المؤسسات التنصيرية عبر العالم الإسلامي

[ريحانة الأقصى]

من إعداد الباحثة: أورالنادر فوزية







بسم الله الرحمن الرحيم
"وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ ٱلْيَهُودُ وَلَا ٱلنَّصَـٰرَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى ٱللَّهِ هُوَ ٱلْهُدَىٰ وَلَئِنِ ٱتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ ٱلَّذى جَاءَكَ مِنَ ٱلْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ ٱللَّهِ مِن وَلِىٍّ وَلَا نَصِيرٍ
﴿البقرة: 120﴾"





خطة البحث
مقدمة
المبحث الأول:ضبط المفاهيم
المطلب الأول:مفهوم المؤسسة
المطلب الثاني:مفهوم التنصير
المطلب الثالث:مفهوم المؤسسة التنصيرية
المبحث الثاني:نشأة المؤسسات
التنصيرية وتطورها,انتشارها ,أنواعها
المطلب الأول:نشأة وتطور المؤسسات التنصيرية
المطلب الثاني:انتشار المؤسسات التنصيرية
المطلب الثالث:أنواع المؤسسات التنصيرية
المبحث الثالث:نماذج عن المؤسسات التنصيرية
المطلب الأول:مجلة العالم الإسلامي
المطلب الثاني:قناة الحياة التنصيرية
المطلب الثالث:معهد هنري مارتن للدراسات الإسلامية
المبحث الرابع:أهداف المؤسسات التنصيرية ,نتائجها,مواجهة المسلمين لها
المطلب الأول:أهداف المؤسسات التنصيرية
المطلب الثاني:نتائج حققها المنصّرون
المطلب الثالث:مواجهة المسلمين للتنصير والمؤسسات التنصيرية
خاتمة
قائمة المصادر والمراجع















مقدمة
إن الأمة الإسلامية تواجه اليوم خطرا كبيرا على كيانها, من طرف أعدائها الدائمين اليهود والنصارى الذين وصفهم الله تعالى بأشنع وصف,وأخبرنا أنه لن يهدأ لهم بال حتى يردونا عن ديننا الحنيف السمح الذي جاء به أنبياء الله ورسله ,والذي كان خاتمهم أعظم خلق الله محمد بن عبد الله –صلى الله عليه وسلم- هؤلاء الأعداء الذين قال تعالى عنهم:"ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم" لم يجدوا بدا إلاّ من مواجهة هذا الخطر الداهم لحضارتهم المتعفنة,التي لم تجلب للعالم إلا الويلات.
بالرغم من ضعف المسلمين,بقدر ما خوفهم يكمن في الإسلام في حد ذاته,لأنهم يدركون مجرد أن يعود المسلمون إلى رشدهم وصراطهم القويم ,إلا ولحقت بهم الكثير من الخسائر وتهدمت حضارتهم المبنية على الباطل.
لهذا فالنصارى يشنون علينا حربا تمتد من الحروب الصليبية إلى الاستعمار إلى تمسيح العالم,وأولها إخراج المسلمين من دينهم الحنيف إلى دين الباطل والزيغ,ولما أدركوا أنه يستحيل استعباد شعوب العالم الإسلامي بالسلاح والقوة,عمدوا إلى استعباد أفكارهم وبث الشبهات في أذهان المسلمين فأنشاؤوا بذلك مؤسسات تنصيرية عبر العالم الإسلامي, من أجل بث السموم في البلدان الإسلامية وعدم الوعي الديني لدى المجتمعات الإسلامية,وانتشار الفقر والبطالة ,والأوبئة والأمراض من أجل تمرير ألاعيبهم وأكاذيبهم,فكانت هذه المؤسسات وفق خطط ومناهج إستراتجية بدأت ببطء لتصل إلى غايتها فكان لها النفس الطويل من أجل تحقيق الغاية في إخراج المسلم من دينه فليس الهدف تنصير المسلم أو تمسيحه,بل الهدف هو إخراج المسلم من دينه وتركه دون ديانة ,تائه ضائع لا يعرف لذلك مخرجا.
ولما علم المنصرون أن الكنيسة وحدها لا تكفي بالغرض فأسسوا لذلك معاهد ومدارس وجامعات ووسائل الإعلام,وغيرها من الوسائل التي من خلالها يمكن لهم إيصال رسالتهم الباطلة,ومحاربة الإسلام بخطط ماكرة.وهنا نطرح الإشكال المتمثل في :
ما هي المؤسسات التنصيرية عبر العالم الإسلامي؟ومتى ظهرت إلى الوجود؟وما هي أهدافها ونتائجها وسبل مواجهتها؟
فنظرا للأهمية البالغة لموضوع التنصير,ولأنه يعني كل مسلم غيور على أمته ودينه ,بحكم انتمائه للأمة التي نعتها الله تعالى بأنها:"خير أمة أخرجت للناس",وحبا منا التعرف على مكر أعدائنا وخططهم المسمومة,ومن باب اعرف عدوك تعرف كيف تواجهه,وحتى نخرج من دائرة رد الفعل إلى دائرة صنع القرار,كان لا بدا من دراسة هذا الموضوع موضوع المؤسسات التنصيرية لمعرفة الخطط الإستراتجية المتبعة لضرب ديننا الحنيف ,وكيفية إخراج المسلم من دائرة الإيمان إلى دائرة الكفر,وذلك من أجل معرفة كيف الدفاع عن النفس,ودرء الشبهات الموجهة للإسلام,وإدحاض الباطل وإظهار الحق.
ولهذا فالمنهج المتبع هو المنهج الوصفي الذي فيه يتم جمع المعلومات ,وعلى هذا جاءت خطة البحث على النحو التالي:حيث قسم إلى أربع مباحث كل مبحث إلى ثلاث مطالب,فالمبحث الأول تناولنا فيه ضبط المفاهيم,والمبحث الثاني نشأة المؤسسات التنصيرية تطورها ,انتشارها و أنواعها, المبحث الثالث نماذج عن المؤسسات التنصيرية,أما المبحث الرابع فقد كان فيه إدراج أهداف هذه المؤسسات التنصيرية ,نتائجها,مواجهة المسلمين لها.
فإن أصبنا فمن الله وإن أخطأنا فمن أنفسنا ومن الشيطان.

المبحث الأول:ضبط المفاهيم
المطلب الأول:مفهوم المؤسسة
لغة
المؤسسات هي جمع كلمة مؤسسة وهي من أصل الفعل أسٌ-أسا الدار:بنى حدودها ورفع من قواعدها,أسس البيت فتأسس جعل له أساسا,الأًسُ و الإِسُ والأُسْ ج إساس, أصل البناء,مبتدأ كل شيء.
تأسيس:يضع الأساس لبناء أو جمعية أو مشروع,والمجلس التأسيسي هو الذي يضع قوانين البلاد.
اصطلاحا:
هي مؤسسة بمعنى جمعية أو معهد أو شركة أسست لغاية علمية أو خيرية أو اقتصادية.
وعرفها ماكس فيبر على أنها:"تركيب بيروقراطي وظائفي يحتوي على مجموعة من القواعد والإجراءات التي تحدد شكل المؤسسة في كل مكتب وفي كل منظمة.بالإضافة إلى وجود هيكل
تركيبي معين يحدد العلاقات وتدفقات السلطة وحدود كل قسم".
أما بارسونز فيري فيرى:"أن المؤسسات وحدات تقام وفقا لنموذج بنائي لتحقيق أهداف محددة".
ومنه فإن المؤسسة هي بناء أو هيكل تحكمه قوانين محددة خدمة لأهداف معينة مهما كانت نوع الخدمة المقدمة.


المطلب الثاني: مفهوم التنصير
لغة:
التنصير مفهومه اللفظي اللغوي هو الدعوة إلى اعتناق النصرانية,أو إدخال غير النصارى في النصرانية,وفي الصحيحين واللفظ للبخاري عن أبي هريرة-رضي الله عنه- قال:قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-:"ما من مولود يولد على الفطرة,فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه" والفطرة هنا هي الإسلام.
وفي لسان العرب التنصّر:الدخول في النصرانية,وفي المحكم:الدخول في النّصري ونصّره جعله نصرانيا .
اصطلاحا:
هو دعوة الناس للدخول في النصرانية,فإن لم يدخلوا فيها فليخرجوا من دينهم وخاصة المسلمون.
وورد تعريفه أنه حركة دينية سياسية نصرانية بدأت في الظهور إثر فشل الحروب الصليبية بغية نشر النصرانية بين الأمم المختلفة في دول العالم عامة وبين المسلمين خاصة بهدف إحكام السيطرة على هذه الشعوب.
وهناك من عرفه بأنه مصطلح يقصد به قيام مجموعة من النصارى بنشر النصرانية بين الناس في جميع أنحاء العالم ,بطريقة تنظيمية حتى يعتنقها الكثيرون ويرغبون عن دينهم الأصلي.
بينما يرى البعض الآخر بأن التنصير يتركز على المسلمين فيعرفونه كالآتي:هو حملات منظمة تقوم بها المنظمات المسيحية المختلفة على اختلاف عقائدها وأفكارها لتنصير المسلمين,وبحسب اعتراف صمويل جونسون:"فإن الإسلام هو الديانة الوحيدة التي تعد تحديا لجهود التبشير والمبشرين".
المطلب الثالث:مفهوم المؤسسة التنصيرية
جاء في تاريخ الكنيسة مايلي:"لن تتوقف الصعوبات هنا,لا تقتصر الحياة المسيحية على الاستنارة الداخلية الشخصية فالشهادة هي الأولى,لكنها تتطلب بالضرورة تعليما وتنظيم مؤسسة تؤدي إلى سلطة تتشابه والكنيسة تنقل المسيح بواسطة الكلمة والأسرار معرضة ولا شك إلى أن تنظيم كمؤسسة سياسية اجتماعية ,وأن تأخذ نماذج من المجتمعات القائمة حولها".
