جديد المواضيع |
للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب |
منتدى السنة | الأذكار | زاد المتقين | منتديات الجامع | منتديات شباب الأمة | زد معرفة | طريق النجاح | طبيبة الأسرة | معلوماتي | وادي العرب | حياتها | فور شباب | جوابى | بنك أوف تك |
|
|
أدوات الموضوع |
#81
|
|||
|
|||
- نرد عليهم ونقول:
-إن ما ذكره أهل الفتنة والهوى حول موقف عائشة أم المؤمنين من صهرها عليّ، رضي الله عنهما، لا يصح منه شيء، ولا يقره عاقل، ولاسيما أن الصحيح من الأخبار يدل على عظيم التقدير والاحترام الذي كانت تكنّه لعليّ وأبنائه رضي الله عنهم أجمعين. - كما أخرج ابن أبي شيبة، أن عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي،: " سأل عائشة من يبايع؟ فقالت له: إلزم عليّاً. فهل يعقل بعد هذا أن تخرج عليه وتحاربه؟! ثمّ تعمد إلى إنكار فضله وفضائله كما زعم المغرضون؟! - علاقتها بعلي بن أبي طالب ـ كما سنرى ـ مبنية على المودة والاحترام والتقدير المتبادل، فعليّ أعرف الناس بمقام السيدة عائشة، ومنزلتها في قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقلوب المسلمين، كما كانت هي الأخرى تعرف لعليّ سابقته في الإسلام، وفضله وجهاده، وتضحياته، ومصاهرته للنبي صلى الله عليه وسلم. - وقد روت عدداً من الأحاديث في فضائل عليّ وأهل البيت رضي الله عنهم، ذكرها أئمة الحديث بأسانيدها، وهي تدل دلالة واضحة على عظيم احترامها وتقديرها لأمير المؤمنين عليّ وأهل البيت رضي الله عنهم أجمعين. - وقد روت السيدة عائشة مناقب أهل البيت التي تعتبر شامة في مناقب الإمام عليّ، رضي الله عنه. -من ذلك ما أخرجه مسلم، عن عائشة، رضي الله عنها قالت: "خرج النبي صلى الله عليه وسلم غداة وعليه مرطٌ مرحّل من شعر أسود، فجاء الحسن بن عليّ فأدخله، ثم جاء الحسين فدخل معه، ثم جاءت فاطمة فأدخلها، ثم جاء عليّ فأدخله، ثم قال: { إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}. - قلت: والذي أدين الله به أنه لا يصح حديث الكساء إلا من طريق عائشة – رضي الله عنها – فقط، فكيف يدعي من كان له أدنى ذرة عقل أو دين أن يتهمها بنصب العداء لعلي رضي الله عنه. - ولما بويع عليّ، رضي الله عنه خليفة للمسلمين، لم يتغير موقفها منه ولا حملت في قلبها عليه، وهي التي كانت تدعو إلى بيعته كما رأينا.وكانت تعرف مكانته العلمية والفقهيـة، لذلك عندما سألها شريح بن هانىء()عن المسح على الخفّين، قالت له: عليك بابن أبي طالب فسله فإنه كان يسافر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. - ذكر الحافظ (ابن حجر) في فتح الباري قول المهلب: إن أحدا لم ينقل إن عائشة ومن معها نازعوا عليّاً في الخلافة، ولا دعوا إلى أحد منهم ليولوه الخلافة.() ولا ننسى في ختام هذا الباب أن وننبه إلى وصية رسول الله e لسيدة نساء الجنة فاطمة رضي الله عنها بأن تحب عائشة رضي الله عنها، قال النبي e لابنته فاطمة: "أي بنية، ألست تحبين ما أحب" فقالت: بلى، قال "فأحبي هذه".() وليس هناك خير من عائشة وفاطمة رضي الله عنهما لينفذا وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم. |
#82
|
|||
|
|||
باب: عرض افتراءات مختلقة وأباطيل لا وجود لها عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها
إنه ليس بالأمر اليسير أبداً أن تقرأ تلك الافتراءات التي يدعيها كثير من الظالمين لأنفسهم والتي وردت فيها إساءات عظيمة لأمهات المؤمنين رضي الله عنهن أجمعين زوجات خير خلق الله محمد صلى الله عليه وسلم، وكتابة تلك الأقوال والرد عليها شرف أسأل الله أن يرزقنا إياه في الدنيا والآخرة. قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ( إن أهل السُّنَّة قائمون بالقسط شهداء لله، وقولهم حق وعدل لا يتناقض، أما الرافضة وغيرهم من أهل البدع ففي أقوالهم الباطل والتناقض، وذلك أن أهل السنة عندهم أن أهل بدر كلهم في الجنة، وكذلك أمهات المؤمنين: عائشة وغيرها، وأبو بكر وعمر وعثمان وعليّ وطلحة والزبير هم سادات أهل الجنة بعد الأنبياء. وأهل السُّنة يقولون: إن أهل الجنة ليس من شرطهم سلامتهم عن الخطأ، بل ولا عن الذنب، بل يجوز أن يُذنب الرجل منهم ذنبًا صغيرًا أو كبيرًا ويتوب منه.وهذا مُتّفق عليه بين المسلمين، ولو لم يتب منه فالصغائر مغفورة باجتناب الكبائر عند جماهيرهم، بل وعند الأكثرين منهم أن الكبائر قد تُمحى بالحسنات التي هي أعظم منها، وبالمصائب المُكفِّرة وغير ذلك. وإذا كان هذا أصلهم فيقولون: ما يُذكر عن الصحابة من السيئات كثير منه كذب، وكثير منه كانوا مجتهدين فيه، ولكن لم يعرف كثير من الناس وجه اجتهادهم، وما قُدِّر أنه كان فيه ذنب من الذنوب لهم فهو مغفور لهم: إما بتوبة، وإما بحسنات ماحية، وإما بمصائب مكفّرة، وإما بغير ذلك، فإنه قد قام الدليل الذي يجب القول بموجبه: أنهم من أهل الجنة، فامتنع أن يفعلوا ما يُوجب النار لا محالة، وإذا لم يمُتْ أحد منهم على موجب النار لم يقدح ما سوى ذلك في استحقاقهم للجنة. ونحن قد علمنا أنهم من أهل الجنة، ولو لم يُعلم أن أولئك المعينين في الجنة لم يَـجُزْ لنا أن نقدح في استحقاقهم للجنة بأمور لا نعلم أنها تُوجب النار، فإن هذا لا يجوز في آحاد المؤمنين الذين لم يُعلم أنهم يدخلون الجنة، ليس لنا أن نشهد لأحد منهم بالنار لأمور محتملة لا تدل على ذلك، فكيف يجوز مثل ذلك في خيار المؤمنين، والعلم بتفصيل أحوال كل واحد منهم باطنًا وظاهرًا، وحسناته وسيئاته واجتهاداته، أمر يتعذر علينا معرفته؟ فكان كلامنا في ذلك كلامًا فيما لا نعلمه، والكلام بلا علم حرام، فلهذا كان الإمساك عمّا شجر بين الصحابة خيرًا من الخوض في ذلك بغير علم بحقيقة الأحوال، إذ كان كثير من الخوض في ذلك ـ أو أكثره ـ كلامًا بلا علم، وهذا حرام لو لم يكن فيه هوى ومعارضة الحق المعلوم، فكيف إذا كان كلامًا بهوى يُطلب فيه دفع الحق المعلوم؟ فمن تكلم في هذا الباب بجهل أو بخلاف ما يعلم من الحق كان مستوجبًا للوعيد، ولو تكلم بحق لقصد اتباع الهوى لا لوجه الله تعالى، أو يُعارض به حقًا آخر، لكان أيضًا مستوجبًا للذم والعقاب...ومن عَلِمَ ما دلَّ عليه القرآن والسُّنة من الثناء على القوم، ورضا الله عنهم، واستحقاقهم الجنة، وأنهم خير هذه الأمة التي هي أخرجت للناس ـ لم يعارض هذا المتيقن المعلوم بأمور مشتبهة: منها ما لا يُعلم صحته، ومنها ما يتبين كذبه، ومنها ما لا يُعلم كيف وقع، ومنها ما يُعلم عذر القوم فيها، ومنها ما يُعلم توبتهم منه، ومنها ما يُعلم أن لهم من الحسنات ما يغمره، فمن سلك سبل أهل السُّنة استقام قوله، وكان من أهل الحق والاستقامة والاعتدال، وإلا حصل في جهل وكذب وتناقض كحال هؤلاء الضُلّال ).() هناك الكثير من الافتراءات والأباطيل التي أُطلقت على أمهات المؤمنين رضي الله عنهن بشكل عام، وهناك من هذه الافتراءات والأباطيل ما خُصت به أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وغالب هذه الافتراءات جاء على ألسنة الشيعة الرافضة وغيرهم. |
#83
|
|||
|
|||
من تلك الافتراءات والأباطيل التي وجهها الظالمون لأمهات المؤمنين:
1) إطلاقهم على أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم لقب السراري والحشايا: والسراري جمع سرية وهي الأمة، أما الحشايا فجمع حشية وهي الفراش المحشو بغيره.() في القصة التى ذكرها الشيعة في كتبهم، وفيها مناظرة عبدالله بن عباس رضي الله عنهما لعائشة رضي الله عنها وفيها أن ابن عباس-حاشاه من ذلك- قال يُخاطب عائشة: ((..وما أنت إلا حشية من تسع حشايات خلفهنّ بعده، لَسْتِ بأبيضهنّ لوناً ولا بأحسنهنّ وجهاً ولا بأرشحهنّ عرقاً ولا بأنضرهنّ ورقاً ولا بأطرئهنً أصلاً..إلخ)).() وهي قصة مكذوبة على ابن عباس رضي الله عنهما، عمدة أسانيدها رواة الشيعة أنفسهم، وعلى رأسهم أبو مخنف لوط بن يحيى، الإخباري التالف، والشيعي المحترق الذي أجمع أئمة النقاد على تضعيفه وتركه. ومن عباراتهم فيه: () قول أبي حاتم: (أبو مخنف متروك الحديث)() وقول ابن معين: (ليس بثقة)، (ليس بشيء)() وقول الدارقطني: (أبومخنف أخباري ضعيف).() قول أبي حاتم: (أبومخنف متروك الحديث). وغيرها من كلام كبار العلماء الذين أجمعوا على تضعيفه وعدم الثقة بكلامه. 2) زعم الشيعة الإثنى عشرية سوء أدب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم معه عليه الصلاة والسلام روى علي بن إبراهيم القمي-وهو من كبار مفسّريهم-،والصدوق والطوسي-وهما من كبار علماء الشيعة الإثنى عشرية-في سبب نزول قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً}الأحزاب28 قالوا – واللفظ للقميّ- ((إنَّه كان سبب نزولها: أنَّه لما رجع رسول الله من غزاة خيبر، وأصاب كنز آل أبي الحقيق، قُلْن أزواجه: أعطنا ما أصبتَ.فقال لهنّ رسول الله صلى الله عليه وآله: قسمتُه بين المسلمين على ما أمر الله.فغضبن من ذلك. وقلن: لعلك ترى أنّك إن طلقتنا أن لا نجد الأكفاء من قومنا يتزوّجونا.فأنف الله لرسوله، فأمره أن يعتزلهنّ، فاعتزلهنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم)).() هكذا وردت هذه الرواية مطلقة في أزواجه صلى الله عليه وسلم كافّه، وهناك روايات أخري في كتب الشيعة الأخرى تحدد القائل من أزواجه عليه الصلاة والسلام وجعلوها مابين زينب بنت جحش رضي الله عنها وحفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنها. وكل هذه الروايات محض افتراء من الشيعة الرافضة على أمّهات المؤمنين عموماً، وعلى من خُصّت بهذه التهمة من نسائه عليه الصلاة والسلام في بعض الروايات. والصحيح أنهنّ رضي الله عنهنّ سألن رسول الله صلى الله عليه وسلم التوسعة في النفقة، ولم يرد أنّهنّ قلن هذه المقالة أبداً، ولا تصح نسبتها إليهنّ البته؛ إذ لا يُتصور أن تصدر هذه المقالة عن نساء المؤمنين الصالحات، فكيف نساء النبيّ صلى الله عليه وسلم أُمّهات المؤمنين اللواتي لَسْنَ كأحدٍ من النساء؟! 3) دعوى الشيعة الإثنى عشرية أنّ نساء النبيّ صلى الله عليه وسلم لسن من أهل بيته عليه الصلاة والسلام: إن الشيعة الإثنى عشرية يُفَرِّقون من حيث التعريف بين أهل البيت، وآل البيت، والعترة()، وهم يختلفون اختلافاً كبيراً في المراد من كلٍّ، وأقوالهم في هذا الأمر متعددة ومختلفة لا تتسع مساحة البحث لذكرها كلها، وهم يرون أن نساء النبي صلي الله عليه وسلم لسن من أهل البيت ولا من آل البيت ولا من العترة. والرد علي هذه الأقاويل: إنّ ((آل البيت))، و((أهل البيت))، و((العترة)) ألفاظ مترادفة ذات معنى واحد، يدخل فيه أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم كلّهم، وفي مقدمتهم أزواجه عليه الصلاة والسلام. وادّعاء الشيعة الإثنى عشرية أنّ الأزواج لسن من أهل البيت: أمر مخالف للشرع والعرف واللغة. كلمة الأهل في اللغة: لفظة الأهل تُطلق على الزوجة؛ يُقال: أَهَلَ فُلانٌ: أي تزوج.ويُقال: آهلك الله في الجنّة: أي أدخلك الجنّة وزوّجك فيها.والتأهل: التزوج...إلخ.() وفي العرف انتشر بين النّاس إطلاق لفظ ((الأهل)) على الزوجة؛ كقول الرجل لصاحبه: كيف أهلك؟-أي: امرأتك، أو نسائك. وقد ورد إطلاق لفظ ((الأهل)) على الزوجة في مواضع عديدة من كتاب الله الكريم: كقوله سبحانه وتعالى حكاية عن خليله إبراهيم عليه السلام وامرأته: وَلَقَدْ جَاءتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُـشْرَى قَالُواْ سَلاَماً قَالَ سَلاَمٌ فَمَا لَبِثَ أَن جَاء بِعِجْلٍ حَنِيذٍ{69} فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لاَ تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُواْ لاَ تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ{70} وَامْرَأَتُهُ قَآئِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاء إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ{71} قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ وَهَـذَا بَعْلِي شَيْخاً إِنَّ هَـذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ{72} قَالُواْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ رَحْمَتُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ{73} 69-73هود فالملائكة خاطبوا امرأة إبراهيم عليه السلام بلفظة ((أهل البيت)). ومُفَسِّروا الشيعة اعترفوا بذلك في تفاسيرهم.() أما الآيات الخاصّة بأهل بيت رسولنا صلى الله عليه وسلم، والواردة في سورة الأحزاب: فإنّ القارئ لها يظنّ لأوّل وهلة أنّ المراد بأهل البيت: أزواج النبيّ صلى الله عليه وسلم؛ لأن الآيات قبل قوله تعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً}الأحزاب33 ، وبعد خطابٌ لأزواج النبيّ صلى الله عليه وسلم، وليس فيها ذكرٌ لغيرهنّ. وهذا الذي جعل جماعة من المفسّرين، على رأسهم حبر هذه الأمة عبدالله بن عباس رضي الله عنهما يجزم أنّ المراد بأهل البيت: أزواجه صلى الله عليه وسلم، وأنّ المراد من البيت: بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم.() والصحيح: أنّ لفظة ((آل البيت)، أو ((أهل البيت)) ليست خاصّة بأزواج النبيّ صلى الله عليه وسلم، بل إنّ جميع بني هاشم داخلون فيها؛ كالعباس وولده، والحارث بن عبدالمطلب وولده، وسائر بني أبي طالب، وغيرهم. وكبنات النبي؛ زوجتي عثمان رضي الله عنه: رقية وأمّ كلثوم رضي الله عنهما، وابنته زينب، وكذا علي رضي الله عنه، والحسن، والحسين أصحاب الكساء من أهل البيت بلا ريب.وكذلك أزواجه صلى الله عليه وسلم داخلون في أهل بيته () لإدخال الله لهنّ-كما تقدم-. وقد بيَّن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك، لما سأله الصحابة رضي الله عنهم: يا رسول الله كيف نُصلي عليك؟ فقال: ((قولوا: اللهمّ صلّ على محمّد وأزواجه وذريته كما صلّيت على آل إبراهيم، وبارك على محمّد وأزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم، إنّك حميد مجيد)).() - ما فات كان أمثلة على الافتراءات التي أُتهمت بها أمهات المؤمنين عموماً، والآن ألقي الضوء على ما استطعت كتابته من افتراءات أُتهمت بها أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، باختصار وذلك لارتباط البحث بعدد محدود من الصفحات. لقد وجَّه الشيعة الإثنى عشرية إلى عائشة بنت أبي بكر الصدّيق، وإلى حفصة بنت عمر الفاروق رضي الله عنهم العديد من المطاعن، وحاولوا إلصاق العديد من التّهم بهم، ويبدو أن عداوة الشيعة الرافضة للصديق والفاروق رضي الله عنهما قد انتقلت إلي ابنتيهما عائشة وحفصة رضي الله عنهما. 1) التبرؤ منهما ولعنهما: أَدْخَلَ الشيعة الإثنى عشرية عائشة وحفصة في جملة أعداء أهل البيت- على حد زعمهم-، لذلك أجروا عليهما ما يُجرونه على أعداء آل البيت من السبّ واللعن والتبرؤ. فقد ذكر الكركيّ والمجلسيّ- شيخ الدولة الصفوية، ومرجع الشيعة المعاصرين- أن جعفر الصادق- رحمه الله، وحاشاه من ذلك- كان يلعن في دبر كلّ مكتوبة أربعةً من الرجال وأربعةً من النساء: التيميّ- أبا بكر-، والعدوي-عمر-، وعثمان، ومعاوية- يُسميهم-، وعائشة وحفصة، وهنداً وأمّ الحكم أُخت معاوية.() وهذا القول منسوبٌ زوراً وبهتاناً إلى الإمام جعفر الصادق رحمه الله، وهو القائل- باعتراف الشيعة، وكما ذكروا في كتبهم-: ((إنا أهل بيتٍ صادقون لا نخلو من كذّابٍ يكذب علينا، ويسقط صدقنا بكذبه علينا عند النّاس)).() أما في التبرؤ منهما: فقد نقل ابن بابويه القمي- الملقّب عند الشيعة بالصدوق-، والمجلسي: إجماع الشيعة على وجوب التبرؤ منهما، فقالا- واللفظ للمجلسي-: ((وعقيدتنا في التبريء: أنّنا نتبرأ من الأصنام()الأربعة: أبي بكر، وعمر، وعثمان، ومعاوية، ومن النساء الأربع: عائشة، وحفصة، وهند، وأمّ الحكم، ومن جميع أتباعهم وأشياعهم، وأنهم شرّ خلق الله على وجه الأرض ()، وأنه لايتم الإيمان بالله ورسوله والأئمة إلّا بعد التبريء من أعدائهم)).() والرد على هذه المقالة التي يندي لها جبين المسلم الحر الذي يغار على عرض رسوله صلى الله عليه وسلم وعرض زوجاته وصحابته رضوان الله عليهم أجمعين، أنه كلّ مسلم يعلم أنّ أبا بكر، وعمر، وعثمان خيرُ حلق الله على وجه الأرض بعد الأنبياء والمرسلين، وأنّ ابنة أبي بكر؛ عائشة، وابنة عمر؛ حفصة من خير خلق الله، وزوجتا خير خلق الله، وسيِّد ولد آدم، وإمام الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم. وأنّ معاوية رضي الله عنه صحابيّ من الصحابة الذين هم خير خلق الله عز وجل، وأنّ أهل السنة القائمين بكتاب الله، العاملين بسنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم السائرين على منهج صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم من خير خلق الله عز وجل... 2) إدعاء الشيعة الإثنى عشرية عداوة عائشة وحفصة رضي الله عنهن لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: وقد أدخل الشيعة الإثنى عشرية عائشة وحفصة رضي الله عنهما في جملة أعداء آل البيت، ولما افتقروا إلى الأدلة التي تسند دعواهم المكذوبة، اخترعوا القصص التي تبرر – في زعمهم – هذه التهم. وسيرد بإذن الله في فصل شبهات حول عائشة رضي الله عنها الحديث عن شبهة خروج عائشة رضي الله عنها لحرب علي رضي الله عنه، وإنما ذكرنا هذه النقطة هنا لجمع معظم الافتراءات عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها. 3) ادعاء الشيعة الإثنى عشرية أنّ عائشة وحفصة تآمرتا مع أبويهما على رسول الله صلى الله عليه وسلم وسقتاه السم: من الدعاوي الغريبة التي أتى بها الشيعة الإثنى عشرية في كتبهم: ادّعاؤهم أنّ زوجتي رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ عائشة وحفصة رضي الله عنهما قد تآمرتا مع أبويهما؛ أبي بكر الصدّيق، وعمر الفاروق رضي الله تعالى عنهما على رسول الله؛ فأذاعوا سرّه، وهتكوا ستره، وسقوه السمّ، فكان ذلك سبب موته عليه الصلاة والسلام. وقصة تآمر أبي بكر، وعمر، وعائشة، وحفصة رضي الله عنهم علي وضع السمّ لرسول الله صلى الله عليه وسلم معتبرةٌ عند الشيعة، ويستدلّون على إثباتها ببعض الآيات التي نَحَوْ في تفسيرها منحى التأويل الباطني الذي لا يُعقل، بل لا يعقله عندهم – باعترافهم – إلّا الملك المقّرب، أو النبيّ المرسل، أو العبد الذي أمتحن الله قلبه للإيمان – على حدّ زعمهم.() وهي الآيات في قوله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ{1} قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ{2} وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثاً فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَن بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ{3} إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ{4} 1-4 التحريم -والرد على زعمهم هذا: نقول: نعم إنّ المرأتين اللتين تظاهرتا على رسول الله صلى الله عليه وسلم هما عائشة وحفصة رضي الله عنهما، وهذا أمر لا يخفيه أهل السنة، بل هو مدون في أصح كتاب بعد كتاب الله تعالي؛ في صحيح الإمام البخاري، وفيه شهادةٌ من أمير المؤمنين عمر الفاروق على ابنته وعائشة بأنّهما تظاهرتا على رسول الله صلى الله عليه وسلم: فقد روى البخاري بسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ((أردتُ أن أسأل عمر رضي الله عنه، فقلت: يا أمير المؤمنين! من المرأتان اللتان تظاهرتا على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فما أتممت كلامي حتى قال: عائشة، وحفصة)).() |
