جديد المواضيع |
للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب |
منتدى السنة | الأذكار | زاد المتقين | منتديات الجامع | منتديات شباب الأمة | زد معرفة | طريق النجاح | طبيبة الأسرة | معلوماتي | وادي العرب | حياتها | فور شباب | جوابى | بنك أوف تك |
|
|
أدوات الموضوع |
#161
|
|||
|
|||
أسباب معينة على ترك المعصية والإصرار عليها للإمام العلامة ابن القيم
قال فى كتابه المتحف عدة الصابرين وأما تقوية باعث الدين فإنه يكون بأمور أحدهما إجلال الله تبارك وتعالى أن يعصى وهو يرى ويسمع ومن قام بقلبه مشهد إجلاله لم يطاوعه قلبه لذلك البتة الثاني مشهد محبته سبحانه فيترك معصيته محبة له فإن المحب لمن يحب مطيع وأفضل الترك ترك المحبين كما أن أفضل الطاعة طاعة المحبين فبين ترك المحب وطاعته وترك من يخاف العذاب وطاعته بون بعيد الثالث مشهد النعمة والإحسان فإن الكريم لا يقابل بالاساءة من أحسن اليه وانما يفعل هذا لئام الناس فليمنعه مشهد إحسان الله تعالى ونعمته عن معصيته حياء منه أن يكون خير الله وإنعامه نازلا اليه ومخالفاته ومعاصيه وقبائحه صاعدة إلى ربه فملك ينزل بهذا وملك يعرج بذاك فأقبح بها من مقابلة الرابع مشهد الغضب والانتقام فإن الرب تعالى إذا تمادى العبد في معصيته غضب واذا غضب لم يقم لغضبه شيء فضلا عن هذا العبد الضعيف الخامس مشهد الفوات وهو ما يفوته بالمعصية من خير الدنيا والآخرة وما يحدث له بها من كل اسم مذموم عقلا وشرعا وعرفا ويزول عنه من الأسماء الممدوحة شرعا وعقلا وعرفا ويكفي في هذا المشهد مشهد فوات الإيمان الذى أدنى مثقال ذرة منه خير من الدنيا وما فيها أضعافا مضاعفة فكيف أن يبيعه بشهوة تذهب لذاتها وتبقى تبعتها تذهب الشهوة وتبقى الشقوة وقد صح عن النبي أنه قال لا يزنى الزانى حين يزنى وهو مؤمن قال بعض الصحابة ينزع منه الإيمان حتى يبقى على رأسه مثل الظلة فإن تاب رجع اليه وقال بعض التابعين ينزع عنه الإيمان كما ينزع القميص فإن تاب لبسه ولهذا روى عن النبي في الحديث الذى رواه البخارى الزناة في التنور عراة لأنهم تعروا من لباس الإيمان وعاد تنور الشهوة الذى كان في قلوبهم تنورا ظاهرا يحمى عليه في النار السادس مشهد القهر والظفر فان قهر الشهوة والظفر بالشيطان له حلاوة ومسرة وفرحة عند من ذاق ذلك أعظم من الظفر بعدوه من الآدميين وأحلى موقعا وأتم فرحة وأما عاقبته فأحمد عاقبة وهو كعاقبة شرب الدواء النافع الذى أزال داء الجسد وأعاده إلى صحته واعتداله السابع مشهد العوض وهو ما وعد الله سبحانه من تعويض من ترك المحارم لأجله ونهى نفسه عن هواها وليوازنه بين العوض المعوض فأيهما كان أولى بالإيثار اختاره وارتضاه لنفسه الثامن مشهد المعية وهو نوعان معية عامة ومعية خاصة فالعامة اطلاع الرب عليه وكونه بعينه لا تخفي عليه حاله وقد تقدم هذا والمقصود هنا المعية الخاصة كقوله ان الله مع الصابرين وقوله ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون وقوله وان الله لمع المحسنين فهذه المعية الخاصة خير وأنفع في دنياه وآخرته ممن فضى وطره ونيل شهوته على التمام من أول عمره إلى آخره فكيف يؤثر عليها لذة منغصة منكدة في مدة يسيرة من العمر انما هى كأحلام نائم أو كظل زائل التاسع مشهد المغافصة والمعاجلة وهو أن يخاف أن يغافصه الأجل فيأخذه الله على غرة فيحال بينه وبين ما يشتهى من لذات الآخرة فيا لها من حسرة ما أمرها وما أصعبها لكن ما يعرفها الا من جربها وفي بعض الكتب القديمة يامن لا يأمن على نفسه طرفة عين ولا يتم له سرور يوم الحذر الحذر العاشر مشهد البلاء والعافية فان البلاء في الحقيقة ليس الا الذنوب وعواقبها والعافية المطلقة هي الطاعات وعواقبها فأهل البلاء هم أهل المعصية وان عوفيت أبدانهم وأهل العافية هم أهل الطاعة وان مرضت أبدانهم وقال بعض أهل العلم في الأثر المروى إذا رأيتم أهل البلاء فاسألوا الله العافية فإن أهل البلاء المبتلون بمعاصى الله والأعراض والغفلة عنه وهذا وإن كان أعظم البلاء فاللفظ يتناول انواع المبتلين في أبدانهم وأديانهم والله أعلم الحادى عشر أن يعود باعث الدين ودواعيه مصارعة داعى الهوى ومقاومته على التدريج قليلا قليلا حتى يدرك لذة الظفر فتقوى حينئذ همته فإن من ذاق لذة شئ قويت همته في تحصيله والاعتياد لممارسة الأعمال الشاقة تزيد القوى التى تصدر عنها تلك الأعمال ولذلك تجد قوى الحمالين وأرباب الصنائع الشاقة تتزايد بخلاف البزاز والخياط ونحوهما ومن ترك المجاهدة بالكلية ضعف فيه باعث الدين وقوى فيه باعث الشهوة ومتى عود نفسه مخالفة الهوى غلبه متى أراد الثانى عشر كف الباطل عن حديث النفس واذا مرت به الخواطر نفاها ولا يؤويها ويساكنها فإنها تصير أمانى وهى رءوس أموال المفاليس ومتى ساكن الخواطر صارت أمانى ثم تقوى فتصير هموما ثم تقوى فتصير ارادات ثم تقوى فتصير عزما يقترن به المراد فدفع الخاطر الأول أسهل وأيسر من دفع أثر المقدور بعد وقوعه وترك معاودته الثالث عشر قطع العلائق والأسباب التى تدعوه إلى موافقة الهوى وليس المراد أن لا يكون له هوى بل المراد أن يصرف هواه إلى ما ينفعه ويستعمله في تنفيذ مراد الرب تعالى فإن ذلك يدفع عنه شر استعماله في معاصيه فإن كل شيء من الانسان يستعمله لله فإن الله يقيه شر استعماله لنفسه وللشيطان وما لا يستعمله لله استعمله لنفسه وهواه ولا بد فالعلم ان لم يكن لله كان للنفس والهوى والعمل ان لم يكن لله كان للرياء والنفاق والمال ان لم ينفق في طاعة الله أنفق في طاعة الشيطان والهوى والجاه ان لم يستعمله لله استعمله صاحبه في هواه وحظوظه والقوة ان لم يستعملها في أمر الله استعملته في معصيته فمن عود نفسه العمل لله لم يكن عليه أشق من العمل لغيره ومن عود نفسه العمل لهواه وحظه لم يكن عليه أشق من الاخلاص والعمل لله وهذا في جميع أبواب الأعمال فليس شيء أشقعلى المنفق لله من الإنفاق لغيره وكذا بالعكس على المنفق لله من الإنفاق لغيره وكذا بالعكس الرابع عشر صرف الفكر إلى عجائب آيات الله التى ندب عباده إلى التفكر فيها وهى آياته المتلوة وآياته المجلوة فإذا استولى ذلك على قلبه دفع عنه محاظرة الشيطان ومحادثته ووسواسه وما أعظم غبن من أمكنه أن لا يزال محاظرا للرحمن وكتابه ورسوله والصحابة فرغب عن ذلك إلى محاظرة الشيطان من الانس والجن فلا غبن بعد هذا الغبن والله المستعان الخامس عشر التفكر في الدنيا وسرعة زوالها وقرب انقضائها فلا يرضى لنفسه ان يتزود منها إلى دار بقائه وخلوده أخس ما فيها وأقله نفعا إلا ساقط الهمة دنيء المروءة ميت القلب فإن حسرته تشتد إذا عاين حقيقة ما تزوده وتبين له عدم نفعه له فكيف اذا كان ترك تزود ما ينفعه إلى زاد يعذب به ويناله بسببه غاية الألم بل اذا تزود ما ينفعه وترك ما هو أنفع منه له كان ذلك حسرة عليه وغبنا السادس عشر تعرضه إلى من القلوب بين أصبعيه وأزمة الأمور بيديه وانتهاء كل شيء اليه على الدوام فلعله أن يصادف أوقات النفحات كما في الأثر المعروف ان لله في أيام دهره نفحات فتعرضوا لنفحاته واسألوا الله أن يستر عوراتكم ويؤمن روعاتكم ولعله في كثرة تعرضه أن يصادف ساعة من الساعات التى لا يسأل الله فيها شيئا الا أعطاه فمن أعطى منشور الدعاء أعطى الاجابة فإنه لو لم يرد اجابته لما ألهمه الدعاء كما قيل لو لم ترد نيل ما أرجو وأطلبه ... من جود كفك ما عودتنى الطلبا ولا يستوحش من ظاهر الحال فإن الله سبحانه يعامل عبده معاملة من ليس كمثله شيء في أفعاله كما ليس كمثله شيء في صفاته فإنه ما حرمه الا ليعطيه ولا أمرضه الا ليشفيه ولا أفقره الا ليغنيه ولا أماته الا ليحييه وما أخرج أبويه من الجنة الا ليعيدهما اليها على أكمل حال كما قيل يا آدم لا تجزع من قولى لك واخرج منها فلك خلقتها وسأعيدك اليها فالرب تعالى ينعم على عبده بابتلائه ويعطيه بحرمانه ويصحبه بسقمه فلا يستوحش عبده من حالة تسوؤه أصلا الا اذا كانت تغضبه عليه وتبعده منه
|
#162
|
|||
|
|||
|
#163
|
|||
|
|||
اقتباس:
|
#164
|
|||
|
|||
بارك الله فيك
|
#165
|
|||
|
|||
|
#166
|
|||
|
|||
