جديد المواضيع |
للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب |
منتدى السنة | الأذكار | زاد المتقين | منتديات الجامع | منتديات شباب الأمة | زد معرفة | طريق النجاح | طبيبة الأسرة | معلوماتي | وادي العرب | حياتها | فور شباب | جوابى | بنك أوف تك |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
الاباضية نحو الهاوية
شبهات الأباضية والرد عليها أولا التكفير الخطيئة والإنسان اسمان بينهما من التلازم مثل الذي بين الشمس والظل، فالخطيئة تكاد تكون من طبيعة الإنسان وجبلته، وقد تعامل الإسلام مع العصاة بمنطق جمع بين الحكمة والرحمة فهو لم يطرد العصاة من رحمة الله، بل أمرهم بالتوبة والرجوع إليه، وحذرهم من المعاصي، وتوعدهم بالعقاب. وقد كان العاصي يأتي النبي - صلى الله عليه وسلم - فيعاتبه، ويأتيه آخر فيأمر بإقامة الحد عليه، ويأتيه آخر فيأمره بالتوبة والرجوع إلى الله، كل حسب معصيته وحكمها، إلا أن الثابت تواتراً أنه – صلى الله عليه وسلم - لم يكن يعامل العصاة كما يعامل المرتدين الخارجين عن الإسلام، ولا أدل على ذلك من إقامة الحدود الشرعية فعلى الرغم من أن كل ما ترتب عليه حد فهو من الكبائر، إلا أن الشرع عاقب كل جريمة بحسبها، فالسارق تقطع يده، وشارب الخمر يجلد، وكذلك الزاني غير المحصن، ولو كانت هذه الكبائر كفراً لوجب قتل هؤلاء جميعاً ما لم يتوبوا . وفي قصة ماعز والغامدية أعظم دلالة على ذلك، فقد جاء ماعز إلى النبي - صلى الله عليه وسلم – معترفاً بذنبه، فقال: ( إني زنيت، فأعرض عنه النبي - عليه الصلاة والسلام - حتى شهد على نفسه أربع شهادات، فأقبل عليه النبي قائلاً: أبك جنون ؟ قال: لا، يا رسول الله، فقال: أتزوجت، قال: نعم يا رسول الله، فقال النبي للصحابة: اذهبوا به، فارجموه ) رواه البخاري ، وتخلف ثلاثة من الصحابة عن غزوة تبوك في وقت كان النفير فيه عاماً، وكان الجهاد واجباً على كل قادر، فلما رجع النبي - صلى الله عليه وسلم - واعتذر المنافقون عن تخلفهم، شعر هؤلاء الصحابة بعظم ما اقترفوا من التخلف عن النبي – صلى الله عليه وسلم – والجهاد معه، فاعترفوا بذنبهم، وأدركوا خطأهم، فأعرض عنهم النبي - صلى الله عليه وسلم – وهجرهم عقوبة لهم، غير أنه لم يعاملهم معاملة المرتدين الكافرين . ومضى على هذا النهج الخلفاء الراشدون، مستندين في تعاملهم مع أصحاب الكبائر على ما دلت عليه دلائل الكتاب والسنة، وما علموه من سيرة نبي الأمة . حيث دلَّ القرآن في آيات كثيرة على عدم كفر العصاة كقوله تعالى: ** يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى فمن عفي له من أخيه شيء فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان }(البقرة: 78) فقد سمى الله القاتل أخاً في الدين، ولو كان كافرا لنفى عنه الأخوة الإيمانية . وقوله تعالى: ** وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين * إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون }(الحجرات: 9) فقد أثبت الله الإيمان للطائفتين المتقاتلين رغم كون إحداهما باغية، والبغي - ولا سيما في دماء المؤمنين - من أعظم الكبائر وأشنعها، ومع ذلك سمى الله المتصفين به مؤمنين، ودعاهم إلى الصلح والتوبة . ومن الآيات الدالة على عدم تكفير مرتكبي الكبائر، قوله تعالى: ** إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء }(النساء: 48) حيث قسّم سبحانه الذنوب إلى قسمين: ذنوب لا يغفرها الله - لمن مات مصراً عليها - وهي الشرك، وذنوب أصحابها تحت مشيئة الله، إن شاء غفر لهم، وإن شاء عاقبهم، ولا شك أن السرقة، وشرب الخمر، وقتل النفس المعصومة، ذنوب دون الشرك، ولا يمكن مساواتها به، فأصحابها تحت مشيئة الله إن شاء عذبهم فترة من الزمن، ثم يخرجهم من النار بتوحيدهم على ما دلت عليه أحاديث الشفاعة، وإن شاء عفا عنهم وأدخلهم الجنة برحمته . هذه بعض أدلة القرآن الكريم على عدم تكفير مرتكبي الكبائر، أما أدلة السنة فكثيرة جداً، بلغت مبلغ التواتر، فمنها حديث عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لجماعة من أصحابه: ( بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئاً، ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا أولادكم، ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم، ولا تعصوا في معروف، فمن وفى منكم فأجره على الله، ومن أصاب من ذلك شيئاً فعوقب في الدنيا فهو كفارة له، ومن أصاب من ذلك شيئاً ثم ستره الله فهو إلى الله إن شاء عفا عنه، وإن شاء عاقبه ) فبايعناه على ذلك . متفق عليه . وهو حديث صحيح صريح بيّن فيه النبي - صلى الله عليه وسلم – أن أصحاب الكبائر من السراق والزناة والقتلة إن أقيم عليهم الحد في الدنيا فهو كفارة لهم عن خطاياهم، وإن قدموا على الله بتلك الذنوب فهم تحت مشيئته إن شاء عفا عنهم، وإن شاء عاقبهم، ودخولهم تحت المشيئة دليل على عدم كفرهم، لأن مصير الكفار محسوم، وهو النار وبئس المصير . ومن أدلة السنة على عدم تكفير أصحاب الكبائر، حديث أبي ذر الغفاري - رضي الله عنه – أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ( ما من عبد قال: لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة، قلت: وإن زنى وإن سرق، قال: وإن زنى وإن سرق، قلت: وإن زنى وإن سرق، قال: وإن زنى وإن سرق، قلت: وإن زنى وإن سرق، قال: وإن زنى وإن سرق، على رغم أنف أبي ذر ) متفق عليه . وهو حديث صريح في أن هذه الكبائر لا تبطل التوحيد، ولا تحول دون دخول الموحد الجنة، حتى وإن عوقب عليها . ومن الأدلة أيضاً حديث عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( خمس صلوات كتبهن الله على العباد، من جاء بهن لم يضيع منهن شيئاً، استخفافاً بحقهن، كان له عند الله عهد أن يدخله الجنة، ومن لم يأت بهن فليس له عند الله عهد إن شاء عذبه، وإن شاء أدخله الجنة ) رواه أبو داود و النسائي . فترك الصلاة من أكبر الكبائر عند الله، ومع ذلك فقد نص الحديث على أن التارك لها تحت مشيئة الله إن شاء عذبه، وإن شاء غفر له . ومنها حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قال: ( أتدرون من المفلس ؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له، ولا متاع، فقال: إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار ) رواه مسلم . فقد أثبت النبي – صلى الله عليه وسلم - أن الظالم الذي سفك الدماء، وقذف العفيفات، وأكل أموال الناس بالباطل، قد تكون له حسنات يُقْتَصُّ للناس منها، ولو كان كافراً لم تكن له حسنات، لأن الكفر يبطل كل عمل صالح، كما قال تعالى: ** ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون }(الأنعام: 88) . ومن الأحاديث أيضاً حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه – قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم – يقول: قال الله: ( يا بن آدم: إنك لو أتيتني بقراب الأرض – ما يقارب ملأها - خطايا، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً، لأتيتك بقرابها مغفرة ) رواه الترمذي . ولا شك أن من لقي الله بالمعاصي كالزنا والسرقة والقتل لم يلقه مشركاً، فهو داخل تحت هذا الوعد الإلهي بالمغفرة والصفح . ومن الأدلة أيضاً على عدم كفر أصحاب الكبائر أحاديث الشفاعة، وهي أحاديث تنص على خروج طوائف من عصاة الأمة من النار بعد أن دخلوها بذنوبهم، كحديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه-، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أما أهل النار الذين هم أهلها، فإنهم لا يموتون فيها ولا يحيون، ولكن ناس أصابتهم النار بذنوبهم - أو قال – بخطاياهم، فأماتهم إماتة، حتى إذا كانوا فحما أذن بالشفاعة، فجيء بهم ضبائر ضبائر – أي جماعات - فبثوا على أنهار الجنة، ثم قيل: يا أهل الجنة أفيضوا عليهم، فينبتون نبات الحبة تكون في حميل السيل ) رواه مسلم . وحديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ( يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن شعيرة من خير، ويخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن برة من خير، ويخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن ذرة من خير ) رواه البخاري ومسلم ، وهي أحاديث صحيحة نص العلماء على تواترها منهم شيخ الإسلام ابن تيمية ، والحافظ ابن حجر العسقلاني ، و السخاوي ، والقاضي عياض وغيرهم، يقول الإمام البيهقي في "شعب الإيمان" : " وقد ورد عن سيدنا المصطفي - صلى الله عليه وسلم - في إثبات الشفاعة وإخراج قوم من أهل التوحيد من النار، وإدخالهم في الجنة أخبار صحيحة قد صارت من الاستفاضة والشهرة بحيث قاربت الأخبار المتواترة، وكذلك في مغفرة الله تبارك وتعالى جماعة من أهل الكبائر دون الشرك من غير تعذيب فضلا منه ورحمة والله واسع كريم " . أدلة الخوارج في تكفير عصاة الأمة وبناء على ما سبق قد يسأل سائل إذا كانت أدلة أهل السنة والجماعة على عدم تكفير أصحاب الكبائر بهذه الكثرة، وبهذا الوضوح، فعلى ماذا اعتمد من خالفهم ؟ وكيف تأتّى لمخالفيهم تكفير عصاة الأمة وفساقها ؟ والجواب عن هذا أن أول من ابتدع القول بكفر أصحاب الكبائر هم الخوارج، وكان كلامهم ونقدهم – في بدايته - مسلطاً على الحكام، الذين وقعت منهم معاص استحقوا الكفر بسببها – من وجهة نظرهم –، فكفَّر الخوارج الحكام أولاً، ثم عمموا القول بالتكفير على كل أصحاب الكبائر، وبذلك يظهر أن مسلك التكفير لم يكن مسلكا علميا بحتا قاد إليه الكتاب والسنة، وإنما كان مسلكاً قادت إليه الحماسة الزائدة، وظروف الحرب السائدة آنذاك بين علي ومعاوية - رضي الله عنهما –. ثم تطورت الفكرة بعد ذلك، واضطر أصحابها إلى الاستدلال لها من الكتاب والسنة، فزعموا أن القرآن والسنة مليئان بأدلة تكفير العصاة، وذكروا كثيرا من الأمثلة والتي يمكن تقسيمها إلى أقسام: القسم الأول: أدلة تخليد العصاة في النار: كقوله تعالى: ** بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون } (البقرة:81 ) فقالوا إن لفظ "سيئة " نكرة في سياق الشرط فتعم كل سيئة، وأصحاب الكبائر مرتكبون للسيئات بلا شك فهم خالدون في النار بحسب استدلالهم . ومما استدلوا به قوله تعالى: ** ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله ناراً خالداً فيها وله عذاب مهين }(البقرة: 275) حيث نصت الآية على أن العصيان وتجاوز حدود الله موجب للعذاب والخلود في النار، ولا يخلد في النار إلا كافر . وذكروا أيضاً بعض الأدلة الخاصة التي تؤيد عموم الآيات السابقة، منها قوله تعالى في أكلة الربا: ** فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون }(البقرة: 275). وقوله في قاتل المؤمن: ** ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما }(النساء: 93) وقول النبي - صلى الله عليه وسلم - في قاتل نفسه: ( من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ – يطعن - بها في بطنه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبدا، ومن شرب سماً فقتل نفسه فهو يتحساه – يشربه - في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبداً، ومن تردى من جبل فقتل نفسه فهو يتردى في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبدا ) رواه مسلم . القسم الثاني: أدلة تنفي دخول أصحاب المعاصي الجنة: كقوله - صلى الله عليه وسلم -: ( لا يدخل الجنة قاطع رحم ) رواه مسلم ، وقوله: ( لا يدخل الجنة نمام ) رواه مسلم . وقوله: ( لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه ) رواه مسلم ، وقوله: ( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر ) رواه مسلم . وغيرها من الأحاديث التي تنفي دخول العصاة الجنة . القسم الثالث: أدلة تصرّح بكفر بعض أصحاب الكبائر: كقوله - عليه الصلاة والسلام – ( أيما عبد أبق – هرب - من مواليه فقد كفر حتى يرجع إليهم ) رواه مسلم ، وقوله : ( من أتى حائضاً، أو امرأة في دبرها، أو كاهناً فقد كفر بما أنزل على محمد ) رواه الترمذي ، وقوله - عليه الصلاة والسلام - : ( من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك ) رواه الترمذي وقوله: ( لا ترغبوا عن آبائكم فإنه من رغب عن أبيه فقد كفر ) رواه ابن حبان وغيرها من الأحاديث التي فيها التصريح بتكفير من أذنب ذنبا معيناً. القسم الرابع: أدلة تنفي الإيمان عمن ارتكب بعض الكبائر، كقوله - صلى الله عليه وسلم -: ( لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ) متفق عليه، وكقوله : ( لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له ) رواه أحمد ، وكقوله : ( والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن قيل: من يا رسول الله ؟ قال: الذي لا يأمن جاره بوائقه – شره - ) رواه البخاري . الرد على شبهات الخوارج في تكفير أصحاب الكبائر والرد على ما ذكروه من أدلة في القسم الأول من أوجه: الوجه الأول: أن جميع الأدلة التي احتجوا بها أدلة عامة، وأدلة أهل السنة أدلة خاصة، والخاص يقدم على العام . الوجه الثاني: أن أدلتهم التي استدلوا بها لم يقولوا هم أنفسهم بعمومها، بل أخرجوا من عمومها صغائر الذنوب فلم يُكفِّروا بها، وإذا جاز إخراج صغائر الذنوب من عموم تلك الأدلة وتخصيصها بأدلة أخرى، فلم لا يجوز إخراج أصحاب الكبائر للأدلة الكثيرة والمتواترة التي تصرح بعدم كفر مرتكب الكبيرة . الوجه الثالث: أن اعتمادهم على هذه مبني على تصورهم أن الخلود المنصوص عليه فيها يُقصد به الخلود الأبدي الذي لا ينقطع، وهو تصور مردود لأن الخلود يطلق ويراد به الخلود الأبدي السرمدي، ويطلق ويراد به المكث الطويل، تقول العرب في الرجل المسن إِذا بقـي سواد رأْسه ولـحيته علـى الكبر: إِنه لـمخـلِد، ويقال للرجل إِذا لـم تسقط أَسنانه من الهرم: إِنه لـمخـلِد . وإذا كان معنى الخلود يحتمل كل هذه المعاني فمن المتعين حمله في الآيات التي استدلوا بها على الخلود غير الأبدي وذلك للجمع بين الأدلة . وقد يعترض على هذا بأنه إذا جاز حمل الخلود الوارد في النصوص السابقة على الخلود غير الأبدي، فكيف يصح حمله إذا اقترن الخلود بالأبد كقوله – صلى الله عليه وسلم – في القاتل نفسه : ( فهو يتردى في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبدا ) والجواب عن هذا من وجهين: الوجه الأول: أن يضمّن معنى الاستحلال، فيكون المعنى أن من قتل نفسه مستحلا قتلها، فهو كافر، والكافر خالد في النار خلودا أبدياً. الثاني: أن المنتحر قد يقع في الكفر إذا يأس من فرج الله، وقنط من رحمته، فاعتقد أن الله غير قادر على تفريج همه، وإذهاب غمه، وبهذا الاعتقاد يستحق الخلود الأبدي في النار على كفره، قال تعالى: ** ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون }(يوسف:87) أي لا ينقطع رجاؤكم في ربكم، ولا أملكم في رحمته، فإن ذلك شأن الكافرين الذين لا يعتقدون عموم قدرة الله عز وجل وشمولها لكل شيء . أما الرد على ما ذكروه من أدلة في القسم الثاني والتي تنص على عدم دخول بعض أصحاب المعاصي الجنة، فليست صريحة في كفرهم، وخروجهم عن الإسلام، لأن النبي – صلى الله عليه وسلم – لم يقل: إنهم لن يدخلوا الجنة مطلقاً، بل يحتمل كلامه أنهم لن يدخلوها مع أوائل الداخلين، بل سيدخلونها متأخرين عن غيرهم ؟ ويحتمل أنهم سيدخلونها بعد عقوبة وعذاب ؟ كل هذه الاحتمالات واردة . والذي يرجح أحدها هو النظر في الأدلة الأخرى، والتي دلت على أنه لن يخلد في النار موحد كما في أحاديث الشفاعة . وعليه يجب حمل هذا القسم من الأدلة على غيرها من الأدلة المصرحة بخروج الموحدين من النار . على أن هناك محملاً آخر يمكن حمل كل تلك الأدلة عليه، وهو بتضمين معنى الاستحلال فيها، فيكون معنى قوله - صلى الله عليه وسلم - : لا يدخل الجنة قاطع رحم، أي: لا يدخل الجنة من استحل قطيعة الرحم، ولا يدخل الجنة من استحل النميمة، ولا يدخل الجنة من استحل أذية جاره، ولا يدخل الجنة من استحل الكبر وهكذا، فيتعلق الحكم بعدم دخول الجنة مطلقا لمن استحل معلوما من الدين بالضرورة لأنه بذلك يكون كافرا لتكذيبه الله في حكمه . أما الردُّ على ما ذكروه من أدلة القسم الثالث: وهو التصريح بكفر بعض أصحاب الكبائر، كالعبد الآبق، ومن انتسب لغير والده مع علمه به، ومن أتى حائضاً وغيرهم، فهي كذلك ليست صريحة في الحكم بالكفر المخرج من الملة، إذ من المعلوم أن الكفر في نصوص الشرع كفران: كفر مخرج من الإسلام، وكفر غير مخرج منه، وعليه فليس كل ذنب أطلق الشارع عليه كفراً يكون صاحبه كافراً خارجاً من الدين، بدليل أن الشرع أطلق الكفر على جحود الزوجة حق زوجها، وليس ذلك بكفر مخرج من الإسلام، وأطلق الكفر على جحد النعم وعدم شكرها، كما في قوله تعالى: ** لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد }(إبراهيم:7) . وعليه فلفظ الكفر لا يعني بالضرورة الكفر المخرج من الملة، وإنما قد يستعمل في غيره، وبالتالي فلا يصح الاستدلال بما ذكروا من أدلة على تكفير أصحاب الكبائر، لجواز حملها على كفر النعمة والكفر الأصغر، وهو ما يقتضيه واجب الجمع بين الأدلة، والمصير إلى هذا التأويل هو من باب تقديم الدليل الأقوى على ما دونه فأدلة عدم تكفير أصحاب الكبائر تمتاز بأنها قطعية ومتواترة وإجماع السلف على وفقها، فكل دليل يخالفها يجب تأويله وحمله على ما يتفق وهذه النصوص . أما الرد على ما ذكروه من أدلة في القسم الرابع من أن نصوص الشرع نفت الإيمان عن بعض أصحاب الكبائر فيقال: إن نفي الإيمان لا يقتضي الكفر بإطلاق، وإنما يطلق ويراد به نقصان الإيمان وعدم كماله، والدليل على ذلك أن النبي – صلى الله عليه وسلم - وإن نفى الإيمان في قوله: ( لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ) فقد أثبته في موضع آخر حين قال: ( ما من عبد قال: لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة، وإن زنى وإن سرق ) ومقتضى الجمع بين النصوص أن يقال إن ما نفاه النبي - صلى الله عليه وسلم - غير ما أثبته فالذي نفاه هو كمال الإيمان والذي أثبته هو أصل الإيمان الواجب . والتعبير بنفي الشيء وإرادة نفي الكمال أمر معروف في استعمال الناس كما يقال: لا سعادة في هذه الحياة، والمراد نفي كمال السعادة لا مطلق السعادة، وكما يقال لا خير في هذا الولد، والمراد نفي كمال الخير لا مطلق الخير، وعليه فكل حديث ورد فيه نفي الإيمان عمن ارتكب كبيرة فلا يقتضي التكفير بإطلاق، وإنما المراد به نفي كمال الإيمان والتحذير من المعاصي لكونها تنقص إيمان المؤمن . وبهذا يظهر بطلان مذهب الخوارج وغيرهم ممن وافقهم في تكفير أصحاب الكبائر، والذي أدى بهم إلى تكفير عموم الأمة واستحلال دمائها وأموالها . ولا يأتي شخص يقول لي مثل هذا الكلام صاحب الكبيرة كافر كفر نعمة مالم يتبصاحب الكبيرة اذا انكر الصلاة اوغيرها من الفرائض الازمة فهو كافر كفر شرك |
