قصيدتان

[Nabil]

قصيدتان

القصيدة الأولى أردت فيها أن يُعفي مسؤولو الامتحانات زوجتي من تصحيح امتحان الثانوية العامة في دبي عام ألف وتسع مئة واثنين وتسعين للميلاد .. فتوجهت بها إلى مدير الامتحانات في ذلك الوقت : الشاعر عارف الشيخ الذي ردّ عليّ بالقصيدة الثانية ، وكانت ردّاً لطيفاً منه يعتذر أن يلبي طلبي مبيناً الأسباب.

رسالة إلى مدير الامتحانات

شعر: الدكتور عثمان قدري مكانسي



يا مدير الامتحان * لك من قلبي الأماني
لك تقدير وحب * ودعاء بالأمان
باسطاً ما انساب في * نفسي شريطاً من معان
راجياً عوناً جميلاً * منقذاً مما نُعاني
ليس يرضيكم ضياءُ * العين أعطي بتفان
تسعَ ساعات ينوء * القلبُ فيها ويُداني
من صُداعٍ ومَلالٍ * واكتئابٍ قد عراني
ثم جئتم بأليفي * تكتوي فيما اكتواني

كان ودي أن أراها * - إن أعدْ- كهفَ الحنان
تمسح الأكدار عنّي * بابتسام كالجمان
تجعل الضنك هناء * رائعاً يحيي كياني
فإذا المرأةُ ناءت * عُدتُ مكسورَ الجَنان
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في بيوت العلم كمٌّ * هائل يفني الثواني

بين "شطرنج" وقولٍ * فيه تضييع الزمان
إنهم أهل اختصاص * وذوو علمٍ، مِرانِ
هاتِهم يُغنوا كثيراً * في "جَنى الدرّ اليماني"

ليس شرطاً أن يكونوا * درّسوا "السفر الفلاني"

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يا مدير الامتحان * ندَّ عَن ضعفٍ بياني

لا تؤاخذني فقول الصدق * من سمتي وشاني
قلتُ شعراً إذ أراكم * مالكاً سِحر البيان


قاتل الله الامتحان


شعر: عارف الشيخ


يا ظريفاً قد حباني * منه أمثال الجمان

لا أراك الله ضنكاً * عشت مسرور الجنان
سلمت عيناك يا عثمان * حتى ترياني
لك تقديري على التقـدير * يا حلو البيان(1)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يا عزيزيَّ رويداً * أنتما مبتليان

فاصبرا واحتسبا أجـركما * ثم اسمعاني
لا تلوماني كفاني * ما أعاني وكفاني
وَضُحَ المقصود مما * صرتما تشتكيان
قاتل الله امتحاناً * إنه السيف اليماني
في شمال وجنوب * كم به يقتتلان

لا يرى الرحمة بالإنــسان * لا حتى الغواني
يا عزيزيَّ ولي عتـب * ألا فاحتملاني
أنتما في ساحة التعـليم * عندي في رهان
كنتما طيلة عام * في صباح تخرجان
من صباحٍ وإلى الظهـر * معاً إذ تعملان
ما الذي غيّر من * وضعيكما ؟ فلتخبراني
قد تساوى الزوج والزوجةُ * عندي في التفاني

ثم هذا هو ما نادت * به في البرلمان
قسماً بالله رب * الـبيت والسبع المثاني
ما أراني قد ظلمت * الـوردَ يوماً ما أراني
اجتهاد هو إن * أخـطأت يوماً فاعذراني
ليس لي إلا كما إلا * ذوو علم مرانِ
واشتراطي أن يكونوا * درّسوا السفر الفلاني

أو يكونوا أضعف الإيـمان * من ضمن الثواني(2)
هو من باب احتياط * ولتحقيق الأماني
ما عملنا عَينُ عدلٍ * حين أعفينا الغواني
من دوام بعد ظهر * لرجالٍ فترتان
فلتحضِّرْ لك من طبخِ * يديها في الصياني(3)

ليس للأكدار أن * تلمس زهر الأقحوان

فلتطب نفسك يا عثـمان * يا رمز التفاني
أنتما للحب والتقدير * حقاً قمنان(4)

كنت ممنوعاً من الصرف * فمن بعد الثمانِ
عد إلى بيتك حراً * لعنـاق وتـدان

الهوامش
(1) التقدير الأول للأستاذ عثمان. التقدير الثاني يراد به تقدير الدرجات.
(2) يراد به المرحلة الثانوية.
(3) جمع صينية
(4) قمنان : جديران .
والمقصود بـ( السفر الفلاني : فقد كانت التربية تشترط أن يصحح الثانوية العامة مَن درّس المنهاج فقط ( الصف الثالث الثانوي ) ، وإذا احتاجوا لمدرسين آخرين استعانوا بمدرسي الصف الثاني الثانوي – الحادي عشر )

[معاوية فهمي إبراهيم مصطفى]

سلمت يداك و جزاك الله خيراً.