مجموعة رسائل للرد على غلمان منكرى السنة

[أبو جهاد الأنصاري]

( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176) سَاءَ مَثَلًا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَأَنْفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ (177) مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (178) ) [ الأعراف ]

وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما أخبر أن من علامات الساعة أن يتحدث الرويبضة ، وعرفهم فقال : ( الرجل السفيه يتحدث فى أمور العامة ) .

ورحم الله علماء السلف الكرام الذين قالوا : " إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم ".

فوالله الذى لا إله إلا هو لو أن أحداً من كبار علماء الحديث فى الأمة ذكر شيئاً مما يدعيه منكروا السنة هذه الأيام لرددناه عليه ، فما بالنا عندما يأتينا أناس لا يجيدون أبجدية اللغة العربية ، ويدّعون أنهم من مصاف العلماء الذين يؤخذ عنهم ، وأن قولهم يجب أن تشرئب له الأعناق ، وأن كلامهم سيدحض ما أجمعت عليه الأمة منذ عهد نبيها - صلى الله عليه وسلم - حتى الآن.
وماذا نقول غير حسبنا الله ونعم الوكيل وإنا لله وإنا إليه راجعون ، إذ سمحت شبكة الانترنت لكل من هب ودب أن يتحدث فى دين الله بغير علم ، حتى أولئك الذين لا يجيدون أن يفرقوا بينالفاعل والمفعول به ، فينصبون الفاعل ويرفعون المفعول به.

وهذا أوضح مثال على هذا فأكاد لا أقرا سطراً أو عبارة إلا وتطالع عيناى خطأً إملائياً فجاً وسمجاً ، يا أخوانى أعن هؤلاء نأخذ ديننا!!؟؟

هل هؤلاء هم الذين يسمون أنفسهم بالقرآنيين !!؟؟
يقول تعالى : ( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2) ) [ يوسف ]
ويقول عز من قائل : ( وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآَنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (27) قُرْآَنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (28) ) [ الزمر ]
ويقول ربنا سبحانه : ( إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (3) ) [ الزخرف ]
ويقول ربى وخير الكلام كلام ربى : ( نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (195) ) [ الشعراء ]

فهذا القرآن عربى لعلهم يعقلون.
وهذا القرآن عربى لعلهم يتقون.
وهذا القرآن عربى مبين.
وهذا القرآن عربى غير ذى عوج.

تأمل هذا ، وتأمل ما يأتينا به منكروا السنة من عوج فى مفردات اللغة العربية وأساسياتها وأبجديتها ثم هو يدعى أنه يأتى بما يناقض ويخالف ما أجمعت عليه علماء الأمة طيلة أربعة عشر قرناً من الزمان.
أخوانى بالأمس القريب وعلى هذا الرابط :
http://www.ansarsunna.com/vb/showthread.php?t=324
رددت على أحدهم ممن ينكرون السنة النبوية وهو يعمل طبيب أمراض جنسية ، ويعالج مرضاه بأن ينصحهم بممارسة العادة السرية !!!!!
وعلى هذا الرابط :
http://www.ansarsunna.com/vb/showthread.php?t=472
رددت على أحدهم أيضاً - وهو لا يزال فى طور الطفولة السنية والفكرية - وهو يخبر عن نفسه أنه من هواة الموسيقى والفنون.
ولازلنا نرد على غلمان منكرى السنة.
وإنا لله وإنا إليه راجعون.

كلما تذكرت هذه الأمثلة وتلك العينات ، فُجعت ،وأصابتنى غصة شديدة ،وأسأل نفسى : أإلى هذا الحد هان علينا ديننا ، بحيث أننا سمحنا لكل هاجع وناجع وعاطل أن يتحدث فى الدين فيأخذ منه ما يشاء ويرد منه ما يشاء.

رحم الله الإمام مالك عندما كان يرد على الزنادقة والمبتدعة فيقول : " أو كلما جاءنا رجل هو أجدل من رجل تركنا ما نزل به جبريل على قلب محمد إلى جدل هذا " !!!!! ؟
أخوانى :
كانت هذه مقدمة مهمة وتوطئة لابد منها ، نضعها بين أيدي كل من اهتز معتقدهم بحجية سنة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ، قبل أن أشرع فى رد بعض شبهات منكري السنة المتهافتة.
ووالله الذى لا إله غيره ، لو لم يكن هناك رد غيرها لكفت ووفت. وكل لبيب بالإشارة يفهم.

