جديد المواضيع |
للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب |
منتدى السنة | الأذكار | زاد المتقين | منتديات الجامع | منتديات شباب الأمة | زد معرفة | طريق النجاح | طبيبة الأسرة | معلوماتي | وادي العرب | حياتها | فور شباب | جوابى | بنك أوف تك |
|
|
أدوات الموضوع |
#22
|
|||
|
|||
ما هي الصوفية وما دورها في الجهاد الإسلامي ؟ د. طارق الطواري مع عودة المد الصوفي للظهور من جديد في الساحة الكويتية في بعض المساجد وإذاعة القرآن الكريم والكتابات الصحفية وعودة الدعوة إلى الخرافة والطرق البدعية وإماتت السنة وإحياء البدعة من خلال ما سبق ونشر كتيبات باسم طلبة العلم في مسجد البشر بمشرف ككتب الدعاء الجماعي ومسح الوجه باليدين بعد الدعاء والدعوات للموالد وزيارة القبور والتوسل بها وقد كتب الدكتور / يوسف الشراح أصلحه الله الأستاذ بكلية الشريعة مقالاً في : 15/4/2004م في جريدة الوطن بعنوان الصوفية الحفة في ميزان شيوخ السلفية . زعم فيه أن الصوفية على حق وأنهم أهل الجهاد وهم السادة العلماء بالإضافة للغمز واللمز بأئمة السلف الإعلام كشيخ الإسلام وغيره من أجل ذلك كله وجب الإيضاح والبيان كي لا يلتبس الحق بالباطل وأول ذلك التعريف بالصوفية من حيث النشأة والتسمية والطبقات ثم أثرهم المزعوم في الجهاد وقد استعنت في ذلك بما نشر في موقع كشف الشبهات : www.khayma.com/kshf/M/Suofyah.htm وبما كتبه الشيخ حسان العتيبي نقلا عن صيد الفوائد وعن كتابه تربية الأولاد في الإسلام في ميزان النقد العلمي : http://saaid.net/Doat/ehsan/134.htm والله أسأل أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه . النشأة حركة التصوف انتشرت في العالم الإسلامي في القرن الثالث الهجري كنزعات فردية تدعو إلى الزهد وشدة العبادة ، ثم تطورت تلك النزعات بعد ذلك حتى صارت طرقا مميزة معروفة باسم الصوفية ، ويتوخى المتصوفة تربية النفس والسمو بها بغية الوصول إلى معرفة الله تعالى بالكشف والمشاهدة لا عن طريق اتباع الوسائل الشرعية ، ولذا جنحوا في السمار حتى تداخلت طريقتهم مع الفلسفات الوثنية : الهندية والفارسية واليونانية المختلفة . سبب التسمية اختلف العلماء في نسبة الاشتقاق على أقوال أرجحها : ما اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية وابن خلدون وطائفة كبيرة من العلماء من أنها نسبة إلى الصوف حيث كان شعار رهبان أهل الكتاب الذين تأثر بهم الأوائل من الصوفية . بداية الانحراف كدأب أن انحراف يبدأ صغيراً ، ثم ما يلبث إلا أن يتسع مع مرور الأيام فقد تطور مفهوم الزهد في الكوفة والبصرة في القرن الثاني للهجرة على أيدي كبار الزهاد أمثال : إبراهيم بن أدهم ، مالك بن دينار ، وبشر الحافي وغيرهم إلى مفهوم لم يكن موجوداً عند الزهاد السابقين من تعذيب للنفس بترك الطعام ، وتحريم تناول اللحوم ، والسياحة في البراري والصحاري ، وترك الزواج ، يقول مالك بن دينار : ( لا يبلغ الرجل منزلة الصديقين حتى يترك زوجته كأنها أرملة ، ويأوي إلى مزابل الكلاب ) ، وذلك دون سند من قدوة سابقة أو نص كتاب أو سنة ، ولكن مما يجد التنبيه عليه أنه قد نسب إلى هؤلاء الزهاد من الأقوال المرذولة والشطحات المستنكرة ما لم يثبت عنهم بشكل قاطع كما يذكر شيخ الإسلام ابن تيمية . * ومنذ ذلك العهد أخذ التصوف عدة أطوار أهمها : - البداية والظهور : ظهر مصطلح التصوف والصوفية أول ما ظهر في الكوفة بسبب قربها من بلاد فارس ، والتأثر بالفلسفة اليونانية بعد عصر الترجمة ، ثم بسلوكيات رهبان أهل الكتاب . * طلائع الصوفية : ظهر في القرنين الثالث والرابع الهجري ثلاث طبقات من المنتسبين إلى التصوف وهي : - الطبقة الأولى : كان يغلب على أكثرهم الاستقامة في العقيدة ، والإكثار من دعاوى التزام السنة ونهج السلف ، وإن كان ورد عن بعضهم – مثل الجنيد – بعض العبارات التي عدها العلماء من الشطحات ، ومن أشهر رموز هذا التيار . - الجنيد : هو أبو القاسم الخراز المتوفي 298هـ يلقيه الصوفية بسيد الطائفة . - ومن أهم السمات الأخرى لهذه الطبقة كثر الاهتمام بالوعظ والقصص مع قلة العلم والفقه والتحذير من تحصيلهما في الوقت الذي اقتدى أكثرهم بسلوكيات رهبان ونساك أهل الكتاب حيث حدث الالتقاء ببعضهم ، مما زاد في البعد عن سمت الصحابة وأئمة التابعين ، ونتج عن ذلك اتخاذ دور للعبادة غير المساجد ، يلتقون فيها للاستماع للقصائد الزهدية أو قصائد ظاهرها الغزل بقصد مدح النبي صلى الله عليه وسلم مما سبب العداء الشديد بينهم وبين الفقهاء ، كما ظهرت فيهم ادعاءات الكشف والخوارق وبعض المقولات الكلامية ، وفي هذه الفترة ظهرت لهم تصانيف كثيرة . - ومن أهم هذه السمات المميزة لمذاهب التصوف والقاسم المشترك للمنهج المميز بينهم في تناول العبادة وغيرها ما يسمونه ( الذوق ) والذي أدى إلى اتساع الخرق عليهم مما سهل على اندثار هذه الطبقة وزيادة انتشار الطبقة الثانية التي زاد غلوها وانحرافها . - الطبقة الثانية : خلطت الزهد بعبارات الباطنية ، وانتقل فيها الزهد من الممارسة العملية والسلوك التطبيقي إلى مستوى التأمل التجريدي والكلام النظري ، ولذلك ظهر في كلامهم مصطلحات : الوحدة ، والفناء ، والاتحاد ، والحلول ، والسكر ، والصحو ، والكشف ، والبقاء ، والمريد ، والعارف ، والأحوال ، والمقامات ، وشاع بينهم التفرقة بين الشريعة والحقيقة ، وتسمية أنفسهم أرباب الحقائق وأهل الباطن ، وسموا غيرهم من الفقهاء أهل الظاهر والرسوم ، وغير ذلك مما كان غير معروف عند السلف الصالح من أصحاب القرون المفضلة ولا عند الطبقة الأولى من المنتسبين إلى الصوفية ، مما زاد في انحرافها ، فكانت بحق تمثل البداية الفعلية لما صار عليه تيار التصوف حتى الآن . - ومن أهم أعلام هذه الطبقة : أبو اليزيد البسطامي ت 263هـ ،ذو النون المصري ت 245هـ ، الحلاج ت 309هـ ، أبو سعيد الخزار 277-286هـ ، الحكيم الترمذي ت 320هـ ، أبو بكر الشبلي 334هـ . - الطبقة الثالثة : وفيها اختلط التصوف بالفلسفة اليونانية ، وظهرت أفكار الحلول والاتحاد ووحدة الوجود موافقة لقول الفلاسفة ، كما أثرت في ظهور نظريات الفيض والإشراق على يد الغزالي والسهروردي ، وبذلك تعد هذه الطبقة من أخطر الطبقات والمراحل التي مر بها التصوف والتي تعدت مرحلة البدع العملية إلى البدع العلمية التي بها يخرج التصوف عن الإسلام بالكلية ، ومن أشهر رموز هذه الطبقة : الحلاج ت 309هـ ، السهروردي 587هـ ، ابن عربي ت 638هـ ، ابن الفارض 632هـ ، ابن سبعين ت 667هـ . - الحلاج : أبو مغيث الحسين بن منصور الحلاج 244- 309هـ ولد بفارس حفيدا لرجل زرادشتي ، ونشأ في واسط بالعراق ، وهو أشهر الحلوليين والاتحاديين ، رمي بالكفر وقتل مصلوباً لتهم أربع وجهت إليه : أ- اتصاله بالقرامطة . ب- قوله ( أنا الحق ) . ت- اعتقاد أتباعه ألوهيته . ث- قوله في الحج ، حيث يرى أن الحج إلى البيت الحرام ليس من الفرائض الواجب أداؤها . - يمثل القرن السادس الهجري البداية الفعلية للطرق الصوفية وانتشارها حيث انتقلت من إيران إلى المشرق الإسلامي ، فظهرت الطريقة القادرية المنسوبة لعبد القادر الجيلاني ، المتوفي سنة 561هـ نسب إليه أتباعه من الأمور العظمية فيما لا يقد عليها إلا الله تعالى من معرفة الغيب ، وإحياء الموتى ، وتصرفه في الكون حياً أو ميتاً ، بالإضافة إلى مجموعة من الأذكار والأوراد والأقوال الشنيعة ، ومن هذه الأقوال أنه قال مرة في أحد مجالسه : ( قدمي هذه على رقبة كل ولي لله ) ، وكان يقول : ( من استغاث بي في كربة كشفت عنه ، ومن ناداني في شدة فرجت عنه ، ومن توسل بي في حاجة قضيت له ) ، ولا يخفى ما في هذه الأقوال من الشرك وادعاء الربوبية . - يقول السيد محمد رشيد رضا : ( ينقل عن الشيخ الجيلاني من الكرامات وخوارق العادات ما لم ينقل عن غيره ، والنقاد من أهل الرواية لا يحفلون بهذه النقول إذ لا أسانيد لها يحتج بها ) ( دائرة المعارف الإسلامية 11/171) . - كما ظهرت الطريقة الرفاعية المنسوبة لأبي العباس أحمد بن الحسين الرفاعي ت 540هـ ويطلق عليها البطائحية نسبة إلى مكان ولاية بالقرب من قرى البطائح بالعراق ، وينسج حوله كتاب الصوفية – كدأبهم مع من ينتسبون إليهم – الأساطير والخرافات ، بل ويرفعونه إلى مقام الربوبية ، ومن هذه الأقوال : ( كان قطب الأقطاب في الأرض ،ثم انتقل إلى قطبية السماوات ، ثم صارت السماوات السبع في رجله كالخلخال ) ( طبقات الشعراني ص 141، قلادة الجواهر ص 42) . - وفي هذا القرن ظهرت شطحات وزندقة السهر وردي شهاب الدين أبو الفتوح محيي الدين بن حسن 549-587هـ ثم خلفه عبد الرحيم بن عثمان ت 604هـ ، صاحب مدرسة الإشراق الفلسفية التي أساسها الجمع بين آراء مستمدة من ديانات الفرس القديمة ومذاهبها في ثنائية الوجود وبين الفلسفة اليونانية في صورتها الأفلاطونية الحديثة ومذهبها في الفيض أو الظهور المستمر ، ولذلك اتهمه علماء حلب بالزندقة والتعطيل والقول بالفلسفة الإشراقية مما حدا بهم أن يكتبوا إلى السلطان صلاح الدين الأيوبي محضراً بكفره وزندقته فأمر بقتله ردة ، وإليه تنسب الطريقة السهروردية ومذاهبها في الفيض أو الظهور المستمر . - في القرن السابع الهجري دخل التصوف الأندلس وأصبح ابن عربي الطائي الأندلسي أحد رؤوس الصوفية حتى لقب بالشيخ الأكبر ، أعاد ابن عربي ، وابن الفارض ، وابن سبعين ، عقيدة الحلاج ، وذي النون المصري ، والسهروردي . - محيي الدين ابن عربي : الملقب بالشيخ الكبر 560-638هـ رئيس مدرسة وحدة الوجود ، يعتبر نفسه خاتم الأولياء ، طرح نظرية الإنسان الكامل التي تقوم على أن الإنسان وحده من بين المخلوقات يمكن أن تتجلى فيه الصفات الإلهية إذا تيسر له الاستغراق في وحدانية الله . - أبو الحسن الشاذلي ت 656هـ : صاحب ابن عربي ، من أشهر تلاميذ مدرسة أبو السحن الشاذلي ت 656هـ أبو العباس ت 686هـ ، وإبراهيم الدسوقي ، وأحمد البدوي ت 675هـ . - وفي القرن السابع ظهر أيضاً جلال الدين الرومي صاحب الطريقة المولوية بتركيا ت 672هـ . أصبح القرن الثامن والتاسع الهجري ما هو إلا تفريع وشرح لكتب ابن عربي وابن الفارض وغيرهما ، ولم تظهر فيه نظريات جديدة في التصوف . وفي القرن التاسع ظهر محمد بهاء الدين النقشبندي مؤسس الطريقة النقشبندية ت 791هـ . وكذلك القرن العاشر ما كان إلا شرحاً أو دفاعاً عن كتب ابن عربي ، فزاد الاهتمام فيه بتراجم أعلام التصوف ، والتي اتسمت بالمبالغة الشديدة . - وفي القرون التالية اختلط الأمر على الصوفية ، وانتشرت الفوضى بينهم وبدأت مرحلة الدراويش - ومن أهم ما تتميز به القرون المتأخرة ظهور ألقاب شيخ السجادة ، وشيخ مشايخ الطرق الصوفية ، والخليفة والبيوت الصوفية التي هي أقسام فرعية من الطرق نفسها مع وجود شيء من الاستقلال الذاتي يمارس بمعرفة الخلفاء ، كما ظهرت فيها التنظيمات والتشريعات المنظمة للطرق تحت مجلس وإدارة واحدة الذي بدأ بفرمان أصدره محمد على باشا والي مصر يقضي بتعين محمد البكري خلفا لوالده شيخا للسجادة البكرية وتفويضه في الإشراف على جميع الطرق والتكايا والزوايا والمساجد التي بها أضرحة كما له الحق في وضع مناهج التعليم التي تعطي فيها ، وذلك كله في محاولة لتفويض سلطة شيخ الأزهر وعلمائه ، وقد تطورت نظمه وتشريعاته ليعرف فيما بعد بالمجلس الأعلى للطرق الصوفية في مصر . ومن أشهر رموز هذه القرون المتأخرة : - عبد الغني النابلسي 1050-1287هـ ، أبو السعود البكري المتوفي 1812م ، أبو الهدى الصيادي الرفاعي 1220-1287هـ ، عمر الفوتي الطوري السنغالي الأزهري التيجاني ت 1281هـ ، محمد عثمان الميرغني ت 1268هـ ، أبو الفيض محمد بن عبد الكبير الكتاني ، فقيه متفلسف ، من أهل فاس بالمغرب ، أسس الطريقة الكتانية 1290-1327هـ ، انتقد عليه علماء فاس بعض أقواله ونسبوه إلى فساد الاعتقاد ، أحمد التيجاني ت 1230هـ مصادر التلقي عند الصوفية - الكشف : ويعتمد الصوفية الكشف مصدراً وثيقاً للعلوم والمعارف ، بل تحقيق غاية عبادتهم ، ويدخل تحت الكشف الصوفي جملة من الأمور منها : 1- النبي صلى الله عليه وسلم : ويقصدون به الأخذ عنه يقظة أو مناماً . 2- الخضر عليه الصلاة والسلام : قد كثرت حكايتهم عن لقياه ، والأخذ عنه أحكاماً شرعية وعلوماً دينية ، وكذلك الأوراد ، والأذكار والمناقب . 3- الإلهام : سواء كان من الله تعالى مباشرة ، وبه جعلوا مقام الصوفي فوق مقام النبي حيث يعتقدون أن الولي يأخذ العلم مباشرة عن الله تعالى . 4- الفراسة : والتي تختص بمعرفة خواطر النفوس وأحاديثها . 5- الهواتف : من سماع الخطاب من الله تعالى ، أو من الملائكة ، أو الجن الصالح ، أو من أحد الأولياء ، أو الخضر ، أو إبليس ، سواء كان مناماً أو يقظة أو في حالة بينهما بواسطة الأذن . 6- الإسراءات والمعاريج : ويقصدون بها عروج روح الولي إلى العالم العلوي ، وجولاتها هناك ، والإتيان منها بشتى العلوم والأسرار . 7- الكشف الحسي : بالكشف عن حقائق الوجود بارتفاع الحجب الحسية عن عين القلب وعين البصر . 