جديد المواضيع |
للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب |
منتدى السنة | الأذكار | زاد المتقين | منتديات الجامع | منتديات شباب الأمة | زد معرفة | طريق النجاح | طبيبة الأسرة | معلوماتي | وادي العرب | حياتها | فور شباب | جوابى | بنك أوف تك |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
الرد على مزاعم/ شحروربعنوان(لأقعدن لهم صراطك المستقيم)
قال تعالى :( وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا // إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا) الآيتين 26، 27 ، الإسراء .
وقال تعالى(قالَ أَرَأَيْتَكَ هذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَاّ قَلِيلاً// قَالَ اذْهَبْ فَمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَّوْفُورًا// وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُم بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَ شَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا) . الآيات : 62و 63 و64، الإسراء . وقال تعالى:(قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ // ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ) الآيتين ، 16 و17، الأعراف. أولاً :المعاني التي قالها م/ شحرور لبعض كلمات هذه الآيات السبعة : 1 ـ قوله تعالى (أحتنكن) . قال المعنى المقصود به : التوجيه ، والحنكة . 2 ـ قوله تعالى (اسْتَفْزِزْ) . قال المعنى المقصود بالاستفزاز هو: الاستصغار. أي بالتقليل من قيمة الشخص ، فيجعل الإنسان يخرج عن طبعه . فيفقد التحكم بنفسه . 3 ـ قوله تعالى ( ِصَوْتِكَ) . قال المعنى المقصود به : الصيت أي السمعة ، وهو مرض حب النجومية . 4 ـ قوله تعالى (خَيْلِكَ) . قال المعنى المقصود به : من التخيل . أي يجعل الإنسان يقع في الوهم والغرور، والخيلاء والتكبر . 5 ـ عن قوله تعالى ( َرَجِلِكَ) . قال المعنى المقصود به : القدرة والنفوذ، أي السلطة . 6 ـ عن قوله تعالى (شَارِكْهم). قال المعنى المقصود به : نصب الشراك لهم . أي تدبير الفخاخ والمكائد لهم . (لجعلهم يخالفون الصراط المستقيم من أجل الأموال والأولاد من : فيرتكبون الغش - نقص في المكيال والميزان - شهادة زور- أكل أموال الأيتام ، القتل - - الخ . 7 ـ عن قوله تعالى (غُرُورا) . قال المعنى المقصود به : الوعود غير الناضجة . 8 ـ عن قوله تعالى (من بين أيديهم) . قال المعنى المقصود به: ما يفعله الشخص في الوقت الحاضر . أي حالياً . 9 ـ عن قوله تعالى (ومن خلفهم) . قال المعنى المقصود به : التراجع عن القرارات . 10 ـ عن قوله تعالى (وعن أيمانهم) . قال المعنى المقصود به : صاحب الكفاءة . 11 ـ عن قوله تعالى (وعن شمائلهم) . قال المعنى المقصود به : الشمول . 12 ـ عن قوله تعالى ( ولا تبذر تبذيرا) . قال م/ شحرور بأن المعنى المقصود بها هو: أي لا تتصدق بكل ما تملك . وأكد أن التبذيرلا يكون إلا في الإنفاق في الحلال فقط . أما (الاسراف) فهو الإنفاق في الحرام . وأن الصراط المستقيم لا يكون إلا في القرارات التي يتخذها بنو آدم . 