جديد المواضيع |
للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب |
منتدى السنة | الأذكار | زاد المتقين | منتديات الجامع | منتديات شباب الأمة | زد معرفة | طريق النجاح | طبيبة الأسرة | معلوماتي | وادي العرب | حياتها | فور شباب | جوابى | بنك أوف تك |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
الفصحى ومكانتها
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد فتسُود في هذه الآونة نزعة غريبة وبدعة منكرة، لكن إلفَنا لها يكاد يذهب بغرابتها وبنكارتها هذه النزعة هي الاعتزاز باللغات الأجنبية على حساب الفصحى، والغريب في الأمر هو تفشي هذه الظاهرة وعموم البلوى بها، حتى أضحيتَ ترى من الناس من يغمط لغته التي من المفترض أن يعتز بها حقها، وترى من يستهين بعراقتها، وترى من يستصعبها لا لكونها كذلك ولكن لأنه أوهم نفسه بهذا فأصبحت بالنسبة له كما توهم، وترى من يسخر منها وممن يتحدث بها، وترى وترى وقد ساعد على كل هذا وأعان عليه وسائل الإعلام الفاسدة التي لا تكف ليل نهار عن تصوير من يتحدث بالعربية على أنه رجل متقعر أو متشدد، ولا تكف عن تصويره في هيئة منفرة أو عن أن تأتي به في ثياب رثة، أو في صورة مقززة أو مضحكة، كما ساعد وأعان عليه جعل اللغة الأجنبية في بلاد العرب والمسلمين لغة حية فهي التي بها يسهل اللحاق بالوظائف الرسمية وغيرها، وهي التي بها تفتح أبواب الرزق، وهي التي يبدو الإنسان بها متحضراً وفي صورة لائقة وهذا كله إنما انعكس أثره بشكل مباشر على سلوك الفرد العادي فهو بما يرى ويسمع ينفر ويشمئز من لغته التي لا يؤتى بها وبمتحدثيها إلا في صورة كريهة، ومن ثم فهو لا يكلف نفسه عناء تعلمها ولا حتى سائر العلوم النافعة المبنية على قواعد اللغة العربية، ولا يأخذ في سبيل ذلك بالأسباب، بينما يبذل الوقت والجهد في تعلم لغة أجنبية ويأخذ في سبيل ذلك بكل الأسباب، ولاسيما مع كثرة الجهات والهيئات الرسمية وغير الرسمية في التهيئة والتشجيع على هذا، ولو بذلنا في سبيل تعلم العربية لغة القرآن أقل القليل لما وصلنا بها وبأنفسنا إلى هذا الحد وربما غاب عن الكثيرين أن هذا تفريط في فريضة، وأنه من مكائد القوى الاستعمارية والمعادية للعروبة والإسلام، وأنه طالما كان على حساب الفصحى فهو مؤد بهم لا محالة وبمرور الوقت إلى النفور من عروبتهم وإسلامهم، ومؤثر على سلوكهم العام بل وعلى مدى التزامهم بالإسلام ومن هنا وجب التنويه على أن اللغة العربية والإسلام كالروح والجسد، وإن شئت قلت هي بمثابة الرأس منه لا بقاء لأحدهما بدون الآخر، كما أن إحياء أحدهما إحياء للآخر فالقرآن الكريم وهو كتاب الإسلام ودستور هذه الأمة ليس مترجماً وإنما هو كتاب عربي، نزل بلغة العرب المبِينة، وفى شأن ذلك يقول تعالى «إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ» يوسف «أي لعلكم تفهمونه، وتحيطون بمعانيه ولا يلتبس عليكم، «وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلاَ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ» فصلت تفسير الكشاف ، يعنى لالتبس عليهم ولقالوا لولا بينت آياته ولقد ورد ما يؤكد عربية القرآن في سور عديدة منها ما جاء في قوله «وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا» الرعد ، وقوله «لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ» النحل ، وقوله «وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا» طه ، وقوله «وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ» الشعراء ، وقوله «وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ» الزمر ، وقوله «كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ» فصلت ، وقوله «وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا» الشورى ، وقوله «إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ» الزخرف ، وقوله «وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَانًا عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ» الأحقاف وهذا التأكيد على عربية القرآن لا بد أن يكون دافعاً لكل مسلم إلى أن يتعلم الفصحى ما استطاع ويتقن أساليبها، بل ويعتز بأنه ينطق بلغة القرآن والإسلام، أعنى باللغة التي أنزل الله بها خير كتبه في خير لياليه على خير رسله إلى خير أمة، فأضحت بهذه المقومات خير لغة ولسانها خير لسان، فالفضل كل الفضل في الحفاظ على هذه اللغة المختارة وليس سواها راجع إلى كونها لغة القرآن، إذ لولا نزوله بها لاندرست معالمها، ولانمحت آثارها، ولاعتراها ما يعتري «اللغات الحية المعاصرة، فإن أقصى عمر لهذه اللغات في شكلها الحاضر لا يتعدى قرنين من الزمان» فصول في فقه العربية د رمضان عبد التواب ص كما يعني ذلك التأكيد، أن إحياء العربية وبعثها من جديد في القلوب وعلى الألسنة، هو في حقيقة الأمر إحياء للدين في حياة الناس، والعكس صحيح فهدمها هدم للدين ولتعاليمه وإذا كان فرضاً على كل مسلم أن يتعلم فرائض الصلاة وأركان الحج وقيمة الزكاة وغير ذلك من الأمور المتعلقة بمطلوبات الله ومراداته، والضابطة لحركة الحياة والأحياء حيث لا سبيل لنيل رضاه سبحانه في الدنيا والآخرة إلا بتأديتها والوقوف على حِكمها وأسرارها ففرض عليه كذلك أن يرفع شأن اللغة التي تجعله يفهم أوامر الله وينتهي عن نواهيه، وفي شأن هذا يقول الإمام الشافعي فيما نقله عنه الإمام الشوكاني «يجب على كل مسلم أن يتعلم من لسان العرب ما يبلغه جَهده في أداء فرضه» إرشاد الفحول للشوكاني ص ، ويقول الإمام الماوردي «ومعرفة لسان العرب فرض على كل مسلم من مجتهد وغيره» السابق ، وما ذكراه لا يختلف كثيراً عما ذكره غيرهما من أهل العلم، ولهم في ذلك كل الحق، فاللغة هي لباب الإسلام وروحه وحفظها حفظ له، وإلا تحول الإسلام إلى دين ذي طقوس وإلى شعائر تمارس من غير فهم لمنهجه ولا معرفة لنظرته في أمور الحياة والأحياء ولا في شئون الدنيا والآخرة وكلام أهل العلم على هذا النحو، له أبعاده فهو لا يأتي هكذا من فراغ، إذ جميعهم يدرك عن يقين، أن المعوّل عليه في العمل بهذا الدين هو تدبر ما أنزل الله من الكتاب وفهم هذا الدين حق الفهم، وليس على نحو ما عليه سائر الأديان الأخرى إن صح التعبير كما يدرك جميعهم أن فرائض هذا الدين الخاتم وواجباته لا يتم تعلمها إلا بتعلم اللغة التي نزل بها، فهم من ثم يُعملون القاعدة الشرعية التي تقرر أن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب ، ويبين ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية حين يشير في كتابه اقتضاء الصراط المستقيم إلى «أن نفس اللغة من الدين، ومعرفتها فرض واجب، فإن فهم الكتاب والسنة فرض، ولا يُفهم إلا بفهم اللغة العربية، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب» الاقتضاء ص ، ويقول في نفس المصدر «إن