بدعة الخروج على العلماء

[محمود5]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
كم اشتقنا الى محاوراتكم الطيبة المباركة والتى نسال الله تعالى ان تكون فى ميزان حسناتنا انه ولى ذلك والقادر عليه :
هذه الفرقة اصبحت تستخدم الدين فى كل مكان كستار لما تقوم به من تدليس وتلبيس على العوام ولكن """""""" ولا يحيق المكر السىء الا باهله """""""
اسمحوا لى ايها الاحبة فى الله ان نتكلم عن هذه الفرقة التى ظهرت فى عصرنا هذا وان كانت اصولها فيما مضى :
وسيكمن بحثى معكم باذن الله تعالى حول بعض النقاط :
1- ماهية هذه الفرقة :
2- اوجه الشبه بينها وبين من سبقها - عموم وخصوص -.
3- الادلة على ما نذكره من الكتاب والسنة .
4- صفات هذه الفرقة التى تتميز بها عن غيرها .
*********
وغيرها مما سنذكره باذن الله تعالى فى طيات هذا المبحث على انه يحق للجميع المشاركة والحوار بضوابط واصول تعارف عليها اهل السنة فى كل مكان ولن تكون الضوابط الا بالادلة لكى يكون الجامع بيننا سريعا :
والله اسال ان يجعل هذا الكلام طريقا هاديا لنا حتى لا نقع فى الزلل والا يهوى بنا الى مكان سحيق .

[see]

متابع بارك الله فيك

[محمود5]

ان الحمد لله نحمده تعالى ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونشهد الا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله :
بادىء ذى بدء يجب ان نعلم ان اصل حديثنا سيطون معتمدا على الادلة اكثر منها على اقوال اهل العلم وسندور مع الدليل اينما دار وليكن حظ النفس ممتنعا مع اقوال ثبتت لله تعالى ولرسوله محمدا صلى الله عليه وسلم .
متمثلين بذلك قول الامام مالك رحمه الله تعالى : """ كلنا راد ومردود عليه الا صاحب هذا المقام "" واشار الى قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم
*******
الدليل الاول :
1- حديث ذو الخويصرة الوارد فى الصحيحين - وعلمى ان الجميع يعلمه ولكن هل استأذن حضراتكم فى الوقوف لحظات عنده -
ا- قول ذو الخويصرة للنبى صلى الله عليه وسلم : اعدل يا رسول الله ." او يا محمد كما فى الرويات الاخرى """""
2- رد النبى صلى الله عليه وسلم : """ ومن يعدل اذ لم اعدل انا "" او قوله "" او لا ينزل عليا وحى السما "
3- منع النبى صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب - او خالد بن الوليد فى الرواية الاخرى - رضى الله عنهما من قتله .
4- العلة التى منع النبى صلى الله عليه وسلم الصحابة من قتل ذو الخويصرة .
"""""""" لعله يكون يصلى """"""
هذه بعض الوقفات التى سنقف عندها فى اول نقاط بحثنا :
اولا " قول ذو الخويصرة :
اعدل يا رسول الله ""
فيها :
1- تجرؤ ظاهر على النبى صلى الله عليه وسلم .
2- عدم الاعتراف بحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم .
3- اعجاب ذى الخويصرة براى نفسه .
4- الكبر الذى اصاب ذو الخويصرة فى انه استدرك امرا لم يفعله واحد
من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
5- اعتقاده انه افضل من رسول الله صلى الله عليه وسلم فى انه يجيد القسمة التى فى اعتقاده اخطأ فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم .
6- العصبية للراى من قبل ذى الخويصرة وعدم الاعتداد بالدليل وان محمدا صلى الله عليه وسلم بذاتنه وبفعله دليلا :
***** فعل النبى لنا دليل *** فدع الجهول يقول .
*********
من سلف ذو الخويصرة فى الاعتراض على الدليل :
اذا رجعنا قديما نرى قولة من قال """""""" انا خير منه خلقتنى من نار وخلقته من طين """""""
قارن بين المقولتين تعلم انه ثم تشابه فى الاعتراض على الحق بمقابلة العقل او بتاويل ممقوت .
*********
نكمل باذن الله تعالى .