على ضوء هذه الكلمات يتضح أن العمل التنصيري يقوم أساسا على مؤسسة خاصة ولهذا قامت المسيحية والتي تعتبر رأس العمل التنصيري في كل أنحاء العالم والذي تفرعت بقية المءسسات التي أنشأت لهذا الغرض من الأديرة و الرهبانيات ومؤسسات أخرى.
لذلك فإن المؤسسات التنصيرية هي كل بناء أو مركز أسس بغرض نشر التعاليم النصرانية والترويج لها بدءا من الكنائس والأديرة إلى مختلف الأنواع الأخرى من مدارس وكليات وجمعيات ...الخ.
بالإضافة إلى مراكز المنصرين ومراكز البحث التي أسست بهدف دراسة المجتمعات وكل ماله علاقة بالمنصرين,سواء من بعيد أو من قريب ذلك أن المؤسسات التنصيرية هي مركز الأعصاب لجيش التنصير فهي شبكة من المراكز القائدة والمنظمة والمتابعة لكل مخططات هذه الحرب الشرسة والخبيثة واللاأخلاقية التي أعلنها قساوسة التنصير على العالم الإسلامي.
المبحث الثاني:نشأة المؤسسات التنصيرية وتطورها,انتشارها وأنواعها
المطلب الأول:نشأة المؤسسات التنصيرية وتطورها
إن أول مؤسسة تنصيرية قامت هي الكنيسة وتعتبر القلب النابض الذي يضخ الدم لبقية هياكلها التنصيرية لذلك فإن التاريخ للمؤسسة التنصيرية هو تاريخ لنشأة الكنيسة والتطورات التي حدثت في النصرانية كنيسة: اسم سرياني معناه (مجمع)أما الكلمة اليونانية المستعملة في العهد الجديد (أكليزيا) فإنها تعني مجمع المواطنين في بلاد اليونان التي كانت الحكومة تدعوهم للتشريع أو لأمور أخرى.وقد استعمل الكتاب الملهمون الكلمة نفسها للدلالة على المؤمنين الذين يعترفون أن الرب يسوع المسيح هو رأسهم الأعلى الذين كانوا يجتمعون في أوقات منتظمة معينة أو كلما تسمح باستعمال كلمة (كنائس) بصيغة الجمع للدلالة عليهم,وكانت الجماعة الواحدة في كل بلد تدعى (كنيسة),ولم تستعمل الكلمة بوضوح في العهد الجديد للدلالة على البناء الذي يجتمع فيه المسيحيون للعبادة.
والكنيسة غير المنظورة فإنها تتألف من كل الذين اتحدوا حقا بالمسيح,أما الكنيسة المنظورة فإنها تتألف من جميع الذين يعترفون أنهم متحدون بالمسيح.
وقد أشبهت العبادة قي الكنيسة المسيحية العبادة في المجمع اليهودي وكانت تتألف من الوعظ,والقراءة من الأسفار المقدسة,والصلاة والترنيم والقيام بالمعمودية والعشاء الرباني ,وتقديم العطايا,وقد تستعمل لفظة كنيسة الآن للتمييز بين طائفة وأخرى من الطوائف المسيحية إلا أنها لم ترد أصلا بهذا المعنى في الكاتب المقدس ولا يجوز لطائفة ما إلا دعاء بأنها هي الكنيسة الوحيدة الجامعة الرسولية.
وفي عام 312ميلادي,زعم الإمبراطور قسطنطين أنه اعتنق المسيحية الدين,وحوالي 70عامابعد ذلك ,وخلال حكم ثيودوس أصبحت المسيحية الدين الرسمي للإمبراطورية الرومانية.فلم يتم اضطهاد المسيحيين,في حين تم اضطهاد "غير المؤمنين"إن لم يتحولوا إلى المسيحية(النصرانية).وهذا العنف والإكراه أرغم الكثير على اعتناق المسيحية دون إيمان حقيقي بالمسيح.ودخل هؤلاء المسيحية تقاليدهم العتيقة وممارساتهم الخاطئة وبهذا تغير شكل الكنيسة,فأصبحت هناك طقوس كثيرة ومعمار باهظ الثمن,وأيقونات عبادية,وتقديس للبشر وكثير من الأشياء التي أضيفت إلى بساطة العبادة الكنيسة الأولى.
وفي نفس الوقت بدأ بعض المسيحيين بالابتعاد عن روما واختاروا الحياة كرهبان وبدءوا بتعميد الصغار لغسل الخطيئة الأصلية1.
وفي السنوات التي لحقت ذلك,عقدت المجامع الكنسية لمحاولة تحديد العقيدة الرسمية وذلك للحد من انتهاكات القيادة الكنسية ولتعضيد السلام ما بين الجهات المتصارعة.
وبضعف الإمبراطورية الرومانية,ازدادت قوة الكنيسة,ونشأت صراعات متعددة مابين كنائس الشرق والغرب, فالكنائس الغربية (اللاتينية),ومقرها روما تزعمت السلطة على الكنائس الأخرى,ودعا أسقف روما نفسه "البابا".وهذا لم يسر كنائس الشرق (اليونانية),والتي كان مقرها القسطنطنية.واندلعت انشقاقات دينية وسياسية ولغوية إلى أن حدث الانشقاق العظيم في عام 1054ميلاديا,حيث قطعت الكنائس الرومانية الكاثوليكية كل علاقاتها مع الكنائس الأرثوذكسية الشرقية.
لقد تولت الكنيسة الكاثوليكية في العصور الوسطى أمر السلطة والإدارة ,وفي عام 1517 مارتن لوثر الحركة الإصلاحية البروتستانتية ,وبعده ظهر إصلاحيين أمثال لوثر وكلفن وزوينجلي واختلفوا على نقاط لاهوتية معينة ولكنهم اتفقوا على سلطة الكتاب المقدس وعلى أن الخطاة يتلقون الفداء بالنعمة من خلال الإيمان بالرب يسوع المسيح وحده.
ونجد أن حركة الإصلاح جردت الكنيسة الكاثوليكية من السلطة بالرغم من استمرار كينونتها ,واندلعت الكثير من الحروب بين الكنيستين.
وبعد هذه المرحلة جاء عصر التنصير عام 1790, لقد كانت النهضة الصناعية فتوفرت المصادر المالية التي من خلالها موّل الأفراد المنصرين وظهر الاحتياج الشديد لنشر الإنجيل.وذهب المنصرون إلى أقاصي الأرض وأسست الكنائس في كل مكان.
فبفضل جهود المنصرين انتشرت الكنائس في كل العالم برعاية الاستدمار الغربي طبعا فمنذ أن كانت سبعة كنائس كما تذكر أسفارهم أصبحت الآن تعد بالملايين على اختلاف طوائفهم وكنائسهم.وبعد ذلك وظهر ما يسمى بالأديرة والرهبانيات وهذان الأخيران لهما علاقة وطيدة بالتعاليم النصرانية.لقد كان المؤسس الأول لنظام الرهبنة القديس أنطون , انتقل نظامه من مصر إلى سورياحيث قام أحد تلاميذه وهو هيلاريون من غزة بنشر مبادئه وتبيينها,ثم قام بها في سوريا أيضا راهب يدعى أقرام وفي القرن الخامس ظهر القديس سمعان 459م,فأنشأ في شمال سوريا كنيسة كبيرة سميت قلعة ومن ثم انتشرت حياة الرهبنة وتخطت البحر إلى البلاد الأوروبية.
ومن أعمال أنطون أنه نظم مستعمرات الرهبان في مصر العليا,فجل لكل راهب خلوته الخاصة به يستعبد فيها متفردا, وكانت هذه لنشأة الديرية.
وأول دير عرفته النصرانية هو الديرالذي أنشأه القديس باخوم قرب قريته دندرة –اتجاه بلدة قنا- سنة 315-320,فهوأول من خطى بنظام العبادة من الرهبنة إلى الديرية,ولم يكن هذا إلا بعد أثر من ثلاث قرون.
كما نشأت الأديرة في مصر وانتقلت منها إلى ما جاورها,كذلك انتشرت الأديرة فيما هو قريب وبعيد في الشرق الأوسط بادئه من مصر,فشملت بلاد الشام وامتدت إلى مابين النهرين وإلى آسيا الصغرى وقبرص.
وفي القرن الرابع فشت الأديرة في أوروبا كاسيان رائدها الأول(480-543),ويليه في العمل مارتن النوري (397-316)وإن كان أقدم منه,ثم جاء بعده بندكت ,انتشرت الأديرة فشملت بلاد الشام وانتقلت إلى ما بين النهرين ثم إلى قبرص وآسيا الصغرى.
كما هناك أديرة باسيلية وتنسب إلى القديس باسيل (329-379) وهو تلميذ للرهبنة المصرية درسها لكنها لم تعجبه فأسس ديرية جديدة حملت اسمه ,أنشأ في منتصف القرن الرابع تقريبا(360)وأول دير له بآسيا الصغرى في قيصرية جديدة,والأديرة بكل أنواعها كانت تمثل جانبا سلبيا بالنسبة للحكام,بينما كانت البابوية مصدر احتكاك بالأباطرة والنبلاء والأثرياء ,ومن مزايا الأديرة أنها حفظت من التراث الفكري ,وقامت بلون من التعليم.