الله لما أنزل كتابه باللسان العربي، وجعل رسوله مبلغاً عنه الكتاب والحكمة بلسانه العربي وجعل السابقين إلى هذا الدين متكلمين به، لم يكن سبيل إلى ضبط الدين ومعرفته إلا بضبط هذا اللسان، وصارت معرفته من الدين، وصار اعتياد التكلم به أسهل على أهل الدين في معرفة دين الله، وأقرب إلى إقامة شعائر الدين، وأقرب إلى مشابهتهم للسابقين الأولين من المهاجرين والأنصار في جميع أمورهم» السابق ويقول في الجزء الثاني والثلاثين من مجموع فتاويه «معلوم أن تعلم وتعليم العربية فرض على الكفاية، وكان السلف يؤدبون أولادهم على تجنب اللحن، فنحن مأمورون أمر إيجاب أو أمر استحباب أن نحفظ القانون العربي، ونصلح الألسنة المائلة عنه، فيُحفظ لنا طريقة فهم الكتاب والسنة، والاقتداء بالعرب في خطابها، فلو ترك الناس على لحنهم كان نقصاً وعيباً» مجموع فتاوى شيخ الإسلام على أن قوله رحمه الله «وتعلم العربية فرض على الكفاية»، هو مما يزيد من تحمل العبء على دارسي العربية وعلوم أصول الدين والشريعة من خريجي وطلبة الجامعات والمعاهد والمدارس الإسلامية، في طول البلاد التي رضيت الإسلام ديناً وعرضها، إذ بهم يمكن أن تتحقق الكفاية التي إذا لم تتوفر في إفهام الناس دينهم من خلالها، أثم الجميع وتخوفي وانزعاجي وتشككي من عدم تحقق الكفاية، هو بسبب واقع المسلمين الآن، ولاسيما في البلاد غير الناطقة بالعربية والمحسوبة على الإسلام، إذ يشير ذلك الواقع المرير إلى غياب الوعي الديني في حق السواد الأعظم من المسلمين وعدم فهم الكثير منهم لشرائع الإسلام، وعدم القدرة على استيعاب الكثير من أحكامه ناهيك عن شيوع السفور والاختلاط والتحلل الفكري والتأثر المفرط بثقافات الغرب وبغيرها من الأفكار الهدامة، تلك الأشياء التي ساهمت بشكل مباشر ولا تزال في هجران الدين ولغته لقد نقل ابن تيمية رحمه الله عن الإمام أحمد كراهة الرطانة من أجل هذا ونحوه، كما كره تسمية الشهور بالأسماء الأعجمية، والوجه عند الإمام أحمد في ذلك «كراهة أن يتعود الرجل النطق بغير العربية»، وأردف شيخ الإسلام يعلل لذلك قائلاً «لأن اللسان العربي شعار الإسلام وأهله، واللغات من أعظم شعائر الأمم التي بها يتميزون» اقتضاء الصراط المستقيم ص ، قال ابن الأثير «الرَِّطانة، بفتح الراء وكسرها والتراطُنُ كلام لا يفهمه الجمهور والعرب تخص بها غالباً كلام العجم» النهاية في غريب الحديث وهذا كله يدعونا لأن نفخر بلغتنا، وبخاصة أنها لغة دين حيث حملت لنا آخر الرسالات، وأريد لها أن تكون لسان الوحي، وقدر لها أن تستوعب رسالة الإسلام وأن تختزل مضامين الرسالات السابقة، وأن تطوي المنهج الذي ارتضاه الله لخلقه إلى يوم الدين، فهي من ثم وعاء ثقافتنا وعنوان هويتنا ولا أقل من أن تتضافر الجهود على تفعيلها، وأن تصدر القرارات السيادية التي تدين وتجرم من يستهين بها أو يستهزئ بمتحدثيها، والتي تمكن لها وتفرض استعمالها في مختلف شئوننا وثقافاتنا وفي سائر مناحي حياتنا، على نحو ما جرى في سوريا حين صدر القرار الجمهوري رقم بتاريخ القاضي «بتكوين لجنة للتمكين للغة العربية والمحافظة عليها والاهتمام بإتقانها والارتقاء بها» وما جرى مثله في دول العراق والإمارات والسعودية والله الموفق من مجلة التوحيد
__________________ |
#2
|
|||
|
|||
رد: الفصحى ومكانتها
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
أحسنت . |
أدوات الموضوع | |
|
|