جديد المواضيع |
للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب |
منتدى السنة | الأذكار | زاد المتقين | منتديات الجامع | منتديات شباب الأمة | زد معرفة | طريق النجاح | طبيبة الأسرة | معلوماتي | وادي العرب | حياتها | فور شباب | جوابى | بنك أوف تك |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
الأدلة الشرعية على تكفل الله عز وجل بحفظ القرآن الكريم
الأدلة الشرعية على تكفل الله عز وجل بحفظ القرآن الكريم
السؤال: ما هي الأدلة على حفظ القرآن الكريم ، وهل قوله تعالى : ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) قال فيه بعض المفسرين : إن المحفوظ هو محمد صلى الله عليه وسلم ، وليس القرآن الكريم ؟ الجواب : الحمد لله الأدلة الواردة في القرآن الكريم التي تدل حفظه من الضياع أو الزيادة والنقصان هي : 1- قوله تعالى : ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) الحجر/9. يقول الإمام الطبري رحمه الله : " ( إِنَّا نَحْنُ نزلْنَا الذِّكْرَ ) وهو القرآن ( وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) قال : وإنا للقرآن لحافظون من أن يزاد فيه باطل ما ليس منه ، أو ينقص منه ما هو منه من أحكامه وحدوده وفرائضه ، والهاء في قوله : ( لَهُ ) من ذكر الذكر . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . عن قتادة : ( وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) قال : حفظه الله من أن يزيد فيه الشيطان باطلا ، أو ينقص منه حقا . وقيل : الهاء في قوله ( وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) من ذكر محمد صلى الله عليه وسلم ، بمعنى: وإنا لمحمد حافظون ممن أراده بسوء من أعدائه " انتهى باختصار. " جامع البيان " (17/68) والمعنى الأول هو الصحيح المناسب للسياق ، فقد جاء في الآيات التي قبل هذه الآية قوله تعالى : ( وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ . لَوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلَائِكَةِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ . مَا نُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَا كَانُوا إِذًا مُنْظَرِينَ ) الحجر/6-8. فالذكر المقصود بالآيات هو الذي أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ، وذلك هو القرآن الكريم . ولذلك قال الحافظ ابن كثير رحمه الله : " المعنى الأول أَوْلى ، وهو ظاهر السياق " انتهى. " تفسير القرآن العظيم " (4/527) 2- يقول الله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ . لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ) فصلت/41-42. يقول الإمام الطبري رحمه الله : " قوله : ( وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ ) يقول تعالى ذكره : وإن هذا الذكر لكتاب عزيز بإعزاز الله إياه، وحفظه من كل من أراد له تبديلا أو تحريفا أو تغييرا ، من إنسي وجني وشيطان مارد. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ( لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ) معناه : لا يستطيع ذو باطل تغييره بكيده ، وتبديل شيء من معانيه عما هو به ، وذلك هو الإتيان من بين يديه ، ولا إلحاق ما ليس منه فيه ، وذلك إتيانه من خلفه . عن قتادة : الباطل : إبليس ، لا يستطيع أن ينقص منه حقا ، ولا يزيد فيه باطلا " انتهى باختصار وتصرف. " جامع البيان " (21/479) 3- ويقول الله عز وجل : ( وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا ) الكهف/27. يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله : " يقول تعالى آمرًا رسوله عليه الصلاة والسلام بتلاوة كتابه العزيز وإبلاغه إلى الناس: ( لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ ) أي : لا مغير لها ، ولا محرِّف ، ولا مؤوّل " انتهى. " تفسير القرآن العظيم " (5/151) ويقول العلامة السعدي رحمه الله : " أي : اتبع ما أوحى الله إليك بمعرفة معانيه وفهمها ، وتصديق أخباره ، وامتثال أوامره ونواهيه ، فإنه الكتاب الجليل ، الذي لا مبدل لكلماته ، أي : لا تغير ولا تبدل لصدقها وعدلها ، وبلوغها من الحسن فوق كل غاية ( وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا ) فلتمامها استحال عليها التغيير والتبديل ، فلو كانت ناقصة لعرض لها ذلك أو شيء منه ، وفي هذا تعظيم للقرآن ، وفي ضمنه الترغيب على الإقبال عليه " انتهى. " تيسير الكريم الرحمن " (ص/479) 4- ويقول سبحانه وتعالى : ( وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ . بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ ) العنكبوت/48-49. دلت الآية الثانية على أن القرآن الكريم محفوظ في صدور العلماء ، وهو خبر من الله عز وجل ، وخبر الله لا يمكن أن يتخلف في زمان ولا في مكان . 5- ويقول جل وعلا : ( وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ . لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ . ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ . فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ ) الحاقة/44-47. وإذا كان هذا الوعيد في حق سيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم ، فكيف هو حال من يسعى في تحريف كتاب الله والتقول على الله فيه ما لم يقله ، وبهذا القياس يمكن الاستدلال بهذه الآية على أنه لا يستطيع بشر أن يزيد أو ينقص من كتاب الله شيئا ، فالعقوبة العاجلة له بالمرصاد. عن نافع ، قال : خطب الحجاج ، فقال : إن ابن الزبير يبدل كلام الله تعالى . قال : فقال ابن عمر رضي الله عنهما : كذب الحجاج ؛ إن ابن الزبير لا يبدل كلام الله تعالى ولا يستطيع ذلك . رواه البيهقي في " الأسماء والصفات " (1/596) بسند صحيح . 6- وقد وصف الله عز وجل هذا القرآن بعلو جانبه ، ورفعة منزلته ، وعظيم مكانته ، وهذه الأوصاف كلها أوصاف حق وصدق ، يمكن الاستدلال بها على حفظ القرآن من التغيير والتبديل ، لأن تحقق هذه الأوصاف لا يكتمل إلا بحفظ القرآن وبقائه . يقول الله عز وجل : ( حم . وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ . إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ . وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ ) الزخرف/1-3. يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله : " قوله تعالى: ( وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ ) بين شرفه في الملأ الأعلى ، ليشرفه ويعظمه ويطيعه أهل الأرض ، فقال تعالى : ( وإنه ) أي : القرآن ( فِي أُمِّ الْكِتَابِ ) أي : اللوح المحفوظ ، قاله ابن عباس ، ومجاهد ، ( لدينا ) أي : عندنا ، قاله قتادة وغيره ، ( لعلي ) أي : ذو مكانة عظيمة وشرف وفضل ، قاله قتادة ( حكيم ) أي : محكم بريء من اللبس والزيغ . وهذا كله تنبيه على شرفه وفضله ، كما قال : ( إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ . فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ . لا يَمَسُّهُ إِلا الْمُطَهَّرُونَ . تَنزيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) الواقعة/77-80. وقال : ( كَلا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ . فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ . فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ . مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ . بِأَيْدِي سَفَرَةٍ . كِرَامٍ بَرَرَةٍ ) عبس/11-16" انتهى. " تفسير القرآن العظيم " (7/218) 8- وقوله عز وجل : ( ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ ) البقرة/2. ينفي عن القرآن الكريم كل ريب وشك ، والتغيير والتحريف من أعظم الريب المنفي الذي يستحق النفي . 9- عَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ الْمُجَاشِعِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ذَاتَ يَوْمٍ فِي خُطْبَتِهِ : ( أَلَا إِنَّ رَبِّي أَمَرَنِي أَنْ أُعَلِّمَكُمْ مَا جَهِلْتُمْ مِمَّا عَلَّمَنِي يَوْمِي هَذَا : ....إِنَّمَا بَعَثْتُكَ لِأَبْتَلِيَكَ وَأَبْتَلِيَ بِكَ ، وَأَنْزَلْتُ عَلَيْكَ كِتَابًا لَا يَغْسِلُهُ الْمَاءُ ، تَقْرَؤُهُ نَائِمًا وَيَقْظَانَ ...) رواه مسلم (رقم/2865) يقول أبو العباس القرطبي رحمه الله : " فلو غسلت المصاحف لما انغسل من الصدور ، ولما ذهب من الوجود ، ويشهد لذلك قوله تعالى : ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) الحجر/9" انتهى. " المفهم لما أشكل من تلخيص مسلم " (7/163) ويقول الإمام النووي رحمه الله : " قوله تعالى : ( لا يغسله الماء ) معناه : محفوظ في الصدور ، لا يتطرق إليه الذهاب ، بل يبقى على مر الأزمان " انتهى. " شرح مسلم " (17/198) وننبه هنا إلى أن هذه الأدلة إنما هي بحسب سؤال السائل ، أدلة من القرآن الكريم على تكفل الله بحفظه ، وأما الأدلة الواقعية على صدق هذا الخبر فلها محل آخر من البحث والجواب . كما ننبه إلى أن معظم هذه الأدلة إنما تصدق في القرآن الكريم إذا استحضرنا أنه كتاب منزل إلى الناس كافة ، وأنه يحوي تشريعا صالحا لكل زمان ومكان ، بخلاف الكتب التي أنزلت على الأنبياء من قبل . والله أعلم . الإسلام سؤال وجواب |
#2
|
|||
|
|||
ما المقصود بقوله تعالى : { بل هو قرآنٌ مجيد ، في لوحٍ محفوظ } ؟
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد: قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في شرحه للعقيدة السفارينية (186) : فأما قوله تعالى : { بل هو قرآنٌ مجيد ، في لوحٍ محفوظ } ( البروج 21 – 22 ) ، فإنه لا يتعين أن يكون القرآن نفسه مكتوباً في اللوح المحفوظ بل يكون الذي في اللوح المحفوظ ذكره دون ألفاظه ، وهذا لا يمتنع أن يقال إن القرآن فيه كذا والمراد ذكره كما في قوله تعالى : { وإنه لفي زبر الأولين } ( الشعراء 196 ) وإنه : أي القرآن ، { وإنه لفي زبر الأولين } : والمراد بلا شك ذكره في زبر الأولين ، لأنه ما نزل على أحد قبل محمد عليه الصلاة والسلام ، ولكن المراد ذكره ، والدليل على ذكره أو لم يكن لهم آية أن يعلم علماء بني إسرائيل وكلنا يقرأ قوله تعالى : { قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها } ( المجادلة 1 )ولو كان القرآن العظيم مكتوباً في اللوح المحفوظ بهذا اللفظ لأخبر الله عن سمع ما لم يكن ، والله قال : { قد سمع } ثم قال : { والله يسمع } بالمضارع الدال على الحال والحاضر ، يعني لو قال قائل : قد سمع عبر عن المستقبل بالماضي لتحقق وقوعه ؟ قلنا : هذا قد نسلِّمه لكن يمتنع مثل هذه الدعوى في قوله : { والله يسمع } فإن { يسمع } فعل مضارع تدل على الحاضر ، فالراجح عندي : أن القرآن تكلم الله به عز وجل حين نزوله وأن ما في اللوح المحفوظ إنما هو ذكره وأنه سيكون ويمكن فيه ثناء أيضاً كما قال تعالى : { بل هو قرآن مجيد ، في لوح محفوظ } ( البروج 21 – 22 )يعني أنه ذكر في اللوح المحفوظ بالمجد والعظمة وما أشبه ذلك . قال محقق الكتاب : ( هذا الكلام ذكره الشيخ رحمه الله في شرحه الأول على العقيدة الواسطية ( 2 / 198 ) الذي شرحه في سنة 1408 هـ ، وقد شَرَحَ ( العقيدة السفارينية ) في سنة 1408 هـ ، ورجع عنه رحمه الله في شرحه الثاني على الأربعين النووية في الشريط الحادي عشر في الوجه الثاني من الشريط عند شرحه للحديث الثالث والعشرون عند قوله صلى الله عليه وسلم : ( والقرآن حجةٌ لك أو عليك ) فقال : ( وكونه في الكتاب المكنون هل معناه أن القرآن كله كتب في اللوح المحفوظ أو أن المكتوب ذكر القرآن وأنه سينزل وسيكون كذا وكذا ؟ الأول ، لكن يبقى النظر : كيف يُكتب قبل أن تخلق السماوات بخمسين ألف سنة وفيه العبارات الدالة على المضي مثل : قوله { وإذ غدوت من أهلك تبوئ للمؤمنين مقاعد للقتال } ، ومثل قوله : { قد سـمـع الله التي تجادلك } وهو حين كتابته قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة لم يسمع لأن المجادلة ما خلقت أصلاً حتى تسمع مجادلتها ؟ فالجواب أن الله قد علم ذلك وكتبه في اللوح المحفوظ كما أنه قد علم المقادير وكتبها في اللوح المحفوظ وعند تقديرها يتكلم الله عز وجل بقوله : { كن فيكون } ، هكذا قرره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وهو مـمـا تطمئن إليه النفس ، وكنت قبلاً أقول : إن الذي في اللوح المحفوظ ذكر القرآن ، لا القرآن ، بناءً على أنه يعرج بلفظ المضي قبل الوقوع ، وأن هذا كقوله تعالى – عن القرآن – : { وإنه لفي زبر الأولين } والذي في زبر الأولين ليس القرآن ، الذي في زبر الأولين ذكر القرآن والتنويه عنه ، ولكن بعد أن اطلعت على قول شيخ الإسلام رحمه الله تعالى انشرح صدري إلى أنه مكتوبٌ في اللوح المحفوظ ولا مانع من ذلك ، ولكن الله تعالى عند إنزاله إلى محمدٍ صلى الله عليه وعلى آله وسلم يتكلم به ويلقيه إلى جبريل ، هذا قول السلف وأهل السنة في القرآن ) ، وقد شرح الشيخ كتاب ( الأربعين النووية ) مرةً ثانية في دورته الصيفية الأخيرة في سنة 1421 هـ التي قبل وفاته ببضعة أشهر وشرحه موجودٌ منتشر وعدد أشرطته ( 19 شريطاً ) ، والصحيح : ما رجع إليه الشيخ رحمه الله وهو أن القرآن الكريم مكتوبٌ كله في اللوح المحفوظ ، وهذا هو قول أهل السنة والجماعة وهو قول شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى ( 12 / 126 و 127 ، 15 / 223 ) فاقتضى ذلك التنبيه والتنويه على ذلك ، والله أعلم ) قلت : ونص كلام شيخ الإسلام كالآتي : وهذا لا ينافى ما جاء عن إبن عباس وغيره من السلف فى تفسير قوله { إنا أنزلناه فى ليلة القدر} أنه أنزله إلى بيت العزة في السماء الدنيا ثم أنزله بعد ذلك منجما مفرقا بحسب الحوادث ولا ينافى أنه مكتوب في اللوح المحفوظ قبل نزوله كما قال تعالى:{ بل هو قرآن مجيد فى لوح محفوظ} وقال تعالى:{ إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون } وقال تعالى:{ كلا إنها تذكرة فمن شاء ذكره في صحف مكرمة مرفوعة مطهرة بأيدي سفرة كرام بررة} وقال تعالى :{ وإنه في أم الكتاب لدنيا لعلي حكيم} فإن كونه مكتوبا فى اللوح المحفوظ وفي صحف مطهرة بأيدي الملائكة لا ينافى أن يكون جبريل نزل به من الله سواء كتبه الله قبل أن يرسل به جبريل أو بعد ذلك وإذا كان قد أنزله مكتوبا إلى بيت العزة جملة واحدة فى ليلة القدر فقد كتبه كله قبل أن ينزله . والله تعالى يعلم ما كان وما يكون وما لا يكون أن لو كان كيف كان يكون وهو سبحانه قد قدر مقادير الخلائق وكتب أعمال العباد قبل أن يعملوها كما ثبت ذلك في صريح الكتاب والسنة وآثار السلف ثم إنه يأمر الملائكة بكتابتها بعد ما يعملونها فيقابل بين الكتابة المتقدمة على الوجود والكتابة المتأخرة عنه فلا يكون بينهما تفاوت هكذا قال ابن عباس وغيره من السلف وهو حق فإذا كان ما يخلقه بائنا عنه قد كتبه قبل أن يخلقه فكيف يستبعد أن يكتب كلامه الذي يرسل به ملائكته قبل أن يرسلهم به . مجموع الفتاوى (12|127) (15|223) |