#2
|
|||
|
|||
شكرا اخي ابوسياف المهاجر على الموضوع الرائع والله لايحرمنا من هطله
|
#3
|
|||
|
|||
الإباضية بين تضليلهم للكثرة واغترارهم بالقلة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه واتبع هداه أما بعد: فحينما يحيط الهوى بصاحبه، ويحكم التعصب قبضته على منافذ الفهم والإدراك لديه ، فإنه يعمى حينذ عن الحق ولو كان أمامه ساطعا، وينأى عن الهدى ولو كان منه قريبا لائحا. ويتحجج بما لا يعده أرباب الحجى حجة، ويستدل بما هو عند أهل الاستدلال سذاجة ودلجة. ومن مثال ذلك، ما يلهج به سذاج الإباضية من الحجاج عن مذهبهم بأنهم قلة، وأهل الحق قلة، وأن غيرهم كثرة، وأهل الضلال هم الكثرة. هذه حجتهم الداحضة يلقيها ساذج على ساذج ، ويروجها مدلس على عميان، ويتغنى بها أبكم بين صم!! فلأن كان الله عز وجل عد الشاكرين في كتابه قليلا ، والكافرين الضالين كثيرا، إلا أنه – سبحانه وتعالى – قد كتب الغلبة لأوليائه، والتمكين لعباده، وأعلم بالحرب من عاداهم وجعل حفظه ورعايته لحافظي أمره ونهيه.وكتب الخسار والذلة على من ناوئهم وخالفهم. ولذا جعل الله أمة الإسلام فوق سائر الأمم ظاهرين على الحق بالسيف والسنان ، والحجة والبيان. والإباضية عن ذلك بمعزل ، والتاريخ شاهد صدق على ذلك. والعبرة إنما هي بالشرع. فمن وافقه فهو المحق قل أو كثر ، ومن خالفه فهو المبطل قل أو كثر. وليست العبرة في عدد أو عديد ، ولا في قليل أو كثير. * وإذا شئنا أن نناقش سذاج الإباضية في حجتهم على علاتها ، واعتمادهم فيها على الحساب لا على الكتاب. # فلننظر في القلة : فهل كل قلة مؤمنة ؟ وهل كل قلة مسلمة ؟ وهل كل قلة شاكرة؟ وهل كل قلة منصورة بنصر الله؟ أليس العالم مليء بأديان ضالة، ومذاهب هدامة ، وفرق ملحدة ، وإن كان أتباع كل واحدة منها(( قلة)). وهاهو تاريخ الفرق الإسلامية المليء بالمئات من الفرق إلى الآن ، ولكن الغالب في أتباعها أنهم قلة قليلة، وفئة ضئيلة ، فهل (قلتهم) تنفي عنهم وصمة الضلال؟! وإذا كانت الإباضية قلة ، فهل انفردوا هم بالقلة عن بقية فرق الملة؟! أم أنها صفة مشتركة بين أكثر الفرق الإسلامية الضالة المضلة؟!! فإنْ عدِم الإباضية الحجة إلا في القلة فقد شاركهم فيها من هو أحق منهم بذلك من الفرق الإسلامية الأخرى. وهذا ما يرده كل عالم بضلال هذه الفرق وانحرافها عن الشرع. وإن كان استدلالهم لمذهبهم بما هو زائد عن القلة بطل احتجاهم بها أصلا، وصاروا إلى الاحتجاج بغيرها، وهذا شأن آخر. وبذلك يظهر أن الاحتجاج بالقلة لا يدل على صواب مذهب الإباضية في قبيل أو دبير. وإنما الحجة الشرع ، وهو القاضي بضلالهم من قبل ومن بعد. # ولننظر إلى الكثرة : فهل كل كثرة مذمومة ؟ وهل كل كثرة كافرة؟ وهل كل كثرة ضالة؟ فإذا كتب الله للإسلام أن يكون له الظهور على غيره من الأديان ، وبلغ الإسلام مشارق الأرض ومغاربها وصار في زمن ما أكثر من ملة الكفر : فهل ستكون كثرته حجة عليه، وعلامة على ضلاله ، ونافية لرشاده ؟!! كلا ، بل الحق هو الحق قل ناصروه ، أو كثر معتنقوه. والضلال هو الضلال ، وإن قامت له ممالك ودول ، أو تخفى في مجاهل وسبل. ثم إن الكثرة المذمومة في الشرع هم من خالف الحق من الكفار والضلال ، وهم وإن كانت تجمعهم ملة الكفر ، أو نحلة الضلال، فهم رغم ذلك فرق متناحرة ، وأهواء متصارعة ، وقلوب شتى ، فيهم القليل والكثير ، وليس ذلك بنافعهم في نقير أو قطمير. وإذا كانت القلة حجة لأصحابها لاحتج بها كل ضال مضل لم يجد له أنصارا، ولاتخذها أهل النفاق تكئة في التشكيك بالحق حين كثرة أتباعه. وإذا كانت الكثرة علامة على الضلال ، فما موقف بني إباض ممن كان أقل منهم من فرق الضلال ؟ وما ردهم إن وازنوا بين قلتهم وكثرة الإباضية؟!! فهل ستبقى القلة والكثرة هي المعيار ؟ أم ستختلف الحال عن الحال؟ وإلا ، فهل يصح أن يحتج الإباضية بقلتهم ولا يحتج بها غيرهم؟ وهل يصف الإباضية كثرة غيرهم بالضلال ولا يصف غيرهم كثرتهم بها؟! إن هذا الاحتجاج منهم في الحقيقية لشاهد صدق على سذاجة بني إباض ، وعلى سخافة الوهبية الخارجية، وعلى انسداد منافذ الفهم والإدراك في متعصبتهم .والله المستعان. ولكن كتب الله لعباده الموحدين التمكين في الأرض ، والظهور على من خالفهم، والنصرة على من حاربهم : وهذه خصال اختص الله بها الفرقة الناجية والطائفة المنصورة الذين هم على مثل ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، وأهم أتباع السنة وأهلها، ورواة الأحاديث النبوية والآثار السلفية .المجاهدون في سبيل الله، والدعاة إلى توحيد الله واتباع رسوله صلى الله عليه وسلم. فأين الإباضية من كل ذلك؟! أين ظهورهم عند أهل الإسلام ؟ فهل تلقي القرآن عن إباضي، أو كان من أصحاب القراءات المعروفة إباضي؟ وهل أحوج الله الأمة في نقل القرآن الكريم إلى الإباضية؟! وهل كان للإباضية تدوين للحديث الشريف عدا مسندا الربيع بن حبيب (بغض النظر عن جهالة راويه ، واختلال شروط الصحة فيه)أم أنه يتيم عندهم؟!! أم أن هذا هو قدر اهتمامهم بسنة النبي صلى الله عليهم ؟!! وهل لهم ولو جزء حديثي في باب من أبواب الحديث ، أو مسند أو جامع أو مصنف أو صحيفة عدا ذلك المسند اليتيم المختلق؟! هل لهم غيره؟!!!!! وهل للإباضية مسألة في الفقه احتاجت الأمة فيها إلى فقههم ، أو عولت في دليلها أو تعليلها عليهم؟!! وإذا كانت أهم علوم الشرع من القرآن والسنة وفقههما، لم يكن للإباضية فيها ظهور فبأي شيء يكونون الطائفة المنصورة إلى قيام الساعة؟!!! أفلا يعقل الإباضي حين يزعم أن قلتهم القليلة هي الحق وبقية المليار مسلم على الضلال ومآلهم إلى النار؟!! ألا يتق الله؟! أتكون الأعداد القليلة من الإباضية في الحج يوم عرفة هم على الحق وبقية الملايين من مشارق الأرض ومغاربها