جديد المواضيع |
للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب |
منتدى السنة | الأذكار | زاد المتقين | منتديات الجامع | منتديات شباب الأمة | زد معرفة | طريق النجاح | طبيبة الأسرة | معلوماتي | وادي العرب | حياتها | فور شباب | جوابى | بنك أوف تك |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
أضواء على المجادلة في آيات الله في سورة غافر خاصة . وفي القرآن عامة
الحمد لله تعالى القائل (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ) 1، المجادلة ، والقائل سبحانه (إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَن يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) 40 ، فصلت. وصل اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد
فإن الله تعالى أخبر رسوله وعباده المؤمنين - في سورة غافر وحدها في خمس آيات - عن مجادلة المبطلين عن الباطل ، ليتغلبوا بجدالهم على الحق وأهله ، هي: 1 ـ قوله تعالى(مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلَادِ) الآية 4 ، غافر. 2 ـ قوله تعالى(وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ) الآية 5 ، غافر. 3 ـ قوله تعالى(الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ وَعِندَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ) الآية 35، غافر. 4 ـ قوله تعالى(إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِن فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَّا هُم بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) الآية 56 ، غافر. 5 ـ قوله تعالى(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ أَنَّى يُصْرَفُونَ) الآية 69، غافر. وقد بلغ مجموع الآيات الكريمة في كتاب الله تعالى التي تحدثت عن المجادلين ، وعن الجدل بنوعيه:عن الحق . وعن الباطل تسع عشرة آية . وهي الخمس آيات المتقدم ذكرها، في سورة غافر، إضافة إلى الآيتين رقم 25 ، 121 من سورة الأنعام . ورقم 71، من سورة الأعراف . و رقم 6، من سورة الأنفال . ورقم 13، من سورة الرعد ، والآيتين رقم 54 ، 56، من سورة الكهف . والآيات رقم 3 ، 8 ، 9 ، 68 ، من سورة الحج . والآيتين رقم 16 و35 من سورة الشورى . والآية رقم 58 ، من سورة الزخرف . والجدل معناه شدة الخصومة . والمجادلة هي المخاصمة وهي ممدوحة إن كانت في حق . ومذمومة إن كانت في غير حق . ( انظر:مختار الصحاح ، مادة (ج د ل) ، ص 41 . والترجمان والدليل لآيات التنزيل ، الجيم مع الدال ، ص 38) . قال الحسن العسكري:(وأصل الجدل من القوة. جدلت الحبل أي فتلته. وسُمِّي الجدال جدالا لأنك تقوم به حق القيام لتقوي مذهبك . فالجدال هو أن تفتل الخصم عن مذهبه " بحجة أو شُبْهة ، أو شغب ". وهو يفتلك عن مذهبك بمثل ذلك . وللجدال في القرآن الكريم أربعة أوجه . أي أنه يأتي بأربعة معاني: الأول منها هو الخصومة. قال تعالى (وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ) الآية 5 ، غافر. والثاني هو السؤال. قال تعالى(فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ) الآية 74، هود . والثالث هو المناظرة: لإثبات الحق ، وإبطال الباطل . قال تعالى(قَالُوا يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ) الآية 32 ، هود . والرابع هو المراء . قال تعالى (وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ) الآية 197، البقرة . وكما هو في قوله تعالى (مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا) الآية 4 ، غافر. أي: لا يماري . والمراء أن تستخرج ما عند خصمكَ بالمناظرة . وأصله من المري . وهو استخراج اللبن من الضرع) أ.