جديد المواضيع |
للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب |
منتدى السنة | الأذكار | زاد المتقين | منتديات الجامع | منتديات شباب الأمة | زد معرفة | طريق النجاح | طبيبة الأسرة | معلوماتي | وادي العرب | حياتها | فور شباب | جوابى | بنك أوف تك |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
شاطئ الأحلام
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :- (( شاطئ الأحلام )) وسط هَدِير الأمواج وقسوتها، تبقى الغاية هي التي تحدِّد قوة التحمل والقدرة على العَوْم في الاتجاه الصحيح، وتبقى الإرادة هي ما تقرِّر قدرتنا على الاستمرار، ويبقى الإيمان بنُبْل الهدف هو ما يقرِّر سبل مقاومة الأمواج وحدَّتها. إن أروع ما في حياة المسلم الصحيح هو ذاك الشاطئ الجميل، الذي يتمنَّى الوصول إليه؛ إذ إن دينَنا القويم وَضَعنا على بساطِ الحقيقة والحكمة من الوجود، وبصَّرنا بغاية وجودِنا، فيبقى المسلم الصحيح متمركزًا حول هدفه في الوصول إلى الشاطئ بسلام، مهما كابدَ من مشاق الجسد والنفس تنعمًا وتألمًا. إن إيمان المسلم الصحيح أن تلك القصور الفخمة والأنهار الجارية قد أُعِدَّت له خصِّيصى، تخلقُ عنده روح التحدِّي لكل مُغرِيات الحياة، فلا يغرُّه أبدًا كثرة مال أو ولد، ولا يُلهِيه عزٌّ أو جاه؛ لأنه باختصارٍ اختزل كلَّ أحلامه في ذاك الحلم الكبير، حلم الجنة، فيجعل من حياتِه كلها وسيلةً لإدراكها، وتتضاءل عنده مُتَع الدنيا الفانية؛ لأنه يمتلك قناعة الإيمان بحكمةِ وجوده، فتراه في أمرِه كلِّه مُتَّزنًا فكرًا وسلوكًا، وراقيًا تعاملاً وعملاً، فعند النعمة يكثر شكره، وعند النقمة تكون قوة صبره، وفي كل الأحوال هو من الرابحين. إن جمال شاطئ أحلامنا الذي لا يستوعبه عقل، ولا يتصوَّره فكر، ولا يمكن رسمه، هو ما يدفعنا إلى الاستمرار في حياة أضحى القابض على دينه كالقابض على الجَمْر، بعدما كثرت الفتن، وتسارعت خُطَى الشر تحاول إغراقه في بحار المعصية، وجرَّه جرًّا إلى أتُّون الانحرافات. إن الوصول إلى الشاطئ الجميل يغدو قريبًا كلما ابتعدنا عن معاصٍ تُبعِدنا، وكلما اقتربنا من مآثرَ تُدْنِينا، وعلى ضفاف سنة الحبيب المصطفي - صلي الله عليه وسلم - يعانق المسلم الصحيح دومًا زهورَ الطاعة، فلا يجد طريقًا للخير إلا سلكه، ولا يرى شرًّا إلا أنكره، فهو مَن تربَّى على أجمل الضفاف، ضفاف السنة النبوية المطهَّرة، وهو مَن يمتلك أعظم قدوة، فينظر دومًا للخلف كي يتنفَّس دُرَر السلف الصالح، وينظر دومًا للأمام ولا يشغله إلا حلم الجنة، فتصير حياته كلها من أجل غاية يؤمن بها. إن ركوب بحر الحياة بقلب مخلص أوَّاب، يعكفُ على الخير ويرنو دائمًا إليه، يضمن - بإذن الله - وصولاً آمنًا إلى شاطئ الأحلام؛ حيث رسول الله - صلي الله عليه وسلم - والصحابة ومَن اتَّبعهم بإحسان. اللهم صلٍّ وسلِّم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه، ومَن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين. رابط الموضوع: https://www.alukah.net/sharia/0/53131/#ixzz5Yi6SZxmR ************* |
أدوات الموضوع | |
|
|