الرد على أهل البدع والذب عن السنة فرض كفاية ومن الجهاد وثوابه عظيم و(فضل تعليم العلم) قال الإمام ابن القيم -رحمه الله- مفتاح دار السعادة - (1 /70): الجهاد نوعان: - جهاد باليد والسنان، وهذا المشارك فيه كثير. - والثاني: الجهاد بالحجَّة والبيان، وهو جهاد الخاصّة من أتباع الرُّسل، وهو جهاد الأئمة وهو أفضل الجهادين لعظم منفعته وشدّة مؤونته وكثرة أعدائه. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (.... ومثل أئمة البدع من أهل المقالات المخالفة للكتاب والسنة , أو العبادات المخالفة للكتاب والسنة , فان بيان حالهم وتحذير الأمة منهم واجب باتفاق المسلمين حتى قيل لأحمد بن حنبل رحمه الله تعالى : الرجل يصوم ويصلي ويعتكف أحب اليك أو يتكلم في أهل البدع , فقال : اذا قام وصلى واعتكف , فانما هو لنفسه , واذا تكلم في أهل البدع فانما هو للمسلمين , هذا أفضل فتبين أن نفع هذا عام للمسلمين في دينهم من جنس الجهاد في سبيل الله , اذ تطهير سبيل الله ودينه ومنهاجه وشريعته ودفع بغي هؤلاء وعدوانهم على ذالك واجب باتفاق المسلمين , ولولا من يقيمه الله لدفع ضرر هؤلاء لفسد الدين , وكان فساده أعظم من فساد استيلاء العدو من أهل الحرب , فان هؤلاء – أي أهل الحرب – اذا استولوا لم يفسدوا القلوب وما فيها من الدين الا تبعا , وأما أولائك – أي أهل البدع – فهم يفسدون ابتداء وقال فى موضع الردود على المعتزلة والقدرية وبيان تناقضهم فيها قهر المخالف , واظهار فساد قوله هي من جنس المجاهد المنتصر , فالراد على أهل البدع مجاهد حتى كان يحيى بن يحيى – شيخ البخاري ومسلم – يقول : < الذب عن السنة أفضل من الجهاد.... قال العلامة أبن عثيمين إن هذا الدين انتصر بالسيف وبالعلم وانتصر بالعلم أكثر مما أنتصر بالسيف.. فانشطوا رحمكم الله فى تعلم العلم وتعليمه ونشره ولا يشغلنك طلب العلم عن وردك وإصلاح قلبك فاهرع بهذا الحيث أيها الموفق أخرج الترمذى رحمه الله بسنده .... قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ وَأَهْلَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ حَتَّى النَّمْلَةَ فِى جُحْرِهَا وَحَتَّى الْحُوتَ لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الْخَيْرَ ». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ. وأخرجه والطبرانى (8/233 ، رقم 7911) من طريق حدثنا أحمد بن عمرو بن الخلال المكي ثنا يعقوب بن حميد ثنا سلمة بن رجاء قال الحافظ العراقى فى تخريج " الإحياء " 1 / 18 : قال الترمذى : حسن صحيح و فى نسخة غريب . وقال الألباني ( صحيح ) انظر حديث رقم : 1838 في صحيح الجامع . |
#167
|
|||
|
|||
|
#168
|
|||
|
|||
تذكر يا شيعى أنك ستكون من أصحاب القبور
|
#169
|
|||
|
|||
اقتباس:
|
#170
|
|||
|
|||
|
#171
|
|||
|
|||
رحم الله الشيخ ابن تيمية حين قال سبحان من خلق الكذب وجعل تسعة اعشاره عند الشيعة
|
#172
|
|||
|
|||
جزاكم الله خيراً
|
#173
|
|||
|
|||
موقف أهل البيت من الخلفاء الراشدين
ولم اختار المسلمون أبا بكر خليفة للنبي وإماماً لهم ؟ يجيب عليه المرتضى رضي الله عنه وابن عمة الرسول زبير بن العوام رضي الله عنه بقولهما:وإنا نرى أبا بكر أحق الناس بها، إنه لصاحب الغار وثاني اثنين، وإنا لنعرف له سنة، ولقد أمره رسول الله بالصلاة وهو حي"["شرح نهج البلاغة" لابن أبي الحديد الشيعي ج1 ص332]. الطبري في تاريخه حيث قال:«حدثنا عبد الله بن سعيد قال أخبرني عمي قال أخبرني سيف عن عبد العزيز بن سياه عن حبيب بن أبي ثابت: قال: كان عليٌّ في بيته إذ أُتِيَ فقيل له قد جلس أبو بكر للبيعة، فخرج في قميصٍ ما عليه إزارٌ ولا رداءٌ عجِلاً كراهية أن يبطئ عنها حتى بايعه ثم جلس إليه، وبعث إلى ثوبه فأتاه، فتجلله ولزم مجلسه» ( الإمامة والسياسة: ج 1/ص 17 و18.). رجلاً من قريش جاء إلى أمير المؤمنين عليه السلام، فقال: سمعتك تقول في الخطبة آنفا:اللهم أصلحنا بما أصلحت به الخلفاء الراشدين، فمن هما؟ قال: حبيباي، وعماك أبو بكر وعمر،وإماما الهدى، وشيخا الإسلام. ورجلا قريش، والمتقدى بهما بعد رسول الله ،من اقتدى بهما عصم، ومن اتبع آثارهما هدى إلى صراط المستقيم" ["تلخيص الشافي" ج2 ص428]. هذا وقد كرر في نفس الكتاب هذا "إن علياً عليه السلام قال في خطبته:خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر"، ولم لا يقول هذا وهو الذي روى"أننا كنا مع النبي على جبل حراء إذ تحرك الجبل، فقال له: قر، فإنه ليس عليك إلا نبي وصديق وشهيد"["الاحتجاج" للطبرسي]. سمَّى ثلاثةً من أولاده بأسمائهم، فأحد أولاده سماه عمر بن علي والآخر عثمان بن علي وثالث أبا بكر بن علي، كما هو مسطور في كتاب الإرشاد للشيخ المفيد وسائر كتب الحديث والتاريخ، وكذلك زوَّجَ ابنته أم كلثوم من الخليفة الثاني عمر رضي الله عنه(هذا التزويج منصوصٌ عليه في كتاب "الإرشاد" للشيخ المفيد، وفي "وسائل الشيعة" للحر العاملي، وغيرها من المراجع الشيعية المعتبرة)، أثناء محاصرة قتله عثمان لبيته ،كان يحمل له الماء بيده وجعل ابنيه الحسن والحسين يلزمان حراسته ما جاء في كتب الشيعه من كلماته عليه السلام عن الشيخين (رضي الله عنهما)، ففي رسالته التي بعث بها إلى أهالي مصر مع قيس بن سعد بن عبادة واليه على مصر، كما أوردها إبـراهيم بن هلال الثقفي فـي كتـابـه: "الغارات" (ج1/ص210) والسيد علي خان الشوشتري في كتابه " الدرجات الرفيعة " (ص 336) والطبري في تاريخ الأمم والملوك (ج3/ص550) قال: [.. فلما قضى من ذلك ما عليه قبضه الله عز وجل صلى الله عليه ورحمته وبركاته ثم إن المسلمين استخلفوا به أميرين صالحين عملا بالكتاب والسنة وأحسنا السيرة ولم يعدُوَا لِسُنـَّتِهِ ثم توفّاهما الله عز وجل رضي الله عنهما]. وفي الخطبة 228 من نهج البلاغة قال عليه السلام عن الخليفة الثاني عمر بن الخطاب: [..فلقد قوَّم الأود وداوى العمد وأقام السنة وخلَّف الفتنة، ذهب نقيَّ الثوب، قليل العيب، أصاب خيرها وسبق شرَّها، أدَّى إلى الله طاعته واتَّقاه بحقِّه.]. وجاء كذلك في الخطبة 164 من نهج البلاغة،أنه لما اجتمع الناس إليه وسألوه مخاطبته لعثمان ذو النورين فدخل عليه فقال: [إن الناس ورائي وقد استسفروني بينك وبينهم، ووالله ما أدري ما أقول لك! ما أعرف شيئا تجهله، ولا أدلك على أمر لا تعرفه. إنك لتعلم ما نعلم، ما سبقناك إلى شيء فنخبرك عنه، ولا خلونا بشيء فنبلغكه، وقد رأيتَ كما رأينا، وسمعتَ كما سمعنا، وصحبتَ رسول الله - صلى الله عليه وآله - كما صحبنا. وما ابن أبي قحافة ولا ابن الخطاب بأولى بعمل الحق منك...] فشهد لهما بأنهما عملا بالحق. جاء في نهج البلاغة أيضاً (الخطبة 206) أنه لما سمع قوماً له يسبّون أهل الشام (من أتباع معاوية) أيام حربهم في صفين، نهاهم عن ذلك وقال: [إني أكره لكم أن تكونوا سـبَّابين، ولكنكم لو وصفتم أعمالهم، وذكرتم حالهم، كان أصـوب في القول، وأبلغ في العذر، وقلتم مكان سـبّكم إيّاهم: اللّهم احقن دماءنا ودماءهم، وأصلح ذات بيننا وبينهم، واهدهم من ضلالتهم، حتى يعرف الحق من جهله، ويرعوي عن الغي والعدوان من لهج به]. السيد مرتضى يقول:فلما وصل الأمر إلى علي بن أبي طالب (ع) كلم في رد فدك،فقال: إني لأستحي من الله أن أردّ شيئاً منع منه أبو بكر، وأمضاه عمر" ["كتاب الشافي في الإمامة" ص213، أيضاً "شرح نهج البلاغة" لابن أبي الحديد]. حسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما أنه قال: لا أعلم علياً خالف عمر، ولا غيّر شيئاً مما صنع حين قدم الكوفة" ["رياض النضرة" لمحب الطبري ج2 ص85]. "أن أهل نجران جاءوا إلى علي يشتكون ما فعل بهم عمر، فقال في جوابهم: إن عمر كان رشيد الأمر، فلا أغير شيئاً صنعه عمر" ["البيهقي" ج10 ص130،"الكامل" لابن أثير ج2 ص201 ط مصر،"التاريخ الكبير" للإمام البخاري ج4 ص145 ط الهند، "كتاب الخراج" لابن آدم ص23 ط مصر،"كتاب الأموال" ص98، "فتوح البلدان" ص74]. علياً قال حين قدم الكوفة:ما كنت لأحل عقدة شدها عمر" ["كتاب الخراج" لابن آدم ص23، أيضاً"فتوح البلدان" للبلاذري ص74 ط مصر]. علي بن ابي طالب رضي الله عنه وارضاه كان يتمنى بأن يلقى الله بالأعمال التي عملها الفاروق عمر رضي الله عنه في حياته،كما رواه كل من السيد مرتضى وأبو جعفر الطوسي وابن بابويه وابن أبي الحديد.لما غسل عمر وكفن دخل علي عليه السلام فقال: صلى الله عليه وآله وسلم ما على الأرض أحد أحب إلي أن ألقى الله بصحيفته من هذا المسجى (أي المكفون) بين أظهركم" ["كتاب الشافي" لعلم الهدى ص171، و"تلخيص الشافي" للطوسي ج2 ص428 ط إيران، و"معاني الأخبار" للصدوق ص117 ط إيران]. |
