جديد المواضيع |
للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب |
منتدى السنة | الأذكار | زاد المتقين | منتديات الجامع | منتديات شباب الأمة | زد معرفة | طريق النجاح | طبيبة الأسرة | معلوماتي | وادي العرب | حياتها | فور شباب | جوابى | بنك أوف تك |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
الرد على الاباضية في انكار رؤية الله تعالى
نص الشبهة <?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p>
قال ( المعترض ) ما نصه : <o:p></o:p> " الروايات الواردة في رؤية الله تعالى متناقضة كل التناقض ، ولا يمكن الجمع بينها إلا بتأويل الرؤية بمعنى العلم ، فالحديث الذي يتركز عليه اعتماد القائلين بالرؤية ، في لفظه كثير من الاشتباه الذي لا يمكن أن يجاب عنه إلا بضرب من التأويل يؤدي إلى جعل الرؤية بمعنى العلم . <o:p></o:p> والحديث قد أخرجه الشيخان – بألفاظ مختلفة – عن أبي هريرة وأبي سعيد رضي الله عنهما ، ولفظه عن أبي هريرة عند مسلم : حدثني زهير بن حرب ، حدثنا يعقوب بن إبراهيم ، حدثنا أبي عن ابن شهاب عن عطاء بن يزيد الليثي أن أبا هريرة أخبره : أن ناسا قالوا لرسول الله r : يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ فقال رسول الله r : " هل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر ؟ " قالوا : لا ، يا رسول الله. قال : "هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب ؟" قالوا : لا يا رسول الله. قال : " فإنكم ترونه كذلك يجمع الله الناس يوم القيامة ، فيقول : من كان يعبد شيئا فليتبعه فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس ، ويتبع من كان يعبد القمر القمر ، ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت ، وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها فيأتيهم الله تبارك وتعالى في صورة غير صورته التي يعرفون ، فيقول : أنا ربكم ، فيقولون : نعوذ بالله منك ، هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا ، فإذا جاء ربنا عرفناه ، فيأتيهم الله تعالى في صورته التي يعرفون فيقول : أنا ربكم فيقولون : أنت ربنا فيتبعوه " إلخ ما جاء في رواية الحديث الطويلة [1] ويلزم المستدلين بالحديث على الرؤية أمور :<o:p></o:p> 1)أن تكون الذات العلية تتغير من صورة إلى أخرى ، وما التغير إلا سمة من سمات الحدوث ، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا . <o:p></o:p> 2)أن يكون سبحانه مرئيا في الدنيا لهذه الأمة بمن فيها من المنافقين ، وإلا فكيف يعرفون صورته حتى إذا جاءهم [في] غيرها أنكروا واستعاذوا بالله منه ، فإن ذلك الموقف أول مواقف من مواقف القيامة ، ومعرفة الرائين لصورته الصحيحة دليل على أنهم رأوه قبل ذلك الموقف ، وهذا يعني أنهم رأوه في الدنيا ، ودعوى البعض أن معرفتهم بصورته الصحيحة لا تستلزم تقدم رؤيته تعالى لإمكان أن يعرفوه من وصفه لنفسه ومن وصف رسول الله r له مدفوعة بما يلي : <o:p></o:p> أ. أن مدعي معرفة صورته من وصفه لنفسه ومن وصف الرسول - عليه أفضل الصلاة والسلام - له مطالب ببيان كيفية هذه الصورة المزعومة كما يتخيلها ، مع بيان الآيات والأحاديث التي دلت عليها .<o:p></o:p> ب. أن رواية أبي سعيد للحديث تبطل هذا المدعى ، فقد جاء فيها التصريح أن هذه الرؤية مسبوقة بغيرها ، ونص ما جاء فيها عند مسلم " حتى إذا لم يبق إلا من كان يعبد الله من بر وفاجر أتاهم رب العالمين سبحانه وتعالى في أدنى صورة من التي رأوه فيها " وهو دليل على أنهم إنما عرفوا صورته برؤية سابقة . <o:p></o:p> ج. أن الله سبحانه لو وصف نفسه لعباده بخلاف ما هو عليه أو وصف الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام ربه بخلاف ما هو متصف به لزم وجود الكذب في كلام الله وكلام رسوله ، تعالى الله عن ذلك وحاشا لرسوله . <o:p></o:p> على أن رواية صهيب في الصحيحين تدل على أن الرؤية إنما تكون بعد دخول الجنة زيادة في الثواب وذلك مناف لوقوعها في الموقف ، ونص حديث صهيب : " إذا دخل أهل الجنة الجنة يقول الله تبارك وتعالى : تريدون شيئا أزيدكم ؟ فيقولون : ألم تبيض وجوهنا ، ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار ! قال : فيكشف الحجاب فما أعطوا شيئا أحب من النظر إلى ربهم عز وجل" . فكيف يمكن الجمع بين هذه الروايات مع إبقاء لفظ الرؤية على معناها الحقيقي؟<o:p></o:p> 3)اشتراك المؤمنين والمنافقين في الرؤية ، مع أن معتقديها يحصرونها في المؤمنين لاعتقادهم أنها أعظم نعمة من الجنة نفسها ، وأنها إكرام عظيم من الله يختص به المؤمنين زيادة لهم في الثواب. <o:p></o:p> 4)أن رؤيته تعالى تكون بكيفية واضحة – بخلاف ما يعتقدون – وذلك صريح في قوله : "كذلك ترونه" يعني كما ترون الشمس والقمر ، والشمس والقمر يريان بكيفية ظاهرة ، ويؤيد ذلك قوله : " فيأتيهم ربهم في صورة غير صورته التي يعرفون" وقوله من بعد : " فيأتيهم ربهم في صورته التي يعرفون " فإن تمييزهم ما بين صورته المزعومتين واضح في أن الرؤية بكيفية ، فكيف يدعي مدع بعد هذا أنما يرونه بلا كيف . <o:p></o:p> هذا وإذا تأملت هذه التناقضات في روايات أحاديث الرؤية علمت أنها لا تنهض بها حجة فإن التناقض في الرواية تسقط حجته في العمليات ، فكيف بالاعتقاديات التي هي ثمرات اليقين . <o:p></o:p> ولا مناص من هذا التناقض إلا بتأويل الرؤية في الأحاديث بالعلم ، بأن تزداد معرفة المؤمنين بصفاته سبحانه يوم القيامة لما يشاهدونه من آياته العظام ، على أننا نجد في دواوين السنة من الأحاديث ما يقضي باستحالة رؤية ذاته سبحانه وقد رواها معتقدو الرؤية أنفسهم من ذلك ما جاء في صحيح مسلم ، قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا وكيع عن يزيد بن إبراهيم عن قتادة عن عبد الله بن شقيق عن أبي ذر قال : سألت رسول الله r هل رأيت ربك ؟ قال : نور أنى أراه " ففي هذا استبعاد من الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام أن تقع على ذات الله تعالى رؤية من مبصر واستنكار للقول بالرؤية ، وفي مسند الإمام الربيع – رحمه الله – أحاديث لا تقبل الشك دالة دلالة صريحة على استحالة رؤيته تعالى . فالحمد لله على التوفيق لتنزيهه " اهـ [2].<o:p></o:p> <o:p></o:p> <o:p></o:p> <o:p></o:p> الرد على الشبهات <o:p></o:p> <o:p></o:p> استهل ( المعترض) شبهاته بمقدمة قال فيها : <o:p></o:p> " الروايات الواردة في رؤية الله تعالى متناقضة كل التناقض ، ولا يمكن الجمع بينها إلا بتأويل الرؤية بمعنى العلم ، فالحديث الذي يتركز عليه اعتماد القائلين بالرؤية ، في لفظه كثير من الاشتباه الذي لا يمكن أن يجاب عنه إلا بضرب من التأويل يؤدي إلى جعل الرؤية بمعنى العلم ..."<o:p></o:p> ونرد على مقدمته تلك – استهلالا – بشيء من الإجمال ، على أنه سيأتي تفصيل الرد على بعض القضايا فيما بعد ، فلنا مع مقدمته السالفة وقفات هي : <o:p></o:p> 1) ليس ثمة تناقضات بين الروايات الواردة في إثبات رؤية الله سبحانه وتعالى عند السلف- مطلقا – ، وسيتبين ذلك جليا في مناقشة زعمه ذلك فيما سيأتي من مباحث.<o:p></o:p> 2) لم يذكر وقوع أيِّ اشتباه عند أحد من السلف – والصحابة منهم خاصة – لشيء من روايات الرؤية ، فإن كان الصحابة قد أمروا تلك الروايات بالقبول والفهم دون أن تشتبه عليهم فلا ريب أن زعم الاشتباه في الروايات محض افتراء ساقته الأهواء والبدع . <o:p></o:p> 3) لم يلجأ السلف – والصحابة منهم خاصة – إلى تأويل الرؤية تأويلا منحرفا عن معناها الصريح ؛ لسلامة عقيدتهم من التحريف وهؤلاء المبتدعة يقولون : " إن الأنبياء لم يقصدوا بهذه الأقوال ما هو الحق في نفس الأمر وإن الحق في نفس الأمر هو ما علمناه بعقولنا، ثم يجتهدون في تأويل هذه الأقوال إلى ما يوافق رأيهم بأنواع التأويلات ، التي يحتاج فيها إلى إخراج اللغات عن طريقتها المعروفة ... " [3]<o:p></o:p> <HR align=right width="33%" SIZE=1>([1]) وقد ورد الحديث بألفاظ أخرى ، ومنها : مارواه البخاري في : كتاب التوحيد / باب قول الله تعالى {وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة}، ح(7439) ، الفتح (13/431) ، ولفظه : " عن أبي سعيد الخدري قال : قلنا : يا رسول الله ، هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ قال : هل تضارون في رؤية الشمس والقمر إذا كانت صحوا ؟ قلنا : لا. قال : فإنكم لا تضارون في رؤية ربكم يومئذ إلا كما تضارون في رؤيتهما ، ثم قال ينادي منادي : ليذهب كل قوم إلى ما كانوا يعبدون ، فيذهب أصحاب الصليب مع صليبهم ،وأصحاب الأوثان مع أوثانهم ، وأصحاب كل آلهة مع آلهتهم ، حتى يبقى من كان يعبد الله من بر وفاجر وغبرات من أهل الكتاب ، ثم يؤتى بجهنم تعرض كأنها سراب ، فيقال لليهود : ما كنتم تعبدون ؟ قالوا : كنا نعبد عزيرا ابن الله ، فيقال : كذبتم ، لم يكن لله صاحبة ولا ولد فما تريدون ؟<o:p></o:p> قالوا : نريد أن تسقينا . فيقال : اشربوا . فيتساقطون في جهنم . ثم يقال للنصارى : ما كنتم تعبدون ؟ فيقولون : كنا نعبد المسيح ابن الله . فيقال : كذبتم ، لم يكن لله صاحبة ولا ولد ، فما تريدون ؟ فيقولون : نريد أن تسقينا . فيقال : اشربوا فيتساقطون . حتى يبقى من كان يعبد الله من بر وفاجر . فيقال لهم : ما يحبسكم وقد ذهب الناس ؟ فيقولون : فارقناهم ونحن أحوج منا إليه اليوم ، وإنا سمعنا مناديا ينادي : ليلحق كل قوم بما كانوا يعبدون ، وإنما ننتظر ربنا - قال – فيأتيهم الجبار في صورة غير صورته التي رأوه فيها أول مرة ، فيقول : أنا ربكم ، فيقولون : أنت ربنا ، فلا يكلمه إلا الأنبياء . فيقول : هل بينكم وبينه آية تعرفونه ؟ فيقولون : الساق ، فيكشف عن ساقه ، فيسجد له كل مؤمن ، ويبقى من كان يسجد رياء وسمعة فيذهب كيما يسجد فيعود ظهره طبقا واحدا ... " إلخ الحديث .<o:p></o:p> ([2]) نص الشبهة من حاشية (1) ص(195) على كتاب : مشارق أنوار العقول ، لمؤلفه نور الدين أبي محمد عبد الله بن حميد السالمي [الإباضي] ، الفصل الرابع : في نفي الرؤية عنه تعالى ، ص (186) ، أما الحاشية فهي من تعليق : مفتي عمان أحمد بن حمد الخليلي.<o:p></o:p> ([3]) درء تعارض العقل والنقل (1/12) . 1) فيها إلى إخراج اللغات عن طريقتها المعروفة ... " [1]<o:p></o:p> 2) لم يعتمد القائلون بإثبات الرؤية على حديث أو حديثين فقط، فإن رؤية الله ثابتة بالأحاديث المتواترة عنه r وبألفاظ متغايرة، فضلا عن الآيات الواردة في إثباتها، فضلا عن تسليم السلف لها بالقبول . وإن زعمه اعتماد المثبتين للرؤية على حديث واحد مغالطة مكشوفة[2].<o:p></o:p> <o:p></o:p> هذا رد مجمل على ادعاءاته تلك، وإليك ذكر تفصيل الشبه ثم الرد عليها : <o:p></o:p> قال : " والحديث قد أخرجه الشيخان – بألفاظ مختلفة – عن أبي هريرة وأبي سعيد رضي الله عنهما ، ولفظه عن أبي هريرة عند مسلم : حدثني زهير بن حرب ، حدثنا يعقوب بن إبراهيم ، حدثنا أبي عن ابن شهاب عن عطاء بن يزيد الليثي أن أبا هريرة أخبره : أن ناسا قالوا لرسول الله : يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ فقال رسول الله r : "هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب ؟" قالوا : لا يا رسول الله. قال : " فإنكم ترونه كذلك . يجمع الله الناس يوم القيامة ، فيقول : من كان يعبد شيئا فليتبعه فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس ، ويتبع من كان يعبد القمر القمر ، ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت ، وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها فيأتيهم الله تبارك وتعالى في صورة غير صورته التي يعرفون ، فيقول : أنا ربكم ، فيقولون : نعوذ بالله منك ، هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا ، فإذا جاء ربنا عرفناه ، فيأتيهم الله تعالى في صورته التي يعرفون فيقول : أنا ربكم فيقولون : أنت ربنا فيتبعوه ..." إلخ ما جاء في رواية الحديث الطويلة ..."<o:p></o:p> وقد أتْبَعَ (المعترض) هذا الحديث ثلاثَ شبهات، زعم أنها مستلزمة لتناقض هذا الحديث وبطلان الاستدلال بمتنه المثبتِ للرؤية !<o:p></o:p> وقبل عرض هذه الشبه والرد عليها لا بد من ذكر طائفة ممن أخرج هذا الحديث من أئمة السنة :<o:p></o:p> فقد أخرج هذا الحديث بطوله بعض أئمة السنة في مصنفاتهم ، وأخرجه بعضهم مختصرا بذكر رؤية الله تعالى يوم القيامة دون ذكر إتيان الله تعالى وتكليمه للمؤمنين . <o:p></o:p> فممن خرجه بطوله وألفاظ مختلفة : <o:p></o:p> البخاري : في كتاب الأذان، باب فضل السجود،ح (806)، الفتح (2/341). وأخرجه في كتاب الرقاق، باب الصراط جسر جهنم ح(6537) ، الفتح (11/453). وفي كتاب التوحيد، باب قوله تعالى {وجوه يومئذ ناضرة * إلى ربها ناظرة}، ح(7437/7439) الفتح (13/429-432). ومسلم : في كتاب الإيمان : باب معرفة الرؤية ح(299/302) النووي (3/21-30). وأحمد في المسند (2/275، 293، 534) وفي (3/16) والحاكم في المستدرك، كتاب الأهوال (4/626، 632) ح (8736-8750). وابن مندة في كتاب الإيمان (2/779 – 804). وابن أبي عاصم في كتاب السنة ح(475) ص(206). وابن خزيمة في كتاب التوحيد (1/367) ح(220-224) وفي (2/42) ح(246-252) ... وغيرهم .<o:p></o:p> وممن أخرجه مختصرا وبألفاظ مختلفة : <o:p></o:p> البخاري في التوحيد ح(7434) الفتح (13/429) . ومسلم في كتاب الزهد والرقائق ح(2968) النووي ( 18/313) . والترمذي في كتاب صفة الجنة : باب ما جاء في رؤية الرب تبارك وتعالى (4/592) ح(2551). وأبو داود في كتاب السنة : باب في الرؤية (5/97) ح(4729-4731) وابن ماجه في المقدمة : باب فيما أنكرت الجهمية (1/63) ح(177-180) . وأحمد في المسند (3/16) . والنسائي في السنن الكبرى (4/419) . والدارمي في سننه : باب النظر إلى الله تعالى (2/419) . وابن خزيمة في كتاب التوحيد : باب ذكر البيان أن الله عز وجل ينظر إليه جميع المؤمنين (2/406). والبيهقي في كتاب الأسماء والصفات (2/66) ح(641). وابن أبي عاصم في كتاب السنة باب (95) ما ذكر عن النبي r كيف نرى ربنا في الآخرة ح(443-461) ص(193-201) وعبد الله بن الإمام أحمد في كتاب السنة (1/238) ح(434) ... وغيرهم .<o:p></o:p> وبعد هذا العرض المجمل لأبرز من أخرج حديث الرؤية ننتقل إلى ذكر الشبهات التي زعم صاحبها بأنها مستلزمة للطعن في الحديث ! وسيرد على شبهاته كل على حدة .<o:p></o:p> قال (المعترض) : " ويلزم المستدلين بالحديث أمور :<o:p></o:p> أن تكون الذات العلية تتغير من صورة إلى أخرى ، وما التغير إلا سمة من سمات الحدوث ، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ..."<o:p></o:p> <o:p></o:p> الرد على هذه الشبهة من عدة أوجه وهي : <o:p></o:p> <o:p></o:p> أولا : أن إتيان ( الذات العلية ) في صورة بعد أخرى لا ضير فيه ولا استنكار ، ما دام أن ذلك قد ثبت لدينا بطريق الشرع .<o:p></o:p> ثم لو كان ثمة استنكار على وصف ( الذات العلية ) بهذه السمة ووجوب تنزيهه عنها لكان النبي r أحرص الناس عليه ، " ومعلوم أن رسول الله r أغير على الله وأعظم تعظيما له ، وأعلم به وبما يجب له وما يمتنع عليه من أهل التأويل الذين يزعمون أنهم ينزهون الله عن أوصاف المحدثين ... ولهذا تجدهم يجهدون أنفسهم في تحريف كلام الله وكلام رسوله r ، زاعمين أنه لو أجري على ظاهره لأفاد التشبيه والتجسيم ، فلذلك جعلوا تأويله واجبا ، والواقع أن ما يسمونه من ذلك تأويلا هو تحريف وإلحاد "[3].<o:p></o:p> ثانيا : أننا نستفسر هذا ( المعترض) عن مقصده من الحدوث الذي ينزه الله سبحانه وتعالى عنه بزعمه ، فإن " حلول الحوادث بالرب تعالى في علم الكلام المذموم لم يرد نفيه ولا إثباته في كتاب ولا سنة وفيه إجمال.<o:p></o:p> فإن أريد بالنفي أنه سبحانه لا يحل في ذاته المقدسة شيء من مخلوقاته المحدثة ، أو لا يحدث له وصف متجدد لم يكن، فهذا نفي صحيح .<o:p></o:p> وإن أريد به نفي الصفات الاختيارية من أنه لا يفعل ما يريد ولا يتكلم بما شاء متى شاء ولا أنه يغضب ويرضى – لا كأحد من الورى – ولا يوصف بما وصف به نفسه من النزول والاستواء والإتيان – كما يليق بجلاله وعظمته – فهذا نفي باطل..."[4].<o:p></o:p> ثم إن (المعترض) ومن شابهه من الذين يزعمون تنزيه الله عن الحدوث " إذا قالوا : نحن نسمي كل حادث مخلوقا.<o:p></o:p> فهذا محل نزاع : فالسلف وأئمة أهل الحديث وكثير من طوائف أهل الكلام كالهشامية والكرامية وغيرهم لا يقولون إن كل حادث مخلوق ، ويقولون : الحوادث تنقسم إلى : <o:p></o:p> (1) ما يقوم بذاته بقدرته ومشيئته ، ومنه خلقه للمخلوقات .<o:p></o:p> (2) ما يقوم بائنا عنه وهذا هو المخلوق، لأن المخلوق لا بد له من خلق . والخلق القائم بذاته لا يفتقر إلى خلق ، بل هو حاصل بمجرد مشيئته وقدرته ..."[5].<o:p></o:p> هذا هو تفصيل القول في حلول الحوادث ، ولكن ينبغي التنبيه على أن مثل هذه الألفاظ المبتدعة يجب اطراحها فإن " الألفاظ التي ليست في الكتاب والسنة ، ولا اتفق السلف على نفيها أو إثباتها ، فهذه ليس على أحد أن يوافق من نفاها أو أثبتها حتى يستفسر عن مراده ، فإن أراد بها معنى يوافق خبر الرسول أقر به ، وإن أراد معنى يخالف خبر الرسول أنكره ، ثم التعبير عن تلك المعاني إن كان في ألفاظه اشتباه أو إجمال عبر بغيرها أو بين مراده بها ، بحيث يحصل تعريف الحق بالوجه الشرعي ، فإن كثيرا من نزاع الناس سببه ألفاظ مجملة مبتدعة ومعان مشتبهة ..."