8- الرؤى والمنامات : وتعتبر من أكثر المصادر اعتماداً عليها حيث يزعمون أنهم يتلقون فيها عن الله تعالى ، أو عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أو عن أحد شيوخهم لمعرفة الأحكام الشرعية . - التلقي عن الأنبياء غير النبي صلى الله عليه وسلم وعن الأشياخ المقبورين . الأفكار والمعتقدات - يعتقد عقائد الصوفية وأفكارهم وتتعدد مدارسهم وطرقهم ويمكن إجمالها فيما يلي : - يعتقد المتصوفة في الله تعالى عقائد شتى ، منها الحلول كما هو مذهب الحلاج ، ومنها وحدة الوجود حيث عدم الانفصال بين الخالق والمخلوق ، ومنهم من يعتقد بعقيدة الأشاعرة والماتريدية في ذات الله تعالى وأسمائه وصفاته . - والغلاة منهم يعتقدون في الرسول صلى الله عليه وسلم أيضا عقائد شتى ، فمنهم من يزعم أن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يصل إلى مرتبتهم وحالهم ، وأنه كان جاهلاً بعلوم رجال التصوف كما قال البسطامي : ( خضنا بحرا وقف الأنبياء بساحله ) ، ومنهم من يعتقد أن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم هو قبة الكون ، وهو الله المستوي على العرش وأن السماوات والأرض والعرش والكرسي وكل الكائنات خلقت من نوره ، وأنه أول موجود وهذه عقيدة ابن عربي ومن تبعه ، ومنهم من لا يعتقد بذلك بل يرده ويعتقد ببشريته ورسالته ولكنهم مع ذلك يستشفعون ويتوسلون به صلى الله عليه وسلم إلى الله تعالى على وجه يخالف عقيدة أهل السنة والجماعة . - وفي الأولياء يعتقد الصوفية عقائد شتى ، فمنهم من يفضل الولي على النبي صلى الله عليه وسلم ، ومنهم يجعلون الولي مساوياً لله في كل صفاته ، فهو يخلق ويرزق ، ويحيي ويميت ، ويتصرف ف الكون ، ولهم تقسيمات للولاية ، فهناك الغوث ، والأقطاب ، والأبدال والنجباء حيث يجتمعون في ديوان لهم في غار حراء كل ليلة ينظرون في المقادير ، ومنهم من لا يعتقد ذلك ولكنهم أيضا يأخذونهم وسائط بينهم وبين ربهم سواء كان في حياتهم أو بعد مماتهم . وكل هذا بالطبع خلاف الولاية في الإسلام التي تقوم على الدين والتقوى ، وعمل الصالحات ، والعبودية الكاملة لله والفقر إليه ، وأن الولي لا يملك من أمر نفسه شيئاً فضلا عن أنه يملك لغيره ، قال تعالى لرسوله : ( قل إني لا أملك لكم ضراً ولا رشداً ) الجن : 21) . - يعتقدون أن الدين شريعة وحقيقة ، والشريعة هي الظاهر من الدين وأنها الباب الذي يدخل منه الجميع ، والحقيقة هي الباطن الذي لا يصل إليه إلا المصطفون الأخيار . - التصوف في نظرهم طريقة وحقيقة معاً . - لابد في التصوف من التأثير الروحي الذي لا يأتي إلا بواسطة الشيخ الذي أخذ الطريقة عن شيخه . - لابد من الذكر والتأمل الروحي وتركيز الذهن في الملأ الأعلى ، وأعلى الدرجات لديهم هي درجة الولي . - يتحدث الصوفيون عن العلم اللدني الذي يكون في نظرهم لأهل النبوة والولاية ، كما كان ذلك للخضر عليه الصلاة والسلام ، حيث أخبر الله تعالى عن ذلك فقال : ( وعلمناه من لدنا علما ) . - شطحات الصوفية : سلك بعضهم طريق تخضير الأرواح معتقداً بأن ذلك من التصوف ، كما سلك آخرون طريق الشعوذة والدجل ، وقد اهتموا ببناء الأضرحة وقبور الأولياء وإنارتها وزيارتها والتمسح بها ، وكل ذلك من البدع التي ما أنزل الله بها من سلطان . - يقول بعضهم بارتفاع التكاليف – إسقاط التكاليف – عن الولي ، أي أن العبادة تصير لالزوم لها بالنسبة إليه ، لأنه وصل إلى مقام لا يحتاج معه إلى القيام بذلك. - يستخدم الصوفيون لفظ ( الغوث والغياث ) وقد أفتى ابن تيمية كما جاء في كتاب مجموع الفتاوى ص 437 : ( فأما لفظ الغوث والغياث فلا يستحقه إلا الله ، فهو غوث المستغيثين ، فلا يجوز لأحد الاستغاثة بغيره لا بملك مقرب ولا نبي مرسل ) . - لقد أجمعت كل طرق الصوفية على ضرورة الذكر ، وهو عند النقشبندية لفظ الله مفرداً ، وعند الشاذلية لا إله إلا الله ، وعند غيرهم مثل ذلك مع الاستغفار والصلاة على النبي ، وبعضهم يقول : هو هو ، بلفظ الضمير ، وفي ذلك يقول ابن تيمية في كتاب مجموع الفتاوى ص229 : ( وأما الاقتصار على الاسم المفرد مظهراً أو مضمراً فلا أصل له ، فضلاً عن أن يكون من ذكر الخاصة والعارفين ، بل هو وسيلة إلى أنواع من البدع والضلالات ، وذريعة إلى تصورات أحوال فاسدة من أحوال أهل الإلحاد وأهل الاتجاد ). ويقول في ص228 أيضاً : ( من قال : يا هو يا هو ، أو هو هو ،ونحو ذل، لم يكن الضمير عائداً إلا إلى ما يصوره القلب ، والقلب قد يهتدي وقد يضل ) . - قد يأتي بعض المنتسبين إلى التصوف بأعمال عجيبة وخوارق ، وفي ذلك يقول ابن تيمية ص 494 : ( وأما كشف الرؤوس ، وتفتيل الشعر ، وحمل الحيات ، فليس هذا من شعار أحد من الصالحين ، ولا من الصحابة ، ولا من التابعين ، ولا شيوخ المسلمين ، ولا من المتقدمين ، ولا من المتأخرين ، ولا الشيخ أحمد بن الرفاعي ، وإنما ابتدع هذا بعد موت الشيخ بمدة طويلة ) . - ويقول أيضاً في ص 504 : ( وأما النذر للموتى من الأنبياء والمشايخ وغيرهم أو لقبورهم أو المقيمين عند قبورهم فهو نذر شرك ومعصية لله تعالى ) . - وفي ص 506 من نفس الكتاب : ( وأما الحلف بغير الله من الملائكة والأنبياء والمشايخ والملوك وغيرهم فإنه منهي عنه ) . - ويقول في ص 505 من نفس الكتاب أيضاً : ( وأما مؤاخاة الرجال والنساء الجانب وخلوتهم بهن ، ونظرهم إلى الزينة الباطنة ، فهذا حرام باتفاق المسلمين ، ومن جعل ذلك من الدين فهو من إخوان الشياطين ) . * من أبرز المآخذ التي تؤخذ على الصوفية ما يلي : 1- الحلول والاتحاد 2- وحدة الوجود 3- الشرك في توحيد الألوهية وذلك بصرف بعض أنواع العبادة لغير الله تعالى . 4- الشرك في توحيد الربوبية وذلك باعتقادهم أن بعض الأولياء يتصرفون في الكون ويعلمون الغيب .. 5- الغلو في الرسول صلى الله عليه وسلم . 6- الغلو في الأولياء . 7- الادعاءات الكثيرة الكاذبة ، كادعائهم عدم انقطاع الوحي ومالهم من المميزات في الدنيا والآخرة . 8- يتساهل بعض الصوفية في التزام أحكام الشرع . 9- طاعة المشايخ الخضوع لهم ، والاعتراف بذنوبهم بين أيديهم ، والتمسح بأضرحتهم بعد مماتهم . 10- تجاوزات كثيرة ما أنزل الله بها من سلطان ، في هيئة ما يسمونه الذكر ، وهو هز البدن والتمايل يميناً وشمالاً ، وذكر كلمة الله في كل مرة مجردة ، والادعاء بأن المشايخ مكشوف عن بصيرتهم ، ويتوسلون بهم لقضاء حوائجهم ، ودعاؤهم بمقامهم عند الله في حياتهم وبعد مماتهم . - لقد فتح التصوف المنحرف باباً واسعاً دخلت منه كثير من الضلالات والبدع التي تخرج صاحبها من الإسلام . أماكن الانتشار انتشر التصوف على مدار الزمان وشمل معظم العالم الإسلامي ، وقد نشأت فرقهم وتوسعت في مصر والعراق وشمال غرب أفريقيا ، وفي غرب ووسط وشرق آسيا . - تراجعت الصوفية وذلك ابتداءً من نهاية القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين ولم يعد لها ذلك السلطان الذي كان لها فيما قبل ، وذلك بالرغم من دعم بعض الدول الإسلامية للتصوف كعامل مثبط لتطلعات المسلمين في تطبيق الإسلام الشمولي . وأما دور الصوفية المزعوم في الجهاد في سبيل الله الذي أشار إليه بعض الكتاب ( بأن الملوك والأمراء متى قصدوا الجهاد كان كثير من شيوخ الصوفية يوعزون إلى أتباعهم ويحرضونهم على الخروج في سبيل الله فلتستمع إلى أقوال السادة العلماء في حقيقة جهاد المتصوفة ووقوفهم في وجه أعداء الأمة . قال الشيخ عبد الرحمن الوكيل (1) رحمه الله : ويزعمون أن الصوفية جاهدت حتى نشرت الإسلام في بقاع كثيرة ولقد علمت ما دين الصوفية ؟ ! فما نشروا إلا أساطير حمقاء ، وخرافات بلهاء ، وبدعاً بلقاء شوهاء ، ما نشروا إلا وثنية تؤله الحجر ، وتعبد الرمم ، ما نشروا دينهم إلا في حماية الغاصب المستعمر ، وطوع هوى الغاصب المستعمر ، فعدو الإسلام يوقن تماماً أن البدع هي الوسيلة التي تصل إلى الهدف دائماً ، لكي يقضوا على الإسلام وأهله ، فعلها قديما ويفعلها حديثا ، اقرأوا تاريخكم إن كنت تمترون ، أروني صوفياً واحداً قاتل في سبيل الله ؟ أروني صوفياً واحداً جالد الاستعمار أو كافحه أو دعا إلى ذلك ؟ إن كل من نسب إليهم مكافحة المستعمر – وهم قلة – لم يكافحوه إلا حين تخلى عنهم ، فلم يطعمهم السحت من يديه ولم يبح لهم جمع الفتات من تحت قدميه ، وإلا حين قهرت فيهم عزة الوطنية ذلك الصوفية فقاتلوه حمية لا لدين . وقال أيضاً : سقط بيت المقدس في يد الصليبيين عام (492هـ ) ، و " الغزالي " الزعيم الصوفي الكبير على قيد الحياة ، فلم يحرك منه هذا الحادث الجلل شعوراً واحداً ، ولم يجر قلمه بشيء عنه في كتبه ، لقد عاش " الغزالي " بعد ذلك 13 عاماً _ إذا مات سنة (505هـ ) ، فما ذرت دمعة واحدة ولا استنهض همة مسلم ليذود عن الكعبة الأولى .بينما سواه من الشعراء يقول : أحل الكفر بالإسلام ضيماً يطول عليه للدين نحيب وكم من مسجد جعلوه ديراً على محرابه نصب الصليب دم الخنزير فيه لهم خلوف وتحريق المصاحف فيه طيب أهز هذا الصراخ الموجع زعامة الغزالي ؟ كلا ، إذ كان عاكفاً على كتبه يقرر فيها أن الجمادات تخاطب الأولياء ، ويتحدث عن " الصحو" و " المحو" ، ودون أن يقاتل أو يدعو غيره إلى قتال . و" ابن عربي " و " ابن الفارض " الزعيمان الصوفيان الكبيران عاشا في عهد الحروب الصليبية ، فلم نسمع عن واحد منهما أنه شارك في قتال ، أو دعا إلى قتال ، أو سجل في شعره أو نثره آهة حسرى على الفواجع التي نزلت بالمسلمين ، لقد كانا يقرران للناس أن الله هو عين كل شيء ، فليدع المسلمون الصليبيين ، فما هم إلا الذات الإلهية متجسدة في تلك الصور ، هذا حال أكبر زعماء الصوفية ، وموقفهم من أعداء الله ، فهل كافحوا غاصباً أو طاغياً ؟ وقال أيضاً : ثم اقرؤوا ما كتب الزعيم " مصطفى كامل " في كتابه " المسألة الشرقية " ( ومن الأمور المشهورة عن احتلال فرنسة " للقيروان : أن رجلاً فرنساوياً دخل في الإسلام ، وسمى نفسه " سيد أحمد الهادي " واجتهد في تحصيل الشريعة حتى وصل إلى درجة العالمية ، وعين إماماً لمسجد كبير في " القيروان " فلما اقترب الجنود الفرنساوية من المدينة : استعد أهلها للدفاع عنها ، وجاءوا يسألونه أن يستشير لهم ضريح شيخ في المسجد ! يعتقدون فيه ، فدخل " سيد أحمد " الضريح ، ثم خرج مهولاً لهم بما سينالهم من المصائب ، وقال لهم بأن الشيخ ينصحكم بالتسليم (2) لأن وقوع البلاد صار بحتاً ، فاتبع القوم البسطاء قوله ، ولهم يدافعوا عن " القيروان " أقل دفاع بل دخلها الفرنساويون آمنين ) أ.هـ . وحين أغار الفرنجة على " المنصورة " قبل منتصف القرن السابع الهجري ، اجتمع زعماء الصوفية ، أتدري لماذا ؟ لقراءة " رسالة القشيري " والمناقشة في كرامات الأولياء ( من أجل ذلك يجب ألا نستغرب إذا رأينا المستعمرين يغدقون على الصوفية الجاه والمال ، فرب مفوض سام لم يكن يرضى أن يستقبل ذوي القيمة الحقيقية من وجوه البلاد ، ثم تراه يسعى إلى زيارة " حلقة " من حلقات الذكر ، ويقضي هنالك زيارة سياسية تستغرق الساعات ، أليس التصوف الذي على هذا الشكل يقتل عناصر المقاومة في الأمم ) (3) أ.هـ . ثم إن كل من نسبت إليهم الصوفية أنهم جاهدوا في سبيل الله عملوا على نشر الإسلام ليسوا صوفيين ، وإنما حشرتهم الصوفية في زمرتها زوراً وبهتاناًَ ، هذه هي الصوفية " (ص170-172) . ب . وقال الشيخ " محمد أحمد لوح " حفظه الله : أما عقيدة وحدة الوجود التي نادى بها هؤلاء المتصوفة : فتهدف إلى إلغاء الأحكام _ ( أي : موالاة المؤمنين ومعاداة الكافرين ) – تحت مظلة وحدة الأديان . قال شيخ الإسلام ابن تيمية – عند بيان المراتب الصوفية – " وأما المرتبة الثالثة : أن لا يشهد طاعة ولا معصية ، فإنه يرى أن الوجود واحد ، وعندهم أن هذا غاية التحقيق والولاية لله ، فإن صاحب هذا المشهد يتخذ اليهود النصارى وسائر الكفار أولياء .. أ.هـ (4) وهذا هو الواقع ، فإن الصوفي كلما تقدم به تصوفه وازداد غلوا فيه ، قلت غيرته الدينية ، فالشيخ " عبد الرحمن الصباغ " الذي ضاق ذرعاً بالعيش في صعيد مصر لكثرة من به من اليهود والنصارى قال في أخريات حياته " إنه ليود معانقة اليهود والنصارى كما يعانق أحد أبناء الإسلام " ( 5) . وبالغلو في الفكر الصوفي يصل المرء إلى حد لا يغضب لله بلده الغيرة لدينه ، كما يقرر " ابن عربي " في قوله " ومن اتسع في علم التوحيد ولم يلزم الأدب الشرعي فلم يغضب لله ولا نفسه ... فإن التوحيد يمنعه من الغضب ، لأنه في نظره ما ثم من يغضب عليه لأحدية العين عنده في جميع الأفعال المنسوبة إلى العالم ، إذ لو كان عنده مغضوب عليه لم يكن توحيد ، فإن موجب الغضب إنما هو الفعل ، ولا فاعل إلا الله " . (6) ويبدو أن الصوفية قضوا على مجاهدة الكفار بالسيف بواسطة بث هذا الفكر ، كما أماتوا الغيرة الدينية والانتصار للحق ، فيقرر " التيجاني " أن " الأصل في كل ذرة في الكون أنها مرتبة للحق سبحانه وتعالى ، ويتجلى فيها بما شاء من أفعاله وأحكامه ، والخلق كلهم مظاهر أحكامه وكمالات ألوهيته ... ويستوي في هذا الميدان : الحيوان والجمادات والآدمي وغيره ، ولا فرق بين الآدمي وبين المؤمن والكافر فإنهما مستويان في هذا البساط ، ويكون على هذا ، الأصل في الكافر التعظيم لأنه مرتبة من مراتب الحق ... ولا يكون هذا إلا لمن عرف وحدة الوجود " (7) . فأنت ترى أنه أقر أن من عرف وحدة الوجود : اعتقد أن تعظيم الكفار لابد منه لكونهم مرتبة من مراتب الحق ، أما إهانتهم وإذلالهم فلا تعدو أن تكون أحكاما طارئة ، والتعويل إنما هو على الأصل لا على ما طرأ . وقال – ( أي : التيجاني ) – في رسالة إلى أهل فارس " وسلموا للعامة وولاة الأمر ما أقامهم الله فيه من غير تعرض لمنافرة أو تبعيض أو تنكير ، فإن الله هو الذي أقام خلقه فيما أراد ، ولا قدرة لأحد أن يخرج الخلق عما أقامهم الله فيه " (8) . ولا ريب أن هذا الفكر يهدف إلى القضاء على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إسداء النصيحة لكل أحد ، ومحو الجهاد باللسان قبل الجهاد بالسنان ، وإلى مثل هؤلاء الناس أشار ابن تيمية حين قال " وهذا يقوله كثير من شيوخ هؤلاء الحلولية ، حتى إن أحدهم إذا أمر بقتال العدو يقول : " أقاتل الله ؟ ما أقدر أن أقاتل الله " ، ونحو هذا الكلام الذي سمعناه من شيوخهم وبينا فساده لهم وضلالهم " (9) . ومن هنا أنتقد كثير من الباحثين " أبا حامد الغزالي " لسكوته عن غزو الصليبيين للمسلمين رغم معايشته إياه ، فلم يذكرهم بشيء في كتاباته الكثيرة ، فضلاً عن أن يشارك في انتفاضة (10) المسلمين وجهادهم ضدهم . فيقول الدكتور الأعسم " وهو يعني : سكوته عنهم – أمر يدعونا إلى نظر عميق في أن الغزالي لابد كان قد استبطن عقيدة حطمت أمامه كل الفروق الدينية أو العنصرية ، أو أنه فشل في أن يظل مكافحاً من أجل الدين ، وإلا فما هو سبب إهماله لذكر الصليبيين وأنهم أخطر على الإسلام من الباطنية والفلاسفة ؟ فكل مؤلفات الغزالي التي ثبتت له خالية من الإشارة إلى الصليبيين (11) . أ.هـ . " تقديس الأشخاص في الفكر الصوفي " (1/568-570) للشيخ " محمد أحمد لوح " . ج. ولما تحدى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله طائفة " الرفاعية " الأحمدية " أمام نائب السلطنة (سنة 705هـ ) قال شيخ المنيبع " الشيخ صالح " منهم : نحن أحوالنا إنما تنفق عند التتر ! ليست تنفق عند الشرع ! . قال ابن كثير رحمه الله : فضبط الحاضرون عليه تلك الكلمة ، وكثير الإنكار عليهم من كل أحد ثم اتفق الحال على أنهم يخلعون الأطواق الحديد من رقابهم ، وأن من خرج عن الكتاب والسنة ضربت عنقه . أ . هـ " البداية والنهاية " (14/38) . وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم . جمعه د. طارق الطواري. ------------------------------(1) وقد كان من كبار أهل التصوف ثم هداه الله ، فصار من أئمة السلفيين في مصر ، وكان وكيلاً لجماعة أنصار السنة هناك ، فرحمه الله . (2) والتاريخ يعيد نفسه ، فلما جاء " السادات " من الصلح مع يهود استقبله شيوخ الطرق الصوفية في مصر في المطار ، وكان عدد مندوبي الطرق 72 مندوبا ! ، فوقف الشيخ " محمد جميل غازي " رحمه الله على المنبر ، وقال " صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال " وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة ط فاثنتان وسبعون في المطار وواحدة في القاهرة " ! . (3) " عمر فروخ " في كتابه " التصوف في الإسلام " . (4) " الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان " (ص93-94) . (5) " الصوفية في الإسلام " (ص87) . (6) " الفتوحات المكية " (5/270) . (7) " جواهر المعاني " (2/91-92) . (8) " جواهر المعاني " (2/165-166) . (9) " مجموعة الرسائل والمسائل " (1/110-111) . (10) وقد عد الشيخ " بكر أبو زيد " هذا اللفظ من الألفاظ المولدة الدخيلة وقال " لا ينتقض إلا العليل كالمهموم والرعديد " أ.هـ " معجم المناهي اللفظية " (ص86) . المصدر. |
#23
|
|||
|
|||
هَلْ لِلصُّوفِيَّةِ دَوْرٌ يُذْكَرُ فِي الجِهَادِ ضِدَّ المُسْتَعْمِرِ ؟
كتبه عَـبْـد الـلَّـه بن محمد زُقَـيْـل |
#24
|
|||
|
|||
الصوفية دار القاسم نشأة الصوفية لم يعرف اسم ( الصوفية ) في زمن الرسول ولا صحابته ولا التابعين، ثم جاء جماعة من الزهاد لبسوا الصوف، فأطلقوا هذا الإسم عليهم، وقيل مأخوذة من كلمة ( صوفيا ) ومعناها ( الحكمة ) وهي يونانية، وقيل مأخوذة من ( الصفاء ) كما يدعي بعضهم ( وهذا باطل ) لأن النسبة إلى الصفاء ( صفائي ) وليست ( صوفي )؟ طُرق الصوفية التيجانية ( وهي أخطرها )، القادرية، النقشبندية، الشاذلية، الرفاعية وغيرها... وقد انقرض بعض هذه ( الطرق )، ويوجد الآن طرق ليست مشهورة، وعدد المنتسبين إليها ضعيف جداً بحيث لا يمكن أن تنتشر بسرعة ( وهذا لا يعني أنها ليست خطيرة؟ ) الدعاء عند الصوفية الصوفيون يدعون غير الله - سبحانه - من الأنبياء والأولياء الأحياء والأموات، فكثيراً ما يرددون ( يا رسول الله المدد المدد... ويا رسول الله عليك المعتمد؟ ) وبعضهم ينادي الأموات "يا جيلاني..يا رفاعي... يا شاذلي" وهذه المناداة ( شرك صريح ) فهم يقولون: ( يا فلان... ارزقني... انصرني... اشفني!؟ ) والله - سبحانه - ينهى عن دعاء غيره، ويعتبره شركاً إذ يقول عز وجل: وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِّنَ الظَّالِمِينَ [يونس: 106] والظالمين: هم المشركون. والرسول يقول: { الدعاء هو العبادة } [رواه الترمذي]. فالدعاء: عبادة كالصلاة لا يجوز لغير الله ولو كان رسولاً أو ولياً وهو من ( الشرك الأكبر ) الذي يُحبط العمل ويُخلد صاحبه في النار - والعياذ بالله - إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ [النساء:48]. عبادة الله... هل تُصدق أن ( الصوفيون ) يقولون: ( نحن لا نعبد الله طمعاً في جنته ولا خوفاً من ناره؟ ) والله - عز وجل - يمدح الأنبياء الذين يدعونه طلباً لجنته وخوفاً من عذابه، فيقول سبحانه: فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ [الأنبياء:90] أي: راغبين في جنته، خائفين من عذابه. الذكر عند أهل التصوف: يُبيح الصوفيون ( الرقص ورفع الصوت بالذكر والزمر والطرب ) والله تعالى يقول: الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ [الأنفال:3]. ورفع الصوت في الذكر والدعاء منهي عنه، لقول الله تعالى: ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ [الأعراف:55] وذكرهم غريب!.. ومُضحك في كثير من الأحيان، فمثلاً يبدءون بذكر الله بلفظ ( الله... الله... الله ) حتى يصلون إلى التلفظ بكلمة ( آه.. آه.. آه ) ولقد نسوا قول الرسول الكريم : { أفضل الذكر لا إله إلا الله } [رواه الترمذي]. وكذلك يبتدعون ذكراً يصلون به على الرسول فيه من الشرك والإلحاد ما الله به عليم، مثل قولهم: ( الله صل على محمد حتى تجعل منه الأحدية والقيومية ). ونحن نعلم أن الأحدية والقيومية من صفات الله وأسمائه. أقوال ( شيوخ ) الصوفية؟ (1) يعتقد ( ابن عربي ) وهو من كبار المتصوفة أن الله هو المخلوق وأن المخلوق هو الله؟! ويُعبر عن ذلك بقول: ( فيحمدني وأحمده ويعبدني وأعبده ). (2) يشترط ( الجُنيد ) للمبتدئ ألا يشغل قلبه بثلاثة أمور هي: التكسب... وطلب الحديث... والتزوج؟ وكذلك لا يريده أن يقرأ أو يكتب... والسبب ( كما يزعم ): أنه أجمع لهمه؟! ولكن السبب الحقيقي. ليسهل الضحك عليك. (3) يقول ( أبو يزيد البسطامي ) عن نفسه: ( سبحاني سبحاني ما أعظم شأني؟! ) والآخر يقول: ( ليس في الجُبة إلا الله ). مُخاطباً نفسه إذا لبس الجُبة؟ أولياء الشيطان: ما يظهر على بعض المبتدعين من ( ضرب بالسيف لأنفسهم أو أكل النار ) فهذا العمل ( من الشيطان ) وهو استدراج لهم ليسيروا في ضلالهم. قال تعالى: وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ [الزخرف:36] والمعلوم أن ( كُفار الهند ) من السيخ والهندوس يفعلون مثل هذا وأكثر، فهل نَقول عنهم أنهم ( أولياء لهم كرامات! ) أين أهل العقل؟ رؤية الله ورسوله: يدعي هؤلاء ( الحمقى ) أنه يُمكن رؤية الله - عز وجل - في الدنيا؟ قال الله على لسان موسى: قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي [الأعراف:143]. وجاء في الحديث الصحيح عن الرسول : { إنكم لن ترون الله حتى تموتوا } فكيف يدعي هؤلاء ( الجهلة ) رؤية الله في الدنيا، ولكن.. لقد أسمعت لو ناديت حياً *** ولكن لا حياة لمن تنادي وكذلك يزعمون أنه يُمكن رؤية ( الرسول الكريم ) في اليقظة وليس في المنام!! ولم يُنقل أن أحد الصحابة ( من خير القرون ) قد رأى الرسول ( يقظة ) بعد موته. فهل هم أفضل من الصحابة؟ كلمة عظيمة: قال الإمام الشافعي رحمه الله: ( لو أن رجلاً تصوف أول النهار لا يأتي الظهر حتى يكون أحمق ). إدعاءات... 1) يقول ( ابن عربي ) عن كتابه الفتوحات المكية بأنه توقيفي؟!. 2) يدعي ( الحلاج ) بأنه ينزل عليه رسائل كثيرة بخط.. الله عز وجل !! 3) يدعي ( محمد المرغني ) أن من رآه ومن رأى من رآه إلى... خمسة... لم تمسه النار؟!! 4) يقول ( أحمد التيجاني ) إن الله قادر على أن يوجد بعدي وليّ ولكن لا يفعل؟ قالوا: لماذا؟ قال كما أنه قادر على أن يوجد نبي بعد محمد ولكنه لا يفعل!!؟. غير معقول: 1) يترحمون على إبليس - عليه لعنة الله؟ 2) فرعون أعلم من موسى ( عليه السلام ) كما يزعمون؟ 3) يُبرءون قوم نوح من الشرك؟ 4) يُلقون السلام على الكلاب والخنازير؟ هل من يقوم بهذه الأعمال في رأسه ذرة من عقل؟ بالطبع... لا. دليل خطورة الصوفية: إن ( السرية والكتمان ) الذي تُصر عليهما هذه الجماعة أكبر دليل على ( خطورة وخطأ مسلكهم )، فلو كانوا على ( الحق ) لما أخفوا اجتماعاتهم وأسمائهم ودروسهم؟ وقفة... مع صوفي؟ إن الحقيقة التي تخفى عليك وعلى كثير من ( المُريدين ) أن هؤلاء ( المشايخ المزعومين؟ ) قد ضلوا وأضلوا من بعدهم خلقاً لا يعملهم إلا الله وحده. فبالله عليك كيف تنتمي لجماعة يدعي أشهر رجالها... أنه يوحى إليه ( والوحي خاص بالأنبياء )، وآخر ( يُمجد نفسه ) فيقول: ( سبحاني سبحاني ما أعظم شأني؟ ) وآخر يقول: ( إن الله يكتب له رسائل بخط يده ( خاصة به )؟ ). هل يُعقل أن شخصاً يرمي بنفسه إلى الهلاك... وإلى نار جهنم!! ويتّبع هؤلاء المجانين؟ واعلم أن هؤلاء الدجالين.. يطلبون منك من ( المُريدين ) ألا تقرءوا أو تناقشوا أو تتساءلوا؟ ومن هذا المنطلق استطاعوا أن يسيطروا عليكم ويقودوكم إلى الضياع والضلال... سؤال: لو أني طلبت من شخص أن يُطيعني ولا يسألني ولا يُناقشني فيما أعمل، فماذا تتوقع أن تكون حاله؟ الجواب:... سيكون - بالطبع - كالدمية في يدي، وسأقلَّبه كيف أشاء، وإن كان في الأمر... هلاكه وموته!؟ ( واقع الصوفية ) الصوفية والقبور: يشُد المُتصوفة الرحال إلى القبور ( للتبرك بأهلها أو الطواف حولها أو الذبح عندها ) مخالفين بذلك قول الرسول : { لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى } [متفق عليه]. ولك أن تتصور ما يقع عند القبور من الشرك والإلتجاء لأهلها أو دعاء من بداخلها؟ الصوفية والاحتفالات: يُقام في كل عام احتفالات تسمى ( الموالد )، فكل جماعة تقيم ( مولد ) خاص بها وبشيخها؟ فمثلاً ( للبدوي ) مولد خاص يزوره في العام ما يقارب ( المليونين ) من... ( المسلمين!؟ ) وهذا والله أمر حقيقي ومن أراد التأكد فليسأل، وسيجد من العجب والأمور التي لا يمكن تصديقها... فقد رفع هؤلاء المتصوفة ( شيوخهم المزعومين! ) إلى درجة يشاركون بها الله.. أحياناً... في تصرفه في الكون؟ وهناك ( مولد ) يقام باسم ( مجلس الصلاة على النبي ). وفيه أشعار تُلقى فيها من الشرك والبدع ما الله به عليم، ومن هذه الأشعار: المدد يا عريض الجاه المدد *** ويا مُفيض النور على الوجود المدد يا رسول الله فرج كربنا *** ما رأك الكربُ إلا وشرد ومن المُسلّم به: أن ( مُفيض النور على الوجود ومُفرج الكروب ) هو الله وحده. عقيدتهم في إبليس؟ لقد لعن الله إبليس وطرده من رحمته وغضب عليه إلى يوم القيامة، ولكن يأتي هؤلاء المتصوفة ويمدحون إبليس ويُمجدونه؟ والسبب عندهم: ( أنه أكمل العباد وأفضل الخلق توحيداً ) لأنه لم يسجد لمخلوق مثله عندما أمره الله بالسجود لآدم، ولم يسجد إلا لله؟ ونسأل الله أن يحشرهم معه ( إن لم يتوبوا ) ويتركوا خرافاتهم ومعتقداتهم الباطلة. كُتُبهم: للصوفية كُتب مشهورة، ألفت من قبل ( ساداتها ) قديماً وحديثاً، ومنها على سبيل المثال: 1) الفتوحات المكية ( لابن عربي ): ويحوي من الكفر والشرك والإلحاد ما الله به عليم؟ 2) قوت القلوب ( للجوني ). 3) الطواسين ( للحلاج ). وهذه الكتب كافية بأن تكون سبباً في الخلود في النار لمن قرأها وعمل بما فيها...؟ خاتمة: وأخيراً... ما رأيك في أقوالهم واعتقاداتهم ( بعدما قرأته )، هل هذه ( الطُرُق ) جديرة بالاتباع أم بالفضح والتشهير؟ لنتخيل حال المجتمع لو تركت هذه ( الجماعات ) بدون رادع أو رقيب. فهذه ( الطُرُق ) لها أذكار وعبادات... مبتدعة تُمثل بداية الانعزال عن المجتمع، ولو فتح المجال لهم لقاموا بنشر ( أفكار وعقائد هدامة مناقضة للتوحيد ). فخلاصة القول... متى ستُفيقون أيها المتصوفة، ولابد أن تعلموا أن هذا الطريق هو طريق الضلال والباطل ولاتجنون من عملكم هذا إلا الخسران في الدنيا والآخرة. فتوبوا إلا الله وارجعوا قبل أن تقول نفس رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ [المؤمنون:100،99]. فما عليك أخي إلا الصدق مع الله وستجد العون والتوفيق من الواحد الأحد. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. المصدر. |