#3
|
|||
|
|||
ينقل للقسم المخصص " قسم الرد على الشبهات "
جزاك الله خيرا اخي نمر
__________________
( فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا ) الكهف 6 كل العلوم سوى القرآن مشغلة ..... إلا الحديث وعلم الفقه في الدين العلم ما كان فيه قال حدثنا ..... وما سوى ذاك وسواس الشياطين |
#4
|
|||
|
|||
أخي عمر جزاك الله خير إجعله فى مكانه المناسب
بارك الله فيك |
#5
|
|||
|
|||
خصائص القرآن الكريم وحقوقه
الشيخ / علي بن عبدالعزيز الراجحي الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم عندما نتحدث عن القرآن ، فلابد أن نستشعر أنه ليس كلام بشر ، بل هو كلام الله، المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ، المتعبد بتلاوته ، الذي أعجز البشر أن يأتوا بمثله ، بل ولا بسورة من مثله ، أنزل إليها ليكون منهاج حياتنا ، وطريق عزّنا ، وسبيل رفعتنا وجدنا ، إن تمسكنا به هدينا ونصرنا ، وإن فرّطنا فيه خذلنا وهزمنا . خصائص القرآن : للقرآن خصائص كثيرة ، منها : 1 ـ أنه محفوظ من التحريف والضياع ، والزيادة والنقصان ، وذلك لأن الله تعالى تولّى حفظه بنفسه فقال تعالى : ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) ، (سورة الحجر آية 9) فهيّأ له أسباباً للحفظ ، منها : ( أ ) الأمة المعتادة على الحفظ، فقد كان الحفظ معروفاً في العرب، فهم يحفظون القصائد الطوال حين يسمعونها لأول مرة، ويحفظون الخطب الطويلة كذلك. ( ب ) هيّأ علماء حفاظاً مجتهدين في حفظه ، ويعلّمونه أولادهم وتلاميذهم ، ويتدارسونه ، ويكتبونه وينقله الآخر عن الأول بالأسانيد المتصلة ، ولذلك تجد أئمة القراء كثير ، من عهد الصحابة رضي الله عنهم ومن بعدهم إلى عصرنا هذا . ( ج ) جعله سهلاً ميسّراً للحفظ . وأنت ترى حفّاظ القرآن الكريم في العالم بالآلاف بل أكثر، في حين أنك لا ترى أحداً من المنتمين للأديان الأخرى يحفظ الكتاب المقدس عندهم. ولم يتولّ الله تعالى حفظ الكتب السابقة ، بل وكلها لأصحـابها ، كما قال تعالى : ( والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله ) . ( سورة المائدة آية 44) من الحكم في حفظ القرآن الكريم : ( أ ) أنه آخر كتاب يحمل آخر رسالة تبقى إلى قيام الساعة. ( ب ) أنه المعجزة الكبرى للرسول صلى الله عليه وسلم ، فهو معجزة باقية للأجيال ، قال صلى الله عليه وسلم : ( ما من الأنبياء نبي إلا أعطي من الآيات ما مثله آمن البشر ، وإنما كان الذي أوتيته وحياً أوحاه الله إليّ ، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعاً يوم القيامة ) . (رواه البخاري برقم 4981، ومسلم برقم 152 ) 2 ـ من خصائص القرآن الكريم : أنه خاتم الكتب السماوية والمهيمن عليها : قال تعالى : ( وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه ) ،(سورة المائدة آية 48) والمعنى أنه شامل لما فيها وزائد عليها وشاهد وحاكم عليها ، فما وافقه فهو حق ، وما خالفه فهو إما منسوخ أو باطل باعتباره محرفاً ، وهو حافظ لما فيها من أصول الشرائع ، وعال عليها وغالب ، وناسخ لغير المحكم فيها ، فهو أكمل الكتب السماوية وخاتمها . 