[6]<o:p></o:p> وهذه قاعدة جليلة في التعامل مع أشباه هذا اللفظ " فإذا كانت الألفاظ التي سكت عنها النص مجملة محتملة لمعنيين : صحيح وفاسد – كلفظ الحركة والانتقال والجسم والحيز والجهة والأعراض والحوادث والعلة والتغيير والتركيب ... ونحو ذلك من الألفاظ التي تحتها حق وباطل ، فهذه لا تقبل مطلقا ولا ترد مطلقا ، فإن الله سبحانه وتعالى لم يثبت لنفسه هذه المسميات ولم ينفها عنه ، فمن أثبتها مطلقا فقد أخطأ ومن نفاها مطلقا فقد أخطأ ، فإن معانيها منقسمة إلى ما يمتنع إثباته لله وما يجب إثباته له ..."[7]<o:p></o:p> <o:p></o:p> <o:p></o:p> ثالثا : " أن لفظ (التغير) لفظ مجمل ، فالتغير في اللغة المعروفة لا يراد به مجرد كون المحل قامت به الحوادث ، فإن الناس لا يقولون للشمس والقمر والكواكب إذا تحركت : إنها قد تغيرت ، ولا يقولون للإنسان إذا تكلم ومشى : إنه تغير ، ولا يقولون إذا طاف وسعى : إنه تغير ، إذا كان هذا من عادته .<o:p></o:p> بل يقولون تغير لمن استحال من صفة إلى صفة، فإن الشمس إذا زال نورها ظاهرا لا يقال إنها تغيرت ، فإذا اصفرت قيل لها : تغيرت . وكذلك الإنسان إذا مرض أو تغير جسمه بجوع أو تعب قيل : قد تغير ، وكذلك إذا تغير خلقه ودينه ، مثل أن يكون فاجرا فينقلب ويصير برا ... فإذا جرى على عادته في أقواله فلا يقال إنه قد تغير .<o:p></o:p> وإذا كان هذا معنى ( التغير) فالرب تعالى لم يزل ولا يزال موصوفا بصفات الكمال ، منعوتا بنعوت الجلال والإكرام وكماله من لوازم ذاته ، فيمتنع أن يزول عنه شيء من صفات كماله ، ويمتنع أن يكون ناقصا بعد كماله .<o:p></o:p> وهذا الأصل عليه قول السلف وأهل السنة ، وهو أنه لم يزل متكلما إذا شاء ، ولم يزل قادرا إذا شاء ، ولم يزل موصوفا بصفات الكمال ولا يزال كذلك ، فلا يكون – [ أي الله عز وجل وأفعاله]- متغيرا ..."[8]<o:p></o:p> وهذه ثلاثة أوجه في الرد على الشبهة الأولى.<o:p></o:p> <o:p></o:p> تنبيـه : قبل أن أنتقل إلى الشبهة التالية أنبه على أمر مهم يتعلق بالشبهة التي سلفت آنفا والتي تليها ، فقد اكتفيت في الرد على الشبهة الماضية بالأوجه الثلاثة مع أني قد وقفت على رد من وجه رابع قال به – فيما اطلعت عليه – ثلاثة من أئمة السلف الأجلاء ، وهم : عبد العزيز بن الماجشون [9] ، وأبو عاصم النبيل[10] ، وعثمان بن سعيد الدارمي[11] .<o:p></o:p> ولكن الذي يجب التنبه له : أن ابن الماجشون وأبا عاصم النبيل والدارمي – رحمة الله عليهم – قد سلكوا مسلك التأويل في ردهم ذاك مع جلالة قدرهم وعلمهم وصفاء عقيدتهم من البدع والأهواء ؛ كما ذكر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمة الله عليه – في معرض رده على من أنكر إتيان الله تعالى في صورة بعد صورة إلى المؤمنين من أهل الموقف .[12]<o:p></o:p> وأذكر فيما يلي كلام الأئمة : ابن الماجشون وأبي عاصم النبيل والدارمي فيما يختص بتأويلهم السالف ذكره،ثم أعقب على كلام الإمام الدارمي بكلام شيخ الإسلام ؛ لإتمام الفائدة من جهة وللتحذير من الوقوع فيما وقع فيه الأئمة من التأويل من جهة أخرى . <o:p></o:p> فأما عبد العزيز بن الماجشون فقد " كان يقول – فيما نقله عن إسحاق الطباع عنه – وقيل له : إن الله أجل وأعظم من أن يرى في هذه الصفة ؛ فقال : يا أحمق إن الله ليس يتغير عن عظمته ، ولكن عيناك يغيرهما حتى تراه كيف شاء .. اهـ".[13]<o:p></o:p> وأما أبو عاصم النبيل فقد كان يقول – فيما ذكره شيخ الإسلام عنه -: "ذلك تغيير يقع في عيون الرائين ،كنحو ما يخيل إلى الإنسان الشيء بخلاف ما هو به، فيتوهم الشيء على الحقيقة"[14].<o:p></o:p> وأما الإمام أبو سعيد الدارمي فقد قال في رده على بشر المريسي: " وأما إنكارك أيها المريسي على رسول الله r أنه قال : " إن الله يتراءى لعباده المؤمنين يوم القيامة في غير صورته ، فيقولون : نعوذ بالله منك ، ثم يتراءى في صورته التي يعرفونها ، فيعرفونه فيتبعونه " فزعمت أيها المريسي أن من أقر بهذا فهو مشرك ؛ حيث يقال لهم : أليس قد عرفتم الله في الدنيا ، فكيف قد جهلتموه عند العيان وشككتم فيه ؟! <o:p></o:p> قال أبو سعيد : فيقال لك أيها المريسي : قد صح – هذا الحديث – عن رسول الله r من رواية الزهري[15] ؛ كأنك تسمع رسول الله r يقوله من جودة إسناده ؛ فاحذر أن يكون قذفك بالشرك واقعا إلى رسول الله r . وما ذنبنا إن كان الله سلب عقلك حتى جهلت معناه ؟! ويلك .. إن هذا ليس بشك ولا ارتياب منهم ؛ فلو أن الله تجلى لهم أول مرة في صورته التي عرفهم صفاتها في الدنيا لاعترفوا بما عرفوا ولم ينفروا ؛ ولكنه يُري نفسه في أعينهم لقدرته ولطف ربوبيته في صورة غير ما عرفهم في الدنيا ؛ ليمتحن بذلك إيمانهم ثانية في الآخرة كما امتحن إيمانهم في الدنيا ... فإذا ( مثل في أعينهم ) غير ما عرفوا من الصفة نفروا وأنكروا إيمانهم بصفة ربوبيته التي امتحن قلوبهم في الدنيا بها ؛ فلما رأى أنهم لا يعرفون إلا الذي امتحن الله به قلوبهم تجلى لهم في الصورة التي عرفهم في الدنيا فآمنوا به وصدقوا وماتوا ونشروا عليه ؛ من غير أن ( يتحول) الله من صورة إلى صورة ، ولكن يمثل ذلك في أعينهم بقدرته ... – إلى أن قال: - ويلك .. إن الله (لا تتغير) صورته ، ولا تتبدل ، ولكن يمثل في أعينهم ، أو لم تقرأ كتاب الله : {وإذ يريكموهم إذ التقيتم في أعينكم قليلا ويقللكم في أعينهم ليقضي الله أمرا كان مفعولا} [الآنفال :44] ، وهو الفعال لما يشاء كما مثل جبريل – مع عظم صورته وجلالة خلقه – في عين النبي r بصورة دحية الكلبي ، وكما مثله لمريم بشرا سويا وهو ملك كريم في صورة الملائكة ، وكما شبه المسيح عيسى ابن مريم في أعين اليهود إذ قالوا : {إنا قتلنا المسيح} [ النساء : 157] فقال : {وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم } [النساء : 157] " انتهى كلام الإمام الدارمي ملخصا[16].<o:p></o:p> وقد رد شيخ الإسلام ابن تيمية عليهم فقال : " وأقرب ما يكون عليه إتيان الله تعالى في صورة بعد صورة ، ومن التأويل لهذه الصفة ما يذكره بعض أهل الحديث ، مثل أبي عاصم النبيل ، حيث إنه كان يقول : ذلك تغيير يقع في عيون الرائين ، كنحو ما يخيل إلى الإنسان الشيء بخلاف ما هو به فيتوهمه على الحقيقة. وكذلك ما ذكره عثمان بن سعيد الدارمي (في نقضه على المريسي) حيث قال – وذكر كلامه الذي ذكرناه سلفا ثم قال: - وهذا باطل من وجوه : <o:p></o:p> الأول : أن حديث أبي سعيد المتفق عليه : " فيأتيهم في صورة غير صورته التي رأوه فيه أول مرة " وفي لفظ : " في أدنى صورة من التي رأوه فيها أول مرة " ؛ وهذا يفسر حديث أبي هريرة : " فيأتيهم الله في صورة غير صورته التي يعرفون " ويبين أن تلك المعرفة كانت لرؤية منهم متقدمة ؛ وفي صورة غير الصورة التي أنكروه فيها . وفي هذا التفسير [أي تأويل الدارمي] قد جعل صورته التي يعرفون هي التي عرفهم صفاتها في الدنيا ، وليس الأمر كذلك ؛ لأنه أخبر أنها الصورة التي رأوه فيها أول مرة ، لا أنهم عرفوها بالنعت في الدنيا . ولفظ الرؤية صريح في ذلك ، وقد بينا أنه في غير حديث ما يبين أنهم رأوه قبل هذه المرة . <o:p></o:p> الوجه الثاني : أنهم لا يعرفون في الدنيا لله صورة ولم يروه في الدنيا في صورة ؛ فإن ما وصف الله تعالى به نفسه ووصفه به رسوله لا يوجب لهم معرفة صورة يعرفونه فيها،ولهذا قال تعالى: {ليس كمثله شيء} [الشورى :11] فلو أردوا الصفات المخبر بها في الدنيا لذكروا ذلك . <o:p></o:p> فعلم أنهم لم يطبقوا الصورة التي رأوه فيها أول مرة . وقد قال النبي r في سدرة المنتهى : " فغشيها من أمر الله ما غشيها ، حتى لا يستطيع أن ينعت من حسنها "[17] فالله أعظم من أن يستطيع أحد أن ينعت صورته ؛ وهو سبحانه وصف نفسه لعباده على قدر ما تحتمله أفهامهم . <o:p></o:p> ومعلوم أن قدرتهم على معرفة الجنة بالصفات أيسر ، ومع هذا فقد قال : " أعددت لعبادي ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر"[18] فالخالق أن لا يكونوا يطيقون معرفة صفاته كلها أولى.<o:p></o:p> الوجه الثالث : أن في حديث أبي سعيد : " فيرفعون رؤوسهم وقد تحول في الصورة التي رأوه فيها أول مرة " فقوله [أي الدارمي] : " لا يتحول من صورة إلى صورة ولكن يمثل في أعينهم" مخالف لهذا النص [حيث إن الرواية أثبتت التحول في الصورة ونفاها الدارمي].