#25
|
|||
|
|||
الصوفية إبراهيم داود الداودمقدمة - الفرق بين الزهد والتصوف - اشتقاق اسم الصوفية - نشأة الصوفية - العقيدة الصوفية - عقيدة الصوفية في الله تعالى - عقيدة الصوفية في الرسول صلى الله عليه وسلم - عقيدة الصوفية في الاولياء - عقيدة الصوفية في الجنة والنار- عقيدة الصوفية في العبادات - شريعة الصوفية في الحلال والحرام - شريعة الصوفية في الحكم والسياسة والحروب - الصوفية في التربية - الخضر عليه السلام في الفكر الصوفي - اذكار الصوفية - عبادة الله بالغناء بدعة يهودية - مظاهر تقديس الاموات في الفكر الصوفي - الكرامات عند الصوفية - معنى الطريقة الصوفية - أوجه اتفاق الطرق الصوفية - نشأة الطرق الصوفية - نماذج من الطرق الصوفية - أهم الشخصيات الصوفية - أقوال الأئمة والعلماء في الصوفية الذين هداهم الله للطريق القويم - بعض كبار الصوفية التصوف حركة دينية انتشرت في العالم الاسلامي في القرن الثالث الهجري كنزعات فردية تدعو الى الزهد وشدة العبادة كرد فعل مضاد للانغماس في الترف الحضاري. ثم تطورت تلك النزعات بعد ذلك حتى صارت طرقا مميزة معروفة باسم الصوفية. ولا شك ان ما يدعو اليه الصوفية من الزهد والورع والتوبة والرضا, انما هي أمور من الاسلام الذي يحث على التمسك بها والعمل من اجلها, ولكن الصوفية في ذلك يخالفون ما دعا اليه الاسلام حيث ابتدعوا مفاهيم وسلوكيات مخالفة لما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته, فالمتصوفة يتوخون تربية النفس والسمو بها بغية الوصول الى معرفة الله تعالى بالكشف والمشاهدة لا عن طريق اتباع الوسائل الشرعية. وقد تنوعت وتباينت آراء الناس وتوجهاتهم نحو تلك الحركة لأن ظاهرها لا يدل على باطنها, ومن هنا تأتي اهمية طرحنا لهذا الموضوع الذي نجزم انه يستحق اكثر من ذلك لتشعبه وصعوبة الاحاطة باطرافه. فما هي الصوفية ولماذا سميت بهذا الاسم؟ وكيف نشأت؟ ما هي عقيدتهم؟ وما موقف اهل السنة والجماعة منهم؟ ـ يخلط الكثيرون بين الزهد والتصوف ومن هنا كان تأثر الكثيرين بالتصوف, فالزهد ليس معناه هجر المال والاولاد, وتعذيب النفس والبدن بالسهر الطويل والجوع الشديد والاعتزال في البيوت المظلمة والصمت الطويل, وعدم التزوج, لان اتخاذ مثل ذلك نمطا للحياة يعد سلوكا سلبيا يؤدي الى فساد التصور, واختلال التفكير الذي يترتب عليه الانطواء والبعد عن العمل الذي لا يستغني عنه اي عضو فعال في مجتمع ما, كما يؤدي بالأمة الى الضعف والتخلي عن الدور الحضاري الذي ينتظر منها. من أين اشتق اسم الصوفية؟ لم يتفق الكتاب من المتصوفة وغيرهم في تحديد الأصل الذي يمكن ارجاع اشتقاق لفظ التصوف اليه, ولعل من ابرز ما ذكر عن مسمى التصوف ما يلي: [ الصُفة: حيث سموا بذلك نسبة الى اهل الصفة وكان لقبا اعطي لبعض فقراء المسلمين في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ممن لم تكن لهم بيوت يؤون اليها فأمر الرسول صلى الله عليه وسلم ببناء فناء ملحق بالمسجد من اجلهم, وهذا يوضح ادعاء المتصوفة بربط التصوف بعصر النبي صلى الله عليه وسلم وانه أقر النواة الصوفية الأولى, مع العلم ان اهل الصفة ما كانوا منقطعين عن الناس لأجل الزهد الصوفي. [ الصفاء: ومعناها ان الصوفية صافية من الشرور وشهوات الدنيا, وهذا الاشتقاق غير صحيح لغويا فالنسبة الى الصفاء: صفوي او صفاوي او صفائي وليس صوفيا. [ الصف الأول: بعض الصوفية ينسبون انفسهم الى الصف الاول من المؤمنين في الصلاة, وهذا التعبير بعيد عن سلامة الاشتقاق اللغوي بالنسبة الى الصف: صفي لا صوفي. [ بني صوفة: بعضهم ينسبون الصوفية الى بني صوفة وهي قبيلة بدوية كانت تخدم الكعبة في الجاهلية. [ الصوف: وفي هذا يذهب غالب المتصوفة المتقدمين والمتأخرين الى ان الصوفي منسوب الى لبس الصوف, وحرص معظم الصوفية الى رد اسمهم الى هذا الاصل يفسر تشوفهم الى المبالغة في التقشف والرهبنة وتعذيب النفس والبدن باعتبار ذلك كله لونا من الوان التقرب الى الله. كما يرون ان لبس الصوف دأب الأنبياء عليهم السلام والصديقين وشعار المساكين المتنسكين. نشأة الصوفية: لا يعرف على وجه التحديد من بدأ التصوف في الاسلام ويقال بأن التصوف اول ما ظهر كان في الكوفة بسبب قربها من بلاد فارس, والتأثر بالفلسفة اليونانية بعد عصر الترجمة, يقول شيخ الاسلام ابن تيمية: "ان اول من عرف بالصوفي هو ابوهاشم الكوفي سنة 150هـ" وقد بلغ التصوف ذروته في نهاية القرن الثالث وواصلت الصوفية انتشارها في بلاد فارس ثم العراق ومصر والمغرب, وظهرت من خلالها الطرق الصوفية. العقيدة الصوفية: تختلف العقيدة الصوفية عن عقيدة الكتاب والسنة في امور عديدة من اهمها: مصدر المعرفة الدينية, ففي الاسلام لا تثبت عقيدة إلا بقرآن وسنة لكن في التصوف تثبت العقيدة بالالهام والوحي المزعوم للأولياء والاتصال بالجن الذين يسمونهم الروحانيين, وبعروج الروح الى السماوات, وبالفناء في الله, وانجلاء مرآة القلب حتى يظهر الغيب كله للولي الصوفي حسب زعمهم, وبالكشف, وبربط القلب بالرسول صلى الله عليه وسلم حيث يستمد العلوم منه. واما القرآن والسنة فإن للصوفية فيهما تفسيرا باطنيا حيث يسمونه احيانا تفسير الاشارة ومعاني الحروف فيزعمون ان لكل حرف في القرآن معنى لا يطلع عليه إلا الصوفي المتبحر, المكشوف عن قلبه. عقيدة الصوفية في الله تعالى: يعتقد المتصوفة في الله عقائد شتى منها "الحلول" الذي يعني ان يكون الصوفي الها وربا يعلم الغيب كله كما يعلمه الله سبحانه وتعالى حيث ان الهدف الصوفي هو الوصول الى مقام النبوة أولا ثم الترقي حتى يصل الفرد منهم في زعمهم الى مقام الألوهية والربوبية. البسطامي من اعلام القرن الثالث في التصوف ومن أئمة الصوفية يقول: "رفعني مرة فأقامني بين يديه, وقال لي: يا أبايزيد ان خلقي يحبون ان يروك, فقلت: زيني بوحدانيتك, وألبسني انانيتك, وارفعني الى احديتك..." تعالى الله عما يقول علوا كبيرا , وتأكيد الصوفية على القول بالحلول التي جعلتهم يتشبهون بصفات الله جعلهم يصلون في النهاية الى القول "بوحدة الوجود" التي تعني في العقيدة الصوفية انه ليس هناك موجود إلا الله سبحانه وتعالى فليس غيره في الكون, وما هذه الظواهر التي نراها إلا مظاهر لحقيقة واحدة هي الحقيقة الإلهية. ويؤمن الصوفية بهذه العقيدة حتى يومنا هذا. عقيدة الصوفية في الرسول صلى الله عليه وسلم: يعتقد الصوفية في الرسول صلى الله عليه وسلم عقائد شتى فمنهم من يزعم ان الرسول صلى الله عليه وسلم لا يصل الى مرتبتهم وحالهم, وانه كان جاهلا بعلوم رجال التصوف كما قال البسطامي: "خضنا بحرا وقف الأنبياء بساحله" ومنهم من يعظم الرسول صلى الله عليه وسلم الى درجة الوصول الى الألوهية حيث يعتقد البعض من الصوفية ان الرسول صلى الله عليه وسلم هو قبة الكون وهو الله المستوي على العرش وان السماوات والارض والعرش والكرسي وكل الكائنات خلقت من نوره وانه اول موجود وهو المستوي على عرش الله وهذه عقيدة ابن عربي ومن جاء بعده. عقيدة الصوفية في الاولياء: يرى الصوفية ان الولي هو: "من يتولى الله سبحانه امره فلا يكله الى نفسه لحظة, ومن يتولى عبادة الله وطاعته, فعبارته تجري على التوالي من غير ان يتخللها عصيان" وحقيقة الولي عند الصوفية انه يسلب من جميع الصفات البشرية ويتحلى بالاخلاق الالهية ظاهرا وباطنا , ويصل الى المساواة مع الله سبحانه وتعالى حيث يعتقد الصوفية في الأولياء بأن لهم القدرة على انزال المطر وشفاء الأمراض واحياء الموتى وحفظ العالم من الدمار. ولا شك ان هناك آثارا خطيرة تترتب على هذه العقيدة من اهمها الوقوع في شرك الربوبية والعياذ بالله. عقيدة الصوفية في الجنة والنار: الصوفية يعتقدون ان طلب الجنة والفرار من النار ليس هدفا , فالله يعبد لذاته حيث يزعم المتصوفة ان العبادة الحقة هي ما كانت دون طلب العوض من الله وان يشهد فيها فعل الله لا فعل العبد, وان من شاهد فعله في الطاعة فقد جحد. والصوفية يعتقدون ان طلب الجنة منقصة عظيمة وانه لا يجوز للولي ان يسعى اليها ولا ان يطلبها ومن طلبها فهو ناقص, وانما الطلب عندهم والرغبة في الفناء (المزعوم) في الله, والاطلاع على الغيب والتعريف في الكون.. هذه جنة الصوفي المزعومة. واما النار فإن الصوفية يعتقدون ايضا ان الفرار منها لا يليق بالصوفي الكامل لان الخوف منها طبع العبيد وليس الاحرار. وقد يظن المسلم في عصرنا الحاضر ان هذه العقيدة في الجنة والنار عقيدة سامية وهي ان يعبد الانسان الله لا طمعا في الجنة ولا خوفا من النار, ولكنها عقيدة غير صحيحة ومخالفة لعقيدة الكتاب والسنة. الشريعة الصوفية في العبادات: يعتقد الصوفية ان الصلاة والصوم والحج والزكاة عبادات العوام وأما هم فيسمون انفسهم الخاصة ولذلك فعباداتهم مخصوصة وان تشابهت ظاهرا . واذا كانت العبادات في الاسلام لتزكية النفس وتطهير المجتمع فإن العبادات في التصوف هدفها ربط القلب بالله تعالى للتلقي عنه مباشرة حسب زعمهم والفناء فيه واستمداد الغيب من الرسول صلى الله عليه وسلم والتخلق باخلاق الله حتى يقول الصوفي للشيء كن فيكون ويطلع على اسرار الخلق, ولا يهم في التصوف ان تخالف الشريعة الصوفية ظاهر الشريعة الاسلامية, فالحشيش والخمر واختلاط النساء بالرجال في الموالد وحلقات الذكر كل ذلك لا يهم لأن للولي شريعته تلقاها من الله مباشرة. شريعة الصوفية في الحلال والحرام: اهل وحدة الوجود في الصوفية لا شيء يحرم عندهم ولذلك كان منهم الزناة واللوطية ومنهم من اعتقد ان الله قد اسقط عنه التكاليف واحل له كل ما حرم على غيره. شريعة الصوفية في الحكم والسياسة والحروب: المنهج الصوفي يرى عدم جواز مقاومة الشر ومغالبة السلاطين لأن الله في زعمهم اقام العباد فيما أراد. منهج الصوفية في التربية: لعل اخطر ما في الشريعة الصوفية هو منهجهم في التربية حيث يستحوذون على عقول الناس ويلغونها وذلك بادخالهم في طريق متدرج يبدأ بالتأنيس ثم بالتهويل والتعظيم بشأن التصوف ورجاله ثم بالتلبيس على الشخص ثم الدخول الى علوم التصوف شيئا فشيئا ثم بالربط بالطريقة وسد جميع الطرق بعد ذلك للخروج. الخضر عليه السلام في الفكر الصوفي: قصة الخضر عليه السلام التي وردت في القرآن في سورة الكهف, حرف المتصوفة معانيها واهدافها ومراميها وجعلوها عمودا من اعمدة العقيدة (الصوفية) وجعلوا هذه القصة دليلا على ان هناك ظاهرا شرعيا, وحقيقة صوفية تخالف الظاهر وجعلوا انكار علماء الشريعة على علماء الحقيقة امرا مستغربا, وجعل الصوفية الخضر عليه السلام مصدرا للوحي والالهام والعقائد والتشريع, ونسبوا طائفة كبيرة من علومهم التي ابتدعوها الى الخضر وليس منهم صغير او كبير ممن دخل في طريقهم الا وادعى لقيا الخضر والأخذ عنه. اذكار الصوفية: الاذكار الشرعية حظيت بالبيان والتوضيح فلم يترك الرسول مجالا من مجالات الذكر الا وبين الصيغة التي يتعين على المسلم ذكرها, ولكن الصوفية خرقوا كل الضوابط والثوابت الشرعية فشرعوا من عندهم اذكارا وصلوات لم ترد في الشريعة الاسلامية وخير مثال على ذلك افضل ذكر ورد عن النبي "لا اله الا الله" فالصوفية يذكرون اسم الله مفردا بقولهم "الله الله الله" او مضمرا بقولهم "هو, هو, هو" وبعضهم فسر ذلك بقوله اخشى ان تقبض روحي وأنا اقول "لا إله...." ومن الصلوات التي ابتدعها المتصوفة صلاة الفاتح التي تقول: "اللهم صلي على سيدنا محمد الفاتح لما اغلق, والخاتم لم سبق, وناصر الحق بالحق...." الى آخره من ابتداع الصوفية, وهناك ورد اطلق عليه المتصوفة جوهرة الكمال وهي من أورادهم اللازمة التي لها حكم الفرض العيني ونصه "اللهم صلي وسلم على عين الرحمة الربانية, والياقوتة المتحققة الحائطة بمركز الفهوم والمعاني, ونور الأكوان المتكونة...." الى آخر الخزعبلات التي ليس امام اي مسلم الا أن يحوقل ويسترجع ويتعوذ من المكر "فاللهم لا تمكر بنا". عبادة الله بالغناء بدعة يهودية: في المجتمع الصوفي يتفشى ما يسمى بالسماع والتغني بالاشعار مع دق الطبول وهذا يقصد به الصوفية عبادة الله تعالى, ويتضح تأثر الصوفية به الا ان كثيرا من الذين بحثوا في هذا الجانب يؤكدون على ان الصوفية يتأثرون بالسماع من خلال الالحان والاشعار والطبول أكثر من تأثرهم بالقرآن يقول الشعراني: "وكان اذا سمع القرآن لا تقطر له دمعة, واذا سمع شعرا قامت قيامته".. يقول شيخ الاسلام ابن تيمية "ولو كان هذا ـ يقصد سماع الاشعارـ وضرب الدفوف كعبادة ـ مما يؤمر به ويستحب وتصلح به القلوب للمعبود لكان ذلك مما دلت الأدلة الشرعية عليه" ويضيف "انما عبادة المسلمين الركوع والسجود اما العبادة بالرقص وسماع الاغاني بدعة يهودية تسربت الى المنتسبين الى الاسلام". مظاهر تقديس الاموات في الفكر الصوفي: ان من ألوان تقديس الأموات والغلو فيهم ان يعتقد ـ وهذا ما يفعله المتصوفة ـ ان الميت وليا كان ام نبيا لابد ان يرجع الى الدنيا, وانه متى ما اراد ان يعود الى بيته عاد وكلم اهله وذويه, وتفقد اتباعه ومريديه, وربما اعطاهم اورادا الى غير ذلك مما يعبر عن عقيدة موغلة في الجهل بعيدة عن عقيدة الاسلام الصافية. ومظاهر عقيدة الرجعة عند الصوفية تتمثل في اعتقادهم بامكان مقابلة الرسول بعد موته يقظة وانه صلى الله عليه وسلم يحضر بعض اجتماعات الصوفية وانه مازال يعطي بعض المعارف والتشريعات لمن يشاء من العباد. ويوغل المتصوفة كثيرا في تقديس الاموات وهذا يتضح من خلال تقديس المشاهد والبناء على القبور وتجصيصها واتخاذها مساجد, وقد تساهل المسلمون في ذلك كثيرا حتى نجد انها عمت كثيرا من بلاد المسلمين دون وعي بنتائج ذلك والتي من اهمها: ان تقديس المشاهد والبناء على القبور صار شائعا وكأنه معلم من معالم الدين الاسلامي, وان تقديسها ذريعة الى الشرك, حيث ادى البناء على القبور وتعليتها وتزيينها الى اتخاذها معابد وشرعت لها مناسك كمناسك الحج, كذلك فان تقديس المشاهد اساءة للاسلام عند من لاعلم به بتعاليمه, فنجد ان وسائل الاعلام الحاقدة على الاسلام تنقل وتقدم هذا التقديس على انه صورة الاسلام!! وبالتالي ما الفرق بين عبدة الأوثان والصليبيين وهؤلاء؟ كما يضاف الى نتائج اتخاذ القبور وتقديس المشاهد هو انتشار البطالة في العالم الاسلامي بسبب العكوف على القبور واتخاذها مصدرا اقتصاديا. الكرامات عند الصوفية: ان اول انحراف صوفي يلقاه الباحث عندما يقرأ اي كتاب من كتب التراث الصوفي هو اعتمادهم الكلي على الخوارق, واهتمامهم في مناهجهم على المبالغة في نشر خوارق الشيوخ, وتركيزهم على اختلاق قصص خيالية, واساطير كثيرة بالية ليرفعوا بها ما للشيوخ والأولياء من مكانة ومنزلة في نفوس الاتباع, ويحملوهم على الاذعان لهم وتقديسهم وتعظيمهم لدرجة العبادة فكان من نتائج هذا الاهتمام ان حملوا شيوخهم على طرق كل باب بحثا عن الخوارق لعلمهم ان الصوفي كل ما كان اكثر خوارق واشد اتصافا بالمدهشات كان اعظم عند الناس في باب الولاية والقرب. ومن الصور الحسية لاهتمام الصوفية بموضوع الكرامات: يقول السراج الطوسي في كتابه اللمع لاثبات الآيات والكرامات: "من زهد في الدنيا اربعين يوما صادقا من قلبه مخلصا في ذلك, ظهرت له الكرامات" ويذكر القشيري في رسالته على خوارق شيوخ الصوفية عندما سرد غرائب احوالهم وقدراتهم على التعرف, والصوفية يبادرون الى نسبة كل غريب صادر من شخص معروف او مجهول بانه كرامة ولي, ويعترفون انهم يعتمدون على الجن في كثير من خوارقهم حيث نقل عن الجنيد ان الجن كانت تؤنسه وتعينه في اسفاره وغيرها. وانصار الفكر الصوفي لا يتصورون ولاية دون خوارق فقد ركبوا كل صعب وذلول وطرقوا كل باب مسدود, وذهبوا كل مذهب في سبيل نسج القصص واختلاق الروايات, وجمع الاساطير, ظنا منهم بان ذلك جالب للاحترام وموجب للتقديس عند الخاص والعام. وسوف نستعرض بعضا من كرامات اولياء التصوف المعروفة في كتبهم, وذلك حتى يعلم القارئ الى اي مدى وصل الخيال والدجل بهؤلاء, وكيف ان الحرص على الجاه, وكسب تقديس الآخرين يمكن ان يقضي على الحياء والمروءة وكل القيم. يتحدث الشعراني عن أحد الاولياء اذا شاوره انسان في شيء, قال: امهلني حتى اسأل جبريل, ثم يقول له بعد ساعة: افعل او لا تفعل حسب ما يقول له جبريل بزعمه!.. وعن ولي آخر يدعي ان الله لا يحدث شيئا في العالم الا بعد ان يعلمه بذلك على سبيل الاستئذان!.. وهناك ولي آخر من المجاذيب تبعه جماعة من الصبيان يضحكون عليه فقال: ياعزرائيل ان لم تقبض ارواحهم لأعزلنك من ديوان الملائكة, فأصبحوا موتى أجمعين!.. ومن قصصهم المستغربة التي لا تروج الا على الجهلة والمهووسين أن وليا من أوليائهم كان يختم القرآن 360 ألف ختمة في اليوم والليلة! وهذا الكلام لولا أن العقول قد خدرت فكريا وان النفوس قد مسخت وان القلوب قد طبع عليها بخاتم الجهل وقلة الحياء ما كان ليصدق فيدون في كتب الكرامات, فان اليوم والليلة زمن يمتد 24 ساعة اي 1440 دقيقة فاذن 360 الف ختمة ÷ 1440 دقيقة = 250 ختمة في كل دقيقة!! فأين العقول؟! ومن أعجب كراماتهم المدونة ما يتعلق بحياتهم الخاصة فنجدهم مثلا يتحدثون عن ولي مكث اربعين سنة لم يأكل ولم يشرب, وآخر ينام سبع عشرة سنة! وآخر يقول لعصاه التي يتوكأ عليها: كوني انسانا, فتكون انسانا فيرسلها تقضي له الحوائج ثم تعود كما كانت! وأن أحد أوليائهم امر الشمس بالوقوف فوقفت, حتى قطع المرحلة الباقية من سفره, ثم امرها بالغروب, فغربت واظلم الليل في الحال! وبالتأكيد اننا لم نقصد حشد ما ذكره هؤلاء في هذا المجال ولكن اردنا الاستشهاد بتلك الأمثلة للتدليل على المخازي التي ابتليت بها امة الاسلام وغزاها اعداؤها في عقر دارها بهذا الفكر الذي سرعان ما حول تلك العقلية الاسلامية الايجابية المبدعة الى عقلية خرافية خامدة مقهورة, فصار المسلمون يعيشون في احلك الظلم, الا من هداه الله للتمسك بالسنة وقليل ماهم. ان من المعروف عند المسلمين ان الكرامة لا تكون معصية لله ولا مخالفة للشريعة ولكن اصحاب الفكر الصوفي فلا تنحصر كراماتهم في مجال الطاعات ولا تتقيد بالصالحات, فلا مانع عندهم ان تكون الكرامة خارقة لقواعد الشريعة الاسلامية هاتكة لحرمتها وهناك نماذج لذلك من اهمها: كرامة السرقة والتزوير يقول الدباغ: "ان الولي صاحب التصرف يمد يده الى جيب من شاء فيأخذ منه ما شاء من الدراهم, وذو الجيب لا يشعر" وكرامة الرقص مع الأجنبيات وكرامة مباشرة الاجنبيات والاطلاع على العورات, وكرامة التعري امام الناس ويذكر الشعراني في ترجمة شيخ اسمه ابراهيم العريان لأنه كان يطلع المنبر ويخطب عريانا! وكرامة اعلان الكفر على المنابر! ولولا انه يوجد في الأمة الاسلامية الى اليوم جماهير تدافع عن الفكر الصوفي وتدعو اليه بحماس لما عرضنا مثل هذه السخافات, ولعل الذي يقف على هذا يدرك قيمة هذا الفكر الذي حقه ان يدفن ولا ينشر! ان التصوف عبر تاريخه الطويل هو انحراف عن منهج الله, انه خليط من الفلسفات والافكار البائدة, ولعل تغليب جانب العبادة عندهم ادى في كثير من الاوقات الى عدم الاهتمام بالعلم كما وصفهم به كبار النقاد كابن الجوزي, وهذا البعد عن العلم مع الحرص على العبادة ادى بهم الى ابتداع شعائر وطقوس هي عمدة من جاء بعدهم من اهل التصوف, وقد ادرك اعداء الاسلام ذلك فحاولوا أن يشوهوا الاسلام ويقضوا على صفاء عقيدة التوحيد, ويجعلوا المسلمين يركنون الى السلبية حتى لا تقوم لهم قائمة. معنى الطريقة الصوفية: على الرغم من صعوبة تحديد المراد بالطريقة والوصول لمفهوم موحد لجميع الطرق الصوفية الا اننا سنعرض بعضا من المعاني التي وردت حول الطريقة الصوفية فمنها ان الطريقة الصوفية تعني النسبة او الانتساب الى شيخ يزعم لنفسه الترقي في ميادين التصوف والوصول الى رتبة الشيخ المربي ويدعي لنفسه رتبة صوفية من مراتب الأولياء. كما انها تعنى: ان يختار جماعة من المريدين شيخا لهم يسلك بهم رياضة خاصة بهم على دعوى وزعم تصفية القلب لغاية الوصول الى معرفة الله. كما وصفها الشيخ الجزائري بقوله انها تعني اتصال المريد بالشيخ وارتباطه به حيا أو ميتا وذلك بواسطة ورد من الأذكار يقوم به المريد بإذن من الشيخ أول النهار وآخره, ويلتزم به بموجب عقد بينه وبين الشيخ, وهذا العقد يعرف بالعهد, وصورته ان يتعهد الشيخ بان يخلص المريد من كل شدة ويخرجه من كل محنة متى ناداه مستعينا به, كما يشفع له يوم القيامة في دخول الجنة. ويتعهد المريد بان يلتزم بالورد وآدابه فلا يتركه مدى الحياة كما يلتزم بلزوم الطريقة وعدم استبدالها بغيرها من سائر الطرق. والتصريح بضمان الجنة للمريد امر مشهور عندهم وهو اكبر من مجرد الشفاعة يوم القيامة . احد مشايخ الصوفية وهو الشيخ التيجاني يقول: وليس لأحد من الرجال ان يدخل كافة أصحابه الجنة بغير حساب ولا عقاب ولو عملوا من الذنوب ما عملوا وبلغوا من المعاصي ما بلغوا إلا أنا وحدي. وهناك تنافس محموم بين الطرق الصوفية لجذب المريدين ولذلك فان كل طريقة تحاول ان يكون لها ذكر خاص تنفرد به عن سائر الطرق, وان يكون لهذا الذكر ميزة خاصة ولكل طريقة مشاعر خاصة من حيث لون العلم والخرقة وطريقة الذكر ونظام الخلوة, والطرق يتوارثها الابناء من الآباء وذلك ان الطريقة التي تستطيع جلب عدد كبير من المريدين والتابعين تصبح بعد مدة اقطاعية دينية تفد الوفود الى رئيسها او شيخها من كل ناحية, وتأتيه الصدقات والهبات والبركات من كل حدب وصوب وحيثما حل الشيخ في مكان ذبحت الطيور والخرفان واقيمت الموائد, ولذلك فإن أصحاب الطرق الصوفية اليوم يقاتلون عنها بالسيوف. والطرق الصوفية وان اختلفت وتباينت فانها تتفق فيما يلي: * الاحتفال بدخول المريد في الطريقة بطقوس دقيقة مرسومة, وقد يتطلب بعض الطرق من المريد ان يمضي وقتا شاقا في الاستعداد للدخول. * التقيد بزي خاص, فلابد أن يكون هناك نوع خاص من الزي يمثل رمز أصحاب الطريقة الذي يلبسونه فيميزهم عن غيرهم. * اجتياز المريد مرحلة شاقة من الخلوة والصلاة والصيام وغير ذلك من الرياضات. * الاكثار من الذكر مع الاستعانة بالموسيقى والحركات البدنية المختلفة التي تساعد على الوجد والجذب. * الاعتقاد في القوى السرية الخارقة للعادة التي يكتسبها المريدون بالمجاهدات وهي القوى التي تمكنهم من أكل الجمر, والتأثير على الثعابين, والإخبار بالمغيبات. * احترام شيخ الطريقة الى درجة التقديس. نشأة الطرق الصوفية : وضع أبو سعيد محمد أحمد الميهي الصوفي الإيراني 430هـ أول هيكل تنظيمي للطرق الصوفية بجعله متسلسلا عن طريق الوراثة, ويمثل القرن السادس الهجري البداية الفعلية للطرق الصوفية وانتشارها حيث انتقلت من إيران إلى المشرق الإسلامي, فظهرت الطريقة القادرية المنسوبة لعبدالقادر الجيلاني 561هـ . كما ظهرت الطريقة الرفاعية المنسوبة لأبي العباس الرفاعي 540هـ , وفي القرن السابع الهجري دخل التصوف الأندلس وأصبح ابن عربي أحد رؤوس الصوفية 638هـ , واستمرت الصوفية بعد ذلك في القرون التالية إذ انتشرت الفوضى واختلط الأمر على الصوفية لاختلاط افكار المدارس الصوفية وبدأت مرحلة الدراويش. نماذج من الطرق الصوفية: [ الطريقة القادرية وتسمى الجيلانية: أسسها عبدالقادر الجيلاني المتوفى سنة 561هـ , يزعم اتباعه انه أخذ الخرقة والتصوف عن الحسن البصري عن الحسن بن علي بن أبي طالب رضى الله عنهما, كما نسبوا إليه من الأمور العظيمة فيما لا يقدر عليها إلا الله تعالى من معرفة الغيب, وإحياء الموتى وتصرفه في الكون حيا أو ميتا , بالإضافة إلى مجموعة من الأذكار والأوراد والأقوال التي منها: من استغاث بي في كربة كشفت عنه, ومن نادني في شدة فرجت عنه ومن توسل بي في حاجة قضيت له. [ الطريقة الرفاعية: تنسب إلى ابي العباس أحمد بن أبي الحسين الرفاعي ويطق عليها البطائحية نسبة إلى مكان ولاية بالقرب من قرى البطائح بالعراق, وجماعته يستخدمون السيوف ودخول النيران في اثبات الكرامات. قال عنهم الشيخ الألوسي "وأعظم الناس بلاء في هذا العصر على الدين والدولة مبتدعة الرفاعية, فلا تجد بدعة الا ومنهم مصدرها وعنهم موردها فذكرهم عبارة عن رقص وغناء وعبادة مشايخهم". [ البدوية: وتنسب الى احمد البدوي 634هـ ولد بفاس, حج ورحل الى العراق, واستقر في طنطا حتى وفاته, له فيها ضريح مقصود, حيث يقام له كغيره من اولياء الصوفية احتفال بمولده سنويا يمارس فيه الكثير من البدع والانحرافات العقدية من دعاء واستغاثة وتبرك وتوسل ما يؤدي الى الشرك المخرج من الملة, واتباع طريقته منتشرون في بعض محافظات مصر, ولهم فيها فروع كالبيومية والشناوية واولاد نوح والشعبية وشارتهم العمامة الحمراء. [ الطريقة الدسوقية: تنسب الى ابراهيم الدسوقي 676هـ المدفون بمدينة دسوق في مصر, يدعي المتصوفة انه احد الاقطاب الاربعة الذين يرجع اليهم تدبير الامور في هذا الكون. [ الطريقة الأكبرية: نسبة الى الشيخ محيي الدين بن عربي الملقب بالشيخ الأكبر 638هـ, وتقوم طريقته على عقيدة وحدة الوجود والصمت والعزلة والجوع والسهر, ولها ثلاث صفات: الصبر على البلاء, والشكر على الرخاء, والرضا بالقضاء. [ الطريقة الشاذلية: وهي طريقة صوفية تنسب الى ابي الحسن الشاذلي يؤمن اصحابها بجملة الافكار والمعتقدات الصوفية وان كانت تختلف في اسلوب سلوك المريد او السالك وطرق تربيته, اضافة الى اشتهارهم بالذكر المفرد "الله" او مضمرا "هـ", ويفضلون اكتساب العلوم عن طريق الذوق وهو تلقي الارواح للاسرار الطاهرة في الكرامات وخوارق العادات, كذلك معرفة الله تعالى معرفة يقينية ولا يحصل ذلك الا عن طريق الذوق او الكشف. كما ان من معتقداتهم السماع وهو سماع الاناشيد والاشعار التي قد تصل الى درجة الكفر والشرك كرفع الرسول الى مرتبة ليست موجودة في الكتاب والسنة. [ الطريقة البكداشية: كان الاتراك العثمانيون ينتمون الى هذه الطريقة, وهي لا تزال منتشرة في البانيا, كما انها اقرب الى التصوف الشيعي, وكان لهذه الطريقة اثر بارز في نشر الاسلام بين الاتراك والمغول. [ الطريقة المولوية: انشأها الشاعر الفارسي