والله وحده المستعان على ما يصفون.

[أبو جهاد الأنصاري]

بسم الله الرحمن الرحيم

عليه توكلت وإليه أنيب.

الشبهة الأولى :
إنكار شعيرة الجهاد بالسيف فى القرآن الكريم وقصرها على الدعوة بالقرآن

رد الشبهة :
إلى المنكرين لشعيرة الجهاد فى سبيل الله ، منكري السنة ، السابحين فى فلك عُباد الصليب ، يقول ربى وخير الكلام كلام ربى :


: ( قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ (14) ) [ التوبة ]

: ( وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ ) [ البقرة : 191 ]

: ( وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ (193) ) [ البقرة ]

: ( وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّى يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (89) ) [ النساء ]

: ( فَإِنْ لَمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُوا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ وَيَكُفُّوا أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأُولَئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا مُبِينًا (91) ) [ النساء ]

: ( وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (39) ) [ الأنفال ]
أليس هذا هو القرآن الذى يؤمن به منكروا السنة؟!
===========================================
يتبع إن شاء الله ...

[أبو جهاد الأنصاري]

الشبهة الثانية :
زعمهم خطأ نقد الروايات بناءً على السند:

رد الشبهة :
يقول ربنا جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6) ) [ الحجرات ]

هذا هو المنهج الربانى فلماذ نحيد عنه !!!
الله يعلمنا إن جاءنا خبر فيجب علينا أن نتبين ونتثبت ( بماذا ؟ ) بإثبات عدالة الراوى قبل أى شئ. فإن ثبتت عدالته قُبلت روايته ، وإن ثبت فسقه رُدت روايته. ومعنى الآية : إذا جاءكم الثقة فلا تتثبتوا!!!


ويقول ربى : ( أُولَئِكَ الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ (89) أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ (90) ) [ الأنعام ]

الشاهد ووجه الاستدلال : يأمرنا ربنا سبحانه أن نتبع ( الذين هدى الله ) فمن نقل رواية صحيحة عن رسول الله إليس من المهتدين ؟! ألا يحق لنا أن نتبعه كما أمرنا الله !؟ ألم يقل : ( فبهداهم اقتده ) ؟!

يعرف "بعض" علمائنا الأجلاء الإسناد بأنه : ( سلسلة الرجال الموصلة للمتن ) ويقول ربى فى فاتحة الكتاب : ( اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم ) [ الفاتحة ] فعرّف الصراط المستقيم بنخبة من الذين أنعم الله عليهم ، يعنى مجموعة من الرجال الثقات الأثبات العدول أوليس اتباع هؤلاء العدول الأثبات الثقات هو من الصراط المستقيم الذى يبلغ بنا إلى الهداية؟!

هذا هو المنهج الربانى فانظروا أنتم أى منهج تتبعون.

: ( قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ (148) ) [ الأنعام ]

=========================
يتبع إن شاء الله ...

[أبو جهاد الأنصاري]

الشبهة الثالثة :
ادعاؤهم أن علم الحديث كان يهتم بنقد السند ويهمل المتن.

رد الشبهة :
هذا كلام الجهلاء لأسباب عدة نذكر منها :

1- إن من عرف علم الحديث علم أن الحديث الصحيح هو : ( ما اتصل إسناده بالعدول الضابطين بلا شذوذ ولا علة ). فشروطه خمسة :

1- اتصال السند.
2- عدالة الرواة.
3- ضبط الرواة.
4- الخلو من الشذوذ.
5- الخلو من العلة.

فنقد السند يتعلق بالشروط الثلاثة الأولى ، ونقد المتن يتعلق بالشرطين الأخيرين. وعليه يكون أربعون فى المائة من علم الحديث متعلق بالمتن.

2- والعقل يرجح هذا فأى بناء يتكون من مستويين : بناء تحتى وبناء فوقى. ولا يستقيم البناء الفوقى إلا باستقامة البناء التحتى. فالإنسان جسد ونفس ، ولا تستقيم نفسه باعتلال جسده ،كما أنه لا يستقيم جسده باعتلال نفسه ، ولكن جرت العادة أن أمراض الأبدان أضعاف أضعاف أمراض النفوس. وعلى هذا علم الحديث ، فعلل الإسناد أضعف أضعاف علل المتن ، ومن هنا كان التوجه الأكبر.

