جديد المواضيع |
للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب |
منتدى السنة | الأذكار | زاد المتقين | منتديات الجامع | منتديات شباب الأمة | زد معرفة | طريق النجاح | طبيبة الأسرة | معلوماتي | وادي العرب | حياتها | فور شباب | جوابى | بنك أوف تك |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
قرون النوم / إعداد : د. أحمد مُحمَّد زين المنّاوي
قرون النوم إعداد : الدكتور أحمد مُحمَّد زين المنّاوي النوم.. هو الموت الأصغر.. هذا الموت.. هو سر حياة الإنسان..
فلا حياة للإنسان بلا نوم.. لا حياة بلا موت.. فالنوم يمنح الجسد الطاقة والقدرة على مواصلة الحياة.. وإذا زاد وقت النوم على معدله الطبيعي يتضرر الجسد.. فبقاء الجسم على وضع معين لفترة طويلة يؤدي إلى تحلله وتأثر وظائف أعضائه.. فما بالنا لو امتد هذا النوم ثلاثة قرون كاملة من النوم المتواصل!! الأعجب أن أجساد النائمين طوال هذه القرون لم تتأثر!! نعم.. إنهم أصحاب الكهف.. فتية آمنوا بربهم! فقد كتب الله لأهل الكهف وأصحاب الرقيم عناية كاملة.. فسخّر لهم الشمس والهواء والتقلب يمينًا وشمالًا.. وهذا ما توصل العلماء حديثًا إلى ضرورته لحفظ الجسد من التلف والتحلل.. فلو قُدِّر لك أن تنام لمدة يومين متتابعين كيف ستكون حالتك الصحية العامة؟ ألن تشعر بالإعياء والمرض؟ بحسب تجاربك السابقة في الحياة ماذا سيحدث لكل من يقضون الشهور، بل قل الأسابيع وهم يرقدون على جانب واحد نتيجة لإصابتهم بكسر في الحوض مثلًا؟ كم منهم أصيب بالغرغرينة، وكم منهم مات بسبب الجلطة؟ الغرض من هذه الأسئلة الحديث عن قصة عجيبة وردت في القرآن الكريم ألا وهي قصة أصحاب الكهف! إنهم فتية فرّوا بدينهم إلى الله تعالى، وآثروا توحيده جلّ جلاله على كل ما عداه من زخارف الدنيا، فزادهم الله هدى، وحفظهم بعينه التي لا تنام، وجعلهم آية من آياته. وتروي هذه القصة خبر فتيةٍ كانوا في الزّمن الغابر في عصر حاكم ظالم، كان يدعو إلى عبادة الأوثان واتخاذ آلهة من دون الله، حيث رأى هؤلاء الفتية المؤمنون في منهج ذلك الحاكم خروجًا عن دين التّوحيد والهدى إلى ظلمات الشّرك والضّلال، وقد عزموا على الثّبات على الحقّ والفرار بدينهم والاحتماء بكهف والاعتكاف فيه حتّى يقضي الله تعالى أمره. وقد أدخل اللَّه عزّ وجلّ هؤلاء الفتية في حالة من السبات العميق أفاقوا منها بعد ثلاثمئة سنة! فهنا أسئلة تفرض نفسها بقوّة: هل يمكن إبقاء جسد بشري في حالة من السُّبات العميق لمدة ثلاثمئة سنة ثم إيقاظه حيًّا؟ وكيف يمكن لأعضائه أن تكون سالمة دون أي عطب؟ وكيف يمكن له ألا يحتاج إلى الطعام والشراب والتخلص من الفضلات وغير ذلك من الوظائف الحيوية؟ في الإجابة عن الأسئلة السابقة تتجلّى قدرة اللَّه عزّ وجلّ، حيث تكفّل بحمايتهم وإبقائهم نائمين، ووفّر لهم ظروفًا معينة تحفظ بقاءهم على قيد الحياة وسلامة أعضائهم الحيوية طوال هذه القرون الثلاثة. ومن هذه الظروف تعطيل حاسة السمع لديهم، حتى لا يستجيبوا لأي مؤثر خارجي من شأنه أن يوقظهم من نومهم طوال هذه المدة، حيث يقول اللَّه تعالى في سورة الكهف: { فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا (11)} وفي هذه الآية حقائق علمية راسخة لم يتوصّل إليها العلم إلا حديثًا: فالضرب هنا بمعنى التعطيل؛ وذلك لأن حاسة السمع في الأذن هي الحاسة الوحيدة التي تعمل بصورة مستمرة في الظروف كافة، وتربط الإنسان بمحيطه الخارجي، ولم يكن التعطيل لعضو السمع (الأذن) فقط، بل كان التعطيل للجهاز المنشط الشبكي الموجود في جذع الدماغ، الذي يرتبط بالعصب القحفي الثامن، وهذا العصب له قسمان، الأول: مسؤول عن السمع، والثاني: مسؤول عن التوازن في الجسم داخليًّا وخارجيًّا؛ ولذلك قال الله عزّ وجلّ: { فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ }، ولم يقل: (فضربنا على سمعهم)، أي إن التعطيل حصل للقسمين معًا. ومن الظروف التي وفّرها الله تعالى لأولئك الفتية إيقاف وظائف أجسامهم، أي إن أعضاءهم توقّفت عن أداء وظائفها برغم أنها سليمة، ولذلك لم يكونوا في حاجة إلى طعام ولا شراب، الأمر الذي يعني أنهم كانوا لا يشعرون بالجوع أو العطش طوال هذه القرون. ومما حفظ أجسام أصحاب الكهف من جلطات الأوعية الدموية، تقلبهم المستمر ذات اليمين وذات الشمال في أثناء نومهم الطويل، وهذا عين ما ينصح به الطب الحديث المرضى الذين يعانون مشكلات صحية تمنعهم من الحركة مثل فاقدي الوعي، أو الذين يعانون الشلل، أو كسرًا في عظام الحوض، أو غير ذلك مما يمنع الحركة، حيث يقول الله تعالى عنهم في سورة الكهف: { وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا (18)} ومن الظروف التي حفظت الفتية في سباتهم العميق طوال هذه المدة، دخول الشمس إلى الكهف بصورة متوازنة في أوّل النهار وآخره؛ ما يعني أن الكهف لم يتعرّض للرطوبة أو التعفّن؛ لأن الشمس تلعب دورًا مهمًّا في تطهير المكان، كما أنها لعبت دورًا أكثر أهمية في تقوية عظامهم والحفاظ عليها طوال هذه السنوات، ويتجلى ذلك في قوله تعالى نفس السورة: { وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا (17)} فضلًا عن هذا فإن ضوء الشمس مهم جدًّا بالنسبة إلى العين، لأن عين الإنسان تُصاب بالعمى إذا تعرضت للظلام لفترة طويلة من الزمن، وقد عبّر القرآن بدقّة عن هذه الحقيقة عندما أشار إلى حال أعين أصحاب الكهف وهيأتها بقوله تعالى: { وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ }، أي إنك إذا نظرت إليهم حسبتهم أيقاظًا لأن حركة أعينهم كانت مستمرة، فلم تكن مغلقة أو مفتوحة على الدوام، وإنما حفظها الله تعالى بحركة أو رمش الجفن المستمرة، وحركة الجفن هذه إنما هي علامة على اليقظة، وهي حركة لا إرادية. ولو بقيت أعينهم مفتوحة على الدوام لأصيبت بتقرحات القرنية وغيرها من الأمراض التي تسببها الجراثيم والبكتيريا والفطريات والفيروسات، ولو بقيت أعينهم مغلقة دائمًا لأصيبت بضمور العصب البصري لعدم تعرضه للضوء. ومن الظروف التي هيأها الله تعالى لأصحاب الكهف كذلك، ما جاء في الآية السابقة من وجود فجوة في سقف الكهف وفرت له التهوية الضرورية لتنقية الهواء بداخله. فضلاً عن هذا، حماهم الله