<o:p></o:p> الوجه الرابع : أن في حديث أبي هريرة وأبي سعيد ، من طريق العلاء : "أنه يمثل لكل قوم ما كانوا يعبدون" وفي لفظ : " أشباه ما كانوا يعبدون " ، ثم قال : " ويبقى محمد وأمته ؛ فيتمثل لهم الرب تبارك وتعالى فيأتيهم فيقول : ما لكم لا تنطلقون كما انطلق الناس ؟ فيقولون : إن لنا إلها ما رأيناه بعد " .<o:p></o:p> فقد أخبر أن الله تعالى هو الذي يتمثل لهم ، ولم يقل لهم كما قال في معبودات المشركين وأهل الكتاب . <o:p></o:p> الوجه الخامس : أن في عدة أحاديث ؛ كحديث أبي سعيد وابن مسعود : " قال : هل بينكم وبينه علامة ؟ فيقولون : نعم . فيكشف عن ساق فيسجدون له " . وهذا بيان أنهم لم يعرفوه بالصفة التي وصف لهم في الدنيا ، بل بآية وعلامة عرفوها في الموقف . وكذلك في حديث جابر : " قال : فيتجلى لنا يضحك " ومعلوم أنه وإن وصف بالدنيا بالضحك فصورته لا تعرف بغير المعاينة . <o:p></o:p> الوجه السادس : أنه [ أي الدارمي] مثل ذلك بقوله تعالى : {وإذ يريكموهم إذ التقيتم في أعينكم قليلا ويقللكم في أعينهم} [الأنفال:44] وبقوله : {ولكن شبه لهم } [النساء:157] ، وهذا غير مناسب ؛ لأن اليهود غلطوا في الذي رأوه ؛ حيث ظنوه المسيح ولم يكن هو ؛ ولكن ألقي شبهه عليه . وكذا الذي رأته مريم ومحمد r هو جبريل نفسه في صورة آدمي ؛ فكيف يقاس ما رؤي هو نفسه في صورة على ما لم ير ؟ وأما التقليل والتكثير في أعينهم فهو المقدار ، ليس في المرئي ولكن في صفته .<o:p></o:p> الوجه السابع : أن هذا المعنى [أي في الأمثلة التي ذكرها الدارمي] كان مقيدا بالرائي لا بالمرئي مثل قوله تعالى : {وإذ يريكموهم إذ التقيتم في أعينكم قليلا}[الأنفال:44] فقيد ذلك بأعين الرائين ، ولهذا يقال : كان هذا في عين فلان رجلا فظهر امرأة ، وكان كبيرا فظهر صغيرا ونحو ذلك ، ولا يقال : (جاء فلان في صورة كذا ثم تحول في صورة كذا) : ويكون التصوير في عين الرائي فقط !!" انتهى كلام شيخ الاسلام [19].<o:p></o:p> تنبيـه :<o:p></o:p> التغير الذي نفاه الأئمة الثلاثة عن الله عز وجل ليس هو الذي نفاه شيخ الإسلام ونزه الله سبحانه وتعالى عنه – في أول هذا المبحث – ، فشيخ الإسلام قد نفى التغير الذي يراد منه استحالة الشيء من صفة لأخرى ، والأئمة الثلاثة متفقون معه في هذه ؛ إلا أن نفيهم للتغير في أقوالهم السالفة إنما يريدون به : نفي إتيان الله في صورة بعد صورة بالتأويل ؛ وهو نفي باطل كما سبق. ولهذا فالأسلم أن يلتزم المؤمن بالألفاظ الشرعية في هذه المسألة بالذات؛ فيقول : إن الله يأتي في صورة بعد صورة ، ولا يقول : إن الله تتغير صورته ؛ وذلك بعدا <HR align=right width="33%" SIZE=1>([1]) درء تعارض العقل والنقل (1/12) . <o:p></o:p> ([2]) انظر في تفصيل ذكر الأدلة من الكتاب والسنة على إثبات الرؤية : كتاب معارج القبول (1/305) .<o:p></o:p> ([3]) شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري ، للغنيمان (1/492) .<o:p></o:p> ([4])شرح العقيدة الطحاوية (1/97).<o:p></o:p> ([5]) مجموع الفتاوى (6/320) .<o:p></o:p> ([6]) مجموع الفتاوى (12/114).<o:p></o:p> ([7]) مختصر الصواعق المرسلة ، ص (450) .<o:p></o:p> ([8]) بتصرف من مجموع الفتاوى (6/ 249- 250)<o:p></o:p> ([9]) عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون التيمي ، مولاهم المدني ، المحدث الفقيه ، ت سنة (164) هـ.<o:p></o:p> ([10]) أبو عاصم الضحاك بن مخلد الشيباني البصري النبيل ، الإمام الحافظ ، ت سنة (212) هــ.<o:p></o:p> ([11]) الإمام المحدث صاحب كتابي : الرد على الجهمية ، والرد على بشر المريسي . <o:p></o:p> (([12] انظر :نقض تاسيس الجهمية (3/397-404) المخطوط ،أو شرح كتاب التوحيد للغنيمان (2/11-15).<o:p></o:p> ([13]) مختصر العلو للعلي الغفار ص(111) ، التعليق على الحديث (70) .<o:p></o:p> ([14]) بتصرف من : نقض تأسيس الجهمية (3/397- 401) المخطوط ، بواسطة شرح كتاب التوحيد للغنيمان (2/11).<o:p></o:p> ([15]) مضى بيان من أخرج هذا الحديث قريبا .<o:p></o:p> ([16]) بتصرف من كتاب رد الدارمي عثمان بن سعيد على بشر المريسي العنيد (ص63-64).<o:p></o:p> ([17]) أخرجه الشيخان ، وهذا لفظ مسلم ، ولفظ البخاري : " ثم انطلق بي حتى أتى السدرة المنتهى ، فغشيها ألوان لا أدري ما هي " انظر صحيح البخاري : كتاب أحاديث الأنبياء : باب ذكر إدريس عليه السلام ، ح (3342 ) ، الفتح (6/433) ، ومسلم : كتاب الإيمان : باب الإسراء برسول الله r ... ، ح (259) النووي (2/567) .<o:p></o:p> ([18]) اخرجه الشيخان ، البخاري : في كتاب بدء الخلق / باب ما جاء في صفة الجنة ...، ح(3244) الفتح (6/399) ، وفي : كتاب التفسير/ تفسير سورة السجدة ،ح(4779/4780) الفتح (8/375) ، وفي كتاب التوحيد / باب قول الله تعالى : { أنزله بعلمه والملائكة يشهدون} ، ح(7498) الفتح (13/473) ، وأخرجه مسلم في : كتاب الإيمان /باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها ، ح (312) النووي (3/48)، وفي : كتاب الجنة ، ح (2824/ 2825) النووي (17/171-172).<o:p></o:p> ([19]) بتصرف من نقض التأسيس (3/397-4-4) المخطوط ، بواسطة شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري للغنيمان (2/11). وذلك بعدا عن هذه اللفظة المشتبهة ، والتزاما بالألفاظ الشرعية . <o:p></o:p> <o:p></o:p> <o:p></o:p> ثم أتبع ( المعترض) إلزاماته – بزعمه – على من استدل بحديث الرؤية السالف فقال : <o:p></o:p> "(2) أن يكون سبحانه مرئيا في الدنيا لهذه الأمة بمن فيها من المنافقين ، وإلا فكيف يعرفون صورته حتى إذا جاءهم [في] غيرها أنكروا واستعاذوا بالله منه ، فإن ذلك الموقف أول مواقف من مواقف القيامة ، ومعرفة الرائين لصورته الصحيحة دليل على أنهم رأوه قبل ذلك الموقف ، وهذا يعني أنهم رأوه في الدنيا...".<o:p></o:p> ولنا مع كلامه هذا وقفات ، كما يلي : <o:p></o:p> الوقفة الأولى : أن مسألة ادعاء رؤية الله في الدنيا باطلة ؛ سواء كانت من المؤمنين أو المنافقين أو غيرهم . <o:p></o:p> قال شيخ الإسلام ابن تيمية : " وكل من ادعى أنه رأى ربه قبل الموت فدعواه باطلة باتفاق أهل السنة والجماعة ، لأنهم اتفقوا جميعهم على أن أحدا من المؤمنين[1] لا يرى ربه بعيني رأسه حتى يموت ؛ وقد ثبت ذلك في صحيح مسلم عن النواس بن سمعان : عن النبي r أنه – لما ذكر الدجال – قال : " واعلموا أن أحدا منكم لن يرى ربه حتى يموت " [2]...وقد يرى المؤمن ربه في المنام على قدر إيمانه ويقينه ... وكل من قال من العباد المتقدمين أو المتأخرين أنه رأى ربه فهو غالط في ذلك بإجماع أهل العلم والإيمان.<o:p></o:p> نعم رؤية الله بالأبصار هي للمؤمنين في الجنة، وهي أيضا للناس في عرصات القيامة؛ كما تواترت بذلك الأحاديث عن النبي r ... ودين الله وسط بين بما أخبر به رسول الله r في الآخرة ، وبين تصديق الغالية بأنه يرى بالعيون في الدنيا ؛ وكلاهما باطل" اهـ كلام شيخ الإسلام .[3]<o:p></o:p> وأما عن سبب منعها " فقد قال أكثر مانعيها – في الدنيا – أن سبب المنع من ضعف قوى الآدمي في الدنيا عن احتمالها ؛ كما لم يحتملها موسى r والله أعلم "[4]<o:p></o:p> الوقفة الثانية: أن إتيان الله سبحانه وتعالى في صورة غير صورته التي رآها عليه المؤمنون وأنكروها كانت مسبوقة برؤية قبلها في موقف الحشر ؛ وسيأتي تفصيل ذلك في الرد على الشبهة الثالثة .<o:p></o:p> الوقفة الثالثة: أن معرفة المؤمنين لصورة ربهم – تبارك وتعالى – لا تستلزم رؤيتهم له في الدنيا.<o:p></o:p> كما أن معرفتهم لها ليس عن طريق معرفتهم لصفاته.<o:p></o:p> فكلا التعليلين لكيفية معرفتهم إياها غلط لا يصح :<o:p></o:p> فأما في الدنيا فإنها باطلة، وقد تقدمت الإشارة إلى هذا قريبا، وسيأتي تفصيل ذكر العلة المانعة من ذلك في آخر البحث. <o:p></o:p> وأما عن إمكان معرفتهم لصورته باعتمادهم على ما وصف سبحانه وتعالى به نفسه ووصفه رسوله r من الصفات – وهو قول الإمام الدارمي – فهذا التعليل غير صحيح ؛ وقد رد ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله – في رده على الإمام الدارمي – من عدة أوجه ، وقد سبق ذكر كلامه بُعيد الشبهة الأولى ؛ فلا حاجة بإعادته كله ها هنا، ولكن نعيد ما يخصنا في هذا المقام .<o:p></o:p> فقد بين شيخ الإسلام في الرد السالف ذكره أن معرفة المؤمنين لصورة ربهم – سبحانه وتعالى – كانت لعلامة بينهم وبينه ؛ ولم تكن لمعرفتهم بصفاته ونعوته ، فقال رحمه الله :<o:p></o:p> "... أنهم لا يعرفون في الدنيا لله صورة ، ولم يروه في الدنيا في صورة.