هـ (انظر : الوجوه والنظائر، للحسن العسكري ، ص 168) . ولقد بينت آيات كتاب الله تعالى أن الجدال بالباطل ، وعن الباطل ممقوت عند الله تعالى، وهو كفر به سبحانه وتعالى . وممقوت كذلك عند عباد الله المؤمنين. كما بينت أن الدافعين المحركين للجدال هما: الكبر ، والحسد . قال تعالى(وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ) الآية 58 ، الزخرف . قال الطبري (أي: يلتمسون الخصومة بالباطل) . (انظر: جامع البيان ، 21، 628). كما بين قوله تعالى (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ أَنَّى يُصْرَفُونَ) الآية 69، غافر ، أن النتيجة الحتمية للجدال بالباطل ، وعنه هي: الانصراف عن الحق ، والتعرض للإهلاك من الله تعالى. وفيما يلي ذكر بعض ما جاء في كتب التفسير عن الخمس آيات التي في سورة غافر خصوصاُ ، ليتضح المقصود من كل منها تفصيلاً على ما أولها به المفسرون . وعن الجدال في بعض آيات السور الأخرى عموماً بإيجاز. أولاً : قوله تعالى (مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلَادِ) الآية 5 ، غافر. ومن أقوال المفسرين في بيان معنى قوله تعالى (مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّه): 1 ـ قال ابن كثير:(مَا يَدْفَعُ الْحَقَّ وَ يُجَادِلُ فِيهِ بَعْدَ الْبَيَانِ وَ ظُهُورِ الْبُرْهَانِ إلا الذين كفروا). (انظر: 7/ 129). 2 - قال البغوي:(فِي دَفْعِ آيَاتِ اللَّهِ بِالتَّكْذِيبِ وَالْإِنْكَارِ).( انظر: معالم التنزيل للبغوي ، 7، 138). 3 ـ قال الزمخشري(الجدال بالباطل من الطعن فيها والقصد إلى إدحاض الحق).(انظر: الكشاف ، 4 / 150). 4 ـ قال ابن الجوزي(ما يُخاصم فيها بالتكذيب لها ودفعها بالباطل).(انظر: زاد المسير ، 4/ 30) . 5 ـ قال ابن عادل الحنبلي (أي في دفع آيات الله بالتكذيب والإنكار إلا الذين كفروا . واعلم أن الجدالَ نوعان : جدالٌ في تقرير الحق . وجدالٌ في تقرير الباطل . أما الجدال في تقرير الحق فهو حِرْفة الأنبياء عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام ُ. قال تعالى لمحمد عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام ُ(وَجَادِلْهُم بالتي هِيَ أَحْسَنُ) 125، النحل. وحكى عن قوم نوح قولهم (قَالُواْ يا نوح قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا) 23، هود. وأما الجدال في تقرير الباطل فهو مذموم . وهو المراد بهذه الآية. وذكر الحديث المتقدم (إنما هلك من كان قبلكم بهذا ـ ـ ـ الخ ).( انظر: اللباب في علوم الكتاب، 17 / 11) . وأما عن قوله تعالى (إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا) . قال البيضاوي(سجل - أي الله تعالى- الكفر على المجادلين فيه بالطعن لإدحاض الحق). ثم أضاف البيضاوي ليبين الفرق بين الجدال في آيات الله، وبين الجدال عنها بقوله(أما الجدال فيه - أي في القرآن - لحل عقده ، واستنباط حقائقه، وقطع تشبث أهل الزيغ به . وقطع مطاعنهم فيه فمن أعظم الطاعات).(انظر: أنوار التنزيل وأسرار التأويل ، 5/ 51). وقال الخازن:(يعني ما يخاصم و يحاجج في آيات الله يعني في دفع آيات الله بالتكذيب والإنكار إلا الذين كفروا).(انظر : لباب التأويل في معاني التنزيل ، 4/ 68). ولذا قال الرازي عن تصدي أهل الحق للدفاع عنه ضد مخاصمة أهل الباطل فيه(أَنَّ الْمُحِقِّينَ أَبَداً كَانُوا مَشْغُولِينَ بِدَفْعِ كَيْدِ الْمُبْطِلِينَ).(انظر: مفاتح الغيب ، 27/ 523). وأما عن قوله تعالى(فَلَا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلَادِ) فقال الطبري(يقول جل ثناؤه: فلا يخدعك يا محمد تصرفهم في البلاد، وبقاؤهم ومكثهم فيها، مع كفرهم بربهم ، فتحسب أنهم إنما أمهلوا وتقلبوا ، فتصرفوا في البلاد مع كفرهم بالله ، ولم يعاجلوا بالنقمة والعذاب على كفرهم لأنهم على شيء من الحق ، فإنا لم نمهلهم لذلك. ولكن ليبلغ الكتاب أجله ، ولتحق عليهم كلمة العذاب).