[محمود5]

ثانيا ": قول النبى صلى الله عليه وسلم " ومن يعدل اذ لم اعدل انا "
وفيه :
1- الرد بلين ورفق على المنكر -ذى الخويصرة - تمسكا بقول الله تعالى """"""" فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك """""
2- ادب النبى صلى الله عليه وسلم بالتعامل مع الانكار باسلوب ابلغ منه فى الرد فان اسلوب الامر يتطلب الرد باقوى منه فاستخدم رسول الله اسلوب الحصر والاختصاص وهذا لقول عائشة رضى الله عنها " كان قرانا يمشى على الارض " فى وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم """ وكان خلقه القران """""
اى لا يعدل الا انا " فعليه صلى الله عليه وسلم ينزل وحى السماء .
3- معاملة النبى للمنكر على انه معاند وليس سائلا وهذا يظهر من الرد القوى فى الاسلوب والالفاظ المستقاة من الوحى الالهى صلى الله عليه وسلم """"" اوتى جوامع الكلم """"
4- كثرة التاكيدات التى ظهرت فى الرد تبين امورا منها :
ا- تعليمه ان النبى صلى الله عليه وسلم لا يعلو على كلامه الا كلام الله تعالى وانه مبلغ عن ربه تعالى .
ب- تعليم الامة من بعده بادب السؤال والا يعلو صوت فوق صوت النبى صلى الله عليه وسلم """" يا ايها الذين امنوا لا ترفعوا اصواتكم فوق صوت النبى """"
ج-حسن اصغاء النبى صلى الله عليه وسلم لكلام المنكر حتى انتهاؤه ليحكمن له الاجابة فتكون جامعة مانعة قاطعة .
د-اسلوب الاستفهام التقريرى على تقدير او الانكارى كلاهما يحملان توبيخ الرجل وكدى الخطأ الذى وقع فيه باعتراضه على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
5- حمل النبى صلى الله عليه وسلم المنكر على الاعتراف عما يدور بخلده ليظهر اصل عقيدته بابرازه سؤالا لا يحتمل الا اما الاقرار واما الانكار .
*********
نواصل باذن الله تعالى

[أبو جهاد الأنصاري]

واصل نتابع باهتمام

[محمود5]

بارك الله لك اخى ابا جهاد :
********
ثالثا : منع النبى صلى الله عليه وسلم الصحابة من قتله فيها من الفوائد ما يلى :
1- ان النبى صلى الله عليه وسلم اعتد بالكلام ولم يعتد بالمتكلم او بالقول ولم ينظر الى القائل وهو اصل عظيم يجب ان ينبه عليه وهو ان العبرة بالقول لا بالقائل :
""""" انما يقبل الحق من اى رجل مهما كان وبرد الباطل على اى رجل مهما كان "
2- النظر الى القائل يفتح المجال امام الاهواء ودخائل النفوس
"""""""" افرايت من اتخذ الهه هواه """""
3- ان النبى صلى الله عليه وسلم استخدم اسلوب استدراك الاخطاء كما امر الله تعالى نبيه موسى عليه السلام """""" اذهبا اليه انه طغى فقولا له قولا لينا لعله يذكر او يخشى """
* لاحظ ان الله تعالى رجى امران ولم يذكر الثالث وفيها اشارة الى تعلق الامر بصفتين الذكرى او خشية الله تعالى وان يتصف موسى باثنتين مثلها الاخلاص فى النصيحة وزالاتباع لاوامر الله تعالى واما الثالثة فان وضعها موسى فى عقله فسيكون كثوار عثمان رضى الله عنه وهم نوع من الخروج على العلماء .
4- مدى حب الصحابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وانهم لا يقبلوا فيه كلاما ولو كان ظاهره السؤال الانكارى الا انهم كانوا اعلم بدخائل نفس الرجل ولذلك ارادوا قتله فان خالدا علم ما نفس قرة بن هبيرة من قبل ان ينطق مقولته الشهيرة """""""""" او لا تعده لك صاحبا لاوطئن عليك الخيل فى حفش اهلك """""""" وعمر الملهم من قبل الله تعالى الذى اتى القران مؤيدا له فى اكثر من موطن ما كان لهما ان تغيب عنهما هذه المقولة الخبيثة . ولكن كيف يتصرفون بدون اشارة من النبى صلى الله عليه وسلم ؟؟؟؟؟؟؟
5- وقوف الصحابة على الدليل والتزامهم فعل ما يرضى الله تعالى ويرضى محمدا صلى الله عليه وسلم وسكوتهم فى وقت كلام رسول الله وهو الدليل .
6- انهم كانوا لا يغضبون لانفسهم قط بل كانوا يغضبون لغضب رسول الله او مظنة غضبه ومنها مقولة الانصار """"" والله ما كنا نغضبك يا رسول الله قط """""
"""""" قل ان كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله """"
ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما
ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا """""
*************
نواصل باذن الله تعالى