كما أن نقد الحديث بناءً على السند يؤدى إلى النقد بناءً على قواعد حسية واضحة وجلية ومحكمة ، يصعب أن يتحكم فيها الهوى.




=========================
يتبع إن شاء الله ...

[أبو جهاد الأنصاري]

الشبهة الرابعة :
رد الطعن عن الصحابى الجليل أبى هريرة :

أولاً : الرد من القرآن الكريم :
قال تعالى : ( وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (115) ) [ النساء ]

ثانياً : الأدلة من السنة :

أبو هريرة : وعاء من العلم وقطب الحديث الشريف:
http://www.ansarsunna.com/vb/showthread.php?t=511



======================
يتبع إن شاء الله ...

[أبو جهاد الأنصاري]

الشبهة الخامسة :
كثرة أحاديث سيدنا أبى هريرة وقلة أحاديث سيدنا أبى بكر

رد الشبهة:
هذا هو العجب العجاب ، ولكنه ليس ببعيد عن عقول منكري السنة القاصرة ،العامرة بالجهل والهوى والضلال.

1- سيدنا أبو بكر عاش سنتين ونصف بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

2- كان سيدنا أبو بكر خليفة للمسلمين ومشغولاً بشؤون الخلافة والمسلمين ولم يجلس لتحديث الناس.

3- كان أصحاب النبى - صلى الله عليه وسلم - كثيرون جداً على عهد أبى بكر ، وكان العلم منتشراً وسنة النبى معروفة متداولة ، وكان أغلب المسلمين هم أصحاب النبى الذين يحفظون السنة بتطبيقها فلماذا يسأل هؤلاء عن السنة أو الحديث وهم يعيشون بها وفيها ومن خلالها؟!

4- بينما سيدنا أبو هريرة تُوفى بعد النبى بحوالى خمسين سنة ، فيها انتشرت رقعة الإسلام ، وتضاعف عدد المسلمين ، ودخلت ألوف مؤلفة فى الإسلام وهم لا يعلمون عنه شئ ، فطلبوا العلم فوجدوه عند من بقى من أصحاب النبى - صلى الله عليه وسلم - وقد تُوفى أغلبهم ، وكان من أحفظ الأحياء منهم سيدنا أبو هريرة ببركة دعاء النبى - صلى الله عليه وسلم - له. أوليس من المعقول أن يبلغ سيدنا أبو هريرة ما أمره النبى صلى الله عليه وسلم بتبليغه ، عندما قال : ( بلغوا عنى ولو آية )!؟ وحذر النبى صلى الله لعيه وسلم من كتم العلم : ( من كتم علماً سئل عنه لُجم بلجام من النار يوم القيامة ) أو كما قال ؟!

أو ليس من المعقول أن يكونما حدث به أبو هريرة أضعاف ما كان رواه أبو بكر؟!
ألم أقل أن عقول منكري السنة عامرة بالجهل.

=========================
يتبع إن شاء الله ...

[أبو جهاد الأنصاري]

الشبهة السادسة : رد حجية الإجماع
رد شبهة الإجماع

رد الشبهة:
يحلو لمنكري السنة أن يجحدوا بكل دليل يقف حجر عثرة أمام تفسيرهم القرآن بأهوائهم ، فهاهم ينكرون السنة ، وبعد أن أنكروها صدموا بحجر ثقيل آخر ألا وهو دليل الإجماع.

والدليل على حجية الإجماع موجود فى القرآن الكريم ، ولولا هذا ما كان الإجماع حجة. من أدلة حجية الإجماع فى القرآن قوله تعالى : ( وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (115) ) [ النساء ]

والدلالة فى الآية هنا واضحة لا تحتاج لتأويل عند أصحاب العقول ، وكذلك قوله تعالى فى سورة الفاتحة ( اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ ) [ الفاتحة ] ووجه الاستدلال هنا هو المجئ بالمنعم عليهم بصيغة الجمع ، ليدل على أن إجماع أهل الحق معصوم.