جلال الدين الرومي 672هـ والمدفون بقونية, اصحابها يتميزون بادخال الرقص والايقاعات في حلقات الذكر, وقد انتشروا في تركيا وغرب آسيا, ولم يبق لهم في الايام الحاضرة الا بعض التكايا في تركيا وحلب وفي بعض اقطار المشرق. [ الطريقة النقشبندية: تنسب الى الشيخ بهاء الدين محمد بن البخاري الملقب بشاه نقشبند 791هـ وهي طريقة تشبه الطريقة الشاذلية, انتشرت في فارس وبلاد الهند. [ الطريقة الملامتية: مؤسسها ابوصالح حمدون بن عمار المعروف بالقصار 271هـ اباح بعضهم مخالفة النفس بغية جهادها ومحاربة نقائصها, وقد اظهر الغلاة منهم في تركيا حديثا بمظهر الاباحية والاستهتار وفعل كل امر دون مراعاة للأوامر والنواهي الشرعية. [ الطريقة التيجانية: طريقة صوفية يؤمن أصحابها بجملة الأفكار والمعتقدات الصوفية ويزيدون عليها الاعتقاد بامكانية مقابلة النبي مقابلة مادية واللقاء به لقاء حسيا في هذه الدنيا, وان الرسول قد خصهم بصلاة "الفاتح" التي تحتل لديهم مكانة عظيمة ـ وكنا قد عرضنا لهذه الصلاة أعلى الصفحة ـ هذه الطريقة اسسها ابو العباس احمد التيجاني 1230هـ , الذي ولد بالجزائر ويدعي انه التقى النبي لقاء حسيا ماديا وانه تعلم منه صلاة الفاتح وانها تعدل قراءة القرآن ستة آلاف مرة. ويلاحظ على اصحاب هذه الطريقة شدة تهويلهم للامور الصغيرة وتصغيرهم للامور العظيمة على حسب هواهم ما أدى الى ان يفشو التكاسل بينهم لما شاع بينهم من الأجر العظيم على اقل عمل يقومون به, ويرون ان لهم خصوصيات ترفعهم عن مقام الناس الآخرين من أهمها: ان تخفف عنهم سكرات الموت وان الله يظلهم في ظل عرشه وان لهم برزخا يستظلون به وحدهم. واهل هذه الطريقة كباقي الطرق الصوفية يجيزون التوسل بذات النبي , وقد بدأت هذه الطريقة في مدينة فاس وصار لها أتباع في السنغال ونيجيريا وشمال افريقيا ومصر والسودان. [ الطريقة الختمية: وهي طريقة صوفية تلتقي مع الطرق الصوفية الاخرى في كثير من المعتقدات مثل الغلو في شخص رسول الله وادعاء لقياه واخذ تعاليمهم واورادهم واذكارهم التي تميزوا بها, عنه مباشرة, هذا الى جانب ارتباط الطريقة بالفكر والمعتقد الشيعي واخذهم من ادب الشيعة وجدالهم. وقد اسس هذه الطريقة محمد عثمان الميرغني ويلقب بالختم اشارة الى انه خاتم الاولياء, ومنه اشتق اسم الطريقة الختمية, كما تسمى الطريقة الميرغنية ربطا لها بطريقة جد المؤسس عبدالله الميرغني المحجوب.. وقد بدأت هذه الطريقة من مكة والطائف, وارست لها قواعد في جنوب وغرب الجزيرة العربية, كما عبرت الى السودان ومصر, وتتركز قوة الطريقة من حيث الاتباع والنفوذ الآن في السودان.. وعلى هذا فان الطريقة الختمية طائفة صوفية تتمسك بمعتقدات الصوفية وأفكارهم وفلسفاتهم حيث تبنوا فكرة وحدة الوجود التي نادى بها ابن عربي وقالوا بفكرة النور المحمدي, واستخدموا مصطلحات الوحدة والتجلي والانبجاس والظهور والفيض وغيرها من المصطلحات الفلسفية الصوفية, واسبغوا على الرسول من الاوصاف ما لا ينبغي ان يكون الا لله تعالى, ويدعي مؤسس الطريقة بانه خاتم الأولياء وان مكانته تأتي بعد الرسول , والطريقة الختمية تهتم باقامة الاحتفالات الخاصة باحياء ذكر مولد النبي واقامة ليالي الذكر أو الحولية. [ الطريقة البريلوية: وهي فرقة صوفية نشأت في شبه القارة الهندية الباكستانية في مدينة بريلي بالهند ايام الاستعمار البريطاني وقد اشتهرت بمحبة وتقديس الانبياء والأولياء بعامة, والنبي بخاصة. مؤسس هذه الطريقة هو احمد رضا خان 340هـ ولقد سمى نفسه عبدالمصطفى!, ويعتقد أبناء هذه الطائفة بان الرسول لديه القدرة التي يتحكم بها في الكون, ولقد غالوا في نظرتهم إلى النبي حتى اوصلوه الى قريب من مرتبة الألوهية, يقول احمد رضا خان "اي يا محمد لا استطيع ان اقول لك الله, ولا استطيع ان افرق بينكما, فامرك الى الله هو اعلم بحقيقتك" كما ان هذه الطائفة لديها عقيدة الشهود حيث ان النبي في نظرهم حاضر وناظر لافعال العباد في كل زمان ومكان, كما انهم يشيدون القبور ويعمرونها ويتبركون بها, ويؤمنون بالاسقاط وهي صدقة تدفع عن الميت بمقدار ما ترك من صلاة او صيام او سائر العبادات وهي مقدار صدقة الفطر. وأعظم اعيادهم هو ذكرى المولد النبوي. وهم يكفرون المسلمين لأدنى سبب مثل الرئيس الباكستاني الراحل ضياء الحق وشيخ الاسلام ابن تيمية والامام محمد بن عبدالوهاب. أهم الشخصيات الصوفية : سنحاول عرض أبرز الشخصيات الصوفية وأكثرها تأثيرا عبر العصور ـ وخصوصا الذين دعوا الى عقيدة الحلول والاتحاد فمن ابرزهم: * البسطامي (261هـ): هو ابو يزيد طيفور بن عيسى البسطامي كان جده مجوسيا فاسلم, وهو اول من استخدم لفظ الفناء بمعناه الصوفي الذي يقصد منه الاتحاد بذات الله, يقول د. عبدالرحمن بدوي ـ صوفي معاصر ـ صاحب كتاب تاريخ التصوف الاسلامي: "لقد نصب الله الخلائق بين يدي ابي يزيد وها هي ذا تتحرق الى رؤياه في هذا المقام... لكن لكي يمكنهم ان يروه كان عليه ان يطلب الى الله ان يزين أبا يزيد بوحدانيته ويلبسه انانيته..." وعلى هذا فإن عقيدة البسطامي واضحة فهو اول من سعى في نشر عقيدة الاتحاد بين المسلمين. * الحلاج (309هـ): هو الحسين بن منصور الحلاج, صوفي فيلسوف, تبرأ منه سائر الصوفية والعلماء لسوء سيرته ومروقه, وهو يدعي الحلول ومعناه حلول الإله فيه أي الله سبحانه وتعالى وتقدس عما يقول, واستمر الحلاج في نشر فكره الحلولي حتى استفحل امره فألقي القبض عليه لتتم مناظرته ومناقشته بحضره القضاة وبعد ان تيقن السلطان (المقتدر) امره امر بقتله. * الغزالي (450 ـ 505هـ): ابو حامد محمد بن احمد الطوسي الملقب بحجة الاسلام, ولد بطوس من اقليم خرسان, نشأ في بيئة كثرت فيها الآراء والمذاهب مثل علم الكلام والفلسفة, والباطنية, والتصوف, وأورثه ذلك حيرة وشكا , ألف عددا من الكتب أهمها تهافت الفلاسفة والمنقذ من الضلال, واهمها على الاطلاق احياء علوم الدين, ويعد الغزالي رئيس مدرسة الكشف في المعرفة.. ومن جليل اعماله هدمه للفلسفة اليونانية وكشفه لفضائح الباطنية. وفي آخر حياته اقبل على حديث الرسول , وفي هذه المرحلة ألف كتابه "إلجام العوام عن علم الكلام" الذي ذم فيه علم الكلام وطريقته وانتصر لمذهب السلف, ويقال انه رجع عن القول بالكشف وادراك خصائص النبوة,. * ابن الفارض (566 ـ 632): هو ابو حفص عمر بن علي الحموي الاصل المصري المولد, لقب بشرف الدين, وهو من الغلاة الموغلين في وحدة الوجود, يقول الشيخ الوكيل "ابن الفارض يزعم انه منذ القدم كان الله, ثم تلبس بصورة النفس.. الخ" ونص شيخ الاسلام ابن تيمية على ان ابن الفارض من اهل الالحاد القائلين بالحلول الاتحاد ووحدة الوجود.. * ابن عربي (560 ـ 638هـ): وهو ابو بكر محيي الدين محمد بن علي بن عربي الحاتمي الطائي الاندلسي, الملقب بالشيخ الاكبر عند الصوفية, رئيس مدرسة وحدة الوجود, يعتبر نفسه خاتم الأولياء, استقر في دمشق حيث مات ودفن, وله فيها قبر يزار, طرح نظرية الإنسان الكامل التي تقوم على ان الانسان وحده من بين المخلوقات يمكن ان تتجلى فيه جميع الصفات الالهية اذ تيسر له الاستغراق في وحدانية الله, وهذا يوضح خطورة آرائه ولذلك فقد اتفق علماء الاسلام شرقا وغربا على ذم ابن عربي وآرائه والبعض منهم يحرم النظر في كتبه. * ابن سبعين (614 ـ 669هـ): هو قطب الدين ابو محمد عبدالحق بن ابراهيم بن محمد بن سبعين الاشبيلي المرسي, احد الفلاسفة المتصوفة القائلين بوحدة الوجود التي يرى انها تعني ان وجود الحق هو الثابت بدءا , وانه مادة كل شيء, والخلق منبثق منه فائض عنه, ولذا يقول ابن تيمية: ان ابن سبعين وان قال بان الوجود واحد فهو يقول بالاتحاد والحلول من هذا الوجه, لان معنى كلامه ان الحق محل للخلق. ويرى ابن سبعين ان الله هو الوجود كله ولا شيء معه الا علمه, والكائنات هي عين علمه. يقول ابن تيمية "هذا من ابطل الباطل واعظم الكفر والضلال". * العفيف التلسماني (610 ـ 690هـ): هو سليمان بن علي الكومي التلمساني, يلقب بعفيف الدين, يقول عنه الذهبي انه احد زنادقة الصوفية, ويقول ابن كثير "وقد نسب هذا الرجل الى عظائم في الاقوال والاعتقاد في الحلول والاتحاد والزندقة والكفر المحض وشهرته تغني عن الاطناب في ترجمته", ومن اقوال التلمساني الشنيعة التي توضح كفره الحوار الذي دار بينه وبين احد شيوخه قال: القرآن ليس فيه توحيد بل القرآن كله شرك, ومن اتبع القرآن لم يصل الى التوحيد" وكذلك فان من فكر التلمساني الفاسد ما حكاه شيخ الاسلام من ان الشيرازي قال لشيخه التلمساني ـ وقد مر بكلب اجرب ميت ـ فقال: هذا ايضا من ذات الله؟! فقال: وهل ثم خارج عنه!؟ قال ابن تيمية: هذا من اعظم الكفر. وعلى هذا فان الرجل يعد من رواد وحدة الوجود الكبار, ومن المصنفين المكثرين في تقرير هذه العقيدة الفاسدة ونشرها. * النابلسي (1050 ـ 1143هـ): هو عبدالغني بن اسماعيل الدمشقي النابلسي الحنفي النقشبندي القادري, آمن بالطريقة النقشبندية الذين يؤمنون بعقيدة الفناء ووحدة الوجود. أقوال بعض الأئمة والعلماء في الصوفية : * الامام الشافعي: ادرك بدايات التصوف وكان اكثر العلماء والائمة انكارا عليهم, وقد كان مما قاله في هذا الصدد "لو أن رجلا تصوف اول النهار لا يأتي الظهر حتى يصير أحمق". * الامام احمد بن حنبل: كان للصوفية بالمرصاد فقد قال فيما بدأ الحارث المحاسبي يتكلم فيه وهو الوساوس والخطرات قال احمد: ما تكلم فيها الصحابة ولا التابعون وحذر من مجالسة الحارث وقال لصاحب له: لا أرى لك ان تجالسه. * الامام ابن الجوزي: كتب كتابا سماه "تلبيس ابليس" خص الصوفية بمعظم فصوله وبيَّن تلبيس الشيطان عليهم ما جعلهم يتخبطون في الظلمات. * شيخ الإسلام بان تيمية: كان من أعظم الناس بيانا لحقيقة التصوف, وتتبعا لاقوال الزنادقة والملحدين وخاصة ابن عربي والتلمساني وابن سبعين, فتعقب اقوالهم وفضح باطنهم وحذر الامة من شرورهم وقد ذكرنا في هذا الجزء مقاطع مما قاله ابن تيمية. بعض كبار الصوفية الذين هداهم الله للطريق القويم: * الدكتور تقي الدين الهلالي: شيخ التوحيد في بلاد المغرب والذي كان صوفيا (تيجانيا) فأكرمه الله بدعوة التوحيد, يقول عن سبب خروجه من الطريقة التيجانية: "لقد كنت في غمرة عظيمة وضلال مبين وكنت أرى خروجي من الطريقة التيجانية كالخروج من الاسلام ولم يكن يخطر لي ببال ان اتزحزح عنها قيد شعرة, وجرت مناظرة حول ادعاء الشيخ التيجاني في انه رأي النبي يقظة, وقد ثبت بطلان ذلك "يمكن الرجوع للمناظرة بكاملها في كتاب (الفكر الصوفي ص 474) وكذلك يذكر انه اجتمع بالشيخ عبدالعزيز بن ادريس واوضح له بطلان الطريقة التيجانية". * الشيخ عبدالرحمن الوكيل: وكيل جماعة انصار السنة بمصر, صاحب كتاب "هذه هي الصوفية" يقول "كانت لي بالتصوف صلة, وهي صلة العبرة بالمأساة, حيث كان يدرج بي الصبا في مدارجه السحرية وتستقبل النفس كل صروف الاقدار بالفرحة الطروب". ويضيف "ألا فاسمعوها غير هيابة ولا وجلة, واصغوا الى هتاف الحق يهدر بالحق ان التصوف ادنأ وألام كيد ابتدعه الشيطان ليسخر معه عباد الله في حربه لله ولرسوله, انه قناع كل عدو صوفي للدين الحق, فتش فيه تجد برهمية وبوذية, وزرادشتية, ويهودية ونصرانية ووثنية جاهلية..." وبعد ان ما نشاهده اليوم من الصوفية التي عمدت الى تدوين معتقداتها ومناهجها ومن ثم محاولة نشر تلك المعتقدات بشتى الوسائل وخصوصا في عصرنا الحاضر عصر المعلومات والاتصالات فما نشاهده من تكريس لتلك العقيدة والشريعة من خلال طقوسها التي تطالعنا بها الفضائيات وتعج بها الصحف والمجلات على انها من اصول العقيدة والتشريع الاسلامي ما قد يؤدي بالأمة الاسلامية الى التخلف والتقهقر وكيف لها ان تتقدم مع هذه الانحرافات العقدية.. والله من وراء القصد. للاستزادة حول الصوفية: (1) الموسوعة الميسرة في الاديان والمذاهب المعاصرة: الندوة العالمية للشباب الاسلامي. (2) تقديس الاشخاص في الفكر الصوفي ـ محمد لوح ـ رسالة ماجستير منشورة ـ الجامعة الاسلامية. (3) الفكر الصوفي في ضوء الكتاب والسنة ـ عبدالرحمن عبدالخالق. (4) تاريخ التصوف الاسلامي ـ عبدالرحمن بدوي. الموضوع أصله من مقالة كتبه ابراهيم داود الداود جريدة الرياض 13 شوال 1421 هـ المصدر. |
#26
|
|||
|
|||
الصوفية أو التصوف وفق الرؤية الإسلامية ليست دين أو مذهب إنما هي منهج أو طريق يسلكه العبد للوصول إلى الله، أي الوصول إلى معرفته والعلم به[1]، والتحقق بمقام الإحسان (وهو أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك)[2]، وذلك عن طريق الاجتهاد في العبادات واجتناب المنهيات، وتربية النفس وتطهير القلب من الأخلاق السيئة، وتحليته بالأخلاق الحسنة. وهذا المنهج كما يقولون أنه يستمد أصوله وفروعه من القرآن والسنة النبوية واجتهاد العلماء فيما لم يرد فيه نص، فجعلوه علما سموه بـ علم التصوف، أو علم التزكية، أو علم الأخلاق، فألفوا فيه الكتب الكثيرة بينوا فيها أصوله وفروعه وقواعده، ومن أشهر هذه الكتب: قواعد التصوف، للشيخ أحمد زروق، وإحياء علوم الدين للإمام الغزالي، والرسالة القشيرية للإمام القشيري.
