جديد المواضيع |
للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب |
منتدى السنة | الأذكار | زاد المتقين | منتديات الجامع | منتديات شباب الأمة | زد معرفة | طريق النجاح | طبيبة الأسرة | معلوماتي | وادي العرب | حياتها | فور شباب | جوابى | بنك أوف تك |
|
|
أدوات الموضوع |
#41
|
|||
|
|||
اقتباس:
عموماً في الاثر قال اراها جارية أي اعتقد واضن انها جارية ......لم يقل في الحديث هي جارية او انها جاريه . كلمة اراها جارية لغلبة الضن فقط . أي اتوقع انها جارية . لم يثبت عن ابا بكر انه ادعى علم الغيب كما يقول الشيعة عن الاولياء . |
#42
|
|||
|
|||
اقتباس:
هناك كرامات ومنها التخاطر . اماً تدعي الله لأبنها ويفك قيده . رجلاً يبحث عن طفلته الضائعه ويحس احساس انها بذلك المكان ويجدها . هناك رؤية وتتحقق . عموماً من كان له كرامات من الصالحين او معجزات من الانبياء هي بأمر الله ولا يقتضي ذلك دعائهم . |
#43
|
|||
|
|||
يقصد أن إدعائهم علم الغيب
هو من باب القياس ,, حتى لو كان قياس مع إبليس المهم يجدون ما يقيسون عليه مثل أطفال يتنافسون بينهم الاول يقول : أبوي عنده سياره الآخر يرد عليه : أبوي عنده سفينه ويرد عليه الاول : أبوي عنده طياره ويرد الثاني : أبوي عنده صاروخ ويرد الاول : أبوي عنده مركبه فضائيه يقوله نروح نركبها يقول الاول : لا هي مع امي وخواتي طالعين يجيون خبز |
#44
|
|||
|
|||
الاخيوين نايف الشمري و فتى الشرقية
جزاكما الله خيرا و نفع بكما
__________________
( فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا ) الكهف 6 كل العلوم سوى القرآن مشغلة ..... إلا الحديث وعلم الفقه في الدين العلم ما كان فيه قال حدثنا ..... وما سوى ذاك وسواس الشياطين |
#45
|
|||
|
|||
لازلت انتظر شيعي ليثبت ان ائمته يعلمون الغيب
__________________
( فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا ) الكهف 6 كل العلوم سوى القرآن مشغلة ..... إلا الحديث وعلم الفقه في الدين العلم ما كان فيه قال حدثنا ..... وما سوى ذاك وسواس الشياطين |
#46
|
|||
|
|||
النسخ و اللصق اللطم و نواح اتركه لحسينياتكم و منتدياتكم
و دع عنك محاولة تشثيت الموضوع حرره المشرف ادام الله ظله . |
#47
|
|||
|
|||
اقتباس:
و بعدها قدم لي ادلة على ان الائمة يعلمون الغيب
__________________
( فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا ) الكهف 6 كل العلوم سوى القرآن مشغلة ..... إلا الحديث وعلم الفقه في الدين العلم ما كان فيه قال حدثنا ..... وما سوى ذاك وسواس الشياطين |
#48
|
|||
|
|||
هل تبخروا الشيعة من الوجود ام مالقصة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!
؛ |
#49
|
|||
|
|||
القصة انه عندما نشارك تحذف المشاركة من قبل المنتدى لانها تدحظ افكارهم
وهذه المشاركة الخامسة تقريباً تحذف لانها تفند كل مزاعمكم اكتبها ليس لكم لانكم لا تعرفون من الكتاب و السنة الا ظاهره فتأخذون القشور وتتركون اللب وتحاولون اظلال الناس فتمعنوا بهذا ( ولكن لا تحذفوا المشاركة ليطلع عليها القارىء المنصف ) النبي والائمة عليهم السلام يعلمون الغيب لكي تتضح الصورة في هذه المسألة ، ينبغي أن نتوقّف قليلاً عند حقيقة علم النبي (صلّى الله عليه وآله) للتعرّف على مقدار وحدود ونوع هذا العلم ، وما هي نوع العلاقة بين أهل البيت (عليهم السلام) وبين النبي (صلّى الله عليه وآله) ، وهل توارث أهل البيت (عليهم السلام) علمهم من النبي (صلّى الله عليه وآله) أم لا ؟ وسوف نخوض في تحقيق هذه المعاني بشكل إجمالي مكتفين بالإشارة المفهمة ، التي من خلالها يمكن إيصال المطلوب ، وسيتجلّى إن شاء الله تعالى ، أنّ أهل البيت (عليهم السلام) هم ورثة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في العلم اللدني الخاص من الله تعالى . علم النبي (صلّى الله عليه وآله) ولكي نصل إلى معرفة علم النبي (صلّى الله عليه وآله) ، ينبغي الإجابة على تساؤل مسبق ، يثار على ضفاف هذه المسألة يسهم في بناء الرؤية الفكرية الصحيحة حول العلم بالغيب . والسؤال هو : ما هي حقيقة وجوهر علم النبي (صلّى الله عليه وآله) ؟ وفي مقام الجواب على ذلك نقول : إنّ علم النبي هو سنخ علم خاص يختلف عن علوم سائر البشر المتعارفة ، التي تسمّى بالاصطلاح العلمي بالعلوم الحصولية ، وقد سجّل القرآن الكريم هذه الحقيقة ، كما في قوله تعالى : ( وَعَلّمَ آدَمَ الأَسْماءَ كُلّهَا ثُمّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هؤُلاَءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ) (1) إلى أن قال تعالى : ( قَالُوا سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاّ مَا عَلّمْتَنَا إِنّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ) (2) ، ثم انعطف بتوجيه الخطاب إلى آدم (عليه السلام) ، فقال : يا آدم أنبئهم بأسمائهم ، حيث نجد أنّ المشهد القرآني استبدل صيغة التعبير من ( التعليم ) الذي استخدمه مع آدم إلى التعبير ( بالإنباء ) الذي استخدمه مع الملائكة ، وتغيّر التعبير لم يكن بسبب التفنن الأدبي فحسب ، لأنّنا بإزاء كلام الله تعالى ، الذي وصفه في قرآنه بأنه : ( كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمّ فُصّلَتْ مِن لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ ) (3) ، إذن التعبير بهذه الصيغة يحمل في طياته مغزى يتمثّل في أنّ ما حصل لآدم هو تعليم ، وأنّه (عليه السلام) كان فيه القابلية والاستعداد لتحمل هذا العلم الإلهي الذي لم يتحمله غيره ، أمّا الملائكة فلم يتجاوز تحمّلهم سوى الإنباء لهم بالواسطة ، لعدم استعدادهم لتلقّي الفيض من الله تعالى بالمباشرة ؛ لأنّ نشأتهم الوجودية لا تؤهّلهم لتعلّم ذلك العلم وحمله بتمامه وبالمباشرة ، وإنّما ما يمكنهم هو الإنباء والاطلاع على الواقعة بعد تمامها بالواسطة . وتشير الآية المباركة الآنفة الذكر إلى نقطة بالغة الأهمية ، تتمثّل في موقع ومنزلة العلم الذي تعلّمه آدم (عليه السلام) ، فلأهمية وعظمة هذا العلم ؛ حاز (عليهم السلام) به الموقع الوجودي الذي أهّله ليكون مسجوداً للملائكة ( فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلّهُمْ أَجْمَعُونَ ) ، ولا يخفى أنّ لفظة الملائكة المحلاّة بالألف واللام تفيد العموم والشمول ، ولفظة كلّهم لزيادة التأكيد ، ثم عاد ليؤكّده بالمزيد في قوله تعالى : ( أجمعون ) ممّا يفيد عدم تخلّف أحد من الملائكة في السجود إلى هذا الخليفة الإلهي الأرضي ؛ ولذا نجد الكثير من المفسرين ذهبوا لذلك ، كما يومئ إليه قول الفخر الرازي في تفسيره : ( قال الأكثرون إنّ جميع الملائكة مأمورون بالسجود لآدم ) (4) ثم ذكر الأدلة التي احتجّوا بها على رأيهم . أفضلية نبيّنا (صلّى الله عليه وآله) على سائر الأنبياء اتفقت كلمة المسلمين على أفضلية نبيّنا محمد (صلّى الله عليه وآله) على بقيّة الأنبياء من أُولي العزم من الرسل وغيرهم من الأنبياء والمرسلين ، وجاء هذا الإجماع على ضوء أدلّة قرآنية وروائية ، منها قوله تعالى : ( وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النّبِيّين مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِيثَاقاً غَلِيظاً ) (5) فمع أنّ نبيّنا آخر النبيين مبعثاً ، إلاّ أنّ القرآن الكريم يقدّمه في أخذ الميثاق على نوح (عليه السلام) الذي هو أوّل أنبياء أُولي العزم ، ثم يأتي مَن يليه من أُولي العزم ، ولم يأتِ هذا التقديم جزافاً ؛ إذ لا موضع للجزاف في القرآن الكريم ، الذي هو كتاب الله وكلماته ، وقد ذكر الآلوسي في تفسير الآية قائلاً : ( تخصيصهم بالذكر مع اندراجهم في النبيين اندراجاً بيّناً للإيذان بمزيد مزيتهم وفضلهم وكونهم من مشاهير أرباب الشرائع ، واشتهر أنّهم أُولو العزم صلوات الله تعالى وسلامه عليهم أجمعين ، وأخرج البزاز عن أبي هريرة أنّهم خيار ولد آدم (عليه السلام) ثم أضاف : ( وتقديم نبيّنا (صلّى الله عليه وآله) ثم أضاف : ( وتقديم نبيّنا (صلّى الله عليه وآله) مع أنّه آخرهم بعثة للإيذان بمزيد خطره الجليل ، أو لتقدّمه في الخلق ) (6) . والأحاديث المشهورة في هذا المضمار كثيرة ، لا سيّما الأحاديث التي تركز على حقيقة مهمّة ، وهي أنّ نبيّنا (صلّى الله عليه وآله) هو أوّل مخلوق خلقه الله سبحانه وأنّه المصداق الأتم ، والتجسيد الأكمل للخلافة الإلهية ، وقد أشار الآلوسي لهذا المعنى بقوله : ( فهو عليه الصلاة والسلام الكامل المكمّل للخليقة ، والواسطة في الإفاضة عليهم