المطلب الثاني:انتشار المؤسسات التنصيرية في العالم
إن الحديث عن المؤسسات التنصيرية وانتشارها يتطلب كما من المجلدات معتبرا حيث إنه حيثما ذكر مصطلح تنصير لابد أن تكون معه مجموعة ضخمة من المؤسسات التي تسعى لنشره,على رأسها الكنائس والأديرة.
وقد كانت أولى الكنائس على ضفاف حوض المتوسط نتيجة لرحلات بولس وبعض أتباعه, وكانت سبعة كنائس الأولى جاء ذكرها في سفر الرؤيا وكانت في آسيا وهي أفسس,سميرنا,ثباتيرا,ساردس,فلادلفيا,لاوديكية,وبدخول قسطنطين المسيحية ازدهرت الحركة الكنسية وتأسست كنيسة روما التي استلمت الكرسي الرسولي فيما بعد.
وإرساليات التبشير الآن منتشرة في أنحاء العالم,وأفسح ميادينها أواسط إفريقيا وجنوب وشرق آسيا وأندونيسيا,......ولقد أصبح لها انبعاث جديد في البلاد الإسلامية ,حتىفي دول الخليج والمملكة العربية السعودية .وهي في كل بلد تنزل تستعين بالوسائل المادية وخصوصا المدارس والمستشفيات ,وتقوم إلى ذلك بدعايات واسعة.
إحصائيات خطيرة حول المؤسسات التنصيرية:
• إن عدد مؤسسات التنصير وإرسالياته ووكالات الخدمات النصرانية يبلغ 120مؤسسة.
• المعاهد التي تؤهل المنصرين وتدربهم يبلغ عددها 99200معهد.
• المنصرون المحترفون العاملون على رأس العمل التنصيري يبلغ تعدادهم 4208250منصرا.
• في مؤسسات التنصير يوجد 82000000من أجهزة الكومبيوتر.
• عدد المجلات التي تصدرها المؤسسات التنصيرية يبلغ24900مجلة.
• عدد الكتب التي أصدرتها المؤسسات في عام واحد 88610كتاب.
• محطات الإذاعة والتلفزة التي تبث التنصير يبلغ عددها 2340محطة.
• نسخ الأناجيل التي وزعتها مجانا في عام واحد 53000000نسخة.
• المدارس ورياض الأطفال التي تشرف عليها كنائس التنصير تبلغ 10677مدرسة.
• الطلاب الذين يدرسون في المدارس الكنسية يبلغ عددهم 9000000طالب.
• المستشفيات التي تملكها هذه الكنائس يبلغ عددها10600مستشفى.
• دور إيواء العجزة والأرامل والأيتام التابعة لها هي 680دار.
• عدد الصيدليات المملوكة لها 10500صيدلية.
• ميزانية خدمة المشاريع النصرانية تبلغ 163مليارمن الدولارات.
• دخل الكنائس العاملة في التنصير9320مليار من الدولارات.
• دخل الإرسليات الأجنبية 8900مليارمن الدولارات.
• لقد بلغت التبرعات التي قدمت للكنيسة في سنة واحدة 157مليونا من الدولارات.
• ولقد خصت إفريقيا وحدها من هذه المؤسسات التنصيرية 14000منصرا و16000معد للتنصير و500مدرسة لاهوتية 600 مستشفى,هذه إشارة لبعض الأرقام التي تجسد حجم المؤسسات التنصيرية تلك التي اتفقوا عليها في مؤتمر كولورادو في ماي 1987.
ومن العسير إعطاء إحصائيات دقيقة عن هذه المؤسسات ومناطق تواجدها, فاليوم وقد أصبح العالم قرية صغيرة انتشرت هذه المؤسسات وعلى رأسها الكنيسة في كل العالم بدفع من العرب المسيحي الذي يتزعم العالم اليوم في كل النواحي الاقتصادية والثقافية ويطمع أن يتزعمه دينيا أيضا.

المطلب الثالث:أنواع المؤسسات التنصيرية
ركز المنصرون في العالم الإسلامي على لأكثر من محور,وكان أخطرها مجال التربية والتعليم,وخطورته تتمثل في كونه أمل المسلمين في تكوين جيل يكون من أهل حمل الراية لصناعة مستقبل مشرق ,ومن هنا أصبح التعليم والتثقيف أحد أهم الوسائل التي استعملتها الإرساليات التنصيرية لنشر كنائسهم والتعريف بعقائدها واتخذوا التعليم وسيلة لذلك.
• المؤسسات التربوية والثقافية:
قامت الإرساليات التنصيرية بالإكثار من إنشاء مدارسها في أنحاء متفرقة من المغرب العربي فمثلا :تونس زاد عدد المدارس عن العشرين مدرسة عام 1881إلى ثلاث وثمانين مدرسة عام 1885وكان يدرس فيها حوالي 2481مسلما ,وإلى جانب المدارس الفرنسية توجد مدرستان إيطاليتان.
أما مصر فأخذ المنصر الفرنسي في إقامة المدارس الكاثوليكية الفرنسية,وقد أنشأت الإرساليات الفرنسية ثلاث مدارس كاثوليكية فرنسية في عهد محمد علي وهي:
ـ مدرسة الراعي الصالح بون باستور للبنات في القاهرة عام 1845.
ـ مدرسة فتيات الإحسان في العام نفسه.
ـ اللعازريين في عام 1846.
ومع هذه المدارس بدأ العمل التنصيري يأخذ طريقه إلى مدن الصعيد وقراه ,على أيدي الرهبان والراهبات ,وقد نجحت هذه الإرساليات بالتعاون مع الرهبان الفرنسيسكان في عام 1850في افتتاح مدرسة للآباء الفرنسيسكان في منطقة نقاده في الصعيد.
أما في ليبيا فكانت المدارس موزعة على الشكل التالي:
ـ طرابلس مثلا:مدرسة صإبتدائية للبنين مع أقسام إضافية مسائية تأسست عام1876.
ـ مدرسة إللبنات مع أقسام إضافية للتدريب المهني عام 1878.
ـ مدرسة فنية تأسست عام 1888مع قسم طبي ومعمل للتحليل ملحق.
ـ مدرسة للأطفال الأيتام أسسها المجلس التنصيري الوطني الإيطالي زتديرها الأخوات الفرنسيس كانيات.
وبلغ عدد المدارس الأجنبية التي أسسها المنصرون في الشام والعراق 22مدرسة ألمانية وعدد المدارس الفرنسية 200مدرسة,أما المدارس البريطانية الأمريكية500مدرسة,وعدد المدارس الروسية 60,ولقد عني المنصرون عناية خاصة بتعليم البنات فكانت أول مدرسة للبنات افتتحت في بيروت سنة 1830,وافتتحوا مدارس في السودان ومصر والمغرب.
وإذا نظرنا في الجهود الأجنبية في إنشاء المدارس نجد أن مدرسة عينطورة أقدم مدارس الإرساليات التنصيرية في لبنان أنشأت عام 1834.
وفي العراق افتتح الإنجليز العديد من المدارس في بغداد والبصرة والموصل وغيرها,وفي شبه الجزيرة العربية افتتح المنصرون البروتستانت أول مدرسة للتعليم الحديث عام 1893,وكانت هذه المدرسة الأولى من نوعها في منطقة الخليج العربي.
تأسست كلية أسيوط الأمريكية في مصر,ثم أنشأ المنصرون الأمريكيون الكلية الأمريكية في بيروت عام 1874,وفي عام 1920افتتح الأمريكان الجامعة الأمريكية في القاهرة ,وقد وصفت الجامعات الأمريكية في الأقطار العربية بأنها أكبر المشروعات الأمريكية التنصيرية.
أما المعاهد فتوجد العديد منها على سبيل المثال لا الحصر:
ـ معهد بوتنفيكيو للدراسات العربية ومقره روما في إيطاليا,مهمة المعهد إعداد دعاة الكتاب المقدس يعملون بين المسلمين,تستمر فيه الدراسة اللاهوتية لمدة ثلاث سنوات وتشتمل اللغويات والدراسات الإسلامية وحلقات خاصة بالمهام التي يضطلع عليها الدعاة.
ـ معهد الآداب العربية ومقره تونس وترعاه جمعية الآباء البيض الكاثوليك,ويقوم بإجراء البحوث والدراسات وتوفير المواد والمعلومات الخاصة بالمشكلات والموضوعات الثقافية ,أما هدف المعهد هو إعداد المتخصصين في اللغة العربية و الإسلاميات.
ـ مركز دراسات العالم العربي الحديث في بيروت.
ـ معهد الشرق الأدنى للاهوت ومقره بيروت.
ـ معهد هنري مارتن للدراسات الإسلامية ومقره حيدر آباد بالهند.
ـ معهد زويمر للدراسات الإسلامية.
• المؤسسات الاجتماعية:
استخدم المنصرون مهنة الطب كوسيلة وغطاء للتنصير وبث أفكار هدامة معادية للإسلام,وقد نظر المنصرون إلى الطب على أنه معين على التنصيير,لابل إن الأمريكيين اعتبروا الطب مشروعا مسيحيا,وقد أكد ذلك عدد كبير من الأطباء المنصرين ففي كتاب"الطبيب في بلاد العرب"قال:بول هاريسون :"إن المبشر لا يرضى بإنشاء مستشفى ولوبلغت منافع ذلك المستشفى منطقة عمان ,لقد وجدنا نحن في بلاد العرب لنجعل رجالها ونساءها نصارى".