انتشرت حركة التصوف في العالم الإسلامي في القرن الثالث الهجري كنـزعات فردية تدعو إلى الزهد وشدة العبادة، ثم تطورت تلك النزعات بعد ذلك حتى صارت طرقا مميزة متنوعة معروفة باسم الطرق الصوفية. والتاريخ الإسلامي زاخر بعلماء مسلمين انتسبوا للتصوف مثل النووي والغزالي والعز بن عبد السلام كما القادة مثل صلاح الدين الأيوبي ومحمد الفاتح وعمر المختار وعز الدين القسام. نتج عن كثرة دخول الغير متعلمين والجهلة في طرق التصوف وما نتج عن ذلك من ممارسات خاطئة عرّضها في بداية القرن الماضي لهجوم المتعلمين في الغرب باعتبارها ممثلة للثقافة الدينية التي تنشر الخرافات، ثم بدأ مع منتصف القرن الماضي الهجوم من قبل المدرسة السلفية باعتبارها بدعةتعريف "التصوف" |
#27
|
|||
|
|||
طائفة الصوفية المتسولة سائل من سوريا يقول : يوجد ناس عندنا يقولون إننا أبناء الشيخ عيسى أو أبناء غيره من الشيوخ المعروفين عندنا، ويأتون يسألون الناس وقد لبسوا لباساً أخضر على رءوسهم من حرير، في أيديهم أسياخ من حديد إذا أعطيتهم أرضيتهم، وإذا لم تعطهم غضبوا وضربوا أنفسهم بهذا الحديد في بطونهم وفي رءوسهم؟ هؤلاء من بعض الطوائف التي تسمى الصوفية. وهؤلاء يلعبون على الناس ويخدعونهم، بزعمهم أنهم أولاد فلان أو فلان، ويزعمون أنهم يستحقون على الناس المساعدة، وهؤلاء ينبغي منعهم من هذا العمل وتأديبهم عليه من جهة الدولة، لما في ذلك من كف شرهم عن الناس على السؤال بهذه الطريقة المنكرة. ولا يعطى مثل هؤلاء لأن عطاءهم يشجعهم.. وإذا ضربوا أنفسهم فلا حرج عليك من ذلك، وإنما الحرج عليهم. والواجب نصيحتهم وتحذيرهم من هذا العمل المنكر. وهو من التشويش والتلبيس الذي يخدعون به الناس، وهم في الحقيقة يعملون هذه الأمور الشيطانية بتزيين من الشيطان، وتلبيس منه، وهو ما يسمى بالتغمير، وهو من أنواع السحر، يفعلون هذا الشيء في رأي الناظر، وهم لا يفعلونه في الحقيقة، ولو فعلوه حقيقة لضرهم. لأن السلاح والحديد وأشباه ذلك يضر الإنسان إذا ضرب به نفسه، ولكنهم يسحرون العيون بما يفعلون، كما ذكر الله عن سحرة فرعون، حيث قال سبحانه وتعالى في سورة الأعراف: فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ[1]، وقال تعالى في سورة طه: قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى * قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى[2]، فلا ينبغي لأهل الإسلام أن يساعدوا مثل هؤلاء؛ لأن مساعدتهم معناها مساعدة على المنكر وعلى التلبيس وعلى الشعوذة وعلى إيذاء المسلمين وخداعهم. فالواجب منع هؤلاء والقضاء على منكرهم هذا، وحسم مادتهم بالأدب البليغ، أو السجن من جهة الدولة، حتى يرتدعوا عن هذا العمل.. وفق الله قادة المسلمين لكل ما فيه رضاه وصلاح عباده. [1] سورة الأعراف الآية 116. [2] سورة طه الآيتان 65 ، 66. مجموع فتاوى ومقالات متنوعة الجزء الثالث. |
#28
|
|||
|
|||
حكم اتباع مشايخ الصوفية من سوداني مقيم في الأنبار يقول: في بلدنا طوائف متفرقة كل طائفة تتبع شيخا يرشدها ويعلمها أشياء، ويعتقدون أنهم يشفعون لهم عند الله يوم القيامة، ومن لم يتبع هؤلاء المشايخ يعتبر ضائعا في الدنيا والآخرة، فهل علينا اتباع هؤلاء أم نخالفهم؟ أفيدونا بارك الله فيكم.الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد: فيذكر السائل أن لديهم مشايخ يتبعونهم وأن من ليس له شيخ فهو ضائع في الدنيا والآخرة إذا لم يطع هذا الشيخ. والجواب عن هذا: أن هذا غلط ومنكر لا يجوز اتخاذه ولا اعتقاده، وهذا واقع فيه كثير من الصوفية، يرون أن مشايخهم هم القادة وأن الواجب اتباعهم مطلقا، وهذا غلط عظيم وجهل كبير وليس في الدنيا أحد يجب اتباعه والأخذ بقوله سوى رسول الله عليه الصلاة والسلام فهو المتبع عليه الصلاة والسلام. أما العلماء فكل واحد يخطئ ويصيب، فلا يجوز اتباع قول أحد من الناس كائنا من كان إلا إذا وافق شريعة الله، وإن كان عالماً كبيراً، فقوله لا يجب اتباعه إلا إذا كان موافقاً لشرع الله الذي جاء به محمد عليه الصلاة والسلام، لا الصوفية ولا غير الصوفية، واعتقاد الصوفية في هؤلاء المشايخ أمر باطل وغلط، فالواجب عليهم التوبة إلى الله من ذلك وأن يتبعوا محمدا صلى الله عليه وسلم فيما جاء به من الهدى قال تعالى: قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ[1] المعنى: قل يا أيها الرسول للناس إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله... والمراد هو محمد صلى الله عليه وسلم، والمعنى قل يا محمد لهؤلاء الناس المدعين لمحبة الله: إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله، وقال تعالى: وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا[2]، وقال سبحانه: وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ[3] فالطاعة الواجبة هي طاعة الله ورسوله، ولا يجوز طاعة أحد من الناس بعد الرسول صلى الله عليه وسلم إلا إذا وافق قوله شريعة الله، فكل واحد يخطئ ويصيب ما عدا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن الله عصمه وحفظه فيما يبلغه للناس من شرع الله عز وجل قال تعالى: وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى[4]، فعلينا جميعا أن نتبع ما جاء به عليه الصلاة والسلام، وأن نعتصم بدين الله ونحافظ عليه، وأن لا نغتر بقول الرجال، وأن لا نأخذ بأخطائهم، بل يجب أن تعرض أقوال الناس وآراؤهم على كتاب الله وسنة رسوله فما وافق الكتاب والسنة أو أحدهما قبل وإلا فلا قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا[5]، وقال تعالى: وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ[6]، وقال عز وجل: وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ[7] فتقليد المشايخ واتباع آرائهم بغير علم وبصيرة ذلك أمر لا يجوز عند جميع العلماء، بل منكر بإجماع أهل السنة والجماعة، لكن ما وافق الحق من أقوال العلماء أخذ به؛ لأنه وافق الحق، لا لأنه قول فلان، وما خالف الحق من أقوال العلماء أو مشايخ الصوفية أو غيرهم وجب رده، وعدم الأخذ به لكونه خالف الحق لا لكونه قول فلان أو فلان. .................. [1] سورة آل عمران من الآية 31. [2] سورة الحشر الآية 7. [3] سورة النور الآية 56. [4] سورة النجم الآيات 1-4. [5] سورة النساء الآية 59. [6] سورة الشورى من الآية 10. [7] سورة الأنعام الآية 153. مجموع فتاوى ومقالات متنوعة الجزء الخامس. |
#29
|
|||
|
|||
حول طريقة ذكر الله عند الصوفية لماذا يهتم الصوفيون بذكر الله فقط دون ذكر صفات الله؟ لماذا لا يقوم المسلمون بذكر الله فقط ويقومون بذكر الله من خلال كلمة التوحيد وصفات الله؟ الصوفيون يقولون: إن اسم الله يحمل قيمة أكبر ولكن المسلمون يقولون: بل لا إله إلا الله تحمل القيمة الكبرى. قد دلت الآيات الكريمات والأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم أن أفضل الكلام كلمة التوحيد وهي لا إله إلا الله، كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((الإيمان بضع وسبعون شعبة فأفضلها قول لا إله إلا الله))،وقال عليه الصلاة والسلام: ((أحب الكلام إلى الله أربع: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر))، وقد ذكر الله في كتابه العظيم هذه الكلمة في مواضع كثيرة؛ منها قوله سبحانه: شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ[1] وقوله عز وجل: فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ[2] والمشروع للمسلمين جميعاً أن يذكروا الله بهذا اللفظ: لا إله إلا الله، ويضاف إلى ذلك سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، كل هذا من الكلام الطيب المشروع. أما قول الصوفية: (الله الله)، أو (هو هو)، فهذا من البدع، ولا يجوز التقيد بذلك؛ لأنه لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا عن أصحابه رضي الله عنهم فصار بدعة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)) وقوله عليه الصلاة والسلام: ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)) متفق عليه، ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم ((فهو رد)) أي فهو مردود، ولا يجوز العمل به ولا يقبل، فلا يجوز لأهل الإسلام أن يتعبدوا بشيء لم يشرعه الله؛ للأحاديث المذكورة وما جاء في معناها؛ لقول الله سبحانه منكراً على المشركين: أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ[3] وفق الله الجميع لما يرضيه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ............ [1] سورة آل عمران الآية 18. [2] سورة محمد الآية 19. [3] سورة الشورى الآية 21. مجموع فتاوى ومقالات متنوعة الجزء الثامن.
|
#30
|
|||
|
|||
العقيدة الصوفية باطلة من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى حضرة الأخ المكرم س. ج وفقه الله سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
فقد وصلتني رسالتك وصلك الله بهداه، وما ذكرته فيها كان معلوماً، وأخبرك بأن العقيدة الصوفية التي تقضي بأن الله في كل مكان عقيدة باطلة مخالفة لما عليه أهل السنة والجماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعهم، وهي العقيدة الصحيحة من الإيمان بأن الله سبحانه في السماء فوق العرش عال على جميع الخلق، كما قال سبحانه في كتابه العزيز - القرآن الكريم -: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى[1] الآية من سورة طه، وقوله سبحانه في سورة الأعراف: إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ[2] الآية، في سبع آيات من القرآن الكريم، وهاتان الآيتان من جملة السبع، وقال تعالى: أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ * أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا[3] الآية. والآيات في هذا المعنى كثيرة، فنوصيك بتدبر القرآن الكريم؛ لأن فيه الهدى والنور والتوجيه إلى كل خير، كما قال سبحانه: إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ[4]، وهكذا سنة الرسول صلى الله عليه وسلم فيها الدلالة على كل خير، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ويسرني أن أبعث إليك الكتب التالية: 1- نسخة من كتاب فتح المجيد. 2- نسخة من كتاب العقيدة الواسطية. 3- نسخة من القواعد الأربع. 4- نسخة من كتاب التوحيد. 5- نسخة من كتاب كشف الشبهات. 6- نسخة من ثلاثة الأصول. 7- بعض أجزاء من كتابي (مجموع فتاوى ومقالات متنوعة) نفعك الله بما فيها، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ............ [1] سورة طه الآية 5. [2] سورة الأعراف الآية 54. [3] سورة الملك الآيتان 16 – 17. [4] سورة الإسراء الآية 9. سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن بازـ رحمه الله ـ. |
#31
|
|||
|
|||
الطرق الصوفية هل يوجد أصل للطرق الصوفية في الإسلام، مثل الطريقة الرفاعية الخلوتية والبيومية والشاذلية، وماذا يجب علينا أن نفعل تجاه هذه الطرق، خاصة أن بعض الجهلاء يقولون بأنه لا يصح التعبد إلا إذا كان للإنسان شيخ؟ ليس للطرق الصوفية أصل في الشرع فيما نعلم، بل هي محدثة وبدع منكرة وما كان فيها من ذكر شرعي أو عمل شرعي فما جاء به الكتاب والسنة يغنيان عنه يغني عنه، فالواجب على أهل الإسلام أن يتلقوا علومهم وأعمالهم عن كتاب الله وعن سنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- لا عن الطرق الصوفية وما قد يوجد في بعضها من أعمال طيبة أو أقوال طيبة فإنما كانت كذلك لكونها متلقاة عن الله وعن رسوله -صلى الله عليه وسلم- لا عن الشيخ فلان، أو صاحب الطريقة فلان، لا، فالحق الذي في أي طريقة من طرق الصوفية إنما يقبل لأنه جاء عن الله ورسوله، لا لأنه مأخوذ عن الصوفية أو عن شيخ الصوفية فلان أو فلان، والواجب على المؤمن أن يتعبد بما قاله الله ورسوله وبما شرعه الله ورسوله، ولا يتعبد بما رآه الشيخ فلان، أو صاحب الطريقة فلان، لأن هذه الطرق محدثة، وقد قال عليه الصلاة والسلام: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)، يعني فهو مردود، وقال جل وعلا: وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه وصراط الله هو ما جاء به نبيه عليه الصلاة والسلام من القول والعمل والعقيدة فليس لأحد أن يحدث شيئاً ويسميه طريقة الشيخ فلان، أو طريق الشيخ فلان، سواء كان نقشبندياً أو خلوتياً، أو قادرياً أو غير ذلك، فالواجب على المسلمين جميعاً ومنهم الصوفية أن يتلقوا أعمال الشريعة وعبادات الشريعة عن ربهم وعن نبيهم محمد عليه الصلاة والسلام لا عن آراء الناس، وقد وضح النبي عليه الصلاة والسلام العبادات بأفعاله وأقواله، ثم يبنها أصحابه رضي الله عنهم فعلينا أن نتبع ولا نبتدع، وعلينا أن ندعو إلى كتاب الله وإلى سنة رسوله عليه الصلاة والسلام، وأن نستغني بهما عما أحدثه الناس من الصوفية وغيرهم. سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن بازـ رحمه الله ـ. |
#32
|
|||
|
|||
حكم الانتماء إلى الطرق الصوفية إن هنا بالسودان كثيرا من الطرق الدينية، مثل الطرق الصوفية، والإخوة المسلمين، وأنصار السنة، والإخوان الجمهوريون، وعدد أسماء كثيرة جداً، والزعيم محمود محمد طه، والذي يدعي بأن الصلاة رفعت عنه ، وأن اللحمة محرمة.. الخ. ذكر طرق عديدة ويقول: ما رأيكم في ذلك، وما هو موقفنا نحن، هل نقف مع إحدى هذه الطرق أم نقف منحازين ومنفردين؟ الطريق السوي هو طريق محمد - صلى الله عليه وسلم-، ليس هناك طريق سديد ولا صالح إلا طريق محمد - صلى الله عليه وسلم- هو الطريق السوي ، وهو الصراط المستقيم. أما الطرق التي أحدثها الصوفية أو أحدثها غيرهم مما يخالف شريعة الله فهذا لا يعول إليه ولا يلتف إليه؛ بل الطرق كلها مسدودة إلا الطريق التي بعث الله بها نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم- هو الطريق الصحيح، وهو الطريق الموصل إلى الله وإلى جنته وكرامته. أما الألقاب من يلقب أنصار السنة ، أو تلقيب الإخوان المسلمين أو جماعة المسلمين، أو جمعية كذا لا بأس بهذه الألقاب هذه الألقاب لا تضر، المهم العمل، إذا كانت الأعمال تخالف شريعة الله تمنع. وهكذا طُرق الصوفية، كل الطرق التي أحدثها الصوفية مما يخالف شرع الله كله منكر لا يجوز، وليس للصوفية ولا لغيرهم أن يحدثوا طريقا يسلكونها غير طريق محمد - صلى الله عليه وسلم- لا في الأذكار ولا في العبادات الأخرى، بل لابد أن يسلكوا طريق محمد - صلى الله عليه وسلم - طريق نبينا - عليه الصلاة والسلام-، ليس للناس طريق آخر، بل الواجب على جميع أهل الأرض أن يسلكوا طريق نبينا وإمامنا وسيدنا محمد بن عبد الله - عليه من ربه أفضل الصلاة والتسليم- في أقوالهم وأعمالهم، وهو الطريق الذي قال الله فيه: اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ [(6) سورة الفاتحة]. وهو الذي قال الله فيه - جل وعلا-: وَإِنَّكَ – يعني يخاطب النبي - صلى الله عليه وسلم– : وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ* صِرَاطِ اللَّهِ [سورة الشورى(52) (53)]. هكذا قال الله - جل وعلا- في سورة الشورى. هذا طريق الله، وهو صراط الله الذي بعث الله به نبيه وخليله نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم- فالواجب على جميع أهل الأرض أن يأخذوا بهذا الطريق، وأن يستقيموا عليه ، وليس للصوفية ولا لغير الصوفية أبداً أن يحدثوا طريقا آخر لا في أذكارهم الصباحية ولا في المسائية ولا غير ذلك، ولا في استحضارهم شيوخهم عند صلاتهم ، لا، كل هذا منكر، ولكن إذا قامت الصلاة، أو في الأذكار يستحضر ربه، يكون في قلبه ربه - جل وعلا-، يستحضر عظمته وكبريائه، وأنه واقف بين يديه ، فيعظمه - جل وعلا-، ويخشاه، ويراقبه، ويكمل صلاته، ويكمل عبادته على خير وجه حسب ما جاء عن رسول الله - عليه الصلاة والسلام- هذا هو الواجب. أما كون بعض الجماعات تلقب نفسها بشيء علامة لها مثل أنصار السنة في السودان، أو في مصر فلا حرج في ذلك، إذا استقاموا الطريق، إذا سلكوا طريق نبينا - صلى الله عليه وسلم-، واستقاموا عليه، أو مثل الإخوان المسلمين لقبوا أنفسهم بهذا اصطلاحاً بينهم لا يضر، لكن بشرط أن يستقيموا على طريق محمد - صلى الله عليه وسلم-، وأن يسلكوه وأن يعظموه وأن يعتقدوا أن جميع المسلمين إخوانهم من أنصار السنة ، من جماعة المسلمين، من أي مكان ، لا يتحزبون لأصحابهم ، فيعادوا غيرهم من المسلمين، لا، بل يجب أن تكون هذه الألقاب غير مؤثرة في الأخوة الإسلامية، أما إذا أثرت فصار يرضى لحزبه، ويغضب لحزبه ، ويُقرب لحزبه، ويبعد من غير حزبه، ولو كانوا أفضل من حزبه ، ولو كانوا أهل إيمان وتقوى ، فهذا منكر هذا لا يجوز، هذا تفرق في الدين، والله - سبحانه وتعالى- يقول: وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ [(103) سورة آل عمران]. فإذا كان التلقب بأنصار السنة، أو بالإخوان المسلمين، أو بكذا، أو بكذا يؤثر في الإخوة الإيمانية ، يؤثر في التعاون على البر والتقوى، هذا لا يجوز، فهم أخوة في الله ، يتعاونون على البر والتقوى، ويتناصحون مهما تنوعت ألقابهم. أما إذا أوجدوا لقباً يوالون عليه، ويعادون عليه، ويعتبرون من دخل فيه فهو وليهم، ومن لا، فلا، هذا لا يجوز. سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن بازـ رحمه الله ـ. |