13ـ عن قوله تعالى(لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ). قال المعنى المقصود به هو:ما أعده الشيطان ليغوي به الناس عن الصراط المستقيم . ثانياً :بيان المعاني الصحيحة لهذه الكلمات: 1 ـ قوله تعالى (وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا) . قال الطبري (التبذير: النفقة في معصية الله، وفي غير الحقّ ، وفي الفساد) .(انظر: جامع البيان ، 14/ 568) . و روى عن مجاهد قوله (لو أنفق إنسان ماله كله في الحقّ ما كان تبذيرا . ولو انفق مداً في باطل كان تبذيراً) . (انظر: جامع البيان ، 17/ 429) . 2 - قوله تعالى (أَحْتَنِكَنَّ) . ذكر المفسرون والمحدثون واللغويون عدة معاني لفعل (أَحْتَنِكَنَّ) منها :(الاضلال ، الاحتواء ، الاستيلاء ، الإهلاك ، الاستئصال ، الاستمالة ، الاستحكام ، إحكام الفهم) . قال الطبري بعد أن ذكر عددا منها :( وهذه الألفاظ وإن اختلفت فإنها متقاربة) .( انظر: جامع البيان ،١٤/ ٦٥٥. وانظر: معاني القرآن وإعرابه ، للزجاج ، 3/ 249 ، غريب القرآن للسجستاني ، ص ٤٩٨، معاني القرآن للنحاس ، ٤/ ١٧١، تهذيب اللغة للهروي ، ٤/ ٦٥، الصحاح للجوهري ، ص ١١٤٥، مقاييس اللغة لابن فارس ، ٢/ ١١٢) . 3 ـ قوله تعالى (اسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُم بِصَوْتِكَ) . وفيه كلمتان :(اسْتَفْزِزْ) ، و(بِصَوْتِكَ): أ ـ قال الطبري: معنى (اسْتَفْزِزْ) أي : اسْتَخِفَّ . (انظر: صحيح البخاري ، باب "ومنكم من يرد إلى أرذل العمر" ، 6/ 82) . و زاد الطبري :" استجهل ". ( انظر: جامع البيان ، 17/ 490) . والجهالة توافق معنى "النزغ" الذي ذكر الله تعالى أنه من فعل الشيطان كذلك . فقد قال الطبري في تأويل معناه :( وأصل النزغ : الفساد ، يقال : " نزغ الشيطان بين القوم" ، إذا أفسد بينهم وحمّل بعضهم على بعض) أ.هـ (انظر: جامع البيان ، 13/ 333). ب ـ قال العمراني (اسْتَفْزِزْ) هذه صيغة الأمر . وليس بأمر إيجاب ولا إباحة ولا ندب . بل هو تسليط . (انظر: الانتصار في الرد على المعتزلة ،2/ 446) . ج - (بِصَوْتِكَ) . قال الطبري هو: كل صوت كان دعاء إلى الشيطان ، وإلى عمله وطاعته . خلافا للدعاء إلى طاعة الله تعالى فهو داخل في معنى صوته. (انظر: جامع البيان ، 17/ 491) . 4 - قوله تعالى (أَجْلِبْ عَلَيْهِم) . قال الجصاص (هُوَ" السَّوْقُ بِجَلَبَةٍ مِنْ السَّائِقِ". وَالْجَلَبَةُ هِيَ الصَّوْتُ الشَّدِيدُ) . ( انظر: أحكام القرآن للجصاص الحنفي ، 3/ 266) . أي : سقهم ، بصوت شديد . 5 - قوله تعالى (بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ) . قال الزجاج (كل خيل تسعى في معصية اللَّه، وكل مَاش في يمشي في معصية الله ) . ( انظر: نعاني القرآن وإعرابه ، 3/ 250) . 6 ـ قوله تعالى (شَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ): أ ـ معنى مشاركة الشيطان في الأموال: قال الطبري بعد أن ذكر أقوال علماء السلف في معناه: وأولى الأقوال في ذلك بالصواب (كل مال عصى الله فيه بإنفاق في حرام ، أو اكتساب من حرام . أو ذبح للآلهة ، أو تسييب ، أو بحر للشيطان ، وغير ذلك مما كان معصياً به ، أو فيه) . ب - معنى مشاركة الشيطان في الأولاد . قال الطبري: كُلُّ مَوْلُودٍ وَلَدَتْهُ أُنْثَى ، عَصَى اللَّهَ فِيه بِتَسْمِيَتِهِ مَا يَكْرَهُهُ اللَّهُ . أَوْ بِإِدْخَالِهِ فِي غَيْرِ الدِّينِ الَّذِي ارْتَضَاهُ اللَّهُ . أَوْ بِالزِّنَا بِأُمِّهِ . أَوْ بِقَتْلِهِ وَوَأْدِه ِ. وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْأُمُورِ الَّتِي يَعْصِي اللَّهَ بِفِعْلِهِ بِهِ. أَوْ فِيهِ . فَقَدْ دَخَلَ فِي مُشَارَكَةِ إِبْلِيسَ فِيهِ مِنْ وُلِدَ ذَلِكَ الْوَلَدُ لَهُ ، أَوْ مِنْهُ).