وقريب من ذلك قوله تعالى : ( أُولَئِكَ الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ (89) أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ ) [ الأنعام ]

وذم سبحانه التفرق والتشتت : ( إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (159) ) [ الأنعام ]

وقال أيضاً : ( وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (31) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (32) ) [ الروم ]

بل أكثر من هذا أن الله سبحانه جعل التفرق والتشتت عقوبة من عنده فقال وجل من قائل : ( قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ ) [ الأنعام : 65 ]

أليس هذا - يا أخوانى - هو القرآن الكريم الذى يتشدق به من يسمون أنفسهم بالقرآنيين ؟ فمن أين جئنا نحن بأدلة حجية الإجماع ، وتأملوا كيف أنهم يعطلون ويجحدون معانى القرآن الكريم ، ويصرفونها إلى معانٍ وتفسيرات من عند أنفسهم ، بعدما تلقوها من عند شيوخهم وأساتذتهم المستشرقين أعداؤنا فى الدنيا وأعداؤنا فى الدين.

أما الاستدلال بعدم حجية الإجماع بقولهم أن ( كلمة ) الإجماع ذكرت فى القرآن على سبيل الذم ، فهذا حقاً استخفاف بالعقول ، وفتنة للقلوب ، ولي لأعناق النصوص عن معناها ، وهذا كفعل من يقول أن أبا لهب - لعنه الله - خير من أبى بكر - رضى الله عنه - وحجته فى ذلك أن أبا لهب قد ذكر فى القرآن بينما أبا بكر لم يذكر اسمه فى القرآن!!!!

ولربما جاء منكر للسنة يوماً ما - متبعاً منهج صاحبنا هذا - فيقول أن فرعون لعنه الله خير من محمد رسول الله ( لماذا؟) لأن فرعون قد ذكر فى القرآن أكثر من سبعين مرة بينما نبى الأمة لم يُذكر غير أربع مرات فقط!!!!
هل رأيتم استدلال أهل الزيغ والباطل!!!

[أبو جهاد الأنصاري]

الشبهة السادسة:
شبهة : لماذا لم يوجد أصل الصحيفة الصادقة وباقى الصحف التى كتبت على عهد النبى صلى الله عليه وسلم ؟

رد الشبهة :
من يلزمنا أن نأتى بأصل هذه الصحف ألزمناه أن يأتينا بأصل الصحف التى كان يكتب يها القرآن على عهد النبى.
أنظروا يا أخوانى إلى المنهجية التى حددها القرآن لحفظ العلم : ( وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ (48) بَلْ هُوَ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآَيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ (49) ) [ العنكبوت ] حيث قال : ( فى صدور الذين أوتوا العلم ) ولم يقل فى صحف ولا كتب ولا أوراق الذن أوتوا العلم!!!

وأنعموا النظر - أخوانى - إلى قوله تعالى : ( وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ ) حيث قدم التلاوة - التى تعنى القراءة والحفظ - على الخط الذى يعنى الكتابة فى الصحف.
هذا هو منهج القرآن فترى إلى أى شئ يدعوننا منكروا السنة؟؟!! ألا يستحيون من الله!!

=======================
يتبع إن شاء الله ....

[أبو جهاد الأنصاري]

الشبهة السابعة
شبهة : رد جميع الأحاديث النبوية بدعوى أن فيها الموضوع والمنكر والشاذ والضعيف.

رد الشبهة :
1- ومن الذى قال أن هذه الأحاديث موضوعة ومنكرة وشاذة وضعيفة ، أليس هم أنفسهم علماء الحديث ؟؟!! فلماذا أخذ منكروا السنة بقول العلماء أن هذا الحديث موضوع ، ولم يأخذوا بقولهم أن هذا الحديث صحيح؟؟!!

2- أو ليس وجود تفرقة بين الصحيح والضعيف معناه أن هناك منهجية واضحة وآلية ضابطة على أساسها يتم التفرقة بين كل صنف من هذه الأصناف؟!!

=======================
يتبع ....

[أبو جهاد الأنصاري]

قواعد ثابتة يجب إحسان فهمها:

1- أهل السنة والجماعة يؤمنون أنه لا يوجد كتاب غير كتاب الله لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.

2- يؤمن أهل السنة والجماعة أنه لا معصوم فى هذه الأمة غير النبى صلى الله عليه وسلم.