أما المنصر فقال في مجلة العالم الإسلامي التنصيرية:"نحن مثقفون بلا ريب على أن الغاية الأساسية من الأعمال التنصير بين المرضى في المستشفيات أن تأتي بهم إلى المعرفة المنقذة معرفة ربنا يسوع المسيح وأن ندخلهم في الكنيسة المسيحية إذا استعرضنا جهود المنصرين في بناء المستشفيات في الوطن العربي نجد أنهم بدؤوا بناءها في أواخر القرن 19وأوائل القرن 20 ,وأول مركز أنشأ للعمل في المنطقة العربية أقامته الإرسالية الأمريكية عام1908في بيروت بإشراف الطبيبة الأمريكية المنصرة ماري إيدي ,وفي شبه الجزيرة العربية بنى القس المنصر الطبيب صموئيل زويمر مستشفى ماسون في المنامة بالبحرين ,وافتتح المنصرون مستشفيات أخرى مثل سارة في الشارقة ,ومستشفى الواحة الكندي في مدينة العين الإمراتية.
• المؤسسات الإعلامية:
الواقع أنه في كل العصور والبلاد كانت الصفحة المكتوبة في كل مكان هي المنصر الحاضر دائما,...إنه من الخطأ إعادة الحياة إلى الكتابات والمطبوعات القديمة لتوزيعها اليوم,وإننا بحاجة إلى كتابات جديدة لكل جيل ومطبوعات مختلفة لكل بلد وشعب,وهناك وسيلتان أخريان لأسلوب التسلل تهيأت لجيلنا الحاضر وهما الإذاعة ودورات المراسلة ,ولا شك أن التلفزيون قد يحل محل الراديو في الأهمية...,إن هذا الأسلوب على كل حال هو القوة الصامتة وغير المرئية التي لا تدخل في أي جدال ولا تقبل أي اعتذار,وعلى الرغم من ذلك تنتقل من خلال العقل إلى القلب والضمير لتحدث معجزة التنصير.
تلك هي كلماتهم عن أساليب التنصير ومؤسساته,وهي شهادة واعتراف يفضح المؤسسات التي أقاموها أوكارا للتنصير.
ومطلوب من جميع هذه الآليات أن تتسلل بالمضامين النصرانية ,المغلفة بالأشكال والأنماط الثقافية الإسلامية...تتسلل إلى عقل المسلم ووجدانه ,لتقتلعه من الإسلام,وتقتلع الإسلام منه.أما الكلمة المكتوبة والصفحة المطبوعة في كما قالوا:المنصر حاضر دائما ,وهي ليست فقط المواعظ الدينية وكتب اللاهوت فإننا نعتبر أن المطبوعات ووسائل الإعلام تشمل الكراسات الدينية ,الصحف,الرسوم الكاريكاتورية المتحركة ,الكتيبات ,المجلات,دورات المراسلة ,النصوص الإذاعية,التسجيلات ,المسرحيات,الصور,الملصقات...الخ
وعندما قرر قساوسة التنصير أن العصر هو عصر الراديو فإنهم قد خططوا لتنهض الإذاعات التنصيرية بدور المنصر الحاضر دوما وإذا كانت محطات الإذاعة التنصيرية ومحطات الإرسال التلفزيوني قد بلغت 2340محطة ,واتفقت إذاعات التنصير ونسقت جهودها وأقامت رابطة الشرق الأوسط للاتصالات وعليه أصبحت الإذاعة طمعا يصطادون به المسلمون من الإسلام إلى النصرانية.
وأنشط مؤسسات التنصير على سبيل المثال لا الحصر:
• الرابطة الكاثوليكية للراديو والتلفزيون ومقرها سويسرا وهي تضم مائة إذاعة كاثوليكية وينصب نشاطها على خدمة التنصير.
• الرابطة العالمية للإذاعة التنصيرية أنشأها مجلس الكنائس العالمي عام 1921وتتخذ جنيف مقرا لها و أهم ما تقوم به هذه الرابطة ,أنها تقدم منحا للكنائس والمنظمات المسيحية والأفراد للتدريب على استخدام الإذاعة في مجال التنصير.
• الاتحاد العالمي للاتصالات المسيحية أنشئ في لندن عام1968يولي هذا الاتحاد الهيئات والمنظمات التنصيرية التي تعمل في إفريقيا على وجه الخصوص اهتماما فائقا ويخصها بالقدر الأكبر من المساعدات والدعاية.
ويعود تاريخ هذا النوع من المحطات الإذاعية التي يطلق عليها اسم الإذاعات الدينية إلى بداية العشرينيات,وفي الولايات المتحدة الأمريكية على وجه الخصوص وأول محطة من هذا النوع "محطة نداء السيخ"أو" صوت يسوع المبارك"حيث قامت بإنشائها منظمة أمريكية تعمل في الإكوادور وبدأت المحطة إرسالها من الإكوادور في 20ديسمبر1931بينما راديو الفاتيكان إرساله في شهر فيفري من نفس السنة من مدينة الفاتيكان ,وبقيتا هاتان المحطتان الوحيدتان من نوعهما إلى ما بعد الحرب العالمية الثانية.
وقد شهد العقدان التاليان توسعها في إقامة المحطات الإذاعية الدولية للتنصير في قارتي إفريقيا وآسيا وبدعم خاص من قبل المنظمات وهيئات ومؤسسات التنصير الأمريكية بذات.
ومن الإذاعات الدينية المسيحية الدولية الموجهة إلى العالم العربي,أي الناطقة بالعربية ,توجد ثلاث إذاعات تنصيرية وفي:
1) راديو الفاتيكان: إذاعة حول العالم وهي صوت البابا,ثلاثون لغة كل يوم و15إضافية في المناسبات هذه المحطة أنشأها المخترع الشهير ماركوني وقدمه هدية للفاتيكان والبابا وافتتحت في 12 فيفري 1931.
وفي أواخر عام 1960شهد راديو الفاتيكان تطورا طفيفا عندما رأى القائمون ضرورة التفكير في الوصول إلى الشباب وتقديم البرامج والمواد الدينية إليهم ,وإغرائهم بالاستماع إليهم تبث إذاعة الفاتيكان برنامجها العربي إلى منطقة الشرق الأوسط ,ويبث البرنامج إلى إفريقيا الشمالية ويبدأ البرنامج بعبارة "المجد ليسوع المسيح"ويقوم بالإشراف على هذا البرنامج العربي القس اللبناني الأصل "سالم شمعون".
2) إذاعة حول العالم:وتقوم هذه الإذاعة بتقديم برامج النصرانية ,إذاعة ناطقة بالعربية بدأت هذه المحطة في طنجة بالمملكة المغربية عام 1954,وظلت تعمل هناك طيلة 5سنوات حتى نالت المغرب استقلالها وقررت إغلاق المحطة سنة1959بعد أن اكتشفت خطورة أهدافها وخطورة العمل الذي تقوم به ,وفي نفس السنة بدأت المحطة بثها من جديد من مونت كارلو على الهواء عام 1960وتعتمد إذاعة حول العالم على ثلاث أساليب لإغراء المستمع وهي:
- إرسال النسخ المجانية من الكتب خاصة الدينية التي تسعى للترويج لها ونشرها على أوسع نطاق ممكن.
- دعوة المستمعين إلى المشاركة في البرامج والإجابة عن الإسلام وإذلعة رسائلهم التي تعمل آرائهم وأفكارهم وخواطرهم ومقترحاتهم.
- إرسال هدايا أخرى غير الكتب وقد تبين أن الغالبية العظمى من برامج المحطة تستخدم واحدة من هذه الوسائل لإغراء المستمع.
3) إذاعة صوت الغفران:تعد واحدة من أهم الإذاعات التنصيرية في الوقت الحالي ,ولدت هذه المحطة بعد اندماج محطتين تنصيريتين هما "إذاعة صوت الحق" "وإذاعة صوت الإنجيل" الأولى كان مقرها بيروت وتبث بالعربية ,أما الثانية فمقرها إثيوبيا ,وتبث برامجها من جزيرة رودوس ,ويغطي إرسالها المنطقة العربية كلها ,وأخطر ما استحدثته هذه المحطة هي مجال البرامج الإذاعية التنصيرية هو ترتيل الإنجيل على غرار تلاوة القرآن, بهدف خداع المستمعين العرب البسطاء وغير العرب ,وجذب انتباههم.وتعد من أهم الإذاعات التنصيرية للأسباب التالية:
- كونها إذاعة موجهة ومخصصة للجمهور في المنطقة العربية على وجه التحديد.
تبث المحطة برامجها في ثلاث فقرات يومية ,فهي تبث ما يقرب ساعتين ونصف ساعة يوميا ,ويبلغ إجمالي ساعات الإرسال الأسبوعية 16ساعة وربع ساعة أسبوعيا أي ما يقرب 900ساعة سنويا.
- يصل بث هذه المحطة واضحا إلى المناطق العربية المستهدفة جميعا.
- يصل بث هذه الإذاعة بتدعيم ومساعدة المؤسسات التنصيرية العالمية وساندها ماليا وفنيا من هذه الهيئات هيئة ساعة الإصلاح بالسودان ,وهيئة نداء الرجاء بألمانيا.
- تنسيق هذه المحطة خططها البرامجية مع إذاعة حول العالم ,حيث يتم تبادل البرامج وتحديد مواعيد البث على نحو يجعل كل منها تكمل جهود الأخرى.
على هذا النحو تتمثل خطورة وأهمية المحطة التنصيرية صوت الغفران فهي محطة تغطي العالم العربي كله وتدعمها إمكانات بشرية ومادية وفنية على مستوى الهيئات والمنظمات التنصيرية العالمية.