[محمود5]

رابعا :
علة منع القتل والتى ذكرها النبى صلى الله عليه وسلم """" لعله يكون يصلى """
فيها ما يلى :
1-الانكار الضمنى من النبى صلى الله عليه على الصحابة بالا يؤاخذوا الناس على النيات حتى يظهر من الاقوال والافعال ما يوجب لهم حسابه وعقابه .
:"""" - ولعل فى قول النبى صلى الله عليه وسلم فى اخر الحديث مشيرا اليه """" يخرج من ضئضئى هذا قوم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية - اشارة قولية الى افساده وانه لا محالة سيدعو الى بدعته متمسكا بها مدعيا انها الحق الذى رفض انفا .
2- ان الظاهر من الرجل اسلامه فلا يقتل لعلل يراها الناس فيرون فى الاسلام شرا :
ا- ان النبى يقتل اصحابه ب- ان الشك موجب للقتل ج- اتهام الناس فى النيات
د- اخذ الناس بالعمل او جنس العمل . وهى امور قررها الشارع بالحرمة وعدم الاعتداد بها
3- الرجاء فتح باب توبة العبد بالصلاة وانها لا محالة ان احسنت ستمنع العبد من الموبقات والفحشاء ما ظهر منها وما بطن """" ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر والبغى """".
4- الاستقبال لهداية الرجل غاية مرجوة ويجب العمل عليها من كل الدعاة الى الله تعالى وان يكون الهم والمقصد الى الله تعالى ان يهدى الله العبد الذى ضل , وان يلهمه رشده وان يمنعه من غى نفسه .
5-ان الله تعالى يتولى الباطن ولنا ما ظهر من الافعال والاقوال .ونزول الوحى على رسول الله امر لازم وبموته انقطع فتعليم الامة لا ينقطع ان العبرة بما ظهر لا ما بطن :
"""""" انى لم اؤمر ان انقب عن قلوب العباد """"
وقول عمر رضى الله عنه : " اما الذى كان يعلم السر بالوحى فقد مات واما نحن فلا نؤاخذكم الا بما ظهر من اقوالكم وافعالكم """"
6- منع الاعتداء عليه بموجب الظن
" وان الظن لا يغنى من الحق شيئا "
" وان عاقبتم فعاقبوا بمثل عوقبتم به ولا تعتدوا ان الله لا يحب المعتدين """""
ومثله تعليمه لعائشة رضى الله عنها لما رد السلام على اليهود فقال " وعليكم """"" فقالت """" بل عليكم السام والذام """ فقال يا عائشة " : لا تعتدى " اى انه قد رد وانتهى .
************
نواصل باذن الله تعالى .

[الاسيف]

جزاكم الله خيرا اخى الحبيب
متابع ...

[بنت الشرقيه]

جزاك الله خير الجزاء
مجهود تشكر عليه اخي الكريم .
موفق بإذن الله ...

[محمود5]

هذه المرحلة الأولى في تكوين الخوارج فكرا وعقيدة:
ثم تطور الأمر بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى التكفير المباشر يقول ابن الجوزى:(وفي رواية أخرى أن عليا رضي الله عنه لما حكم أتاه من الخوارج زرعة بن البرج الطائي وحرقوص بن زهير السعدي فدخلا عليه فقالا له لا حكم إلا الله فقال علي لا حكم إلا لله فقال له حرقوص تب من خطيئتك وارجع عن قضيتنا وأخرج بنا إلى عدونا نقاتلهم حتى نلقى ربنا ولئن لم تدع تحكيم الرجال في كتاب الله عز وجل لأقاتلنك أطلب بذلك وجه الله

( ويلاحظ في كلام ابن الجوزى أن حرقوص بن زهير السعدي هو الذي تكلم فيكون تم قتله في النهروان كما أثبتنا .
ولاحظ انه يخطئ عليا بن أبى طالب رضي الله عنه هذا في بداية الأمر .ثم انظر ما يقوله ابن الجوزى : إنك لم تغضب لربك وإنما غضبت لنفسك فإن شهدت على نفسك بالكفر واستقبلت التوبة نظرنا فيما بيننا وبينك وإلا فقد نابذناك على سواء والسلام إنهم كتبوا هذا إلى على بن أبى طالب رضي الله عنه(( أنهم الآن يريدون أن يشهد على بن طالب على نفسه بالكفر .
بل ونراه جليا واضحا في قولهم