#174
|
|||
|
|||
جزاكم الله خيراً
|
#175
|
|||
|
|||
اقتباس:
هذه المشاركه الأولى التي أفتتح بها الموضوع فماهي آخر مشاركات الروافض القوارض لنرى هل هم يسيرون في صلب الموضوع أم أغرقهم الموج |
#176
|
|||
|
|||
اقتباس:
|
#177
|
|||
|
|||
1- قال الله سبحانه وتعالى:﴿ وَمِنَ الأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِالله وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ قُرُبَاتٍ عِنْدَ الله وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ الله فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ الله غَفُورٌ رَحِيمٌ (99) وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ الله عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أبداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [التوبة:99-100].
يقول الشيخ الطوسي عند تفسيره لهذه الآية في تفسيره "التبيان": [أخبر الله تعالى أن الذين سبقوا أولا إلى الإيمان بالله ورسوله والإقرار بهما من الذين هاجروا من مكة إلى المدينة وإلى الحبشة ومن الأنصار الذين سبقوا أوَّلاً غيرهم إلى الإسـلام من نظرائهم من أهـل المدينة والذين تبعوا هؤلاء بأفعال الخير والدخول في الإسلام بعدهم وسلوكهم منهاجهم...]([18]). اذن أيُّ مؤمنٍ بالـقـرآن يمكنه - بعد أن يرى هذه الآيات الطافحة بالبشـارة بالرحمة والرضوان والوعد بالجنة والفوز العظيم للمهاجرين والأنصار، الذين هم أنفسهم المؤسسون الأصليون لبيعة أبي بكر رضي الله عنه في السقيفة - أن يصدق مثل ذلك الحديث القائل:[ارتد الناس على أعقابهم كفارا إلا ثلاثة!]؟ 2- ويقول سبحانه: ﴿ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ الله بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ الله وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ * يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ * خَالِدِينَ فِيهَا أبداً إِنَّ الله عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ ﴾ [التوبة:20-22]. فكيف ينسجم القول بارتداد الكثير من الأصحاب بعد رسول الله مع هذه الآيات البينات؟!ولكي نعرف من هؤلاء الموعودون بهذا الثواب العظيم نأتي بآيات أخرى تضمنت نفس العبارات والألفاظ: 3 - يقول الله رب العالمين: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ الله وَالَّذِينَ ءَاوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ﴾ [الأنفال:72] فهؤلاء الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا، هل هم إلا المهاجرون إلى الحبشة ثم إلى المدينة ثم المجاهدون مع رسول الله؟ وكذلك الذين آووا ونصروا، هل هم إلا أهل المدينة؟ أي أنهم مؤسسو بيعة السقيفة أنفسهم. فهل هؤلاء ارتدوا على أعقابهم كفاراً بعد رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)؟! لنسمع إجابة سورة الأنفال هذه نفسها على افتراء أولـئك المفترين وأعداء الإسلام والمسلمين، حيث يقول سبحانه: ﴿ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ الله وَالَّذِينَ ءَاوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ المُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ﴾ [الأنفال:74]. الله الخالق، الذي يعلم الظاهر والباطن، يقول"أولـئك هم المؤمنون حقاً"، ولكن كتابي "الاحتجاج على أهل اللجاج" و"البرهان" في تفسير القرآن لمؤلفيهما:الطبرسي([19])والبحراني([20]) على الترتيب) مليئان بروايات الغلاة التي تقول: أولـئك ارتدُّوا بعد رسول الله إلا ثلاثة! ومن المفارقات العجيـبة أن اثنين من أولـئك الثلاثة لا تشملهم الآية الكريمة من ناحية الهجـرة والجهاد بالمال وإيواء المهاجرين! لأن سلمان وأبا ذر لم يكونا لا من المهاجرين ولا من الأنصار، فلا هم من الذين أُخْرِجوا من ديارهم وأُجبِروا تحت ضغط العذاب والفتنة في الدين على ترك أهلهم وديارهم ووطنهم، ولا هم من الذين أنفقوا أموالهم في سبيل الله، لأنهم كانوا فقراء، ولا هم من أهل المدينة الذين آووا ونصروا المهاجرين، وهذا أمر لا يخفى على من له معرفة بتاريخ الإسلام وسيرة أولـئك الكرام، إذ لكل منهم تاريخ معروف وسيرة واضحة يُعْلَم منها أنهم لم يكونوا من المهاجرين ولا من الأنصار([21])، 4 - وقال سبحانه وتعالى:﴿ لَقَدْ تَابَ الله عَلَى النَّبِيِّ وَالمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [التوبة:117]. يقول الشيخ الطوسي في تفسيره: [أقســم اللـه تعالى في هذه الآية، لأن لام لقد لام القسم، بأنه تعالى تاب على النبي والمهاجرين والأنصار بمعنى أنه رجع إليهم وقبل توبتهم، الذين اتبعوه في ساعة العسرة، يعني في الخروج معه إلى تبوك، والعسرة صعوبة الأمر وكان ذلك في غزاة تبوك لأنـه لحقهم فيها مشـقّـة شديدة من قلة الماء حتى نحروا الإبـل وعصروا كروشها ومصوا النوى وقل زادهم وظهرهم،..الى قوله): وقيل من شدة ما لحقهم هَمَّ كثير منهم بالرجوع فتاب الله عليهم...أي رجع عليهم بقبول توبتهم إنه بهم رؤوف رحيم.]([22]). لذلك ففي هذه الآية يضع الله تعالى المهاجرين والأنصار في صف واحد مع النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ويشملهم جميعاً بالتوبة والرأفة والرحمة، إعلاما لنا أن مقام المهاجرين والأنصار في توبة الله عليهم مثل مقام النبي المختار (صلّى الله عليه وآله وسلّم). فهل مثل هؤلاء صاروا مرتدين؟؟ 5- ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ المُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِالله.. ﴾ [آل عمران:110]. قال الشيخ الطوسي عليه الرحمة في تفسير التبيان: [واختلف المفسرون في المعـنـِيِّ بقوله كنتم خير أمة، فقال قوم: هم الذين هاجروا مع النبي صلى الله عليه وآله، ذكره ابن عباس وعمر بن الخطاب والسُدِّي، وقال عكرمة نزلت في ابن مسعود وسالم مولى أبي حذيفة وأُبَيّ بن كعب ومعاذ بن جبل، وقال الضحاك: هم من أصحاب رسول الله خاصة وأيَّاً كانوا فإنهم عند الله خير أمة، أمّا عند جماعة الغلاة واضعي الحديث، فإنهم كانوا أسوأ أمة!([24]). فأيهما نقبل: قول الرب سبحانه أم قول الغلاة المخالفين للقرآن؟ 6- يقول تعالى بدأً من الآية الرابعة من سورة الفتح: ﴿ هُو الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ المُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ......... لِيُدْخِلَ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِنْدَ الله فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ إلى الآية 18 حيث يقول: ﴿ لَقَدْ رَضِيَ الله عَنِ المُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا ﴾ إلى الآية 26 حيث يقول: ﴿ إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الجَاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ الله سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى المُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ الله بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ﴾ ثم يختتم السورة بقوله: ﴿ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ الله وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ..الآية ﴾ [الفتح:29]. من كان هؤلاء المشار إليهم في هذه الآيات؟ هل كان لهذه الآيات مصاديق في الخارج أم لا؟ هل مات جميعهم قبل وفاة رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أم بعد وفاته؟هل تدخلوا في اختيار الخليفة بعده (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أم لم يتدخلوا؟ هل جميع هذه الآيات نزلت في أولئك الثلاثة أم أنها تشمل آخرين؟ ..إنها أسئلة تطرحها هذه الآيات، والذي يحق له الإجابة عنها هو المؤمن ، لا الغالي المفرط في التعصب مثل "عبد الله بن القاسم الحضرمي"! الذي يجب أن يجيب عن هذه الأسئلة هو المؤمن بالقرآن المعتقد أنه تنزيل رب العالمين العالم بالظواهر والبواطن، لا عبد الله بن القاسم الحضرمي (و أمثاله) الغالي الكذاب الذي يفتري على لسان إمام من الأئمة أنه قال: ارتد الناس على أعقابهم كفارا إلا ثلاثة!. 