المبحث الثالث: نماذج عن المؤسسات التنصيرية
المطلب الأول:مجلة العالم الإسلامي
قبل مئة عام تقريبا كان المسلمون يعيشون سنوات حالكات,فقد وقع ثلث أراضي المسلمين في أيدي الإستدمار من أندونيسيا والهند شرقا إلى شمال إفريقيا غربا ,مرورا بالشام وبلاد هلال الخصيب ,وكانت الدولة العثمانية تعالج ساعات الإحتضار في حين انحصر مسلموا آسيا الوسطى في هذه الأثناء أغرت المؤسسات التنصيرية الغربية بانتهازها لتسجيل انتصارات متوقعة في الساحة الدينية للمسلمين,اعتقادا أن التقهقر والهزيمة واليأس الذي أحاط بالمسلمين ,ونظرة الإستعلاء والهيمنة الغربية تسهل مهمة المنصرين ,وتفتح أمامهم آفاقا رحبة لإخراج المسلمين من دينهم الحق.
في هذه الأجواء صدرت مجلة "العالم الإسلامي لقد صدر العدد الأول من عام 1911كان رئيس التحرير فيها زويمر أحد الأسماء الحاقدة على الدين الإسلامي والبارز في ميدان التنصير ,وتتلخص أهداف المجلة في العبارة التي وضعت تحت اسم المجلة مباشرة:"مجلة فصلية أدبية وفكرية تعرض نجاح المبشرين المسيحيين في العالم الإسلامي وحوادث وأخبار المحمديين".
تحت إدارة زويمر إذا ظلت المجلة تحافظ على شريحة معينة من القراء تمثلت في الإرساليات التنصيرية الموجهة للعالم الإسلامي حرص زويمر على تزويدهم بالمعرفة المطلوبة حول مظاهر وجوانب الدين الإسلامي كي يتمكنوا من ممارسة مهمتهم التنصيرية بدقة.
قصد زويمر لإنزال الدراسات الإسلامية من أبراج الأكاديمية إلى أرض الواقع ليستفيد منها المنصرون ,وكان له رغبة وحماسة شديدة تجاه تنصير المسلمين ,على حد قوله:"لا تهدف المجلة لتمثيل فصيل أو اتجاه معين من الكنيسة,بل لتكون رسالة موجهة لجميع الذين يحملون في قلوبهم الإيمان المسيحي ,ويسعون لنشر المسيحية من أجل السلام والصلاح للحياة ,فهي ليست مجلة مخصصة للمناظرات والجدل".
قام زويمر لهجته من نبرة الهجوم على الإسلام إلى التركيز على إظهار الأوجه والجوانب المختلفة للإسلام,ورغم أن المجلة هدفت في البداية أن تكون منبرا لأنشطة التنصير ,إلا أنه بعد مرور الوقت اعترف بالحاجة لتغيير وسائل التنصير ونهج البعثات التنصيرية فاعتبر نفسه في خدمة الكنيسة لتوصيل صوتها للمسلمين ,لذا نجد كتابات المجلة في فترة إدارته تضم أسماء كبار المنصرين والمستشرقين المتعصبين مثل:جولد تسيهر وفولدكه,ومارجيوث وهارتلمان ...,وتحولت المجلة لساحة أكادمية لهؤلاء المستشرقين لعرص أنشطة المنصرين في العالمين العربي والإسلامي.
ثم جاء دونكان ماكدونالدز ليطور المجلة ,رغم أنه لم يحررها بنفسه ,إلا أن مقاله"روح البعثات المسيحية " يوضح رؤيته الخاصة للمجلة.عمل دونكان في المجلة على مدى أربعة عقود ,جاء من أسكتلندا عام 1892لتدريس الغات السامية ,حيث أضاف السريانية والعربية لمناهج الدراسة في المعهد.
تحولت المجلة من بعثة تنصيرية مسيحية تحاول الوصول للمسلمين إلى دراسة الإسلام ,والعلاقات المسيحية الإسلامية.لم يعد ينظر إليه بعيون مسحيين متديين,بل عرف كنظام عقيدي متفرد بذلته.وحاول دونكان تطوير المجلة لتتحول من تصحيح أخطاء المسلمين إلى تحقيق علمي للتطور الداخلي للفكر الإسلامي وتطبيقاته.
إلا أن هدف المجلة لم ينحرف عن الهدف الذي أسست من أجله قال دونكان:"ما يزال الهدف النهائي لهذه المجلة هو تحويل قلوب وعقول أكبر عدد من المسلمين إلى المسيحية".
لقد بدأ إدوين كلافيرلي محررا في المجلة عام 1948,وهو أحد تلامذة دونكان المخلصين,عمل محررا مساعدا تحت إشراف زويمر ,وكان أول ماكتبه في المجلة "لاشيء غير دقيق وغير منصف حول الإسلام".عمل إدوين على تمكين القراء( من المنصرين والمفكرين المسيحيين) من اكتشاف ما يفكر فيه السلمون عنهم.
وهوالذي قام بتغيير عنوان المجلة من moslem world,إلى muslim world, عام 1947ثم جاء كينث كراج بعد إدوين ,وكان قد التحق بالمعهد 1951ليعمل مدرسا للغة العربية والدراسات الإسلامية,ثم أصبح محررا للمجلة في عام 1953نظر البعض لكتاباته ليس فقط تحول بل ثورة ,كتب مقالات عديدة تخدم العلاقات المسيحية الإسلامية ,فقد نحى بالمجلة لمنحى أكاديمي وعلمي ,مما أدى لتحولات كبرى في المجلة,بالرغم من تحول مسارها إلا أن الهدف من المجلة بقي قائما ,ففي عام 1952قام كراج بتغيير العنوان الفرعي للمجلة إلى "مجلة فصلية للدراسات الإسلامية والتفسير المسيحي بين المسلمين".
ففي عهد بجليفيد جمعت المجلة بين المقالات الأكادمية حول الإسلام,ومقالات حول ضرورة الحوار بين الأديان ,قرر بيجليفيد تلافي خطورة خطاب التنصير المباشر نحو المسلمين ,وقصد أن يشارك المسلمون بجدية في الحوار ,كان تأثير بيجليفيد قويا وشهدت المجلة والمعهد في عهد التغييرات جذرية.
كتب بيجلفيد:"تأمل أن تستكمل هذه الفصلية مهمتها في تأكيد على أن الاستماع باحترام وجدية وترقب للقرآن لايتنافى مع الإيمان العميق بالمسيحية".
لذا بدأت المجلة في عهده تضم كتابات لعلماء وطلاب من المسلمين ,مما أدى بالطبع تناقص عدد القراء المسيحيين مقابل ارتفاع عدد القراء المسلمين,وذكر بيجليفيد أن إدارة المجلة قد تلقت عدة رسائل شكوى من المسيحيين أكدوا أن المجلة بدأت تفقد طابعها المسيحي لتصبح أكثر أكاديمية.
ثم جاء إبراهيم أبو ربيعة "المسلم" وجون سميث ليعززا من هذا التوجه الأكاديمي ,وتوسع اهتمام المجلة بتلك القضايا والمناطق المهشمة في العالم الإسلامي خاصة جنوب شرق آسيا.وانصب الاهتمام الأساس لدى ربيعة على باكستان والهند وأندونيسيا وسنغافورة وماليزيا,مما وسع من نطاق المجلة سواء من حيث القراء أو الكتاب ,وفي ظل عهده أيضا قدمت المجلة أعدادا خاصة حول قضية أو منطقة معينة ,كما حبت بأقلام ومساهمات القراء.
واتسعت جهود المحررين مع اتساع خطة المركز ما كدونالد ليشمل برامج أكاديمية قوية ومنحا دراسية إبداعية لدراسة الإسلام والعلاقات الإسلامية المسيحية ومبادرات محلية وقومية ودولية لتعزيز هذه العلاقات ,لتشمل أيضا محافل لحوار الأديان.
لم ينفك ماكدونالد في الاعتقاد أن اللغة العربية مفتاح دراسة اللغات السامية ومصدرا مهما للتعرف على الإسلام.ومنذ قدومه لهارتفود دخل في صرع لإقناع الجميع بأهمية تدريس العربية والإسلام فقد سعى لتدريب علماء حقيقين,حيث كان الطلاب شغوفين فقط بالتعليم الديني ومهارات التبشير,لذا انتقده البعض لاهتمامه بتفصيلات دقيقة حول الإسلام.وحين وصل ماكدونالد لهارتفود كان الاهتمام منصبا على كل مايتعلق بالمسيحية من تاريخ ولغة وثقافة ,لذا فقد لعب ماكدونالد دورا أساسيا في دعم التعليم التنصيري الجديد ,خاصة أنه وجده فرصة متاحة لإجازة تدريس العربية والإسلام للمنصرين.
لقد كان ماكدونالد من أوائل المستشرقين الذين لفتوا الانتباه إلى مصدر المشكلة بين المسيحيين وغيرهم من الأديان خاصة المسلمين,وذلك خلال رحلاته للشرق الأوسط في عامي 1908,1907.
ويعود الفضل لماكدونالد في فتح الباب للدراسات التبشيرية لكي تقترب أثر من الأديان الأخرى وتطوير فهم الأديان,وهو المنحى الذي اتخذه هارتفورد ,وأقام
المعهد مركز لدراسة الإسلام والمسيحية عام 1973يحمل اسم ماكدونالد.
المطلب الثاني :قناة الحياة التنصيرية
تصف القناة نفسها على موقعها الإلكتروني بأنها "محطة تلفزيونية مسيحية لا طائفية تعمل على زرع كلمة الله النقية وسط المجموعات الناطقة باللغة العربية في كل من شمال إفريقيا ,الشرق الأوسط ,الجزيرة العربية,أوروبا وفي سنة 2007 وصلت إلى أستراليا ,وتنتج عبر موقعها متابعة البث المباشر للذين لا يصلهم إرسال القناة كما يمكنهم الاستماع لبرامجها من خلال راديو الحياة الموجود على الموقع أيضا ويعمل بالقناة فريق يتكون في معظمه من متنصرين مرتدين عن الإسلام حيث يتحدث أعضاؤه عن أنفسهم في موقع القناة بمايلي:"غالبيتنا مؤمنون من خلفية إسلامية بالإضافة إلى مؤمنين من خلفية مسيحية متعددي الطوائف...".