(انظر: جامع البيان ، 20/ 279). و زاد ابن كثير فقال(كما قال تعالى في الآيتين " 196 ، 197" في سورة آل عمران(لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد// متاع قليل ثم مأواهم جهنم و بئس المهاد). وقال تعالى في الآية 24، من سورة لقمان (نمتعهم قليلا ثم نضطرهم إلى عذاب غليظ).(انظر: تفسير القرآن العظيم ، 7/ 129). ثانياً: قوله تعالى(وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ) الآية 5 ، غافر. تفدم معنى الجدال . وأما عن معنى قوله تعالى(لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ). فقال الطبري أي (ليبطلوا به الحقّ ويزيلوه ويذهبوا به. يقال منه : دحض الشيء: إذا زال وذهب . ويقال:هذا مكان دَحْض أي مُزِل مُزْلِق لا يثبت فيه خفّ ولا حافر ولا قدم .(انظر : جامع البيان ، 18/ 50). وأما عن معنى قوله تعالى (فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ). فقال الطبري(فكيف كان عقابي إياهم . ألم أهلكهم فأجعلهم للخلق عبرة ، ولمن بعدهم عظة ؟ وأجعل ديارهم ومساكنهم منهم خلاء ، وللوحوش ثواءً).(انظر: جامع البيان ، 21/ 353). ثالثاً : قوله تعالى(الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ وَعِندَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ). قال ابن كثير عن معنى قوله تعالى (يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ) أَيْ : يَدْفَعُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ ، وَيَرُدُّونَ الْحُجَجَ الصَّحِيحَةَ. بِالشُّبَهِ الْفَاسِدَةِ بِلَا بُرْهَانٍ ، وَلَا حُجَّةٍ مِنَ اللَّهِ).(انظر: تفسير القرآن العظيم ، 7/ 151). وقال أبو بكر الباقلاني:(فأخبر أن جدالهم في هذه الآيات لا يقع بحجة ، وإنما يقع عن جهل).(انظر: إعجاز القرآن ، ص 11) . وقال البيضاوي هو (عام في كل مجادل مبطل . وإن نزل في مشركي مكة ، أو اليهود).(انظر: أنوار التنزيل وأسرار التأويل ، 5/ 61). وقال أبو جعفر الغرناطي (فبعد أن ذكر تعالى من حزب المكذبين فرعون وهامان وقارون وبسط القصة تنبيها على سوء عاقبة من عاند وجادل بالباطل وكذب الآيات) .(انظر : البرهان في تناسب سور القرآن ، ص 295). أما قوله تعالى (بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ) قال الطبري:(يقول: بغير حجة أتتهم من عند ربهم يدفعون بها حقيقة الحُجَج التي أتتهم بها الرسل).(انظر: جامع البيان ،21/ 384). وقال ابن كثير(أي: بِالشُّبَهِ الْفَاسِدَةِ بِلَا بُرْهَانٍ وَلَا حُجَّةٍ مِنَ اللَّهِ). وأما معنى قوله تعالى (كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ وَعِندَ الَّذِينَ آمَنُوا). فقال أبو منصور الماتريدي:(هكذا الواجب على أهل الإيمان أن يمقتوا من الأعمال ما مقتها اللَّه تعالى ، ويمقتوا من مقته اللَّه من أعدائه).(انظر: تفسير الماتريدي ، 9/ 28). وقال الباقلاني عن معنى قوله تعالى (كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ) أي: أن الله يصرف قلوبهم عن تفهم وجه البرهان . لجحودهم وعنادهم واستكبارهم .(انظر: إعجاز القرآن ، ص 11). قلت: أي أنها سنة من سنن الله تعالى في معاملة المكذبين المعاندين تكبراً ، أنه سبحانه يصرف قلوبهم عن تفهم وجوه البراهين الدالة على الحق . كما بينها تماما قوله سبحانه(سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَّا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ) الآية 146 ، الأعراف. رابعاً: قوله تعالى(إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِن فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَّا هُم بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) الآية 56 ، غافر. عن معنى قوله تعالى (إِن فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ) فقال الطبري: أي(ما في صدورهم إلا كبر يتكبرون من أجله عن اتباعك وقبول الحق الذي أتيتهم به . حسدا منهم على الفضل الذي آتاك الله ، والكرامة التي أكرمك بها من النبوّة).