جديد المواضيع |
للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب |
منتدى السنة | الأذكار | زاد المتقين | منتديات الجامع | منتديات شباب الأمة | زد معرفة | طريق النجاح | طبيبة الأسرة | معلوماتي | وادي العرب | حياتها | فور شباب | جوابى | بنك أوف تك |
|
|
أدوات الموضوع |
#21
|
|||
|
|||
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وفي محاولاته اليائسة التي يبثها الملحد عن عدم وجود عدل في بعض الإبتلاءات، يبرز العنوان الواضح لكل من عرف ربه: عن أي إله يتحدث هذا؟؟ ألا ترى معي أن ذلك الإله الذي يستطيع مخلوقه أن يفهم عنه ما لم يبلغه به هو غير عادل؟؟ أجل كيف يكون عادلا وهو مقيد بشروط مخلوقه؟؟ سأقرب لك المعنى أكثر، أوليس الملحد العربي يرى انتفاء صفة العدل عن الإله الذي خلق طفلا معاقا وترك طفلة يعذبها مستخدموها حتى الموت و و و. أوليس هذا الإنتفاء والإنتقاص خاضع لقانونه هو -أي الملحد العربي- ؟؟ إذن فهذا الإله الذي لا يجب عليه فعل كذا وكذا وعليه أن يكون كذا وكذا هو إله لا يعرفه سوانا نحن المسلمين من خلال الوحي" مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاه" . هذا هو هذا الإله الذي يتحدث عنه الملحد العربي إنه هواه الذي يخضع لغرائزه وشهواته وهذا الإله طبعا -وأضيف صوتي إليهم- ننفي عنه صفة العدل طالما أنه يخضع لنفس نقاط ضعف مخلوقه. وهذا هو ما كنت أقصده في حديثي عن مثال النظارة. فالملحد يرى بعين إلهه ويتوهم المسكين أنه يتحدث عن إله غيره. مسكين أنت أيها الملحد. اعتقدت أننا حين أسلمنا فإننا استسلمنا لدين يستطيع أعور مثلك أن ينخر فيه؟؟ مسكين أنت أيهاالتافه. أوهمك إلهك بأننا قد ننخدع بغبار نظارتك ولا نعرف أن كل ما تؤلفه هو مجرد وساوس شيطان أقسم على أن لا يدخل جهنم إلا ومعه كل أعور مثلك. ......... ولنعد إلى الله سبحانه وتعالى ولنتأمل تصويره البديع في الكون وفي أنفسنا، ولنرى هذه الشمس التي يعقبها القمر وهذه المنظومات الحيوانية التي حين حاول أن يتدخل فيها الإنسان بعلمه الضئيل لم يفعل سوى أن خرب وساهم في الانقراض والكسر والجرح والظلم. فأصبح على الخيرين منه مهمة أصعب من الإكتشاف والتطوير ألا وهي ترميم ما أفسده الجاهلين. هل تعتقد أن هذا الله الذي جعل من تلك النطفة علقة ثم كسى لحمها عظما وأخرجها من العتمة المظلمة إلى نور الدنيا، فقامت وأذنبت وأسرفت وقتلت تسعا وتسعين نفسا فعرض لها التوبة وأنقدها من النار بشبر من ارض. أترى الله الذي علم أنه سيكون فينا من هم منا وعلى ديننا ولكن دعاة يهدون بغير هدي حبيبنا فمر الزمان وظهر ذلك.وغيره الكثير " وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا" أتراه هذا الله يمكن أن تصل بنا الجرأة أن نخضع عدله إلى أمثال هذه الإبتلاءات لننفي ونثبت فيها؟؟ سبحان الله الذي خلق كل شيء بقدر. سبحانه وتعالى الله عما يفتري هؤلاء العمي علوا كثيرا فذاك ما يجب أن نبدأ به مع الملحد فهو يقول لك إن سلمنا بأن لهذا الكون إله فهل هو عادل. فلنبادره بالقول إن سلمت بأنه الله سبحانه الذي خلق الخلائق وسير الكون وجعل لكل شيء قدرا. ورغم كل ذلك فإنه يرى مخلوقه الضعيف الضئيل الذي عصاه فلا يؤاخذه بما كسب. ويترك هذا الكون الذي لا يساوي عنده جناح بعوضة ليطيعه فيه من يطيع ويعصيه فيه من يعص. هل لنا أن نناقش بعقلنا البسيط -ودون وحي- عدله في ظل جهلنا الشديد بعلمه وحكمته ووو وباقي صفاته؟؟ فعند ذلك فقط ستقول اللهم لا تحاسبنا بعدلك ولكن برحمتك. ولكن سؤالا لا ينفك يغادر مخيلتي عن الطفل الملحد. كيف سيتربى وكيف سينشأ وكيف يمكننا أن نحشر فطرة سليمة بسواد خبيث؟؟ وهذا ما سأفعله بحول الله في ما سيقدم من حديث سأحاول أن أدخل معك بيت ملحدة عربية تربي ابنها على الإلحاد ليكون رمزا للملحد الذي يحلم به هؤلاء الشرذمة التي بيننا. وهذا البيت سوف أبنيه إنطلاقا من تجربتي مع الأطفال الذين يدهشونني بأسئلتهم دائما وأفكار الأم سأحاول اقتباسها من كل ما ينادي به هؤلاء العمي في كتاباتهم ومنتدياتهم. وأسأل الله أن يحفظني في خلال ذلك من وساوس الشيطان وزيغ القلب واللسان. فسألج عالمهم المقرف وليس معي سوى هذا الدعاء: اللهم يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على دينك. وللحديث بقية إن شاء الله تعالى |
#22
|
|||
|
|||
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