7 - وهناك آيات عديدة أخرى في مدح أصحاب رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) نشير لبعضها مثل قوله تعالى: ﴿ ءَامَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالمُؤْمِنُونَ كُلٌّ ءَامَنَ بِالله وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ.. ﴾ [البقرة:285]. هل ارتد أولئـك المؤمنون بالله وملائكته وكتبه ورسله؟ هل كان لهذه الآية الكريمة عندما نزلت مصاديق أم لا؟ إن كان لها مصاديق فمن كانوا؟، أو قوله تعالى: ﴿ لَقَدْ مَنَّ الله عَلَى المُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ ءَايَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ ﴾ [آل عمران:164]. هل كان هناك مؤمنون منَّ الله عليهم بما ذكر؟ وفي حال وجودهم فهل ماتوا جميعاً قبل رحلة رسول الله (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ)؟ هل يستطيع أحد أن يدعي مثل هذا الادعاء؟ 8 - وتلك الآية الكريمة التي نزلت بحق المؤمنين المجاهدين في واقعة حمراء الأسد التي يقول الله تعالى فيها : ﴿ .. وَأَنَّ الله لا يُضِيعُ أَجْرَ المُؤْمِنِينَ (171) الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِـلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ (172) الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا الله وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ الله وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ الله وَالله ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ ﴾ [آل عمران:171-174]. هل مثل هؤلاء المؤمنين كان لهم وجود أم لا؟ وإن كان لهم وجود فمن كانوا؟ هل كانوا أولـئك الثلاثة فقط الذين لم يرتدوا بعد رسول الله، أي سلمان والمقداد وأبو ذر؟! هذا في حين أن سلمان لم يكن في ذلك الحين بين أولئك المؤمنين المشار إليهم في الآية أصلاً لأنها نزلت في شأن مجاهدي غزوة أُحُد وسلمان لم يلتق برسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ويُسْـلِم على يديه إلا بعد أُحُد، كما أن وجود أبي ذر رضي الله عنه بينهم ليس مؤكداً، إذن مَن هم الذين يمدحهم الله في هذه الآيات كل هذا المديح؟ وهل ماتوا جميعاً قبل وفاة النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم)؟ الحقيقة أن اسم مجاهدي بدر وأحد مسجل في التاريخ وأكثرهم كانوا أحياء في زمن الخلفاء بعد رسول الله وسيرتهم المليئة بالفخار والعظمة مدونة معروفة. 9 - أو الآيات الكريمة: ﴿ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُولِي الأَلْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ الله قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ...... (إلى قوله تعالى): فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَو أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ الله وَالله عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ ﴾ [آل عمران:190-195]. يقول الشيخ الطوسي في تفسيره الشريف "التبيان": [وقال (الطبري): الآية مختصة بمن هاجر من أصحاب النبي (صلّى الله عليه وآله) من وطنه وأهله مفارقا لأهل الشرك بالله إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وغيرهم من تُبَّاع رسول الله (صلّى الله عليه وآله) من الذين رغبوا إليه تعالى في تعجيل نصرهم على أعدائهم وعلموا أنه لا يخلف الميعاد بذلك، غير أنهم سألوا تعجيله وقالوا لا صبر لنا على أناتك وحلمك، وقوَّى (أي الطبري) ذلك بما بعد هذه الآية من قوله فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر وأنثى بعضكم من بعض فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا...الآيات بعدها،(يقول الطوسي) وذلك لا يليق إلا بما ذكره ولا يليق بالأقاويل الباقية وإلى هذا أومأ البلخي لأنه قال في الآية الأخرى والتي قبلها (نزلت) في الذين هاجروا إلى النبي (صلّى الله عليه وآله)، ثم (نزلت) في جميع من سلك سبيلهم واتبع آثارهم من المسلمين...]([25]). نسأل ثانية: من هم هؤلاء الذين قال الله تعالى عنهم أنهم هاجروا وأُخْرِجوا من ديارهم وأموالهم وأوذوا في سبيله وقاتلوا وقتلوا وأنه سيدخلهم جناته؟ إنهم المهاجرون والأنصار أي نفس أولئك الذين يقول ذلك الحديث الموضوع عنهم: ارتدّ الناس على أعقابهم كفارا إلا ثلاثة. أي قلب يؤمن بالله ورسوله واليوم الآخر يمكنه أن يقبل بعد ذلك بمثل ذلك الحديث الموضوع الذي وضعه الغلاة المنحرفون؟ 10 - والآية الكريمة: ﴿ لِلْفُقَرَاءِ المُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ الله وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ الله وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (8) وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَو كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ ﴾ [الحشر:8-9]. من كان هؤلاء الذين أُخْرِجوا من ديارهم واضطروا لترك أموالهم طلباً لرضا الله تعالى وفضله، الذين نصروا الله ورسوله وسماهم الله بالصادقين؟ ألم يكونوا هم أنفسهم الذين حضروا السقيفة؟ وهل كان هؤلاء الذين تبوَّؤا الدار والإيمان، والذين أحبوا المهاجرين إليهم وآووهم في بيوتهم وآثروهم على أنفسهم، إلا الأنصار الذين أتوا بسعد بن عبادة رضي الله عنه بعد وفاة رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) إلى السقيفة وأرادوا أن يجعلوه خليفة ويبايعوه؟ والسؤال أي القولين نختار؟ هذه الآيات وعشرات من الآيات الأخرى([26])التي نزلت في كتاب المسلمين السماوي في مدح وتمجيد أصحاب رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، وأبرزهم المهاجرون والأنصار، أمام عيني كل مسلم عالم بالقرآن ومؤمن بما فيه؛ تعارض بشدة تلك الأحاديث التي تدعي ارتداد أغلب المسلمين وعودتهم إلى الكفر، فور رحلة رسول الله ومفارقته للدنيا، إلا بضعة أفراد منهم فقط! أي الثلاثة أو السبعة الذين بقوا على إيمانهم بالخلافة المنصوصة لعلي! إن المحقق المنصف المتجرّد عن العصبية والتقليد لا يمكن أن يصدق تلك الأحاديث ولا ما قيل عن مخالفة المهاجرين والأنصار للخلافة المنصوص عليها، لأنه إما أن تكون هذه الآيات من عند الله أو لا تكون، فإن لم تكن من عند الله فالقرآن - والعياذ بالله -من اختلاق وتلفيق غير الله ، وإذا صار القرآن من اختلاق وتلفيق غير الله فمعنى هذا انهدام الإسلام، المبتني على القرآن، من أساسه، وإذا انهدم وانهار الإسلام، الذي هو الأصل، فما قيمة إثبات الخلافة المنصوص عليها أو غير المنصوص عليها وما هي إلا فرع لذلك الأصل؟ و أما إن كان القرآن من عند الله، وهو قطعا كذلك، وإن كان الله سبحانه وتعالى عالم بالغيب والشهادة عليم بذات الصدور، وهو قطعا كذلك، إذن فهو يعلم بحقيقة من يمدحه في كتابه ويبشره بالفوز والفلاح، عندئذ يجب أن يكون موقفنا واضحا من الآيات الكثيرة مثل قوله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ الله وَالَّذِينَ ءَاوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ المُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ﴾ [الأنفال:74]، ﴿ و أُوْلَـئِكَ هُمُ الفَائِزُونَ ﴾ ﴿ وأُوْلَـئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ﴾ ﴿ وأولـئك لهم الخيرات وأولـئك هم المفلحون ﴾ ﴿ كنتم خير أمـة ﴾ ﴿ وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهلها ﴾ [الفتح:26] ﴿ وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ الله عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أبداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [التوبة:100]، وعشرات الآيات الأخرى.. |
#178
|
|||
|
|||
ونعود فنسأل هل كان لتلك الآيات مصاديق في عالم الخارج أم لا؟