<o:p></o:p> فإن ما وصف الله تعالى به نفسه ووصفه به رسوله r لا يوجب لهم معرفة صورة يعرفونه فيها، ولهذا قال تعالى: {ليس كمثله شيء } [الشورى:11].<o:p></o:p> فلو أرادوا الصفات المخبر بها في الدنيا لذكروا ذلك . فعلم أنهم لم يطبقوا الصورة التي رأوه فيها أول مرة على ما علموه في الدنيا .<o:p></o:p> وقد قال النبي r في سدرة المنتهى : " فغشيها من أمر الله ما غشيها ، حتى لا يستطيع أحد أن ينعتها من حسنها "[5] فالله أعظم من أن يستطيع أحد أن ينعت صورته ؛ وهو سبحانه وصف نفسه لعباده على قدر ما تحتمله أفهامهم . <o:p></o:p> ومعلوم أن قدرتهم على معرفة الجنة بالصفات أيسر، ومع هذا فقد قال: " أعددت لعبادي ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر"[6] فالخالق أن لايكونوا يطيقون معرفة صفاته كلها أولى ! <o:p></o:p> - إلى أن قال :- إن في عدة أحاديث كحديث أبي سعيد وابن مسعود : " قال : هل بينكم وبينه علامة ؟ فيقولون : نعم . فيكشف عن ساق فيسجدون له " . وهذا بيان أنهم لم يعرفوه بالصفة التي وصف لهم في الدنيا ، بل بآية وعلامة عرفوها في الموقف .<o:p></o:p> وكذلك في حديث جابر : " قال : فيتجلى لنا يضحك " ومعلوم أنه وإن وصف بالدنيا بالضحك فصورته لا تعرف بغير المعاينة " اهـ كلامه رحمه الله [7] .<o:p></o:p> فتقرر مما سبق أن معرفة المؤمنين لصورة ربهم ليست لكونهم رأوه في الدنيا ، ولا لكونهم اعتمدوا على معرفتهم لبعض صفاته التي عرفهم الله سبحانه وتعالى ونبيه r بها . <o:p></o:p> بل معرفتهم لصورته كانت متوقفة على علامة بينهم وبين ربهم سبحانه وتعالى ؛ وهي كشفه سبحانه لهم عن ساقه وتجليه لهم ضاحكا ؛ كما صرحت بذلك روايات الحديث.<o:p></o:p> أما ( المعترض ) فقد رد – من ثلاثة أوجه – على من قال بأن معرفتهم إياها كانت من معرفتهم ببعض أوصافه الجليلة ؛ وما سبق يكفي في الرد فلسنا بحاجة إلى رده ، فإن كلام شيخ الإسلام ابن تيمية السالف أقوم منه , وأوعى وأحكم ؛ فضلا عن ما في رد ( المعترض ) من الباطل المخالط للحق الذي أتى به .<o:p></o:p> ولهذا فإني سأورد رده ذاك – اضطرارا- لأبين وجه الباطل في كل وجه من الوجوه الثلاثة التي ذكرها. <o:p></o:p> قال ( المعترض ): " ودعوى البعض أن معرفتهم بصورته الصحيحة لا تستلزم تقدم رؤيته تعالى لإمكان أن يعرفوه من وصفه لنفسه ومن وصف رسول الله r له مدفوعة بما يلي : <o:p></o:p> أ- أن مدعي معرفة صورته من وصفه لنفسه ومن وصف الرسول r مطالب ببيان كيفية هذه الصورة المزعومة كما يتخيلها ، مع بيان الآيات والأحاديث التي دلت عليها .<o:p></o:p> ب- أن رواية أبي سعيد للحديث تبطل هذا المدعى ، فقد جاء فيها التصريح بأن هذه الرؤية مسبوقة بغيرها ، ونص ما جاء فيها عن مسلم " حتى إذا لم يبق إلا من كان يعبد الله من بر وفاجر أتاهم رب العالمين سبحانه وتعالى في أدنى صورة من التي رأوه فيها " وهو دليل على أنهم إنما عرفوا صورته برؤية سابقة . <o:p></o:p> ج- أن الله سبحانه لو وصف نفسه لعباده بخلاف ما هو عليه أو وصف الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام ربه بخلاف ما هو متصف به لزم وجود الكذب في كلام الله وكلام رسوله ، تعالى الله عن ذلك وحاشا لرسوله ..."<o:p></o:p> والرد عليه كما يلي : <o:p></o:p> أولا: دفعُ ( المعترض) وتخطئته لقول من جعل معرفة المؤمنين لربهم باعتمادهم على أوصافه التي عرفوها في الدنيا عن طريق الشرع مصيب فيه – كما سلف آنفا – ولكن هذا لا يعفيه من الأخطاء التي أردفها بعيد ذلك ، وسأبينها فيما يلي.<o:p></o:p> ثانيا : طلب ( المعترض) تكييف صورة الله سبحانه وتعالى وإلزامه بذلك لكل من ادعى بأن معرفة المؤمنين ربهم حين يأتيهم في موقف الحشر سبحانه كانت لمعرفتهم بصفاته قد يتسامح فيه ويقبل من باب الرد والإلزام لمن يقول بتلك المقالة؛ فإن من يقول بأن المؤمنين لمعرفتهم بصفات ربهم في الدنيا عرفوه في الموقف يلزم منه تخيله لتلك الصورة ومعرفته لتلك الصورة حتى يعرفه بتلك الطريق في المحشر . <o:p></o:p> ولكن ( المعترض) – كما هو الظاهر من كلامه – قد توسع وتجاوز في إلزامه وطلبه ذاك ، حتى ألزم به كل من أثبت لله وصورة وإن لم يدع معرفته بكيفيتها وكنهها.<o:p></o:p> ومما يدل على ذلك قوله : "... مطالب ببيان الصورةالمزعومة ، كما يتخيلها مع بيان الآيات والأحاديث التي دلت عليها " <o:p></o:p> ففي جعله إثبات الصورة لله سبحانه وتعالى زعما، إيماءة إلى إنكاره وصف الله بالصورة جملة وتفصيلا !! <o:p></o:p> ثم مطالبته بكيفية هذه الصورة وتخيلها من كل سلفي مثبت للصورة هو من جنس ما طلب وسأل عنه ذاك المبتدعِ الأمامَ مالكا رحمة الله عليه حين سأله عن كيفية استواء الله سبحانه وتعالى . <o:p></o:p> عن يحيى بن يحيى التميمي قال : "جاء رجل إلى مالك فقال: يا أبا عبد الله: {الرحمن على العرش استوى}[طه:5] كيف استوى ؟ قال : فما رأيت مالكا وجد من شيء كموجدته من مقالته وعلاه الرحضاء ( يعنى العرق) وأطرق القوم ، فسري عن مالك ، وقال : الكيف غير معقول ، والاستواء منه غير مجهول ، والإيمان به واجب ، والسؤال عنه بدعة ، وإني أخاف أن تكون ضالا وأمر به فأخرج "[8]<o:p></o:p> ومن المعلوم " أن السؤال عن كيفية الصفات لم يكن معهودا على ألسنة الصحابة وأئمة السنة وسلف الأمة ، بل هو من ديدن أهل البدع ، ولهذا قال الإمام مالك للسائل : " وما أراك إلا رجل سوء " ثم أمر به فأخرج عن مجلسه ، وهكذا سائر الأئمة قولهم يوافق قول مالك في أنا لا نعلم كيفية استوائه كما لا نعلم كيفية ذاته ، ولكن نعلم المعنى الذي دل عليه الخطاب ، فنعلم معنى الاستواء ولا نعلم كيفيته ، وهكذا سائر الصفات . ففرق مالك – رحمه الله – بين المعنى المعلوم من هذه اللفظة وبين الكيف الذي لا يعقله البشر ، وجواب مالك وغيره جواب كاف شاف في جميع مسائل الصفات ، فإن معانيها كلها مفهومة ، وأما كيفيتها فغير معقولة؛ إذ تعقُّل كيفية الصفات فرع العلم بكيفية الذات ..."[9].<o:p></o:p> <o:p></o:p> وقد ثبتت الصورة لله سبحانه وتعالى في غير ما حديث ، ومن ذلك : <o:p></o:p> ما أخرجه الترمذي عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال :<o:p></o:p> احتبس عنا رسول الله r ذات غداة عن صلاة الصبح حتى كدنا نتراءى عين الشمس ، فخرج سريعا – إلى أن قال : – <o:p></o:p> "أما أني سأحدثكم ما حبسني عنكم الغداة إني قمت من الليل فتوضأت وصليت ما قدر لي فنعست في صلاتي حتى استثقلت فإذا أنا بربي تبارك وتعالى في أحسن صورة... الحديث " <o:p></o:p> قال أبو عيسى [يعني الترمذي] : هذا حديث حسن صحيح، سألت محمد بن إسماعيل [يعني البخاري] عن هذا الحديث فقال : هذا حديث حسن صحيح[10]...<o:p></o:p> ومما يدلل على ذلك أيضا:حديث خلق آدم على صورة الرحمن [11].<o:p></o:p> ولهذا فإننا نثبت لله سبحانه وتعالى الصورة ونعلم أن لها كيفية تليق بجلاله وعظمته وإن كنا لا نعقل تلك الكيفية ، بل "حكمها كحكم بقية المغيبات ، نؤمن بها ولا نشتغل بكيفيتها [12] فإن " لفظ الصورة في الحديث كسائر ما ورد من الأسماء والصفات التي قد يسمى بها المخلوق على وجه التقييد، وإذا أطلقت على الخالق اختصت به" [13].<o:p></o:p> قال ابن قتيبة رحمه الله : " والذي عندي – والله تعالى أعلم – أن الصورة ليست بأعجب من اليدين والأصابع والعين ، وإنما وقع الإلف لتلك لمجيئها في القرآن[14] ووقعت الوحشة من هذه لأنها لم تأت في القرآن ، ونحن نؤمن بالجميع ولا نقول في شيء منها بكيفية ولا حد..."[15]<o:p></o:p> وقال شيخ الإسلام : " وكما أنه لابد لكل موجود من صفات تقوم به فلا بد لكل قائم بنفسه من صورة يكون عليها ، ويمتنع أن يكون في الوجود قائم بنفسه ليس له صورة يكون عليها "[16] .<o:p></o:p> ثالثا : تقرير ( المعترض) أن رؤية المؤمنين لربهم كانت مسبوقة برؤية قبلها مصيب فيه ولكن ينبغي التنبيه على أن تقريره ذاك ليس إلا أنه يريد من ذلك إثبات تناقض هذا الحديث – زعم! – وعدم الاحتجاج به أصلا!! وقد تقدم ذكر كلام شيخ الإسلام ابن تيمية في تقرير كون الرؤية التي رأى المؤمنون فيها الصورة واستنكروها مسبوقة بغيرها ، وسيأتي تفصيل أحوال الرؤية التي تقع يوم القيامة .