عزّ وجلّ عن طريق وقوع الرهبة والرعب في قلب من يرى هيأتهم ويحسبهم أيقاظًا وهم رقود، أو من يرى كلبهم الذي مدّ ذراعيه بالوصيد، أي بعتبة باب الكهف، ما يحول دون أن يدخل عليهم أحد طوال هذه العقود الثلاثة! وهكذا هيأ اللَّه سبحانه وتعالى أسباب الحماية الطبيّة والطبيعية جميعها لهؤلاء الفتية، حيث جعل الشمس تطل عليهم بصورة دورية منتظمة عند طلوعها وعند غروبها، وقلّب سبحانه وتعالى أجسادهم ليحفظها من التلف، وعطّل حواسهم عن التجاوب للمؤثّرات الخارجية، وجعل جفون أعينهم ترمش وتستقبل ضوء الشمس حفاظًا من العمى، وجعل فوق الكهف فتحة لتهويته، وغير ذلك من الأسباب مما نعلمه ومما لا نعلمه، كما وفر لهم الحماية والأمان التام طوال هذه القرون، حيث لم يطّلع عليهم أحد. فسبحان من أنزل القرآن الكريم إلى رسوله مُحمَّد -صلى الله عليه وسلّم- قبل أكثر من أربعة عشر قرنًا ليخبر البشرية عن أصحاب الكهف والرقيم.. بل ويخبرهم عن الآلية الطبية التي حفظهم الله بها من التلف والتحلل! كل ما سبق حقائق علمية لم يكن يعلمها أحد حتى وقت قريب، أشار إليها القرآن العظيم جميعها من ضمن الظروف الطبية والطبيعية وغيرها مما لا يعلمه إلا الله لحماية هؤلاء الفتية من البشر، ومن العوامل الطبيعية التي من شأنها أن تؤذيهم عبر قرون من السبات العميق. سبحان الله! كل من يتأمّل هذه الحقائق العلمية المذهلة التي اشتملت عليها قصة أصحاب الكهف، والتي نزلت قبل أكثر من أربعة عشر قرنًا على أمّة كان السواد الأعظم منها من الأمّيين، لن يجد أمامه من بد سوى أن يوقن بأن هذا القرآن هو كلام الله الخالق الذي أنزله بعلمه: { لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا (166)} [النساء] تأمّل أوّل آية في قصة أصحاب الكهف: { أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيْمِ كَانُوْا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا (9)} وتأمّل الآية التي تحدد الفترة التي لبثها أصحاب الكهف في كهفهم: { وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِئَةٍ سِنِيْنَ وَازْدَادُوا تِسْعًا (25)} إذا بدأت العدّ من بداية قصة أصحاب الكهف، فإن أوّل كلمة في { ثَلَاثَ مِئَةٍ } ترتيبها رقم 309، وإذا بدأت العدّ من كلمة { عَجَبًا } في نهاية الآية، فإن أوّل كلمة في { ثَلَاثَ مِئَةٍ } ترتيبها رقم 300، وإذا بدأت عدّ الكلمات من { الْكَهْفِ } في الآية الأولى، فإن كلمة { تسعًا } في الآية الثانية ترتيبها رقم 309 والآن يمكنك أن تتأمّل هذا النص مرّة أخرى: { ثَلَاثَ مِئَةٍ سِنِيْنَ وَازْدَادُوْا تِسْعًا }! وبالفعل فقد أصبح من المسلّمات العلمية أن كل 300 سنة شمسية يقابلها 309 سنوات قمرية. حقائق التوقيتين الشمسي والقمري التي توصّل إليها العلم حديثًا سبق إليها القرآن منذ أكثر من أربعة عشر قرنًا! فالسنة الشمسية في واقع الأمر لا تساوي عددًا صحيحًا من الأيام الأرضية، أي إنها ليست 365 يومًا ولا 366 يومًا، بل هي (365.2422) يوم، وتحسب بمرور اعتدالين متتاليين (اعتدال ربيعي واعتدال خريفي) وتسمى أيضًا السنة