فإن كان يوجد لها مصاديق فمن هم؟ ألم يكونوا نفس الذين اجتمعوا في سقيفة بني ساعدة لنصب الخليفة؟ فهل كان الله تعالى، الذي امتدحهم وأثنى عليهم، عالما بسرائرهم وضمائرهم خبيرا بماضيهم ومستقبلهم أم لا؟ بديهي أن الشق الثاني من السؤال لا يمكن لمؤمن بالله أن يلتزم به "تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيرا"! وأما إن كان عليماً خبيراً، وهو قطعاً كذلك، فمن يستطيع أن يدعي أن الله العليم الخبير مدحهم وأثنى عليهم (وشهد لهم بصدق الإيمان ووعدهم بالجنات والرضوان) لكنهم ارتدوا، فور وفاة نبيهم، على أعقابهم كفاراً (خونة) وجحدوا أمر الله تعالى بتأمير علي عليه السلام عليهم؟!([27]). ذلك لأن الله تعالى، الذي يعلم الغيب ويعلم فيما إذا كان عبدٌ من عباده سيرتكب من الأعمال في المستقبل ما يحبط أجره ويبطل سوابقه الصالحة، إذا قال عن فلان أنه مفلح وفائز وأعددت له الجنات، كان ذلك دليلاً قاطعاً على أن ذلك العبد لن يرتكب عملا يمنعه من الدخول في الجنة وأن عثراته ستكون مغفورة. ألم يكن الله تعالى الحكيم العليم الخبير يعلم أن أصحاب نبيه لم يكونوا مهتمين بصدق بحقائق الدين بل قبلوه قبولا ظاهريا سطحيا ومتزلزلا - كما تدعيه الروايات التي وضعها الغلاة المندسّين بين شيعة آل البيت الأطهار – بل طبقاً لبعض رواياتهم كان أولـئك الصحابة في نفس زمن حياة النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قد شكلوا زمراً ومجموعاتٍ سريةً وعقدوا فيما بينهم عهوداً وكتبوا صحيفةً ملعونةً أودعوها الكعبة!،!!!!!!!!!!!! وأنه منذ أول يوم تظاهروا فيه بالدخول في الإسلام لم يكن لهم هدف سوى الوصول للإمارة والحكومة! وأن قلبهم كان طافحاً ببغض أهل البيت وبمجرّد أن ارتحل النبي ارتدوا على أعقابهم وأنكروا أهم أصل من أصول الدين وهو الإمامة المنصوص عليها من الله؟! فكيف إذن أنزل تعالى في شأنهم كل آيات الثناء والمديح والشهادة بالإيمان والفوز والفلاح تلك؟! آيات تبقى خالدة إلى يوم القيامة يتلوها المؤمنون آناء الليل وأطراف النهار يحبون بسببها المهاجرين الأنصار ويغبطونهم على إيمانهم وفلاحهم. أجل إن تصديق رواية «لما قبض النبي ارتد الناس إلا ثلاثة (أو سبعة)...» وأمثالها يؤدي إلى تكذيب جميع الآيات القرآنية الكريمة السابقة ولا ينطق بها الا من انكر القران او روج له بالتحريف كما يدعون !!!!!!!!!!! وليعوذ بالله من هؤلاء، أو إلى اتباع البدعة التي وضعها بعض أعداء الإسلام لإسقاط الكتاب المجيد عن الحجية، بادعائهم أن كتاب الله غير قابل للفهم البشري وأننا لا نستطيع أن نفهم المراد الحقيقي منه! وأن ظواهره غير مرادة، وعندئذ يفتح الباب للباطنية الذين يفسرون القرآن على أهوائهم فيأتون بغرائب وأباطيل لم ينـزّل الله بها من سلطان! أجل إن الإصرار على صحّة أمثال تلك الروايات، يلزم منه اعتبار تلك الآيات القرآنية الكريمة إما خاطئة - والعياذ بالله - أو غير مفهومة، وبالتالي ففاعل ذلك يغفل - أو يتغافل - عن أنه بإصراره على إثبات الإمامة المنصوص عليها لعلي عليه السلام أثبت - والعياذ بالله - بطلان معجزة الرسالة الكبرى وبالتالي أثبت كذب الإسلامِ ونبوةِ خاتم الأنبياء (صلى الله عليه وآله وسلم)!! (و وقع في المثل القائل جاء ليكحِّلها فأعماها!) . لأنه إذا كان رد خلافة علي ارتداداً كما تصرِّح به تلك الروايات التي تقول: لما قُبِضَ النبيّ ارتـدّ الناس على أعقابهم كفَّاراً إلا ثلاثة، ونعلم أن أكثر صحابة النبي بل كلهم بقوا على بيعتهم لأبي بكر، أي بقوا على ذلك الارتداد المزعوم(!) - والعياذ بالله - وماتوا عليه، فطبقاً لقوله تعالى: ﴿ وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُو كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [البقرة:217]، سيكونون جميعاً قد حبطت أعمالهم وسيصيرون إلى نار جهنم خالدين فيها أبداً، إلا ثلاثة نفر!! أولـئك الثلاثة الذين تدل سيرتهم، للأسف أو لحسن الحظ، على أن موقفهم ورأيهم في المسألة كان نفس رأي وموقف سائر أصحاب رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)!! وذلك أن المقداد رضي الله عنه الذي ذكر في بعض الروايات أنه كان أثبت قدما من سلمان وأبي ذر (رضي الله عنهما) في أمر خلافة علي بعد النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، هو الشخص ذاته الذي - طبقاً لوصية عمر رضي الله عنه - كان عليه مهمة التعاون والإشراف على أبي طلحة (زيد بن سهل) الأنصاري في أمر تعيين الخليفة من بين الستة: علي وطلحة والزبير وسعد وعبد الرحمن وعثمان، حيث أمر عمر رضي الله عنه أبا طلحة أن ينظرهم ثلاثة أيام فإن اتفقوا على رجل منهم وأبى واحدٌ أن يَضرِبَ عُنُقَه وإن اتفق أربعة وأبى اثنان أن يضرب عُنُقَهما وإن اختلفوا جميعاً بعد المدة المحددة أن يضرب أعناقهم جميعاً([28]).راجع ص 42 من هذا الكتاب، وانظر تاريخ الأمم والملوك للطبري: ج 3 /ص 294-295 (ت) كما أن سلمان رضي الله عنه كان والياً على المدائن من قِبَلِ عمر رضي الله عنه لعدة سنين ولم يُؤْثَر عنه من سيرته المعروفة الواضحة، أدنى اعتراض على خلافة الشيخين (رضي الله عنهما). فبعد كل ذلك هل يمكن لأي مسلمٍ مؤمنٍ بالقرآن أن يعير مفاد تلك الروايات أدنى التفات؟ ألا ينبغي على كل مؤمن بالقرآن، بينه وبين الله وأمام حكم وجدانه ودينه، - وعملا بالأمر الصريح لأئمة آل البيت عليهم السلام الذين أكدوا مراراً أن ما خالف القرآن من الأخبار المنقولة فهو زخرف وليس عنهم وينبغي أن يضرب به عرض الحائط([29]) – أن يحارب ويكذِّب بشدة وبكل ما أوتي من طاقة ووسع أمثال تلك الأحاديث الموضوعة المكذوبة. لو ألقيت نظرة، أيها القارئ الكريم، على التاريخ الدموي المخزي المليء بالعداوة والخصومة والفرقة، الذي أوجدته تلك الروايات وأمثالها بين المسلمين،لأدركت أن واضعي أمثال تلك الروايات، ومختلقي مثل تلك الأحاديث، هم بلا شك ولا ريب من أشد أعداء الإسلام، أو أنهم أشخاص جهلة كان يحركهم ويحرضهم أعداء الإسلام ليوقعوا الفرقة بين المسلمين، |
#179
|
|||
|
|||
[align=center]
ردّ الطعن بأبي بكر وعمر وبيان ثناء القرآن والائمه والصحابة والتابعين عليهما يقول الله تعالى في سورة التوبة: ﴿وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَـهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ (التوبة/100). والسنة والشيعة يعلمون أن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما كانا من السابقين الأولين من المهاجرين. ويقول الله تعالى كذلك: ﴿لِلْفُقَرَاءِ المُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ، وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاً لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ (الحشر/ 8-10). وتجمع كتب السيرة والتاريخ على أن أبا بكر وعمر رغم أنهما كانا ذا وضع مالي جيد في مكة، إلا أنهما تركاها وغادراها إلى المدينة طلباً لرضا الله ونصـرةً لِـلَّهِ ورسوله، وهاجر أبو بكر برفقة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ماشياً على الأقدام معه من مكة إلى المدينة. فهذا يدل على أننا يجب – طبقاً لآيات القرآن الكريم – أن نطلب من الله الغفران لنا ولأبي بكر ولعمر ولجميع المهاجرين، ونعلم أنهم جميعاً إخوانُنا في الدين ونسأل الله تعالى أن لا يجعل في قلوبنا غلاً لهم. ونظائر هذه الآيات كثير في القرآن الكريم، ونكتفي بما ذكرناه، أما بالنسبة إلى الأحاديث فهي كثيرة أيضاً في هذا الأمر وسنكتفي هنا بذكر بعضها: روى الحافظ أبو نعيم الأصبهاني (ت 430هـ) في كتابه «حلية الأولياء وطبقات الأصفياء» بسنده عن الإمام علي بن الحسين زين العابدين قال: «أتاني نفر من أهل العراق فقالوا في أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم فلما فرغوا قال لهم علي بن الحسين: ألا تخبرونني أنتم المهاجرون الأولون ﴿ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ﴾؟؟ قالوا: لا! قال: فأنتم ﴿الَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ﴾؟؟ قالوا: لا! قال: أما أنتم فقد تبرأتم أن تكونوا من أحد هذين الفريقين، ثم قال: أشهد أنكم لستم من الذين قال الله عز وجل فيهم ﴿ وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاً لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ اخرجوا فعل الله بكم» (أبو نعيم الأصفهاني، حلية الأولياء وطبقات الأصفياء، ط 4، بيروت، دار الكتاب العربي، ج3/ ص 136.) هذا هو قول إمام الشيعة الرابع الإمام علي بن الحسين السجَّاد بشأن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما. والموقف ذاته نجده عند ابنه «زيد بن علي بن الحسين» عليهم السلام الذي كان من أكابر أهل البيت ومن زهَّاد العترة وفقهائها، وكُتُب الرجال لدى الإمامية، مثل كتب العلامة الحلِّي والشوشتري والممقاني وغيرهم، مشحونة بذكر مناقبه وفضائله، ونقلت بالأسانيد المعتبرة عن كل من الإمام جعفر بن محمد الصادق والإمام علي بن موسى الرضا مدحهما له وثنائهما الكبير عليه.