<<..... وحتى نستطيع الوصول إلى عالم ملحد بكل المقاييس فإننا نحتاج إلى مجهودات جبارة وسنوات من العمل الجاد لسد ثغرات العلم حتى لا نترك مجالا للدين ليقدم تفاسيره. ولنضع نصب أعيننا أن الإنسان عاش حياته -منذ انفصاله عن جده الأول- في ظل الأديان, لذلك فإن استئصال هذا الإيمان كمن يستأصل الإنسان من القرد>>. كانت هذه آخر جملة ختمت بها كتابها الذي ألفته بعنوان "نحو عالم ملحد".قرأت هذه الجملة وأغلقت غلاف الكتاب الذي عقب تأليفها له تحولا كبيرا في مجرى حياتها. عادت بها الذكريات إلى يوم خرجت من بلدها العربي لأنها أحست أنها لن تمارس إلحادها فيه بالشكل الذي تريده وانطلقت إلى أوروبا باحثة عن الحرية التي كانت تنشدها، تاركة وراءها أمّا منكسرة لفراق ابنتها الوحيدة بعد أن خُيرت بين أمها والإلحاد فاختارته عن كل شيء. وحلت وسط ترحيب من كل الجهات وفي يدها كتابها الذي كان في الضفة الأخرى محل سخرية وازدراء وفي هذه الضفة جواز مرورها إلى العالم المثقف من أبوابه الواسعة. يعني لها هذا الكتاب الشيء الكثير،فكل ورقة فيه تذكرها بحقل أمها حيث كانت تجد لذة الكتابة وهي جالسة تحت شجرة من أشجاره أو مرتمية بين الحشائش التي تغطي أرضه. لذلك فكلما أخذها الحنين إلى صدر أمها فتحت هذا الكتاب لتقرأ فيه. سنين مضت تجري كالرياح. وهي مأخوذة بهذا العالم الجديد الذي فتح لها ذراعيه ليحتضنها مع ما تحمل من فكر إلحادي. وصفها البعض بأنها ملكة الإلحاد، والآخر بأنها امرأة لم يوجد في الأزمان مثلها، والآخر لم ير في كل ذلك سوى إضهاد وظلم دولتها - رغم أن خروجها جاء عن طواعية منها - وكتبت المجلات وأرخى صناع القصص لأقلامهم العنان وجُلب كل ذي حنكة في المسكنة الكاذبة ليؤلف ويسخر ويتظلم بالشكل الذي يخدم فيه مصالح لا يعرف كنهها حتى هو. سهرات ومؤتمرات ولقاءات تلت تلك الرحلة، وملأت خزانتها جوائز وشهادات ووو. كل ذلك فقط لأنها ألفت كتابا انطلق من بداية ظهور الإلحاد وختم بتبشير بأنه ستكون له السيادة. فكرت في نفسها قائلة: لولا تلك الرحلة لكنت الآن زوجة أحدهم في بيت مليء بالأطفال، قالتها والتفتت إلى فراشها حيث ينام رضيعها في براءة، وتذكرت بأسى حين أخبرتها الطبيبة أنها لن تلد بغيره. ابتسمت وهي تنظر إليه، وأحست بشيء داخلها لم تحسه يوما، حتى في وقوفها على المنصات لإستلام الجوائز ولا في قراءتها لمدح الجرائد لها. لا إن هذا النوع من النشوة اللذيذة تحسه فقط وهي تنظر إلى رضيعها. وتمتمت: شتان بين سعادتي بما صنعت من مجد وسعادتي بوجودك في حياتي. فكرت في هذا الإحساس بالأمومة الذي كان مجهولا عنها إلا بعد أن جربته بنفسها. وقالت في نفسها غريب حال الأديان كيف استطاعت إقناع الناس بإنتقاص المرأة رغم هذه المسؤولية الصعبة التي تحملها والتي هي ضمان استمرار النوع البشري على الأرض. أتساءل هل يستطيع العلم توفير أرحام اصطناعية بدل هذه المشقة التي تتحملها النساء. ماذا لو استطاع؟؟ كيف سيكون حال الأديان آنذاك تجاه المرأة؟؟. لو فعلها العلم سنستطيع كسر شوكة الأديان. أشاحت بهذه الخاطرة عن ذهنها وقامت إلى رضيعها وحملته بين ذراعيها وقبلته وفي داخلها ذلك الإحساس الذي لا تستطيع تفسيره ولا وصفه؛ مزيج غريب من السعادة والفرح والحنين. رأت في عيني رضيعها كل أحلامها تتحقق بغد إلحادي بكل المقاييس. وعدت نفسها أن تخلص له في التربية حتى يكون المثال العالمي لرجل ملحد. أعدت كل الظروف الملائمة له ليكون كذلك؛ انها في بلد الحريات المطلقة ,ولديها زوج لا يحمل أي ذرة من الإنتماء الى العرب ولا إلى دينهم. وقد نظّرت في كتاباتها بما يكفي -ابتداء من الولادة حتى الوفاة- لحياة ملحد والآن لم يعد أمامها سوى الخروج من عالم التنظير إلى عالم التطبيق لتحقق النجاح المثالي لنظرياتها. نظرت إلى رضيعها مجددا وقالت له من حسن حظك أنك ستعيش بدون أي ماض ديني. ستضرب للعالم صورة مثالية للملحد الذي حلمت به. وللحديث بقية إن شاء الله تعالى |
#23
|
|||
|
|||
ليس مثلك أحد في هذا الطرح أ / زينب
طرح شيق جداً جداً بارك الله فيك ورقاك في الخيرات ماأنتِ أمله متابعة
__________________
ياميسر كل أمر عسير يسر لي آمري فـ إن تيسير العسير عليك يسير
|
#24
|
|||
|
|||
بارك الله فيك عزيزتي
واللهم آمين ورزقك الله أجر ما دعوت وزيادة |
#25
|
|||
|
|||
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جلست في قاعة الإنتظار، تستمع إلى دقات قلبها وهي تخفق بشدة، وابنها في الداخل يخضع لعملية جراحية على جهازه التنفسي. التفتت إلى زوجها وهو يجلس على كرسي في القاعة وقد إصفر وجهه وملأ عينيه الدمع. فاقتربت منه في هدوء وجلست بجانبه وقالت: حين تشترك الإنسانية في هذه المشاعر، يهرع المتدينين إلى آلهتهم ليعلقوا عليها الأماني والآمال بإنقاذ مرضاهم. فالمسلمون يلجؤون إلى السجود طالبين الشفاء من ربهم الذي يلتقيهم في صلواتهم. والنصارى يحملون أنفسهم إلى الكنائس ليسترسلوا في جلسة الإعترافات والرجاء وكأنهم بين يدي طبيب نفسي. والبوذيون يحملون القربات إلى الثماتيل لتشفي مرضاهم. ايه كل يهرب إلى إلهه ليلقي عليه جزء من الهم الذي يحمله. وهذا يشكل عائقا كبيرا لنا نحن الملحدين. فحتى لو استطعنا زحزحة الإيمان بالإله داخل الإنسان, فإنه عند هذه المحطات سيعود مهرولا إليه، ليقايضه بالعودة إلى أحضان الدين مقابل الشفاء، وبعدها إما ملحدا حاقدا على الآلهة ( إن مات المريض) أو مؤمنا متوجسا خائفا ( إن عاش المريض). سنخوض معركة ضارية لإنتزاع بقايا الأديان من العقول. دار صمت بينهما ثم أردف زوجها قائلا: هل أنت متعبة؟؟ قالت له: لن أذهب للنوم وكف عن الإلحاح في ذلك، ففي الداخل يرقد جزء مني تحت رحمة الأطباء فرد عليها في برود أعصاب: لا تستعجلي الفهم عني؛ فأنا أسألك لأقول لك ماذا لو أزلت الكرسي من تحتك وتركتك معلقة في الهواء، كيف ستشعرين؟؟ ستحسين ثقلا إضافيا على ثقل الخوف من نتيجة العملية. هذا ما يفعله الإله بالنسبة للمتدينين إنه يعطيهم قوة لتحمل المشاق التي تفرضها الطبيعة علينا. في هذه اللحظة بالذات أحس أنهم يكونون أحسن حالا منا، لأن آمالهم معلقة على شيء يعتقدونه قويا وآمالنا معلقة على رجل يرتدي بذله بيضاء درس بضع سنين في مدرسة يعرف فيها جزء بسيطا جدا من كلٍ خارق جيدا الذي هو جسم الإنسان. رمقته بنظرة حادة وقالت: هل أفترض أنك من الذين تحدثت عنهم بأنهم يفرون إلى الأديان بسرعة؟؟ لا يا عزيزي ليسوا أحسن حالا منا لأننا نشترك معهم في كل شيء في الإحساس بالخوف وفي النتيجة التي سيصل إليها المريض. ليست هناك معجزات تنقذ المرضى هناك مهارة الطبيب المعالج ومدى علمه بالحالة التي بين يديه. سيحتاج الطب لأن يتطور أكثر من هذا حتى يكسب ثقة الناس به لدرجة تساعدهم على تقبل فكرة أن من يملك الدواء هو ذلك الذي طوره في مختبرات مجهزة بأحدث التقنيات وليس في كتب الأديان المشبعة بالأساطير والخرافات. إن أي إحساس إضافي الآن لن يزيح عني هذا الخوف. أفترض أن الفكرة واضحة بالنسبة لك؟؟ قال لها في ألم: ما يشغلني الآن هو حال إبني ولا أهتم بالحوارات حول المشاعر فهي لم تكن في عالمك حاضرة يوما وكنت دائما ترددين أنها تنتج عن تفاعلات كيميائية ولا أذكر ماذا أيضا. تمتمت قائلة: حين يكبر إبني ستقتنع أن كل ما أقول هو الصواب. وعندها فقط ستعرف أن الأديان ليست سوى أفيون يستعمله كل حسب حالاته. التفت إليها زوجها وقال: ثلاث ساعات ونحن نجلس هنا في ترقب وانتظار تلعب بنا الأفكار السيئة وتميل بنا في مختلف الإتجاهات، بقدر ما هو العمر صغير جدا بقدر ما تضيع أجزاء منه في لحظات دون هدف. نتهم الآخرين بأن الدين مجرد أفيون ونحن نتمنى في هذه اللحظة أي أفيون لنهرب من هذه الأزمة التي تكسرنا. والتفت إليها وقال لم أقل كلامي لتردي عليه فأنا أتحدث لألهي نفسي فقط. وضعت يدها على فمها في إيحاءة بالصمت وقامت إلى نافذة الغرفة لتطل على الحديقة. وما هي إلى دقائق حتى خرج الطبيب وأخبرها بنجاح العملية وأن ابنها بخير فالتفتت إلى زوجها وقالت له مبتسمة: هل ربحنا ملحدا أم مؤمنا؟؟ ابتسم ورد عليها في عفوية : بل أبا مسرورا. وانطلقا إلى الغرفة يتسابقان الخطى للإطمئنان على ابنيهما. وللحديث بقية إن شاء الله تعالى |
#26
|
|||
|
|||
موضوع قيم ذا معاني ومدلولات عميقه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا أختي الفاضلة زينب من المغرب قصة رائعة ذات معاني قيمة ولكن لابد في النهاية أن ينتصر الحق ويتبدد الظلم ونور الله باق والاسلام سيظهره الله والشرك والالحاد سيبطله الله فالله إذا أراد شيء قال كن فيكون ولكن الله امتحن الفلوب وهذه مهمة المؤمنين بيان الحق على الرافضة والملحدين والمتنصرين والمشككين وينبغي بذل الجهد والمثابرة في كل صعيد وفي كل ميدان اعاننا الله على فعل الحق وعمل الحق ان الله على كل شيء قدير بارك الله فيك وسدد الله خطاك على طريق الحق انه ولي ذالك وإنه على مايشاء قدير موضوع قيم ونحن بانتظار المزيد |
#27
|
|||
|
|||
جزاكم الله خيرا أيها الفاضل
نسأل الله أن يستعملنا ولا يستبدلنا |
#28
|
|||
|
|||
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم آمين ننتظر المزيد أختي الفاضلة |
#29
|
|||
|
|||
في الإنتظار
__________________
ياميسر كل أمر عسير يسر لي آمري فـ إن تيسير العسير عليك يسير
|
#30
|
|||
|
|||
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخيرا نطق ابنها بأول اسم وقال في تعثر: بابا. نزلت دمعة من عينيها وهي تسمعها ضمته بقوة وقبلته، أحست أن العالم كله يصفق لها لأن ابنها نطق بهذه الكلمة لم تكثرت إن كان لم ينادها هي ولكن المهم عندها هو أنه تكلم. فرحة لا تعادلها فرحة أن نطق فلذة كبدها. قالت في نفسها: آه كم هي جميلة هذه اللغة التي تتشكل من رموز وعبارات تعطي لأفكارنا وجودا واقعيا، لم يفكر الفلاسفة وهم يكتبون عنها ويسبحون في طياتها بهذه الفرحة التي تغمر نفس الأم عند أول كلمة يتلفظها إبنها. تتبخر كل التعاريف الفلسفية من الذهن وتحل محلها فرحة عارمة وكأن كلمة "بابا" جاءت لتنسف كل العلوم التي اهتمت باللغة من مخيلتي. آه يا ولدي وكأني بسماعي لهذه الكلمة قد حققت حلمي بأن أتجاوز الزمن لأعود إلى اليوم الذي استطاع فيه الإنسان اختراع هذه الخاصية التي شكلت حدا فاصلا بينه وبين كل مخلوق تطور عنه. وكأنني أشهد تلك الإبتسامة في عينيه وهو يحرك شفتيه لأول مرة ويتلفظ بأولى كلماته. رغم أنها مجرد تفاسير شخصية خاض فيها علماء الفلسفة إلا أنني أحس أنها أقرب إلى التصديق وأنا أسمع هذه الكلمة من فم ابني. يالعار الأديان يحرمون الإنسان كل إنتصاراته وينسبونها إلى إلههم ليضفون عليه طابع القوة والحكمة والغلبة. كم عانا ابني ورمى الحروف مبعثرة قبل أن يلفظ كلمة صحيحة أخيرا ليحاكي ما تسمعه أذناه. فكم من الجهد تكبله الإنسان الأول ليحاكي أصوات الطبيعة ويصنع كلمة من غير محاكاة؟؟ وفي الأخير يأتي من ينسبها إلى وهم لا يوجد إلا في خيالات المتدينين. كم يتنكر هذا الإنسان لمجهود جده الأول. ينسى أن طاقاته غير محدوده لقد وصل إلى القمر بعلمه وبحثه وكده ولا زالت المسيرة ماضية. أتساءل إن بقي بعد مئات السنين متدينين هل سينسبون هم الآخرون وصول الإنسان إلى القمر إلى إله؟؟ مجرد هراء هذا الذي يتناقله هؤلاء المتدينون. وأعادت النظر في عيني ابنها وهي تحتضنه بين ذراعيها وقالت له: قل بابا فرددها في تعثره الأول: بابا تمنت لو أنه يستمر بسرعة في تلفظ الأسماء بسرعة. وتمتمت: وأخيرا سأنتقل معك أيها الغالي في حلقة التواصل من مرحلة الإشارات البطيئة إلى مرحلة الضخ السريع للمعلومات. أخيرا سنبدأ مشوارنا في التأسيس لمدرسة الإلحاد الجديدة التي لا تهزمها الأديان أبدا. ابتداء من اليوم أستطيع أن أقول بدأت رحلة الغوص في أعماقك لأضع كل فكرة في مكانها الصحيح دون أن تخضع لإرهابات وآمال الأديان الواهية. سنبحر في عالم لا يوجد فيه غيب ولا يوجد فيه عاقل غيرنا. عالم كل قواعده مدركة بالحواس وقابلة للأخذ والرد. وللحديث بقية إن شاء الله تعالى ************************************************** ************************* على هامش القصة: رجاء اقرأ هذا الدعاء: اللهم يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على دينك |
#31
|
|||
|
|||
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد الآنتضار ان الآمومة بتكوينه عجز العلم عن تحليله بما فيه من صفات كميائية وفسليوجية تفرز طاقات عظيمةتجاه الامومة هي عالم بحد ذاته لايعرف قوته الافي حلات وفترات تمر فيها المرأة فحنان الام هبة الرحمان . فقصة الاخدود اكبردليل عندم أنط الله فلذة كبدها وقال اماه لاتخافي انك على الحق المبين وعندما وعندما حضرةا لوفات احد الفتيان فلم يستطع قول الشهادة امر الرسول الكريم محمدصلى الله عليه وسلم ان ئتيت امه وان لم تستطيع قال حبينا أنا آتيها فقال لها وقد أخبره المولى جل في علاه غضب أهه عليه فقال الرسو ل الحنون أمر بحفر حفرة وامر أن يوقد النار فيها وقال ان لم ترضي عليه سنلقيه فيها ولكن قلبها الحنون رفض هذه ورضيى على قطعته الثانية فقال الان لقنوه فنطق أشهد ان لا اله الا الله وأشهد أن محمد رسول الله ولكن الامر ةلس كذالك فهنالك من هوارحم منكن على أطفالكم كما حدث مع رسولنا محمدصلى الله عليه وسلم بعد أن وضعت الحرب أوزرها فرىء الرسول أمرئة ترضع ابنها فنضر الى الصحابة وقال اترو تلك المرأة أطارحة إبنها في النار لل الله ارحم من الأم على ولدها وان علوم العباد مهما زادت ومهما ارتقت فعلمه نقطة في بحر العلوم وكل اختراع وكل سابقة علم علّمنا بها سيد العارفين والمنصفين بما علمه الله بها ونجدها في سنتة حبيبنا محمد عليه خير الصلاة والتسليم والالحاد علم متشت لاأصول ولافصول له ولابد له في النهاية الرجوع الى المحسوسات والمدلولات التي تنير دربه في صور الحق التي أظهرها الله على عباده فيجعل الله في قلبه القبول وعند ها يبد ء الصراع الحقيقي صراع الحق والباطل فخصمه الحق واعوانه على الحق هواه والنفس والشيطان وهذا الصراع الذي فيه امتح الله قلوب المؤمنيين اللهم انصرنا على أنفسنا وتبت أقدمنا وأنصرنا على القوم الظالمين اللهم آمين جزاك الله خيرا" قصة رائعة ننتظر المزيد |
#32
|
|||
|
|||
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومرت الأيام تجري والطفل يرتقي في تقليده لكلمات أمه ويحفظ بعض الأغنيات ويرددها بتعثر وتقطع، فتسقط في صدر الأم سقوط الجواهر النفيسة في صندوق فقيرة. تضمه وتبتسم له وتكرر بنفس تقطعاته، وكأنها بذلك تعود إلى الطفولة حيث أصبحت العودة مستحيلة. كانت مأخوذة بعالمه الجميل. تجري معه طول اليوم وتقفز وتغني. تمنت أن لا تنقضي تلك اللحظات. لكنه آن الأوان ليهجرها لساعات كل يوم. وقفت أمام باب المدرسة تودعه، تقدم خطوتين والتف ليراها تلوح له بيديها فعاد سريعا إليها وقال لها لا أريد أن أذهب وبدأ في البكاء. رفعته إليها وضمته وهي تمسح على رأسه وتسكته لكن دمعها خانها فبكت هي الأخرى. أحست وكأنه يؤخذ منها عنوة. قالت لها المدرسة وهي تبتسم: هذا حال الأطفال في اليوم الأول، لكن الأمهات من النادر أن يتصرفن مثلك. مسحت دمعها وردت : يعز علي أن أرى دمعه. وقبلته فأخذته المدرسة بسرعة وهو يصرخ، انقطع الصوت بعد أن أغلقت الباب وراءه. كانت خائفة عليه مما سيحمل لها من أفكار عليها أن تخضعها لمصفاة الإلحاد لتحذف كل أثر للدين منها. ومرت الأيام بسرعة واعتادت أن تسأله عند كل رجوع, ماذا درست؟؟ ماذا قال لك زملاؤك؟؟ فتصحح له في كل مرة. في إحدى المرات كان جالسا يتفرج في موسوعة الحيوانات (كتابه المفضل) بينما كانت هي منهمكة بالكتابة، ظل مدة طويلة لا يحرك ساكنا, قامت إلى مكتبه الصغير فلم يلتفت إليها وظل يحدق في الصورة التي أمامه، نظرت إلى الصورة كانت لطائر اللقلاق الأبيض وهو يطير ,احتلت الصورة كل الصفحة بشكل بدى معها منظر الطائر جميلا جدا اقتربت منه وقالت: يبدو جميلا هذا الطائر أليس كذلك؟؟ فرفع عينيه إليها وقال: هل هذا هو الذي حملني إليك؟؟ استغربت وقالت له: كيف حملك إلي؟؟ قال لها: أجل, لقد أخبرني صديقي أن أمه تقول, بأن هناك طيورا بيضاء تحملنا من جزيرة بعيدة إلى البيوت فنصبح أبناءكم هكذا نخلق. ابتسمت له في محاولة منها لإخفاء امتعاضها من هذه القصة السخيفة التي يرد بها النصارى على أطفالهم حين يسألونهم كيف ولدوا. ثم قالت له: لا ليس هكذا خلقت أبدا. ثم أردفت وهي تمسك بيده : تعال معي سأريك كيف خلقت. فتحت جهاز الحاسوب وبدأت تشرح له بالتفاصيل الدقيقة لم تتوانى في فتح أي موقع أو صورة، أسهبت في الشرح والطفل مأخوذ بما تقول، من عادته أن يمطرها بوابل من الأسئلة في خلال شرحها لكن هذه المرة ظل جامدا ساكتا، لم يتحدث، ينظر إلى الصور وإليها في ذهول غريب. لم تسأله كما عادتها هل فهم أم تعيد، بل استرسلت في شرحها. إلى أن قال لها في لحظة مفاجئة: توقفي لا أريد أن أرى أو أسمع المزيد. فالتفتت إليه وقالت في استغراب: لماذا؟؟ فرد بعفوية: أنت تكذبين فالطائر هو من يحملنا إليكم وهذا الذي أرى لا يمكن. تمنت لو تستطيع الرد عليه كما كانت تفعل أمها: ستفهم حين تكبر، لكن لم يعد هناك مجال لهذه الجملة فقد حرقتها بأسلوبها في التربية الذي يقوم على طرح كل شيء كما هو دون أخذ السن بعين الإعتبار. ظل الطفل طول اليوم لا يحدثها ويتهرب منها، يسألها كل مرة متى سيحضر والده. وأخيرا جاء الأب جرى إليه بسرعة وتعلق به وبدأ يحكي له عن الطائر وعما قالت له والدته، نظر إليها زوجها وقال لها: أما كان عليك الإبقاء على فكرة الطائر إلى حين. قالت له: كنت فضلت أن أقول له أن إله المسلمين يضعنا في بطون الأمهات ويخرجنا منها كما قالت لي أمي على أن أسمح لهذه الفكرة الغبية عن الطائر أن تعشش في رأس إبني. رد عليها بغضب: هل التربية الجنسية تكون لطفل لا زال لا يدرك معاني الأحاسيس الإنسانية لأن جلها لا زالت في حالة سكون؟؟ هل أضرت بك فكرة أن تعرفي أننا ولدنا غير ما قالت لك أمك قبلا؟؟ فردت في غضب هي الأخرى: لقد إضطررت إلى إعادة بلورة كل ما في ذهني على حسب الفهم الجديد بعد أن كانت قاعدته تفسير أمي. لقد اختصرت عليه الطريق حتى لا يكون عرضة لأي انتهاك لا فكري ولا غيره. فتمتم وهو يغادر إلى غرفته: أفضل أن أخسر الإلحاد على أن أخسر إبني. فقالت وهي ترفع صوتها: شكرا على هذا الإستسلام عند نقطة البداية تبعه إبنه وظل متعلقا به طيلة ذلك اليوم، حتى أنه لم يشأ النوم إلا معه. مرت الأيام، وعاد إلى الإلتصاق بأمه,بعد أن كاد يتخذها عدوة, وفي مرة سألته: ما رأيك في الطائر الأبيض؟؟ فصدمها قائلا: إنه من يحملنا إلى أمهاتنا. فقالت له: لماذا لا تزال مصرا على هذه القصة الكاذبة؟؟ فأجاب بتلقائية: لأنها جميلة. أيقنت أنه استهجن الحقيقة ولكنه على الأقل يعلمها ولم تلق بالا إذا ما كان مصدقا أم لا لما قالت له. وللحديث بقية إن شاء الله تعالى |
#33
|
|||
|
|||
لكِ
__________________
ياميسر كل أمر عسير يسر لي آمري فـ إن تيسير العسير عليك يسير
|
#34
|
|||
|
|||
|
#35
|
|||
|
|||
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أحب الساعات إلى قلبها حين ترقد إلى جانبه في فراشه لتروي له عن بعض القصص التي تذكرها عن طفولتها بعد أن تقوم بإزالة الآثار الدينية منها. نامت إلى جانبه في ليلة وقالت له: حبيبي سنروي اليوم قصة الجدة المريضة وحفيدتها التي تحمل الطعام إليها في خوف من الذئب الذي يطاردها. نظر إليها مدة ثم قال: ما معنى جدة؟؟ فقالت له: هي أمي أنا أو أم أبوك فهما بالنسبة لنا أما وكلاهما تكون جدتك فقال لها: وأين جدتي أنا؟؟ أحست غصة في حلقها وأتبعتها بسرعة: لقد ماتت. فقال لها: وأين هي الآن؟؟ فأجابته: ميتة لقد دفناها تحت التراب. فصمت لحظة طويلة، فلم ترد أن تقض عليه صمته وكأنها تستغل هذه الفرصة لتفكر في ما سترد به إن سألها ما تتوقعه. وكان ما توقعت، رفع عينيه المثقلتين بالنوم وقال لها: كيف يموت الناس؟؟ فنظرت في عينيه وقالت له: ألا تريد أن تنام على قصة جميلة؟؟ رد عليها: هل الموت شيء قبيح؟؟ أحست وكأنها وقعت في مصيدة، فكرت في داخلها: << صعب هو الموت يا عزيزي، إنه يعني نهاية كل شيء، إنه يكسر كل الأفكار والأحلام، يعني نقطة لا سطر بعدها.آه كم يكدر هذا الموت علينا من فرحة. بقدر ما يبدو الموت محفزا في دين أمي بقدر ما يبدو في إلحادي ظلاما مخيفا وعدما ينتظر الإنقضاض عليك في أية لحظة. >> وضع راحته على جبينها وقال لها: ألا تعرفين الموت أنت أيضا يا أمي؟؟ فقالت له: ومن الآخر لا يعرف الموت؟ قال لها: المدرسة سألتها ماذا يعني الموت فبكت ولم تجبني. فقبلته وقالت له: بالعكس يا ماما فأمك تعرف أجوبة كل الأسئلة التي في ذهنك. إذا سألتك"أين كنت قبل أن تولد؟؟" أكيد لا أنت ولا أحد غيرنا يعرف. كذلك الموت إنه نهاية لا نعرف ماذا بعدها. فقال لها: لكنك في المرة السابقة حين تفرجنا في الحاسوب شرحت لي أن الإنسان كان مقسما بين الأب والأم التقيا وأعطيا إنسانا جديدا. فكيف سيعود هذا الجسم الكبير صغيرا جدا من جديد وينقسم مجددا بين الأب والأم؟؟ حتى في قصة الطائر الأبيض فإنه لن يستطيع حملنا ونحن كبار ليعيدنا إلى الجزيرة. أحستها فرصة لتبطل حكاية الطائر من رأسه. فقالت في سرعة: أرأيت ألم أقل لك إن حكاية الطائر مجرد كذب؟؟ فرد عليها: ولكن حتى حكايتك لم أفهم منها معنى الموت؟؟ فقالت له: اسمع عزيزي حين يقف الإنسان عن الحركة ويصبح جامدا لا يتحرك كالطاولة؛ نعرف أنه مات ولم يعد فيه روح.فنحمله في صندوق إلى حفرة كبيرة ونضعه فيها حتى لا يأكل لحمه الوحوش. فرد عليها: وإن عاد للحركة كيف سيخرج وهو في ذلك الصندوق؟؟ فقالت له : لا لن يعود إلى الحركة أبدا. فألح قائلا: من قال لك ذلك ؟؟ فأتبعت وهي في غاية الإنزعاج من هذا الموضوع الذي تكره الخوض فيه: عزيزي, الإنسان حين يموت يبدأ جسمه في الذوبان كالثلج وينتهي شيئا فشيئا حتى لا يبقى منه شيء. فلا يعود موجودا أبدا ولا يرجع يوما إلينا. فرد عليها: هل سأموت أنا أيضا؟؟ فضمته وقد أحست الرعب في عينيه: عزيزي لا تفكر في الموت الآن فأنت لا زلت صغيرا ولا زالت أمامك الحياة لتعيش فيها وتنموا ويصبح جسدك كبيرا وقويا. فكر في اليوم كيف كان جميلا ورائعا.فكر في الغد ما هي اللعبة التي ستلعبها مع صديقك. وقبل أن يسألها مجددا أتبعت بسرعة: ألا تريد سماع قصة الجدة والحفيدة إنها جميلة جدا؟ فرد عليها: أجل. استمرت تزيد في القصة وتؤلف من عندها حتى ينام, وكلها توجس من أن ينبش موضوع الموت من جديد خاصة وأنه كان يسهو بعيدا عنها خلال سرد القصة. بعد أن أغلقت باب غرفته وجدت زوجها يقف خلفها، ارتعدت من وقفته وقالت له: ما بك؟؟ فرد عليها: هل من مشكل مع الولد؟؟ فقالت له: ذبحني بأسئلته، كان يسألني عن الموت. فرد عليها: والأكيد أنك بدل طمأنته زدت الطين بلة. نظرت إليه في سخرية وقالت له وهي تخطوا بعيدا عنه: يمكنك تأجيل هذا المزاح إلى الصباح فلست في مزاج للرد عليك الآن. ..........في منتصف الليل. استيقضت على صراخ إبنها، فقامت هي وزوجها في نفس الوقت وذهبا يجريان إلى غرفته. بمجرد أن فتحا الباب وجداه يجلس في فراشه ويضع يديه على عينيه وهو يصرخ. ضمه والده وقال له: ما بك حبيبي؟؟ فقال له: أخاف من الموت. إنه يريد أن يأخذني . نظر إليها بسرعة وقال: شكرا على دروسك الوردية. أشاحت بوجهها بعيدا عنه بينما حمله هو إلى غرفته وهو يقول له: لا يا عزيزي لا تخف فالموت لا يستطيع أن يدخل البيت إلا بعد أن أسمح له أنا. فقال له: صحيح يا بابا. فرد عليه: أجل وماذا تعتقد؟؟ إنه لا يدخل البيوت حتى يطلب الإذن من صاحبها. فضمه الولد وهو يقول: ولكنك لن تسمح له بالدخول. فرد عليه: لا طبعا وهل أسمح للموت أن يأخذ مني ولدي الجميل. ظل ساعتين يغني له لينام. ثم نام بجانبه. بينما ظلت الأم ساهرة طيلة تلك الليلة تفكر في نفسها وقد وقعت في حيرة من أمرها: هل يرفض عقل الإنسان الحقيقة ابتداء, أم أنها عاجزة عن إختيار الوسيلة الجيدة لإيصال هذه الحقيقة إلى فكر إبنها. أينجح المتدينون -بخرافاتهم- في صنع نفسية قوية لأطفالهم وتخسر هي-بقول الحقيقة الواقعية- إبنها شيئا فشيئا ؟؟ وللحديث بقية إن شاء الله تعالى |
#36
|
|||
|
|||
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جلس الثلاثة إلى مائدة الإفطار في صمت رهيب، حتى الطفل كان صامتا يتنقل بنظراته بين والديه. فجأة كسر الصمت قائلا: أمي متى يأخذ الموت الناس؟؟ رفعت بصرها عن فنجان القهوة ونظرت في عيني زوجها وكأنها تقول له تفضل اشرح أنت، لمس الوالد يد إبنه وقال له: لماذا تفكر في الموت يا عزيزي؟؟ إنه بعيد عنك الآن، انسه. تصنعت ابتسامة وقالت بدورها: لو كان الناس يخافون من الموت هل تعتقد كان يستطيع أحد أن يسوق السيارة لتدهسه أخرى؟؟ هل كان هناك من سيركب طائرة وهي معرضة للسقوط؟؟ هل كان الناس سيسبحون في البحر وهو كبير ومخيف؟؟ لم يكن ليتحرك أحد من مكانه حتى لا يتعرض لحادث ويموت. إن الموت يا عزيزي لا يفكر فيه إلا الخائفين، الموت ضعيف جدا ولا يستطيع أن يهزم الأجسام القوية التي تتغذى جيدا. حاولت تحفيزه وإلغاء الفكرة من رأسه، لكن الفطرة تأبى إلا أن تتعلق بقوة تحميها من مخاوفها. التفت إلى والده وقال له: لكن حتى لو أتى فأبي لن يسمح له أن يأخذني. اغرورقت عيناها بالدموع وهي ترى في عينيه إحساس الأمان الذي افتقدته منذ غادرت بلدها وحضن والدتها الدافىء. تمتمت في داخلها:<<كم هو رائع هذا الإحساس، أن تشعر أن هناك قوة أكبر منك تحيط بك وتلفك بالأمان. رغم أنه إحساس كاذب إلا أنه جميل . لم يعد إنسان من الموت ليصف لنا هل هو مؤلم، لكن إحساسنا تجاه الموت ممتزج دائما بالخوف من الألم، ربما هذا الخوف من المجهول هو ما جعل الإنسان الأول يفكر في صنع قوة خارقة يرتجي عندها، وبما أن هذا الإنسان كان لا يزال غير متطور عاطفيا فإنه إضطر لمواجهة هذا الإحساس بتبني فكرة الإله.>> لم تشعر بزوجها وهو يخرج ووجدت ابنها جالسا وهو يقول لها: ماما ألن أذهب إلى المدرسة اليوم؟؟ ابتسمت وقامت من مقعدها وهي تقول بأعلى صوتها وكأنها تنفس عن حزن داخلي: هيا بنا إلى المدرسة. ..... حضر زوجها للغداء كما العادة، جلس إلى الطاولة ولم ينطق ببنت شفة إلى أن أنهى طعامه. ثم نظر إليها مطولا وقال لها: ألا تلاحظين يا عزيزتي أن الطفل غير قادر على إستيعاب الأفكار الإلحادية التي تغرسين في رأسه؟؟ فردت في استغراب: أي إلحاد؟؟ لا أفعل سوى نقل الملموس له في شفافية تامة. فقال لها: لكنك تنسين أن عدم إكتمال نضجه العاطفي والمعرفي يقف سدا منيعا بينه وبين تقبل هذه الحقيقة كما نراها نحن الملاحدة. ألا تعرفين أننا تخطينا فكرة الخوف من الموت فقط لأننا دفناها تحت رغبتنا في تحقيق كل أحلامنا. نحن لم نلغ الفكرة أبدا من أذهاننا ولا زلنا عند كل خبر وفاة أحد نتذكرها فتسري في عروقنا رعشة مخيفة.إننا نتعامل معها كمن يدفن النار بالهشيم الذي لا يلبث أن يزيد إشتعالا كلما نحى بنا العمر نحو تلك النهاية. لقد إحتجنا إلى قدر كبير من التعقل حتى نخفي -وفقط نخفي- فكرة الموت من حياتنا. فهل تعتقدين أن الطفل لديه هذا الكم من التعقل ليتعامل معه كما نحن؟؟ نظرت إليه طويلا، حركت كرسيها قليلا، ثم قالت: هذا بالضبط ما أحاول تعليمه أريده أن يعرف الأشياء على حقيقتها فلا يحتاج إلى إيهام نفسه بأوهام يكتشف فيما بعد أنها مجرد نسج خيال أحدهم إضطر إلى إستهلاكه هو كوسيلة لتجنب الخوف. قريبا سيبدأ في التفاعل معنا بسرعة وسيصبح أكثر مرونة في تقبل الواقع. نظر إليها يائسا وقال وهو يهم بالوقوف: أخشى عليك أن تندمي لأنك تعاملت مع إبنك على أنه فأر تجربة. ردت في عصبية: اعلم أن إتهاماتك الجاهزة بدأت تزعجني فعلا. خرج من الغرفة وتركها فريسة إحساس بالإرهاق، من جهة, ابنها الذي يحمل لها في كل يوم أفكارا من زملائه كلها بحاجة إلى إعادة بلورة على الميزان الإلحادي ومن جهة, زوجها المستعد لأن يخسر الإلحاد عند أبسط ردة فعل من إبنه. وللحديث بقية إن شاء الله تعالى |
#37
|
|||
|
|||
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مرت الأيام والأشهر والإبن متذبذب بين مستهجن أفكار أمه وبين تائه باحث عن أجوبة أحسن عند زملائه ومدرسته كان يقضي معظم وقته داخل البيت بالمطالعة في موسوعة الحيوانات، ذلك الكتاب الذي لا يفارقه في جميع تنقلاته. قالت له في مرة:هل تريد أن ترى هذه الحيوانات حية؟؟ كانت بالنسبة له تحقيق لأغلى أمنية، ظل طيلة اليوم ينتظر والده ليذهبوا جميعا إلى حديقة الحيوانات الموجودة في مدينته. وحل في الحديقة أخيرا. طارت دهشته الممتزجة بقليل من الخوف سريعا وبدأ بالجري بين الأقفاص يرمي الأكل لهذه ويقلد صراخ هذه. كان في قمة السعادة وهو يعانق بعينيه عالمه الجميل بعد أن تحول من مجرد صور على كتاب إلى حياة تدب. كاد يضيع بين الناس من كثر تنقله بين الأقفاص. قال لأمه: أتمنى لو استطعت أن أسكن هنا فوق شجرة لأكون دائما قريبا من هذه الحيوانات الجميلة. ابتسمت له وهي ترى فرحة طفلها تتحول إلى بريق دافىء في عينيه. تنهدت من أعماقها والتفتت إلى زوجها الواقف بجانبها وقالت: منذ متى فقدت عيوننا هذا البريق من الفرحة؟؟ فقال لها ضاحكا: يوم خطوتنا الأولى في الإلحاد. فردت وهي مغضبة:ما بالك تتهجم على هذا المعتقد الذي أنقذنا من أوهام لم تفعل شيئا سوى حقننا بالأحقاد والأحزان والتوجس والخوف من ماذا ؟؟ من وهم. فأجابها: دعينا نستمتع بهذه اللحظات ولا نكدرها بحواراتنا الفارغة. لم تشأ التعليق على كلمة "فارغة" حتى لا يتحول الموقف إلى خصام التفتت إلى طفلها الذي قادته قدماه إلى قفص الشمبانزي. تعلقت عيناه به بشدة وهو يراقب حركاته وطريقة أكله للفستق وطريقة جلوسه.ظل يحدق فيه مدة طويلة قبل أن يلتفت لأمه التي كانت تراقبه مراقبة كيميائي لنتيجة تفاعل مخبري ويقول: انظري حركات هذا القرد، تكاد تكون كالإنسان. فابتسمت وقالت له: بل هو إنسان عجز أن يكمل نموه. لم يلق لجملتها بالا إذ لم تكن الظرفية للسرد ولكن كانت للمشاهدة الصامتة. علمت أنه تفادى جملتها عمدا. دار تساؤل في خاطرها: ترى كيف سيتعامل مع نظرية التطور؟؟ إنها كل الموجود للرد على أسئلته. وأخيرا عادوا إلى البيت بعد أن اقتلع منهم الإبن وعدا بالعودة قريبا ...... في مرة عاد من المدرسة وبعد أن ظل طيلة طريق العودة صامتا قال لأمه: هل صحيح أن أول إنسان كان قردا؟؟ فقالت في نفسها: من حسن حظك أنك تدرس حيث لم يقولوا لك أن أصله إنسان كان في السماء. ثم ردت عليه قائلة: ما رأيك أنت؟؟ ظل صامتا مدة من الزمن وقال لها: لا أدري لأنني لم أفهم الدرس الذي كانت تشرح المدرسة جيدا . فربتت على كتفه وقالت له: حسنا حبيبي في البيت سأشرح لك ذلك بالتفاصيل. وللحديث بقية إن شاء الله تعالى لنلتقي بتلقين التطور للفطرة |
#38
|
|||
|
|||
اقتباس:
اختي الفاضلة زينب من المغرب لقد ابدعتي وقصتك شيقة فهي بينى وبين الملحدة والشمعة بيننا ساعة تحرقني وساعة تحرقها ولكن لمن الغلبة ؟ والشمعة تحترق بقولها وتنير برده . وتلك أحجية العصر الذي نمر فيه يواكب عصرنا المتبع تارة والمخالف تارة أخرى صراع أزلي قائم . ولكن لابد ان تضيء الشموع في الظلامات وينشق النور الذي يعيد الحق الى نصابه . قصة رائعة فأنت المتميزة دائما |
#39
|
|||
|
|||
جزاك الله خيرا أيها الفاضل
|
#40
|
|||
|
|||