على الحقيقة ، وكل مَن تقدّمه عصراً من الأنبياء وتأخّر عنه من الأقطاب والأولياء ، نوّاب عنه مستمدّون منه ) (7) . وقد جاء في العديد من الروايات أنّه (صلّى الله عليه وآله) أفضل الأوّلين والآخرين ، ومن هنا نجد القرآن الكريم بيّن عظمة الرسول (صلّى الله عليه وآله) في عدّة من آيات أخرى ، منها : قوله تعالى : ( لَعَمْرُكَ إِنّهُمْ لَفِي سْكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ ) (8) ، وقال القاضي عياض في ذيل هذه الآية : ( اتفق أهل التفسير في هذا أنّه قسم من الله جلّ جلاله بمدّة حياة محمد (صلّى الله عليه وآله) ... وهذه نهاية التعظيم وغاية البر والتشريف ، قال ابن عباس : ما خلق الله تعالى وما ذرأ وما برأ نفساً أكرم عليه من محمد (صلّى الله عليه وآله) وما سمعت الله أقسم بحياة غيره ، وقال أبو الجوزاء : ما أقسم الله بحياة أحد غير محمد (صلّى الله عليه وآله) ؛ لأنّه أكرم البرية عنده ) (9) . وقد تضافرت الروايات في هذا المعنى : منها : ما جاء عن واثلة بن الأسقع قال : قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : ( إنّ الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل واصطفى قريشاً من كنانة ، واصطفى بني هاشم من قريش ، واصطفاني من بني هاشم ، فأنا سيّد ولد آدم ولا فخر ، وأوّل مَن تنشق عنه الأرض ، وأوّل شافع وأوّل مشفّع ) (10) . ومنها : ما روته عائشة عنه (صلّى الله عليه وآله) قال : ( أتاني جبرائيل فقال : قلّبت مشارق الأرض ومغاربها فلم أرَ رجلاً أفضل من محمد ، ولم أرَ بني أب أفضل من بني هاشم ) (11) . ومنها : ما ورد عن أبي هريرة قال : قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : ( أنا سيّد ولد آدم يوم القيامة ، وأوّل مَن ينشق عنه القبر ، وأوّل شافع وأوّل مشفّع ) (12) . ونحوها من الروايات التي تؤكّد وتثبت أفضلية نبيّنا محمد (صلّى الله عليه وآله) على سائر الأنبياء (عليهم السلام) ، وهذه الحقيقة ممّا لا خلاف فيها بين المسلمين ، فهي محل اتفاق الجميع . الرسول (صلّى الله عليه وآله) أعلم الأنبياء على الإطلاق اتضح ممّا تقدم آنفاً أنّ النبي (صلّى الله عليه وآله) أفضل الأولين والآخرين ، وأفضل الأنبياء على الإطلاق ، فمن البديهي أن يكون (صلّى الله عليه وآله) أعلم الأنبياء جميعاً ؛ وإلاّ فلا يكون هناك معنى للأفضلية والقرب والرفعة والمقام المحمود عند الله تعالى . وقد تبيّن أنّ علم الأنبياء والمرسلين سيما نبيّنا (صلّى الله عليه وآله) هو سنخ علم خاص ليس من العلم الاكتسابي المتعارف عند سائر الناس ، كما هو الحال في علم التلميذ الذي يأخذ علمه من المعلم ، فعلم الأنبياء هو علم يلقيه الله سبحانه في قلب مَن يشاء ، وهو مفاد قوله تعالى : ( فَوَجَدَا عَبْداً مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلّمْنَاهُ مِن لدُنّا عِلْماً ) (13) وكذلك العلم الذي أفاضه تعالى على آدم (عليه السلام) وألقاه في قلبه مرة واحدة ، بقوله تعالى : ( وَعَلّمَ آدَمَ الأَسْماءَ كُلّهَا ) (14) . إذن علم الأنبياء هو علم خاص يلقيه الله تعالى في قلب مَن يشاء . وعلى هامش هذا المعنى تنبثق إثارة أخرى ، محصّلها : هل الأنبياء يعلمون الغيب أم لا ؟ الأنبياء يعلمون الغيب إنّ المتأمّل في هذه الإثارة يجد أنّ منشأها من قِبَل البعض الذين يجمدون على ظواهر بعض الآيات القرآنية ، التي تنفي العلم للغيب لغير الله تعالى ، كقوله تعالى : ( قُلْ مَا كُنتُ بِدْعاً مِنَ الرّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلاَ بِكُمْ ) (15) ، وكذا قوله تعالى : ( قُل لا أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللهِ وَلاَ أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلاَ أَقُولُ لَكُمْ إِنّي مَلَكٌ ) (16) وقوله تعالى : ( قُل لاَ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً إِلاّ مَا شَاءَ اللهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسّنِيَ السّوءُ ) (17) . إلاّ أنّ الملاحظة التي تستدعي الالتفات ، والتي غفل عنها أصحاب الشبهة ، وأخذوا ينظرون إلى القرآن بعين واحدة ، هي أنّ القرآن الكريم يفسر بعضه بعضاً ، فقد ورد في آية واحدة بيان شافٍ لذلك ، وهو قوله تعالى : ( عَالِمُ الْغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً * إِلاّ مَنِ ارْتَضَى مِن رسُولٍ فَإِنّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً * لِيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالاَتِ رَبّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلّ شَيءٍ عَدَداً ) (18) نعم ( وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلاّ بِمَا شَاءَ ) (19) . إذن على ضوء هذه الآية المباركة ( إِلاّ مَنِ ارْتَضَى مِن رّسُولٍ ) يتضح تخصيص الأنبياء والرسل المرضيين عند الله تعالى ، كما أشار إلى ذلك القرآن الكريم ، بأنّ الله تعالى أوصى إلى الأنبياء والرسل وأطلعهم على الغيب : ( إِنّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنّبِيّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسى وَأَيّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمانَ وَآتَيْنَا دَاوُود زَبُوراً ) (20) . مضافاً إلى ما صرّحت به الروايات من اطلاع الأنبياء على الغيب ، وبعبارة أخرى : إنّ الآيات التي تنفي بظاهرها علم الغيب عن الأنبياء واختصاصه بالله تعالى ، إنّما يكون المقصود منها هو نفي علم الغيب من الأنبياء بالاستقلال والأصالة ومن دون الإذن الإلهي ، وليست هذه الآيات في مقام نفي العلم بالغيب عن الأنبياء إذا كان بنحو التبعية والتعليم من قِبل الله وبإيحاء منه تعالى ، كما قال تعالى حكاية عن النبي الأكرم (صلّى الله عليه وآله) : ( لا أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللهِ وَلاَ أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلاَ أَقُولُ لَكُمْ إِنّي مَلَكٌ ) (21) ، مضافاً لحكم العقل القاضي باستلزام موقع الخلافة الإحاطة والعلم بكلّ شيء . إذن لا إشكال في علم الأنبياء بالمغيبات إذا كان بإذن الله تعالى ، وإليك جملة من الشواهد القرآنية على ذلك : شواهد من علم الأنبياء بالغيب ثمّة عدد من النصوص الأخرى القرآنية التي تشهد على علم الأنبياء بالغيب ، منها : 1 ـ ما قاله وبيّنه نبي الله صالح لقوله ، كما في قوله تعالى : ( فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلاَثَةَ أَيّامٍ ذلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ ) (22) . 2 ـ كلام نبي الله عيسى (عليه السلام) وأخباره لبني إسرائيل بما يأكلون وما يدخرون ، كما في قوله تعالى: ( وَأُنَبّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنّ فِي ذلِكَ لآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ) (23) . 3 ـ ما ورد في القرآن من مواعيد الأنبياء بالملاحم والإخبار بالغيب ، وقد وقع ذلك كلّه كوعيد نوح بحدوث الطوفان ، وإنذار هود وشعيب ولوط بوقوع العذاب ، وغير ذلك . إخبار نبيّنا محمد (صلّى الله عليه وآله) بالغيب ونجد في هذا الحقل إخبارات غيبية كثيرة ، سطّرها القرآن الكريم منها : 1 ـ إخباره (صلّى الله عليه وآله) بانهزام الفرس على يد الروم ، كما في قوله تعالى : ( الم * غُلِبَتِ الرّومُ * فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُم مّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ للهِِ الأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ ) (24) . 2 ـ إخباره لأصحابه بأنّهم سيدخلون المسجد الحرام في مكة ، كما في قوله تعالى : ( لَتَدْخُلُنّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاءَ اللهُ آمِنِينَ مُحَلّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصّرِينَ ) (25) ، وقد تحقق الأمر بذلك الدخول كما أخبر به الله تعالى ، ورسوله (صلّى الله عليه وآله) . 3 ـ ما أخبر به (صلّى الله عليه وآله) بالغيب في مقام التحدّي وإعجاز القرآن ، وأنّه لم يستطع أحد أن يأتي ولو بسورة واحدة ، كما قال تعالى : ( فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ ) (26) ، وكذا قوله تعالى : ( فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ ) (27) . 4 ـ إخباره بالفتوحات والمغانم الكثيرة ، كما في قوله تعالى : ( وَعَدَكُمُ اللهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا ) (28) . 