( انظر: جامع البيان ، 14/ 662) . 7 - قوله تعالى (وَعِدْهُمْ) . قال الطبري (وعِدْ أتباعك من ذرية آدم النصرة على من أرادهم بسوء) . (انظر: جامع البيان ، 14/ 666) . 8 ـ قوله تعالى (غُرُورًا) . قال الطبري معناه(باطلاً) . كالسراب ، لا حقيقة له . ( انظر: جامع البيان ، 7/ 504). 9 - قوله تعالى (لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ) . معنى (قعد له) أي تربَّص به ، يراقبه متحيناً الفرصةَ للقضاء عليه . قال الطبري:( معنى الكلام: لأصدَّن بني آدم عن عبادتك وطاعتك ، ولأغوينهم كما أغويتني ، ولأضلنهم كما أضللتني) .(انظر : جامع البيان ، 12/ 334) . وقال في موضع آخر:(يقعد لبني آدم على الطريق الذي أمرَهم الله أن يسلكوه فيصدّهم عنه ، ومن الوجه الذي نهاهم الله عنه ، فيزيّنه لهم ويدعوهم إليه ).(انظر: جامع البيان ، 12/ 341). 10 - قوله تعالى (صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ) . قال النحاس:(سمّي الدين صراطاً ، لأنه الطريق إلى النجاة).(معاني القرآن ، 2/ 46) . قوله تعالى ( مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ ) . 11 - قال الطبري : من الوجه الذي أمرهم الله به ، فيصدّهم عنه . و قوله تعالى ( وَ مِنْ خَلْفِهِمْ ) . قوله تعالى (وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ) . 12 - قال الطبري :ومن الوجه الذي نهاهم الله عنه، فيزيّنه لهم ويدعوهم إليه قوله تعالى (وَعَن شَمَائِلِهِمْ) . 13 ـ قوله تعالى (وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ) . يفسره قوله تعالى (وقليلٌ مِنْ عِبادي الشَّكُورُ) . الآية 13، سبأ . ثالثاً : فيما يلي بيان المنهج الذي سلكه م/ شحرور في بيانه لمعاني الألفاظ الواردة في الآيات الكريمة : أ ـ منهج الانتقائية مما تحتمله اللغة . بما يناسب فكره المنحرف ، وفهمه الضحل . مع جهله المطبق بعلوم الآلة . ولكن جهله بها لا يرجع لتقصيره في تحصيلها فقط كحال أنصاف متعلميها (وما أكثرهم في هذا العصر) . بل لجحوده أصلاً بضرورة إتقانها للقدرة على فهم الآيات ، وصحة تأويلها. ب - استغلاله كون عدد من الألفاظ الواردة في الآيات من المشترك اللفظي . ( واللفظ المشترك هو الذي يدل على أكثر من معنى واحد في اللغة ) فيعتمد (شحرور، وأمثاله) منها المعنى الذي يوافق فكرهم المنحرف ، ويلائم ما يخططون لإيصال معنى سياق الآية الكريمة إليه . وقد بين سيدنا علي بن أبي طالب السبيل الناجع لتجنب الوقوع في أوحال هذا الأسلوب الشيطاني ، وضمان السلامة من نتائجه الوخيمة حيث أوصى عبدالله بن عباس رضي الله عنهما حينما بعثه لإقناع الخارجين عليه بالعودة إلى صفوف الأمة فنهاه عن مجادلتهم بالقرآن الكريم لأنه حمال أوجه . فقد أَخْرَجَ ابن سعد عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ أَرْسَلَهُ إِلَى الْخَوَارِجِ . فَقَالَ : اذْهَبْ إِلَيْهِمْ فَخَاصِمْهُمْ . وَلَا تُحَاجِجْهُمْ بِالْقُرْآنِ . فَإِنَّهُ ذُو وُجُوهٍ . وَلَكِنْ خَاصِمْهُمْ بِالسُّنَّةِ . فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَنَا أَعْلَمُ بِكِتَابِ اللَّهِ مِنْهُمْ فِي بُيُوتِنَا نَزَلَ . قَالَ : صَدَقْتَ . وَلَكِنَّ الْقُرْآنَ حَمَّالٌ ذُو وُجُوهٍ . تَقُولُ وَ يَقُولُونَ . وَلَكِنْ حَاجِجْهُمْ بِالسُّنَنِ فَإِنَّهُمْ لَنْ يَجِدُوا عَنْهَا مَحِيصًا . فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ فَحَاجَّهُمْ بالسُّنَنِ فَلَمْ تَبْقَ بِأَيْدِيهِمْ حُجَّةٌ.