#84
|
|||
|
|||
ويجب أن نوضح هنا ما هو التظاهر؟ وما هو الحديث المسّر؟
إن الحديث الذي أسره رسول الله إلى بعض أزواجه هو: تحريمه لجاريته مارية القبطية على نفسه. وقد أَسَرَّ هذا الحديث إلى حفصة رضي الله عنها، وطلب منها أن لا تذكره لأحد، فأخبرت بذلك عائشة رضي الله عنها.فأطلع الله نبيه صلى الله عليه وسلم على أنّها – أي حفصة – قد نبأت بذلك صاحبتها. هذا هو سبب نزول تلك الآيات التي بنى عليها الشيعة من مزاعمهم ما بَنَوْا، وافتروا من الإفك والبهتان ما افترَوْا. وهذا هو المشهور عند العلماء من سبب نزول تلك الآيات، وقد ذكره الحافظ ابن حجر رحمه الله عند تفسيره لهذه الآيات. وذكر معه سبباً آخر؛ وهو قصة المغافير.() وقصة المغافير أسندها البخاري في صحيحه إلى أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وفيها قولها: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشرب عسلاً عند زينب بنت جحش، ويمكث عندها، فواطأت أنا وحفصة عن أيّتنا دخل عليها فلتقل: أكلتَ مغافير؟ إنّي أجد منك ريح مغافير.قال: لا، ولكنّي كنتُ أشرب عسلاً عند زينب بنت جحش، فلن أعود له، وقد حلفتُ، لا تخبري بذلك أحداً)).() فالحديث المُسَرّ-إذاً-هو: تحريم رسول الله صلى الله عليه وسلم لجاريته مارية القبطية على نفسه- وهو الأشهر عند المفسرين ورجحه الحافظ بن كثير وغيره ()-، أو امتناعه صلى الله عليه وسلم عن أكل العسل عند زوجته زينب بنت جحش رضي الله عنها – وهو الذي رواه البخاري في صحيحه. أما زعم الشيعة أنّ الحديث المُسَرّ هو قوله صلى الله عليه وسلم لحفصة: إنّ أباك وأبا بكر يليان الخلافة بعدي أو قوله لعائشة: إنّ الله أطلعني أنّ علياً هو الوصي وطلب مني أن أُخبر النّاس بذلك، ثم تآمر الأربعة على وضع السُمّ له صلى الله عليه وسلم فزعم باطلٌ، وكلتا الروايتين باطلتان لم يقل بهما واحدٌ من المفسِّرين: فالأولى: أبطلها الشيعة أنفسهم. والثانية: تُخالف المشهور عندهم والمنسوب إلى أئمتهم، وفيها تناقضات كثيرة أيضاً. والمظنون بعائشة وحفصة رضي الله عنهما أنّهما قد تابتا، وعُلِم أنَّ تظاهرهما كان على تحريم رسول الله صلى الله عليه وسلم لما كان مباحاً له على نفسه، وليس ما ادّعاه الشيعة الرافضة. ويقال للشيعة أيضاً: إنّ دلالة قوله تعالى: إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما، على الذنب ليس بأقوى من دلالته على طلب التوبة وحصولها. وما وقع من أُمّهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهنّ لا يقدح بهنّ، فالغيرة من جبلّة النساء، ولا مؤاخذة على الأمور الجبليّة، ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يغضب من غيرتهنّ، وإنّما كان غضبه صلى الله عليه وسلم من إفشاء سره. 4) إدعاء الشيعة الإثنى عشرية أن الله سبحانه وتعالى ضرب امرأة نوح وامرأة لوط مثلاً لعائشة وحفصة: يدَّعي الشيعة الرافضة الإثنى عشرية أنّ الله عز وجل ضرب امرأة نوحٍ وامرأة لوط مثلاً لعائشة وحفصة رضي الله عنهما، ويفسرون قوله تعالى: - {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ}التحريم10-بذلك. فقد زعم الشيعة أنّ هذه الآية مثلٌ ضربه الله لعائشة وحفصة رضي الله عنهما-وهو مثلٌ للذين كفروا-.وفي رأي الشيعة هم يعدون عائشة وحفصة رضي الله عنهما من الذين كفروا. ونسبوا هذا الزعم إلى ذي النورين؛ عثمان بن عفان رضي الله عنه، ولاشكّ أنّ هذه القصّة التي أوردها الشيعة مكذوبة على عثمان رضي الله عنه، ولم ينقلها أحدٌ إلّا الشيعة. والرد على هذه المزاعم: إنّ الله سبحانه وتعالى لم يضرب امرأة نوح وامرأة لوط مثلاً لعائشة وحفصة رضي الله عنهما، بل ضربهما مثلاً للذين كفروا، قال سبحانه وتعالى: ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأت نوح وامرأة لوط، ولم يقل: ضرب الله مثلا لعائشة وحفصة رضي الله عنهما. فالمثل مضروب للذين كفروا من الناس الذين يُخالطون المسلمين ويُعاشرونهم، بياناً منه تعالى أنّ هذه المخالطة لا تفيد إذا لم يصاحبها إيمانٌ بالله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم.وعلى هذا إجماع المفسِّرين()، ولم يقل أحد إنّ الله ضرب هذا مثلاً لعائشة وحفصة رضي الله عنهما إلّا الشيعة. ولم يقل أحد من المفسِّرين إنّ الخيانة في قوله تعالى: (فخانتاهما) هي الوقوع في الفاحشة، بل الجميع أوّل الخيانة بأنّها: الخيانة في الدين. قال ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير (فخانتاهما): ((ما زنتا. أمّا خيانة امرأة نوح: فكانت تُخبر أنّه مجنون، وأمّا خيانة امرأة لوط: فكانت تدلّ قومها على أضيافة)). ولم يقل أحدٌ من الشيعة أو غيرهم عن عائشة وحفصة رضي الله عنهما إنّهما كانتا تفعلان ذلك. - وأقوال الرافضة في عائشة رضي الله عنها مرفوضة مردودة قبيحة، حتى إن بعضهم قد غالى في ذلك وقال قولاً يكفر به صاحبه إن اعتقده؛ قال بعض الغلاة ممن كانوا على هذه النحلة والملة في تفسير قوله تعالى: ((إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً ))البقرة: 67،قال: هي عائشة تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً.() عائشة رضي الله عنها بنص القرآن الكريم: رغم أنف الظالمين فعائشة رضي الله عنها أم للمؤمنين في قرآن يتلى إلى يوم القيامة قال تعالى في سورة الأحزاب: "النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُمْ مَعْرُوفًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا (6) قال البغوي في التفسير "قوله عز وجل: { وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} وفي حرف أُبيّ: "وأزواجه وأمهاتهم وهو أبٌ لهم" وهن أمهات المؤمنين في تعظيم حقهن وتحريم نكاحهن على التأييد" قال بن كثير "قوله: { وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} أي: في الحرمة والاحترام، والإكرام والتوقير والإعظام ونقل الطبري في التفسير: عن قتادة( النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ) يعظِّم بذلك حقهنّ |
#85
|
|||
|
|||
ومن تفاسير الرافضة قال الطبطبائى في تفسير الميزان:
و قوله: "و أزواجه أمهاتهم" جعل تشريعي أي أنهن منهم بمنزلة أمهاتهم في وجوب تعظيمهن و حرمة نكاحهن بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كما سيأتي التصريح به في قوله: "و لا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا" تفسير الميزان 16 /277 فهذه مكانة عائشة رضي الله عنها فما محل الرافضة من الأعراب!!! عائشة زوجة النبي في الآخرة بدلالة القرآن الكريم: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا 28 وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا} (الأحزاب29). والرسول لم يطلقها قبل موته.فبقيت زوجته حتى مات عليه الصلاة والسلام ورأسه الشريف عند صدرها رضي الله عنها.فهذا دليل على أنها كانت تريد الله ورسوله والدار الآخرة.ولو أنها كانت تريد الحياة الدنيا وزينتها لطلقها الرسول قبل موته. ولئن احتج الشيعة بقوله تعالى (للمحسنات منكن) بأن (من) تفيد التبعيض. فنقول: هل تخرج عائشة من هذا التبعيض؟ وكيف تخرج والرسول مات ولم يطلقها؟ فلو أنه طلقها لدخلت حتما في التبعيض.هذا على فرض كون (من) للتبعيض.والصحيح أنها للجنس لا للتبعيض.وحتى هذا التبعيض لا يغني شيئا.فإن النبي ما طلقها.فهي زوجته في الدنيا والآخرة. وقد روى الكليني في الكافي 6/139 وقال المجلسي: موثق مرآة العقول 21/233: عن محمد بن مسلم، عن أبي عبدالله عليه السلام في الرجل إذا خير امرأته فقال: إنما الخيرة لنا ليس لأحد وإنما خير رسول الله صلى الله عليه وآله لمكان عائشة فاخترن الله ورسوله ولم يكن لهن أن يخترن غير رسول الله صلى الله عليه وآله المعصوم يقول خيرهن لمكانة عائشة ثم اخترن الله ورسوله فمالكم كيف تحكمون...!!!() |
#86
|
|||
|
|||
عرض أهم وأقوى الشبهات حول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، والرد عليها
1) شبهة مقتل عثمان رضي الله عنه وأن عائشة رضي الله عنها تقول اقتلوا نعثلا ؟؟؟ فقد كفر: - أولا: الحق أن عائشة أم المؤمنين كانت تكنّ للخليفة عثمان كل احترام وتقدير، وهي تدرك عظيم منزلته في قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم. - وقد روت عن النبي – صلى الله عليه وسلم – فضائل ثابتة عن عثمان – رضي الله عنه – ومنها قوله صلى الله عليه وسلم لعائشة: " ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة " مسلم 2401. - وأما ما رواه ابن أبي الحديد الشيعي المعتزلي، من أنها كانت تنادي بقتله وتسميه نعثلا، فهذا لا أساس له من الصحة، وهو من فريات السبئية لعنهم الله، ليوغروا عليه صدور المسلمين، وليظفروا بمبتغاهم في الطعن على الصحابة، رضوان الله عليهم.وقد تقدم قريبا أن هذا الكلام المنسوب إلى عائشة، رضوان الله عنها.ذكره ابن أبي الحديد في شرحه لنهج البلاغة.() - كما أن الرواية التي نحن بصددها (( اقتلوا نعثلاً فقد كفر ))، فقد جاءت من طريق سيف بن عمر ()، قال يحيى بن معين: وابن أبي حاتم: ضعيف الحديث، وقال النسائي: كذاب، وقال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الأثبات، قال وقالوا: إنه كان يضع الحديث، وقال الدارقطني: متروك()، وقال ابن أبي حاتم: مرّة: متروك الحديث، يشبه حديثه حديث الواقدي()، وقال أبوداود: ليس بشيء وقال ابن عدّي: عامّة حديثه منكر (). * روايات أخرى عن هذه الفتنة: • اجتمعوا على علي بن أبي طالب فقالت والله ليت أن هذه انطبقت على هذه إن تم الأمر لصاحبك • ولقد كنت تقولين اقتلوا نعثلا فقد كفر قالت إنهم استتابوه ثم قتلوه هذه الرواية رواها الطبري في تاريخيه 3/476 وهذا إسنادها: "(كتب إلي علي بن أحمد بن الحسن العجلي) أن الحسين بن نصر العطار قال حدثنا أبي نصر بن مزاحم العطار قال حدثنا سيف بن عمر عن محمد بن نويرة وطلحة بن الأعلم الحنفي قال وحدثنا عمر بن سعد عن أسد بن عبدالله عمن أدرك من أهل العلم أن عائشة رضي الله عنها..الرواية " إسناد ظلمات بعضها فوق بعض: نصر بن مزاحم العطار: قال الذهبي في ميزان الاعتدال 4/253: " رافضى جلد تركوه – قال العقيلى: شيعى في حديثه اضطراب وخطأ كثير – قال أبوخيثمة: كان كذابا – قال أبوحاتم: واهى الحديث , متروك – قال الداراقطنى: ضعيف سيف بن عمر: قال أبو حاتم: متروك الحديث يشبه حديثه حديث الواقدى قال النسائى، و الدارقطنى: ضعيف و قال الحاكم: اتهم بالزندقة، و هو في الرواية ساقط. - عائشة رضي الله عنها تقسم أنها ما أمرت بقتل عثمان في تاريخ خليفة ص 131 بإسناد صحيح إلى عائشة رضي الله عنها: محمد بن عمرو قال: عن أبو معاوية عن الأعمش عن خيثمة عن مسروق قال: قالت عائشة: تركتموه كالثوب النقي من الدنس ثم قربتموه تذبحونه كما يذبح الكبش. قال مسروق: فقلت: هذا عملك كتبت إلى الناس تأمرينهم بالخروج عليه فقالت عائشة: والذي آمن به المؤمنون وكفر به الكافرون ما كتبت إليهم بسواد في بياض حتى جلست مجلسي هذا. - عائشة رضي الله عنها تقول أن عثمان رضي الله عنه قتل مظلوما وتطالب بدمه روى الطبري 3/469: خرجت عائشة رضي الله عنها نحو المدينة من مكة بعد مقتل عثمان فلقيها رجل من أخوالها فقالت ما وراءك قال: قتل عثمان واجتمع الناس على علي والأمر أمر الغوغاء فقالت ما أظن ذلك تاما ردوني فانصرفت راجعة إلى مكة حتى إذا دخلتها أتاها عبدالله بن عامر الحضرمي وكان أمير عثمان عليها فقال ما ردك يا أم المؤمنين قالت ردني أن عثمان قتل مظلوما وأن الأمر لا يستقيم ولهذه الغوغاء أمر فاطلبوا بدم عثمان تعزوا الإسلام - عائشة وعلى رضي الله عنهما يلعنان قتلة عثمان رضي الله عنه روى عبد الله بن أحمد في فضائل الصحابة 1/555 بإسناد صحيح: حدثنا عبد الله، نا أبي قال: حدثنا أبو معاوية قال: حدثنا أبو مالك الأشجعي، عن سالم بن أبي الجعد، عن محمد ابن الحنفية قال: بلغ عليا أن عائشة تلعن قتلة عثمان في المربد، قال: فرفع يديه حتى بلغ بهما وجهه فقال: وأنا ألعن قتلة عثمان، لعنهم الله في السهل والجبل، قال مرتين أو ثلاثا أبو معاوية: قال النسائى: ثقة – قال العجلى: كوفي ثقة أبو مالك الأشجعى: قال بن حجر: ثقة سالم بن أبى الجعد: قال الذهبى ثقة. 2) شبهة قولهم بأن الفتنة من بيت عائشة: رواية قرن الشيطان روى البخاري في صحيحه: حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا جويرية عن نافع عن عبد الله رضي الله عنه قال: قام النبي صلى الله عليه و سلم خطيبا فأشار نحو مسكن عائشة فقال (هنا الفتنة - ثلاثا - من حيث يطلع قرن الشيطان ). فقالوا أن مسكن عائشة تخرج منه الفتن !!.. - أولاً: وهذا الحديث لا غبار عليه، وورد في كتاب الوصايا وفرض الخمس من صحيح البخاري، وليس في هذا الحديث ما يدين عائشة رضي الله عنها. - ثانياً: مقصود الحديث أن منشأ الفتن من جهة المشرق وكذا وقع كما قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري()( المعتزلة – القدرية – الخوارج – الرفض والتشيع – الجهمية –وغيرهم كثير ). - والذي يتسنى له زيارة مسجد النبي صلى الله عليه وسلم يلاحظ أن حجرة عائشة رضي الله عنها، حيث دفن النبي صلى الله عليه وسلم تقع شرقي المنبر، لا تفصله عنها سوى الروضة الشريفة. - ثالثاً: ويبدو واضحاً من خلال أطراف الحديث، أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أراد أهل المشرق، ولم يقصد عائشة رضي الله عنها بسوء ومن جمع طرق الحديث تبين له ذلك جيدا.والحديث رواه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، وأطرافه في فرض الخمس رقمه في فتح الباري (2873) والجمعة (979) والمناقب (3249) والطلاق (4885) والفتن (6563) و (6564) و (6565 ).() - رابعاً: أما قولهم أشار إلى بيت عائشة فهذا كذب وزور وبهتان، فلم يرد في طرق الحديث أشار إلى بيت عائشة وإنما نحو بيت عائشة، وجاء في رواية عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشـير إلى المشرق فقال: (( إن الفتنـة هاهنـا، إن الفتنـة هاهنـا، من حيث يطلع قرن الشيطان )) أو قال (( قرن الشمس )).() - وفي رواية أخرى قال: ذكر النبي صلى الله عليه وسلم: (( اللهم بارك لنا في شامنا، اللهم بارك لنا في يمننا )) قالوا: يا رسول الله وفي نجدنا، قال: (( اللهم بارك لنا في شامنا، اللهم بارك لنا في يمننا )) قالوا: يا رسول الله، وفي نجدنا، فأظنه قال في الثالثة: (( هناك الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان )). - قال الخطابي: " نجد من جهة المشرق ومن كان بالمدينة كان نجده بادية الفرق ونواحيها وهي مشرق أهل المدينة، وأصل النجد ما ارتفع من الأرض، وهو خلاف الغور فإنه ما انخفض منها، وتهامة كلها من الغور ومكة من تهامة ".() - وعن سالم بن عبد الله بن عمر أنه قال: " يا أهل العراق ! ما أسألكم عن الصغيرة وأركبكم للكبيرة سمعت أبي عبد الله بن عمر يقول: " سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إن الفتنة تجيء من ههنا وأومأ بيده نحو المشرق من حيث يطلع قرنا للشيطان " البخاري 7094. - خامساً: هذا طعن بالنبي – صلى الله عليه وسلم – فبيت عائشة هو بيت النبي – صلى الله عليه وسلم - وبه دفن. - اختيار النبي – صلى الله عليه وسلم – أن يمرض في بيتها، وكانت وفاته بين سحرها ونحرها، وفي يومها وفي بيتها، واجتمع ريق رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بريقها في آخر أنفاسه: - قال أبو الوفا بن عقيل رحمه الله: " انظر كيف اختار لمرضه بيت البنت، واختار لموضعه من الصلاة الأب، فما هذه الغفلة المستحوذة على قلوب الرافضة، عن هذا الفضل والمنزلة التي لا تكاد تخفي عن البهيم فضلا عن الناطق " استدراكات عائشة على الصحابة ص 30. - مسلم (418) من حديث عائشة – رضي الله عنها – قالت: " أول ما اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت ميمونة، وكان يقول: أين أنا غداً؟ فاستأذن أزواجه أن يمرض في بيتها وأذنّ له، فكان في بيتي حتى مات في اليوم الذي يدور عليّ فيه " - البخاري: عن عائشة قالت: " إن من نعم الله عليّ أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – توفي في بيتي، وفي يومي، وبين سحري ونحري، وأن جمع بين ريقي وريقه عند الموت دخل عبد الرحمن بن أبي بكر على النبي- صلى الله عليه وسلم - وأنا مسندته إلى صدري ومع عبد الرحمن سواك رطب يستن به فأبده رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بصره فأخذت السواك فقصمته ونفضته وطيبته ثم دفعته إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فاستن به فما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استن استنانا قط أحسن منه فما عدا أن فرغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رفع يده أو إصبعه ثم قال في الرفيق الأعلى ثلاثا ثم قضى وكانت تقول مات بين حاقنتي وذاقنتي ". 3) شبهة قولهم أن عائشة رضي الله عنها قاتلت عليا رضي الله عنه والله يقول {وقرن في بيوتكن}: ونرد على هذه الشبهة بما يلي: قال تعالى "{ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى}" الأحزاب: 33 قالوا: تبرجت عائشة وخرجت تقاتل عليا..!! قال شيخ الإسلام رحمه الله: فهي رضي الله عنها لم تتبرج تبرج الجاهلية الأولى.والأمر بالاستقراء في البيوت لا ينافي الخروج لمصلحة مأمور بها، كما لو خرجت للحج والعمرة، أو خرجت مع زوجها في سفرة، فإن هذه الآية قد نزلت في حياة النبي صلّى الله عليه وسلّم، وقد سافر بهن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعد ذلك، كما سافر في حجة الوداع بعائشة رضي الله عنها وغيرها، وأرسلها مع عبد الرحمن أخيها فأردفها خلفه، وأعمرها من التنعيم.وحجة الوداع كانت قبل وفاة النبي صلّى الله عليه وسلّم بأقل من ثلاثة أشهر بعد نزول هذه الآية، ولهذا كان أزواج النبي صلّى الله عليه وسلّم يحججن كما كن يحججن معه في خلافة عمر رضي الله عنه وغيره، وكان عمر يوكّل بقطارهن عثمان أو عبد الرحمن بن عوف، وإذا كان سفرهن لمصلحة جائزاً فعائشة اعتقدت أن ذلك السفر مصلحة للمسلمين فتأولت في ذلك. ثم نكمل بعد قول شيخ الإسلام: - أولاً: إن الكلام عما شجر بين الصحابة ليس هو الأصل، بل الأصل الاعتقادي عند أهل السنة والجماعة هو الكف والإمساك عما شجر بين الصحابة، وهذا من قول النبي – صلى الله عليه وسلم -: " وإذا أصحابي فأمسكوا ". - ثانيا: إذا دعت الحاجة إلى ذكر ما شجر بينهم، فلابد من التحقيق والتثبت في الروايات المذكورة حول الفتن بين الصحابة، قال عز وجل: { يا أيها الذين امنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين}.وهذه الآية تأمر المؤمنين بالتثبت في الأخبار المنقولة إليهم عن طريق الفساق، لكيلا يحكموا بموجبها على الناس فيندموا. - فوجوب التثبت والتحقيق فيما نقل عن الصحابة، وهم سادة المؤمنين أولى وأحرى، خصوصا ونحن نعلم أن هذه الروايات دخلها الكذب والتحريف، أما من جهة أصل الرواية أو تحريف بالزيادة والنقص يخرج الرواية مخرج الذم واللعن. - وأكثر المنقول من المطاعن الصريحة هو من هذا الباب، يرويها الكذابون المعروفون بالكذب، مثل ابي مخنف لوط بن يحيى، ومثل هشام بن محمد بن السائب الكلبي، وأمثالهما.( منهاج السنة 5 / 72، وانظر دراسة نقدية " مرويات ابي مخنف في تاريخ الطبري / عصر الراشدين، ليحيى اليحيى). - ثالثاً: قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -: " أما أهل السنة فإنهم في هذا الباب وغيره قائمون بالقسط شهداء لله، وقولهم عدل لا يتناقض، وأما الرافضة وغيرهم من أهل البدع ففي أقوالهم من الباطل والتناقض ما ننبه إن شاء الله تعالى على بعضه، وذلك أن أهل السنة عندهم أن أهل بدر كلهم في الجنة، وكذلك أمهات المؤمنين: عائشة وغيرها، وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير هم سادات أهل الجنة بعد الأنبياء ". - رابعاً: أهل السنة يقولون: إن أهل الجنة ليس من شرطه سلامتهم عن الخطأ، بل ولا عن الذنب، بل يجوز أن يُذهب الرجل منهم ذنباً صغيراً أو كبيراً ويتوب منه،وهذا متفق عليه بين المسلمين، ولو لم يتب منه فالصغائر مغفورة باجتناب الكبائر عند جماهيرهم، بل وعند الأكثرين منهم أن الكبائر قد تُمحى بالحسنات التي أعظم منها وبالمصائب المكفرة. - فأهل السنة والجماعة لا يعتقدون أن الصحابي معصوم من كبائر الإثم وصغائره، بل تجوز عليهم الذنوب في الجملة، ولهم من السوابق والفضائل ما يوجب مغفرة ما يصدر منهم إن صدر، ثم إذا كان صدر من أحدهم ذنب فيكون إما قد تاب منه، أو أتى بحسنات تمحوه، أو غفر له بسابقته، أو بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم، وهم أحق الناس بشفاعته، أو ابتلي ببلاء في الدنيا كفر به عنه، فإذا كان هذا في الذنوب المحققة، فكيف بالأمور التي هم مجتهدون فيها: إن أصابوا فلهم أجران، وإن أخطئوا فلهم أجر واحد، والخطأ مغفور. - ثم إن القدر الذي ينكر من فعل بعضهم قليل نادر، مغفور في جنب فضائل القوم ومحاسنهم من إيمان وجهاد وهجرة ونصرة وعلم نافع وعمل صالح. - يقول الذهبي رحمه الله: " فالقوم لهم سوابق وأعمال مكفرة لما وقع بينهم، وجهاد محّاءٌ، وعبادة ممحصة، ولسنا ممن يغلو في أحد منهم، ولا ندعي فيهم العصمة ".( سير أعلام النبلاء 10 / 93، في ترجمة الشافعي). - خامساً: من أجل ذلك لا يجوز أن يدفع النقل المتواتر في محاسن الصحابة وفضائلهم بنقول بعضها منقطع وبعضها محرف، وبعضها يقدح فيما علم، فإن اليقين لا يزول بالشك، ونحن تيقنا ما ثبت في فضائلهم، فلا يقدح في هذا أمور مشكوك فيها، فكيف إذا علم بطلانها.( منهاج السنة 6 / 305). - قال ابن دقيق العيد: " وما نقل عنهم فيما شجر بينهم واختلفوا فيه، فمنه ما هو باطل وكذب، فلا يلتفت إليه، وما كان صحيحا أولناه تأويلا حسنا، لأن الثناء عليهم من الله سابق، وما ذكر من الكلام اللاحق محتمل للتأويل، والمشكوك والموهوم لا يبطل الملحق المعلوم ". - سادساً: فإن أهل الجمل وصفين لم يقاتلوا على نصب إمام غير علي، ولا كان معاوية يقول إنه الإمام دون علي، ولا قال ذلك طلحة والزبير، وإنما كان القتال فتنة عند كثير من العلماء، بسبب اجتهادهم في كيفية القصاص من قاتلي عثمان رضي الله عنه، وهو من باب قتال أهل البغي والعدل، وهو قتال بتأويل سائغ لطاعة غير الإمام، لا على قاعدة دينية، أي ليس بسبب خلاف في أصول الدين. - ويقول عمر بن شبه: " إن أحدا لم ينقل أن عائشة ومن معها نازعوا عليا في الخلافة، ولا دعوا أحدا ليولوه الخلافة، وإنما أنكروا على علي منعه من قتال قتلة عثمان وترك الاقتصاص منهم ".( أخبار البصرة لعمر بن شبه نقلا عن فتح الباري 13 / 56). - ويؤيد هذا ما ذكره الذهبي: " إن أبا مسلم الخولاني وأناسا معه، جاءوا إلى معاوية، وقالوا: أنت تنازع عليا أم أنت مثله؟.فقال: لا والله، إني لأعلم أنه أفضل مني، وأحق بالأمر مني، ولكن ألستم تعلمون أن عثمان قتل مظلوما، وأنا ابن عمته، والطالب بدمه، فائتوه فقولوا له، فليدفع إلي قتلة عثمان، وأسلم له.فأتوا عليا، فكلموه، فلم يدفعهم إليه ".( سير أعلام النبلاء للذهبي 3 / 140، بسند رجاله ثقات كما قال الأرناؤوط). - وأيضا فجمهور الصحابة وجمهور أفاضلهم ما دخلوا في فتنة. - قال عبد الله بن الإمام أحمد بإسناده إلى: " محمد بن سيرين، قال: هاجت الفتنة وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة آلاف، فما حضرها منهم مائة، بل لم يبلغوا ثلاثين ". - قال ابن تيمية: " وهذا الإسناد من اصح إسناد على وجه الأرض، ومحمد بن سيرين من أورع الناس في منطقته، ومراسيله من أصح المراسيل ".( منهاج السنة 6 / 236). - سابعاً: ما ينبغي أن يعلمه المسلم حول الفتن التي وقعت بين الصحابة - مع اجتهادهم فيها وتأولهم - حزنهم الشديد وندمهم لما جرى، بل لم يخطر ببالهم أن الأمر سيصل إلى ما وصل إليه، وتأثر بعضهم التأثر البالغ حين يبلغه مقتل أخيه، بل إن البعض لم يتصور أن الأمر سيصل إلى القتال، وإليك بعض من هذه النصوص: - وهذا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، يقول عنه الشعبي: " لما قتل طلحة ورآه علي مقتولا، جعل يمسح التراب عن وجهه، ويقول: عزيز علي أبا محمد أن أراك مجدلا تحت نجوم السماء "..ثم قال: " إلى الله أشكو عجزي وبجري.- أي همومي وأحزاني -وبكى عليه هو وأصحابه، وقال: يا ليتني مت قبل هذا اليوم بعشرين سنة ". - وكان يقول ليالي صفين: " لله در مقام عبد الله بن عمر وسعد بن مالك - وهما ممن اعتزل الفتنة - إن كان برا إن أجره لعظيم، وإن كان إثما إن خطره ليسير ".( منهاج السنة 6 / 209) فهذا قول أمير المؤمنين، رغم قول أهل السنة أن عليا ومن معه أقرب إلى الحق. - وهذا الزبير بن العوام رضي الله عنه - وهو ممن شارك في القتال بجانب أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها - يقول: " إن هذه لهي الفتنة التي كنا نحدث عنها، فقال مولاه: أتسميها فتنة وتقاتل فيها؟! قال: " ويحك، إنا نبصر ولا نبصر، ما كان أمر قط إلا علمت موضع قدمي فيه، غير هذا الأمر، فإني لا أدري أمقبل أنا فيه أم مدبر ".( فتح الباري 12 / 67 ). - هذه عائشة أم المؤمنين، تقول فيما يروي الزهري عنها: " إنما أريد أن يحجر بين الناس مكاني، ولم أحسب أن يكون بين الناس قتال، ولو علمت ذلك لم أقف ذلك الموقف أبدا ".( مغازي الزهري). - ثامناً: كيف يلام الصحابة بأمور كانت متشابهة عليهم، فاجتهدوا، فأصاب بعضهم وأخطأ الآخرون، وجميعهم بين أجر وأجرين ثم بعد ذلك ندموا على ما حصل وجرى وما حصل بينهم من جنس المصائب التي يكفر الله عز وجل بها ذنوبهم، ويرفع بها درجاتهم ومنازلهم. - قال صلى الله عليه وسلم: "لا يزال البلاء بالعبد، حتى يسير في الأرض وليس عليه خطيئة ". - وعلى أقل الأحوال، لو كان ما حصل من بعضهم في ذلك ذنبا محققا، فإن الله عز وجل يكفره بأسباب كثيرة، من أعظمها الحسنات الماضية من سوابقهم ومناقبهم وجهادهم، والمصائب المكفرة، والاستغفار، والتوبة التي يبدل بها الله عز وجل السيئات حسنات، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.() - تاسعاً: فالمرء لا يعاب بزلة يسيرة حصلت منه في من فترات حياته وتاب منها، فالعبرة بكمال النهاية، لا ينقص البداية، سيما وإن كانت له حسنات ومناقب ولو لم يزكه أحد، فكيف إذا زكاه خالقه العليم بذات الصدور {ربنا أغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم{. - عاشراً: علي – رضي الله عنه – لم يكفر الذين قاتلوه، وهذا ثابت في كتب السنة وكتب الرافضة، فأما عند السنة فقد قال شيخ الإسلام إن الصحابة قاتلوا الخوارج بأمر النبي صلى الله عليه وسلم، ولدفع شرهم عن المسلمين، إلا أنهم لم يكفروهم، بل حرم علي بن أبي طالب أموالهم وسبيهم، وبرهن شيخ الإسلام على أن علي بن أبي طالب لم يكفر الخوارج بالصريح من أقواله، فذكر طارق بن شهاب قال: " كنت مع علي حين فرغ من قتال أهل النهروان، فقيل له: أمشركون هم؟ قال: من الشرك فروا.قيل: فمنافقون؟ قال: إن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلا.قيل فما هم؟ قال: قوم بغوا علينا فقاتلناهم (رواه ابن أبي شيبة في المصنف 37942). - وأما في كتب الرافضة فهو ثابت أيضا وهو كما يلي: - بحار الأنوار المجلسي ج 23 ص 324 عن ابن طريف عن ابن علوان عن جعفر عن أبيه عليه السلام: " كان يقول لأهل حربه أنا لم نقاتلهم على التكفير لهم و لم نقاتلهم على التكفير لنا و لكنا رأينا أنا على حق و رأوا أنهم على حق ". - و سائل الشيعة ج 15 ص 83 عن جعفر ابن محمد عن ابيه عن علي عليه السلام انه قال: " القتل قتلان قتل كفارة و قتل درجة و القتال قتالان قتال الفئة الباغية حتى يفيؤا و قتال الفئة الكافرة حتى يسلموا ". - وجاء في " جواهر الكلام الشيخ الجواهري " ج12 ص 338 عن جعفر عن أبيه عليه السلام: " أن عليا عليه السلام لم يكن ينسب أحدا من أهل البغي إلى الشرك و لا إلى النفاق و لكن كان يقول إخواننا بغوا علينا ". - الحادي عشر: حديث النبي وقوله لعائشة: " تقاتلين علياً وأنت ظالمة له " قال شيخ الإسلام ابن تيمية: " فهذا لا يعرف في شيء من كتب العلم المعتمدة، ولا له إسناد معروف، وهو بالموضوعات أشبه منه بالأحاديث الصحيحة، بل هو كذب قطعاً، فإن عائشة لم تقاتل ولم تخرج لقتال، وإنما خرجت لقصد الإصلاح، وظنت أن في خروجها مصلحة للمسلمين، ثم تبين لها فيما بعد أن ترك الخروج كان أولى، فكانت إذا ذكرت خروجها تبكي حتى تبلَّ خمارها ". - الثاني عشر: وليس في ذلك مخالفة لقوله تعالى {وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى}، فهي رضي الله عنها لم تتبرج تبرج الجاهلية الأولى. - والمراد بالاستقرار في البيوت لا ينافي الخروج لمصلحة مأمور بها، كما لو خرجت للعمرة أو للحج. - فخروج المرأة إن كان لمصلحة شرعية فهو جائز، بل حتى يجوز للمرأة المتوفى عنها زوجها أن تخرج أثناء عدتها لمصلحة شرعية راجحة. -فقد صح عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – من حديث جابر بن عبد الله قال: " طُلّقَتْ خَالَتُهُ فَأَرَادَتْ أَنْ تَخْرُجَ إلَى نَخْلٍ لَهَا فَلَقِيَتْ رَجُلاً فَنَهَاهَا فَجَاءَتْ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "اخْرُجِي فَجُدّي نَخْلَكِ لَعَلّكِ أَنْ تَصَدّقِي وَتَفْعَلِي مَعْرُوفا".( النسائي 6/210) وقال الألباني صحيح. 4) شبهة أن عائشة رضي الله عنها أذاعت سرَّ رسول الله: وقد سبق لي ذكر تفاصيل القصة في الافتراءات الموجهة لعائشة رضي الله عنها، لكني آثرت أن أعيد ذكرها هنا مرة أخري من مراجع مختلفة لمناسبتها لهذا الموضع من البحث..والله تعالى أعلم. قال شيخ الإسلام " فدعاهما الله تعالى إلى التوبة، فلا يُظن بهما أنهما لم تتوبا، مع ما ثبت من علو درجتهما، وأنهما زوجتا نبيّنا في الجنة، وأن الله خيَّرهُنَّ بين الحياة الدنيا وزينتها وبين الله ورسوله والدار الآخرة، فاخترن الله ورسوله والدار الآخرة، ولذلك حرّم الله عليه أن يتبدّل بهن غيرهن، وحرم عليه أن يتزوج عليهن، واختُلف في إباحة ذلك له بعد ذلك، ومات عنهن وهنّ أمهات المؤمنين بنص القرآن.ثم قد تقدّم أن الذنب يُغفر ويُعفي عنه بالتوبة وبالحسنات الماحية وبالمصائب المكفرة." وقد سمعت رافضيا يقول في قوله تعالى " عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا" إذا هما ليستا بمؤمنتين ولا قانتتين ولا تائبتين وإلا لما قال الله تعالى أنه سيبدله بخير منهما قال النسفي في تفسيريه "فإن قلت: كيف تكون المبدلات خيراً منهن ولم يكن على وجه الأرض نساء خير من أمهات المؤمنين؟ قلت: إذا طلقهن رسول الله صلى الله عليه وسلم لإيذائهن إياه لم يبقين على تلك الصفة، وكان غيرهن من الموصوفات بهذه الأوصاف خيراً منهن {مسلمات مؤمنات} مقرات مخلصات {قانتات} مطيعات" وهنا نعجب من إدعاء الرافضة الغيرة على النبي عليه الصلاة والسلام ونسوا من ترك بنت النبي عليه الصلاة والسلام تضرب ويكسر ضلعها – بزعمهم- ونسوا من قال أن النبي عليه الصلاة والسلام خائف من تبليغ الرسالة حتى نزلت آية التبليغ. - أولاً: قد ثبت في الصحيح أن المقصود في هذه الآية هما عائشة وحفصة أمهات المؤمنين رضي الله عنهن. - ففي صحيح البخاري: " عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشرب عسلا عند زينب بنت جحش، ويمكث عندها، فواطيت أنا وحفصة على: أيتنا دخل عليها فلتقل له: أكلت مغافير، إني أجد منك ريح مغافير، قال: (لا، ولكني كنت أشرب عسلا عند زينب بنت جحش، فلن أعود له، وقد حلفت، لا تخبري بذلك أحدا)." - وفي رواية: " (بل شربت عسلا عند زينب بنت جحش، ولن أعود له) فنزلت: {يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك - إلى - إن تتوبا إلى الله} لعائشة وحفصة: إذ أسر النبي ". - ثانياً: أهل السنة والجماعة لا يحاولون طمس الحقيقة بل هذه الحادثة مدوّن في أصح كتاب بعد كتاب الله في صحيح البخاري، والحديث المُسَر هو تحريم رسول الله لجاريته مارية القبطية على نفسه، أو امتناعه عن أكل العسل عند زوجته زينب بنت جحش رضي الله عنها. - ثالثا: أما قولهم قوله تعالى {فقد صغت قلوبكما} يدل على كفر عائشة وحفصة – رضي الله عنهما -، لأن قراءتهم " فقد زاغت قلوبكما " كما ذكرها النوري الطبرسي في فصل الخطاب ص 313 والبياضي في الصراط المستقيم 3/168، وقالوا الزيغ هو الكفر. - وهذه الدعوى باطلة أيضاً لأن الزيغ الميل، وهذا الميل متعلق بالغيرة لا غير، والزيغ والميل في هذه المسألة والغيرة بين الضرائر ليست زيغاً عن الإسلام إلى الكفر، فالغيرة من جبلة النساء ولا مؤاخذة على الأمور الجبلية. - وعائشة وحفصة رضي الله عنهما قد مال قلبيهما إلى محبة اجتناب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – جاريته، وتحريمهما على نفسه أو مالت قلوبهما إلى تحريم الرسول – صلى الله عليه وسلم – لما كان مباحاً له كالعسل مثلاً. - رابعاً: الغيرة بين أزواج النبي حاصلة في حياة النبي – صلى الله عليه وسلم – وكان يرى ذلك ويبتسم ويقرهن على هذا، لأن هذا من طبائع النساء،ولم يغضب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يغضب من غيرتهن، كما في البخاري من حديث عن أنس قال: " كان النبي صلى الله عليه وسلم عند بعض نسائه، فأرسلت إحدى أمهات المؤمنين بصحفة فيها طعام، فضربت التي النبي صلى الله عليه وسلم في بيتها يد الخادم، فسقطت الصحفة فانفلقت، فجمع النبي صلى الله عليه وسلم فلق الصفحة ثم جعل يجمع فيها الطعام الذي كان في الصحفة، ويقول: (غارت أمكم) ثم حبس لخادم حتى أتي بصحفة من عند التي هو في بيتها، فدفع الصحفة الصحيحة إلى التي كسرت صحفتها، وأمسك المكسورة في بيت التي كسرت ". |
#87
|
|||
|
|||
- وكذلك غيرة سارة زوجة إبراهيم عليه السلام من هاجر عليهم السلام.