تظهر في الصفحة الرئيسة لموقع القناة عبارتان الأولى هي"الحياة هي المسيح"والثانية هي آية من الإنجيل "أنا هو الطريق والحق والحياة"تضير الأولى شعار القناة والثانية إلى المصدر الذي اشتقت منه شعارها فالمسيح حسب زعمهم "قادر على أن يعيد الحياة وأن يحيي الميت "شرط يتحقق لذلك الإيمان به وبعمله التكفيري الذي نفذه على الصليب ,ليجلب الحياة للإنسان بعد ما حكم عليه بالموت لأنه واقع في الخطيئة الأصلية ومن هنا جاء اسم القناة وهذا ما تعمل على إبرازه في برامجها المختلفة والتركيز عليه وعلى موقعها تصرح بأن تنصير المسلمين من أهم أولوياتها "نؤمن بأن الرسالة بالملكوت لابد أن تصل إلى العالم الإسلامي والعالم كله ثم يأتي المنتهى",ولتجسد هذه الأهداف انطلق إرسال القناة في 15سبتمبر2003على قمر هوتبورد الأوروبي.
وبالمقارنة مع القنوات الأخرى ,تعتبر القناة أكثرها طائفية رغم أنها تعلن أنها قناة دينية بالأساس ,موجهة خصيصا إلى دول المغرب العربي وعلى رأسها الجزائر ,تونس ,المغرب,وتهاجم الإسلام والرسول – صلى الله عليه وسلم- بشراسة ,وتسعى بوضوح لتنفير شباب المسلمين ,وقد نجحت في تشكيك بعض المسلمات في دينهم ,وتنصير البعض من الشباب المغربي,حيث أظهرت شهادات وتصريحات للصحافة من جزائريين كانوا متنصرين,بأن من أسباب تنصيرهم قناة الحياة التنصيرية,وما تبثه من افتراءات وأكاذيب حول الدين الإسلامي ومغريات الديانة المسيحية.
وهي تستعمل في ذلك ثلاث وسائل كما يرصدها تركي الظفيري المتخصص في التنصير الفضائي:
• زكريا بطرس:يعد الأب الروحي لهذه القناة...كان قسيسا في الكنيسة الأرثوذكسية وقد أعلن زكريا بطرس عن الحرب على الإسلام ونبي الإسلام والمسلمين جميعا ,وفي عام 2003أكمل هجومه في قناة الحياة التنصيرية بأسلوب بعيد عن المنهجية العلمية وقد صرح زكريا بطرس أنه أراد الدخول لبلاد الحرمين لكنه لم يستطع ,لأنه كما قال :"يريد غزو مكة والمدينة –غير المنورة كما وصفها- من الداخل يذكر أنه استطاع الوصول إلى قاعدة الإسلام عن طريق البالتوك وقناة الحياةالفضائية.
• إجراء اللقاءات مع الذين تنصروا "فيزهر من ادعى أنه تنصر وهو يسرد قصته ,ثم يحاول النيل من الإسلام وأهله بطريقة ماكرة ,فقد يوجد من تنصر إما بسبب الجهل أو بسبب مصالح دنيوية ,ولكن العديد مما يعرض في هذه البرامج يعرض بطريقة خرافية بعيدة عن الحقيقة,يحاولون من خلالها تشكيك المسلمين بعقيدتهم".
• تكييف بعض من ادعى أنه تنصر بتقديم بعض البرامج ,حيث يصرحون بتركهم الإسلام ويطعنون في عقائد الإسلام داعية المسلكين اقتفاء أثرهم,تحرص القناة على توافق برامجها مع لغة ولهجة الجماهير التي تود مخاطبتها ,فتتنوع برامجها بين اللغات الحية واللهجات المحلية العربية المختلفة سعيا للوصول إلى كل شعب بلغته وتحقيق أكبر تأثير فيهم.
وهي تعرض نوعين من البرامج:
برامج دينية مسيحية:وهي تتبع في الغالب المذهب الإنجيلي وهي إما عربية مثل برنامج "ربنا يقدر"أو أجنبية مدبلجة كبرنامج"استمتع بحياتك كل يوم"وهي مختصة بالمسيحية فقط.
برامج تنتقد الدين الإسلامي:وهي البرامج التي أتت منها شهرة القناة وأثارتها للجدل ,أشهرها البرامج التي يقدمها القسيس زكريا بطرس مثل :برنامج حوار الحق,أو البرامج التي يقدمها رشيد المتنصر ويقدم برنامج حوار جريء,وبرنامج كشف القناع ,الذي يستضيف به أشخاص متنصرين كالأخ أحمد ومسلماني.
وعلى أساس هذا التصنيف جاء اختيار البرنامجين :برنامج الحق وبرنامج سؤال جريء.
1) برنامج الحق يحرر:جاء في موقع البرنامج على الانترنت مايلي:"كثيرون يبحثون عن الحق,قليلون جدا يهتمون فعلا أن يعرفوه وآخرون إن وجدوه لايعرفون كيف يتمسكون به" ,لقد وقف بيلاطس وجها لوجه أمام الحق,السيد المسيح شهد له ولكنه لم يعط نفسه فرصة معرفة الحق والتمسك به لأجل خلاص نفسه,فالرب يسوع المسيح قال عن نفسه أنه الحق "أنا هو الحق والحياة ليس أحد يأتي إلى الأب إالا بي"وقال أيضا"...ثبتم في كلامي فبالحقيقة تكونون تلاميذي وتعرفون الحق والحق يحرركم" "ونحن من
خلال برنامجنا الحق يحرر نريدن عزيزي المشاهد أن تتعرف الحق الوحيد المطلق غلى شخص الفادي الحبيب,الرب يسوع المسيح, وأن تثبت في تعاليمه لكي تصل إلى حرية قبوله كمخلص شخصي لك دفع أجرة خطيئتك بموته على الصليب وأعطاك منه حياة أبدية"
ولهذا انطلق البرنامج في يوم 3جويلية2007يبث كل يوم ثلاثاء على الساعة التاسعة مساء بتوقيت القاهرة ,السادسة بتوقيت غرينتش ,وكانت أول حلقة منه بعنوان "لماذا نبشر" وهوثاني برنامج على الهواء على قناة الحياة يتيح للمشاهدة فرصة الاتصال المباشر لتلقي أجوبة على أسئلته.
2)برنامج سؤال جريء: ويطرح كل الأسئلة المحرمة في الدين ويفتح المجال للمشاهدين للاتصال المباشر عبر الهاتف ,ختى يدلوا بوجهات نزرهم ةبأسئلتهم كما يمكن للمشاهدين أيضا أن يبعثوا مسبقا بأسئلتهم واقتراحاتهم ومواضيعهم المفضلة على البريد الإلكتروني للبرنامج.
ويعتبر هذا البرنامج أول برنامج تبثه القناة بشكل مباشر ,عرضت أول حلقة في يوم 15فيفري2007,وكانت بعنوان "هل القرآن وحي الله",في إشارة إلى وجهة نظر البرنامج ومحور اهتمامه.
يبث هذا البرنامج كل خميس على الساعة التاسعة ليلا بتوقيت القاهرة ,السادسة بتوقيت غرينتش ,ويعاد طيلة أيام الأسبوع في أوقات مختلفة عدا يوم الأحد.ويقوم العمل في الربنامج على تقديم الأجوبة على الأسئلة التي يحرم طرحها في الإسلام باعتباره دين "لايسمح بطرح الأسئلة ويكرس الإيمان الأعمى"ويستدل على ذلك بالآية الكريمة "يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم" التي تظهر جنيريك البداية ,لأن هذه الأشياء التي يمنع الإسلام طرح الأسئلة عنها كما يرى البرنامح ,تجعل المسلم من دينه وربما يتركه زلذلك لم يبذل علماء المسلمين جهذا في إيجلد الأجوبة لهذه الاسئلة ,على عكس هذا البرنامج الذي خول لنفسه الحق في الإجابة مبتعدا في ذلك عن أصول البحث العلمي والإنصاف ,حيث يجعل من الإسلام والوثنيات شيئا واحدا.
وطبعا هذا تحريف لمعنى الآية الكريمة التي كان سبب نزولها "تأديب من الله تعالى لعباده المؤمنين ,ونهى لهم عن أن يسألوا عن أشياء مما لافائدة لهم في السؤال والتنقيب عنها ,لأنها إن أظهرت لهم تلك الأمور ,ربما ساءتهم وشق عليهم سماعها"وهذا ماكان يفعله اليهوج فلما فرض عليهم ما كانوا يسألون عنه وقعوا ف الكفر بسبب عدم قدرتهم على إتيان ما كلفوا به.
ويعتبر هذان البرنامجان من الحجم الثقيل في الشبكة البرامجية ,حيث يستغرق كل منهما ساعة ونصف ,مما يتيح لإعطاء المزيد من الشرح والإسهاب في الموضوع وترسيخه في الأذهان.
المطلب الثالث:معهد هنري مارتن
ترجع فكرة هذا المعهد وفي إيجاده إلى القس زويمر ,وأن الغرض هو دراسة الإسلام ,محاولة لتنصير مسلمي الهند ,وأيضا غيرهم ,وقد أسس سنة1930 في لاهور وبعد عامين فقط انتقل إلى جبال الهملايا في مدينة لاندور وقد تنقل هذا المعهد في أرجاء الهند ,حتى استقر أخيرا في حيدر آباد ,ولا تعرف سببا لهذه التنقلات ولعلها كانت لاختيار المكان المناسب الذي يمكن نجاح التنصير فيه أكثر.وقد أمدته الإرسالية البريسبتارية الأمريكية,وتحملت جمعيات الإرساليات البريطانية تمويله,وعلى الأخص جماعات الميثوديزم ,والتعميد والأنجليكان,وهكذا نهض هذا المعهد بداية لنشاط أوسع واختيرت له هيئة تدريس وإدارة من قسيسين ممتازين معروفين برقي معلوماتهم وقوة حماسهم.