(انظر : جامع البيان ، 21/404). وقال ابن كثير:(مَا فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبَرٌ عَلَى اتِّبَاعِ الْحَقِّ ، وَاحْتِقَارٌ لِمَنْ جَاءَهُمْ بِهِ) . ( انظر: تفسير القرآن العظيم ، 7/ 152). وأما عن الاستعاذة التي اختتم الله تعالى بها هذه الآية الكريمة (فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) فقال الطبري وابن كثير عنها (أي من حال ، وشر هؤلاء المجادلين في آيات الله بغير سلطان).(انظر: جامع البيان 21/ 404 ، وتفسير القرآن العظيم ، 7/ 152). خامساً: قوله تعالى(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ أَنَّى يُصْرَفُونَ) الآية 69، غافر. أما قوله تعالى (يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ) ، وقوله تعالى(بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ) ، وقوله تعالى(إِن فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ) فقد تقدم بيان معنى كل منها. وأما عن قوله تعالى (مَّا هُم بِبَالِغِيهِ) فقد ذكر الطبري جملتين في بيان معناه : الأول: أي(الذي حسدوك عليه أمر ليسوا بُمدركيه ولا نائليه ، لأن ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء. وليس بالأمر الذي يدرك بالأمانيّ). والثاني(ما هم ببالغي تلك العظمة ـ العظمة التي حسدوه عليها - لأن الله مذلُّهم).(انظر: جامع البيان ،21/ 404). وقال ابن زمنين في بيان معنى قوله تعالى (مَّا هُم بِبَالِغِيهِ). ( يَعْنِي: ما هم ببالغي أملَهم فِي محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - وَأهل دينه أَن يهْلك ويهلكوا).(انظر: تفسير القرآن العزيز، 4/ 138). كما بين رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث رواه جماعة من أصحاب السنن(أنه عليه الصلاة والسلام سمع قومًا يتدارؤون في القرآن فقال:" إنما هلك من كان قبلكم بهذا. ضربوا كتاب الله بعضه ببعض . وإنّما نزل كتاب الله يصدِّق بعضه بعضا. فما علمتم منه فقولوه. وما جهلتم فكِلُوه إلى عالمه "). رواه ابن ماجة في سننه ، ٨٥ ، وأحمد في مسنده في موضعين (٢/ ١٩٦ ، ١٧٨) ، والبغوي في شرح السنة ، (1/ 260) ، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (7 /152) : إسناده صحيح ، ورجاله ثقات. ومعنى(يتدارؤون) أي: يختلفون ويتدافعون. قال الحسين بن محمود بالمظهري ("دَرْأً "إذا دفع. يعني: يختلفون في القرآن ، ويدفع بعضهم دليل بعض من القرآن . مثل أن يقول أهل السنة : الخير والشر بتقدير الله بدليل قوله تعالى (قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ) الآية 78، النساء. ويقول القدري: ليس كذلك. بدليل قوله تعالى (مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ) الآية 79، النساء. فقد دفع القدري آية من القرآن وهي قوله تعالى (قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ). وكذلك كل شخصين اختلفا في مسألة. ويأتي كل واحد منهما بآية من القرآن بدليل ما قال . فقد دفع كل واحد منهما الآية التي أتى بها صاحبه . وهذا الاختلاف منهي عنه. بل الطريق في الآيات التي بينهما تخالف وتناقض في الظاهر أن يؤخذ ما عليه إجماع المسلمين منها ، وتؤول الآية الأخرى على وجهٍ لا يكون بينه وبين ما عليه الإجماع تخالف. كما تقول : قد انعقد الإجماع على أن الخير والشر بتقدير الله . فإذا كان كذلك فلا تخالف بين الإجماع وبين قوله تعالى (قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ). وإنما التخالف في الظاهر بين الإجماع وبين قوله تعالى (مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ) . وفي هذه تخالف بينهما وبين الإجماع عند من لا يعلم التفسير . وأما عند من يعلم التفسير فيعلم أنه لا تخالف بين الإجماع وبين هذه الآية).