احمد البدوي وطائرات الاباتشي
احمد البدوي وطائرات الاباتشي
كانت الروايات قد ذاعت بأن السيد أحمد البدوي قادر على إحضار الأسرى من بلاد الفرنجة بإشارة يسيرة منه وهو فوق السطح في طنطا، حتى ليطير الأسير من عكا، وبعد ذلك يكون في طنطا يرسف في قيوده" الأمر الذي لا يستطيعه الكوماندوز الأمريكان ولو استعانوا بطائرات الأباتشي وأسلحة الليزر. لذا يردد أتباع البدوي في تراتيلهم : الله .. الله .. يا بدوى جاب اليُسرى - أي الأسرى - وعلى النقيض من شجاعة البدوي وبراعته في اقتناص أسرى الفرنجة من على السطوح ، كان خليفته المعروف باسم "الأبيض" وهو الشيخ محمد سالم الدمشقى، كان جباناً، إذ حاول التهرب من الخروج مع السلطان الغورى في حربه مع العثمانيين سنة 1516، لولا أن السلطان أرغمه على الخروج مع الجيش . وأخذ السلطان الغورى معه الصوفيين بطبولهم ومزاميرهم وأعلامهم، تبركاً وتيمناً بهم، إذ كان يظن أن دعاءهم مجاب ! وعندما اشتدت المعركة وحمى وطيسها قال لهم: "ادعوا لي الله بالنصر فهذا وقت دعائكم" ، وفعلا زعق الصوفيون ملء حناجرهم بالدعاء، وهُزِم السلطان الغورى هزيمة نكراء وأبيد عسكره وأصيب بالفالج ، بل لم يُعثر على جثته بعد أن ضاعت تحت سنابك الخيل ، إنها بركات الصوفية. وكان خليفة إبراهيم الدسوقى بصحبة خليفة أحمد البدوي في المعركة حيث ماتا شر ميتة ، ولم يجد دعاؤهما نفعاً في مواجهة بنادق العثمانيين التي لم يكن يعرفها المصريون، وربما نسيا- أي الخليفتان المصر وعان – أن يحضرا معهما في المعركة قواهما الخارقة وإمكاناتهما السحرية. ويصف لنا هذه الواقعة شاهد عيان وهو ابن زنبل الرمال الذى قال في كتابه "آخرة المماليك" : "وكان مع الغورى خلفاء المشايخ، مثل خليفة سيدي أحمد البدوى، وسيدي عبد القادر الجيلانى، وسيدي إبراهيم الدسوقي وأمثالهم، فلما وقعت الكسرة، أى الهزيمة، على الغورى بقي المشايخ المذكورون بحلب فلما سمعوا بأن السلطان سليم قادم إلى حلب خافوا من سطوته، فأخذوا في الذهاب نحو دمشق. ولما رآهم على بعد مع الرايات والأعلام – وهي من أدوات النصب التي لم تغن عنهم شيئاً – قال : ما هؤلاء ؟ قالوا له: هؤلاء خلفاء المشايخ كانوا جاءوا مع الغوري، فلما كُسر خرجوا يريدون الذهاب إلي مصر، فأمر بإحضارهم. فلما مثلوا بين يديه أمر بقطع رقابهم واحداً بعد واحد، ولم يرحم منهم كبيراً لكبره، ولا صغيراً لصغره، فقتلهم عن أخرهم، وكانوا يزيدون على ألف رجل" , ولم يستعن أي منهم بقدراته الخارقة من المشي على الماء أو الطيران في الهواء لكي يفر قبل قطع رقبته . ولا يوجد عاقل واحد صحيح الإيمان يصدق الكرامات المزعومة لهؤلاء الأولياء والشيوخ، لكن العوام والدهماء يصدقون ويعتقدون اعتقاداً راسخاً فى هذه الخرافات التى تؤثر فى سلوكياتهم. ولم يقل لنا أحد لماذا لا تحدث هذه الكرامات في أيامنا هذه وتتجلى أمام أعين المثقفين والمستنيرين من غير المسترهبين بأباطيل الصوفية، أم أنها كانت خاصة بالجهلة والمجاذيب في القرون الخوالي ؟ وبعدما اكتشف الملاح البرتغالي "فاسكو دى جاما" الطريق البحري بين الشرق والغرب عن طريق رأس الرجاء الصالح، تمكن البرتغاليون في سنة 1498 من السيطرة على بحر الهند، ومنعوا العرب من الوصول إلى الهند بحراً، الأمر الذي قضى على تجارتهم، وأصاب اقتصادهم بالكساد، وعطل المد الإسلامي فى هذه المناطق، بل إن البرتغاليين كانوا ينهبون قوافل الحج المتوجهة من الهند إلى مكة "ولم يتنبه أحد إلى خطورة ما وقع على الساحل الجنوبي للهند – أي السيطرة على سواحل جنوب الهند وقطع الطريق على تجارة المسلمين- فقد كان الجميع، أي المسلمون وفقهاؤهم، يطوفون في عالمهم الروحاني !! حتى يتمكنوا من الوصول إلى اجتهادات في أبحاث معقدة عن وحدة الوجود (فلسفة الصوفية)!، وكانوا يمضون أوقاتهم في حلقات الذكر يرقصون على أنغام المزامير ويترنحون على دقات الطبول . ولهذا ظلوا لا يدرون شيئاً عن هذه الواقعة التي حدثت لبلدهم، فقد طورت الأمم الغربية قواتها البحرية وسيطرت على سواحل البلاد وهم أمامها بلا حول أو قوة،.. وأول من شعر بأهمية القوة البحرية هو حيدر على (1722 - 1782) والد السلطان تيبو، فحاول إقامة مصنع للسفن الحربية في جزيرة (مالديف)، إلا أن الوقت كان قد ولَّى، وسبق السيف العذل، فلم يحقق أي نجاح من مشروعه" . ولم يقل لنا أحد من الصوفيين أو المدافعين عنهم أنه مادامت الحقائق تنجلي والمستور ينكشف للصوفيين دون أجهزة علمية أو معامل أو علماء وبلا دراسة أو احتياج لمدارس أو جامعات، مادام الأمر كذلك، فلماذا لم يكتشف لنا أحدهم خلال الألف سنة الماضية قوانين نيوتن للحركة والجاذبية، أو قوانين بويل للغازات، أو قوانين كبلر الفلكية، أو الكهرباء، أو أشعة إكس ... بل لم يقل لنا أحد منهم ماذا كشفوه من الحقائق التي ادعوا كشفها بالكشف والتذوق منذ أن ابتلى بهم العقل المسلم في القرن الثالث الهجري وإلى الآن .
(منقول للاستفادة)
.
|