصفات الإنسـانية الصفـات الفوق طبيعية ومن ثَم يظل محرومـا من السمو الإنساني فالسمو الإنساني لا يكون إلا هبة من عند الله
الأخلاق تعني في صورتها النهائية الرائقة :- الحيـاة ضد الطبيعة .. ضد المـادة .. ضد العقـل .. ضد المصلحة الشخصيـة ...والمُحـرمات كالأخلاق تماما هي الأُخرى بلا معنى إلا في وجود الله..!!
والقراءة المتأنية للأديان تُشعِر أن هناك اتفاقا مُسبقا تم في مكان ما بين موسى وعيسى ومحمد
______________________
* كتـاب الإسلام بين الشرق والغرب .. تأليف:- علي عزت بيجوفيتش .. ترجمة :- محمد يوسف عدس .. مؤسسة بافاريـا
يمكنك تحميل الكتـاب من مكتبة الموقع
http://laelhad.com/index.php?p=2-2-76
__________________
رب همـة أحيـت أمـة بإذن الله المرء يعرف في الزمان بفضله وخصائل الحر الكريم كأصله
|