(انظر: المفاتيح في شرح المصابيح ،1/ 329). قلت: فسبيل الحق هو الجمع بين الآيات وتفسير بعضها ببعض ، كما نص عليه الحديث . وهو ما عليه المحققون من علماء الأمة ولله الحمد . بخلاف المنكرين للإجماع أصلاً ولا يعتقدون حجيته بالكلية . إضافة إلى تشكيكهم في أحاديث السنة الصحيحة بأفهامهم القاصرة على غير بصيرة ، ولا استيعاب لعلوم الآلة المؤهلة لفهم النصوص الشرعية. كما روى الطبري بإسناده عن أبي أُمامة "أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم ، خرج على الناس وهم يتنازعون في القرآن ، فغضب غضبا شديدًا، حتى كأنما صبّ على وجهه الخلّ. ثم قال صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم (لا تَضْرِبُوا كِتَابَ الله بَعْضَهُ بِبَعْضٍ . فإنَّهُ ما ضَلَّ قَوْمٌ قَطُّ إلا أُوتُوا الجَدَلَ". ثم تلا (مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلا جَدَلا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ).(انظر: جامع البيان ،21/ 629 ، ورواه الترمذي في سننه ، 3/ 103). كان هذا ما لزم من بيان للخمس آيات المتعلقة بالجدال في سورة غافر. وأضيف إليها فيما يلي ما علمته مما ورد في كتاب الله تعالى من آيات في غير سورة غافر، تتعلق بألفاظ تختص بكيفية تلقي الناس لآيات الله تعالى: اللفظ الأول منها: وقد تناول قصد بعض الناس إلى(جحود الآيات وردها). وهو لفظ (المعاجزة) فيها . وقد جاءت به ثلاث آيات في كتاب الله تعالى هي (رقم 51 ، من سورة الحج ، والآيتين رقم 5 ، 38، من سورة سبأ). أما اللفظ الثاني: فتناول قصد بعض الناس إلى تحريف دلالة نظم آيات الله تعالى عن صحيح مقاصدها ، وتغيير معاني ألفاظها. وهو لفظ (الإلحاد) فيها . وأما اللفظ الثالث منها فتناول قصد بعض الناس إلى (جحود) بعض الآيات ، وهو(عضه الآيات). المذكور في الآية 91 ، الحجر. فاللفظ الأول (معاجزين) فيما يلي الآيات الثلاث التي ورد فيها ، وبعض أقول المفسرين في بيان معانيها: 1 ـ قال تعالى(وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ) الآية 51 ، الحج . مما جاء عن المفسرين من بيان معاني ألفاظ هذه الآية ، ودلالة نظمها: أ ـ قال الطبري في بيان معنى قوله تعالى(سَعَوْا فِي آيَاتِنَا). (عملوا في حججنا، فصدّوا عن اتباع رسولنا) . وعن معنى قوله تعالى (مُعَاجِزِينَ) . قال (اختلف أهل التأويل فيها . فقال بعضهم معناها مشاقين . وقال آخرون بل معناها أنهم ظنوا أنهم يعجزون الله فلا يقدر عليهم . وقوله تعالى(أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ) يقول: هؤلاء الذين هذه صفتهم هم سكان جهنم يوم القيامة وأهلها الذين هم أهلها.(انظر: جامع البيان ، 18/ 661). ب ـ قال العيني عن قوله تعالى (معاجزين).( من بَاب المفاعلة . وَهُوَ يَسْتَدْعِي الْمُشَاركَة بَين اثنين).(انظر: عمدة القاري شرح صحيح البخاري ، 19/ 128). ج ـ قال محي الدين درويش:(جملة "سعوا ") صلة . و( فِي آيَاتِنَا) متعلقان بـ (سَعَوْا) ، ومعنى السعي في الآيات أي إفسادها ، وتزييفها ، وإبطالها . يقال سعيت في أمر فلان. إذا أصلحته أو أفسدته بهذا السعي ، و(مُعَاجِزِينَ) حال. أي مسابقين في زعمهم وتقديرهم . قد سولت لهم أنفسهم أنهم يستطيعون إبطال الآيات ، وصرف الناس عن اتباعها . فالمفاعلة لا تخلو من معنى الظن والاعتقاد بالنسبة إليهم). (انظر: إعراب القرآن وبيانه ، 6/ 449). 2 ـ قال تعالى(وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مِّن رِّجْزٍ أَلِيمٌ) الآية 5 ، سبأ . تقدم بيان معاني ألفاظها عدا ما اختلف في هذه الآية عن السابقة وهو فقط قوله تعالى(لَهُمْ عَذَابٌ مِّن رِّجْزٍ أَلِيمٌ) . قال عن معناها الطبري:(الرجز: سوء العذاب ، والأليم: الموجع).(جامع البيان ، 19 / 213). 