(انظر: الدر المنثور للسيوطي ، 1/ 49 ، والحاوي للفتاوي ، للسيوطي ، 2/ 148) . ج - والحقيقة أن منهج م/ شحرور أشد سوءاً من منهج كثير من الخوارج . لأنهم لم ينكروا حجية السنة المشرفة . بل قبلوا ببيان أحاديثها للآيات . فرجع آلاف منهم إلى صفوف الأمة . أما شحرور فهو منكر لحجية السنة ، وأحاديثها جملة و تفصيلاً . د ـ اكتفاء م/ شحرور بمجرد ذكر ما يزعم أنها معاني الألفاظ التي في الآيات دون أن يقدم أي دليل عليها . ومعلوم أن الذي يفعل هذا إما أن يكون غير سليم العقل . أو أنه مستخف بعقول سامعيه . لأن الأصل أن الإنسان يدلل على صحة ما يدعيه إن كان صادقاً . قال تعالى ( قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ) الآية 111، البقرة . رابعاً : تفنيد أقوال (شحرور) وبيان أنها مزاعم باطلة ، وأوجه الرد عليها : 1 ـ قوله بأن (الصراط المستقيم هو الفرقان) . هو زعم باطل . وأما استدلاله عليه بقوله :(بأنه هو نفسه الذي جاء لموسى) . فهو استدلال خاطئ . لأنه مجرد استنتاج خاطئ منه من بعض الآيات التي ذكر الله تعالى فيها أنه آتي موسى الفرقان . كقوله تعالى (وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) الآية 53، البقرة . فالصحيح أن الله تعالى أطلق اسم (الفرقان) على القرآن الكريم في عدة آيات . منها أوائل سورة (آل عمران) بقوله سبحانه ( وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ) بعد قوله تعالى لخاتم رسله محمداً صلى الله عليه وسلم (نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ// مِنْ قَبْلُ هُدًى لِلنَّاسِ) . (انظر: العديد من كتب التفسير منها : الجامع لأحكام القرآن للقرطبي ، 4/ 6، تفسير الخازن ، 1/ 224). أما سبب إطلاق الله تعالى (الفرقان) على أكثر من كتاب من كتبه التي أنزلها على رسله عليهم الصلاة والسلام فقد بينه البيضاوي في تفسيره لقوله تعالى لقوله (وَأَنْزَلَ الْفُرْقانَ ) الآية 4، آل عمران . حيث قال:(يريد به جنس الكتب الإِلهية . فإنّها فارقة بين الحق والباطل . ذكر ذلك بعد ذكر الكتب الثلاثة ليعم ما عداها ـ ـ إلى أن قال . وكرر ذكره بما هو نعت له مدحا و تعظيماً، وإظهاراً لفضله . من حيث إنه يشاركهما في كونه وحياً منزلاً --) أ.هـ (أنظر: أنوار التنزيل وأسرار التأويل ،2/ 5). 2 - وأما قول شحرور بأن (الفرقان هو الوصايا العشر التي أنزلها الله على رسوله موسى عليه الصلاة والسلام ، وأنها هي المحرمات التي في الآيتين ،151، 152 من سورة الأنعام) أ.