#33
|
|||
|
|||
بعض طرق الصوفية المبتدعة بعض الناس عندنا يدعون الشيخية، الطريقة كطريقة النقشبندية, والقادرية وغيرها، يجتمعون بالناس في المساجد ويدعونهم إلى التوبة والتوجد، ويقول أحدهم أنا مأذون بذلك، فيغمغمون بعض منهم ويتكلمون بألفاظ مهملة، مثل: (ها هي هو) ويتكلمون بالغيب، فهل لهذا حقيقة وكرامة، أم أن هذه من باب البدع والضلالة؟ هذه الطرق وأشباهها كلها من الطرق البدعية ولا يجوز الموافقة عليها ولا المشاركة فيها لأنها بدع، وقد قال النبي- صلى الله عليه وسلم-: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)، وقال- عليه الصلاة والسلام-: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)، وليس هذا من سنة النبي-صلى الله عليه وسلم-الاجتماع على هو هو هو, أو على كلام ليس بظاهر وليس بمعلوم, وإذا كان فيه دعوى علم الغيب صار هذا أعظم نكارة وأخبث عملاً بل هذا هو الشرك؛ لأن دعوى علم الغيب منكر وكفر، علم الغيب لا يعلمه إلا الله- سبحانه وتعالى-، والحاصل أن الطرق الصوفية كنقشبندية, والقادرية والشيخية وأشباهها كلها طرق مبتدعة لا يجوز منها إلا ما وافق الشرع المطهر, فالواجب تجنبها وعدم الاشتراك فيها, وألا تفعل إلا الشيء المعروف الذي جاء به النبي- صلى الله عليه وسلم- كذكر الله وحدك أو مع إخوانك كل يذكر الله فيما بينه وبين نفسه، أما أن يذكر الله ذكر جماعي على طريقة الصوفية, أو هو هو هو, أو الله الله الله, أو ما أشبه ذلك أو الإتيان بدعوات منكرة ليس لها أصل بل فيها ما يدل على دعوى علم الغيب أو فيها ما يدعو إلى منكر, أو فيها ما يدل على تعظيم مخلوق تعظيماً لا يليق إلا بالله كل هذا لا يجوز هذه الطرق يجب الحذر منها ويجب تمييزها وألا يقر منها إلا ما وافق الشرع المطهر وما خالف ذلك ينهى عنه وينكر، والله المستعان سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن بازـ رحمه الله ـ. |
#34
|
|||
|
|||
بعض طرق الصوفية المبتدعة بعض الناس عندنا يدعون الشيخية، الطريقة كطريقة النقشبندية, والقادرية وغيرها، يجتمعون بالناس في المساجد ويدعونهم إلى التوبة والتوجد، ويقول أحدهم أنا مأذون بذلك، فيغمغمون بعض منهم ويتكلمون بألفاظ مهملة، مثل: (ها هي هو) ويتكلمون بالغيب، فهل لهذا حقيقة وكرامة، أم أن هذه من باب البدع والضلالة؟ هذه الطرق وأشباهها كلها من الطرق البدعية ولا يجوز الموافقة عليها ولا المشاركة فيها لأنها بدع، وقد قال النبي- صلى الله عليه وسلم-: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)، وقال- عليه الصلاة والسلام-: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)، وليس هذا من سنة النبي-صلى الله عليه وسلم-الاجتماع على هو هو هو, أو على كلام ليس بظاهر وليس بمعلوم, وإذا كان فيه دعوى علم الغيب صار هذا أعظم نكارة وأخبث عملاً بل هذا هو الشرك؛ لأن دعوى علم الغيب منكر وكفر، علم الغيب لا يعلمه إلا الله- سبحانه وتعالى-، والحاصل أن الطرق الصوفية كنقشبندية, والقادرية والشيخية وأشباهها كلها طرق مبتدعة لا يجوز منها إلا ما وافق الشرع المطهر, فالواجب تجنبها وعدم الاشتراك فيها, وألا تفعل إلا الشيء المعروف الذي جاء به النبي- صلى الله عليه وسلم- كذكر الله وحدك أو مع إخوانك كل يذكر الله فيما بينه وبين نفسه، أما أن يذكر الله ذكر جماعي على طريقة الصوفية, أو هو هو هو, أو الله الله الله, أو ما أشبه ذلك أو الإتيان بدعوات منكرة ليس لها أصل بل فيها ما يدل على دعوى علم الغيب أو فيها ما يدعو إلى منكر, أو فيها ما يدل على تعظيم مخلوق تعظيماً لا يليق إلا بالله كل هذا لا يجوز هذه الطرق يجب الحذر منها ويجب تمييزها وألا يقر منها إلا ما وافق الشرع المطهر وما خالف ذلك ينهى عنه وينكر، والله المستعان سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن بازـ رحمه الله ـ. |
#35
|
|||
|
|||
[frame="1 98"] الطرق الصوفية إنني سالك طريق من شيخ خلوتي، وإنني على علم يقين أنه رجل طيب وتقي جداً جداً، ودائماً كل إنسان سلك معه طريق سار صالحاً وتاب، كما كان فيه من يحمل المنكر، وهذا السؤال بناء على أنكم ذكرتم أن جميع الطرق الصوفية من البدع، أفيدوني أفادكم الله عن وضعي الذي أنا فيه، هل أستمر أم أتخلى عنه؟ جزاكم الله خيراً. نعم، جميع الطرق الصوفية من البدع، ولكن يقع فيها أشياء توافق الحق، فما وافق الحق وجب أخذه؛ لأنه وافق الحق، لا لأنه من طريق الخلوتي، أو القادري، أو الشاذلي، أو فلان، أو فلان، لا، ما وقع في طرقهم من الخير يقبل؛ لأنه وافق الشرع، وما خالفه يترك، وإذا أردت أن نبين لك ما هو الخير والشر، فاذكر لنا الطريقة التي أنت عليها، اشرحها لنا في سؤال آخر، ونوضح لك ما هو الخير، وما هو الشر، إن شاء الله. سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن بازـ رحمه الله ـ. |
#36
|
|||
|
|||
[frame="11 98"] الصوفية وبعض بدعهم وشركياتهم عندنا صوفية يزعمون أنهم من أولياء الله، فيدعون: (انتاوع ربي) -هكذا كتب سماحة الشيخ-، لكنهم حسب الظاهر يفعلون المنكرات والفحشاء، ويتطاولون على الخالق بكونهم شركاء له، فهل يا ترى يجب هجرانهم ما داموا على تلك الحال، وهجران من يؤمن بهم، علماً بأن عندنا واحد منهم يزورونه، ويعظمونه، ويتوسلون به، عساه أن يحقق لهم مآربهم وقضاء حوائجهم، هذا المخلوق يسكنه جن بحيث يكشف لهم عن أسرار الغيوب، والوالي المزيف بدوره يكشفها لمريديه وأحبابه، إلا أنه ذو شذوذ واضح، حيث يعمل -كما أسلفت- المنكرات، منها على سبيل المثال.. -أشياء لا أستطيع ذكرها في البرنامج سماحة الشيخ-، أرجو أن تتفضلوا بمعالجة هذا الموضوع؟ التصوف من البدع التي أحدثها الناس، وهو إحداث طرق غير الطريق الشرعي في العبادات، هذا أحدثه كثير من الناس، وأُطلق عليهم الصوفية، وهم الذين أحدثوا طرقاً للعبادة، وأذكاراً خاصة، وأعمالاً خاصة، لم يشرعها الله -عز وجل-، فهم من أهل البدع، وقد صح عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه، فهو رد)، فالتعبد بدق الطبول والأغاني وفعل آلات الملاهي الأخرى، كل ذلك مما أحدثه المتصوفة. ومما أحدثوه أنهم يزعمون أنهم يعلمون الغيب وأنهم لهم مكاشفات يستطيعون بها إنقاذ الناس مما قد يقع من المهالك والأضرار، وأنهم يدعون من دون الله، ويستغاث بهم أحياء وأمواتاً، كل هذا من منكراتهم الشركية، فمن زعم أنه يعلم الغيب أو أنه يتصرف في الكون مع الله، أو أنه شريك لله في العبادة، أو أنه يجوز أن يعبد من دون الله حياً وميتاً ويستغاث به فهذا كله من الشرك الأكبر، فالواجب الحذر من هؤلاء وهجرهم والإنكار عليهم، وتحذير الناس منهم، وعلى ولاة الأمور إذا كانوا مسلمين أن يأخذوا على أيديهم، وأن يستتبوهم فإن تابوا وإلا قتلوا لردتهم وكفرهم، فليس هناك من يستحق العبادة سوى الله -سبحانه وتعالى-، قال تعالى: ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ[الحج: 62]، وقال -سبحانه-: وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ[البقرة: 163]، فمن زعم أنه يجوز أن يدعى أحد من دون الله من الملائكة أو الجن أو الأنبياء أو سائر الخلق، وأن يستغاث به، وأن ينذر له حياً وميتاً، وأن يطلب منه تفريج الكروب وتيسير الأمور فهذا كله من الشرك الأكبر، وكله من عمل عباد الأوثان وعباد الأصنام، وعباد اللات والعزى وأشباههم، وهكذا ما يفعله الكثير من الجهلة عند القبور من دعاء الميت والاستغاثة بالميت، والنذر له والذبح له، هذا من الشرك الأكبر، ومن جنس عمل المشركين عند اللات، في الطائف في الجاهلية، وإنما يجوز شيء واحد وهو الاستعانة بالمخلوق الحي الحاضر القادر فيما يقدر عليه خاصة، هذا هو الجائز كما قال الله -جل وعلا- في قصة موسى: فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ[القصص: 15]، فإذا كان حياً حاضراً واستعنت به في شيء يقدر عليه كإصلاح سيارتك، التعاون معك في المزرعة؛ في حش الحشيش في حطب الحطب، في أشباه ذلك من الأشياء المقدورة لا بأس، يسمع كلامك، يكلمك يقدر، أو تكتب إليه كتابة أو من طريق الهاتف التلفون، تقول له: أقرضي كذا، أو ساعدني في كذا، لا بأس هذا من أمور العادية طبعية ليس فيها شيء، من جنس ما ذكر الله عن موسى كما ذكر الله: فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ[القصص: 15]، مثلما يستغيث الإنسان في الحرب بإخوانه في قتال الأعداء، يتعاونون في قتال الأعداء، وفي محاصرتهم، فهذه أمور طبعية عادية نفسية ليس فيها بأس، أما دعاء الميت والاستغاثة بالأموات أو بالأحجار أو بالأصنام أو بالكواكب أو بالغائب كالجن والملائكة أو إنسان غائب التقت فيه وهو لا يسمع كلامك تعتقد فيه السمع وأنه يسمع من غير الطريق الحسي هذا كله من الشرك الأكبر، كاعتقاد الصوفية في بعض رجالها، فالواجب الحذر من هذه الأمور الشركية، والتحذير منها، والتعاون الكامل في فضيحة أهلها، والتحذير منهم، فالعبادة حق الله وحده، ليس لأحد أن يشاركه في ذلك، قال تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ[الإسراء: 23]، وقال سبحانه: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ[الفاتحة: 5]، وقال -عز وجل-: فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ * أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ[الزمر:2-3]، وقال سبحانه: وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ[البينة: 5]، وقال -عز وجل-: ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ[الحج: 62]، فهو سبحانه الإله الحق، ليس هناك إله آخر يعبد معه بالحق بل هو إله باطل، كل الآلهة باطل، كلها، وإنما الإله الحق هو الله -سبحانه وتعالى-، ولما سمعت قريش من النبي -صلى الله عليه وسلم- قوله لها: لا إله إلا الله، (قولوا: لا إله إلا الله)، استكبروا، وقالوا: أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ[ص: 5]، وقال سبحانه: إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ * وَيَقُولُونَ أَإِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ[الصافات: 35 - 36]، زعموا أن لهم آلهة وأنهم لن يتركوها لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-، وهذا من جهلهم وضلالهم وفساد عقيدتهم، فالإله الحق هو الله وحده، القادر على نفعك وضرك وإغاثتك، هو الذي يقدر على كل شيء سبحانه، هو القادر على كل شيء؛ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ[البقرة: 20]، أما الآلهة المدعوة من دون الله كلها باطلة، كلها عاجزة، لا تملك لنفسها ضراً ولا نفعاً ولا لعابديها، ولكنه الشيطان زين لأهل الشرك وأملى لهم حتى عبدوا الله غير الله، ودعوا غير الله، واستغاثوا بغير الله، فوقعوا في أعظم الذنوب، وفي أعظم أنواع الكفر، قال الله سبحانه: وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ * بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ[الزمر:65-66]، فهذا مسألة عظيمة، هذه أعظم مسألة، أكبر مسألة مسألة التوحيد والشرك، فيجب على كل إنسان أن يتفقه فيها لرجل وامرأة، يجب التفقه في هذه المسألة وفي جميع أمور الدين، حتى تكون على بينة وعلى بصيرة فيما تأتي وتذر، فتعمل بالحق الذي شرعه الله، وتخلص له العبادة، وتحذر ما حرمه الله عليك، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين)، ومن علامات الخير أن تفقه في الدين، وأن تكون على بصيرة، ومن علامات الهلاك أن تكون جاهلاً بدينك معرضاً عن الدين، نسأل الله لجميع المسلمين الهداية والتوفيق، ونسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين جميعاً، ونسأل الله أن يوفق جميع الناس للتفقه في الدين، والدخول في دين الله، والحذر من الشرك بالله -عز وجل-، فدين الله هو الحق وما سواه باطل، إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْأِسْلامُ[آل عمران: 19]، فالإسلام هو توحيد الله والإخلاص له، وترك عبادة ما سواه وطاعة أوامره، وترك نواهيه، هذا هو الإسلام، وهذا هو دين الله، الذي جاءت به الرسل جميعاً، وجاء به خاتمهم محمد -صلى الله عليه وسلم-، وما سواه فهو باطل، سواء كان ذلك الدين يهودية أو نصرانية أو وثنية أو مجوسية أو شيوعية أو غير ذلك، كلها باطلة كلها أديان باطلة، ودين الحق هو الإسلام الذي بعث الله به الرسل، وهو إخلاص العبادة لله وحده، وطاعة أوامره وترك نواهية التي جاء بها نبيه محمد -عليه الصلاة والسلام-. سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن بازـ رحمه الله ـ. |
#37
|
|||
|
|||
[frame="14 98"] بعض أعمال الصوفية التي يستدلون بها على كرامتهم هناك بعض المشايخ –كما سماهم- يضربون أجسامهم بالسكاكين والخناجر والسيوف، وبعضهم يحاد الآخر أحياناً متوسلاً كل واحدٌ منهم بشيخه، فما حكم الشرع في هذا العمل؟ هذا عمل الصوفية يدعون أنهم لا يضرون أنفسهم، وأن هذا من كراماتهم، وهو باطل، إنما هو تلبيس ولا حقيقة لذلك، إنما هو تلبيس و.... على العيون، كونه ضربه بالسيف أو كسر رأسه أو كسر رجله كله تلبيس، لا حقيقة له، وهم بهذا كفار؛ لأنهم يسحرون الناس ؛ كما قال الله عن سحرة فرعون: يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى [(66) سورة طـه]. وقال: سَحَرُواْ أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ [(116) سورة الأعراف]. فهؤلاء ....... الذين يلبسون على الناس هم كفرة بذلك، سحرة، مجرمون. سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن بازـ رحمه الله ـ. |
أدوات الموضوع | |
|
|