الرافعين أيديهم إلى الله على الضلال ومآلهم إلى النار؟!! وإذا اكتض الحرمين بالمصلين في القيام وتراصت أقدامهم وتلاصقت أكتافهم ، وارتفعت بالدعاء أصواتهم لم يكن أحد منهم على الحق إلا من كان إباضيا وهبيا وصارغيرهم مخلدا في نار الجحيم؟!! وهل يعقل أن يخلق الله جنة عرضها السموات والأرض ثم لا يدخلها من أمة محمد صلى الله عليه وسلم إلا الإباضية الوهبية ، وبقية أمة محمد صلى الله عليه وسلم خالدة مخلدة في النار؟!!! فأين رجائه صلى الله عليه وسلم لأمته أن يكونوا أكثر أهل الجنة إذا كان لا يدخلها إلا الإباضية؟! وأين وصفه صلى الله عليهم وسلم لكثرة سواد أتباعه يوم القيامة، وزحامهم على حوضه ومعرفته( لهم) (لا للإباضية) بآثار الوضوء؟!! وهل إذا جاء عطش الآخرة لم يسق النبي صلى الله عليه وسلم ممن في أرض المحشر من أمته إلا الإباضية دون بقية أهل ملته وأتباع شريعته؟!!! ثم يقول الإباضية لأتباعهم مدلسين عليهم ، خادعين لهم ، ماكرين بهم، : لا تغتروا بالكثرة. ( حتى وإن وافقت الحق )؟ ويقولون لأتباعهم : القلة هي المؤمنة . ( حتى وإن كان ذلك من هوانهم على الله، وضلالهم عن شرعه)؟! فاللهم اجعلنا ممن هديتهم إلى الحق والعمل به ، ورزقتهم الإخلاص في ذلك ، وجعلتهم من حزبك المفلحين وأوليائك المتقين من كانوا وحيث كانوا ، قلة أو كثرة . واكتب الغلبة والنصرة لهم والظهور على من خالفهم وناوئهم . برحمتك يا أرحم الراحمين. |
#4
|
|||
|
|||
والتالي سبق ذكره لذلك لن أيده
أبو المؤثر الإباضي: ذكر من يبرأ منه من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم (صورة) والرد عليها بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد : فقد طلب أحد الإباضية فتح موضوع لإثبات بشارة النبي صلى الله عليه وسلم لعثمان وعلي بالجنة وأن ذلك قد ثبت بالتواتر . والحقيقة أن الإباضية ينكرون أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم قد بشر أحدا من الصحابة بالجنة ما عدا أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فقط . أما أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن عوف ، وأبو عبيدة بن الجراح ، وسعيد بن زيد وغيرهم من الصحابة رضوان الله تعالى عليهم فلا يؤمنون بأنهم من المبشرين بالجنة . بل يجوزون عليهم إن يكون ظاهرهم بخلاف باطنهم أي منافقين مرتدين وأنه يمكن أن يموتوا على هذه الحال السيئة فلأجل ذلك لا يقولون أنهم في الجنة !!! أي ضلال هذا ؟!! وسوف نتكلم عن الأدلة من الكتاب والسنة على أن جميع الصحابة في الجنة ثم نذكر ما ورد في تعيين بعضهم رضوان الله تعالى عليهم . وليعلم أنه يكفي في الاستدلال على أن المعين من أهل الجنة أن يرد نص إو إجماع مستند إلى نص يفيد أنهم في الجنة أو مغفور لهم أو رضي الله عنهم أو إخبار بموت أحدهم شهيدا أو أنه صديق ونحو ذلك . ويزاد عليه أن تثبت عدالتهم ظاهرا وباطنا بدليل من الكتاب أو السنة فهذا دليل آخر على أن من وصف بذلك فهو من أهل الجنة. ولا يشترط في ذلك التواتر بل يكفي الآحادي الصحيح ، فكيف إذا كان ذلك ثابتا بالتواتر ؟! ولا يشترط في التواتر في الحديث أن تكون كل طرقه صحيحة أو حسنة وإنما يشترط أن يكون عدد الرواة في كل طبقة من طبقات السند جمع كثير يستحيل في العادة تواطؤهم على الكذب أو اتفاقهم عليه وأن يسندوه إلى شيء محسوس. ويلحق بذلك أن لا يتفرد به الكذابون والمتهمون بالكذب . وهذه الاستحالة مرجعها إلى عدة أمور منها : عدالتهم وأمانتهم وديانتهم ، ومنها تباعد الأقطار واختلاف الشيوخ ونحو ذلك . فلا يصح رد الأدلة القادمة بأنها غير متواترة لأن في السند الفلاني كيت وكيت وفي الفلاني كيت وكيت ، لأن التواتر ينظر فيه إلى مجموع الروايات وليس إلى سند بعينه ، ولهذا نص علماء الحديث على أن الحديث المتواتر يستغنى فيه عن النظر في الرواة، ,وهذا لا يعني أنه لا حاجة إلى البحث في الأسانيد ، بل لا بد من ذلك حتى تترك الأسانيد التي رواها شديدوا الضعف كالكاذبين والمتهمين بالكذب ، وأما أصحاب الضعف المنجبر بتعدد الطرق فهؤلاء لا ينفي وجودهم تواتر الحديث أبدا. وهذا منزع قوي في الرد على كل من ضعف تواتر أحاديث الرؤية أو الشفاعة مع صحة كثير من رواياتها ، وقد قال ابن حجر عن الروايات التي أوردها ابن القيم في حادي الأرواح على ثبوت الرؤية وهي كثيرة جدا : "وأكثرها أحاديث حسان جياد " وذلك فيما أذكر في فتح الباري. والآن مع الأدلة العامة الدالة على أن جميع الصحابة في الجنة : أدلة أن جميع الصحابة في الجنة -: أولا : دليل الإجماع : حكى ابن حزم الإجماع على أن كل الصحابة في الجنة فقال: (الصحابة كلهم من أهل الجنة قطعا لقوله تعالى: {لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى} . فثبت أن جميعهم من أهل الجنة وأنه لا يدخل أحد منهم النار). يضاف إلى ذلك الإجماع على عدالة الصحابة وقد حكاها هذا الإجماع كثير من أهل العلم كابن تيمية وابن عبد البر وغيرهما كثير . وهذا الإجماع على العدلة كاف في الاحتجاج على الإباضية ، لأن العدالة المرادة هنا هي عدالة الظاهر والباطن بتعديل الله لهم ، وهذا توجب عند الجميع أن يكون صاحبها من أهل الجنة لا سيما عند الخوارج . ثانيا : الأدلة من القرآن الكريم : (وقد استفدت هذه الأدلة من بحث قيم منشور في موقع فيصل نور عن موقف أهل السنة من الصحابة رضوان الله تعالى عليهم ، واقتصرت منه على ما يتعلق بالموضوع مع بعض التصرف. وهو على هذا الرابط لمن أراد الزيادة في الفائدة : http://www.fnoor.com/fn0446.htm الآية الأولى: يقول الله عز وجل: {لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحاً قريباً} (سورة الفتح: 18). قال جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: كنا ألفا وأربعمائة (صحيح البخاري: كتاب المغازي -باب غزوة الحديبية- حديث [4154] فتح الباري: 7/507. طبعة الريان). فهذه الآية ظاهرة الدلالة على تزكية الله لهم، تزكية لا يخبر بها، ولا يقدر عليها إلا الله. وهي تزكية بواطنهم وما في قلوبهم، ومن هنا رضي عنهم. ((ومن رضي عنه تعالى لا يمكن موته على الكفر؛ لأن العبرة بالوفاة على الإسلام. فلا