هـ فهو زعم باطل كسابقه. واستدلاله عليه بقول الله تعالى (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ) أنه أتى بعد ذكره سبحانه لهذه المحرمات العشرة في سورة الأنعام مباشرة ، فهو استدلال خاطئ . قال الطبري :( وصراطه، الإسلام . نهاهم أن يتبعوا السبل سواه " فتفرق بكم عن سبيله"عن الإسلام . (انظر: جامع البيان ، 12/230). بل الصحيح أن "الفرقان" هو أحد الأسماء العديدة التي أطلقها الله تعالى على كتابه الخاتم كله "القرآن الكريم" المنزل على خاتم رسله محمداً صلى الله عليه وسلم في آيات عديدة . منها قوله تعالى ( تَبَارَكَ الَّذِي نزلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا) الآية 1، الفرقان . 3 ـ أصر م/ شحرور على ربط - المحرمات العشرة المذكورة في هاتين الآيتين - بالوصايا العشر التي جاءت في رسالة موسى عليه الصلاة والسلام مع أنه ربط باطل ، لا مسوغ له البتة . فهي أحكام ثابتة في الإسلام بالآيتين الكريمتين . والربط بينهما باطل لأمرين : أولهما أن كتابي اليهود والنصارى ثبت تحريفها بعدة آيات كريمة ، منها (رقم 75، 79، البقرة . و78، آل عمران . و46، النساء . و13، 41 ، المائدة . و162، الأعراف) . فلا يصح مقارنة الثابت بالمحرف . لاسيما مع توفر الثابت . وثانيهما: ثبوت غضب رسول الله صلى الله عليه وسلم من مجرد قراءة أحد أصحابه شيئاً من الكتب السابقة . ونهيه عن ذلك . فقد روى جماعة من أصحاب السنن عَنْ جَابِرٌ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ :(حِينَ أَتَاهُ عُمَرُ فَقَالَ إِنَّا نَسْمَعُ أَحَادِيثَ مِنْ يَهُودَ تُعْجِبُنَا . أَفْتَرَى أَنْ نَكْتُبَ بَعْضَهَا؟ . فَقَالَ : أَمُتَهَوِّكُونَ أَنْتُمْ كَمَا تَهَوَّكَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى ؟. لَقَدْ جِئْتُكُمْ بِهَا بَيْضَاءَ نَقِيَّةً. وَلَوْ كَانَ مُوسَى حَيًّا مَا وَسِعَهُ إِلَّا اتِّبَاعِي) أ.هـ وقد ذكر الألباني طرق هذا الحديث وحسنه( انظر: مشكاة المصابيح للتبريزي بتحقيق الألباني ، برقم 177 ، 1/ 63) . 4 ـ إن قول شحرور(بأن المحرمات العشرة المذكورة في الآيتين 151،152، من سورة الأنعام هي القيم الإنسانية) . هو زعم باطل . فالعديد من القيم الإنسانية لم تذكر ضمن هذه المحرمات . مثل الكرم ، المروءة ، الإيثار، الشجاعة ، التسامح ، الوفاء، التعاون ، الأمانة ، المساواة ، الرحمة ، الحياء ، و ـ ـ لخ). وبعد هذا البيان أدعو القارئ لمحاولة معرفة السبب الذي دفع م/ شحرور لتحريف معاني ألفاظ هذه الآيات الكريمة على النحو الذي تقدم ذكره ؟ . وقبل أن أختم هذه السطور يجدر التذكير بستة أفعال للشيطان وأعوانه لم يذكرها شحرور . وقد ذكرها الله تعالى في آيات كتابه الحكيم ، وهي:(الأز، المس ، الوسوسة ، والوحي ، الزلة ، الإنساء) . الفعل الأول : (الأز) قوله تعالى (أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا) 83 ، مريم . فـ " الأز" معناه التهييج والإزعاج والإغراء بارتكاب الكفريات ، والمحرمات . الفعل الثاني:" المس". المذكور في قوله تعالى (واذكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ) الآية 41 ، ص . وأصل المس في اللغة هو الإفضاء إلى الشيء باليد بغير حائل . أي لمسه . واستعمل بمعنى الإصابة . كما يدل على الإصابة بالجنون.