5 ـ إخباره تعالى أنّه يحفظ نبيّه من أذى المنافقين ، كما في قوله تعالى : ( وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ ) (29) . هذا وإن كان إخبار بالغيب من قِبل الله تعالى على لسان رسوله (صلّى الله عليه وآله) ولكن ذلك لا ينافي أن يكون النبي الأكرم (صلّى الله عليه وآله) يعلم الغيب بالتبع عن طريق إعلام الله تعالى له . علم أهل البيت (عليهم السلام) بعد أن تبيّن أنّ علم الأنبياء (عليهم السلام) هو سنخ علم خاص يتلقّاه النبي من الله تعالى سواء أكان عن طريق الإلهام أم التلقين ، ينبغي الالتفات إلى أنّ الله سبحانه وتعالى هو العالم وحده بالاستقلال ولا يشاركه غيره ، نعم قد يفيض الله تعالى من علمه على بعض المخلوقات كالأنبياء (عليهم السلام) على وفق حكمته تعالى ، ومَن ثمّ قد تتفاوت درجات إفاضة هذا العلم من قِبله تعالى حسب ما تقتضيه حكمته . وعلى هذا الأساس نقول : إنّ الله تعالى خصّ أهل البيت (عليهم السلام) أيضاً بهذا النوع من العلم ؛ لكونهم ورثة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وهم الثقل والعِدْل الآخر للقرآن الكريم ، وسوف نلج في هذا المبحث من خلال بوّابة العقل ، وبوّابة القرآن الكريم ، والروايات الخاصة بذلك وبعض الشواهد الأخرى . الدليل العقلي على علم الإمام بما أنّه ثبت في محلّه أنّ الأئمّة (عليهم السلام) خلفاء الله في أرضه ، ومقام الخلافة الإلهية في الأرض هو سنخ مقام لحكم الله في أرضه ، وهو ما تسجّله الأبحاث التفسيرية على هدي قوله تعالى : ( إِنّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً ) (30) ومن هنا نجد الآلوسي يقول : ( ومعنى كونه خليفة أنّه خليفة الله تعالى في أرضه ، وكذا كل نبي ، استخلفهم في عمارة الأرض وسياسة الناس ، وتكميل نفوسهم ، وتنفيذ أمره فيهم لا لحاجة به تعالى ، ولكن لقصور المستخلف عليه ؛ لما أنّه في غاية الكدورة والظلمة والجسمانية ، وذاته تعالى في غاية التقدس ، والمناسبة شرط في قبول الفيض على ما جرت به العادة الإلهية ، فلابدّ من متوسّط ذي جهتي تجرّد وتعلّق ؛ ليستفيض من جهة ويفيض بأخرى ) (31) . إذن تبيّن أنّ الخليفة موجود أرضي له بعدان : أحدهما روحي ، والآخر معنوي وبشري يؤهّله للنهوض بدوره في العالم ليمثّل سلطان الله في أرضه ، وعلى هذا الأساس فلابدّ من أن يتمتع بمواصفات ومزايا خاصة ، فينبغي أن يكون أعلم ممّا سواه ليمثّل علم الله تعالى ، وأن يكون قادراً على تحمّل منصب الخلافة في القدرة والسمع والبصر الإلهي على هذه الأرض ، ومن هنا نجد نصوصاً روائيةً وافرةً تشهد على أنّ الرسول (صلّى الله عليه وآله) وأهل بيته (عليهم السلام) لهم هذه القدرة بإذن الله تعالى . ففي الحديث ، عن أبي هريرة أن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) قال : ( هل ترون قبلتي ها هنا فوالله ما يخفى علي خشوعكم ولا ركوعكم وإنّي لأراكم من وراء ظهري ) (32) . وقد ذكر ابن حبان: ( بأنّ المصطفى (صلّى الله عليه وآله) كان يرى من خلفه كما يرى بين يديه فرقاً بينه وبين أُمّته ) (33) . ولا غرابة في ذلك ، كما يحدثنا القرآن عن كثير من الأنبياء بامتلاكهم مثل هذه القدرة ، فهذا نبي الله عيسى (عليه السلام) له قدرة على الخلق وإحياء البشر وشفاء المرضى ، قال تعالى : ( وَيُعَلّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ * وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِن رَبّكُمْ أَنّي أَخْلُقُ لَكُم مِنَ الطّينِ كَهَيْئَةِ الطّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللهِ وَأُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللهِ ) (34) . ومن هنا نجد أنّ ابن كثير يقول في تفسيره في ذيل الآية : ( وكذلك كان يفعل : يصوّر من الطين شكل طير ثم ينفخ فيه ، فيطير عياناً بإذن الله عزّ وجلّ الذي جعل هذا معجزة له تدل على أنّ الله أرسله ) (35) . وقد جاء في روايات الخلفاء الاثني عشر ( كلّهم يعمل بالهدى ودين الحق ) ولا ريب أنّ مَن يعمل بالهدى لا بد أن يكون على علم خاص من الله سبحانه وتعالى ، وإلاّ فوقوعه في الخطأ لا شك فيه . إذن تبيّن أنّ الإمام ( الخليفة ) لابدّ أن يتوفّر على علم خاص منه تعالى ليؤهّله لأداء مسؤوليته وتمثيله في الأرض . الأدلة القرآنية على علم الإمام نستعرض فيما يلي جملة من الآيات القرآنية الواردة بشأن اختصاص أهل البيت (عليهم السلام) بنوع خاص من العلم يختلف عن علم سائر الناس . الدليل الأوّل : قوله تعالى : ( ثُمّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لنَفْسِهِ وَمِنْهُم مّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللهِ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ) (36) وتقريب الاستدلال بهذه الآية يتطلّب منّا أن نمكث قليلاً لمعرفة حقيقة الوراثة القرآنية واختلافها عن الوراثة الترابية ( المادية ) ، لا سيّما مع ملاحظة أنّ أوّل ما يطالعنا القرآن به من الوراثة هي وراثة الإمامة المستمرّة إلى يوم القيامة التي نلمسها بوضوح من خلال دعوة النبي إبراهيم لذرّيته . دعوة النبي إبراهيم لذرّيته إنّ منصب الإمامة وما يمثّله من حالة تكاملية للإنسان الذي يعد من أرقى درجات التكامل الإنساني ، شاء الله تعالى بلطفه وكرمه وفضله على الأنبياء ، أن يجعل من ذريتهم أئمة وهداة يؤدون الواجب الإلهي تكريماً لهم ونعمة ومنة منه تعالى على أنبيائه (عليهم السلام) . وفي الوقت نفسه كان هذا التكريم يمثّل رغبة وأمنية من أمنيات الأنبياء ، تفصح عن حالة فطرية عند الإنسان في الرغبة والبقاء والاستمرار من خلال ذريته الصالحة ، وهذا بحث اجتماعي مهم يرتبط بدراسة علاقة الإنسان بذريته وشعوره بالبقاء من خلالها . فالقضية إذاً ترتبط بكلا الجانبين : الجانب الإلهي ، وهو تعالى الجواد المتفضّل على أنبيائه المجيب لدعائهم ، والجانب الإنساني العبودي المتمثّل بهؤلاء الأنبياء الذين أخلصوا لله تعالى في العبودية . وهذا ما نشاهده واضحاً على لسان نبي الله إبراهيم (عليه السلام) الذي هو شيخ الأنبياء ، عندما امتحنه الله تعالى ، ونجح في ذلك الابتلاء والاختبار ، كان أوّل شيء طلبه من الله تعالى هو أن تكون هذه الإمامة التي حمّله الله مسؤوليتها ، أن تكون في ذرّيته أيضاً ، كما في قوله تعالى : ( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمّهُنّ قَالَ إِنّي جَاعِلُكَ لِلنّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِنْ ذُرّيَتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظّالِمِينَ ) (37) ، وكذا وقوله تعالى : ( وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبّنَا تَقَبّلْ مِنّا إِنّكَ أَنْتَ السّمِيعُ الْعَلِيمُ * رَبّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرّيّتِنَا أُمّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنّكَ أَنْتَ التّوّابُ الرّحِيمُ ) (38) حيث طلبا من الله تعالى في البداية قبول هذا العمل العظيم ، ثم دعيا أيضاً أن يشرك معهما في إسلامهما لله عزّ وجلّ ذريتهما من المسلمين المهتدين المقبولين لديه ، ولم يقتصرا على ذلك وإنّما طلبا من الله تعالى أن تكون هذه الذرية ذرية تتحمّل مسؤولية النبوّة والرسالة أيضاً ، كما بيّنته الآية الشريفة ، حيث جاء فيها : ( رَبّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكّيهِمْ إِنّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) . ومن ذلك أيضاً قوله تعالى : ( فَهَبْ لِي مِن لّدُنكَ وَلِيّاً * يَرِثُنِي ) . ولذلك نلاحظ أنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) كان يفتخر ويقول : ( أنّا دعوة إبراهيم ) (39) أي في جعله من ذرية إبراهيم (عليه السلام) ، وأنّه الرسول الذي يتلو الآيات ، ويعلّم الناس الكتاب والحكمة ويزكّيهم . الإمامة في الذرّية سنّة قرآنية عندما نرجع إلى القرآن ومفاهيمه وتصويره لحركة الأنبياء والرسالات الإلهية ، نجد أنّ هذا التكريم الإلهي للأنبياء ، وهو أن يجعل من ذريتهم أنبياء وأئمّة يقومون بالواجب الإلهي ، فصار ذلك سنّة من السنن الإلهية الواضحة في تاريخ الرسالات والأنبياء ، كما في قوله تعالى : ( وَتِلْكَ حُجّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَات مَن نَشَاءُ إِنّ رَبّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ * وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلّاً هَدَيْنَا وَنُوحاً هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرّيّتِهِ دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * وَزَكَرِيّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلّ مِنَ الصّالِحِينَ * وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطاً وَكُلّاً فَضّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ * وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرّيّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ) (40) . حيث يشير القرآن الكريم في الآيات المباركة إلى هذه السنّة التاريخية وتعميمها لتشمل الآباء والإخوان ، كما في قوله تعالى ومن آبائهم وذريتهم وإخوانهم ، وكذلك ما ورد في سورة مريم عندما تحدث القرآن عن عدد من الأنبياء ، وهم إبراهيم وبعض ذريته ، وإدريس من قبل إبراهيم ، وبعد ذلك يذكر القانون العام في الذرية ( أُولئِكَ الّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِم مِنَ النّبِيّينَ مِن ذُرّيّةِ آدَمَ وَمِمّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرّيّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرّحْمنِ خَرّوا سُجّداً وَبُكِيّاً ) (41) ، ويشير القرآن الكريم إلى هذا المعنى عندما يتحدث عن نوح وإبراهيم ، وأنّه تعالى جعل في ذريّتهما النبوّة ، قال تعالى : ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرّيّتِهِمَا النّبُوّةَ وَالْكِتَابَ فَمِنْهُم مُهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ) (42) . وغيرها من الموارد الكثيرة التي لا يسع المجال لاستعراضها . وبعد أن اتضح أنّ هذه سنّة إلهية تحكم مسيرة وحركة الأنبياء ، ويبرز لنا عنوان آخر في عدد من الآيات القرآنية ، ولعلّه يعد السبب الرئيس من وراء جعل هذه السنّة في حركة الأنبياء وكونهم من ذرية واحدة ، وهو ما تحدث عنه القرآن الكريم في مناسبات متعددة ، ذلك هو الاصطفاء والاجتباء . ما هو الاصطفاء ؟ الاصطفاء لغة هو الاختيار والاجتباء ، فمعنى اصطفاهم أي جعلهم صفوة خلقه ، كما في قوله تعالى لموسى (عليه السلام) : ( قَالَ يَا مُوسَى إِنّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى الْنّاسِ بِرِسَالاَتِي وَبِكَلاَمِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشّاكِرِينَ ) (43) ، وقال في إبراهيم (عليه السلام) : ( وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الأَيْدِي وَالأَبصَارِ * إِنّا أَخْلَصْنَاهُم بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدّارِ * وَإِنّهُمْ عِندَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الأَخْيَارِ ) (44) ، فالاصطفاء يمثّل ظاهرة واضحة في حركة الأنبياء ، كما جاء ذلك أيضاً في قوله تعالى : ( إِنّ اللهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ * ذُرّيّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) (45) ، فنلاحظ أنّ الله تعالى اصطفى آدم اصطفاءً واختياراً خاصاً ثم اختار نوحاً ، ثم اختار إبراهيم وآل إبراهيم ثم عمران ، وآل عمران مضافاً إلى تأكيد القرآن الكريم . إنّ هذا الاختيار والاصطفاء ليس أمراً واقفاً على هذه الأسماء وهذه الجماعات ، وإنّما هي قضية ذات امتداد في هذه الذرية ( ذُرّيّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ ) . الاصطفاء والعدالة الإلهية إنّ اصطفاء واختيار الله تعالى للأنبياء ، إنّما جاء وفقاً للعدالة الإلهية ووفقاً لقوله تعالى : ( وَأَن ليْسَ للإنسان إِلاّ مَا سَعَى ) (46) و ( إِنّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللهِ أَتْقَاكُمْ ) (47) إلاّ أنّ النقطة الجديرة بالالتفات ، هي أنّ الكيفية والآلية التي اختارهم الله عزّ وجلّ على أساسها ، إنّما جاءت نتيجة علمه تعالى بأن هؤلاء الأنبياء مطيعون له طاعة لا نظير لها دون غيرهم ، ويمتلكون إرادة واستعداداً خاصاً لتحمّل المسؤولية ، والفناء في ذات الله تعالى وإرادته ، بحيث يعجز غيرهم عن الوصول لما وصلوا إليه . إذن ، لعلمه تعالى السابق بهم وبكفاءتهم في تحمّل المسؤولية اصطفاهم واختارهم دون غيرهم من الناس ؛ لأنّه تعالى يعلم بأفعال المكلّفين قبل حصولها ؛ ولا ينافي ذلك اختيارهم كما هو واضح . وعلى هذا الأساس ، فإنّ الله تعالى ، بعد علمه السابق بهم ، وأنّهم يفوقون غيرهم ، سوف يوليهم عناية خاصة لكي يكونوا قادرين على تحقيق ما كانوا مستعدين لتحقيقه . ولا ريب أنّ هذا المنطق هو منطق عقلائي ، يمارسه العقلاء في حياتهم ، ألا ترى لو وجد بين طلاب مدرسة ، طالب يمتاز بنبوغ عال ، فهل من العدالة والإنصاف أن يترك مع بقية الطلبة ، ويعامل بمستواهم العلمي الذي يقلّ عن مستواه بمراتب ؟ طبعاً لا ، وإنّما من العدالة أن يحضى برعاية استثنائية ، ويُوفّر له من الإمكانيات ما يجعله قادراً على الإنتاج وتحقيق الغايات المرجوة من نبوغه بحسب قابليته ، بل لو كان لديك أولاد ، وكان لأحدهم نبوغ وكفاءة ، فالمنطق العقلائي يُحتم عليك أن توفّر وتهيّئ له الظروف وتهتم به وترعاه ، ومن الظلم له أن تتركه وتساويه مع غيره في العناية ؛ لأنّ قوام العدل وأساسه ليس التساوي ، وإنّما هو إعطاء كل ذي حق حقّه ، فمن حق الذي تتوفّر فيه القابلية والكفاءة أن تهيّئ له ما يستلزم استثمار كفاءته واستعداده . وعلى ضوء هذا نجد أنّ الله تعالى أولى عناية خاصة بالأنبياء والمرسلين ، لعلمه السابق تعالى بهم وبقابليتهم على طاعته بتلك الدرجة دون غيرهم ، بل نجد الآن في علم الهندسة الوراثية أنّهم يدرسون جينة الشخص ؛ ليتمكنوا من تشخيص قابلياته ، ومعرفة كفاءته واستعداده ليضعوه في الموضع المناسب ، وأنّه هل له قدرة على القيادة والعطاء أم لا ؟ وهذا هو منهج الاصطفاء . الذرية الصالحة للأنبياء عناية إلهية من الواضح أنّ الوراثة والأبوّة والجدودة من الأمور التي لها نوع تأثير ومدخلية على تركيبة وشخصية الإنسان ومزاجه ، بما ينسجم مع عالم الدنيا المادي الذي نعيش فيه ؛ ولذلك شاء الله تعالى لهؤلاء الأنبياء والمرسلين والأئمة الذين اصطفاهم واختارهم أن يجعلهم من ذرية صالحة وأرحام مطهّرة ، وهذا ما نلمسه في روايات متضافرة في هذا الصدد . تقلّبهم في الأرحام المطهّرة وهو ما يسمّى بأخبار الطينة والأصلاب المطهّرة ، فقد أخرج بن مردويه عن ابن عباس ، قال : سألت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فقلت : بأبي أنت وأمي أين كنت وآدم في الجنة ؟ فتبسّم حتى بدت نواجذه ، ثم قال : ( إنّي كنت في صلبه وهبط إلى الأرض وأنا في صلبه ، وركبت السفينة في صلب أبي نوح ، فقذفت في النار في صلب أبي إبراهيم ، لم يلتق أبواي قط على سفاح ، لم يزل الله ينقلني من الأصلاب الطيّبة إلى الأرحام الطاهرة ، مصفّى مهذباً ، لا تتشعب شُعبتان إلاّ كنت في خيرهما ، قد أخذ الله بالنبوّة ميثاقي ، وبالإسلام هداني ، وبيّن في التوراة والإنجيل ذكري ، وبيّن كل شيء من صفتي في شرق الأرض وغربها ، وعلّمني كتابه في سمائه ، وشق لي من أسمائه ، فذو العرش محمود وأنا محمد ، ووعدني أن يحبوني بالحوض وأعطاني الكوثر ، وأنا أوّل شافع وأوّل مشفّع ، ثم أخرجني في خير قرون أُمّتي ، وأُمّتي الحمادون يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ) (48) . وعن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) قال : ( ما بال أقوام ينتقصون عليّاً ، مَن تنقّص عليّاً فقد تنقّصني ، ومَن فارق عليّاً فقد فارقني وإنّ عليّاً منّي وأنا منه ، خلق من طينتي وخلقت من طينة إبراهيم وأنا أفضل من إبراهيم ، ذريّة بعضها من بعض ، والله سميع عليهم ) (49) . وعن رسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله) قال : ( خُلقت أنا وهارون ابن عمران ويحيى بن زكريا وعلي بن أبي طالب من طينة واحدة ) (50) . أبعاد أُخرى إذن ظاهرة اختيار واصطفاء الأنبياء والمرسلين والأئمّة ، وجعلهم في ذرية واحدة ، لا ينحصر أثرها في عناية الله تعالى بهم وجعلهم في أصلاب وأرحام مطهّرة فحسب ، وإنّما نجد لهذه الظاهرة أبعاداً وأهدافاً أخرى ذات أهمية فائقة ، منها : أوّلاً : البعد التاريخي وهذا واضح كما في اختيار الله تعالى أوصياء الأنبياء ، حيث نجد أنّ اختياره تعالى للأوصياء يتركّز على أولئك المقرّبين للأنبياء من أقاربهم أو ذراريهم ممّن يرتبطون بالنبي أو الرسول القائد ارتباطاً نسبياً ، كما في قوله تعالى : ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرّيّتِهِمَا النّبُوّةَ وَالْكِتَابَ ) (51) وغيرها من الآيات (52) . ثانياً : البعد الرسالي ونقصد بذلك ما يترتّب على الذرية الصالحة للأنبياء من تحقيق مصالح الرسالة ، وإعداد الأفراد المؤهّلين للقيام بمهامّها وتحمّل أعبائها الثقيلة ؛ وذلك لأنّ عُمر الرسول ـ عادة ـ يكون أقصر من عمر الرسالة ، ومن ثمّ يحتاج إلى مَن يقوم بتحمّل أعبائها ومسؤولياتها ، وهذا إنّما يحتاج إلى إعداد يتناسب مع طبيعة وحكم هذه الأعباء والمسؤوليات الضخمة ، ولا ريب أنّ الإعداد الأفضل والأكمل لا يتم إلاّ في داخل البيت الرسالي ، ومن الأفراد الذين انحدروا من صاحب الرسالة الذين لم يروا النور إلاّ في كنفه وفي إطار تربيته ، دون غيرهم من الأفراد الذين يفتقرون إلى الكفاءة والاستعداد ، وإن كانوا من نفس ذرية النبي (صلّى الله عليه وآله) ، كما في قوله تعالى : ( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمّهُنّ قَالَ إِنّي جَاعِلُكَ لِلنّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِنْ ذُرّيَتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظّالِمِينَ ) (53) . ما هي حقيقة وراثة الأنبياء ؟ على ضوء ما سلف آنفاً يتضح أنّ وراثة الأنبياء أعم من الوراثة المتعارفة ، فهي شاملة لوراثة العلم والنور والملك ، ومن هنا نجد الفخر ، الرازي يفسّر آية ( وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُدَ ) (54) على أنّها أعمّ من وراثة النبوّة والمال حيث قال : ( ... الله تعالى جعل سبب الإرث فيمن يرث الموت على شرائط ، وليس كذلك النبوّة ؛ لأنّ الموت لا يكون سبباً لنبوة الولد فمن هذا الوجه يفترقان ، وذلك لا يمنع من أن يوصف بأنّه ورث النبوة لما قام به عند موته ، كما يرث الولد المال إذا قام به عند موته ) ، ثم ذكر وجوهاً عديدة لشمول الإرث للمال والنبوّة والمقامات الرسالية ، إلى أن قال : ( فبطل بما ذكرنا قول مَن زعم أنّه لم يرث إلاّ المال ) (55) . فمن أبرز ما يورث في أُسرة التوحيد بين الأنبياء والمرسلين والأئمّة هو العلم ، ولا يخفى ما في العلم من فضل ومزية ، ولذا فإنّ الفخر الرازي في ذيل الآية المباركة : ( وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ عِلْماً وَقَالاَ الْحَمْدُ للهِِ الّذِي فَضّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ ) (56) ، قال : ( في الآية دليل على علوّ مرتبة العلم ؛ لأنّهما أوتيا من الملك ما لم يؤت غيرهما ، ... إن تلك الفضيلة ليست إلاّ ذلك العلم ) (57) . وبهذا يتبيّن أنّ الأنبياء والمرسلين والأئمّة وراثتهم نورية ، فضلاً عن الوراثة المتعارفة ، وأن أبرز شيء متوارث فيما بينهم هو العلم والنبوة والحكمة ، كما في قوله تعالى : ( ثُمّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ) قال الثعلبي في مراثي المجالس في آية ( وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُد ) : ( يعني نبوّته وحكمته وملكه ) . أهل البيت (عليهم السلام) ورثة الأنبياء وحيث إنّ أهل البيت (عليهم السلام) من تلك الشجرة المباركة ، ومن أسرة التوحيد ، ومن تلك الأصلاب الشامخة والأرحام المطهّرة المصطفاة المجتباة المتمثّلة بالأنبياء والمرسلين ، وعلى رأسهم سيّدهم وأفضلهم نبيّنا محمد (صلّى الله عليه وآله) ، فهم (عليهم السلام) ورثة الأنبياء وممّن اصطفاهم واختارهم واجتباهم الله سبحانه وتعالى لسابق علمه بطاعتهم وحبّهم وفنائهم في ذات الله تعالى . وإليك نموذجاً من الشواهد الروائية المؤكّدة لوراثة أهل البيت (عليهم السلام) للأنبياء : 1 ـ الإمام علي وذرّيته (عليهم السلام) وارثو رسول الله ففي المناقب للخوارزمي عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) عند المؤاخاة أنّه قال : ( والذي بعثني بالحق ما أخّرتك إلاّ لنفسي فأنت عندي بمنزلة هارون من موسى ووارثي ، فقال : يا رسول الله ما أرث منك ؟ قال : ما ورثت الأنبياء ، قال : وما أورثت الأنبياء قبلك ؟ قال : كتاب الله وسنة نبيّهم ) (58) . وفي ينابيع المودّة ، عن أمير المؤمنين عليّ (عليه السلام) قال : قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : ( يا علي أنت أخي ووارثي ووصيي ، محبّك محبّي ، ومبغضك مبغضي ، يا علي أنا وأنت أبوا هذه الأُمّة ، يا علي أنا وأنت والأئمّة من ولدك سادات في الدنيا وملوك في الآخرة ، مَن عرفنا فقد عرف الله عزّ وجلّ ، ومَن أنكرنا فقد أنكر الله عزّوجلّ ) (59) . وعن أبي ذر (رضي الله عنه) أنّه قال : ( أيّها الناس مَن عرفني فقد عرفني ، ومَن لم يعرفني فأنا أبو ذر الغفاري ، أنا جندب بن جنادة الربذي ، إنّ الله اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض ، والله سميع عليم ، محمد الصفوة من نوح ، فالأوّل من إبراهيم ، والسلالة من إسماعيل ، والعترة الهادية من محمد ، إنّه شرف شريفهم ، واستحقوا الفضل في قوم هم فينا كالسماء المرفوعة وكالكعبة المستورة ، أو كالقبلة المنصوبة ، أو كالشمس الضاحية ، أو كالقمر الساري ، أو كالنجوم الهادية ، أو كالشجر الزيتونية أضاء زيتها ، وبورك زبدها ، ومحمد وارث علم آدم وما فضل به النبيون ، وعلي بن أبي طالب وصيّ محمد ، ووارث علمه ، أيّتها الأمة المتحيّرة بعد نبيها ! أما لو قدّمتم مَن قدّم الله ، وأخّرتم مَن أخّر الله ، وأقررتم الولاية والوراثة في أهل بيت نبيكم لأكلتم من فوق رؤوسكم ، ومن تحت أقدامكم ، ولما عال ولي الله ، ولا طاش سهم من فرائض الله ، ولا اختلف اثنان في حكم الله ، إلاّ وجدتم على ذلك عندهم من كتاب الله وسنّة نبيّه ، فأمّا إذ فعلتم ما فعلتم ، فذوقوا وبال أمركم ، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ) (60) . 2 ـ الأنبياء يقرّون بولاية على وذرّيته (عليهم السلام) أخرج الحاكم الحسكاني في شواهده : ( إنّ النبي (صلّى الله عليه وآله) ليلة أُسري به جمع الله تعالى بينه وبين الأنبياء ، ثم قال : سلهم يا محمد على ماذا بُعثتم ؟ [ فسألهم ] فقالوا : بُعثنا على شهادة أن لا إله إلا الله ، وعلى الإقرار بنبوّتك ، والولاية لعلي بن أبي طالب ) (61) . وأخرج أيضاً عن أنس أنّه قال : ( قلنا لسلمان : سل النبي مَن وصيّه فقال له سلمان : يا رسول الله مَن وصيّك ، قال : ( يا سلمان مَن كان وصيّ موسى ؟ فقال : يوشع بن نون . قال : فإنّ وصيّي ووارثي يقضي ديني وينجز موعودي علي بن أبي طالب ) (62) . وعن الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله) أنّه قال : ( إنّ الفضل والشرف والمنزلة والولاية لرسول الله وذرّيته فلا تذهب بكم الأباطيل ) (63) ، ونحوها من الروايات الكثيرة . وهذه الروايات فيها دلالة صريحة على وراثة الإمام علي وأهل البيت (عليهم السلام) لعلم النبي الأكرم (صلّى الله عليه وآله) ، ومن الواضح أنّ إقرار الأنبياء بولاية الإمام علي (عليه السلام) يستلزم كونه حامل علم الأنبياء (عليهم السلام) وإلاّ فلا معنى لكونه وليّاً لرسول الله (صلّى الله عليه وآله) . 3 ـ أهل البيت (عليهم السلام) ورثة الكتاب لقد وردت جملة من الروايات تؤكّد على أنّ أهل البيت (عليهم السلام) هم ورثة الكتاب الكريم . منها : ما أخرجه السيوطي في تفسيره عن قتادة في قوله تعالى : ( إِنّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهّرَكُمْ تَطْهِيراً ) قال : ( هم أهل بيت طهّرهم الله من السوء واختصهم برحمته ، قال : وحدّث الضحاك بن مزاحم أنّ نبي الله (صلّى الله عليه وآله) كان يقول : نحن أهل بيت طهّرهم الله ، من شجرة النبوّة ، وموضع الرسالة ، ومختلف الملائكة وبيت الرحمة ومعدن العلم ) (64) . ومنها : ما أخرجه الحاكم الحسكاني في شواهده ، عن الحرث ، قال سألت أمير المؤمنين عليّ (عليه السلام) عن هذه الآية: ( فَسْأَلُوا أَهْلَ الذّكْرِ ) قال : ( والله إنّا أهل الذكر ، ونحن أهل العلم ، ونحن معدن التأويل والتنزيل ، وقد سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يقول : أنا مدينة العلم وعليّ بابها ، فمَن أراد العلم فليأت من بابه ) (65) . ومنها : ما ورد عن عبد الله بن أعين قال : سمعت جعفر الصادق (عليهم السلام) يقول : ( قد ولدني رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وأنا أعلم كتاب الله ، وفيه بدء الخلق وما هو كائن إلى يوم القيامة ، وفيه خبر السماء وخبر الأرض ، وخبر الجنة وخبر النار ، وخبر ما كان وخبر ما يكون ، وأنا أعلم ذلك كلّه كأنّما أنظر إلى كفّي ، وأنّ الله يقول : ( تِبْيَاناً لِكُلّ شَيْءٍ ) ويقول تعالى : ( ثُمّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ) فنحن الذين اصطفانا الله جلّ شأنه ، وأورثنا هذا الكتاب ، فيه تبيان لكل شيء ) (66) . ومنها : ما جاء عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام) أنّه