تكفير اهل الكوفة

[موحد مسلم]

من كتاب الكافي - الشيخ الكليني - ج ٢ - الصفحة ٣٨٧

13 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن محمد بن حكيم وحماد عن أبي مسروق قال: سألني أبو عبد الله (عليه السلام) عن أهل البصرة، فقال لي: ما هم؟
قلت: مرجئة وقدرية وحرورية (3) فقال: لعن الله تلك الملل الكافرة المشركة التي لا تعبد الله على شئ.

14 - عنه، عن الخطاب بن مسلمة وأبان، عن الفضيل قال: دخلت على أبي جعفر (عليه السلام) وعنده رجل فلما قعدت قام الرجل فخرج، فقال: لي يا فضيل ما هذا عندك، قلت: وما هو؟ قال: حروري، قلت كافر؟ قال: إي والله مشرك.

هذا الذي تراه بعينك واساس هذا المذهب بما صح عنهم تكفير كل الناس لا يفرق بين صحابي وغيره

[موحد مسلم]

نحن نعلم ان الانزع البطين خرج من المدينة الى الكوفة لعله يجد انصارا له هناك ولما وصلها لم يجد اعوانا وانصارا بل كان قتله هناك واول فرقة خرجت عليه عرفت بالحرورية
يمكن ان نقول ان هذه الفرقة اتخذت لها هذا الاسم من المكان الذي كانت فيه او خرجت منه وهي حروراء لكن لو نظرت للاحداث التي حصلت بينهم وبين الانزع البطين لوجدتهم اول من خلعوا طاعته هو الانزع ومعاوية لم يكن من الاصل اماما عليهم فخلعهم معاوية هو عبث فقط وهذا الخلع للطاعة مصحوب بتولية امير عليهم
هذه الحركة وهي خلع يد الطاعة وتولية امير يمكن تسميتها بالتحرر ولهذا بعض المؤلفين او الباحثين في التاريخ والحركات الاسلامية يعرف اهل حرورا بالاحرار لأنهم خلعوا يد الطاعة

وصحيح ان هذه الحركة في بدايات امرها كانت من الفئات غير المتفقهه او لا تعرف او جاهلة بالفقه الاسلامي الا ان موقفهم الصريح هو ان لهم الحرية في ان يحكموا انفسهم بدون وجود امام قرشي ويعني هذا انهم قالوا بترك الامامان القرشيان يقتتلان ونحن نحفظ دم المسلمين
هذه المقولة الحقيقة انها معقولة نوعا ما لكون هنا صراع لم ينته بين الانزع ومعاوية فترك القتال اولى لعدم تحقق النصر وانهاء المعارك

هذا الفعل من اهل الكوفة صاحبه تكفير للانزع البطين ومعاوية معه ومن اشترك في هذه الحرب ، لكن حمل الائمة و الرافضة هذا الحقد على اهل الكوفة الى ان وصل الى عهد الامام الرافضي جعفر فجاهر بالحقد ولم يسكت بل زاد عليه بالتكفير
نحن نتفهم وصف اهل الكوفة بالحرورية ولكن ان يصفهم بالمرجئة و القدرية لا نجد سببا لهذا
مع ان المرجئة هنا لا علاقة لها بالخوراج لا من قريب ولا من بعيد فالخوارج اساس فكرهم يختلف تماما عن المرجئة وفي نفس الوقت المرجئة مذهب عقدي من مذاهب اهل السنة بخلاف الخوارج فهم جماعة او قل صار مذهبا فيما بعد لا علاقة له باهل السنة

وفي نفس القوت يعتبر الامام الرافضي هنا جاهل لكونه جمع ثلاث فرق مع بعض وجعلها وصف لاهل الكوفة والا كيف يجتمع في رجل واحد انه خارجي وقدري ومرجيء معا

لكنه الحقد المتوارث جعله يفعل هذا وهذا يعني ان كل اهل الكوفة بل كل الناس صارت تحقد وتكره وتسب الانزع البطين واسرته او الائمة من بعده
وان قال ابن تيمية ان الصحابة كانوا يسبون الانزع البطين فهاهم كل الناس يكفرون الائمة من بعده بمعنى ان الكره انتقل وراثة بين ابناء الانزع وابناء الصحابة والتابعين من بعدهم

وهذا التوارث ايضا لم يكن محصورا بين الانزع البطين وذريته مع انصاره الخوارج عليهم بل ايضا هناك صراع قوي استمر طويلا بين بني امية والخوارج وهذا الصراع لم يكن تكفيرا وردودا وسبا وشتما بل كانت حروب ضروس قوية وكلما انقرضت فرقة منهم قامت فرقة اخرى لكن في الاساس ان سبب وجود هذه الفرقة وهي الخوارج هو الانزع البطين