3- أهل السنة والجماعة يؤمنون أن الصحابة بشر وغير معصومين من الخطأ ولكنهم خير هذه الأمة على الإطلاق ، وإن أخطأ أحدهم فخطؤه غير متعمد وهو فيه حسن النية ، ولكننا نؤمن كذلك أنه ما من صحابى كذب على الله ولا على رسوله. وأنهم كلهم عدول أى لا يكذبون.

4- أهل السنة والجماعة يؤمنون أن صحيح البخارى هو أصح كتاب بعد كتاب الله ولكن البخارى غير معصوم من الخطأ ، وأن أى خطأ يقع فيع عالم فإن الأمةلا تتابعه عليه ويأتى خلفه سمن يستدرك عليه خطأه.

5- يؤمن أهل السنة والجماعة أن الصحابة هم خير قرون هذه الأمة وأنه لن يأتى أحد بعدهم يتحدث عنهم بالثناء وهو خير منهم ، فناهيك عن أن يجرحهم أو يخوض فيهم.

6- من طعن فى الصحابة فهو المطعون ، ومن جرح فى الصحابة فهو المجروح.

7- الطعن فى أصحاب النبى طعن - بشكل مباشر - فى هذا الدين ، فمن طعن فى الناقل طعن فى المنقول. ولا ننسى أن الصحابة الذين جاءونا بالقرآن هم أنفسهم الذين جاءونا بالسنة.

8- دين الإسلام لا يؤخذ عن شخص واحد بعينه فلا يؤخذ دين افسلام عن أبى هريرة فقط ، ولا من كتاب واحد كصحيح البخارى ، بل هناك قواعد أصولية وفقهية وحديثية تضبط هذه الأمور علمها من علمها وجهلها من جهلها.

9- عندما يصف صحابى صحابياً آخر على سبيل الزجر أو التقريع فليس هذا تكذيب له أو جرح له ، كقول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ويح عمار تقتله الفئة الباغية ) فهل يأخذ أحد منكري السنة هذا الحديث ليطعن به فى شخص عمار بن ياسر رضى الله عنه !!!؟

[abu_abdelrahman]

السلام عليكم
ونجن نتابع معك ان شاء الله شيخنا جزاك الله خيراً

[see]

يرفع

[ايوب نصر]

[سجدة لرب العالمين]

جزاكم الله خيراا

[أبو جهاد الأنصاري]

حفظكم الله على التذكرة وربنا ييسر نضيف عليها ما يلزم يا شيخ مهند.

[أبو جهاد الأنصاري]

القرآن الكريم هو دستور المسلمين ،والسنة النبوية هى القوانين الشارحة له. تبين ما أجمله ، وتقيد ما أطلقه ، وتخصص ما عممه ، ولولا السنة لانفتحت أبواب الأهواء فى الإسلام على مصراعيها. ذلك أن القرآن الكريم ذو نسق بلاغى إلهى ومعجز وبين البشر وبين أن يحيطوا علماً ببلاغة ربهم كما بين السماء والأرض ، ولهذا وجب إيجاد مرحلة وسط من البلاغة والعلم والحكمة ، بين المستوى الإلهى والمستوى البشرى ، ألا وهو السنة النبوية ، والتى تعتبر وحياً من عند الله ولكن بلفظ بشرى ، وقد أجمع عقلاء البشر أنه ما من دستور إلا وله قانون يشرحه ويفصله ويقربه لأفهام العوام من الناس.
وهذه حجة بالغة لمن يتأملها.

[أبو جهاد الأنصاري]

الحقيقة الأخرى التى يغفل عنها منكروا السنة أن السنة النبوية قد تم حفظها بنفس الآلية التى حُفظ بها القرآن الكريم مع بعض الاختلافات ، حيث أبى الله ألا يحفظ كلام كما حُفظ كلامه. وهذه الآلية هى أن القرآن والسنة قد اشتركا فى ثلاث سمات عامة للحفظ وهى:
1- حفظ الصدور.
2- حفظ السطور.
3- الإسناد.
فالقرآن الكريم بلغنا كما بلغتنا السنة النبوية بإسناد متصل إلى النبى فالقرآن الذى بين أيدينا الآن معلوم إسناده من النبى إلى قراء ومشايخ وعلماء عصرنا بلا انقطاع والإسناد شرف هذه الأمة ولولاه لتحول القرآن الكريم إلى مجرد كتاب تراثى أو أثر من الآثار.