قال : ( لا يقاس بآل محمد صلّى الله عليه من هذه الأمة أحد ، ولا يسوّى بهم من جرت نعمتهم عليه أبداً ، هم أساس الدين ، وعماد اليقين ، إليهم يفيء الغالي ، وبهم يلحق التالي ، ولهم خصائص حق الولاية ، وفيهم الوصيّة والوراثة ، الآن إذ رجع الحق إلى أهله ونقل إلى منتقله ) (67) . ومنها : ما في ينابيع المودّة عن الإمام الباقر (عليه السلام) قال : ( ونحن مستودع مواريث الأنبياء ... ونحن العلم المرفوع للحق ) (68) . وغيرها من الروايات التي لا يسع المجال لذكرها ، ولا يخفى ما في دلالتها على أنّ أهل البيت (عليهم السلام) ورثة علم رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، ومن هنا نجد رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يؤكّد على بيان منزلة أهل البيت وفضلهم في الأُمّة ، كما في قوله (صلّى الله عليه وآله) : ( إنّ الفضل والشرف والمنزلة والولاية لرسول الله وذرّيّته فلا تذهبنّ بكم الأباطيل ) (69) . أعلميّة أهل البيت في القرآن الكريم من الأدلة القرآنية على أعلمية أهل البيت (عليهم السلام) مضافاً إلى ما تقدّم : قوله تعالى : ( كَفَى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ ) (70) . ففي هذه الآية المباركة يبيّن الله تعالى لرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله) كيفية الإجابة والمحاججة مع الكفّار الذين ينكرون نبوّته ورسالته ، بقوله تعالى : ( وَيَقُولُ الّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفَى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ ) حيث لقّن الله تعالى نبيّه (صلّى الله عليه وآله) في مقام إثبات نبوّته بأن يستشهد بشهادتين : الشهادة الأُولى : وهي شهادة الله تعالى : ( قُلْ كَفَى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ ) وأنّه تعالى هو الذي أوحى إليه القرآن الكريم ، وأنّه معجزة خالدة ، وهذه شهادة إلهية عظيمة لا تعدلها شهادة ، ولا يضر معها جحود هؤلاء الكافرين . الشهادة الثانية : شهادة من عنده علم الكتاب: ( قُلْ كَفَى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ ) فجعل شهادة الذي عنده علم الكتاب لإثبات رسالته وصحّة دعوته ، وكفى بهذه الشهادة كرامة وفضلاً ، لاقترانها بشهادة الله تعالى . ولكي نقف على عظمة هذه الشهادة ينبغي التعرّف على حقيقة علم الكتاب : حقيقة علم الكتاب لمعرفة حقيقة علم الكتاب ينبغي أن نقف متأمّلين قليلاً عند قوله تعالى : ( قَالَ يَا أَيّهَا الملأ أَيّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ * قَالَ عِفْرِيتٌ مّنَ الْجِنّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مّقَامِكَ وَإِنّي عَلَيْهِ لَقَوِيّ أَمِينٌ * قَالَ الّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمّا رَآهُ مُسْتَقِرّاً عِندَهُ قَالَ هذَا مِن فَضْلِ رَبّي لِيَبْلُوَنِي ءَأَشْكُرُ أَم أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنّ رَبّي غَنِيّ كَرِيمٌ ) (71) . فإنّ هذه الآية المباركة تبيّن أنّ وصي سليمان (عليه السلام) كان عنده بعض علم الكتاب وليس علم الكتاب كلّه ، كما هو واضح من قوله : ( قَالَ الّذِي عِندَهُ عِلْمٌ منَ الْكِتَابِ ) حيث إنّ ( من ) في الآية الكريمة تبعيضية ، أي عنده بعض علم الكتاب ، وبهذا البعض من العلم من الكتاب كان لوصي سليمان ( آصف بن برخيا ) القدرة على الإتيان بعرش بلقيس من سبأ في اليمن إلى بيت المقدس في أقل من طرفة عين ، فكيف بمَن عنده علم الكتاب كلّه ؟! حدود علم الكتاب وُصِف الكتاب في القرآن الكريم بأنّه يحتوي على كل شيء ، قال تعالى : ( وَنَزّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ ) (72) . وكلمه ( شيء ) في الآية مفهوم مطلق لا يوجد أعم منه ، فلا يخرج من هذا التعميم مخلوق من الأزل إلى الأبد ، لا سيّما مع ملاحظة أنذ الشيء في الآية جاء مشفوعاً بكلمة ( كل ) التي تؤكّد العموم ، إذن الكتاب بيان لكل شيء . ومن البديهي أنّ هذا الضرب من العلم بالكتاب الذي تشير إليه الآية الكريمة آنفة الذكر : ( قَالَ الّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مّنَ الْكِتَابِ ) والآية المباركة : ( قُلْ كَفَى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَاب ) (73) أنّ هذا العلم ليس هو العلم المتعارف بين الناس المسمّى بالعلم الحصولي ، بل هو سنخ آخر من العلم ميزته أنّ لصاحبه القدرة على التصرّف بنظام التكوين ، وبواسطته استطاع وصي سليمان ـ الذي عنده علم من الكتاب ـ أن يأتي بعرش بلقيس من سبأ إلى بيت المقدس في أقلّ من طرفة عين . مَن الذي عنده علم الكتاب ؟ استفاضت الروايات ، واحتشدت دلالاتها على أنّ المراد بمَن عنده علم الكتاب في الآية : ( قُلْ كَفَى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَاب ) أنّه الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) ، فقد جاءت هذه الشواهد الروائية بألسنة مختلفة ملتقية في نقطة واحدة ، وهي أنّ الذي عنده علم الكتاب في الآية هو علي بن أبي طالب (عليه السلام) ، منها : الإمام علي (عليه السلام) أحصى علم كلّ شيء 1 ـ أخرج القندوزي في ينابيع المودّة بسنده عن الحسين بن علي (عليه السلام) : لما نزلت هذه الآية : ( وَكُلّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ ) قالوا يا رسول الله هو التوراة أو الإنجيل أو القرآن ؟ قال : ( لا ، فأقبل أبي (عليه السلام) فقال (صلّى الله عليه وآله) : هذا هو الإمام الذي أحصى الله فيه علم كل شيء ) (74) . 2 ـ أخرج الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل ، في هذا المجال ستة أحاديث عن ابن عباس ، وأبي صالح ، والإمام الباقر (عليه السلام) ومحمد بن الحنفية ، وأبي سعيد الخدري ، نكتفي بنقل حديث واحد منها ، وهو ما جاء عن عطية ، عن أبي سعيد الخدري قال : ( سألت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) عن قول الله تعالى : ( وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ ) قال : ذاك أخي علي بن أبي طالب ) (75) . 3 ـ أخرج أبو إسحاق الثعلبي في تفسيره حديثين ، الأول عن ابن عبد الله بن عطاء أنّه قال : ( كنتُ جالساً مع أبي جعفر في المسجد فرأيت ابن عبد الله بن سلام جالساً في ناحية ، فقلت : لأبي جعفر : زعموا أنّ الذي عنده علم الكتاب عبد الله بن سلام ، فقال : إنّما ذلك علي بن أبي طالب (عليه السلام) ، والثاني ؛ عن أبي عمر زاذان ، عن أبن الحنفية : ( ( وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ ) ، قال : هو علي بن أبي طالب ) (76) . 4 ـ أخرج القرطبي في تفسيره ، عن عبد الله بن عطاء أنّه قال : ( قلت : لأبي جعفر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) ، زعموا أنّ الذي عنده علم الكتاب عبد الله بن سلام ، فقال : ( إنّما ذلك علي بن أبي طالب (عليه السلام) ، وكذلك قال محمد بن الحنفية ) (77) . 5 ـ أخرج الحافظ أبو نعيم الأصفهاني في كتابه ( ما نزل من القرآن في علي (عليه السلام) ، عن إسماعيل بن سليمان : عن [محمّد] بن الحنفية في قوله عزّ وجلّ : ( قُلْ كَفَى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ ) قال : ( هو علي بن أبي طالب (عليه السلام) ) (78) . 6 ـ قال الآلوسي في تفسيره : ( قال محمد بن الحنفية ، والباقر كما في البحر : المراد بـ ( من ) ، علي (كرّم الله تعالى وجهه) ، الظاهر أنّ المراد بالكتاب حينئذٍ القرآن ، ولعمري إنّ عنده (رضي الله عنه) علم الكتاب كملاً ) (79) ! . 7 ـ ابن مردويه (80) روى في كتابه ( مناقب علي بن أبي طالب (عليه السلام) ، عن ابن عباس في قوله تعالى : ( وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ ) قال : ( هو علي بن أبي طالب ) (81) . اختصاص أهل البيت (عليهم السلام) بعلم الكتاب بعد أن اتضح أنّ الذي عنده علم الكتاب هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) بمقتضى الروايات الآنفة الذكر ، فهنالك عدّة آيات قرآنية تشير إلى اختصاص رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وأهل البيت (عليهم السلام) علم الكتاب فضلاً عن الروايات الصحيحة ، ومن جملة هذه الآيات ما يلي : أولاً : قوله تعالى : ( وَنَزّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلّ شَيْءٍ ) (82) ، وقوله تعالى : ( مَا فَرّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ) ، حيث دلّت هاتان الآيتان على أنّ القرآن فيه تبيان كل شيء ، ثم إنّنا لو سألنا القرآن الكريم عن سبب وجود الاختلافات الكثيرة بين المسلمين مع أنّ القرآن الكريم موجود بين أيديهم ؟ لأجابنا بأنّ هذا الكتاب الذي فيه تبيان لكل شيء يحمله ثلّة مطهّرة من الأمة ، وهم الثقل الآخر للقرآن الكريم بتعبير حديث الثقلين وهو : ( إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسّكتم بهما لن تضلوا بعدي أبداً ) وهذا الحديث متواتر سنداً ومضموناً ، وصريح من حيث الدلالة على أنّ أهل البيت (عليهم السلام) هم الثقل الآخر في الأمة ، وأنّهم عِدل للقرآن ، وهذا المعنى يلتقي مع قوله تعالى ـ الذي يدلنا على مكان وموضع علم الكتاب ـ ( بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيّنَاتٌ فِي صُدُورِ الّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلاّ الظّالِمُونَ ) (83) ولم يدّعِ أحد من المسلمين أنّه عنده علم ما في القرآن إلاّ هم (عليهم السلام) لا يفترقون عنه إلى قيام الساعة ، فقد ورد عن عمر أنّه قال : ( سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يقرأ قوله تعالى : ( وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ ) ، وسمعته يقول : ( بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيّنَاتٌ فِي صُدُورِ الّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ) ، وقد أثبتنا أنّ الذي عنده علم الكتاب هو الإمام علي وولده (عليهم السلام) وهذه دلالة واضحة على أنّ المراد بـ ( صُدُورِ الّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ) هم أهل بيت النبي (عليهم السلام) وفي مقدّمتهم أمير المؤمنين (عليه السلام). ثانياً : قوله تعالى : ( إِنّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ * لا يَمَسّهُ إِلاّ الْمُطَهّرُونَ ) . ولأجل أن نتفهّم الآية المباركة ينبغي بيان مقدّمة تساهم في الوصول إلى المطلوب : وملخّص هذه المقدّمة : هي أنّ لكلّ شيء أربعة وجودات : الوجود الأوّل : وهو الوجود الكتبي مثل كتابة ( زيد ) . الوجود الثاني : الوجود اللفظي كما لو تلفّظنا بكلمة ( زيد ) فقط . الوجود الثالث : الوجود الذهبي كوجود صورة زيد في ذهننا . الوجود الرابع : الوجود الخارجي وهو وجود زيد حقيقة في الخارج . والقرآن الكريم لا يخرج عن هذه الحقيقة التكوينية ، فهو له أربعة وجودات أيضاً ، فوجوده اللفظي هو القرآن المصوت به ، وكذا له وجود كتبي وهو هذه النسخة الشريفة الموجودة والتي لها أحكام شرعية خاصة بها . ووجوده الذهني الذي هو عبارة عن تدبّر معانيه السامية ، والتأمّل فيها ، وهي ما دعانا الباري تعالى إلى التدبّر والتأمّل فيها . ووجوده الخارجي هو نفس حقيقة القرآن الكريم ، وهي التي أشار إليها القرآن الكريم في قوله تعالى : ( لَوْ أَنزَلْنَا هذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُتَصَدّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللهِ وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنّاسِ لَعَلّهُمْ يَتَفَكّرُونَ ) ، فتصدع الجبل لا يحصل بوجود القرآن اللفظي أو الكتبي بتلاوته أو كتابته أو وضعه على الجبل ، ولا بوجود القرآن الذهني بل تصدّع الجبل فيما إذا نزلت حقيقة القرآن الخارجية على الجبل ، وهذا هو ما نصّت عليه الآية المباركة . وبعد أن اتضحت هذه المقدمة وهي أنّ للقرآن حقيقة خارجية تكوينية سامية ، فإنّ هذه الحقيقة لا يمكن أن يصل إليها إلاّ المطهّرون ، كما في قوله تعالى : ( إِنّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ * لا يَمَسّهُ إِلاّ الْمُطَهّرُونَ ) ومعنى ( مكنون ) أي محفوظ ؛ ولذا قال الراغب الأصفهاني في مفرداته في معنى قوله تعالى: ( ( لا يَمَسّهُ إِلاّ الْمُطَهّرُونَ ) أي لا يبلغ حقائق معرفته إلاّ مَن طهّر نفسه وتنقّى من درن الفساد ) (84) . مَن هم المطهّرون ؟ لقد بادر القرآن الكريم لبيان ماهية وحقيقة المطهّرين ، وأنّهم أهل البيت (عليهم السلام) ، قال تعالى : ( إِنّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهّرَكُمْ تَطْهِيراً ) ، وقد بيّن الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله) في روايات متضافرة بأنّ المطهّرين هم أهل بيته (عليهم السلام) ، ومن هذه الروايات : 1 ـ ما ورد عن عبد الله بن جعفر لمّا نظر رسول الله (صلّى الله عليه وآله) إلى الرحمة هابطة قال : ( ادعوا لي ، ادعوا لي ، فقالت صفية : مَن ؟ قال (صلّى الله عليه وآله) : أهل بيتي : عليّاً وفاطمة والحسن والحسين ، فجيء بهم فألقى عليهم كساءه ، ثم رفع يديه ، ثم قال : اللّهمّ هؤلاء آلي فصلّ على محمد وعلى آل محمد ، وأنزل الله عزّ وجلّ ، ( إِنّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهّرَكُمْ تَطْهِيراً ) ) ، [قال الحاكم] : ( هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ، وقد صحّت الرواية على شرط الشيخين ، أنّه علّمهم الصلاة على أهل بيته كما علّمهم الصلاة على آله ) (85) . 2 ـ ما ورد عن أبي سلمة : فدعا حسناً وحسيناً ، وفاطمة ، فأجلسهم بين يديه ، ودعا عليّاً فأجلسه خلفه فتجلّل هو وهم بالكساء ، ثم قال : ( هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً ) (86) . ومنها : ما رواه ابن كثير في تفسيره قال : ( ... حدثنا شداد بن عمار قال دخلت على واثلة بن الأسقع رضي الله عنه ، وعنده قوم فذكروا عليّاً رضي الله عنه فشتموه ، فشتمته معهم ، فلمّا قاموا قال لي شتمت هذا الرجل ؟ قلت : قد شتموه فشتمته معهم ، ألا أخبرك بما رأيت من رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ؟ قلت : بلى ، قال : أتيت فاطمة رضي الله عنها أسألها عن علي رضي الله عنه ، فقالت توجّه إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، فجلست أنتظره ، حتى جاء رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ومعه علي وحسن وحسين رضي الله عنهم آخذاً كل واحد منهما بيده حتى دخل فأدنى علياً وفاطمة رضي الله عنهما وأجلسهما بين يديه ، وأجلس حسناً وحسيناً رضي الله عنهما كل واحد منهما على فخذه ثم لفّ عليهم ثوبه ، أو قال : كساءه ، ثم تلى (صلّى الله عليه وآله) هذه الآية ( إِنّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهّرَكُمْ تَطْهِيراً ) ، وقال : اللّهمّ هؤلاء أهل بيتي وأهل بيتي أحق ) (87) . 3 ـ وعنه أيضاً في رواية أخرى عن أُمّ سلمة قالت : ( فأخذ (صلّى الله عليه وآله) فضل الكساء فغطاهم به ، ثم أخرج يده فألوى بها إلى السماء ، ثم قال : اللّهمّ هؤلاء أهل بيتي وخاصتي ، فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً ، قالت ـ أم سلمة ـ : فأدخلت رأسي البيت ، فقلت وأنا معكم يا رسول الله ؟ فقال (صلّى الله عليه وآله) : إنّك إلى خير ، إنك إلى خير ) (88) . 4 ـ وفي رواية ثالثة عنها أيضاً قالت : ( فلمّا رآهم مقبلين مدّ (صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم) يده إلى كساء كان على منامه ، فمدّه وبسطه ، وأجلسهم عليهم ، ثم أخذ بأطرف الكساء الأربعة بشماله فضمّه فوق رؤوسهم وأومأ به بيده اليمنى إلى ربّه ، فقال : اللّهمّ هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً ) (89) . 5 ـ وفي رواية رابعة كذلك قالت : ( ... فاجتمعوا فجلّلهم رسول الله (صلّى الله عليه وآله) بكساء كان عليه ثم قال : اللّهمّ هؤلاء أهل بيتي ، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً ، فنزلت هذه الآية حين اجتمعوا على البساط ، قالت ، فقلت : يا رسول الله وأنا ؟ قالت : فو الله ما أنعم ، وقال : إنّك إلى خير ) (90) . 6 ـ وفي رواية خامسة عن أُمّ سلمة أيضاً : ( ... بينما رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في بيتي يوماً ، إذ قالت : الخادم إنّ فاطمة وعلياً بالسدة ، قالت: فقال لي رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : قومي فتنحّي عن أهل بيتي ) (91) . 7 ـ وفي رواية سادسة عن أم سلمة : ( قالت : إنّ هذه الآية نزلت في بيتي ( إِنّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهّرَكُمْ تَطْهِيراً ) ، قالت : وأنا جالسة على باب البيت ، فقلت يا رسول الله : ألست من أهل البيت ؟ فقال (صلّى الله عليه وآله) : إنّك إلى خير ، أنت من أزواج النبي ... ) (92) . وهذه الروايات وغيرها صريحة في الدلالة على أنّ المراد بأهل البيت هم : علي وفاطمة والحسن والحسين وتسعة من أولاد الحسين (عليهم السلام) . وممّا يزيد هذه الحقيقة تأكيداً ـ وهي أنّ أهل البيت (عليهم السلام) لديهم علم وحقيقة القرآن ـ قوله تعالى : ( وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاّ اللهُ وَالرّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ) ، وقد ورد عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام) أنّه خطب الناس قائلاً : ( أين الذين زعموا أنّهم الراسخون في العلم دوننا ، كذباً وبغياً علينا ، أن رفعنا الله ووضعهم ، وأعطانا وحرمهم ، وأدخلنا وأخرجهم ، بنا يستعطى الهدى ، ويستجلى العمى . إنّ الأئمة من قريش ، غرسوا في هذا البطن من هاشم ، لا تصلح على سواهم ، ولا تصلح الولاة من غيرهم ) (93) . إذن تبيّن من هذه الروايات أنّ علم الكتاب إنّما هو عند أهل البيت (عليهم السلام) بفضل الله تعالى واصطفائه لهم . الروايات الخاصة في علم أهل البيت (عليهم السلام) وأمّا على صعيد البحث الروائي فقد تواترت الروايات المؤكِّدة على أعلمية أهل البيت (عليهم السلام) ، فضلاً عن كونهم ورثة النبي (عليهم السلام) ، منها : 1 ـ علم الأنبياء عند أهل البيت (عليهم السلام) : أخرج القندوزي الحنفي في الينابيع ، عن عمر بن أذينة عن جعفر الصادق (عليه السلام) قال : قال أمير المؤمنين : ( ألا إنّ العلم الذي هبط به آدم (عليه السلام) من السماء إلى الأرض وجميع ما فضلّت به النبيّون إلى خاتم النبيّين في عترة خاتم النبيّين ) (94) . 2 ـ علم الكتاب كلّه عند أهل البيت (عليهم السلام) : أخرج القندوزي الحنفي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال : ( علم الكتاب والله عندنا ، وما أُعطي وزير سليمان بن داود ، إنّما عنده حرف واحد من الاسم الأعظم ، وعلم بعض الكتاب كان عنده ... وقال في علي (عليه السلام) ومن عنده علم الكتاب ) (95) ، وعن الإمام علي (عليه السلام) أنّه قال : ( ألا وإنّا أهل بيت من علم الله علمنا وبحكم الله حكمنا ) (96) . 3 ـ أُعطي أهل البيت سبعاً لم يعطها أحد قبلهم أخرج ابن المغازلي عن علي (عليه السلام) قال : ( قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : أُعطينا أهل البيت سبعةً لم يُعطَها أحدٌ قبلنا ، ولا يُعطاها أحدٌ بعدنا : الصباحة والفصاحة والسماحة والشجاعة والحلم والعلم ... ) (97) . 4 ـ الإمام علي (عليه السلام) عيبة علم الرسول (صلّى الله عليه وآله) أخرج ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق عن ابن عباس قال : ( علي عيبة علمي ) (98) . 5 ـ الإمام علي (عليه السلام) يعلم ظاهر القرآن وباطنه أخرج القندوزي الحنفي في ينابيع المودّة عن ابن مسعود أنّه قال : ( نزل القرآن على سبعة أحرف له ظهر وبطن ، وأنّ عليّاً (عليه السلام) علم القرآن ظاهره وباطنه ) (99) . |
#50
|
|||
|
|||
السؤال يقول
على أي أساس ((((( أي ماهو الدليل ,,,, وليس التعليل العليل ))))) هل عندكم دليل تثبتون به علم الأئمة للغيب ,,,, لما كان وماهو كائن وما سيكون لا يستطيع الشيعي أن يثبت بالدليل المباشر لأن القرآن سيرد عليه وعلى إقترائه , وسيقول كمعمميه القرآن عندنا باطل لا يؤخذ به |
#51
|
|||
|
|||
اقتباس:
و بما انك تدعي انه حتى الائمة يطلعهم الله على الغيب فتفضل و قدم لنا بعض الادلة عما فعلت انا
__________________
( فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا ) الكهف 6 كل العلوم سوى القرآن مشغلة ..... إلا الحديث وعلم الفقه في الدين العلم ما كان فيه قال حدثنا ..... وما سوى ذاك وسواس الشياطين |
#52
|
|||
|
|||
تسردبوا على حد علمي
__________________
( فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا ) الكهف 6 كل العلوم سوى القرآن مشغلة ..... إلا الحديث وعلم الفقه في الدين العلم ما كان فيه قال حدثنا ..... وما سوى ذاك وسواس الشياطين |
#53
|
|||
|
|||
اقتباس:
فهؤلاء القوم لا يفهمون الا بلغة السروال
__________________
( فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا ) الكهف 6 كل العلوم سوى القرآن مشغلة ..... إلا الحديث وعلم الفقه في الدين العلم ما كان فيه قال حدثنا ..... وما سوى ذاك وسواس الشياطين |
#54
|
|||
|
|||
هههههه
بارك الله فيك اخي الحبيب عمر ايوب ورضي الله عن الفاروق عمر كاسر شوكة الفرس المجوس ومن يتبعهم من مطاياهم اهل الكفر والفجور . وبارك الله في اخوتي واخواتي اهل السنة والجماعة . اخي عمر لقد اتعبت الشيعة فهم لحد الآن يبحثون في المنتديات ويسألوا معمميهم ولا توجد اجابة ولذلك تبخرووا وتسردبوا واصبحوا كالنعامة ....... فإن كان الائمة يعلموا الغيب لعلم علي رضي الله عنه بمقتله و بالذي سيقتله !!!!!! |
#55
|
|||
|
|||
اقتباس:
و لو جائوا بائمتهم فلن يجدوا حلا
__________________
( فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا ) الكهف 6 كل العلوم سوى القرآن مشغلة ..... إلا الحديث وعلم الفقه في الدين العلم ما كان فيه قال حدثنا ..... وما سوى ذاك وسواس الشياطين |
#56
|
|||
|
|||
اية واحدة تكفي
بسم الله الرحمن الرحيم
وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ من هم المؤمنون؟ وكيف سيرى المؤمنون اعمال الناس على كثرتها؟ بدون صياح (كعادة علماء ومتحدثي الوهابية) بل حاولو ان تجذبو الناس الى مذهبكم كما امرنا القران:التحليل الموضوعي ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين ( 125 ) ) اعتبروني شخص لاسني ولاشيعي ولاوهابي وفسرولي الاية من خلال قراءتكم الاولى وبعدها ارجعوا الى تفاسيركم |
#57
|
|||
|
|||
السلام عليكم
يوم القيامة والحساب سيشهد الناس أعمال بعضهم إلا من ستر الله عليه وحتى في الآية التي ذكرت فهي تقول عن كل المؤمنين ولم تخصص أجدا !!! ويقول تعالى : قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۚ قَالُوا فَادْعُوا ۗ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ (50) إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ (51) يَوْمَ لَا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ ۖ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ (52) فالله يحفظ المؤمن الشاهد يوم القيامة وانظر أن الله قال الرسل هي التي تأتي بالبينات وهي الحجة !!! وليس غيرهم . |
#58
|
|||
|
|||
شكرا اخي الكريم على الاجابة..
سؤال ثاني: الاية الكريمة: قال تعالى:)(كَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاَءِ شَهِيدًا) (النساء/42) الا تعني هذه الاية ان الرسول الكريم (صلى الله عليه وعلى اله) شاهد حقيقي على اعمال الخلق او على الاقل شاهد على امته في زمانه؟ |
#59
|
|||
|
|||
لا أحد يعلم الغيب إلا الله تعالى، وهذا ما دل عليه القرآن الكريم، فلا علي بن أبي طالب يعلم الغيب، ولا ابنه الحسن ولا الحسين، ولا يعلم الغيب أحد إلا الله تعالى.
وحتى رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- لا يعلم الغيب، بل إن الله تعالى يطلعه على بعض الغيبيات، وهذا يتضح في الأحاديث المتعلقة بما يجري في آخر الزمان -مثلا-. صدق الله حيث قال: (قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ). ملاحظة: نرى أن الموقع هذا قد جرت عليه بعض التغييرات، وهذا جيد، إذ أنه من باب تطوير المنتدى، ولكني أرجو من الإداريين أن يلتفتوا إلى أنه قد ظهرت مشكلة أثناء تظليل الكتابة، فلا يمكن التظليل بصورة طبيعية، ولذا أرجو من الإداريين النظر في هذا الأمر، وشكرا. |
#60
|
|||
|
|||
اقتباس:
اذا نحن متفقون اولا على ان غلم الغيب هو خاص برب السماوات والارض ولكن هذا لايمنع ان يطلع الله عزوجل رسوله على بعض الامور الغيبية التي روى لنا بعضا منها مثل (فتح بلاد فارس عند حفر الخندق وغيرها من الامور الغيبة الكثيرة) وابقى لديه قسم منها.. الجانب الاخر نحن نعتقد ان الرسول الاكرم عليه وعلى اله الصلاة والسلام اخبر اهل بيته وخاصته بعض من علومه ومنها هذه الامور الغيبية التي اطلعها عليه الله عزوجل عليها هذا كل مافي الموضوع ويبدو اننا نتفق في هذا الموضوع اكثر مما نحتلف ولكل مجتهد نصيب ان كان يسعى الى الحق تقبلو تحياتي |
أدوات الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | الأقسام الرئيسية | مشاركات | المشاركة الاخيرة |
صحاح الامامية الاثنى عشرية احد فرق الشيعة ومراجعهم سعد بن عبادة جاحد كافر مرتد ولهذا بتر الله عمره | ابو هديل | الشيعة والروافض | 0 | 2020-02-29 02:28 AM |
أدلة إثبات أن الشيعة يؤمنون بوجود اكثر من مهدي واختلافهم في كيفية ظهوره | ابو هديل | الشيعة والروافض | 1 | 2020-02-26 07:20 PM |