<o:p></o:p> رابعا : قول ( المعترض ) : " إن الله لو وصف نفسه لعباده ، أو وصف الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام ربه بخلاف ما هو عليه لزم وجود الكذب في كلام الله وكلام رسوله ..." قوله هذا حق ولا مرية فيه ، ولكن ليست هناك أدنى مناسبة ليسوق إلينا مثل هذه الموعظة وليدلل – بزعمه – من خلالها على بطلان ما عليه السلف في مسألة رؤية الله ، وإنها – لعمر الله – مغالطة مفضوحة ، فالسلف وأئمة السنة والجماعة ومن تابعهم لم يعهد منهم اتهام نصوص الكتاب والسنة بالكذب أو النقص أو (التناقض) أو غير ذلك ، بل هم خاضعون بالتسليم لكل ما صح من النصوص الشرعية . <o:p></o:p> وإنَّ أحق وأولى من توجه إليه مثل هذه المقالة هم أهل البدع ، فهم الذين يخوضون في كتاب الله وفي سنة رسوله r بالتأويل والتعطيل والرد والتكذيب واتهام الرواة والأسانيد ورميها بالتناقض والاشتباه وغير تلك البدع!!<o:p></o:p> <o:p></o:p> ثم قال (المعترض) مردفا على ما سبق : <o:p></o:p> " على أن رواية صهيب في الصحيحين تدل على أن الرؤية إنما تكون بعد دخول الجنة زيادة في الثواب وذلك مناف لوقوعها في الموقف ، ونص حديث صهيب : " إذا دخل أهل الجنة الجنة يقول الله تبارك وتعالى : تريدون شيئا أزيدكم ؟ فيقولون : ألم تبيض وجوهنا ، ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار ! قال : فيكشف الحجاب فما أعطوا شيئا أحب من النظر إلى ربهم عز وجل" . فكيف يمكن الجمع بين هذه الروايات مع إبقاء لفظ الرؤية على معناها الحقيقي؟" .. <o:p></o:p> ثم ذكر الشبهة الثالثة فقال : <o:p></o:p> " (3) اشتراك المؤمنين والمنافقين في الرؤية ، مع أن معتقديها يحصرونها في المؤمنين لاعتقادهم أنها أعظم نعمة من الجنة نفسها ، وأنها إكرام عظيم من الله يختص به المؤمنين زيادة لهم في الثواب."<o:p></o:p> <o:p></o:p> والرد عليه كما يلي : <o:p></o:p> أولا : عزوه لحديث صهيب إلى الصحيحين (البخاري ومسلم) وهم منه، فإن البخاري لم يخرج هذا الحديث ، وإنما أخرجه مسلم وغيره[17] .<o:p></o:p> ثانيا : كون رؤية الله تعالى في الآخرة واقعة في أرض المحشر تارة ثم الجنة تارة أخرى – مع كون التي في الجنة واقعة خاصة للمؤمنين زيادة لهم في الإكرام والنعيم – كل هذا ليس فيه ما يدعو للتناقض ، فإن رؤية المؤمنين له عز وجل في الجنة ثابتة بالأحاديث الصحيحة وشأنها شأن الأحاديث المثبتة لرؤيتهم له سبحانه وتعالى في موقف الحشر . <o:p></o:p> <o:p></o:p> ثالثا : زعم صاحب الشبهات بأن مثبتي الرؤية يحصرونها في المؤمنين غلط – إن لم يكن ذلك منه تدليسا -، فإن الاتفاق حاصل بين أهل السنة والجماعة على رؤية المؤمنين لله عز وجل في أرض المحشر امتحاناوفي الجنة كرامة ولذة ونعيما ، وأما رؤية المنافقين والكافرين له سبحانه على أرض المحشر ففي إثبات ذلك خلاف بينهم ، والراجح أنها واقعة لهم أيضا كما سيأتي . <o:p></o:p> قال شيخ الإسلام ابن تيمية : " المهم الذي يجب على كل مسلم اعتقاده: أن المؤمنين يرون ربهم في الدار الآخرة ، في عرصة القيامة وبعد ما يدخلون الجنة ، على ما تواترت به الأحاديث عن النبي r عند العلماء بالحديث ... فأما مسألة رؤية الكفار فأول ما انتشر الكلام فيها وتنازع الناس فيها – فيما بلغنا – بعد ثلاثمائة من الهجرة ، وأمسك عن الكلام في هذا قوم من العلماء ، وتكلم فيها آخرون فاختلفوا على ثلاثة أقوال : <o:p></o:p> (1) أن الكفار لا يرون ربهم بحال ، لا المظهر للكفر ولا المسر له ، وهذا قول أكثر العلماء المتأخرين ، وعليه يدل عموم كلام المتقدمين ، وعليه جمهور أصحاب الإمام أحمد وغيرهم . <o:p></o:p> (2) أنه يراه من أظهر التوحيد من مؤمني هذه الأمة ومنافقيها ، وذلك في عرصة القيامة،ثم يحتجب عن المنافقين فلا يرونه بعد ذلك ، وهذا قول أبي بكر بن خزيمة – من أئمة أهل السنة – وقد ذكر القاضي أبو يعلى نحوه في حديث إتيانه سبحانه وتعالى إليهم في الموقف . <o:p></o:p> (3) أن الكفار يرونه رؤية تعريف وتعذيب – كاللص إذا رأى السلطان – ثم يحتجب عنهم ، ليعظم عذابهم ويشتد عقابهم ، وهذا قول أبي الحسن ابن سالم وأصحابه وقول غيرهم ..."[18]<o:p></o:p> وعند تأملك لهذه الأقوال الثلاثة تجدها تتفق على أن الرؤية تقع للمؤمنين، وأن الخلاف هو في رؤية غيرهم من الكفار والمنافقين . <o:p></o:p> ثم على القول برؤية الكفار والمنافقين – وهو الراجح – فإن ذلك إنما هو واقع في أرض المحشر ثم يعقبه حجب ، " وهذا حجب عام متصل ، وبهذا الحجب يحصل الفرق بينهم وبين المؤمنين ، فإنه سبحانه وتعالى يتجلى للمؤمنين في عرصات القيامة بعد أن يحجب الكفار ، كما دلت عليه الأحاديث المتقدمة ، ثم يتجلى لهم في الجنة عموما وخصوصا دائما وأبدا سرمدا ، ثم إن هذا النوع من الرؤية الذي هو عام للخلائق قد يكون نوعا ضعيفا ليس من جنس الرؤية التي يختص بها المؤمنون فإن الرؤية أنواع متباينة تباينا عظيما لا يكاد ينضبط طرفاها ..."[19] .<o:p></o:p> <o:p></o:p> أدلة الأقوال الثلاثة ومناقشتها وذكر الراجح منها : <o:p></o:p> <o:p></o:p> (1) ذهب أصحاب القول الأول إلى عدم رؤية الكافر لربه يوم القيامة مطلقا ، سواء كان مظهرا لكفره أو منافقا ، واستدلوا بعموم الأدلة الواردة في هذا الشأن ، وهي : <o:p></o:p> قوله تعالى :{كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون}[المطففين :15] ، " فإنه يعم حجبهم عن ربهم في جميع ذلك اليوم ، وذلك اليوم {يوم يقوم الناس لرب العالمين }[المطففين:6] وهو يوم القيامة ، فلو قيل إنه يحجبهم في حال دون حال لكان تخصيصا للفظ بغير موجب ، ولكان فيه تسوية بينهم وبين المؤمنين فإن الرؤية لا تكون دائمة للمؤمنين ، والكلام خرج مخرج بيان عقوبتهم بالحجب وجزائهم به ، فلا يجوز أن يساويهم المؤمنون في عقاب ولا جزاء سواه ، فعلم أن الكافر محجوب على الإطلاق ... ثم إن الأخبار الواردة في رؤية المؤمنين لله إنما هي على طريق البشارة ، فلو شاركهم الكفار في ذلك لبطلت البشارة ... فعن حنبل قال : قال أبو عبد الله [يعني أحمد بن حنبل] في قوله تعالى {كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون}[المطففين:15] لا يكون حجاب إلا لرؤية ، فأخبر الله أن من شاء الله ومن أراد فإنه يراه ، والكفار لا يرونه ... ونقل عن السلف أن عامة الأحاديث الواردة في الرؤية لم تنص إلا على رؤية المؤمنين وأنه لم يبلغهم نص صريح برؤية الكافر" [20].<o:p></o:p> (2) وذهب أصحاب القول الثاني إلى أن الرؤية تقع يوم القيامة في أرض المحشر من المؤمنين والمنافقين – المبطنين لكفرهم – وبعض أهل الكتاب دون الكفار ، ولكن غير المؤمنين يحجبون بعد ذلك ويتساقطون في جهنم ، واستدلوا على ذلك بأدلة قوية الدلالة ، وهي : احتجوا على وقوع الرؤية من المؤمنين والمنافقين وبقايا أهل الكتاب بحديث أبي هريرة وأبي سعيد -رضي الله عنهما- الطويل، ولفظه : أن ناسا قالوا لرسول الله r : يا رسول الله ، هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ فقال رسول الله r : "هل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر ... " ، وفيه : " يجمع الله الناس يوم القيامة فيقول : من كان يعبد شيئا فليتبعه ، فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس ، ويتبع من كان يعبد القمر القمر ، ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت ، وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها [وفي لفظ : حتى يبقى من كان يعبد الله من بر أو فاجر وغبرات من أهل الكتاب ، وفي لفظ : ويبقى المؤمنون ومنافقوهم بين أظهرهم وبقايا من أهل الكتاب (يقللهم بيده) . وفي لفظ : ويبقى المسلمون][21] فيأتيهم الله تبارك وتعالى في صورة غير صورته التي يعرفون " الحديث . واستدلوا على عدم رؤية الكفار – المظهرين لكفرهم – بظاهر قوله تعالى : {كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون}[المطففين:15] حيث إن الآية سيقت في بيان حجب المكذبين الذين يكذبون بيوم الدين ظاهرا وباطنا ، ولذلك قال بعدها : {ثم إنهم لصالوا الجحيم . ثم يقال هذا الذي كنتم به تكذبون} [المطففين :16-17] واستدلوا كذلك بنفس حجج القائلين بعدم رؤية الكفار لربهم مطلقا ، وقد سبق عرض ذلك .<o:p></o:p> (3) وذهب أصحاب القول الثالث إلى أن الكفار يرون الله سبحانه وتعالى في أرض المحشر رؤية تعريف وتعذيب – كاللص إذا رأى السلطان – ثم يحتجب عنهم ليعظم عذابهم ويشتد عقابهم ، واستدلوا على ذلك بظاهر نصوص لقاء الله لعباده – ومنهم الكفار- يوم القيامة ، ومنها : <o:p></o:p> حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : " قالوا يا رسول الله ، هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ قال : هل تضارون في رؤية الشمس في الظهيرة ليست في سحابة ؟ قالوا : لا . قال : فهل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر ليس في سحابة ؟ قالوا : لا . قال : فوالذي نفسي بيده لا تضارون في رؤية ربكم إلا كما تضارون في رؤية أحدهما. قال: فيلقى العبد فيقول : أي فُل[22] ألم أكرمك وأسودك وأزوجك وأسخِّر لك الخيل والإبل وأذرك ترأس وتربع؟[23] فيقول : بلى . قال : فيقول : أفظننت أنك ملاقي ؟ فيقول : لا . فيقول : فإني أنساك كما نسيتني ، ثم يلقى الثاني فيقول : أي فل ... الحديث "[24] . <o:p></o:p> قال شيخ الإسلام : " وهذا حديث صحيح وفيه أن الكافر والمنافق يلقى ربه ، ويقال : ظاهره أن الخلق جميعهم يرون ربهم ، فيلقى العبد عند ذلك " [25]. <o:p></o:p> ووجه الشاهد من الحديث أن النبي r ذكر رؤية الناس لربهم يوم القيامة ولقاء الله وتكليمه لهم ، وحين " تجمع بين قوله ( إنكم سترون ربكم ) وقوله لمن ظن أنه غير ملاقيه ( فإني أنساك كما نسيتني ) <HR align=right width="33%" SIZE=1>([1]) فإن كان هذا الحجب في الدنيا في حق أولياء الله المؤمنين ، فالكافرون أحرى وأولى حجبا منهم .<o:p></o:p> ([2]) أخرجه مسلم في صحيحه : كتاب الفتن : باب (19) ذكر ابن صياد ، ح (2931) النووي (18/268) ، وأخرجه الترمذي في سننه : كتاب الفتن : باب (56) ما جاء في علامة الدجال ، (4/441) ح (2235) ، وأخرجه النسائي في الكبرى : كتاب النعوت / باب المعافاة والعقوبة (6/419) ح (7764) وغيرهم ، ولفظ مسلم : ( تعلموا أنه لن يرى أحد منكم ربه عزوجل حتى يموت) ، ولفظ الترمذي : ( تعلمون أنه ...) ، ولفظ النسائي : ( فاعلموا ...) .<o:p></o:p> ([3]) بتصرف من مجموع الفتاوى (6/389).<o:p></o:p> ([4]) شرح النووي لصحيح مسلم (18/268).<o:p></o:p> (([5] تقدم تخريج هذا الحديث.<o:p></o:p> ([6]) تقدم تخريجه .<o:p></o:p> ([7]) بتصرف من نقض التأسيس (3/397) المخطوط ، بواسطة : شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري للغنيمان (2/13-14).<o:p></o:p> ([8]) مختصر العلو ، ص (141) بتصرف .<o:p></o:p> (([9] بتصرف من التحفة المهدية ، ص (111).<o:p></o:p> (([10] انظر سنن الترمذي : كتاب التفسير / باب (39) تفسير صورة {ص} ، (5/343) ح(3235)، وقد صحح العلامة الألباني هذا الحديث ، انظر صحيح الترغيب والترهيب (1/236/254) ح(402، 448). <o:p></o:p> ([11]) اكتفيت بالإشارة إليه دون ذكره وتخريجه رغبة عن الإطالة وانظر في الكلام حول الحديث : كتاب عقيدة أهل الإيمان في خلق آدم على صورة الرحمن للشيخ حمود التويجري ، ورسالة دفاع أهل السنة والإيمان عن حديث خلق آدم على صورة الرحمن للشيخ عبد الله الدويش ، وكتاب شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري للشيخ عبد الله الغنيمان من (1/493) إلى (2/15) . <o:p></o:p> ([12]) اقتباس من شرح العقيدة الطحاوية (1/270).<o:p></o:p> ([13]) نقض التأسيس (3/396) المخطوط ، بواسطة شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري للغنيمان (1/511) .<o:p></o:p> ([14]) يلاحظ أن الأصابع لله لم يرد ذكرها في القرآن ، وإنما ثبت بالأحاديث الصحيحة ، ولعل ابن قتيبة أراد اليمين والقبضة كما في قوله تعالى : {وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه} [الزمر :67]<o:p></o:p> ([15]) تأويل مختلف الحديث ، ص (206)<o:p></o:p> ([16]) نقض التأسيس (3/285) بواسطة شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري للغنيمان (1/511 )<o:p></o:p> ([17]) أخرجه مسلم في كتاب الإيمان /باب : إثبات رؤية المؤمنين في الآخرة ..، ح(297) . النووي (3/20) . والترمذي في كتاب صفة الجنة / باب ما جاء في رؤية الرب تبارك وتعالى ، ح(2552) . وأخرجه في كتاب التفسير / باب(11) تفسير سورة يونس ح (3105) . والنسائي في الكبرى : كتاب النعوت / باب المعافاة والعقوبة ، ح(7766) ، وأخرجه في كتاب التفسير / باب قوله تعالى : {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة } [يونس : 26] ح(11234)... وغيرهم .<o:p></o:p> ([18]) بتصرف من مجموع الفتاوى (6/487) .<o:p></o:p> ([19]) بتصرف من مجموع الفتاوى (6/503).<o:p></o:p> ([20]) مجموع الفتاوى (6/499-503) بتصرف كثير ، غير مخل بالمعنى إن شاء الله .<o:p></o:p> ([21]) الحديث بتمامه له ألفاظ مختلفة في أكثر من موضع إلا أنني اكتفيت بإيراد الألفاظ المختلفة لموضع الشاهد منه فقط .<o:p></o:p> ([22]) قوله ( أي فُل ) أي : أداة نداء ، فل بضم الفاء وإسكان اللام ، ومعناه : يا فلان ، وهو ترخيم على خلاف القياس ، وقيل : هي لغة بمعنى فلان، انظر شرح النووي على صحيح مسلم (18/318) .<o:p></o:p> ([23]) قوله ( ترأس وتربع ) ترأس بفتح التاء وإسكان الراء وبعدها همزة مفتوحة ، ومعناه : رئيس القوم وكبيرهم ، وأما تربع بفتح التاء والباء الموحدة يعني تأخذ من الغنيمة ربعها [ وكانت العرب تعطي ربع الغنيمة لرئيس القبيلة]. ومعنى ذلك : ألم أجعلك رئيسا مطاعا . انظر : شرح النووي على صحيح مسلم (18/318) بتصرف .<o:p></o:p> ([24]) الحديث أخرجه مسلم في كتاب الزهد والرقائق ، ح (2968) النووي (18/313) . والترمذي في كتاب صفة القيامة باب (6) ، (4/535) ح (2428) ... وغيرهما .<o:p></o:p> ([25]) مجموع الفتاوى (6/491) . ..." اهـ كلام شيخ الإسلام [1] .<o:p></o:p> وقال ابن قيم الجوزية : " قوله تعالى : {قال الذين يظنون أنهم ملاقوا الله} [البقرة:249] أجمع أهل اللسان على أن اللقاء متى نسب إلى الحي السليم من العمى والمانع اقتضى المعاينة والرؤية.<o:p></o:p> ولا ينتقض هذا بقوله:{فأعقبهم نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه}[التوبة:77] فقد دلت الأحاديث الصحيحة على أن المنافقين يرونه تعالى في عرصات القيامة بل والكفار أيضا ، كما في الصحيحين من حديث التجلي ... وكذا قوله:{يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه} [الانشقاق:6] :إن عاد الضمير على (العمل) فهو: رؤيته في الكتاب مسطورا مثبتا، وإن عاد الضمير إلى (الرب) سبحانه وتعالى فهو لقاؤه الذي وعد به "[2] <o:p></o:p> ووجه الشاهد منه : أنه جعل اللقاء عاما للإنسان ، ولم يخصص ذلك بالمؤمنين ، فصار الكافر ملاقيا لربه يوم القيامة ، واللقاء يقتضي الرؤية كما سبق .<o:p></o:p> <o:p></o:p> والراجح مما سبق – والعلم عند الله – هو القول الثالث : <o:p></o:p> وهو أن الكفار والمنافقين – بله المؤمنين – سيرون الله عز وجل يوم القيامة في عرصات المحشر .<o:p></o:p> وقد رأيت تضافر النصوص من الكتاب والسنة على إثبات وقوع ذلك .<o:p></o:p> ولكن لا بد من تقييد ذلك بأمرين : <o:p></o:p> (1) أن رؤية الكفار والمنافقين لربهم في موقف الحشر ليس فيها كرامة ولا نعيم ، بل تكون حسرة عليهم وندامة ، والحال أنهم يلقون الله سبحانه وتعالى وهو غاضب عليهم ، لذا فلا تطلق الرؤية في حقهم ، لأن الإطلاق يوهم التكريم .<o:p></o:p> فأما رؤية الكافر لربه: فكما ثبت في الحديث أن الله سبحانه وتعالى يقول مخاطبا إياه بعد محاسبته : " فإني أنساك كما نسيتني". وأما المنافقين: فإنهم يرون الله عز وجل مع المؤمنين بعد تساقط الكفار في النار ؛ ثم حين يكشف الله سبحانه وتعالى عن ساقه يسجد المؤمنون له ويريد المنافقون السجود فلا يستطيعون ، ويضرب الصراط على متن جهنم فيتساقط المنافقون حينها في النار فيكون حجبهم بعد ذلك أبدا فأي كرامة لهم حينئذ؟!!<o:p></o:p> (2) أن رؤية الكفار والمنافقين لله عز وجل يوم القيامة لن تدوم، بل يحجبون بعد ذلك حجبا مؤبدا ، وتبقى الرؤية خاصة بالمؤمنين زيادة لهم من رب العالمين .<o:p></o:p> وبهذين القيدين يندفع قول من قال بعدم رؤية الكفار لربهم مع إثباتها للمنافقين [3] ، بحجة أن الرؤية تكون للكرامة والنعيم ، واستنادا لعموم قوله تعالى : {كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون}[المطففين:15].<o:p></o:p> فأما حجتهم في منعهم رؤية الكفار لربهم لتضمن ذلك للكرامة والنعيم: فنقول لهم : هلا منعتم رؤية المنافقين كذلك بنفس الحجة ؟! حيث إنكم تثبتون رؤية المنافقين لربهم دون الكفار !<o:p></o:p> فإن كان جوابهم : بأن رؤية المنافقين قد جاء وورد فيها من النصوص ما يخصصها من دون الكفار.<o:p></o:p> فيرد عليهم بأن الكفار قد ورد فيهم كذلك ما يخصصهم من الحجب العام الذي يكون بعد المحاسبة،وإذ ورد النص في ذلك فلا رأي مع النص.<o:p></o:p> وأما استدلالهم بظاهر قوله تعالى:{كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون} في حق الكفار:<o:p></o:p> فإن المراد من هذا الحجب هو " الحجب بعد المحاسبة، فإنه قد يقال : (حجبت فلانا عني) وإن كان قد تقدم الحجبَ نوعُ رؤية ، وهذا حجب عام متصل ، وبهذا الحجب يحصل الفرق بينهم وبين المؤمنين ، فإنه سبحانه وتعالى يتجلى للمؤمنين في عرصات القيامة بعد أن يحجب الكفار ، كما دلت عليه الأحاديث المتقدمة ، ثم يتجلى لهم في الجنة عموما وخصوصا دائما أبدا سرمدا ، ثم إن هذا النوع من الرؤية الذي هو عام للخلائق قد يكون نوعا ضعيفا ليس من جنس الرؤية التي يختص بها المؤمنين ، فإن الرؤية أنواع متباينة تباينا عظيما لا يكاد ينحصر طرفاها "[4] .