- خامساً: الله عز وجل دعاهما إلى التوبة بقوله {إن تتوبا إلى الله}، فهما قد تابتا ورجعا إلى الله عز وجل، وهذا عتاب من الله لهما كما عاتب الله نبيه وحبيبه وصفيه محمداً – صلى الله عليه وسلم – {يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضاة أزواجك} هل يقول قائل نأخذ بمفهوم المخالفة لمن فطرته منكوسة وأفهامه معكوسة ويقول بأن النبي – صلى الله عليه وسلم – لم يبتغي مرضات الله، وإنما الله يربي نبيه ويربي أزواجه ويؤدبهم ويصطفيهم حتى يعلي قدرهم بين العالمين. - وهذا نظير قوله تعالى (وَلَوْلاَ أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً * إِذاً لأَذَقْناكَ ضِعْفَ الحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيراً) ونظير قوله تعالى {يا أيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين} هل يقول عاقل بأن الرسول ليس من المتقين أو أنه كان يطيع الكافرين والمنافقين. - وكقوله تعالى لنوح {إني أعظك أن تكون من الجاهلين} فهل كان نوح من الجاهلين. - سادساً: عائشة وحفصة رضي الله عنهما، لو كان منهما ما يوجب الكفر لطلقهما النبي – صلى الله عليه وسلم – فلا يجوز للمسلم فضلاً عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أن يمسك الكوافر،قال تعالى {ولا تمسكوا بعصم الكوافر} وأن يجعل في ذمته الكافرات المشركات لقوله تعالى {لا هن لهن حل لهن ولا هم يحلون لهن{. - وهذا عند السنة والرافضة قال القمي في تفسيره (سورة الممتحنة) عند قوله تعالى {ولا تمسكوا بعصم الكوافر}: " عن أبي جعفر قال: من كانت عنده امرأة كافرة، يعني على غير ملة الإسلام وهو على ملة الإسلام، فليعرض عليها الإسلام، فإن قبلت فهي امرأته، وإلا فهي بريئة منه، فنهى الله أن يمسك بعصمتها ".( 2/344). - فكيف يسمحون لأنفسهم بأن يقولوا أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – خالف قوله تعالى في هذه الآية، سبحانك ربي هذا بهتان عظيم. - سابعاً: عائشة وحفصة مع النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة، فقد أخرج الترمذي وحسنه وصححه الألباني (3/242) أن جبريل قال للنبي – صلى الله عليه وسلم -: " إن هذه زوجتك في الدنيا والآخرة " وكان عمار بن ياسر – رضي الله عنه – يحلف ويقسم بالله: " أن عائشة – رضي الله عنها – زوجة رسول الله في الدنيا والآخرة " (البخاري 7100). - أن الله تعالى أخبر عباده أن ثوابهن على الطاعة والعمل الصالح ضعف أجر غيرهن، قال تعالى {وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحاً نُّؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقاً كَرِيماً {. - ففي هذه الآية أن التي تطيع الله ورسوله منهن وتعمل صالحاً فإن الله يعطيها ضعف ثواب غيرها من سائر نساء المسلمين، وأعد الله لها في الآخرة عيشاً هنيئاً في الجنان. - قال الحافظ ابن كثير: " {نُّؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقاً كَرِيماً} أي: في الجنة فإنهن في منازل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في أعلى عليين فوق منازل جميع الخلائق في الوسيلة التي هي أقرب منازل الجنة إلى العرش ". - ثامناً: أهل البدع والزندقة يعمدون إلى نصوص القرآن التي فيها ذكر ذنوب ومعاصي بينة لمن نصت عنه من المتقدمين يتأولون النصوص بأنواع التأويلات، وأهل السنة يقولون: بل أصحاب الذنوب تابوا منها ورفع الله درجاتهم بالتوبة. - بتقدير أن يكون هناك ذنب لعائشة وحفصة، فيكونان قد تابتا منه، وهذا ظاهر لقوله تعالى {إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما} فدعاهما الله تعالى إلى التوبة، فلا يظن بهما أنهما لم تتوبا، مع ما ثبت من علو درجتهما، وأنهما زوجتا نبيه في الدنيا والآخرة. - تاسعاً: أنهن اخترن الله ورسوله والدار الآخرة إيثاراً منهن لذلك على الدنيا وزينتها فأعد الله لهن على ذلك ثواباً جزيلاً وأجراً عظيما قال تعالى{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً (28) وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْراً عَظِيماً {. - ففي البخاري بإسناده إلى عائشة – رضي الله عنها – قالت: " لما أُمر رسول الله بتخيير أزواجه بدأ بي فقال: " إني ذاكر لك أمرا، ولا عليك أن لا تعجلي حتى تستأمري أبويك.قالت: قد أعلم أن أبوي لم يكونا يأمراني بفراقك، ثم قال: " إن الله قال: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً (28) وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْراً عَظِيماً} قلت: أفي هذا أستأمر أبوي، فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة، ثم خير نساءه، فقلن مثل ما قالت عائشة " (البخاري 2336). - فأن الله خيرهن بين الحياة الدنيا وزينتها وبين الله ورسوله والدار الآخرة، فاخترن الله ورسوله والدار الآخرة. - لذلك مات عنهن النبي وهن أمهات المؤمنين بنص القرآن، والذنب يغفر ويعفي عنه بالتوبة وبالحسنات الماحيات وبالمصائب المكفرة. - عاشراً: أما ادعاؤهم بأن عائشة وحفصة قد سقتا السم لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – فإت الرد على مثل هذه الترهات عبث وإضاعة للأوقات، ومع ذلك نقول هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين، ونطالبهم بإسناد صحيح إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بأن عائشة وحفصة قتلتا رسول الله صلى الله عليه وسلم. - والغريب أن المجلسي يقول بأن سند هذه الرواية معتبرة (حياة القلوب للمجلسي 2/700) والصراط المستقيم (3/168) والأنوار النعمانية (4/336-337). - الحادي عشر: نقول أخيرا أن أهل السنة والجماعة لا يعتقدون أن الصحابي معصوم من كبائر الإثم وصغائره، بل تجوز عليهم الذنوب في الجملة، ولهم من السوابق والفضائل ما يوجب مغفرة ما يصدر منهم إن صدر، ثم إذا كان صدر من أحدهم ذنب فيكون إما قد تاب منه، أو أتى بحسنات تمحوه، أو غفر له بسابقته، أو بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم، وهم أحق الناس بشفاعته، أو ابتلي ببلاء في الدنيا كفر به عنه، فإذا كان هذا في الذنوب المحققة، فكيف بالأمور التي هم مجتهدون فيها: إن أصابوا فلهم أجران، وإن أخطئوا فلهم أجر واحد، والخطأ مغفور. - ثم إن القدر الذي ينكر من فعل بعضهم قليل نادر، مغفور في جنب فضائل القوم ومحاسنهم من إيمان وجهاد وهجرة ونصرة وعلم نافع وعمل صالح. - يقول الذهبي رحمه الله: " فالقوم لهم سوابق وأعمال مكفرة لما وقع بينهم، وجهاد محّاءٌ، وعبادة ممحصة، ولسنا ممن يغلو في أحد منهم، ولا ندعي فيهم العصمة ".( سير أعلام النبلاء 10 / 93، في ترجمة الشافعي ). ومن أهم الشبهات التي تعرضت لها أم المؤمنين رضي الله عنها هي: 5) شبهة زواج النبي –صلى الله عليه وسلم- من عائشة وهي صغيرة السن: إنها من أهم الشبهات التي تعرضت لها أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها على مر التاريخ وهي أن رسول الله صلي الله عليه وسلم تزوجها وهي صغيرة السن لا تصلح للزواج وتكلم في هذا الأمر الكثيرون وغيروا الكثير من الحقائق يروِّج النصارى وغيرهم لهذه الشبهة؛ طعنًا في عفة الحبيب المصطفي- صلى الله عليه وسلم– وتشكيكًا في طهارته، يقولون: إن هذا الزواج هو زواج شهواني جمع بين الكهولة والطفولة، وإذا سقطت طهارة مُبلِّغ هذا الدين سقطت عفة وطهارة الدين الذي أُرسل به. وهذه الشبهة حديثة نسبيًّا، فرغم تهجمهم المتواصل على الإسلام لم ينتقدوا أبداً النبي -صلى الله عليه وسلم- لزواجه من السيدة عائشة، بل كانوا ينتقدونه بسبب تعدد الزوجات، حتى جاء ما يسمى بعصر النهضة بمفاهيمه الحديثة فأضافوا هذه الشبهة التي تتلاءم مع توجهاتهم الثقافية!! لذا وجب أن نشير لهذا الأمر في هذا الجزء من البحث والذي يُلقي الضوء علي أهم الشبهات التي تعرضت لها أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها. وفي هذه النقطة رجعت لكتاب جيد تكلم عن هذه الشبهة بالتفصيل وهو كتاب زواج السيدة عائشة ومشروعية الزواج المبكر والرد علي منكري ذلك. لقد ثبتت مشروعية الزواج المبكر بالقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة وعمل الصحابة رضوان الله عليهم وإجماع العلماء، وسوف نتعرض بإذن الله إلي هذه الأدلة علي نحو مختصر. أولاً: الأدلة من القرآن الكريم: {وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِن نِّسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُوْلَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً}الطلاق4 لقد ذكر الله تعالى في سورة البقرة عدة المرأة المطلقة وهي من ذوات الأقراء، وعدة المتوفى عنها زوجها على الإطلاق ما لم تكن حاملاً. فقال تعالى: {وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاَثَةَ قُرُوَءٍ وَلاَ يَحِلُّ لَهُنَّ أَن يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِن كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُواْ إِصْلاَحاً وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكُيمٌ}البقرة228 وقال سبحانه وتعالى: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ}البقرة234 بالنسبة لآية سورة الطلاق فقد حدد الله تعالى عدد الأصناف الثلاثة من النساء، وهن المتبقيات، وهن المرأة الكبيرة التي يئست من المحيض، والمرأة الصغيرة التي لم تحض بعد (واللائي لم يحضن) والمرأة الحامل. فالتي لم يسبق لها الحيض هي من كانت دون البلوغ أصالة، حدد الله تعالى عدتها بعد الطلاق من زوجها ثلاثة أشهر، فإذا كانت العدة لا تكون إلا بعد طلاق أو فراق، وكلاهما لا يكون إلا بعمد زواج؛ فمعنى هذا أن الصغيرة قد أثبت الله تعالى لها زواجاً وطلاقاً وعدة. 2) الدليل الثاني من القرآن الكريم، فهو قوله تعالى {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ}النساء3 قالت السيدة عائشة رضي الله عنها في تفسير هذه الآية- عندما سألها ابن أختها عروة بن الزبير: يا ابن أختي هي اليتيمة، تكون في حجر وليها، تشاركه في ماله، فيعجبه مالها وجمالها، فيريد أن يتزوجها بغير أن يقسط في صداقها، فيعطيها مثل ما يعطي غيره، فنهوا أن ينكحوهن إلا أن يقسطوا لهن، ويبلغوا بهن أعلى سنتهن في الصداق..)) متفق عليه، ورواه البخاري في اثني عشر موضعاً من صحيحه. فدل قولها رضي الله عنها: ((فيريد أن يتزوجها،..فنهوا أن ينكحوهن إلا أن يقسطوا)) على أ، النكاح مشروع للصغيرة التي لم تبلغ، خاصة إذا عرف أنه لا يُتْمَ بعد البلوغ وإنما اليتم ما كان قبل البلوغ، ويدل علي ذلك قوله تعالي: سورة النساء آية6 وهناك أدلة أخري من القرآن الكريم ولكن نكتفي بما ذكرناه. ثانياً: الأدلة من السنة النبوية: -عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: ((كنا مع النبي صلي الله عليه وسلم شباباً، لا نجد شيئاً، فقال لنا رسول الله صلي الله عليه وسلم: يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء)) متفق عليه().ورواه غيرهما أيضاً. فمن تزوج من الشباب في أول عمره وهو ابن خمسة عشر أو ستة عشر فقد بادر إلي تحقيق الأمر النبوي، وهو الزواج المبكر، خاصة وقد خاطب النبي صلى الله عليه وسلم الشباب والفتية. والأحاديث في هذا الباب كثيرة لا يتسع المجال لذكرها كلها. ثالثاً: الأدلة من الإجماع: لقد انعقد الإجماع علي جواز تزويج الصغيرة غير البالغة، والذي يتولى تزويجها أبوها، وزاد الشافعي وآخرون الجد من جهة الأب أيضاً.ومن الأقوال الدالة على الإجماع ما يلي: 1) قال الإمام النووي رحمه الله: وأجمع المسلمون على جواز تزويج الأب بنته البكر الصغيرة، لهذا الحديث (أي حديث زواج السيدة عائشة رضي الله عنها) وإذا بلغت فلا خيار لها في فسخه عند مالك والشافعي وسائر فقهاء الحجاز، وقال أهل العراق: لها الخيار إذا بلغت.() 2) وذكر الإمام الشافعي رحمه الله تعالى في كتابه اختلاف الحديث: وإنكاح الآباء الصغار قديماً، وإن لم يختلف عليه أحد أن ذلك جائز عليهن.() وغيره الكثير من أقوال العلماء وإجماعهم على هذه المسألة. رابعاً: الأدلة من فعل الصحابة: 1) لقد زوج علي بن أبي طالب ابنته أم كلثوم من عمر بن الخطاب رضي الله عنهم، وقد ولدت قبل موت النبي صلى الله عليه وسلم بقليل، وتزوجها عمر رضي الله عنه وهي صغيرة لم تبلغ بعد، في قصة معروفة ذكرها سعيد بن منصور، وعبدالرزاق وابن سعد وابن عبدالبر والبهقي وابن قدامة وابن حجر وغيرهم.() 2) إن الفارق بين عبدالله بن عمرو بن العاص وبين والده عمرو بن العاص اثنتي عشرة سنة كذا في التاريخ الكبير للبخاري، وذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء فقال: إحدي عشرة سنة () فمتى تزوج عمرو حتى جاءه عبدالله؟ وزوج غير واحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنته صغيرة. وهذه الحوادث تدل على شيء واحد هو أن الزواج من الصغيرة عدا كونه جائزاً ليس خاصاً بالنبي صلى الله عليه وسلم لزواجه من عائشة رضي الله عنها، بل هو عام له صلى الله عليه وسلم ولأمته، ويدل على أنه صار تشريعاً عاماً ما ورد في كتاب الله تعالى من عدة الصغيرة التي لم تحض مع أفعال الصحابة رضي الله عنهم هؤلاء وغيرهم، والله أعلم. وهي شبهة واهية لعدة أسباب: - لم يكن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم هو أول الخاطبين لها، بل كانت مخطوبة "لجبير بن المطعم"، مما يدل على اكتمال النضج والأنوثة عندها، أو ظهور علاماتهما.- - لم تكن خطبته صلى الله عليه وسلم لها ليست برغبة شخصية منه، وإنما كانت باقتراح "لخولة بنت الحكيم" على الرسول -صلى الله عليه وسلم-؛ وذلك لتوطيد الصلة مع أحب أصحابه وهو أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وحينما اقترحتها كانت تعتقد أنها تصلح للزواج وسدّ الفراغ بعد موت السيدة خديجة رضي الله عنها. - من المعروف طبيًّا أن البلوغ في المناطق الحارة يكون أسرع منه في المناطق الأقل حرارة.