ومن الناحية الإدارية قسم المعهد إلى ثلاث أقسام هي:
1) دراسات للبحث والتنقيب يقوم بها أعضاء معينين من هيئة التدريس.
2) تدريب المنصرين على كيفية العمل لتنصير المسلمين .
3) إعداد مختارات معينة من الأدب النصراني لتقدم إلى المسلمين.
وتقدم عددا من الكنائس والإرساليات والجماعات المختلفة للتعاون والعمل معاوفقا للتخطيط الذي رسم ,وكلن هذا في الواقع نجاحا كبيرا لخطة زويمر التي كان دعا إليها والمتمثلة في توحيد الإرساليات وعملها معا.
أما الموضوعات التي كان على المعهد أن يعالجها,فحددت بتسعة موضوعات نذكر منها:
1) مساعدة الكنيسة والمعاهد الأخرى على تحقيق رسالتها في تنصير المسلمين,بتقديم فهم مبسط ومناسب للإسلام,يمكن به التفاهم مع المسلمين حول دينهم وإبراز عيوبه.
2) أن تعد مكتبة أو مكتبات تسهل الإطلاع للأساتذة والطلبة على الإسلام للدراسة والبحث.
3) أن ينشر المعهد كتبا وتقارير ودوريات وبندا ورسائل ...ليتداولها الأساتذة والطلبة ومن يقرأ من خارج المعهد.
وبقية الموضوع تدور حول هذا الهدف ,وتوصيح الوسائل المختلفة التي ينهجها المبشرون.
وحين قسمت الهند سنة 1947رآى المعهد أن يبقى في الهند,وألا ينقل إلى باكستان ,لأن الهند ظل بها في هذا الوقت نحو75مليونا من المسلمين موزعين في الولايات الإسلامية,وهم كثر قد تعد التجمع الثالث لمسلمي العالم,وهم في هذا التفرق أسهل اصطياد وأقرب انقياد للتنصير,ولكن المعهد واجه صعوبات أخرى حتى وصل الدكتور كنيث كراج الذي يعتبر زويمر الثاني,أو هو زويمر هذا الموقف,فقام بمقابلات وعقد اتصالات بين رؤساء الكنائس وقادة الإرساليات وممثلي أنحاء الهند,لجمع كلمتهم وجعلهم يلتقون حول رسالة هذا المعهد ,فبعث فيه حياة جديدة,وباقتراحه وعرضه أفكاره الجديدة تحول اسم المعهد من مدرسة هنري مارتن إلى "معهد هنري مارتن للدراسات الإسلامي" .
ولايزال هذا المعهد يزاول نشاطه الثقافي ويخرج مطبوعات بمختلف اللغات وما زال المال يتدفق عليه من الإرساليات العديدة ,وهو بلاريب يدخل في النصرانية كثيرين من المسلمين.
المبحث الرابع:أهداف المؤسسات التنصيرية ,نتائجها,مواجهة المسلمين لها
المطلب الأول:أهداف المؤسسات التنصيرية
أخبر الله عن أهل الكتاب أنهم كفروا بآيات الله ونقضوا ميثاقه,وقتلوا الأنبياء فطبع على قلوبهم قال تعالى:"فبما نقضهم ميثاقهم وكفرهم بآيات الله وقتلهم الأنبياء بغير حق وقولوهم قلوبنا غلف بل طبع الله عليها بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا "سورة النساء آية155فغاية أهل الكتاب تتلخص في الأمور التالي:
1) الصد عن سبيل الله قال تعالى:"يشترون الضلالة ويريدون أن تضلوا السبيل"النساء44.
2) أن تكون سبيل الله عوجاء مائلة ,وهي مستقيمة في نفسها لا يضرها من خالفها ولا من أخذ بها قال تعالى:"الذين يستحبون الحياة الدنيا على الآخرة ويصدون عن سبيل الله و يبغونها عوجا أولئك في ضلال بعيد"إبراهيم 3.
3) أن يتبع المسلمون ملتهم قال تعالى:"ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم"البقرة 120.
4) أن ترتد الأمة الإسلامية وترجع على أدبارها قال تعالى:"ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء"النساء 89.
5) الحرص على ما يعنت المسلمين ويشق عليهم ويضرهم ويفسد عليهم أمرهم قال تعالى:"يا أيها الذين أمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خَبَالا ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من لأفواههم وما تخفي صدورهم أكبر" آل عمران 118.
6) فتنة المسلمين والكيد لهم وخذلان دينهم وإخماده مدة طويلة قال تعالى :"يبغونكم الفتنة" التوبة 47.
7) مواجهة الدعوات الإسلامية والحركات الإصلاحية التجديدية.
8) محاربة اللغة الشرقية وفي المقدمة اللغة العربية لأن اللغة هي الجزء المشترك من كيان الأمة ,ولقد أدرك أعداء الإسلام أن الشعوب الإسلامية وثيقة الصلة باللغة العربية فإنها ستظل مرتبطة بالإسلام والقرآن.
9) الحيلولة دون دخول النصارى في الإسلام وهذا الهدف موجه الجهود في المجتمعات التي يغلب عليها النصارى.
10) الحيلولة دون دخول الأمم الأخرى غير النصرانية في الإسلام والوقوف أمام انتشار الإسلام بإحلال النصراني أمامه.
11) الإيحاء بأن المبادئ والمثل والتعاليم النصرانية أفضل من أيّ مُثل ومبادئ أخرى.
12) الإيحاء بأن تقدم الغربيين الذين وصلوا إليه إنما جاء بفضل تمسكهم بالنصرانية بينما تأخر العالم الإسلامي هو نتيجة تمسكهم بالإسلام,وهذا منطق المنصرين المتمسكين بنصرانيتهم.
13) تعميق فكرة سيطرة الرجل الغربي على بقية الأجناس البشرية الأخرى,وترسيخ مفهوم الفوقية والدونية,تعضيد الإحتلال بأنواعه والتبعية السياسية من الحكومات والشعوب الإسلامية ومن ثم يستمر إخضاع العالم الإسلامي لسيطرة الاحتلال ,ويستمر التحكم في قدراته وإمكاناته.
14) ترسيخ فكرة قيام دولة ووطن قومي لليهود في أي مكان أولا ثم في فلسطين المحتلة بعدئذ.
15) التغريب وذلك بالسعي إلى نقل المجتمع المسلم في سلوكياته وممارساته ,بأنواعها السياسي والاقتصادي والاجتماعي والأسري والعقدي ,من أصالتها الإسلامية ,إلى تبني الأنماط الغربية في الحياة وهي المستمدة من خلفية نصرانية.
16) والهدف الرئيس هو إدخال النصرانية أو إعادتها إلى عدد كبير من البلاد الإسلامية وغيرها وبخاصة إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية,وفي يقول روبرت ماكس أحد المنصرين من أمريكا الشمالية:"لن تتوقف جهودنا وسعينا في تنصير المسلمين حتى يرتفع الصليب في سماء مكة ويقام قداس الأحد في المدينة",ويأتي هذا الهدف متأخر في الترتيب لأنه قد تبين من تجارب المنصرين في المجتمعات الإسلامية خاصة ,والتي وصل إليها الإسلام عامة ,أنه ليس بالضرورة أن يكون هذا الهدف إدخال الآخرين في النصرانية بقدر ما هو محاولة لضمان استمرار سيطرة النصرانية على الأمم الأخرى.
المطلب الثاني:نتائج حققها المنصرون
ووقع المسلمون من جراء أعمال المنصرين ,وبأسباب من أنفسهم في أمرض وانحرافات يجب عليهم أن يتخلصوا منها ,حتى يستعيدوا مجدهم في العالم,ويحتلوا مركز الريادة الحضارية المثلى ,ومن هذه الأمراض والانحرافات ما يلي:
- مفاهيم غير صحيحة مسيطرة على أفكار كثيرين منهم,منها ما هو مستحدث ومنها ما هو موروث من عصور الانحطاط.
- الانبهار بظواهر الحضارة الغربية الحديثة وهذا الانبهار يسوق إلى التقليد الأعمى الذي تغدو فيه القوى الفكرية والنفسية والإدارية معطلة مشلولة, وتغدر فيه القوى الجسدية المختلفة مندفعة اندفاعا أرعن وراء جهة الانبهار.
- التخلف العلمي والعملي عما يجب أن يكونوا عليه ,والسابقين إليه قبل كل سابق من أمم الأرض, بموجب قوة الدفع الحضاري الموجودة في تعاليم الإسلام وتوجيهاته ووصياه.
- تلقي الضربات المتتالية من قبل أعدائهم وأعداء دينهم, الطامعين ببلادهم والعاملين على إخراجهم من دينهم وأخلاقهم الإسلامية ,وتفتيت وحدتهم الكبرى إلى أجزاء صغرى لا كيان لها ولا وزن بين أمم الأرض.
- تأثر معظم طلائع الأجيال الحديثة بحملات الغزو الفكري, والنفسي, والاجتماعي, والسياسي, والسلوكي الذي غزانا به أعداء الإسلام من مختلف الأشكال والأجناس والألوان.
- تخلي معظم المسلمين عن التطبيقات الإسلامية, وارتداد كثيرين من أبناء المسلمين عن العقيدة والمفاهيم الإسلامية ارتدادا كبيرا.