يقع الرضا منه تعالى إلا على من علم موته على الإسلام)) (الصواعق المحرقة: ص 316 ط). ومما يؤكد هذا ما ثبت في صحيح مسلم من قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : ((لا يدخل النار إن شاء الله من أصحاب الشجرة أحد؛ الذين بايعوا تحتها)) (صحيح مسلم: كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل أصحاب الشجرة. . حديث [2496]. صحيح مسلم 4/1943. قال ابن تيمية رحمه الله تعالى: ((والرضا من الله صفة قديمة، فلا يرضى إلا عن عبد علم أن يوافيه على موجبات الرضا -ومن رضي الله عنه لم يسخط عليه أبداً- فكل من أخبر الله عنه أنه رضي عنه فإنه من أهل الجنة، وإن كان رضاه عنه بعد إيمانه وعمله الصالح؛ فإنه يذكر ذلك في معرض الثناء عليه والمدح له. فلو علم أنه يتعقب ذلك بما سخط الرب لم يكن من أهل ذلك)) (الصارم المسلول: 572، 573. طبعة دار الكتب العلمية. تعليق: محمد محيي الدين عبد الحميد). وقال ابن حزم: ((فمن أخبرنا الله عز وجل أنه علم ما في قلوبهم، ورضي عنهم، وأنزلا السكينة عليهم، فلا يحل لأحد التوقف في أمرهم أو الشك فيهم البتة)) (الفصل في الملل والنحل: 4/148). الآية الثانية: قوله تعالى: {محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم ترااهم رُكعاً سُجدا يبتغون فضلاً من الله ورضواناً سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مَثَلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سُوقه يُعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجراً عظيماً} (سورة الفتح: 29). وقال ابن الجوزي: ((وهذا الوصف لجميع الصحابة عند الجمهور)) (زاد المسير: 4/204). الآية الثالثة: قوله تعالى: {للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم} إلى قوله تعالى: {والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غِلاً للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم} (سورة الحشر: 8 - 10). يبين الله عز وجل في هذه الآيات أحوال وصفات المستحقين للفئ، وهم ثلاثة أقسام: القسم الأول: {للفقراء المهاجرين}. والقسم الثاني: {والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم}. والقسم الثالث: {والذين جاءوا من بعدهم}. وما أحسن ما استنبط الإمام مالك رحمه الله من هذه الآية الكريمة، أن الذي يسب الصحابة ليس له من مال الفئ نصيب؛ لعدم اتصافه بما مدح الله به هؤلاء -القسم الثالث- في قولهم: {ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان} الآية (تفسير ابن كثير: 4/339). قال سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه: ((الناس على ثلاث منازل، فمضت منزلتان، وبقيت واحدة، فأحسن ما أنتم عليه أن تكونوا بهذه المنزلة التي بقيت. قال: ثم قرأ: {للفقراء المهاجرين} إلى قوله: {رضوانا} فهؤلاء المهاجرون. وهذه منزلة قد مضت {والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم} إلى قوله: {ولو كان بهم خصاصة}. قال: هؤلاء الأنصار. وهذه منزلة قد مضت. ثم قرأ: {والذين جاءوا من بعدهم} إلى قوله: {ربنا إنك رءوف رحيم} قد مضت هاتان وبقيت هذه المنزلة، فأحسن ما أنتم كائنون عليه أن تكونوا بهذه المنزلة التي بقيت. يقول: أن تستغفروا لهم)) (الصارم المسلول: 574، والأثر رواه الحاكم 2/3484 وصححه ووافقه الذهبي). وقالت عائشة رضي الله عنها: ((أمروا أن يستغفروا لأصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- فسبوهم)) (رواه مسلم في كتاب التفسير-حديث [3022] صحيح مسلم 4/2317). وعن مجاهد، عن ابن عباس، قال: ((لا تسبوا أصحاب محمد، فإن الله قد أمر بالاستغفار لهم، وقد علم أنهم سيقتتلون)) (الصارم المسلوم: 574. وانظر منهاج السنة 2/14 والأثر رواه أحمد في الفضائل رقم (187، 1741) وصحح إسناده شيخ الإسلام ابن تيمية، ونسب الحديث لابن بطة منهاج السنة 2/22). الآية الرابعة: قوله تعالى: {والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم} (سورة التوبة: 100). والدلالة في هذه الآية ظاهرة. قال ابن تيمية: (فرضي عن السابقين من غير اشتراط إحسان. ولم يرض عن التابعين إلا أن يتبعوهم بإحسان) (الصارم المسلول: 572). ومن اتباعهم بإحسان الترضي عنهم والاستغفار لهم. الآية الخامسة: قوله تعالى: {لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتوا وكلا وعد الله الحسنى} (سورة الحديد: 11). والحسنى: الجنة. قال ذلك مجاهد وقتادة (تفسير ابن جرير: 27/128. دار المعرفة 0بيروت ط الراعبة 1400 هـ). واستدل ابن حزم من هذه الآية بالقطع بأن الصحابة جميعاً من أهل الجنة لقوله عز وجل: {وكلا وعد الله الحسنى} (الفصل: 4/148، 149. ط). الآية السادسة: قوله تعالى: {لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم إنه بهم رءوف رحيم} (سورة التوبة: 117). وقد حضر غزوة تبوك جميع من كان موجوداً من الصحابة، إلا من عذر الله من النساء والعجزة. أما الثلاثة الذين خُلفوا فقد نزلت توبتهم بعد ذلك. ثالثا : بعض الأدلة العامة من السنة على أن جميع الصحابة في الجنة : 1- قوله صلى الله عليه وسلم : ((لا يدخل النار إن شاء الله من أصحاب الشجرة أحد؛ الذين بايعوا تحتها)) (صحيح مسلم: كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل أصحاب الشجرة. . حديث [2496]. صحيح مسلم 4/1943. 