(جامع البيان للطبري ، 5/ 41 ، وانظر الترجمان والدليل لآيات التنزيل ، مادة (م ، س ، س) ص 321 و 322) . ومما قيل في معنى " المس" ما ذكره الكرماني:(وسْوَسَ إليه بالقنوط من رحمة ربِّه وتزْيِين الجزع المحبط لأجرة) . (انظر: لباب التفاسير، ص 2496) . كما ذكر تعالى " المس" في قوله:(الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ) الآية 275، البقرة . وفي قوله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ) الآية 201 ، الأعراف . قال الطبري في تأويلها:(إن الذين اتقوا إذا عرض لهم عارض من أسباب الشيطان ، مهما كان ذلك العارض ، تذكروا أمر الله و انتهوا إلى أمره) . (جامع البيان ، 13/ 337) . الفعل الثالث : هي الوسوسة . قال تعالى (فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ) الآية 20 ، الأعراف . قال الفارابي (الوسواس أصوات الحلى وسواس . قال الاعشى: تَسمعُ للحَلي وَسْواساً إذا انصرفتْ - - كما استعانَ بِريح عِشْرِقٌ زَجِلُ . والوسواس: اسم الشيطان) .(الصحاح تاج اللغة ، مادة (وسوس) ، 3/ 988) . الفعل الرابع : الوحي . قال تعالى (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ) الآية 112 ، الأنعام . روى الطبري عن السدي قوله (للإنسان شيطان ، وللجنّي شيطان . فيلقَى شيطان الإنس شيطان الجن ، فيوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورًا) . ( جامع البيان ، 12/ 52) . وقال السمعاني ( أَي: يلقِي بَعضهم إِلَى بعض) . (تفسير السمعاني ، 2 / 137) . وقال الشنقيطي (يوحي هنا بمعنى يوسوس بعضهم لبعض بمموهٍ من القول) .(الترجمان والدليل لآيات التنزيل ، مادة (وحي) ، ص 377) . الفعل الخامس : الاستزلال . قال تعالى ( إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا) الآية 155، آل عمران . قال الطبري:("استزل" " استفعل" من" الزلة " وهي الخطيئة) وقوله تعالى ( بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا) يعني ببعض ما عملوا من الذنوب) . (جامع البيان ، 7/ 327) . الفعل السادس : الإنساء . والنسيان ضد الحفظ والذكر . ( مختار الصحاح ، مادة " ن س ا "، ص 274) . فيطلق على الغفلة ، وعلى الترك . والغفلة من فعل الشيطان . قال تعالى (وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) . الآية 68، الأنعام . قال الطبري (وإن أنساك الشيطان نهينا إياك عن الجلوس معهم - - فقم عنهم ولا تقعد بعد ذكرك ذلك) .( جامع البيان ، 9/ 313) . وقال تعالى (وَمَا أَنسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا) 63 ، الكهف . قال الطبري :(وما أنساني أن أذكر الحوت إلا الشيطان) . ( جامع البيان ، 18/ 60) . وقال تعالى ( فَأَنسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ ) الآية 42 ، يوسف . فنسب الله تعالى في كل هذه الآيات " الإنساء " للشيطان . هذا ما تيسر بفضل الله . والله تعالى أعلم . والحمد لله رب العالمين . |
أدوات الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | الأقسام الرئيسية | مشاركات | المشاركة الاخيرة |
مــدح الصحابه في كتب الروافض | بنت المدينة | الشيعة والروافض | 15 | 2015-01-26 12:09 AM |
الرد على الاباضية في انكار رؤية الله تعالى | حفيدة الفاروق عمر | الاباضية | 72 | 2010-11-21 09:04 PM |
رد شبهات السنه حول الشيعه | الحسيني بشار | الشيعة والروافض | 51 | 2010-05-06 10:14 PM |
مختصر قصة الفتنة الكبرى | ابو سفيان | رد الشبهات وكشف الشخصيات | 0 | 2009-07-20 09:40 PM |
من هم أهل الـبـيـت؟ | أمين2000 | الشيعة والروافض | 0 | 2009-04-08 05:32 PM |