ولما أراد الحسن رضي الله عنه أن يصالح معاوية خرج عليه من الخوارج الجراح بن سنان وقال أشركت كما أشرك أبوك ثم طعنه في أصل فخذه وما زالت الخوارج تخرج على الأمراء

(((

تلبيس إبليس - ابن الجوزى تلبيس إبليس 85

حديث ابن عباس مع الخوارج وفوائد منه :

أخبرنا إسماعيل بن أحمد نا محمد بن هبة الله الطبري نا محمد بن الحسين بن الفضل نا عبد الله بن جعفر بن درستويه نا يعقوب بن سفيان ثني موسى بن مسعود ثنا عكرمة بن عمار عن سماك بن رميل قال: قال: عبد الله بن عباس إنه لما اعتزلت الخوارج دخلوا دارا وهم ستة آلاف

.
وأجمعوا على أن يخرجوا على علي بن أبي طالب فكان لا يزال يجيء إنسان فيقول يا أمير المؤمنين إن القوم خارجون عليك فيقول دعوهم فإني لا أقاتلهم حتى يقاتلوني وسوف يفعلون فلما كان ذات يوم أتيته صلاة الظهر فقلت له يا أمير المؤمنين أبرد بالصلاة لعلي أدخل على هؤلاء القوم فأكلمهم فقال إني أخاف عليك فقلت كلا وكنت رجلا حسن الخلق لا أؤذي أحدا فأذن لي فلبست حلة من أحسن ما يكون من اليمن وترجلت فدخلت عليهم نصف النهار فدخلت على قوم لم أر قط أشد منهم اجتهادا جباههم قرحة من السجود وأياديهم كأنها ثفن1 الإبل وعليهم قمص مرحضة مشمرين مسهمة وجوههم من السهر فسلمت عليهم فقالوا مرحبا بابن عباس ما جاء بك فقلت أتيتكم من عند المهاجرين والأنصار ومن عند صهر رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعليهم نزل القرآن وهم أعلم بتأويله منكم فقالت طائفة منهم لا تخاصموا قريشا فإن الله عز وجل يقول: {بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ} فقال اثنان أو ثلاثة لتكلمنه فقلت هاتوا ما نقمتم على صهر رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والمهاجرين والأنصار وعليهم نزل القرآن وليس فيكم منهم أحد وهو أعلم بتأويله قالوا ثلاثا قلت هاتوا قالوا أما أحداهن فانه حكم الرجال في أمر الله وقد قال الله عز وجل: { إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ} فما شأن الرجال والحكم بعد قول الله عز وجل فقلت هذه واحدة وماذا قالوا وأما الثانية فانه قاتل وقتل ولم يسب ولم يغنم فإن كانوا مؤمنين فلم حل لنا قتالهم وقتلهم ولم يحل لنا سبيهم قلت وما الثالثة قالوا فإنه محا عن نفسه أمير المؤمنين فإنه إن لم يكن أمير المؤمنين فانه لأمير الكافرين قلت: هل عندكم غير هذا قالوا: كفانا هذا قلت لهم: أما قولكم حكم لرجال في أمر الله أنا أقرأ عليكم في كتاب الله ما ينقض هذا فإذا نقض قولكم أترجعون قالوا نعم قلت فإن الله قد صير من حكمه إلى الرجال في ربع درهم ثمن أرنب وتلي هذه الآية: {لا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ} إلى آخر الآية وفي المرأة وزوجها {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْ أَهْلِهَا} إلى آخر الآية فنشدتكم بالله هل تعلمون حكم الرجال في إصلاح ذات بينهم وفي حقن دمائهم أفضل أم حكمهم في أرنب وبضع امرأة فأيهما ترون أفضل؟ قالوا: بل هذه قلت خرجت من هذه قالوا نعم قلت وأما قولكم قاتل ولم يسب ولم يغنم فتسبون أمكم عائشة رضي الله تعالى عنها فوالله لئن قلتم ليست بأمنا لقد خرجتم من الإسلام ووالله لئن قلتم لنسبينها ونستحل منها ما نستحل من غيرها لقد خرجتم من الإسلام.فأنتم بين ضلالتين لأن الله عز وجل قال: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} أخرجت من هذه قالوا نعم قلت وأما قولكم محا عن نفسه أمير المؤمنين فأنا آيتكم بمن ترضون أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم الحديبية صالح المشركين أبا سفيان بن حرب وسهيل بن عمرو فقال لعلي رضي الله عنه: "أكتب لهم كتابا" فكتب لهم علي هذا ما اصطلح عليه محمد رسول الله فقال المشركون والله ما نعلم انك رسول الله لو نعلم انك رسول الله ما قاتلناك فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: "اللهم إنك تعلم أني رسول الله" امح يا علي اكتب هذا ما اصطلح عليه محمد بن عبد الله فوالله لرسول الله خير من علي وقد محا نفسه قال فرجع منهم ألفان وخرج سائرهم فقتلوا)ابن الجوزى نقد العلم والعلماء 1\84:86 وإسناد القصة صحيح وقد وردت بروايات مختلفة في البداية والنهاية لابن كثير 7\305:308 راعينا الاختصار لتشابه المضمون :وأما الفوائد فهي أكثر من أن تحصى ولكن للاختصار نذكر منها بعضها :