3 ـ إعجازه والتحدي به : قال تعالى : ( قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرءان لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً ) . (سورة الإسراء آية 88 ) 4 ـ أن بكل حرف منه حسنة : عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة ، والحسنة بعشر أمثالها ، لا أقول " ألم" حرف ، ولكن ألف حرف ، ولام حرف ، وميم حرف ) . (رواه الترمذي رقم 2910 وقال الترمذي حديث حسن صحيح ) 5 ـ تيسيره وسهولته ، فحفظه سهل ، وقراءته سهلة يسيرة ، قال تعالى : ( ولقد يسرنا القرءان للذكر فهل من مدكر ) . (سورة القمر آية 17) 6 ـ جماله وبلاغته . وعظمه أسلوبه فهو يورد المعاني الكبيرة بعبارات موجزة. 7 ـ عدم الملل من تكرار تلاوته وترديده . هجر القرآن : وقبل أن نتعرف على حقّ القرآن الكريم ، فإن عليها أن نعرف معنى هجره ، لنحذره ونجتنبه ، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد اشتكى إلى ربه من هجر قومه للقرآن ، فقال فيما ذكر الله تعالى عنه : ( وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرءان مهجوراً ) . (سورة الفرقان آية 30) وهجر القرآن أنواع ، منها : 1 ـ هجر الإيمان به وتصديق ما فيه . 2 ـ هجر سماعه والإصغار إليه . 3 ـ هجر العمل به والوقوف عند حلاله وحرامه . 4 ـ هجر تحكيمه والتحاكم إليه في أصول الدين وفروعه . 5 ـ هجر تدبره وفهمه . 6 ـ هجر الاستشفاء والتداوي به . 7 ـ هجر قراءته والعدول عنه إلى غيره من شعر ، أو قول أو غناء . من حق القرآن : ـ 1 ـ الإيمان به ، وبكل ما جاء فيه وأنه كلام الله المنزل على رسوله صلى الله عليه وسلم ، والإيمان بأنه محفوظ لا يتطرق إليك أدنى شك في ذلك ، قال تعالى : ( يأيها الذين ءامنوا باله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الأخر فقد ضل ضلالاً بعيداً ) . (سورة النساء آية 136) والإيمان به من أركان الإيمان كما في حديث جبريل عليه السلام . 2 ـ قراءته وحفظه : قال صلى الله عليه وسلم : ( أقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه" (رواه مسلم برقم 804) وقال أيضاً : " يقال لصاحب القرآن : أقرأ وأرتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا ، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها ) . (رواه أبوداود برقم 1464 والترمذي برقم 2914 وقال الترمذي حسن صحيح) وينبغي أن يرتل القارئ ويجوده كما أمر الله تعالى بذلك ، فقال : ( ورتل القرءان ترتيلاً ) . ( سورة المزمل آية 4) وينبغي أبن يكون للمسلم ورد يومي يتلو فيه كتاب الله تعالى حتى يختمه ، وليحرص أن يختمه كل شهر مرة أو أكثر ، ولا ينشغل عن قراءته بما لا ينفع . وليحرص المسلم على حفظه ، أو حفظ ما تيسر منه ، قال تعالى واصفاً القرآن : ( بل هو ءايات بينات في صدور الذين أوتوا العلم ) ،( سورة العنكبوت آية 49) فوصف الحفاظ بأنهم من أهل العلم ، وحفظه سنة أئمة الدين ، من الصحابة والتابعين ، ومن بعدهم إلى يومنا هذا . وليحرص المسلم على ترديد ما حفظ من القرآن في قيامه وقعوده ، وذهابه وإيابه، فإن ذلك أعظم لأجره ، وأكثر لحسناته ، قال صلى الله عليه وسلم : ( لا حسد إلا في اثنتين : رجل علّمه الله القرآن ، فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار ) . (رواه البخاري برقم 5026 ) وينبغي للحافظ مراجعته وتعاهد قراءته حتى لا يتفلت منه ، قال صلى الله عليه وسلم : ( تعاهدوا القرآن ، فوالذي نفس محمد بيده لهو أشد تفلتاً من الإبل في عقلها ) . (رواه البخاري برقم 5033 ومسلم برقم 791) والعقل : جمع عقال ، وهو ما يربط به البعير . 