من ذلك ما جاء في كتاب «عيون أخبار الرضا» من قول الإمام علي بن موسى الرضا بشأن «زيد بن علي»: «فإنه كان من علماء آل محمد، غضب لِـلَّهِ فجاهد أعداءه حتى قُتل في سبيل الله» (.الشيخ الصدوق، «عيون أخبار الرضا»، ط. طهران، 1378هـ، ج 1/ ص 249.) ومن المعروف والمشهور أنه عندما سُئل الإمام زيد بن علي عن الشيخين وقيل له: «رحمك الله، ما قولك في أبي بكر وعُمَر؟؟ فأجاب: رحمهما الله وغفر لهما، ما سمعت أحداً من أهل بيتي يتبرأ منهما ولا يقول فيهما إلا خيراً» ( انظر هذا في كتاب «مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين» لأبي الحسن الأشعري، طبع القاهرة، ج 1/ص 130، وكتاب «الملل والنحل»، لأبي الفتح الشهرستاني، طبع القاهرة، ج 1/ ص 155.) ويقول الإمام علي في رسالته التي بعث بها إلى أهالي مصـر مع «قيس بن سعد بن عبادة» واليه على مصر، كما أوردها إبـراهيم بن هلال الثقفي الشيعي فـي كتـابـه: «الغارات» (ص 210)، والسيد علي خان الشوشتري في كتابه «الدرجات الرفيعة» (ج1/ص 336)، والطبري في تاريخه (ج3/ص550): «.. فلما قضى من ذلك ما عليه قبضه الله عز وجل صلى الله عليه ورحمته وبركاته ثم إن المسلمين استخلفوا به أميرين صالحين عملا بالكتاب والسنة وأحسنا السيرة ولم يعدُوَا لِسُنـَّتِهِ ثم توفّاهما الله عز وجل رضي الله عنهما». وأثنى الإمام علي على عمر رضي الله عنه كما في «نهج البلاغة» ترجمة فيض الإسلام، في الخطبة رقم 219، فقال: «لِـلَّهِ بِلادُ فُلَانٍ فَلَقَدْ قَوَّمَ الأَوَدَ وَدَاوَى الْعَمَدَ وَأَقَامَ السُّنَّةَ وَخَلَّفَ الْفِتْنَةَ ذَهَبَ نَقِيُّ الثَّوْبِ قَلِيلَ الْعَيْبِ أَصَابَ خَيْرَهَا وَسَبَقَ شَرَّهَا. أَدَّى إِلَى اللهِ طَاعَتَهُ وَاتَّقَاهُ بِحَقِّهِ رَحَلَ وَتَرَكَهُمْ فِي طُرُقِ مُتَشَعِّبَةٍ لا يَهْتَدِي بِهَا الضَّالُّ وَلا يَسْتَيْقِنُ المُهْتَدِي» .(نهج البلاغة: ومن كلام له عليه السلام يريد به بعض أصحابه، تحقيق صبحي الصالح، ص 350، أو نهج البلاغة الطبعة التي حققها الشيخ محمد عبده، ج2/ ص 322. قلت: وقد ذكر كلُّ من شرح «نهج البلاغة»من علماء الشيعة الإمامية - مثل ابن ميثم البحراني (679هـ) في شرحه على نهج البلاغة (ج4/ ص 96-97)، والدنبلي كذلك، وعلي النقي في الدرة النجفية (ص 257)، وعلي نقي فيض الإسلام شارح نهج البلاغة باللغة الفارسية - أن المقصود بفلان هو «عمر بن الخطاب» رضي الله عنه.) ويدلُّ على ذلك أيضاً الرواية التي نقلت عن الحسن المثنى بن الحسن المجتبى أنه قال: «لو كان النبيُّ أراد خلافته لقال: أيها الناس! هذا وليُّ أمري والقائم عليكم بعدي، فاسمعوا له وأطيعوا، (ثم أضاف): أقسم بالله سبحانه أن الله تعالى لو آثر عليّاً لأجل هذا الأمر ولم يُقْـدِم عليٌّ كرَّم الله وجهه لكان أعظم الناس خطأ» (انظر عبد القادر بدران، «تهذيب تاريخ دمشق»، ط 2، بيروت، دار المسيرة 1399هـ/1979م، ج4/ص 169. أو تاريخ مدينة دمشق، ابن عساكر، دار الفكر، ج13/ص70 -71 ) وهذا يدل علي كذبكم يارافضه في الادعاء بالامامه وانتها تنصيب الهي لماذا لا تصدقون الامام يارافضه اذن ادعائكم حب ال البيت هو ادعاء باطل وصدق المثل كلمه حب ال البيت تدعوها لغرض اخر الا وهو استكمال مخطط بان السوداء عبدالله بن سبا اليهودي لهدم الاسلام ولكن هيهات جعل الله كيدكم في نحوركم ونسال الله ان يجزي الصحابه عن الاسلام خير الجزاء ونسال الله ان يجعل الفاروق عمر بن الخطاب مرعبا لكم في وفاته كما كان مرعبا لامثالكم من مشركي مكه وهذه الرواية تدلُّ أيضاً على أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم ينص على عليٍّ بالخلافة. ومما يدلُّ على ذلك أيضاً نصُّ الرسالة التي كتبها الإمام علي إلى معاوية، كما أوردها عنه الشريف الرضي في «نهج البلاغة»، الرسالة السادسة([1])، حيث يقول: «إِنَّهُ بَايَعَنِي الْقَوْمُ الَّذِينَ بَايَعُوا أَبَا بَكْرٍ وعُمَرَ وعُثْمَانَ عَلَى مَا بَايَعُوهُمْ عَلَيْهِ فَلَمْ يَكُنْ لِلشَّاهِدِ أَنْ يَخْتَارَ ولا لِلْغَائِبِ أَنْ يَرُدَّ وإِنَّمَا الشُّورَى لِلْمُهَاجِرِينَ والأنْصَارِ فَإِنِ اجْتَمَعُوا عَلَى رَجُلٍ وسَمَّوْهُ إِمَاماً كَانَ ذَلِكَ لِـلَّهِ رِضًا فَإِنْ خَرَجَ عَنْ أَمْرِهِمْ خَارِجٌ بِطَعْنٍ أَوْ بِدْعَةٍ رَدُّوهُ إِلَى مَا خَرَجَ مِنْـهُ فَإِنْ أَبَى قَاتَلُوهُ عَلَى اتِّبَاعِهِ غَيْرَ سَبِيلِ المُؤْمِنِينَ ووَلاهُ اللهُ مَا تَوَلَّى.». هذه الرسالة ذات قيمة كبيرة لأنها ليست خطبةً حتى يُقال إن من سمعها زاد فيها أو أنقص منها عندما دونها من حفظه، كما أنها ليست حديثاً مر عبر عدد من الرواة، بل هي رسالة مكتوبة وصلت إلينا كما هي مباشرة. وكما ذكرنا هناك روايات عديدة في هذا المجال ذكرنا بعضها فيما مرّ، ونذكر أيضا بعض الشواهد التاريخية: ثمة روايات تؤكد أن حضرة عليٍّ زوَّج ابنته أم كلثوم من عُمر بن الخطاب ، وهذا دليل واضح عَلَى أن عُمر كان مؤمناً تقياً وأن عليَّاً كان يحبُّه. وهذا التزويج يُقرُّ به الشيعة وأنه تمّ في الوقت الذي كان فيه عمر خليفة المسلمين. لو كان الله تعالى قد نصب علياً ونصَّ عليه فعلاً لمنصب خلافة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكان عمر قد غصبه هذا الحق، لكان عمر قد ارتكب مخالفةً صريحةً وواضحةً لأمر الله تعالى، وعندئذٍ فإن علياً – بحكم الدين – لم يكن له الحق في إعطاء ابنته لمن خان الله ورسوله وتنكر للحق الواضح. ( زوَّجَ ابنته أم كلثوم من الخليفة الثاني عمر رضي الله عنه،هذا التزويج منصوصٌ عليه في كتاب "الإرشاد" للشيخ المفيد، وفي "وسائل الشيعة" للحر العاملي، وغيرها من المراجع الشيعية المعتبرة. ). ولا ننسَ أن علياً كان شخصاً مبدئياً إلى أقصى حد، فهو لم يكن مستعداً للصلح مع معاوية وقبوله أميراً على الشام ليوم واحد، فكيف قبل بمبايعة عمر خليفة على جميع المسلمين وليس هذا فحسب بل قبل أن يعطيه ابنته زوجةً له؟! ليس من إجابة إلا أن نقر بأن عليَّاً إذن كان صديقاً لعمر ومحبَّا له، وأن عمر كان مؤمناً ولم يغصب حق عليٍّ، أما ما يذكرونه من نصوص تفيد أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم نص على عليٍّ خليفةً له من بعده فهي روايات مكذوبة وضعوها لبث الفرقة بين المسلمين، وكان لليهود يد في ذلك فلم يقصِّـروا في هذا المجال، فالتاريخ يظهر أن عبد الله بن سبأ اليهودي الأصل وضع روايات عديدة في حق علي وأوجد فرقة السبئية. أضف إلى ذلك أن رواة أحاديث التفرقة بين المسلمين كلهم من الكذابين والغلاة حسب كتب الرجال. ومن الشواهد الأخرى علَى محبَّة عليٍّ لعُمرَ أن عليَّاً بعد رحيل فاطمة – التي لم يتزوج عليها أثناء حياتها- تزوج من عدة نساء وأنجب عدة أولاد فسمى أحدهم أبا بكر، وسمى آخر عمر وسمى ثالثاً عثمان. وهذا الأمر يذكره المؤرخون ومنهم الشيخ عباس القمّي من الشيعة الإمامية في كتابه «منتهى الآمال»، في ترجمته لأمير المؤمنين حيث يذكر أن من أولاده: أبو بكر بن علي عليه السلام وأمه ليلى بنت مسعود بن خالد، والإمام الحسن والإمام الحسين ومحمد بن الحنفية وعباس وعمر الأكبر، ويذكر في الكتاب ذاته أيضاً اسم «عثمان بن علي». حقاً إنه لمن العجيب القول إن أبا بكر وعمر وعثمان خالفوا أمر الله وغصبوا حق علي، ثم نقول إن علياً سمَّي أولاده بأسمائهم!! هل خلت الدنيا من الأسماء! ألا يدل تسمية عليٍّ لثلاثة من أولاده بأسماء الخلفاء من قبله: أبو بكر وعمر وعثمان على أن علياً كان في الواقع يحب أولئك الخلفاء ويتولاهم، وأنه احتمل أن يقوم الغلاة فيه من بعده بوضع أحاديث مفرّقة للمسلمين فقام بهذه التسميات ليرد على تلك الأحاديث ويبين زيفها، ويثبت للجميع موالاته للخلفاء الذين سبقوه، وأن رأيه فيهم كان حسناً. وقد روى العالم الشيعي السيد ابن طاوس في كتابه «كشف المحجة في ثمرة المهجة»، وكذلك روى محمد بن يعقوب الكليني في كتابه «الرسائل»([2])، رسالةً كتبها أمير المؤمنين عليٌّ قال فيها عن عمل أبي بكر: «.. فوليَ أبو بكر فقارب([3]) واقتصد..». ونقل المجلسـي في «بحار الأنوار»، عن كتاب «الرسائل» للكليني، وكتاب «كشف المحجة» للسيد ابن طاوس،قول عليٍّ عن عمر: «وكان عمر مرضي السيرة من الناس عند الناس([4])..»([5]). فليجب علماء الشيعة الإمامية إن كان لديهم جواب وصدق سيدنا علي رضي الله عنه وارضاه لقد وضح المقال ان استفادواو لكن اين من ترك العنادا؟!! [/align] |