[محمود5]

قول على بن أبي طالب رضي الله عنه :" دعوهم فاني لا أقاتلهم حتى يقاتلوني وأنهم سيفعلون انه ليس من علم الغيب في شيء ولكن تصديقا بما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم عنهم . فما قادهم إلى الاختلاف على علي بن أبى طالب إلا سوء الفهم والجهل .
-قول ابن عباس ": وكنت رجلا حسن الخلق لا أؤذى أحدا "
فيه تحدثا بنعمة الله تعالى على ابن عباس " وما بنعمة ربك فحدث " وفيه أيضا بيان أن الحق يقبل من الرجل إذا كان لين القلب لا يؤذى أحدا بلسانه ولا بقوله قال تعالى :" فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك " الآية .
- صفاتهم التي ذكرها ابن عباس تدل على عدم الاغترار بهم لما رآهم على الحال المذكورة حتى يتبين أمرهم.
- قولهم " مرحبا بابن عباس ما جاء بك ؟
يدل على قلة فقههم وجهلهم بالقادم عليهم وعدم الأدب والتعامل مع الناس وسوء الظن بالجميع حتى ولو كان من دعا له النبي صلى الله عليه وسلم بالفقه وعلم القران.
-حسن تعليل المجيء من قبل ابن عباس رضي الله عنه أول بوادر انكسار شوكتهم لأنه اظهر أن المهاجرين والأنصار اعلم بالقران منهم فعليه نزل فضلا عن على ابن أبى طالب رضي الله عنه
- قول بعضهم :" لا تخاصموا قريشا " بل هم قوم خصمون "
عدم السماع للحق من أهل العلم ولو على سبيل الاستمالة وهذا ديدن الخوارج على العلماء في كل زمان ومكان فإنهم ينفرون الناس من السماع لأهل العلم بحجة أنهم ليسوا من أهل العلم وأنهم أهل باطل وضلال .
- وأما قولهم " لا تخاصموا قريشا فهو عود على بدء وكأن الخوارج على العلماء أصبح منهجهم القدح في الناس والعلماء من أمثال ابن عباس رضي الله عنه وفيه إشارة إلى هجر الحديث مع ابن عباس رضي الله عنه فتنبه.
- سوء استخدام الخوارج للأدلة وأنهم فهموها كما يحلو لهم بدون الرجوع إلى أكابر الصحابة والوقوف على فهمهم فهم اعلم من الخوارج في ذلك - وهذا أيضا ديدن الخوارج في كل زمان فإنهم لا يقبلون إلا فهمهم هم دون غيرهم ويرمون غيرهم بالجهل وأنهم غير متبعين للمنهج أو مميعين له .(( أفرأيت من اتخذ إلهه هواه )).
- حسن منطق ابن عباس رضي الله عنه في الإجابة على شبههم بالدليل حتى ألجأهم إلى الإقرار على أنفسهم بما يريد وهو من حسن فطنة ابن عباس وسعة علمه .وما ذهبنا إليه هو عين ما قاله أهل العلم فهذا مثلا ابن حجر العسقلاني في فتح الباري من ص 304 : 315

[أبو أحمد الجزائري]

موضوع قيم و جميل أخي الفاضل محمود5
متابع
جعل الله ما تخط يمناك في عليين

[ايوب نصر]

بارك الله فيك شيخنا محمود
حشرك الله مع الابرار