- انتشار الجهل بالمفاهيم والتعاليم الإسلامية الصحيحة, وانشغال النفوس والأفكار بمطالب الأجساد و الشهوات والأهواء.
المطلب الثالث:مواجهة المسلمين للتنصير
العمل للإسلام يتطلب من طلائع الوي الإسلامي حركة فعالة متزنة ,تتسم بطول الصبر وسعة الصدر واستعجال النتائج,والتخطيط للأمد البعيد ,بفكر عميق مستفيد من تجارب الماضي وعظاته لتقف بقوة وثبات بعيدين الثورات الانفعالية الآنية في المواجهة المضادة لأعمال الغزو,وفي البناء الإيجابي الفعال للفكر الإسلامي ,وللأمة الإسلامية,ولهذه الحركة الإسلامية أن تستفيد من خطة العمل التالية:
ينطلق العمل الإسلامي بالاعتماد على عنصرين رئيسين من عناصر العمل التالية:
العنصر الأول:مثقفون ثقافة إسلامية واعية, متسمة بعمق التفكير وسعة الأفق,ورحابة الصدر,وقوة الحجة والفاعلية الدائبة.
العنصر الثاني:جمهور من الملتزمين بالإسلام عقيدة وعملا,الغيورين عليه,المتحمسين للاضطلاع بمسؤوليتهم نحوه,أيا كانت مجالات عملهم في اكتساب الرزق,مع زاد مناسب من الثقافة الإسلامية.
ولإعداد عنصري العمل السابق يمكن رسم الخطوات الرئيسة دون الدخول في التفاصيل:
الخطوة الأولى: الانطلاق إلى العمل, وتتم هذه الخطوة بإحدى الوسيلتين:
- إما باندفاع نواة أولى صالحة للاستقطاب, مزودة بكفاءة طيبة للعمل, ومعرفة إسلامية واسعة, وأخلاق قيادية حكيمة.
- وإما بتجميع نخبة ممتازة من الباحثين الإسلاميين, ليصدر عنهم مجتمعين الانطلاق إلى العمل,مع التخفيف من مشكلات القيادات الجماعية ما أمكن.
الخطوةالثانية: وضع ميثاق إسلامي عام يمكن أن يلتقي عليه معظم المسلمين وأن يلتزموا به,ومن طبيعة هذا الميثاق أن يكون بعيدا عن إثارة كل النقاط الخلافية الفرعية.
الخطوة الثالثة: وضع مناهج التثقيف الإسلامي العام,باختبار البحوث الإسلامية التي يحتاج إليها المسلم المعاصر,ويتم وضع هذا المنهاج,ثم تؤخذ الموافقة عليه من قبل علماء المسلمين الموثوقين في الأقطار الإسلامية.
الخطوة الرابعة: إعداد المصنفات الإسلامية الحديثة ,أو انتقاء المناسب منها,على أن تتناول بالبحث الموضوعات المقررة للتثقيف الإسلامي العام, وتصدر هذه المصنفات بعد الموافقة على إصدارها من قبل عدد من العلماء المسلمين الموثقين في الأقطار الإسلامية وينبغي أن تتفادى هذه المصنفات عناصر الخلافات المذهبية العنيفة, ما لم تتصل بجوهر العقيدة الأساسية ,وينبغي أن تكون هذه المصنفات ذات مستويين أو أكثر ,مستوى ابتدائي يعد لتثقيف الجماهير المسلمة بالثقافات الإسلامية المطلوبة ,ومستوى متوسط ثم مستوى آخر عل لتثقيف زمرة العنصر الأول بثقافات الإسلامية التفصيلية المدعمة بالحجج والبراهين المقنعة.
الخطوة الخامسة : إعداد جيش المثقفين ثقافة إسلامية راقية,مقرونة بوعي والتزام ويجب أن تكون دوائر التثقيف الإسلامي الراقي في حالة اتساع مستمر ,ومن بين هذا الجيش المثقف بالثقافة الإسلامية تتفجر القيادات الحكيمة الرزينة,الحريصة على متابعة الجهد التثقيفي,والعمل للإسلام بغرة وإخلاص.
الخطوة السادسة:التوعية الإسلامية العامة, بمستويات تتناسب مع حال الجماهير المختلفة مع التربية الحكيمة على الالتزام بالتطبيق الدقيق للأحكام والأخلاق الإسلامية ومن أمثلة الأساليب الرفيعة المؤثرة ,الاستدراج إلى الإقرار بالفكرة بعد وضع هالة من الحجج الخفية والبراهين غير مباشرة ,وذلك قبل الإعلان التام عليها.
الخطوة السابعة:تبريد حرارة الخلافات المذهبية, والعمل على تقريب وجهات النظر فيها ولا مشاحنات مهما دعا الانفعال إلى ذلك.
الخطوة الثامنة:فضح دسائس أعداء الإسلام الفكرية والملية بين المسلمين,وإبراز الصورة الإسلامية المشرقة الحقة بكل وسيلة من وسائل الإعلام والتنوير العام.
الخطوة التاسعة:استغلال مختلف المشاعر الإنسانية, لإيقاف المسلمين موقف حذر في مواجهة كل غزو فكري يمس عقائدهم وعباداتهم وأخلاقهم ونظمهم الإسلامية ووحدتهم العالمية.
الخطوة العاشرة:تجنب أي صراع مباشر مع أي حركة إسلامية مهما كان نوعها, لأن هذا الصراع من شأنه أن يبدد طاقات المسلمين تبديدا داخليا, يسمح لأعداء الإسلام بأن يظفروا بأطراف النزاع, بينما يجب تجميع القوى الإسلامية كلها لتكون في مواجهة أعدائهم.
الخطوة الحادي عشر:توجيه قدر كبير من طاقات العمل إلى بلاد الغزاة, لنشر الإسلام الصحيح الصافي فيها, بمختلف وسائل النشر مع إعطاء صورة سليمة للتطبيق الإسلامي.
خاتمة
وفي خاتمة بحثنا نتعرض لأهم المحاور التي ذار حولها البحث وهي كالتالي:
المؤسسة التنصيرية هي مركز الأعصاب بالنسبة للمنصرين كونها تضم كل الأبنية والمراكز التنصيرية,بدء من الكنائس,و الادييرة ,وانتهاء بمختلف الأنواع من المدارس والمؤسسات الأخرى.
- يعود ظهور المؤسسات التنصيرية إلى ظهور المسيحية وكانت الكنيسة أول خلية تحتضن العمل التنصيري.
- ساعد ظهور المؤسسات التنصيرية على الانتشار الهائل والسريع,في دول العالم الإسلامي ,لدرجة استعصاء إحصاء أرقام دقيقة عن المؤسسات و مناطق تواجدها.
- تنوعت المؤسسات التنصيرية بتنوع وسائل التنصير وأساليبه ,لتشمل مجال التربية والتعليم,المستشفيات ومهنة التطبيب وصولا إلى الوسائل التعليمية.
- يعد المجال التعليمي من أخطر المحاور المعرضة للتنصير,كونها يضم الجيل الجديد وشباب المستقبل الحامل لراية الإسلام.
- اما بالنسبة للوسائل الغعلامية فقد تسلل المنصرون بطرق مخادعة وذكية يسيطر على بعض القنوات العربية ويقدم رسائل تنصيرية, نذكر قناة الحياة التنصيرية على سبيل المثال ,كذلك لا يخفى سيطرتها على العديد من الإذاعات,كإذاعة الغفران وإذاعة حول العالم.
- تتفق المؤسسات التنصيرية في أهدافها بحيث لا تخرج عن إخراج المسلم عن دينه في المقابل إتباع ملتهم.
وعليه على المسلم مواجهة التنصير وكبح جماحه والحد من انتشاره بمختلف طرق الدفاع وأساليب الهجوم وفي الأخير نرجو أن نفيد ببحثنا هذا.
والحمد لله رب العالمين.

قائمة المصادر والمراجع:
الكتب:
1) عبد الجليل شلبي, حركة التبشير والإسلام (التبشير والإسلام في آسيا,إفريقيا,أوروبا), مؤسسة الخليج العربي, ط1, 1409هـ, 1989م.
2) عبد الرحمن بن عبد الله الصالح,التنصير تعريفه أهدافه ووسائله,دط ,دت.
3) عبد الرحمن حسن حبنكة الميداني, أجنحة المكر الثلاث,دار القلم, ط8,ج3, دمشق, 1420ه, 2000.
4) علي بن إبراهيم النملة,التنصير في المراجع العربية,وزارة التعليم العالي, جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية, ط2, السعودية,1424ه, 2003.
5) محمد عمارة, إستراتجية التنصير في العالم الإسلامي, مركز دراسات العالم الإسلامي, ماطا, ط1, 1992.
الرسائل:
6) سمير الويفي, دور المؤسسات الدينية الرسمية في التغيير الاجتماعي, دراسة حالة مسجد أول نوفمبر-باتنة-, رسالة ماجستير, جامعة الحاج لخضر, قسم علم الاجتماع الديموعرافيا, باتنة,2009 -2010, 1430-1431.
7) سهيلة نايلي, الدعاية التنصيرية في قناة الحياة التنصيرية ,رسالة ماجستير, جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية, 2008- 2009.
8) عبد الفتاح إسماعيل غراب, العمل التنصيري في العالم العربي,رسالة ماجستير,مكتبة البدر,2007.
9) عسالة فيروز, لطرش سمية, مؤسسات التنصير في العالم (الجزائر نموذجا) مذكرة ليسانس ل م د, كلية أصول الدين والحضارة والشريعة الإسلامية, جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية ,2009-2010.

[نداء الإيمان]

بحث قيم بارك الله فيك ونورتى المنتدى تم نقل البحث هنا لأنه مناسب له دومتى بخير يا غالية