وقد يصل سن البلوغ عند الفتيات في المناطق الحارة إلى 8 أو 9 سنوات. كما تقول الدكتورة "دوشني" -وهي طبيبة أمريكية-: "إن الفتاة البيضاء في أمريكا قد تبدأ في البلوغ عند السابعة أو الثامنة، والفتاة ذات الأصل الإفريقي عند السادسة.ومن الثابت طبيًّا أيضًا أن أول حيضة والمعروفة باسم (المينارك menarche) تقع بين سن التاسعة والخامسة عشرة". - تزوج الرسول –صلى الله عليه وسلم- بعائشة، وهي بنت ست أو سبع سنوات، ودخل بها وهي بنت تسع سنوات، ففي الصحيحين -واللفظ لمسلم-: عن الأسود عن عائشة قالت: «تزوجها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وهي بنت ست، وبنى بها، وهي بنت تسع، ومات عنها وهي بنت ثمان عشرة»، فلماذا انتظر ثلاث سنوات كاملة ليدخل بها؟! هذا دليل على أنه لم يدخل بها أو يجامعها أبدًا، وهي غير قادرة أو مؤهَّلة لذلك. - أن زواج الرجل من فتاة صغيرة ليس بدعًا في ذلك العصر، ولا في العصور التالية له، خاصة في البلاد التي تقوم على النظام القَبَلِيّ، ولا أدلّ على ذلك من زواج "عبد المطلب" الشيخ الكبير في السن من "هالة" بنت عمّ "آمنة" في اليوم الذي تزوّج فيه "عبد الله" أصغر أبنائه من صبيّة هي في سنّ هالة، وهي آمنة بنت وهب. ومن التجني في الأحكام أن يُوزَن الحدث منفصلاً عن زمانه ومكانه وظروف بيئته، فكيف يحاكمونه بعد أكثر من ألف وأربعمائة عام من ذلك الزواج، فيُهدرون فروق العصر والإقليم، ويطيلون القول فيما وصفوه بأنّه الجمع الغريب بين الكهولة والطفولة، ويقيسون بعين الهوى زواجًا عُقد في مكّة قبل الهجرة بما يحدث اليوم في بلاد الغرب؛ حيث لا تتزوّج الفتاة عادة قبل سنّ الخامسة والعشرين، في الوقت نفسه الذي تمارس فيه الجنس دون العاشرة. - ألم تكن قريش أَوْلَى بالطعن على رسول الله –صلى الله عليه وسلم– إذا كان ما فعله بالزواج من عائشة مستهجنًا في هذا الوقت، وهم الذين يعادونه ويسعون للقضاء عليه وإبعاد الناس عن الانخراط في دعوته، وينتظرون له زلة أو سقطة ليشنِّعوا عليه. فمن أعظم الأدلة والبراهين على أن الزواج بعائشة كان أمرًا طبيعيًّا من الناحية الاجتماعية ولا عيب فيه، إقرار كفار قريش به وعدم التعرض له، مع حرصهم على رميه بكل بهتان ليس موجود فيه أصلاً مثل قولهم: شاعر أو مجنون. - كانت عائشة -رضي الله عنها- في تلك السن التي يكون فيه الإنسان أفرغ بالاً، وأشد استعدادًا لتلقي العلم.فزوجات الحبيب المصطفي كنّ كبيرات في السن، ولا شك أن التعلم في الصغر كالنقش على الحجر، وهناك الكثير من الأمور الدينية الخاصة بالنساء، أو بعلاقة الرجل بزوجته وأهل بيته، والتي تحتاج لحافظة واعية تستطيع أن تبلِّغ هذا العلم لغيرها، وهذا ما حدث منها رضي الله عنها. ويظهر ذلك جليًّا في قول الإمام الزُهري: "لو جُمع علم عائشة إلى علم جميع أمهات المؤمنين، وعلم جميع النساء لكان علم عائشة أفضل"، ويقول عطاء بن أبي رباح: "كانت عائشة أفقه الناس، وأعلم الناس، وأحسن الناس رأيًا في العامة". 6) شبهة فلما انصرف قال أخذك شيطانك يا عائشة: الرواية بأكملها: قال الحافظ في التلخيص الحبير (1 / 121 ): وَرَوَى الطَّبَرَانِيُّ فِي الْمُعْجَمِ الصَّغِيرِ مِنْ حَدِيثِ عُمْرَةَ، عَنْ {عَائِشَةَ قَالَتْ: فَقَدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَقُلْتُ: إنَّهُ قَامَ إلَى جَارِيَتِهِ مَارِيَةَ،فَقُمْتُ أَلْتَمِسُ الْجِدَارَ، فَوَجَدْتُهُ قَائِمًا يُصَلِّي، فَأَدْخَلْتُ يَدِي فِي شَعْرِهِ لِأَنْظُرَ اغْتَسَلَ أَمْ لَا، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ: أَخَذَكِ شَيْطَانُكِ يَا عَائِشَةُ}- الحديث- قال الحافظ بعدها: فَإِنَّهُ مِنْ رِوَايَةِ فَرَجِ بْنِ فَضَالَةَ وَهُوَ ضَعِيفٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرَةَ، وَقَدْ رَوَاهُ جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ وَوُهَيْبٌ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَغَيْرُ وَاحِدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ عَائِشَةَ، وَمُحَمَّدٌ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ عَائِشَةَ أما أصل الرواية فذكرها مسلم في صحيحه كالتالي: 7288 - حَدَّثَنِى هَارُونُ بْنُ سَعِيدٍ الأَيْلِىُّ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِى أَبُو صَخْرٍ عَنِ ابْنِ قُسَيْطٍ حَدَّثَهُ أَنَّ عُرْوَةَ حَدَّثَهُ أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النبي -صلى الله عليه وسلم- حَدَّثَتْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا لَيْلاً.قَالَتْ فَغِرْتُ عَلَيْهِ فَجَاءَ فَرَأَى مَا أَصْنَعُ فَقَالَ «مَا لَكِ يَا عَائِشَةُ أَغِرْتِ».فَقُلْتُ وَمَا لِى لاَ يَغَارُ مِثْلِى عَلَى مِثْلِكَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «أَقَدْ جَاءَكِ شَيْطَانُكِ».قَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوَ مَعِىَ شَيْطَانٌ قَالَ «نَعَمْ».قُلْتُ وَمَعَ كُلِّ إِنْسَانٍ قَالَ «نَعَمْ».قُلْتُ وَمَعَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ «نَعَمْ وَلَكِنْ رَبِّى أَعَانَنِى عَلَيْهِ حَتَّى أَسْلَمَ». يتمثل طعن الرافضة على أم المؤمنين عائشة في غيرتها و قوله عليه الصلاة والسلام " أقد جاءك شيطانك " والرد كالتالي: أولا: الغيرة: فالغيرة فطرة في النساء وإذا كان الغيرة لا تكون على خير البشر عليه الصلاة والسلام فعلى من تكون وحتى فاطمة المعصومة – بزعم القوم – تغار فقد روى الصدوق في علل الشرائع ج1 ص 185 العلة رقم 149 عن عمرو ابن أبى المقدام وزياد بن عبدالله قالا: أتى رجل أبا عبدالله " ع " فقال له: يرحمك الله هل تشيع الجنازة بنار ويمشي معها بمجمرة أو قنديل أو غير ذلك مما يضاء به؟ قال فتغير لون أبى عبدالله " ع " من ذلك واستوى جالسا ثم قال: انه جاء شقي من الأشقياء إلى فاطمة بنت رسول الله (ص) فقال لها: أما علمت إن عليًا قد خطب بنت أبى جعل فقالت: حقا ما تقول؟ فقال: حقا ما أقول ثلاث مرات فدخلها من الغيرة ما لا تملك نفسها وذلك أن الله تبارك وتعالى كتب على النساء غيرة وكتب على الرجال جهادا وجعل للمحتسبة الصابرة منهن من الأجر ما جعل للمرابط المهاجر في سبيل الله، قال: فاشتد غم فاطمة من ذلك وبقيت متفكرة هي حتى أمست وجاء الليل حملت الحسن على عاتقها الأيمن والحسين على عاتقها الأيسر وأخذت بيد أم كلثوم اليسرى بيدها اليمنى ثم تحولت إلى حجرة أبيها ثانيا: قوله عليه الصلاة والسلام " أقد جاءك شيطانك ": نقول: في الحديث أن النبي عليه الصلاة والسلام قال إن مع كل إنسان شيطان وجاء ذلك في الكافي ج2 ص 266: عن أبي عبدالله عليه السلام قال: ما من قلب إلا وله أذنان، على إحداهما ملك مرشد وعلى الأخرى شيطان. قال المجلسى في المرآة ج9 ص 377: حسن كالصحيح بل حتى فاطمة رضي الله عنها- المعصومة- كان يأتيها شيطان فقد روى القمى في تفسيره ج2 ص 355، 356 وقد وثق الخوئى روايات تفسير القمى: في تفسير قوله تعالى " إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا " في رواية طويلة آخرها " فنزل عليه جبرئيل (ع) فقال: يا محمد هذا شيطان يقال له (الرهاط)، وهو الذي أرى فاطمة هذه الرؤيا ويؤذي المؤمنين في نومهم " بل حتى جعفر الصادق رضي الله عنه – المعصوم- وسوس له الشيطان فقد روى الكلينى في الكافي ج6 ص 335: وقال المجلسى في المرآة 22/166 صحيح: عن حماد بن عثمان قال: كنت عند أبي عبدالله عليه السلام فكلمه شيخ من أهل العراق فقال له: مالي أرى كلامك متغيرا فقال له: سقطت مقاديم فمي فنقص كلامي فقال له أبو عبدالله عليه السلام: وأنا أيضا قد سقط بعض أسناني حتى أنه ليوسوس إلي الشيطان فيقول لي: إذا ذهبت البقية فبأي شئ تأكل؟ فأقول: لا حول ولا قوة إلا بالله ثم قال لي: عليك بالثريد فإنه صالح واجتنب السمن فإنه لا يلائم الشيخ. 7) شبهة: "فقلت له إني حائض..." حدثنا عبد الله بن يزيد قال: حدثنا عبد الرحمن بن زياد قال: حدثني عمارة بن غراب، أن عمة له حدثته، أنها سألت عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، فقالت: إن زوج إحدانا يريدها فتمنعه نفسها، إما أن تكون غضبى أو لم تكن نشيطة، فهل علينا في ذلك من حرج؟ قالت: نعم، إن من حقه عليك أن لو أرادك وأنت على قتب لم تمنعيه، قالت: قلت لها: إحدانا تحيض، وليس لها ولزوجها إلا فراش واحد أو لحاف واحد، فكيف تصنع؟ قالت: لتشد عليها إزارها ثم تنام معه، فله ما فوق ذلك، مع أني سوف أخبرك ما صنع النبي صلى الله عليه وسلم: إنه كان ليلتي منه، فطحنت شيئا من شعير، فجعلت له قرصا، فدخل فرد الباب، ودخل إلى المسجد - وكان إذا أراد أن ينام أغلق الباب، وأوكأ القربة، وأكفأ القدح، وأطفأ المصباح - فانتظرته أن ينصرف فأطعمه القرص، فلم ينصرف، حتى غلبني النوم، وأوجعه البرد، فأتاني فأقامني ثم قال: «أدفئيني أدفئيني»، فقلت له: إني حائض، فقال: «وإن، اكشفي عن فخذيك»، فكشفت له عن فخذي، فوضع خده ورأسه على فخذي حتى دفئ فيه عبد الرحمن بن زياد الأفريقي: قال البخاري: في حديثه مناكير قال النسائي: ضعيف، قال الداراقطني: ضعيف لا يحتج به وقد ضعفه العلامة الألباني رحمه الله في الأدب المفرد حديث رقم 120. 8)شبهة: فقال " يا رسول الله أقصد": أخرجه الديلمي عن عائشة: أنها خاصمت النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى أبي بكر؛ فقالت: يا رسول الله ! اقصد ! فلطم أبو بكر خدها؛ وقال: تقولين لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: اقصد؟! وجعل الدم يسيل من أنفها على ثيابها، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يغسل الدم من ثيابها بيده قال الألباني رحمه الله في الضعيفة: ضعيف رقم 4966 وقد رواه بن سعد في الطبقات قال الألباني: إسناده واه فيه محمد بن عمر وهو الواقدي كذاب. 9) شبهة: ألست تزعم أنك رسول الله: عن عائشة أنها قالت وكان متاعي فيه خف وكان على جمل ناج وكان متاع صفية فيه ثقل وكان على جمل ثفال؟؟؟ بطئ يبطئ بالركب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حولوا متاع عائشة على جمل صفية وحولوا متاع صفية على جمل عائشة حتى يمضى الركب قالت عائشة فلما رأيت ذلك قلت يالعباد الله غلبتنا هذه اليهودية على رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أم سلمة إن متاعك كان فيه خف وكان متاع صفية فيه ثقل فأبطأ بالركب فحولنا متاعها على بعيرك وحولنا متاعك على بعيرها قالت فقلت ألست تزعم أنك رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت فتبسم فقال أو في شك أنت يا أم عبدالله قالت قلت ألست تزعم أنك رسول الله فهلا عدلت وسمعني أبو بكر وكان فيه غرب أي حدة فأقبل على ولطم وجهي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مهلا يا أبا بكر فقال يا رسول الله أما سمعت ما قالت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الغيرة لا تبصر أسفل الوادي من أعلاه. قال الهيثمي في مجمع الزوائد 4/ 322: رواه أبو يعلى وفيه محمد بن إسحاق وهو مدلس. 10) شبهة أن عائشة رضي الله عنها أرت مولاها سالم كيف يتوضأ: - أخبرنا الحسين بن حريث قال أنبأ الفضل بن موسى عن جعيد بن عبد الرحمن قال أخبرني عبد الملك بن مروان بن الحارث بن أبي ذباب قال أخبرني أبو عبد الله سالم يعني سبلان قال وكانت عائشة تستعجب بأمانته وتستأجره: فأرتني كيف كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يتوضأ قال فتمضمضت واستنثرت ثلاثا وغسلت وجهها ثلاثا ثم غسلت يدها اليمنى ثلاثا واليسرى ثلاثا ووضعت يدها في مقدم رأسها ثم مسحت رأسها مسحة واحدة إلى مؤخره ثم مرت بيديها بأذنيها ثم مرت على الخدين قال سالم كنت آتيها مكاتبا فتجلس بين يدي وتتحدث معي حتى جئتها ذات يوم فقلت أدعي لي بالبركة يا أم المؤمنين قالت وما ذاك قلت أعتقني الله قالت بارك الله لك وأرخت الحجاب دوني فلم أرها بعد ذلك اليوم يبدو إن القوم يجهلون فقه آل البيت: روى الكلينى في الكافي ج5 ص 531 عن عبدالرحمن بن أبي عبدالله قال: سألت أبا عبدالله رضي الله عنه المملوك يرى شعر مولاته؟ قال: لا بأس قال المجلسى في المرآة ج20 ص 367 موثق كالصحيح ويدل على محرومية المملوك لمالكته وروى الكلينى في الكافي ج5 ص 531 عن معاوية بن عمار قال: كنا عند أبي عبدالله رضي الله عنه نحوا من ثلاثين رجلا إذ دخل عليه أبي فرحب به أبو عبدالله رضي الله عنه وأجلسه إلى جنبه فأقبل عليه طويلا ثم قال أبو عبدالله رضي الله عنه: إن لأبي معاوية حاجة فلو خففتم، فقمنا جميعا فقال لي أبي: ارجع يا معاوية فرجعت، فقال أبو عبدالله رضي الله عنه: هذا ابنك؟ قال: نعم وهو يزعم أن أهل المدينة يصنعون شيئا لا يحل لهم، قال: وما هو؟ قلت: إن المرأة القرشية والهاشمية تركب وتضع يدها على رأس الأسود وذراعيها على عنقه، فقال أبو عبدالله رضي الله عنه: يا بني أما تقرأ القرآن؟ قلت: بلى، قال: أقرء هذه الآية " لا جناح عليهن في آبائهن ولا أبنائهن - حتى بلغ - ولا ما ملكت أيمانهن " ثم قال: يا بني لا بأس أن يرى المملوك الشعر والساق قال المجلسى في المرآة" ج 20، ص: 368: صحيح و يدل على جواز نظر المملوك إلى الوجه و اليدين و الشعر و الساق لا سائر الجسد، و لعله يفهم منه الساعد و العنق أيضا." 11) شبهة: فقال أبي بكر أمزامير الشيطان في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم: رواه البخاري ومسلم واللفظ لمسلم حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ دَخَلَ عَلَيَّ أَبُو بَكْرٍ وَعِنْدِي جَارِيَتَانِ مِنْ جَوَارِي الْأَنْصَارِ تُغَنِّيَانِ بِمَا تَقَاوَلَتْ بِهِ الْأَنْصَارُ يَوْمَ بُعَاثَ قَالَتْ وَلَيْسَتَا بِمُغَنِّيَتَيْنِ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ أَبِمَزْمُورِ الشَّيْطَانِ فِي بَيْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَذَلِكَ فِي يَوْمِ عِيدٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا أَبَا بَكْرٍ إِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا وَهَذَا عِيدُنَا و حَدَّثَنَاه يَحْيَى بْنُ يَحْيَى وَأَبُو كُرَيْبٍ جَمِيعًا عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ عَنْ هِشَامٍ بِهَذَا الْإِسْنَادِ وَفِيهِ جَارِيَتَانِ تَلْعَبَانِ بِدُفٍّ. قال النووي رحمه الله في شرح مسلم " قَالَ الْقَاضِي: إِنَّمَا كَانَ غِنَاؤُهُمَا بِمَا هُوَ مِنْ أَشْعَار الْحَرْب وَالْمُفَاخَرَة بِالشَّجَاعَةِ وَالظُّهُور وَالْغَلَبَة، وَهَذَا لَا يُهَيِّج الْجَوَارِي عَلَى شَرٍّ وَلَا إِنْشَادهمَا لِذَلِكَ مِنْ الْغِنَاء الْمُخْتَلِف فِيهِ، وَإِنَّمَا هُوَ رَفْع الصَّوْت بِالْإِنْشَادِ، وَلِهَذَا قَالَتْ: وَلَيْسَتَا بِمُغَنِّيَتَيْنِ أَيْ لَيْسَتَا مِمَّنْ يَتَغَنَّى بِعَادَةِ الْمُغَنِّيَات مِنْ التَّشْوِيق وَالْهَوَى وَالتَّعْرِيض بِالْفَوَاحِشِ وَالتَّشْبِيب بِأَهْلِ الْجَمَال وَمَا يُحَرِّك النُّفُوس وَيَبْعَث الْهَوَى وَالْغَزْل كَمَا قِيلَ: ( الْغِنَاء فِيهِ الزِّنَا) وَلَيْسَتَا أَيْضًا مِمَّنْ اِشْتُهِرَ وَعُرِفَ بِإِحْسَانِ الْغِنَاء الَّذِي فِيهِ تَمْطِيط وَتَكْسِير وَعَمَل يُحَرِّك السَّاكِن وَيَبْعَث الْكَامِن، وَلَا مِمَّنْ اِتَّخَذَ ذَلِكَ صَنْعَة وَكَسْبًا، وَالْعَرَب تُسَمِّي الْإِنْشَاد غِنَاء، وَلَيْسَ هُوَ مِنْ الْغِنَاء الْمُخْتَلَف فِيهِ بَلْ هُوَ مُبَاح، وَقَدْ اِسْتَجَازَتْ الصَّحَابَة غِنَاء الْعَرَب الَّذِي هُوَ مُجَرَّد الْإِنْشَاد وَالتَّرَنُّم، وَأَجَازُوا الْحُدَاء وَفَعَلُوهُ بِحَضْرَةِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِي هَذَا كُلّه إِبَاحَة مِثْل هَذَا وَمَا فِي مَعْنَاهُ وَهَذَا وَمِثْله لَيْسَ بِحَرَامٍ وَلَا يَخْرُج الشَّاهِد" ونسأل كيف يكون الأمر منكرا ولا ينكره رسول الله صلى الله عليه وسلم أم هؤلاء أغير من النبي عليه الصلاة والسلام؟ 12) شبهة: خذ هذا السيف؛ فانطلق، فاضرب عنق ابن عم مارية حيث وجدته: قال الألباني رحمه الله: رواه الحاكم في المستدرك وهو ضعيف جدا برقم 4964 في الضعيفة 13) شبهة: لعلنا نصطاد بها شباب قريش: رواه بن أبى شيبة في مصنفه 3/ 461 "حدثنا أبو بكر قال لنا وكيع عن العلاء بن عبد الكريم اليامي عن عمار بن عمران رجل من زيد الله عن امرأة منهم عن عائشة أنها شوفت جارية وطافت بها وقالت: لعلنا نصطاد بها شباب قريش" عمار بن عمران: قال الذهيى في الميزان: لا يصح حديثه (3/166) & وقال ذكره البخاري في الضعفاء كذلك الحديث فيه جهالة هذه المرأة – عن امرأة منهم – 14) شبهة: لددناه في مرضه فجعل يشير إلينا أن لا تلدوني: روى البخاري في صحيحه ما يلى: حَدَّثَنَا عَلِيٌّ حَدَّثَنَا يَحْيَى وَزَادَ قَالَتْ عَائِشَةُ لَدَدْنَاهُ فِي مَرَضِهِ فَجَعَلَ يُشِيرُ إِلَيْنَا أَنْ لَا تَلُدُّونِي فَقُلْنَا كَرَاهِيَةُ الْمَرِيضِ لِلدَّوَاءِ فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ أَلَمْ أَنْهَكُمْ أَنْ تَلُدُّونِي قُلْنَا كَرَاهِيَةَ الْمَرِيضِ لِلدَّوَاءِ فَقَالَ لَا يَبْقَى أَحَدٌ فِي الْبَيْتِ إِلَّا لُدَّ وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَّا الْعَبَّاسَ فَإِنَّهُ لَمْ يَشْهَدْكُمْ قال الرافضة أن عائشة رضي الله عنها وضعت السم للنبي عليه الصلاة والسلام !!!!!!! قلنا هذا منهج من في قلوبهم مرض وزيغ: أولا: في الحديث: " لا يبقى في البيت أحد إلا لد " بل هناك زيادة عند الحاكم في المستدرك " فلد الرجال أجمعون وبلغ اللدود أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فلددن امرأة امرأة حتى بلغ اللدود امرأة منا" فلماذا مات النبي عليه الصلاة والسلام ولم يمت من لد أيضا؟ ثانيا: لماذا لم ينتقم على بن أبى طالب رضي الله عنه منهم. ثالثا: قال الحافظ في فتح الباري: لددناه: أي جعلنا في جانب فمه دواء بغير اختيار منه ثم قال وإنما أنكر التداوي لأنه غير ملائم لدائه لأنهم ظنوا به ذات الجنب فداووه بما يلائمها ولم يكن به ذلك. قاعدة عامة قال الذهبى في سير أعلام النبلاء (2/167): إن كل حديث فيه يا حميراء لا يصح وقال بن القيم في المنار المنيف ص 51: وكل حديث فيه " يا حميراء " أو ذكر " الحميراء " فهو كذب مختلق قال الشيخ شعيب الارنؤوط في تحقيقه لسير أعلام النبلاء ما يلى: في هذه الكلية نظر، فقد أخرج النسائي في " عشرة النساء " ورقة 75 / 1 من حديث يونس ابن عبدالاعلى، حدثنا ابن وهب، أخبرني بكر بن مضر، عن ابن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة بن عبدالرحمن، عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: دخل الحبشة المسجد يلعبون، قال لي: يا حميراء، أتحبين أن تنظري إليهم؟ فقلت: نعم، فقام بالباب، وجئته، فوضعت ذقني على عاتقه، فأسندت وجهي إى خده، قالت: ومن قولهم يومئذ: أبا القاسم طيبا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حسبك، قلت: يا رسول الله لا تعجل، فقام لي ثم قال: حسبك فقلت: لا تعجل يا رسول الله، قالت: وما بي حب النظر إليهم، ولكني أحببت أن يبلغ النساء مقامه لي ومكاني منه، قال الحافظ في " الفتح " 2 / 355: إسناده صحيح، ولم أر في حديث صحيح ذكر الحميراء إلا في هذا، وقال الزركشي في المعتبر 19 / 2، و 20 / 1: وذكر لي شيخنا ابن كثير، عن شيخه أبي الحجاج المزي أنه كان يقول: كل حديث فيه ذكر الحميراء باطل إلا حديثا في الصوم في سنن النسائي. قلت: وحديث آخر في النسائي...دخل الحبشة المسجد...وذكر الحديث السابق." والله أعلم. وبهذا أكون قد انتهيت بفضل الله تعالى مما استطعت جمعه من شبهات حول أم المؤمنين رضي الله عنها المبرأة من فوق سماوات. باب: الفوائد والآثار الإيجابية لحادثة الإفك القديمة والمعاصرة. نص حديث الإفك من كتاب الرحيق المختوم: حديث الإفك وفي هذه الغزوة كانت قصة الإفك، وملخصها: أن عائشة رضي الله عنها كانت قد خرج بها رسول الله صلى الله عليه وسلم معه في هذه الغزوة بقرعة أصابتها، وكانت تلك عادته مع نسائه، فلما رجعوا من الغزوة نزلوا في بعض المنازل، فخرجت عائشة لحاجتها، ففقدت عقداً لأختها كانت أعارتها إياه، فرجعت تلتمسه في الموضع الذي فقدته فيه في وقتها، فجاء النفر الذين كانوا يرحلون هَوْدَجَها فظنوها فيه فحملوا الهودج، ولا ينكرون خِفَّتَه؛ لأنها رضي الله عنها كانت فَتِيَّةَ السن لم يَغْشَهَا اللحم الذي كان يثقلها، وأيضاً فإن النفر لما تساعدوا على حمل الهودج لم ينكروا خفته، ولو كان الذي حمله واحداً أو اثنين لم يخف عليهما الحال، فرجعت عائشة إلى منازلهم، وقد أصابت العقد، فإذا ليس به داع ولا مجيب، فقعدت في المنزل، وظنت أنهم سيفقدونها فيرجعون في طلبها، والله غالب على أمره، يدبر الأمر من فوق عرشه كما يشاء، فغلبتها عيناها، فنامت، فلم تستيقظ إلا بقول صفوان بن المُعَطَّل: إنا لله وإنا إليه راجعون، زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وكان صفوان قد عَرَس في أخريات الجيش؛ لأنه كان كثير النوم، فلما رآها عرفها، وكان يراها قبل نزول الحجاب، فاسترجع وأناخ راحلته، فقربها إليها، فركبتها، وما كلمها كلمة واحدة، ولم تسمع منه إلا استرجاعه، ثم سار بها يقودها، حتى قدم بها، وقد نزل الجيش في نحر الظهيرة، فلما رأي ذلك الناس تكلم كل منهم بشاكلته، وما يليق به، ووجد الخبيث عدو الله ابن أبي متنفساً، فتنفس من كرب النفاق والحسد الذي بين ضلوعه، فجعل يستحكي الإفك، ويستوشيه، ويشيعه، ويذيعه، ويجمعه ويفرقه، وكان أصحابه يتقربون به إليه، فلما قدموا المدينة أفاض أهل الإفك في الحديث، ورسول الله صلى الله عليه وسلم ساكت لا يتكلم، ثم استشار أصحابه ـ لما استلبث الوحي طويلاً ـ في فراقها، فأشار عليه علي رضي الله عنه أن يفارقها، ويأخذ غيرها، تلويحاً لا تصريحاً، وأشار عليه أسامة وغيره بإمساكها، وألا يلتفت إلى كلام الأعداء.فقام على المنبر يستعذر من عبد الله ابن أبي، فأظهر أسيد بن حضير سيد الأوس رغبته في قتله فأخذت سعد بن عبادة ـ سيد الخزرج، وهي قبيلة ابن أبي ـ الحمية القبلية، فجري بينهما كلام تثاور له الحيان، فخفضهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى سكتوا وسكت. أما عائشة فلما رجعت مرضت شهراً، وهي لا تعلم عن حديث الإفك شيئاً، سوي أنها كانت لا تعرف من رسول الله صلى الله عليه وسلم اللطف الذي كانت تعرفه حين تشتكي، فلما نَقِهَتْ خرجت مع أم مِسْطَح إلى البَرَاز ليلاً، فعثرت أم مسطح في مِرْطِها، فدعت على ابنها، فاستنكرت ذلك عائشة منها، فأخبرتها الخبر، فرجعت عائشة واستأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لتأتي أبويها وتستيقن الخبر، ثم أتتهما بعد الإذن حتى عرفت جلية الأمر، فجعلت تبكي، فبكت ليلتين ويوماً، لم تكن تكتحل بنوم، ولا يرقأ لها دمع، حتى ظنت أن البكاء فالق كبدها، وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك، فتشهد وقال: (أما بعد يا عائشة، فإنه قد بلغني عنك كذا وكذا، فإن كنت بريئة فسيبرئك الله، وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه، فإن العبد إذا اعترف بذنبه، ثم تاب إلى الله تاب الله عليه). وحينئذ قَلَص دمعها، وقالت لكل من أبويها أن يجيبا، فلم يدريا ما يقولان.فقالت.والله لقد علمت لقد سمعتم هذا الحديث حتى استقر في أنفسكم، وصدقتم به، فلئن قلت لكم: إني بريئة ـ والله يعلم أني بريئة ـ لا تصدقونني بذلك، ولئن اعترفت لكم بأمر ـ والله يعلم أني منه بريئة ـ لتُصَدِّقنِّي، والله ما أجد لي ولكم مثلاً إلا قول أبي يوسف، قال:}فصبر جَمِيلٌ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ{ يوسف18 ثم تحولت واضطجعت، ونزل الوحي ساعته، فَسُرِّي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يضحك، فكانت أول كلمة تكلم بها: (يا عائشة، أما الله فقد برأك)، فقالت لها أمها: قومي إليه.قالت عائشة ـ إدلالاً ببراءة ساحتها، وثقة بمحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم: والله لا أقوم إليه، ولا أحمد إلا الله. والذي أنزله الله بشأن الإفك هو قوله تعالى:}إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ{ العشر الآيات.النور 11-20 وجُلِد من أهل الإفك مِسْطَح بن أثاثة، وحسان بن ثابت، وحَمْنَة بنت جحش، جلدوا ثمانين ثمانين، ولم يُحَدّ الخبيث عبد الله بن أبي مع أنه رأس أهل الإفك، والذي تولي كبره؛ إما لأن الحدود تخفيف لأهلها، وقد وعده الله بالعذاب العظيم في الآخرة، وإما للمصلحة التي ترك لأجلها قتله. وهكذا وبعد شهر أقشعت سحابة الشك والارتياب والقلق والاضطراب عن جو المدينة، وافتضح رأس المنافقين افتضاحاً لم يستطع أن يرفع رأسه بعد ذلك، قال ابن إسحاق: وجعل بعد ذلك إذا أحدث الحدث كان قومه هم الذين يعاتبونه ويأخذونه ويعنفونه.فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر: (كيف ترى يا عمر؟ أما والله لو قتلته يوم قلت لي اقتله، لأرعدت له آنف، ولو أمرتها اليوم بقتله لقتلته).قال عمر: قد والله علمتُ، لأمْر رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظم بركة من أمري. أما عن الفوائد والآثار الإيجابية لحادثة الإفك القديمة والمعاصرة، فنبدأها بالفوائد التي استخلصها العلماء من حادثة الإفك القديمة وهي كثيرة جداً، نلخصها فيما يلي: 1) إنها عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها المبرأة من فوق سبع سماوات، والآيات التي نزلت في تبرئتها رضي الله عنها دفاع سماوي عن عرضها وشرفها رضي الله عنها وعرض النبي وشرفه صلى الله عليه وسلم، أبداً مادامت الدنيا إلي قيام الساعة؛ بالرغم من أي افتراءات أو شبهات أو أكاذيب. 2) بيان بشرية الحبيب المصطفي صلى الله عليه وسلم، وحبه صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها. 3) بيان أن الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم ما كان يعلم الغيب حتى يعلمه الله، فكيف إذاً بغيره ممن يدعون علم الغيب والمكاشفة تغريراً بالمسلمين وتضليلاً لهم لاستغلالهم. 4) بيان ما تعرضت له أم المؤمنين من البلاء وصبرها عليه حتى كشف الله غمتها، وفرج كربها وهكذا يتحقق قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (أشدكم بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل).() 5) من تأمَّل قول الصديقة وقد نزلت براءتها، فقال لها أبواها: قومي إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقالت: "والله لا أقوم إليه، ولا أحمد إلا الله" علم معرفتها، وقوة إيمانها، وتوليتها النعمة لربِّها، وإفراده بالحمد في ذلك المقام، وتجريدها التوحيد، وقوة جأشها، وإدلالَها ببراءة ساحتها، وأنها لم تفعل ما يُوجب قيامَها في مقام الراغب في الصُّلح، الطالب له، وثقتها بمحبة رسولِ اللهِ لها قالت ما قالت، إدلالاً للحبيب على حبيبه، ولا سيما في مثل هذا المقام الذي هو أحسنُ مقامات الإدلال، فوضعتهُ موضِعَه، ولِلِه ما كان أحبَّها إليه حين قالت: لا أحمد إلا الله، فإنه هو الذي أنزل براءتي، ولله ذلك الثبات والرزانةُ منها، وهو أحبُّ شيء إليها، ولا صبرَ لها عنه، وقد تنكر قلبُ حبيبها لها شهراً، ثم صادفت الرضي منه والإقبال، فلم تبادر إلى القيام إليه، والسرور برضاه وقربه مع شده محبتها له، وهذا غايةُ الثبات والقوة. |
#88
|
|||
|
|||
6) كان من حكمة حبس الوحي شهراً، أن القضية مُحِّصَتْ وتمحَّضتْ، واستشرفت قلوبُ المؤمنين أعظم استشرافٍ إلى ما يُوحيه الله إلى رسوله فيها، وتطلَّعت إلى ذلك غاية التطلُّع، فوافي الوحي أحوج ما كان إليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأهل بيته، والصديق وأهله، وأصحابه والمؤمنون، فورد عليهم ورودَ الغيث على الأرض أحوج ما كانت إليه، فوقع منهم أعظم موقع وألطفه، وسُرُّوا به أتم السرور، وحصل لهم به غايةُ الهناء، فلو أطلع الله رسوله على حقيقة الحال من أول وهلة، وأنزل الوحي على الفور بذلك، لفاتت هذه الحكم وأضعافها بل أضعاف أضعافها.