3 ـ قال تعالى(وَالَّذِينَ يَسْعَوْنَ فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ). قال الطبري في بيان معناها(والذين يعملون في آياتنا، يعني: في حججنا وآي كتابنا، يبتغون إبطاله ويريدون إطفاء نوره معاونين ، يحسبون أنهم يفوتوننا بأنفسهم ويعجزوننا (أُولَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ) يعني: في عذاب جهنم محضرون يوم القيامة).(انظر: جامع البيان ، 20/ 413). قلت: إن فعلي(الجدال في الآيات ، والسعي فيها بالمعاجزة) قد وردا في الآيات بصيغة الماضي ، وبصيغة المضارع.(جادلوا) و(يجادلون). و(سعوا) و(يسعون). فأرى - والله تعالى أعلم - أن الماضي في كل واحد منهما للتحذير من فعله مرة واحدة. وأما المضارع فللتحذير من تكرار فعله ، لما يفيده المضارع من الأستمرار. أما فعل(الإلحاد في الآيات) فلم يرد في كتاب الله تعالى إلا بصيغة المضارع فقط (يلحدون). وفي ثلاث آيات هي(الآية 40 ، فصلت ، 180، الأعراف ، 103 النحل) . وفيما يلي قائمة بمختلف صور سلوك الناس الممقوت عند تلقيهم لآيات كتاب الله تعالى المجيد كما أخبر الله بها في كتابه: ١ - المعاجزة فيها: قال تعالى(وَالَّذِينَ يَسْعَوْنَ فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ) الآية 38 ، سبأ . ٢ - الاستهزاء بها : قال تعالى(ذَلِكُم بِأَنَّكُمُ اتَّخَذْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا وَغَرَّتْكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ لَا يُخْرَجُونَ مِنْهَا وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ) الآية 35، الجاثية. ٣ - التكذيب: قال تعالى(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ) الآية 21 ، الأنعام . ٤ - المعاندة لها . قال تعالى (كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا) الآية 16، المدثر. ٥ - الخوض واللعب فيها: قال تعالى(وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ) الآية 68 ، الأنعام . وقال تعالى(وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ) الآية 65، التوبة. ٦- طلب استبدالها: قال تعالى(وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ) الآية 15، يونس. ٧ - الجحود لها: قال تعالى(وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الْكَافِرُونَ) الآية 47 ، العنكبوت. ٨ - الاستكبار عليها . قال تعالى(يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ)الآية 8 ، الجاثية. ٩ - الإعراض عنها . قال تعالى(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ) الآية 22، السجدة. ١٠ - النسيان لها: قال تعالى (قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى) الآية 126، طه. ١١ - التولي نفورا عند سماعها: قال تعالى(وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا) الآية 46 ، الإسراء. و(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ) الآية 23 ، آل عمران. ١٢ - النكوص على الأعقاب عند سماعها . قل تعالى (قَدْ كَانَتْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ تَنكِصُونَ) الآية 66، المؤمنون. ١٣ - الاستنكار لها . قال تعالى(وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنكَرَ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكُمُ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) الآية 72، الحج. ١٤ - الاستهانة بها ، وادعاء أن بالإمكان قول مثلها. قال تعالى(وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ) الآية 31، الأنفال. 15 ـ الإلحاد فيها: قال تعالى(إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَن يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)الآية 40 ، فصلت . 16 ـ المجادلة فيها : قال تعالى(وَيَعْلَمَ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِنَا مَا لَهُم مِّن مَّحِيصٍ) الآية 35 ، الشورى . 