الانقلابية. ولتسهيل عملية الحساب يتم جبر الكسور من الساعات والدقائق والثواني لتضاف كل أربع سنوات إلى شهر فبراير لتصبح عدد أيام السنة 366 يومًا، وتسمّى تلك السنة كبيسة. أما السنة القمرية فتبلغ مدتها (354.3677) يوم قمري تقريبًا، وهي المدة بين كسوفين متواليين مقسومة على عدد الحركات القمرية الدائرية. ولتسهيل عملية الحساب تجبر الكسور لتصبح أيام السنة 355 يومًا قمريًّا كل 11 سنة، ففي كل 30 سنة قمرية تكون هناك 11 سنة كبيسة، وعدد أيامها 355 يومًا، و19 سنة بسيطة عدد أيامها 354 يومًا. وعليه يكون الفرق بين السنتين الشمسية والقمرية هو 10.8755 يوم تقريبًا. وبذلك يقع في كل 33 سنة فرق مقداره 358.8585 يوم، أو ما يقرب من سنة تقريبًا، ويعود التطابق بين التقويمين الشمسي والقمري كل 33 سنة تقريبًا، حيث إن كل 32 سنة شمسية تعادل 33 سنة قمرية تقريبًا، أي يعود الوضع النسبي بين الشمس والقمر والأرض متماثلًا كل 33 سنة. ولذلك تزيد كل 100 سنة ثلاث سنوات، وكل 300 سنة شمسية، يقابلها 309 سنوات قمرية. ------------------------------------------------------------------------------ المصادر: أوّلًا: القرآن الكريم برواية حفص عن عاصم (وكلماته بحسب قواعد الإملاء الحديثة). ثانيًا: المصادر الأخرى: • الحبال، محمد جميل؛ أهم الإشارات الطبية والعلمية لقصة أصحاب الكهف؛ أُسترجع في تاريخ 15 ديسمبر 2015، من موقع موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنّة http://quran-m.com . • المنّاوي، أحمد مُحمَّد زين (2015)؛ قطوف الإيمان من عجائب إحصاء القرآن؛ طريق القرآن للنشر. • النجار، زغلول راغب مُحمَّد (2010)؛ مختارات من تفسير الآيات الكونية في القرآن الكريم (الجزء الأوّل)؛ القاهرة: مكتبة الشروق الدولية. • طيارة، نادية (2009)؛ موسوعة الإعجاز القرآني في العلوم والطب والفلك؛ أبوظبي: مكتبة الصفا. • مشعل، طلال (4 مارس، 2015)؛ من هم أهل الكهف، أُسترجع في تاريخ 15 ديسمبر 2015، من موقع http://mawdoo3.com. بتصرف وتلخيص عن موقع طريق القرآن آخر تعديل بواسطة Nabil ، 2023-06-19 الساعة 03:19 PM |
#2
|
|||
|
|||
سلمت يداك وما خطهُ قلمك إستاذنا الفاضل على الموضوع الراقي و المفيد وجزاك الله خيراً تقبل مروري مع إحترامي و تقديري |
أدوات الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | الأقسام الرئيسية | مشاركات | المشاركة الاخيرة |
الهندسة العنكبوتية / إعداد: د. أحمد مُحمَّد زين المنّاوي | Nabil | الإعجاز فى القرآن والسنة | 0 | 2023-05-26 10:57 PM |
سيِّدة آيات القرآن / إعداد: الدكتور أحمد مُحمَّد زين المنّاوي | Nabil | الإعجاز فى القرآن والسنة | 1 | 2022-12-28 01:08 PM |
الموسوعة الميسرة في الاديان والمذاهب والاحزاب المعاصرة | عبدالرزاق | كتب إلكترونية | 32 | 2021-09-15 01:01 AM |
رد شبهات السنه حول الشيعه | الحسيني بشار | الشيعة والروافض | 51 | 2010-05-06 10:14 PM |
░▒▓█◄ جميع كتب الشيعة هنا ...شاركونا ►█▓▒░ | علاء محمد | الشيعة والروافض | 3 | 2009-09-26 12:30 PM |