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جلست قريبة منه، جمعت كما كل مرة أمامها كل الوثائق التي كانت تحتفظ بها لهذه المناسبة. علمت أن هذا الدرس سيأتي وقته سريعا لذلك خططت له ودرست الأسئلة المتوقعة فيه بكل دقة. فتحت الكتب على مكتبها وبدأت بالقول: أتذكر عزيزي حين كنا في حديقة الحيوانات، ماذا قلت لك؟؟ فقال لها بدون تفكير: لا. فابتسمت له: لقد قلت لك إن القرد هو إنسان لم يكتمل نموه. فقال لها: لا أتذكر ولكن ماذا يعني هذا؟؟ فبدأت في السرد: عزيزتي إعلم أنه في يوم من الأيام في الزمن الغابر لم يكن أحد يعيش على هذه الأرض. ثم تجمعت بعض العناصر الأساسية لتكون الخلية ( سبق وشرحت له مجهريا كيف هي الخلية وماذا تعني..) التي قامت بالإنقسام, كلما تكون جزء منها انقسم إلى إثنين وهكذا بدأت تتشعب وتتجمع في كل مرة لتعطي كائنا على حسب الظروف التي تجمعت فيها هذه الخلايا. فقال لها: ولماذا لم تفترق بعد الإنقسام الأول أو الثاني؟؟ فردت مبتسمة: ألم نتعلم أن بعض الأسئلة تزول مباشرة إذا أحسنا الإنصات إلى الأخير. ولكن ربما تكون هناك التي تفرقت فماتت فقال لها: لقد قلت للمدرسة "أن من أحسن سمعا أحسن إجابة" فكتبتها في ورقة وعلقتها حتى نعمل بها كلنا وقبلتني على ذلك. فابتسمت وضمته إليها وهي تقول: أنت ولد ذكي يا حبيبي. ثم أتبعت كلامها: الآن لدينا بعض الكائنات تكونت وبدأت تطور نفسها على حسب الحاجة. فنتيجة وجود الأشعة وتفاعل هذا الكائن معها جاءت العين و كان لصدور الأصوات من الصواعق والبرق وغيره سببا لظهور الأذن وكلما طور هذا الكائن عضوا إلا وجعل له وظيفة تناسب إحتياجاته . ونشأت بعد ذلك كائنات غريبة وبدأت تتزاوج بين القوي منها فقط فيموت الضعيف والمشوه ويبقى الأقوى منها الذي ينقل صفات القوة إلى إبنه وهذا الأخير يقوم بتطويرها وهكذا إلى أن ظهرت كل هذه الكائنات والحيوانات. فقال لها مقاطعا: هل أطرح سؤالا؟ فأجابته باسمة: تفضل حبيبي. فقال: وتلك الخلية الأولى هي نفسها التي تكون أجسامنا؟؟ فقالت مجيبة: لا طبعا فالخلية الأولى كانت غير متطورة ولكن التي نملك حاليا متطورة جدا. ثم منعا لمزيد من الأسئلة تابعت دون أية فاصلة. وبدأت الكائنات تنفصل عن بعضها البعض وتنتشر في الأرض فتطور نفسها وتنوعها بعيدا عن تلك التي جاءت عنها. إلى أن وصلت في التطور إلى القرد. فهو الحيوان الأكثر تطورا في إتجاه الإنسان. ومن هنا أكمل القرد تطوره ليعطي إنسانا فيما بعد. أو ربما أن الإنسان والقرد لهما نفس الجد وهما أخوين وليسا أب وإبن. فالعلم في هذا لا زال لم يثبت شيئا* وصمتت قليلا لتستشعر وقوع شرحها على عقل إبنها. ظل هو الآخر صامتا يفكر ثم قال لها: هل هذا يعني أننا كنا قرودا في زمن ما؟؟ولماذا اخترنا التحول إلى قرود وبقي القرود كما هم؟؟ فردت وهي تحافظ على إبتسامتها العريضة: لا ليس بالضرورة أن القرد كان إنسان ولكن إفتراضات العلماء تقول أنهم ينتمون لنفس الجد. فقاطعها بعفوية: وكيف هو هذا الجد؟؟ فقالت له: لا نعرف المهم قد انفصل عنه الإنسان والقرد. أو ربما القرد ومنه الإنسان فقال لها: ولماذا لم يتحول القرد؟؟ فقالت له: لقد قلت لك ليس بالضرورة أن يكون القرد هو جد الإنسان فقد يكون أخا له فحسب. كانت أجوبتها الركيكة مدعاة لسيل من الأسئلة في دماغ الطفل. سأل وسأل وسأل وكانت كل الأجوبة مبهمة بالنسبة لعقله. كان يفكر في هل يعقل أن يكون أصله من ذلك القرد القذر, الذي يفرك جلده بطريقة تثير إشمئزازه؟؟ ثم سألها: أمي لماذا لم نطور جناحين كالطائر؟؟ فردت عليه: ولكن لدينا الطائرة فما حاجتنا إلى الأجنحة. فأصر: أمي الطيران جميل فلماذا لم تكن لنا أجنحة؟؟ فردت قائلة: حبيبي الإنسان أوقف التطور بأن طور لنفسه عقلا فانتقل إلى مرحلة فهم الواقع والإبتكار فيه إعتمادا على وسائل وآلات. فقال لها: وليس للحيوانات عقل؟؟ فردت: طبعا الإنسان هو الوحيد العاقل. استمرت تشرح وتسهب لتقنع فطرة نقية بأن أصلها حيوان. فقال لها في لحظة : أمي, أين هو ذلك الإنسان الذي نصفه حيوان؟؟ وكانت الصدمة في كيف تشرح الحلقة المفقودة؟؟ فردت عليه: حبيبي هذا هو مازال العلم يحاول إكتشافه*. فلازالت الحفريات مستمرة للتنقيب عن هيكل عظمي لهذا النصف إنسان وكل ما نملك هو هيكل عظمي لقردة تكاد تكون في مظهرها كإنسان لكنها أقرب إلى القرد منا. بينه وبين نفسه تدور أسئلة وحكاية أمه لم تلقى في صدره ترحيبا البتة ثم التفت إليها قائلا: أمي هل أنت متأكدة من هذه القصة؟؟ فطمأنته: حبيبي ألم تشرحها لكم المدرسة؟؟ تأكد أنني متأكدة منها كتأكدي أنك إبني. فقال لها في الأخير: أمي هل يمكن أن نعود إلى حديقة الحيوانات غدا؟؟ فقالت له : ولم؟؟ فرد عليها: لأنك وعدتيني هل نسيتي؟؟ فضحكت وضمته إليها وهي تقول: حسنا لا عليك عزيزي غدا نذهب. وللحديث بقية إن شاء الله تعالى __________________________________________________ ____________________________ * على أساس أنه أثبت شيئا من التطور الذي يفتتح الحديث فيه بنفترض ويخرج منها بمسلمة دون إستدلال منطقي أو تجريبي يذكر |
أدوات الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | الأقسام الرئيسية | مشاركات | المشاركة الاخيرة |
النوم بين الظل والشمس | معاوية فهمي إبراهيم مصطفى | السنة ومصطلح الحديث | 0 | 2020-02-06 04:08 PM |
ما هي القنطرة | معاوية فهمي إبراهيم مصطفى | السنة ومصطلح الحديث | 0 | 2020-02-06 11:05 AM |
الكلب الاسود | موحد مسلم | الشيعة والروافض | 0 | 2020-01-24 03:18 AM |