3 ـ العمل به : قال تعالى : ( واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم ) (سورة الزمر آية 55) وقال : ( وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون ) (سورة الأنعام آية 155) وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه أول من يعمل بالقرآن ، سئلت عائشة رضي الله عنها عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت للسائل : ألست تقرأ القرآن ؟ قال : بلى ، قالت : فإن خلق نبي الله صلى الله عليه وسلم كان القرآن .(رواه مسلم برقم 746) قال ابن مسعود رضي الله عنه : كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن والعمل بهن . وقال أبو عبد الرحمن السلمي ( عبد الله بن حبيب ) : حدثنا الذين كانوا يقرئوننا : أنهم كانوا يستقرؤون من النبي صلى الله عليه وسلم فكانوا إذا تعلموا عشر آيات لم يخلفوها حتى يعملوا بما فيها من العمل ، فتعلمنا القرآن والعمل جميعاً . 4 ـ تعلمه وتعليمه : عن عثمان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"(خيركم من تعلم القرآن وعلّمه ) . (رواه البخاري برقم 5027 )فينبغي أن يحرص المسلم على تعلمه وإتقان قراءته ، ويجتهد في ذلك ، فمن غير اللائق لمسلم له سنوات طويلة وهو يدرس ويتعلم ، ثم إذا قرأ القرآن فإذا به لا يقيم حروفه وكلماته ، وليس حاله كحال من يعذر لضعف تعليمه . ومن وسائل تعلّمه وإتقانه : قراءته على أحد المقرئين ، وكثرة الاستماع إليه ، واستشعار أنه كلام الخالق جل وعلا ، وغير ذلك . 5 ـ تدبره وتفهمه ،والخشوع والبكاء عند قراءته : قال تعالى : ( أفلا يتدبرون القرءان ) (سورة محمد آية 24)، وقال سبحانه : ( ولقد يسرنا القرءان للذكر فهل من مدكر ) ،(سورة القمر آية 17 ) وقال سبحانه : ( ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعاً ) . (سورة الإسراء آية 109 ) فالأولى أن يقرأ على تمهل وتفهم ، فإن القرآن كتاب هداية ، وكيف يهتدي به من لا يفهمه ، وإن أشكل عليه شيء رجع لتفسيره ، وليجمع همته عند القراءة حتى يستحضر ذلك بقلبه ، ويتأمل ما فيه من آيات التهديد والوعيد ، والرجاء والرحمة ، وأحوال الماضين ، وغير ذلك . قال ابن مسعود رضي الله عنه : قال لي النبي صلى الله عليه وسلم : (أقرأ عليّ)، قلت : يا رسول الله ، أقرأ عليك وعليك أنزل ؟ قال : " نعم " ، فقرأت سورة النساء حتى أتيت على هذه الآية : ( فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً ) ،(سورة النساء آية 41) قال : " حسبك الآن " فالتفت فإذا عيناه تذرفان) . (رواه البخاري برقم 5050 ومسلم برقم 800) 6 ـ الإنصات عند سماعه : قال تعالى : ( وإذا قرئ القرءان فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون ) . (سورة الأعراف آية 204) والآية تدل بعمومها على مشروعية الاستماع للقرآن إذا تلي ، والإنصات ، وهو : السكوت عند الاستماع . 7 ـ التزام الأدب معه : فلا يمس القرآن إلا طاهر ، ولا يقرؤه من عليه حدث أكبر حتى يغتسل ، ولا يهان في حمله ووضعه ، وإذا حمله أو ناوله شخصاً فبيده اليمنى ، ولا يرميه ، ويحافظ عليه ولا يمزقه ، أو يكتب عليه ما لا حاجة له به ، وإذا تمزق فلا يجوز رميه بل يحرقه ويدفنه في موضع طيب . ويجعله أعلى من غيره ، ولا يتكئ عليه ، ولا يجلس على شيء فيه مصحف كالحقيبة والمكتب ، كل هذا احتراماً لكتاب الله تعالى ، والتزاماً للأدب معه . ومسك الختام الله أسال للجميع العلم النافع والعمل الصالح نقل بتصرف وتعديل |
#6
|
|||
|
|||
__________________
رحم الله الشيخ رحمة واسعة الشيخ ابن باز توتر http://www.google.com.sa/url?sa=t&rc...3PnX0_fHcCeMtg[/CENTER] |
أدوات الموضوع | |
|
|