7) فإن قيل: فما بالُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- توقَّف في أمرها، وسأل عنها، وبحث واستشار وهو أعرف بالله وبمنزلته عنده، وبما يليق به، وهلّا قال: سبحانك هذا بهتان عظيم، كما قاله فضلاء الصحابة؟. الجواب: أن هذا من تمام الحِكَمَ الباهرة التي جعل الله هذه القصة سبباً لها، وامتحاناً وابتلاءً لرسوله -صلى الله عليه وسلم-، ولجميع الأمة إلى يوم القيامة، ليرفع بهذه القصة أقواماً، ويضع بها آخرين، ويزيد الله الذين اهتدوا هدىً وإيماناً، ولا يزيد الظالمين إلا خساراً، واقتضى تمام الامتحان والابتلاء أن حبس عن رسول الله-صلى الله عليه وسلم- الوحي شهراً في شأنها، لا يوحى إليه في ذلك شيء لتتم حكمتُهُ التي قدرها وقضاها، وتظهر على أكمل الوجوه، ويزداد المؤمنون الصادقون إيماناً وثباتاً على العدل والصدق، وحُسن الظن بالله ورسوله، وأهل بيته، والصِّدَّيقينَ من عباده، ويزداد المنافقون إفكاً ونفاقاً، ويظهر لرسوله وللمؤمنين سرائرهم، ولتتم العبوديةُ المرادة من الصديقة وأبويها، وتتم نعمة الله عليهم، ولتشتد الفاقةُ والرغبةُ منها ومِن أبويها إلى الافتقار إلى الله والذل له، وحُسن الظن به، والرجاء له، ولينقطع رجاؤها من المخلوقين، وتيأس من حصول النصرة والفرج على يد أحد من الخلق، ولهذا وفّت هذا المقام حقه، لما قال لها أبواها: قومي إليه، وقد أنزل الله عليه براءتها، فقالت: والله لا أقوم إليه، ولا أحمد إلا الله، هو الذي أنزل براءتي.() 8) ومن فوائد هذا الحديث أن عائشة رضي الله عنها قالت"والله لا أتوب مما ذكروا أبداً" فالتوبة والاستغفار أمر مطلوب. قال الإمام البخاري رحمه الله: حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن قال أبو هريرة سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة". قلت: فهي لم يحصل منها ما نسب إليها فلا يلزمها أن تتوب ولكن بعموم النصوص التي جاءت في كتاب الله وفي سنة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فالأمر مطلوب قال العلامة صالح أل الشيخ حفظه الله في شرحه على الطحاوية رقم الشريط (27) والتوبة معناها -ضابط التوبة-: تاب بمعنى رجع. والتوبة مأمورٌ بها إجمالا وتفصيلاً قال - عز وجل - {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا}التحريم: 8، هذا إجمالاً، كل مؤمن حتى الصالح حتى الأنبياء مأمورون بالتوبة، كان صلى الله عليه وسلم يقول «إني ليغان على قلبي وإني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم مائة مرة»أخرجه مسلم وكان يُحْسَبُ له صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد يتوب إلى - عز وجل - مائة مرة، وقال سبحانه {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}النور: 31. فالتوبة مأمورٌ بها سواء كان العبد مُسَدَّدَاً أو كان دون ذلك. 9) رعاية الله لأوليائه، وهذا يتضح من جوانب عديدة: فبالنوم ينقطع تفكير عائشة رضي الله عنه فيما أهمها وأقلق راحتها، ويقدر الله تأخُّر صفوان ليُلحِقَها بالجيش، وتتجلى في أعظم صورها في نزول آيات براءتها، وفي أنها مرضت بعد رجوعها غلى المدينة فلم تعلم بما يقال إلا قبل وقت يسير من نزول براءتها، ولو علمت من أول الأمر لكان الخطب أعظم. 10) اهتمامها بحجابها، فعقب استيقاظها ورؤيتها لصفوان خمَّرتُ وجهها، ومُنه يُستنبط مشروعية تغطية الوجه. الاسترجاع عند المصائب كما علمنا ربنا، عن أُمَّ سَلَمَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم- قالت: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ «مَا مِنْ عَبْدٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ فَيَقُولُ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، اللَّهُمَّ أْجُرْنِي فِي مُصِيبَتِي، وَأَخْلِفْ لِي خَيْرًا مِنْهَا، إِلاَّ أَجَرَهُ اللَّهُ فِي مُصِيبَتِهِ، وَأَخْلَفَ لَهُ خَيْرًا مِنْهَا».قَالَتْ فَلَمَّا تُوُفي أَبُو سَلَمَةَ قُلْتُ كَمَا أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم- فَأَخْلَفَ اللَّهُ لِي خَيْرًا مِنْهُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم-.() 11)فضل كل من دافع عن عائشة رضي الله عنه، كزينب، وأسامة، وأسيد، وسعد بن معاذ، وأبي أيوب وزوجه، رضي الله عنهم أجمعين. 12) من مهمات الآداب: ازدراء الإنسان لنفسه وهضمه لها " وَلَشَأْنِي كَانَ أَحْقَرَ فِي نَفْسِي مِنْ أَنْ يَتَكَلَّمَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيَّ بِأَمْرٍ يُتْلَى" ومن ازدرى نفسه كان عند الله فوق ذلك، ومن ابتلي بالعجب كان وضيعاً حقيراً، ومن درر بكر بن عبد الله المزني رحمه الله قوله يوم عرفة: " لولا أنا فيهم لقلت قد غفر الله لهم ". 13) إسناد النعمة والخير والفضل إلى الله " هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ بَرَاءَتِي". 14) مكانة الصديقة عائشة رضي الله عنها، ويكفي أنّ الله لما ذكر مقالة الناس فيها سبّح نفسه: { وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ} النور: 16. 15) دفاع الله عن العفيفين، فدافع الله عن عائشة، ومريم، ويوسف عليهم السلام، وأجرى كرامةً على يد جريج الراهب. 16) أنّ المرء يتعلم من أخطائه، فعائشة رضي الله عنه خرجت لقضاء حاجتها وكان الأولى أن تعلم بذلك لئلا يغادروا المكان دونها "وَقَدْ وَقَعَ لَهَا بَعْدَ ذَلِكَ فِي ضَيَاع الْعِقْد أَيْضًا أَنَّهَا أَعْلَمَتْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَمْرِهِ، فَأَقَامَ بِالنَّاسِ عَلَى غَيْر مَاء حَتَّى وَجَدَتْهُ، وَنَزَلَتْ آيَة التَّيَمُّم بِسَبَبِ ذَلِكَ، فَظَهَرَ تَفَاوُت حَال مَنْ جَرَّبَ الشَّيْء وَمَنْ لَمْ يُجَرِّبهُ. 17) قد يكون الخير فيما نكرهه {بل هو خير لكم}، والخيرية هنا تتبدى في عشرة جوانب: أ- براءة عائشة رضي الله عنه تتلى في القرآن إلى يوم القيامة. ب- ما أورثته الحادثة من تعلق قلبها بالله. ت- ومن امتلاء قلبها بعبودية الصبر. ث- ومن تثقيل لميزان حسناتها. ج- ومن حصولها على حسنات غيرها ممن تكلم فيها. ح- ومن تكفير لسيئاتها. خ- وبيان لعظيم مكانتها. د- وقد عُرف المؤمنون من المنافقين. ذ- وعرف قوي الإيمان من غيره. ر- واشتملت آيات الحادثة على مهمات الآداب للجماعة المؤمنة. -والفوائد من حادثة الإفك كثيرة ليت البحث يتسع لذكرها كلها، أسأل الله سبحانه وتعالى أن يُقدر لي في بحث آخر أن أُفصّل أكثر في الأمر، والله المستعان. -أما في الحديث عن الفوائد من حادثة الإفك المعاصرة،فأحببت أن أكتب ما أحسسته وأحسه كل مسلم ومسلم جراء تلك الافتراءات والأكاذيب المتكررة عن أم المؤمنين رضي الله عنها، فأقول كما في آيات الدفاع عن أم المؤمنين....لا تحسبوه شرا بل هو خير لكم وأشير إلى شيء من هذه الفوائد فيما يلي: 1.في الوقت الحالي انصرف كثير من المسلمين والمسلمات عن الدين الحق، وشغلتهم الدنيا وفتنها الكثيرة؛ حتى أنك تجد الكثير منهم لا يعرفون الكثير من أمور دينهم وسير أمهات المؤمنين والصحابة فضلاً عن سيرة حير خلق الله محمد صلى الله عليه وسلم، فلما كثرت تلك الافتراءات في الآونة الأخيرة وجدنا أعداد كبيرة من المسلمين يقرؤون في السيرة والتفاسير ويبكون لما يُقال في أم المؤمنين رضي الله عنها ويدافعون عن عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان الأمر في ظاهره ابتلاء شديد وفي باطنه يحمل رحمه لكثير من المسلمين الذين استنفرتهم الأحداث للدفاع عن عرض رسول الله وعرض أمهات المؤمنين وصحابته رضي الله عنهم أجمعين. 2.تأليف العديد من الأبحاث والكتب التي ترد على الافتراءات والأكاذيب والشبهات المُوجهه لأم المؤمنين رضي الله عنها ورسول الله صلى الله عليه وسلم، بل ولدين الإسلام كله. 3.رجوع كثير من أمة الإسلام لهدي النبي الكريم صلوات ربي عليه وسلامه. 4.اجتماع أمة الإسلام على كلمة الحق والدفاع عن الدين. 5.بينت اختلاف مواقف الناس على حسب إيمانهم وديانتهم، فكما ميزت بين الناس قديماً، الآن أيضاً تمايز الناس فيما بينهم فانقسموا بين مفترٍ ظالم لنفسه يُطلق الأكاذيب على أم المؤمنين رضي الله عنها؛ ومؤمن مُدافع عن الحق بكل ما أتاه الله من قدرة وقوة؛ وهذا المتفرج الذي يرى ولا يقدم شيئا. -وأختم تلك الفوائد المختصرة بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم -قالَ رَسُولُ اللهِ: (عَجَبًا لأَمْرِ المؤمنِ إِنَّ أمْرَه كُلَّهُ لهُ خَيرٌ ليسَ ذلكَ لأَحَدٍ إلا للمُؤْمنِ إِنْ أصَابتهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فكانتْ خَيرًا لهُ وإنْ أصَابتهُ ضَرَّاءُ صَبرَ فكانتْ خَيرًا لهُ) رواهُ مُسْلِمٌ. |
#89
|
|||
|
|||
الخاتمة
وأحب أن أنهي البث بقصيدة كما بدأته بقصيدة حسان بن ثابت شاعر رسول الله، وأنهيه بقصيدة الأندلسي. قال: موسى بن محمد بن عبد الله الواعظ الأندلسي / على لسان عائشة الصديقة بنت الصديق() ما شَــــانُ أُمِّ المؤمنين وشَاني() هُدِيَ المُحِبُّ لها وضَلَّ الشّـَاني() إِنِّي أَقُولُ مُبيِّنًا عَنْ فَضْــــلِها ومُتَرْجِمًـــا عَنْ قَوْلِـــــــــــها بِلِسَاني يا مُبْغِضِي لا تَأتِ قَبْـــرَ مُحَمَّدٍ فالبَيْتُ بَيْتي والمَكانُ مَكـــاني إِنِّي خُصِصْتُ على نِساءِ مُحَمَّدٍ بِصِــــــــفاتِ بِرٍّ تَحْتَهُنَّ مَعاني وَسَبَقْتُهُنَّ إلي الفَضَــائِلِ كُلِّها فالسَّبقُ سَـــبقي والعِنَانُ عِــــنَاني مَرِضَ النَّبِيُّ ومـاتَ بينَ تَرَائِبي فالْيَوْم يَوْمي والزَّمـــــــانُ زَماني زَوْجي رَســــولُ اللهِ لَمْ أَرَ غَيْرَهُ اللهُ زَوَّجني بهِ وحَـــــــــبَاني وأتاهُ جبريلُ الأمينُ بصـــورتِي وأحًبَّنِي المختــــــــارُ حينَ رآني أنا بِكْرُهُ العَذْراءُ عِنْدي سِــــرُّهُ وضَجيعُهُ في مَنْزلي قَمَــــــــرانِ () وتَكلم اللهُ العظــــــيمُ بحُجَّتي وبَرَاءَتِي في مُحكمِ القُـــــــــرآنِ واللهُ خَفَّرَني () وعَظَّـــمَ حُرْمَتي وعلى لِسَــــــــــــانِ نبِيِّهِ بَرَّاني واللهُ وبَّخَ منْ أراد تَنقُّــــــــصي إفْكًا وسَــــــــبَّحَ نفسهُ في شاني إني لَـمُحْصَـــــنةُ الإزارِ بَرِيئَةُ ودليلُ حُسنِ طَـــــــهارتي إحْصاني واللهُ أحصنَني بخاتِمِ رُسْــــلِهِ وأذلَّ أهلَ الإفْكِ والبُهــــــــــتانِ وسَـــمِعْتُ وَحيَ الله عِندَ مُحمدٍ من جِبْرَئيلَ ونُــــــــورُه يَغْشاني أَوْحى إليهِ وكُنتَ تَحــــتَ ثِيابِهِ فَحَنى عــــــــــليَّ بِثَوْبهِ وخبَاني () مَنْ ذا يُفاخِرُني وينْكِرُ صُحبتي ومُحَمَّــــــدٌ في حِجْره رَبَّاني؟ وأخذتُ عن أبوي دينَ محمــــدٍ وهُما على الإســـلامِ مُصطَحِبانيِ وأبي أقامَ الدِّين بَعْدَ مُحمــــــــدٍ فالنَّصْلُ نصــلي والسِّنان سِناني والفَخرُ فخري والخلافةُ في أبي حَســـــــــبي بهذا مَفْخَرًا وكَفاني وأنا ابْنَةُ الصِّديقِ صـــاحبِ أحمدٍ وحَبيبهِ في السِّـــــــرِّ والإعلانِ نصـــــــــــرَ النبيَّ بمالهِ وفِعاله وخُروجهِ مَعَهُ من الأوطـــــــــانِ وهو الذي لم يخـــــشَ لَومةً لائمٍ في قتلِ أهـــــلِ البَغْيِ والعُدوانِ سَبقَ الصَّحابةَ والقَرابةَ للهــــدى هو شَيْخُهُم في الفضــــلِ والإحسانِ ويلٌ لِعبدٍ خانَ آلَ مُحمـــــــدٍ بعَداوةِ الأزواجِ والأخـــــــتانِ() طُوبى لمن والى جمـــاعةَ صحبهِ ويكون مِن أحبابه الحســـــنانِ() بينَ الصــــحابةِ والقرابةِ أُلْفَةٌ لا تستحيلُ بنزغَةِ الشــــــــيطانِ هُمْ كالأَصابعِ في اليدينِ تواصُلًا هــــل يستوي كَفٌ بغير بَنانِ؟ رُحماء بينهمُ صــــفت أخلاقُهُمْ وخلت قُلُوبهمُ من الشــــــنآن فدُخـــــولهم بين الأحبة كُلفةٌ () وسبابهم سببٌ إلي الحــــــرمان من حبَّني فليجتنِب مَن سَبَّني إن كانَ صـــان محبتي ورعاني إني لطيبةُ خُلقتُ لطـــــيب ونساءُ أحمدَ أطيبُ النِّســــــوان إني لأمُ المؤمنين فمــــــن أبى حُبي فســــــوف يبُوءُ بالخسران اللهُ حببني لِقــــــــــلبِ نبيه وإلي الصـــراطِ المستقيمِ هداني صِلْ أمهاتِ المؤمنين ولا تَحُـدْ عنَّا فتُســـــلب حُلة الإيمان صـــــلَّى الإلهُ على النبي وآله فبهمْ تُشمُّ أزهرُ البُســـــــتانِ وختاماً: أحمد الله عز وجل حمداً كثيراً مباركاً فيه عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته، أحمده أن أعانني سبحانه على كتابة هذا البحث، وأتقدم بكل الشكر والعرفان لعلماء أمة محمد صلي الله عليه وسلم، هؤلاء الذين استعنت بعد الله عز وجل بكتبهم كمراجع لبحثي المتواضع ونقلت ما نقلت من كتبهم بتصرف، أسأل الله أن يجازي الأحياء منهم خير الجزاء وأن يرحم من مات منهم رحمة واسعة إنه ولي ذلك والقادر عليه. فهرس المراجع - القرآن الكريم. - الأحاديث النبوية الشريفة والسنة المطهرة. - كتاب عائشة أم المؤمنين براءتها وكفر الطاعنين المؤلف: أبي أنس ماجد إسلام البنكاني - كتاب عفوًا..أم المؤمنين – إعداد مها المحمدي - عائشة الحميراء.علي بادحدح - كتاب السمط الثمين في مناقب أمهات المؤمنين.تأليف الإمام مُحبّ الدِّين أَحمد بن عبدالله الطبري.المتوفى سنة (694)هـ - زواج السيدة عائشة ومشروعية الزواج المبكر والرد علي منكري ذلك.دكتور خليل ابراهيم ملا خاطر.الطبعة الأولي 1405هـ.مطابع سحر. - مقالة شبهة زواج النبي صلى الله عليه وسلم من عائشة وهي صغيرة السن - محمد عبد العزيز الهواري – موقع طريق الإسلام. - الصاعقة في نسف أباطيل وافتراءات الشيعة على أم المؤمنين عائشة مع دفع الكذب المبين عن أمهات المؤمنين.الدكتور عبدالقادر بن محمد عطا صوفي.دار أضواء السلف.الطبعة الأولى1425ه-2004م - أمنا عائشة رضي الله عنها حبيبة نبينا صلى الله عليه وسلم.جمع وترتيب شحاتة صقر.دار الخلفاء الراشدين ودار الفتح الإسلامي. - شبهات حول الصحابة والرد عليها-أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.شيخ الإسلام ابن تيمية.جمع وتقديم محمد مال الله.دار الكتاب والسنة للطباعة والنشر والتوزيع2007. - الرحيق المختوم.صفي الرحمن المباركفوري.الجامعة الإسلامية.المدينة المنورة 1415هـ-1994م. - مقالة على الانترنت ((مائة فائدة من حادثة الإفك)).دكتور مهران ماهر عثمان. - زاد المعاد في هدي خير العباد.الإمام شمس الدين أبي عبد الله بن قيم الجوزية. - موسوعة فقه- عائشة أم المؤمنين- حياتها وفقهها.تأليف الشيخ سعيد فايز الدخيل.دار النفائس.الطبعة الأولى 1409ه-1989م. - مواقع إلكترونية في الشبكة العنكبوتية: www.dorar.net http: //www.rasoulallah.net/Aisha/ http: //www.islamway.com/ http: //www.saaid.net/ فهرس الموضوعات 1.مقدمة البحث. 2.باب فضائل أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها. - قصيدة حسان بن ثابت رضي الله عنه. - عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها. 3.جوانب يجهلها الكثيرون من حياة أم المؤمنين رضي الله عنها من غير الفضائل. - ألقاب ميّزتها رضي الله عنها. - عائشة رضي الله عنها وقضية المرأة. - عائشة رضي الله عنها والسياسة. 4.إيضاح العلاقة الحسنة بين أم المؤمنين عائشة وبين علي وفاطمة وذريتهما وأئمة آل البيت رضي الله عنهم جميعاً على ضوء الأحاديث والأقوال والأفعال من خلال كتب السنة وروايات الشيعة. - كلام ابن القيم رحمه الله في هذا الباب. - أسماء الأعلام من أهل البيت من العلويين والهاشميين الذين تسمُّوا بأسماء الصحابة رضوان الله عليهم. - أحاديث ومواقف تؤيد المحبة بين عائشة رضي الله عنها وعلي وفاطمة وذريتهما رضي الله عنهم أجمعين. 5.باب: عرض افتراءات مختلقة وأباطيل لا وجود لها عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: - كلام شيخ الإسلام ابن تيمية. - افتراءات وأكاذيب عن أمهات المؤمنين رضي الله عنهن. - افتراءات وأكاذيب عن عائشة رضي الله عنها. - عائشة رضي الله عنها بنص القرآن الكريم. - عائشة زوجة النبي في الآخرة بدلالة القرآن الكريم. 6.عرض أهم وأقوى الشبهات حول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، والرد عليها - وفي البحث تفصيل لها. 7.باب: الفوائد والآثار الإيجابية لحادثة الإفك القديمة والمعاصرة. 8.الخاتمة. 9.مراجع. 10.فهرس. |
#90
|
|||
|
|||
رحم الله جدي العظيم محمد صلوات ربي وسلامه عليه ، ياسيدي نم قرير العين لأنك كما قلت ما زال الخير في أمتي إلى يوم الدين ، نحبك يا سيدي ونحب من أحبك من أمهات المؤمنين ومن أصحابك الغر الميامين ، واسمح لي يا سيدي أن أخط هذه الكلمات دفاعاً عن زوجتك الحبيبة ابنة الحبيب الصديق أبو بكر رضي الله عنه وأرضاه:،
يا عائشة يا ابنة الصديق ،،،،، أنت فخر لكل أمهات المؤمنين عشت في بيت النبوة ،،،،،،، كونك زوجة رسول الله المبعوث من رب العالمين لقد استهزء بزوجك العظيم ،،،، فقال الله له إنا كفيناك المستهزئين والله لا يضرك من استهزء بك ،،،،، فحسابه عند رب العالمين لا تخافي ولا تثوري ،،،،، فنحن والله سندافع عنك أياماً وسنين لأنك ابنة الصديق ،،،،،،، وزوجة حبيب الملايين لعنة الله عليهم ومن يقف خلفهم ،،،، إلى جهنم خالدين مخلدين في الدرك الأسفل من النار ،،،، مع هامان وفرعون في أسفل سافلين دعينا يا أم المؤمنين ندافع عنك ،،،،، بأي أسلوب ينفع مع الملاعين هؤلاء قردة وخنازير ،،،، وأبناء وحفدة ابن سبأ اللعين حسبي الله على من أساء ......... لأمنا وأمهات المؤمنين أولئك عليهم لعنة الله ،،،،، والملائكة والناس أجمعين صبراً يا زوجة الحبيب ،،،،، فالكل معك عل الحق المبين سلام الله عليك ،،، من كل مسلم آمن برب العالمين رحمك الله يا أم المؤمنين ،،،،،، وغداً ستلتقين بالحاقدين وستأخذين حقك منهم ،،،،،،، يوم يحكمهم أحكم الحاكمين وفقك الله الجميع لما يحبه ويرضاه |
#91
|
|||
|
|||
بارك الله فيك يعطيك العافيه
اخي السيد الشريف جزاك الله خير قصيده جزله وجميله صح لسانك وشكراً لك لاهنت وبارك الله فيك لا تحرمنا من القصائد والفكر المبدع التى تدافع عن عرض جدك رسولنا عليه الصلاة والسلام والصحابة رضي الله عنهم أجمعين . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . |
#92
|
|||
|
|||
سيادة الأخ الفاضل نمر ، أشكرك جزيل الشكر والامتنان على مرورك الكريم ، والله يا سيدي هذا اقل مانقوم به في الدفاع عن سيدتنا عائشة أم المؤمنين رضوان الله عليها ليس لأنها ابنة الصديق أبوبكر رضي الله عنها بل لأنها زوجة الحبيب سيدنا وجدنا وشفيعنا يوم الدين محمد النبي الأمي الأمين المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه
وفقك الله يا سيدي وحفظك ورعاك برعايته وعينه التي لا تنام شكراً لك مرة أخرى وبالتوفيق |
#93
|
|||
|
|||
إلى الشيعة الروافض الملاعين ، نحن أهل السنة والجماعة سنظل ندافع عن أمنا عائشة إلى يوم الدين رضي من رضي وغضب من غضب حسبي الله عليكم وعلى معمميكم وحوزاتكم ومراجعكم الفاسدين
أقول:ـ أماه يا أم المؤمنين ،،،، هذه تحياتي وتحيات الملايين الكل يهب لنصرتك ،،، فنحن والله ما زلنا بحقك مقصرين سنقف ضد من يسيء لك ،،،، خاصة الروافض الملاعين المشكلة يقولون نحن من آل البيت ،،، نقول اخسؤوا ولا تتكلمون ولو أنكم ما قلتم حقاً ،،،،، لدافعتم عن أمهات المؤمنين لكن الله عمى بصركم وبصيرتكم ،،،، لأنكم اتبعتم المفسدين أقنعوكم بأننا المرجع الأكيد ،،،،، واستغفلوكم لأنكم قوماً جاهلين الحق والحق أقول ،،،،،، طالما أنكم كذلك فانتظروا العذاب المهين ابتعدتم عن الحق بعيداً بعيداً ،،،،، واتبعتم أهواء الباطلين وغداً عند لقاء ربكم ،،،،، كيف ستقفون بين يدي رب العالمين بأي وجه ستلاقونه ،،، وما هي حجتكم أيها المجرمون تالله ستأخذ أم المؤمنين حقها ،،، منكم منفردين ومجتمعين ستكون نهايتكم يا روافض ،،،،،،،،، في نار جهنم خالدين الويل لكم إن لم تعودوا ،،،،،، إلى رشدكم مسالمين اعتذروا لزوجة الحبيب ،،،، حتى لا يصيبكم الجنون وبعدها صلوا لله شكراً ،،،،،، وسيكون ربكم من الراحمين هذه دعوتي لكم ،،،،،،، ولا تعاندوا إن أردتم أن تكونوا من الفائزين شكراً سلفاً لكل من سيقرأ القصيدة المتواضعة ويعلق عليها ، بارك الله فيكم جميعاً مستثنياً الشيعة الروافض إلا إذا انضم لركب أهل السنة والجماعة حينها سنقول له أهلاً وسهلاً بك في رحاب أهل السنة والجماعة |
#94
|
|||
|
|||
بارك الله فيكم سيد يجب الدفاع عن أمنا أم المؤمنين بنت الصديق رضي الله عنهم أجمعين .