#180
|
|||
|
|||
- قال الله سبحانه وتعالى:﴿ وَمِنَ الأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِالله وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ قُرُبَاتٍ عِنْدَ الله وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ الله فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ الله غَفُورٌ رَحِيمٌ (99) وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ الله عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أبداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [التوبة:99-100].
يقول الشيخ الطوسي عند تفسيره لهذه الآية في تفسيره "التبيان": [أخبر الله تعالى أن الذين سبقوا أولا إلى الإيمان بالله ورسوله والإقرار بهما من الذين هاجروا من مكة إلى المدينة وإلى الحبشة ومن الأنصار الذين سبقوا أوَّلاً غيرهم إلى الإسـلام من نظرائهم من أهـل المدينة والذين تبعوا هؤلاء بأفعال الخير والدخول في الإسلام بعدهم وسلوكهم منهاجهم...]([18]). اذن أيُّ مؤمنٍ بالـقـرآن يمكنه - بعد أن يرى هذه الآيات الطافحة بالبشـارة بالرحمة والرضوان والوعد بالجنة والفوز العظيم للمهاجرين والأنصار، الذين هم أنفسهم المؤسسون الأصليون لبيعة أبي بكر رضي الله عنه في السقيفة - أن يصدق مثل ذلك الحديث القائل:[ارتد الناس على أعقابهم كفارا إلا ثلاثة!]؟ 2- ويقول سبحانه: ﴿ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ الله بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ الله وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ * يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ * خَالِدِينَ فِيهَا أبداً إِنَّ الله عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ ﴾ [التوبة:20-22]. فكيف ينسجم القول بارتداد الكثير من الأصحاب بعد رسول الله مع هذه الآيات البينات؟!ولكي نعرف من هؤلاء الموعودون بهذا الثواب العظيم نأتي بآيات أخرى تضمنت نفس العبارات والألفاظ: 3 - يقول الله رب العالمين: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ الله وَالَّذِينَ ءَاوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ﴾ [الأنفال:72] فهؤلاء الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا، هل هم إلا المهاجرون إلى الحبشة ثم إلى المدينة ثم المجاهدون مع رسول الله؟ وكذلك الذين آووا ونصروا، هل هم إلا أهل المدينة؟ أي أنهم مؤسسو بيعة السقيفة أنفسهم. فهل هؤلاء ارتدوا على أعقابهم كفاراً بعد رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)؟! لنسمع إجابة سورة الأنفال هذه نفسها على افتراء أولـئك المفترين وأعداء الإسلام والمسلمين، حيث يقول سبحانه: ﴿ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ الله وَالَّذِينَ ءَاوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ المُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ﴾ [الأنفال:74]. الله الخالق، الذي يعلم الظاهر والباطن، يقول"أولـئك هم المؤمنون حقاً"، ولكن كتابي "الاحتجاج على أهل اللجاج" و"البرهان" في تفسير القرآن لمؤلفيهما:الطبرسي([19])والبحراني([20]) على الترتيب) مليئان بروايات الغلاة التي تقول: أولـئك ارتدُّوا بعد رسول الله إلا ثلاثة! ومن المفارقات العجيـبة أن اثنين من أولـئك الثلاثة لا تشملهم الآية الكريمة من ناحية الهجـرة والجهاد بالمال وإيواء المهاجرين! لأن سلمان وأبا ذر لم يكونا لا من المهاجرين ولا من الأنصار، فلا هم من الذين أُخْرِجوا من ديارهم وأُجبِروا تحت ضغط العذاب والفتنة في الدين على ترك أهلهم وديارهم ووطنهم، ولا هم من الذين أنفقوا أموالهم في سبيل الله، لأنهم كانوا فقراء، ولا هم من أهل المدينة الذين آووا ونصروا المهاجرين، وهذا أمر لا يخفى على من له معرفة بتاريخ الإسلام وسيرة أولـئك الكرام، إذ لكل منهم تاريخ معروف وسيرة واضحة يُعْلَم منها أنهم لم يكونوا من المهاجرين ولا من الأنصار([21])، 4 - وقال سبحانه وتعالى:﴿ لَقَدْ تَابَ الله عَلَى النَّبِيِّ وَالمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [التوبة:117]. يقول الشيخ الطوسي في تفسيره: [أقســم اللـه تعالى في هذه الآية، لأن لام لقد لام القسم، بأنه تعالى تاب على النبي والمهاجرين والأنصار بمعنى أنه رجع إليهم وقبل توبتهم، الذين اتبعوه في ساعة العسرة، يعني في الخروج معه إلى تبوك، والعسرة صعوبة الأمر وكان ذلك في غزاة تبوك لأنـه لحقهم فيها مشـقّـة شديدة من قلة الماء حتى نحروا الإبـل وعصروا كروشها ومصوا النوى وقل زادهم وظهرهم،..الى قوله): وقيل من شدة ما لحقهم هَمَّ كثير منهم بالرجوع فتاب الله عليهم...أي رجع عليهم بقبول توبتهم إنه بهم رؤوف رحيم.]([22]). لذلك ففي هذه الآية يضع الله تعالى المهاجرين والأنصار في صف واحد مع النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ويشملهم جميعاً بالتوبة والرأفة والرحمة، إعلاما لنا أن مقام المهاجرين والأنصار في توبة الله عليهم مثل مقام النبي المختار (صلّى الله عليه وآله وسلّم). فهل مثل هؤلاء صاروا مرتدين؟؟ 5- ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ المُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِالله.. ﴾ [آل عمران:110]. قال الشيخ الطوسي عليه الرحمة في تفسير التبيان: [واختلف المفسرون في المعـنـِيِّ بقوله كنتم خير أمة، فقال قوم: هم الذين هاجروا مع النبي صلى الله عليه وآله، ذكره ابن عباس وعمر بن الخطاب والسُدِّي، وقال عكرمة نزلت في ابن مسعود وسالم مولى أبي حذيفة وأُبَيّ بن كعب ومعاذ بن جبل، وقال الضحاك: هم من أصحاب رسول الله خاصة وأيَّاً كانوا فإنهم عند الله خير أمة، أمّا عند جماعة الغلاة واضعي الحديث، فإنهم كانوا أسوأ أمة!([24]). فأيهما نقبل: قول الرب سبحانه أم قول الغلاة المخالفين للقرآن؟ 6- يقول تعالى بدأً من الآية الرابعة من سورة الفتح: ﴿ هُو الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ المُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ......... لِيُدْخِلَ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِنْدَ الله فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ إلى الآية 18 حيث يقول: ﴿ لَقَدْ رَضِيَ الله عَنِ المُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا ﴾ إلى الآية 26 حيث يقول: ﴿ إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الجَاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ الله سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى المُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ الله بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ﴾ ثم يختتم السورة بقوله: ﴿ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ الله وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ..الآية ﴾ [الفتح:29]. من كان هؤلاء المشار إليهم في هذه الآيات؟ هل كان لهذه الآيات مصاديق في الخارج أم لا؟ هل مات جميعهم قبل وفاة رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أم بعد وفاته؟هل تدخلوا في اختيار الخليفة بعده (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أم لم يتدخلوا؟ هل جميع هذه الآيات نزلت في أولئك الثلاثة أم أنها تشمل آخرين؟ ..إنها أسئلة تطرحها هذه الآيات، والذي يحق له الإجابة عنها هو المؤمن ، لا الغالي المفرط في التعصب مثل "عبد الله بن القاسم الحضرمي"! الذي يجب أن يجيب عن هذه الأسئلة هو المؤمن بالقرآن المعتقد أنه تنزيل رب العالمين العالم بالظواهر والبواطن، لا عبد الله بن القاسم الحضرمي (و أمثاله) الغالي الكذاب الذي يفتري على لسان إمام من الأئمة أنه قال: ارتد الناس على أعقابهم كفارا إلا ثلاثة!. 7 - وهناك آيات عديدة أخرى في مدح أصحاب رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) نشير لبعضها مثل قوله تعالى: ﴿ ءَامَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالمُؤْمِنُونَ كُلٌّ ءَامَنَ بِالله وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ.. ﴾ [البقرة:285]. هل ارتد أولئـك المؤمنون بالله وملائكته وكتبه ورسله؟ هل كان لهذه الآية الكريمة عندما نزلت مصاديق أم لا؟ إن كان لها مصاديق فمن كانوا؟، أو قوله تعالى: ﴿ لَقَدْ مَنَّ الله عَلَى المُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ ءَايَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ ﴾ [آل عمران:164]. هل كان هناك مؤمنون منَّ الله عليهم بما ذكر؟ وفي حال وجودهم فهل ماتوا جميعاً قبل رحلة رسول الله (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ)؟ هل يستطيع أحد أن يدعي مثل هذا الادعاء؟ 8 - وتلك الآية الكريمة التي نزلت بحق المؤمنين المجاهدين في واقعة حمراء الأسد التي يقول الله تعالى فيها : ﴿ .. وَأَنَّ الله لا يُضِيعُ أَجْرَ المُؤْمِنِينَ (171) الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِـلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ (172) الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا الله وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ الله وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ الله وَالله ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ ﴾ [آل عمران:171-174]. هل مثل هؤلاء المؤمنين كان لهم وجود أم لا؟ وإن كان لهم وجود فمن كانوا؟ هل كانوا أولـئك الثلاثة فقط الذين لم يرتدوا بعد رسول الله، أي سلمان والمقداد وأبو ذر؟! هذا في حين أن سلمان لم يكن في ذلك الحين بين أولئك المؤمنين المشار إليهم في الآية أصلاً لأنها نزلت في شأن مجاهدي غزوة أُحُد وسلمان لم يلتق برسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ويُسْـلِم على يديه إلا بعد أُحُد، كما أن وجود أبي ذر رضي الله عنه بينهم ليس مؤكداً، إذن مَن هم الذين يمدحهم الله في هذه الآيات كل هذا المديح؟ وهل ماتوا جميعاً قبل وفاة النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم)؟ الحقيقة أن اسم مجاهدي بدر وأحد مسجل في التاريخ وأكثرهم كانوا أحياء في زمن الخلفاء بعد رسول الله وسيرتهم المليئة بالفخار والعظمة مدونة معروفة. 9 - أو الآيات الكريمة: ﴿ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُولِي الأَلْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ الله قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ...... (إلى قوله تعالى): فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَو أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ الله وَالله عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ ﴾ [آل عمران:190-195]. يقول الشيخ الطوسي في تفسيره الشريف "التبيان": [وقال (الطبري): الآية مختصة بمن هاجر من أصحاب النبي (صلّى الله عليه وآله) من وطنه وأهله مفارقا لأهل الشرك بالله إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وغيرهم من تُبَّاع رسول الله (صلّى الله عليه وآله) من الذين رغبوا إليه تعالى في تعجيل نصرهم على أعدائهم وعلموا أنه لا يخلف الميعاد بذلك، غير أنهم سألوا تعجيله وقالوا لا صبر لنا على أناتك وحلمك، وقوَّى (أي الطبري) ذلك بما بعد هذه الآية من قوله فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر وأنثى بعضكم من بعض فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا...الآيات بعدها،(يقول الطوسي) وذلك لا يليق إلا بما ذكره ولا يليق بالأقاويل الباقية وإلى هذا أومأ البلخي لأنه قال في الآية الأخرى والتي قبلها (نزلت) في الذين هاجروا إلى النبي (صلّى الله عليه وآله)، ثم (نزلت) في جميع من سلك سبيلهم واتبع آثارهم من المسلمين...]([25]). نسأل ثانية: من هم هؤلاء الذين قال الله تعالى عنهم أنهم هاجروا وأُخْرِجوا من ديارهم وأموالهم وأوذوا في سبيله وقاتلوا وقتلوا وأنه سيدخلهم جناته؟ إنهم المهاجرون والأنصار أي نفس أولئك الذين يقول ذلك الحديث الموضوع عنهم: ارتدّ الناس على أعقابهم كفارا إلا ثلاثة. أي قلب يؤمن بالله ورسوله واليوم الآخر يمكنه أن يقبل بعد ذلك بمثل ذلك الحديث الموضوع الذي وضعه الغلاة المنحرفون؟ 10 - والآية الكريمة: ﴿ لِلْفُقَرَاءِ المُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ الله وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ الله وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (8) وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَو كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ ﴾ [الحشر:8-9]. من كان هؤلاء الذين أُخْرِجوا من ديارهم واضطروا لترك أموالهم طلباً لرضا الله تعالى وفضله، الذين نصروا الله ورسوله وسماهم الله بالصادقين؟ ألم يكونوا هم أنفسهم الذين حضروا السقيفة؟ وهل كان هؤلاء الذين تبوَّؤا الدار والإيمان، والذين أحبوا المهاجرين إليهم وآووهم في بيوتهم وآثروهم على أنفسهم، إلا الأنصار الذين أتوا بسعد بن عبادة رضي الله عنه بعد وفاة رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) إلى السقيفة وأرادوا أن يجعلوه خليفة ويبايعوه؟ والسؤال أي القولين نختار؟ هذه الآيات وعشرات من الآيات الأخرى([26])التي نزلت في كتاب المسلمين السماوي في مدح وتمجيد أصحاب رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، وأبرزهم المهاجرون والأنصار، أمام عيني كل مسلم عالم بالقرآن ومؤمن بما فيه؛ تعارض بشدة تلك الأحاديث التي تدعي ارتداد أغلب المسلمين وعودتهم إلى الكفر، فور رحلة رسول الله ومفارقته للدنيا، إلا بضعة أفراد منهم فقط! أي الثلاثة أو السبعة الذين بقوا على إيمانهم بالخلافة المنصوصة لعلي! إن المحقق المنصف المتجرّد عن العصبية والتقليد لا يمكن أن يصدق تلك الأحاديث ولا ما قيل عن مخالفة المهاجرين والأنصار للخلافة المنصوص عليها، لأنه إما أن تكون هذه الآيات من عند الله أو لا تكون، فإن لم تكن من عند الله فالقرآن - والعياذ بالله -من اختلاق وتلفيق غير الله ، وإذا صار القرآن من اختلاق وتلفيق غير الله فمعنى هذا انهدام الإسلام، المبتني على القرآن، من أساسه، وإذا انهدم وانهار الإسلام، الذي هو الأصل، فما قيمة إثبات الخلافة المنصوص عليها أو غير المنصوص عليها وما هي إلا فرع لذلك الأصل؟ و أما إن كان القرآن من عند الله، وهو قطعا كذلك، وإن كان الله سبحانه وتعالى عالم بالغيب والشهادة عليم بذات الصدور، وهو قطعا كذلك، إذن فهو يعلم بحقيقة من يمدحه في كتابه ويبشره بالفوز والفلاح، عندئذ يجب أن يكون موقفنا واضحا من الآيات الكثيرة مثل قوله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ الله وَالَّذِينَ ءَاوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ المُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ﴾ [الأنفال:74]، ﴿ و أُوْلَـئِكَ هُمُ الفَائِزُونَ ﴾ ﴿ وأُوْلَـئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ﴾ ﴿ وأولـئك لهم الخيرات وأولـئك هم المفلحون ﴾ ﴿ كنتم خير أمـة ﴾ ﴿ وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهلها ﴾ [الفتح:26] ﴿ وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ الله عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أبداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [التوبة:100]، وعشرات الآيات الأخرى..ما أروع وأتحف وأجمل ما كتبيت واسمح لى أن استعين بما كتبت فى محاججتهم |
أدوات الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | الأقسام الرئيسية | مشاركات | المشاركة الاخيرة |
من اخبر قريش ومواضيع اخرى | موحد مسلم | الشيعة والروافض | 6 | 2020-06-06 04:31 AM |
لماذا لم تفعل المعصومة الاصلح | موحد مسلم | الشيعة والروافض | 1 | 2020-05-22 10:03 PM |
فأين رواية الانقلابيين او المنتصرين وهذه روايات المنهزمين | موحد مسلم | الشيعة والروافض | 1 | 2020-03-13 04:31 PM |
علي بن أبي طالب والأئمة يدعون ويلعنون فلان وفلان وأبنائهم ويدخلونهم النار وهم من رواة صحاح الشيعة | ابو هديل | الشيعة والروافض | 0 | 2020-02-17 12:54 AM |
أكذوبة الامامية الاثنى عشرية أحد فرق الشيعة الصحابة الاصحاب المنتجبين | ابو هديل | الشيعة والروافض | 3 | 2019-11-15 04:20 AM |