2-وقال -صلى الله عليه وسلم- لعمر: ((وما يدريك، لعل الله اطلع على أهل بدر، فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم)) (صحيح البخاري فتح الباري: حديث 3983. وصحيح مسلم: حديث 2494. عبد الباقي). قيل: ((الأمر في قوله: ((اعملوا)) للتكريم. وأن المراد أن كل عمل البدري لا يؤاخذ به لهذا الوعد الصادق)). وقيل: ((المعنى إن أعمالهم السيئة تقع مغفورة، فكأنها لم تقع)) (معرفة الخصال المكفرة لابن حجر العسقلاني: ص 31 تحقسق جاسم الدوسري -الأولى 1404 هـ). وقال النووي: ((قال العلماء: معناه الغفران لهم في الآخرة، وإلا فإن توجب على أحد منهم حد أو غيره أقيم عليه في الدنيا. ونقل القاضي عياض الإجماع على إقامة الحد. وأقامه عمر على بعضهم -قدامة بن مظعون قال: وضرب النبي -صلى الله عليه وسلم- مسطحاً الحد، وكان بدرياً)) (صحيح مسلم بشرح النووي: 16/56، 57). وقال ابن القيم: ((والله أعلم، إن هذا الخطاب لقوم قد علم الله سبحانه أنهم لا يفارقون دينهم، بل يموتون على الإسلام، وأنهم قد يقارفون بعض ما يقارفه غيرهم من الذنوب، ولكن لا يتركهم سبحانه مصرين عليها، بل يوفقهم لتوبة نصوح واستغفار وحسنات تمحو أثر ذلك، ويكون تخصيصهم بهذا دون غيرهم؛ لأنه قد تحقق ذلك فيهم، وأنهم مغفور لهم. ولا يمنع ذلك كون المغفرة حصلت بأسباب تقوم بهم، كما لا يقتضي ذلك أن يعطلوا الفرائض وثوقاً بالمغفرة. فلو كانت حصلت بدون الاستمرار على القيام بالأوامر لما احتاجوا بعد ذلك إلى صلاة ولا صيام ولا حج ولا زكاة ولا جهاد وهذا محال)) (الفوائد لابن القيم: ص 19، المكتبة القيمة، الأولى 1404 هـ). 3- يضاف إلى ذلك ما جاء في السنة في فضل المهاجرين 4- وماجاء في فضل الأنصار 5- وما جاء في فضل قرن الصحابة على من بعدهم . 6- والنهي عن سبهم ولعن من فعل ذلك، وأن عبادة الصحابة خير من عبادة من بعدهم . كل هذه الأدلة تشهد على أن جميع الصحابة في الجنة ، وهذا أكثر مما طالبني به الإباضي . وأما الكلام على التعيين في عثمان وعلي رضي الله عنهما ففي المشاركة التالية . الأدلة على أن عثمان رضي الله عنه من أهل الجنة : وقد استفدت هذه الأدلة مما أورده الأخ الرفق بارك الله فيه في موقع من هم الإباضية من أحاديث صححها أهل السنة ولرابط موضوعه هو : http://www.alabadyah.net/vbulletin2-...read.php?t=952 وهذا أيضا : http://www.alabadyah.net/vbulletin2-...read.php?t=870 ففما ذكره الشيخ مصطفى العدوي في "الصحيح المسند من فضائل الصحابة" 1- قال الإمام البخاري رحمه الله ( حديث 3695) : حدثنا سليمان بن حرب : حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن أبي عثمان عن أبي موسى رضي الله عنه : " أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل حائطا وأمرني بحفظ باب الحائط، فجاء رجل يستأذن فقال : ائذن له وبشره بالجنة فإذا أبو بكر ، ثم جاء آخر يستأذن فقال له : ائذن له بالجنة فإذا عمر ، ثم جاء آخر يستأذن فسكت هنيهة ثم قال : ائذن له وبشره بالجنة على بلوى ستصيبه فإذا عثمان بن عفان " . صــــحيح قال حماد : وحدثنا عاصم الأحول وعلي بن الحكم سمعا أبا عثمان يحدث عن أبي موسى بنحوه وزاد فيه عاصم : " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قاعدا في مكان فيه ماء قد كشف عن ركبتيه – أو ركبته – فلما دخل عثمان غطاها ". وأخرجه مسلم (2403) والترمذي (3710) وقال هذا حديث حسن صحيح . والنسائي في فضائل الصحابة (31) وأحمد (4/393) وعبد بن حميد في المنتخب بتحقيقي[أي الشيخ مصطفى العدوي ](554). 2- قال الإمام مسلم رحمه الله (2417) : وحدثنا قتيبة بن سعيد : حدثنا عبد العزيز ( يعني ابن محمد ) عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان على حراء هو وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير فتحركت الصخرة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اهدأ فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد " . صحيح وأخرجه الترمذي (3696) وقال : هذا حديث صحيح . وأحمد (2/419) . والنسائي في فضائل الصحابة (103) . 3- قال الإمام البخاري رحمه الله (حديث2778) : وقال عبدان : أخبرني أبي عن شعبة عن أبي إسحاق عن أبي عبد الرحمن أن عثمان رضي الله عنه حين حوصر أشرف عليهم وقال : "أنشدكم الله ، ولا أنشد إلا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألستم تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من حفر (8) رومة فله الجنة فحفرتها ؟ ألستم تعلمون أنه قال من جهز جيش العسرة فله الجنة فجهزتها ؟ قال : فصدَّقوه بما قال". صــحيح لشواهده . وفي التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان للشيخ الألباني : 4- ذكر إثبات الشهادة لعثمان بن عفان رضوان الله عليه وقد فعل 6869-أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي: حدثنا علي بن المديني: حدثنا يحيى بن سعيد: حدثنا سعيد: حدثنا قتادة :أن أنس بن مالك حدثهم : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صعد أحدا فتبعه أبو بكر وعمر وعثمان فرجف بهم فقال : " اثبت! نبي وصديق وشهيدان" = (6908) [3: 8] صحيح : خ - تقدم (6826) 5- ذكر أمر المصطفى صلى الله عليه وسلم أن يبشر عثمان بن عفان بالجنة 6871- أخبرنا أبو يعلى حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن الحكم عن أبي عثمان عن أبي موسى: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في حائط -وأنا معه- فجاء رجل فاستفتح فقال : "افتح له وبشره بالجنة "؛فإذا هو أبو بكر ثم جاء آخر فاستفتح فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " افتح له وبشره بالجنة" فإذا هو عمر بن الخطاب ثم جاء آخر فاستفتح فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " افتح له وبشره بالجنة" فإذا هو عثمان بن عفان. = (6910) [3: 8] صحيح - "صحيح الأدب المفرد" (758):ق. 6- ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن بشرى عثمان بن عفان بالجنة كان ذلك في الوقت الذي قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يلي الخلافة وكان منه ما كان 6872-أخبرنا أحمد بن مكرم بن خالد البرتي: حدثنا علي بن المديني: حدثنا حماد بن زيد: حدثني أيوب، عن أبي عثمان النهدي، عن أبي موسى الأشعري: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لي: " احفظ الباب"، فجاء رجل يستأذن فقال: " ائذن له وبشره بالجنة"؛ فإذا أبو بكر، ثم جاء رجل يستأذن فقال : "ائذن له وبشره بالجنة"؛ فإذا عمر، ثم جاء رجل يستأذن قال: فسكت صلى الله عليه وسلم ، ثم قال: "ائذن له وبشره بالجنة -على بلوى شديدة تصيبه "؛فإذا عثمان. = (6911)[3: 8] صحيح - انظر ما قبله : ق. 7- ذكر سؤال عثمان بن عفان الصبر على ما أوعد من البلوى التي تصيبه 6873- أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي: حدثنا إسحاق بن إبراهيم: أخبرنا النضر بن شميل: حدثنا عثمان بن غياث الراسبي: حدثنا أبو عثمان النهدي، عن أبي موسى الأشعري، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنه كان متكئا في حائط من حيطان المدينة، وهو يقول بعود في الماء والطين ينكت به، فجاء رجل فاستفتح فقال صلى الله عليه وسلم افتح له وبشره بالجنة فإذا هو أبو بكر ففتحت له وبشرته بالجنة ثم استفتح آخر فقال افتح له وبشره بالجنة فإذا هو عمر ففتحت له وبشرته بالجنة ثم استفتح آخر فجلس ساعة ثم قال "افتح له وبشره بالجنة على بلوى " قال ففتحت له فإذا هو عثمان فبشرته بالجنة وقلت له الذي قال فقال اللهم صبرا أو قال الله المستعان =(6912) [3: 8] صحيح - انظر ما قبله: ق. 8-- أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار حدثنا أبو نصر التمار حدثنا عبيد الله بن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة عن أبي إسحاق عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: لما حصر عثمان وأحيط بداره أشرف على الناس فقال: نشدتكم بالله! هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين انتفض بنا حراء قال: " اثبت حراء فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد" ؟ قالوا: اللهم نعم . قال نشدتكم بالله! هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في غزوة العسرة: " من ينفق نفقة متقبلة ؟" -والناس يومئذ معسرون مجهدون- فجهزت ثلث ذلك الجيش من مالي؟ فقالوا: اللهم نعم . ثم قال: نشدتكم بالله! هل تعلمون أن رومة لم يكن يشرب منها إلا بثمن فابتعتها بمالي فجعلتها للغني والفقير وابن السبيل؟ فقالوا: اللهم نعم. في أشياء عددها = (6916) [3: 8] حسن صحيح - "الصحيحة" (875)، "الإرواء" (1594). 9- ذكر مغفرة الله جل وعلا لعثمان بن عفان رضي الله عنه بتسبيله رومة 6881-أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا بن إدريس عن حصين عن عمرو بن جاوان عن الأحنف بن قيس قال: قدمنا المدينة فجاء عثمان، فقيل هذا عثمان وعليه مُلَيَّة له صفراء قد قنع بها رأسه. قال: ها هنا علي؟ قالوا نعم. قال ها هنا طلحة؟ قالوا نعم. قال: أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من ابتاع مربد بني فلان غفر الله له" فابتعته بعشرين ألفا أو خمسة وعشرين ألفا فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت له قد ابتعته فقال: " اجعله في مسجدنا وأجره لك" قال: فقالوا: اللهم نعم. قال: فقال: أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من يبتاع رومة غفر الله له" فابتعتها بكذا وكذا ثم أتيته فقلت قد ابتعتها فقال : "اجعلها سقاية للمسلمين وأجرها لك" قال: فقالوا: اللهم نعم. قال: أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر في وجوه القوم فقال: " من جهز هؤلاء غفر الله له" -يعني جيش العسرة - فجهزتهم حتى لم يفقدوا عقالا ولا خطاما؟ قالوا: اللهم نعم. قال: اللهم اشهد، ثلاثا = (6920) [3: 8] صحيح - "المشكاة" (6066/التحقيق الثاني). فهذه بعض الأحاديث التي وردت فيه البشارة لعثمان رضي الله عنه بما يفيد أنه من أهل الجنة . |
#5
|
|||
|
|||
بوركت اخي ابا سياف على هذا التعريف وننتظر مزيدا من التفصيل ان دخل احدهم صفحتنا
جزاك الله خيرا
__________________
(( قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ
إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآَءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ . . . )) |
#6
|
|||
|
|||
ولنا عودة لاحقا فالموضوع يطول والردود أتية بإذن الله على كل شبهة للأباضية عليهم من الله ما يستحقون
|
#7
|
|||
|
|||
وعافاك أخي أبو القعقاع وجزاك الله خيرا على المتابعة
|
#8
|
|||
|
|||
رد: الاباضية نحو الهاوية
[align=center]جزيل الشكر والتقدير لموضوعك أخي الكريم أبوسياف المهاجر...
جعلك الله تعالى نصيرا للحق وحفظك من كل شر... أخي الكريم لفت انتباهي موضوعك وربما لست من المؤيدين في النيل من المسلمين فشهادة أن لا إله إلا الله كما ورد في مقالك العظيم ينبغي أن تمنعنا من ذلك ولا نكيل الاتهامات على الآخرين.. وقد أكدت بالدليل أن الله يغفر الذنوب إلا أن يشرك به... فلسنا نكفر إن كانوا هم يكفرون(كما هو عنوان مقالتك). ولسنا نخلد في النار الموحدين وهم لا ريب كذلك (كما يفعلون).. إذا لماذا الغلو الشديد والهجوم الشرس على أناس نحسبهم وتحسبهم أنهم إلى الجنة مصيرهم ما لم يشركوا بالله وإن كفروا وخلدوا وادعوا بخلق القرآن؟!!! أخي الكريم اطلعت شخصيا على أدلتهم والأدلة التي أوردتها كلها من الكتب التي نفخر بها جميعا (القرآن الكريم- البخاري- مسلم- أحمد) وربما أحدتث في نفسي ونفس القارئ الكريم تلك الأدلة إقناعا برأيهم وحكمهم فهم على القرآن الكريم يتكئون وعن الزيغ بعيدون... أخي الكريم هل قرأت أدلتهم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ أخي الكريم من هم الإباضية ومن هم الشيعة؟؟؟ أليس هناك فرق جوهري وجلي؟؟ وفقك الله تعالى ورعاك وسدد خطاك...[/align] |
#9
|
|||||||||
|
|||||||||
رد: الاباضية نحو الهاوية
[QUOTE=الباحث عن الدليل;197642]
اقتباس:
سؤال لك ما حكم من يكفر اصحاب رسول الله ؟؟ ما حكم من يتآله على الله ويرد القرآن ؟؟ ما حكم من قتل عثمان بن عفان ؟؟ ما حكم من يقول القرآن مخلوق وليس كلام الله ؟؟ اقتباس:
اقتباس:
اقتباس:
اقتباس:
وكما قلت ما حكم من يجيز السحر ويعمل به هل هذا موحد ؟؟ اقتباس:
يا ترى ما حكم من قال بخلق القرآن عند اهل السنه لانه يبدو انك تتكلم باسم اهل السنه او انك تكذب عليهم ! اقتباس:
اقتباس:
اقتباس:
تنبيه هام اذكرك به خارج الموضوع المنتدى يمنع التسجيل باكثر من عضويه وشكرا
__________________
قال أيوب السختياني رحمه الله: من أحب أبابكر فقد أقام الدين، ومن أحب عمر فقد أوضح السبيل، ومن أحب عثمان فقد استنار بنور الله، ومن أحب علياً فقد استمسك بالعروة الوثقى، ومن قال الحسنى في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فقد برئ من النفاق. [align=center][/align] |
أدوات الموضوع | |
|
|