زوجة الرسول محمد صَلِّ الله عليه وسلم . حقيقة سيد الشريف أبو محمد يشرفنا أن تضيف هذه الدرر من هذا الفكر النير جعلك الله سيف مسلط على من ذكرها بسوء . بارك الله فيكم وجزاكم الله خير وجعل ماتكتب فى موازين حسناتك . |
#95
|
|||
|
|||
في مقام أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها
أمَّاه: يَعجز البَيانُ عن تَعداد المَناقِب في مِضمَار (العظمة) و(المجد) بين يَدِي العُظَماء الكِبار، لم يَشهَدكِ التاريخ في سَنَوات حياتِك التي قارَبتِ السَّبعينَ إلاَّ أُمَّةً في امرأة، وطُهرًا مَلائكيًّا في صورةٍ بشريَّة، وكمالاً سماويًّا تَجَسَّدَ في كائنٍ إنسانيٍّ. وَلَوْ كَانَ النِّسَاءُ كَمَنْ ذَكَرْنَا لَفُضِّلَتِ النِّسَاءُ عَلَى الرِّجَالِ وَمَا التَّأْنِيثُ لاِسْمِ الشَّمْسِ عَيْبٌ وَلاَ التَّذْكِيرُ فَخْرٌ لِلْهِلاَلِ أنجبَتْك خيرُ البلاد (مكة) - شرَّفَها الله - وولدَك خيرُ الناس بعد الأنبياء (أبو بكر)، في خيرِ القبائل وأعلى الأنساب من بني فِهْر، ونشَأتِ على التَّوحِيد والفِطرَة والخُلُق الأسمَى منذ اللَّحظة الأُولَى في الحياة، وزَوَّجَكِ اللهُ من فوق سبعِ سَماواتٍ؛ إذ أرى الله نبيَّه - عليه الصلاة والسلام والتحيَّة - ملَكًا يعرضك عليه بعد وَفاة خديجة في سَرَقةٍ من حرير، فلم تشبِّي إلاَّ في كنف أعظم الخلق وسيِّد الرُّسل محمد - صلوات الله وسلامه عليه. كنتِ خيرَ زوجةٍ لخيرِ زوجٍ - بأبي هو وأمِّي - فُزتِ بِخَالِص وُدِّه، وكنتِ أحبَّ النِّساء إليه، وشَهِدَ لكِ بالفَضْل على نِساء العالَمين، وكفَى بها شَهادةً لا ينالُها بعدَك أحدٌ إلى يوم يُبعَثون، وإنَّك لَزوجُ رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - في الدنيا وفي الأُخرَى، وصاحبة التَّفضِيل والبُشرَى، برُؤيَة كفِّها في دارٍ مُلكها لا يَبلَى. أمَّاه: أنت المُسلِمة المُؤمِنة القانِتَة، التائبة العابِدة السائحة، المُحصنة الغافِلَة عن الإثم، التي لم يتزوَّج رسولُ الله - صلوات الله عليه وسلامه - بِكرًا غيرَكِ، وكانَتْ ليلتك أحبَّ الليالي إليه، وجَدَ فيك ما يسرُّ خاطِرَه ويُزِيل عنه عَناء الحياة وشظفَ العَيْش، وشدةَ ما لقيه من الناس. ويوم أنْ أراد "عتاولة" النِّفاقِ وأهلُ الإفك الطَّعنَ في عِرضِ سيِّد العالَمين - صلَّى الله عليه وسلَّم - لم يَجِدُوا إلاَّ أنْ يفتَرُوا إفكَهم في جَنابِ سيِّدة نِساء العالَمين، فبرَّأَها ممَّا قالوا ربُّ العالمين في قرآنٍ يُتلَى إلى يوم الدِّين، فمَن عاد بعدَ ذلك فهو من الكافِرين. ولن يَترُك الله أفَّاكًا يَفرِي في العِرضِ الأطهَرِ والمقام الأقدَسِ إلاَّ أخَذَه، وأخمَدَ ذكرَه، وقطَعَ أثَرَه، وأنزَلَ عليه غضَبَه، ولعنته يَلقاه بها يومَ يقوم الناس لربِّ العالمين، وهَيْهات أنْ يَنالُوا من أمِّ المؤمنين وقد قيل: يَا نَاطِحَ الجَبَلِ العَالِي لِيُوهِنَهُ أَشْفِقْ عَلَى الرَّأْسِ لاَ تُشْفِقْ عَلَى الجَبَلِ وقيل أيضًا: كَنَاطِحٍ صَخْرَةً يَوْمًا لِيُوهِنَهَا فَلَمْ يَضِرْهَا وَأَوْهَى قَرْنَهُ الوَعِلُ ورَضِي الله عن شاعر الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - (حسان بن ثابت) يوم قال في مدح الصديقة بنت الصديق: حَصَانٌ رَزَانٌ مَا تُزِنُّ بِرِيبَةٍ وَتُصْبِحُ غَرْثَى مِنْ لُحُومِ الغَوَافِلِ حَلِيلَةُ خَيْرِ النَّاسِ دِينًا وَمَنْصِبًا نَبِيِّ الهُدَى وَالمَكْرُمَاتِ الفَوَاضِلِ عَقِيلَةُ حَيٍّ مِنْ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبٍ كِرَامِ المَسَاعِي مَجْدُهُمْ غَيْرُ زَائِلِ مُهَذَّبَةٌ قَدْ طَيَّبَ اللهُ خَيْمَهَا وَطَهَّرَهَا مِنْ كُلِّ سُوءٍ وَبَاطِلِ فَكَيْفَ وَوِدِّي مَا حَيِيتُ وَنُصْرَتِي لِآلِ رَسُولِ اللهِ زَيْنِ المَحَافِلِ لَهُ رَتَبٌ عَالٍ عَلَى النَّاسِ كُلِّهِمْ تَقَاصَرُ عَنْهُ سَوْرَةُ المُتَطَاوِلِ رَأَيْتُكِ وَلْيَغْفِرْ لَكِ اللهُُ حُرَّةً مِنَ المُحْصَنَاتِ غَيْرَ ذَاتِ غَوَائِلِ يَكفِيك فَضْلاً وشَرَفًا أنَّ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فاضَتْ رُوحُه الطاهرةُ إلى الملأِ الأعلى، وهو بين سَحرِك ونَحرِك بعد أنْ استاكَ بقَضِيب أراكٍ مسَّه فوكِ، فجمَع الله بين رِيقِك ورِيقِ الحبيب محمدٍ - عليه الصلاة والسلام - في اللحظة التي شيَّعت فيها الملائكُ رُوحَه السامِيَة المطمئنَّة الراضيَة المرضيَّة إلى مَلِكِ الملوك ورَبِّ الأرباب - سبحانه وتعالى. وجعَل الله لك الفَضلَ بعد موت رسوله - عليه الصلاة والسلام - إذ اختارَ الله حجرتَك الشريفةَ مدفنًا وضَرِيحًا لأزكى الخليقة - فِداه نَفسِي وأهلي ومَن في الأرض جميعًا - فنَعِمَتْ بالقرب من الحبيب - صلَّى الله عليه وسلَّم - حيًّا وميتًا؛ فمَن يُساوِيكِ في هذه المَنقَبةِ؟! وأيُّ مجدٍ باذِخٍ وشرفٍ لا نظير له قسَم الله لكِ أيَّتُها الطاهرة البَتُول؟! أمَّاه: تجسَّدَتْ فيكِ (المرأة المسلمة) عِلمًا وعَمَلاً؛ فكُنتِ أعلَمَ النِّساء على الإطلاق، وطالَما وقَف العُلَماء شبَّانًا وشُيُوخًا على بابِك تَلامِذةً صِغارًا يستَقُون من نبْع المعرفة المَُتَدفِّق الرَّويِّ، ومنهل العلم الصافي الذي يَصدُر عن دوحةٍ نبويَّةٍ لا ينضب معينُها أبد الآبِدين. تحمَّلتِ وبلَّغتِ الدين روايةً ودرايةً، فكنتِ الحافظةَ الفقيهةَ المفسِّرةَ الراوية النسَّابة الطبيبة القائدة، حفظتِ للمُسلِمين دينَهم وللعرب شعرَهم وأنسابَهم وأخبارَهم، وضربتِ في كلِّ علمٍ بسَهمٍ صائِب، فجَزاكِ الله عنَّا خيرًا يا أمَّاه. وكُنتِ الزاهدةَ العابدةَ الكريمةَ السخيَّةَ التي تَنسَى نفسَها عند العَطاء، وتتحمَّل ألم الجوع من أجْل إشباع بطون الجَوعَى وسَدِّ خلَّة المحتاجين؛ لأنَّ الفقر إلى الله أساسُ الغِنَى عن الناس، فما مددتِ يدَيْك إلاَّ إلى خالقهما، وما رجوتِ أحدًا سِوَى منتهى الآمال - سبحانه. اختارَك الله في خير الشُّهور رَمضانَ لثَمانٍ وخمسين خَلَتْ من هجرة سيِّد الرُّسل - عليه الصلاة والسلام - وصلَّى عليك أحفَظُ الناس لحديث الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - سيِّدُنا أبو هريرة - رضي الله عنه وأرضاه - ويا لله العجب! كيف جُمِع في تَقاطُع الحياة والموت بين الابن وأمِّه حينما يكونان أحفَظَ الناس لسُنَن سيِّد الناس - عليه الصلاة والسلام - ودُفِنتِ في ليلةٍ مُبارَكة في مقبرةٍ مُبارَكة، وحولك الآل والصَّحبُ الكرام يرقدون في البَقِيع، ويتقلَّبون في نَعِيم الجنَّات وعالي الدرجات في جوار ربِّ الأرض والسَّماوات، خالِدين مُخلَّدين، لا يَحزُنهم الفزَع الأكبَّر وتتلقَّاهم الملائكةُ هذا يومُكم الذي كنتم تُوعَدون. سامِحيني يا أمَّاه، زادَ فضلُك على أنْ أعُدَّه، وأنت سيِّدة الفضل، وسما محلُّك على أنْ يصفَه مِثلِي، وأنت صاحِبَة المقام الأشرَفِ؛ ﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ﴾ [الأحزاب: 33]. اللهمَّ ارضَ عن عائشة الصِّدِّيقة بنت الصِّدِّيق وعن سائر أمَّهات المؤمنين، وعن الآل والصَّحب الكرام أجمعين، وعنَّا معهم يا ربَّ العالمين. ضاقَ الفؤادُ وشبَّ فيه حَريقي والصمتُ من حولي يضاعِفُ ضيقي قَزمٌ حقيرٌ.. كيفَ يُترَكُ مِثلُهُ ليخوضَ في عِرض ابنةِ الصدِّيقِ ليمزِّقَ الصفَّ الممزَّقَ هازئاً سُحقاً له مِن مارِقٍ زِنديقِ؟ ذاكَ الخبيثُ صنيعةُ الشرِّ انبرَى يختالُ بالتأليفِ والتَّلفيقِ قَدْحاً بأُمِّ المؤمنينَ حبيبةِ ال مَبعُوثِ نُوراً قد أضاءَ طريقي واللومُ ليس عليهِ، بل هو ذنبُ نخْ وتِنا التي صارتْ بغَيرِ بَرِيقِ أُمَّاهُ، عذراً فالحُروفُ تَلَبَّستْ عجزاً، وأعياني هوانُ فَرِيقي ماذا أقولُ وفي فمِي مَكتومةٌ لغةُ الكَلام.. بدَا الخُنوعُ رفِيقي كلبُ الصهاينةِ استحلَّ دِيارَنا وولاتُنا عمدوا إلى تَطوِيقي ودماؤنا في القُدسِ فاضَت، والشُّعو بُ تهِيم في التَّطبيلِ والتَّصفيقِ أحلامُنا مَوءودةٌ، أعراضُنا مَهدورةٌ في غُرفة التحقيقِ أُمَّاه، إنَّ الصمتَ أدمَى أحرُفي وَجهالةٌ تسري بكلِّ عروقي أرجوكِ - طاهرةَ النساءِ - لِتَعذُري ضعفَ القلوبِ، وحاوِلي تصدِيقي قُولي لأشباهِ الرجالِ لينهَضُوا وَلِيسلُكوا للنصرِ خيرَ طريقِ أماه، نادي أمَّتي، قُولي لها: فَلتنفضِي عنكِ الترابَ.. أفيقي. |
#96
|
|||
|
|||
سيادة الأخ نمر العضو المخضرم في هذا المنتدى المبارك
السلام عليكم ، أشكر لك ردك الجميل على ما ألفته بحق سيدتنا الطاهرة العفيفة زوجة جدنا الأعظم محمد صلوات ربي وسلامه عليه وفقك الله يا سيدي ودمت سالمين |
#97
|
|||
|
|||
وهذه قصيدة أخرى بحق الصديقة ابنة الصديق أبو بكر رضي الله عنها وعنه ،
أقول :ـ سلام الله عليك كل مساءٍ وصباح ،،،،،،،،،،،،،،،،، سلام عليك كلما ظهر القمر ولاح سيدة طاهرة وعفيفة ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ليس كل ما يقال عنها مباح لأن غضب الله سينزل كالبرق ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، على كل من أساء وصاح لعنة الله عليكم يا روافض ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، وغداً دمكم سيكون مستباح إلى جهنم وبئس المصير ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، وبعدها سنسمع منكم النواح لأنكم معتادون على اللطم والصراخ ،،،،،،،،،،،،،،،، فانتظروا العذاب من رب العباد عذاب أليم من رب هذا الكون ،،،،،،،،،،،، ملائكة تضربكم وأنتم مكبلين بالأصفاد الويل لكم لم افتريتم على أمنا ،،،،،،،،،،،،، أم لأنها كانت كالعلم على رؤوس الأشهاد ألا تعلمون أنكم آذيتم زوجها الحبيب ،،،،،،، لكنكم تجاهلتم أن نهايتكم إلى بئس المهاد اتقوا الله يا كفرة ويا فجرة ،،،،،،،،،،، ،،،،،،،يوم لا ينفعكم لاشيخكم ولا بناتكم ولا الأولاد باب التوبة مفتوح دائماً ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، يقول لك اقترب فهل من هاد لا تدعوا فرصة التوبة تفوتكم ،،،،،،،،،،،، كفاكم عذاب في الدنيا ووجوه ملونة بالسواد سود الله وجوهكم إن لم تتراجعوا ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، عن سب أمنا ابنة أمير البلاد سلام الله عليك كل مساءٍ وصباح ،،،،،،،،،،،،،،،،، سلام عليك كلما ظهر القمر ولاح |
#98
|
|||
|
|||
الله يحفظكم بالنسبة لهذا الرد هذا أقل شئ سيد نقوله لكم ولى رسولنا عليه الصلاة والسلام .
أما هذه القصيدة الثانية صدقت آذو الرسول عليه الصلاة والسلام وأمنا الطاهرة رضي الله عنها . كمنافقين المدينة .بس هؤلاء الرافضة ألعن من منافقين المدينة بسبب إفتراءاتهم على المبرئه رضي الله عنها وبالنسبة للصحابة وإمنا بنت الصديق رضي الله عنها سبحان الله الأجور لهم من هؤلاء الرافضة بسبب سبهم للصحابة رضي الله عنهم أجمعين . وصدقني الله منتقم من كل واحد يتطاول عليهم أقصد الصحابة وانظر لسوريا كيف هزموا الرافضة مع أن قواتهم تدعم جو وأرض ولكن الله أذل المجوس والنصيري الخبيث وهزموا بإذن الله والنصر لنا نحن السنة بالرشاشات والآر بي جي والإستيلاء على أسلحتهم وقتلهم بها كسرنا خشوم الرافضة وحزب الشيطان والنصيري الخبيث والمجوس وهذا كله. بفضل الله . صح لسانك على القصيدة وكما قلت درر من هذا الفكر النير المبارك سيد الله يجعلها فى ميزان حسناتك بسبب دفاعك عن أمنا رضي الله عنها وعن جدك الرسول عليه الصلاة والسلام . عسا الله يجعلنا جميعا من المدافعين عن عرض رسولنا عليه الصلاة والسلام والصحابة رضي الله عنهم جميعا ويتقبل منا يارب جميعا. |
#99
|
|||
|
|||
بارك الله فيك ابن عمي السيد الشريف ابو محمد الحسيني وجزاك الله خير الجزاء على هذه القصيدة الرائعة بصدق كلامها وروعة معانيها لامنا حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم الصديقة بنت الصديق عائشة رضي الله عنها وعن ابيها 0
اللهم احشرنا مع ابيها لاننا واثقون باننا سوف نجدها هناك لنقبل يدها ونعتذر لها مما قاله السفهاء عنها اللهم آمين صح لسانك اخي الغالي ابو محمد والشكر كل الشكر موصول لاخي الحبيب نمر على تعليقه الرائع وقصيدته الرائعة 0 في ميزان حسناتكما ان شاء الله شكرا لكما |
#100
|
|||
|
|||
والشكر كل الشكر موصول لاخي الحبيب نمر على تعليقه الرائع وقصيدته الرائعة 0
إبن الصديقة جزاك الله خير وبارك الله فيك التعليق لي ولكن بالنسبة للقصيدة ليست لي أنا ناقل لها وياليتنى شاعر لتسلط الشعر لدفاع عن عرض الرسول عليه الصلاة والسلام والصحابة رضي الله عنهم هذا توضيح منى أخى بارك الله فيك بخصوص القصيدة . |
أدوات الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | الأقسام الرئيسية | مشاركات | المشاركة الاخيرة |
من اخبر قريش ومواضيع اخرى | موحد مسلم | الشيعة والروافض | 6 | 2020-06-06 04:31 AM |
فأين رواية الانقلابيين او المنتصرين وهذه روايات المنهزمين | موحد مسلم | الشيعة والروافض | 1 | 2020-03-13 04:31 PM |
من قتل عثمان | موحد مسلم | الشيعة والروافض | 0 | 2020-02-04 10:06 PM |
الرسول يقول لا والرافضي يحرف | موحد مسلم | الشيعة والروافض | 1 | 2020-01-18 09:06 PM |
حِكمة زواج النبي بأم سلمة | معاوية فهمي إبراهيم مصطفى | السنة ومصطلح الحديث | 0 | 2019-10-21 06:20 PM |