17 ـ عدم الإيمان بها : قال تعالى(إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ لَا يَهْدِيهِمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) الآية 104، النحل. 18 ـ الانصراف عنها . قال تعالى( وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ نَّظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ هَلْ يَرَاكُم مِّنْ أَحَدٍ ثُمَّ انصَرَفُوا صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُم بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَفْقَهُونَ) الآية 127، التوبة .وقوله تعالى(سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَّا يُؤْمِنُوا بِهَا) الآية 146، الأعراف. 19 ـ زعم أنها أساطير القدماء. قال تعالى(إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ) الآية 13، المطففين. 20 ـ اتخاذ القرآن عضين.(أي: عضوه) أي فرقوه أعضاءًً. قال تعالى (كَمَا أَنزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ// الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ) الآيتين 90 ، 91 ، الحجر. سادساً: هذا وقد أجمل الله تعالى بيان نوعي أثر آيات كتابه المجيد الكريمة على الناس في خمس آيات كريمة هي: الآية رقم 146، الأعراف. والآيتين 124، 125 التوبة . والآية 82 ، الإسراء . والآية ٤٤ ، فصلت . قال تعالى:(سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَّا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ) 146، الأعراف . وقال تعالى:(وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ// وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُون) 124، 125، التوبة. وقال تعالى:(وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا) الآية 82 ، الإسراء. وقال تعالى:(وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَ شِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ ) 44 ، فصلت . لذا فإنني أرى - و الله تعالى أعلم - أنه يمكن اعتبار هذه الخمس آيات الكريمة هي الضابط لمختلف صور تلقي الناس لآيات كتاب الله تعالى ، وأثرها على نفوسهم ، وسلوكهم مع الآيات . بل إنها تضمنت ما رتبه الله تعالى - على سلوك كل منهم - من الجزاء بحسب تلقيه لها . قال تعالى(كُلًّا نُّمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا) الآية 20 ، الإسراء . قال ابن كثير(أي كل واحد من الفريقين الذين أرادوا الدنيا ، والذين أرادوا الآخرة نمدهم فيما هم فيه (من عطاء ربك) أي هو المتصرف الحاكم الذي لا يجور. فيعطي كلا ما يستحقه: من الشقاوة ، والسعادة)أ .هـ (تفسير القرآن العظيم ، 5/ 63) . وقال تعالى(مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَّدْحُورًا) الآية 18، الإسراء. فأسأل الله أن يرزقني وإياكم الإيمان بآيات كتابه الكريم . وأن يكرمنا بطاعته سبحانه . وأن يرزقنا التأدب في تلقي آياته الكريمة . وأن يوفقنا لدوام تلاوتها، والعمل بها. والحمد لله رب العالمين . |
أدوات الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | الأقسام الرئيسية | مشاركات | المشاركة الاخيرة |
((( تعالوا لنكتب 1000 حديث عن النبى صلى الله عليه وسلم )) | نورالاسلام | حوارات عامة | 1572 | 2024-02-12 05:19 PM |
الرد على مزاعم شحرور بمقاله (لا تتقولوا على الله) | ناصرالشيبي | رد الشبهات وكشف الشخصيات | 0 | 2023-06-22 10:36 AM |
أسئلة تهز الدين الشيعي | عارف الشمري | الشيعة والروافض | 51 | 2011-04-03 11:29 AM |
هذه أمنا عائشة أم المؤمنين | أبوسياف المهاجر | الشيعة والروافض | 4 | 2010-07-29 01:34 AM |
وشهد شاهد من أهلها - نقد علماء الشيعة للخمس | بنت المدينة | الشيعة والروافض | 3 | 2010-01-25 01:35 PM |