<o:p></o:p> وأما القول الأول القائل بعدم رؤية الكافر لربه يوم القيامة مطلقا – سواء كان كافرا ظاهرا أو منافقا يبطن كفره – فهو ساقط بالأولوية ، لورود النصوص المثبتة لرؤيتهم .<o:p></o:p> فتبين مما سبق : أن رؤية الله في المحشر واقعة من الكفار والمنافقين والمؤمنين ، ثم هي خاصة بالمؤمنين في جنات النعيم بعد حجب الكفار والمنافقين وترديهم في مهاوي الجحيم .<o:p></o:p> <o:p></o:p> <o:p></o:p> <o:p></o:p> <o:p></o:p> <o:p></o:p> رابعا : إطلاق ( المعترض ) الرؤية من المؤمنين والمنافقين [ بل والكفار] دون تقييد ذلك بالزمان أو المكان فيه تمويه وإيهام :<o:p></o:p> فإنه ليس ثمَّ حديث يدل على أن رؤية المنافقين والكفار لله عز وجل تقع في الجنة – وهذه الرؤية التي تكون للكرامة والنعيم واللذة – ولا أن رؤيتهم له في موقف الحشر ستدوم ، بل إنهم يحجبون بعد تلك الرؤية ثم يلقى بهم في أسفل سافلين ، وقد تقدم في بيان ذلك ما يغني عن الإعادة والتكرار .<o:p></o:p> ونخلص مما سبق إلى أن رؤية الله سبحانه وتعالى في الآخرة تكون في أحوال عدة وهي : <o:p></o:p> (1) الرؤية العامة التي تكون لعموم الناس ، والتي يخلو الله سبحانه وتعالى فيها مع كل عبد على حدة للمحاسبة والسؤال والتوبيخ .<o:p></o:p> (2) الرؤية التي تعقبها والتي تكون بعد تساقط الكفار عباد المخلوقين في النار ، وتقع للمؤمنين برهم وفاجرهم وللمنافقين ، حيث يأتيهم الله عز وجل فيها في صورة غير صورته التي رأوه فيها أول مرة ، فيستعيذون بالله منه .<o:p></o:p> (3) الرؤية التي تعقبها والتي يأتي الله عز وجل فيها المؤمنين والمنافقين في صورته التي رأوه فيها أول مرة ، فيقولون : أنت ربنا فيتجلى لهم ضاحكا ويكشف عن ساق ، فيسجد له المؤمنون الصادقون ويريد المنافقون السجود فلا يستطيعون ، ثم يضرب الصراط على متن جهنم فيتساقط المنافقون في دركاتها ، ويحجبون عن رؤية ربهم بعدها .<o:p></o:p> (4) الرؤية التي تكون في الجنة ، خاصة لأولياء الله المؤمنين ، وهي زيادة لهم في الكرامة واللذة والنعيم ، وتكون لهم أبدا سرمدا.<o:p></o:p> <o:p></o:p> وأخيرا : فإن أهل السنة والجماعة في إثباتهم وتقريرهم لرؤية المؤمنين لربهم في الجنة الثابتة بالأدلة القطعية المتواترة لا يحتاجون إلى تحرير الخلاف في رؤية غيرهم من أهل المحشر! وقد سلف أن النزاع في مسألة رؤية الكفار في موقف الحشر لم يحدث إلا بعد ثلاثمائة من الهجرة، وكل خير في اتباع من سلف .<o:p></o:p> ثم أردف (المعترض) شبهاته بشبهة رابعة فقال : <o:p></o:p> " (4) أن رؤيته تعالى تكون بكيفية واضحة – بخلاف ما يعتقدون – وذلك صريح في قوله " فيأتيهم ربهم في صورته التي يعرفون " فإن تمييزهم ما بين صورته المزعومتين واضح في أن الرؤية بكيفية ، فكيف يدعي مدع بعد هذا أنما يرونه بلا كيف !."<o:p></o:p> والرد عليه من وجوه وهي كما يلي : <o:p></o:p> أولا : زعَم (المعترض) أن مثبتي رؤية الله سبحانه وتعالى ينفون أن تكون لرؤيته كيفية وأنهم يعتقدون رؤيته سبحانه وتعالى بلا كيف:<o:p></o:p> فهذا محض افتراء على أهل السنة والجماعة !<o:p></o:p> وليت شعري من أين له أن مثبتي الرؤية يقولون بذلك ؟!<o:p></o:p> فإن السلف يثبتون رؤية الله على المعنى الحقيقي لها، وأنهم يرونه بكيفية واضحة، ولكنهم لا يعلمون كنه تلك الكيفية وحقيقتها، فيثبتون الرؤية من غير تكييف لها مع علمهم بأن لها كيفية، وهذا في سائر الأمور الغيبية، ومنها صفات الله عز وجل وذاته المقدسة " وليس المراد من قوله:(من غير تكييف) أنهم ينفون الكيف مطلقا! فإن كل شيء لا بد أن يكون على كيفية ما، ولكن المراد أنهم ينفون علمهم بالكيفية ، إذ لا يعلم ذاته وصفاته إلا هو سبحانه"[5].<o:p></o:p> وإن تعجب فاعجب من (المعترض) الذي ينسب إلى السلف ما هم منه برآء، ولازم زعمه: أن يفوضوا كل شيء من الأمور الغيبية ويجهلوا معاني ألفاظها – بزعمه – حتى يسلموا من التكييف ، " ومن الخطأ القولُ بأن هذا هو مذهب السلف ، فإن السلف لم يكونوا يفوضون في علم المعنى ، ولا كانوا يقرأون كلاما لا يفهمونه معناه ، بل كانوا يفهمون معاني النصوص من الكتاب والسنة ، ويثبتونها لله عز وجل ، ثم يفوضون فيما وراء ذلك من كنه الصفات أو كيفياتها "[6].<o:p></o:p> وإن من " المشهور بين أهل السنة والجماعة أنه لا يقال في صفات الله (كيف) ولا في أفعاله (لِمَ ) ، فالسلف والأئمة نفوا علمنا الآن بكيفيته ، كقول مالك رحمه الله : الاستواء معلوم ، والكيف مجهول ، فلم ينفوا أن يكون في نفس الأمر له حقيقة يعلمها هو ، لكن كثيرا من الجهمية والمعتزلة وغيرهم ينفون أن يكون له ماهية وحقيقة وراء ما علموه ، والمقصود التنبيه على أن العقول تعجز عن إدراك حقيقة الفاعل ، ولكن نفي الشيء غير نفي العلم به ..."[7].<o:p></o:p> ثانيا : قوله r : " فإنكم ترونه كذلك " يعني : ترون ربكم يوم القيامة كما ترون الشمس والقمر عيانا – على الحقيقة – دون أن تتضرروا أو تتزاحموا في رؤيته ، " وليس تشبيه رؤية الله تعالى برؤية الشمس والقمر تشبيها لله ، بل تشبيه للرؤية بالرؤية ، لا تشبيه المرئي بالمرئي " [8]. وهذا لا يقتضي أن تكون كيفية رؤية الرب مماثلة لكيفية رؤية الشمس والقمر وإن كان بينهما نوع من التشابه في الوضوح والعلو وعدم المعارضة ونحو ذلك .<o:p></o:p> ثالثا : كأن (المعترض) ينكر صفة (الصورة) لله عز وجل في قوله : "صورتيه المزعومتين" ، ففي وصفه للصورة بالزعم إشارة إلى إنكاره لها، وقد سبق الرد على ذلك مفصلا .<o:p></o:p> <o:p></o:p> <o:p></o:p> <o:p></o:p> <o:p></o:p> ثم واصل (المعترض) فقال :<o:p></o:p> " هذا وإذا تأملت هذه التناقضات في روايات أحاديث الرؤية علمت أنها لا تنهض بها حجة فإن التناقض في الرواية تسقط حجته في العمليات ، فكيف بالاعتقادات التي هي ثمرات اليقين".<o:p></o:p> والرد عليه من وجوه : <o:p></o:p> أولا : قد تبين مما مضى أن لا تناقض ولا تضاد إطلاقا بين أحاديث الرؤية ، وأن الجمع بين هذا التناقض – المزعوم – متيسر وممكن ، فأما ما يظهر من التناقض والاشتباه بين نصوص الشرع عند بعض من ليس عنده علم بأوجه الجمع والتوفيق فلا يجوز له أن ينسب هذا التناقض إلى الشرع بل كان الجدير به أن يتهم فهمه بدلا من اتهام الشرع ، ثم كان عليه أن يرد المتشابه إلى المحكم – على فرض اشتباهه – وهذا هو منهج الراسخين في العلم إزاء التعامل مع النصوص .<o:p></o:p> <o:p></o:p> ثانيا : نصوص الشرع لا يعتريها التناقض إطلاقا، ولذلك فإن " كل من تحقق بأصول الشريعة فأدلتها عنده لا تكاد تتعارض ، كما أن كل من حقق مناط المسائل فلا يكاد يقف في متشابه ، لأن الشريعة لا تعارض فيها ألبتة ، فالمتحقق بها متحقق بما في نفس الأمر فيلزم أن لا يكون عنده تعارض ، ولذلك لا تجد ألبتة دليلين أجمع المسلمون على تعارضهما بحيث وجب عليهم الوقوف ، ولكن لما كان أفراد المجتهدين غير معصومين من الخطأ أمكن التعارض بين الأدلة عندهم ، ولهذا فإن التعارض إما أن يعتبر من جهة ما في نفس الأمر ، وإما من جهة نظر المجتهد ، فأما من جهة ما في نفس الأمر فغير ممكن بإطلاق ..."[9].<o:p></o:p> <o:p></o:p> ثالثا : في حالة وجود تعارض ظاهر – في نظر المجتهد – فعليه باللجوء إلى أوجه الجمع والتوفيق بينها ما استطاع إلى ذلك سبيلا ، فإن التعارض – الظاهر – لا يُعفي ولا يسقط العمل بالنصوص، " وقد صرح الشافعي بأنه لا يصح عن النبي r أبدا حديثان صحيحان متضادان ، ينفي أحدهما ما يثبته الآخر من غير جهة الخصوص والعموم والإجمال والتفسير إلا على وجه النسخ وإن لم يجده ".[10]<o:p></o:p> ثم إن المجتهد – ومن دونه أولى – إن لم يتمكن من معرفة أوجه الجمع فإن " التوقف أولى من التعبير بالتساقط ، لأن خفاء ترجيح أحدهما على الآخر إنما هو بالنسبة للحالة الراهنة ، مع احتمال أن يظهر لغيره ما خفي عليه ..."[11]. فما زعمه (المعترض) من أن كل تعارض بين نصين يوجب سقوط النص هو زعم ساقط .<o:p></o:p> رابعا : إن تتبع المتشابه من النصوص الدالة على رؤية الله – على فرض كونها متشابهة – ثم زعم التناقض فيها ، والإعراض عن المحكم هو من منهج الزائغة قلوبهم . فكل من حرص على تتبع المشتبه من النصوص فقد ضل عن طريق الراسخين في العلم،ووقع فيما حذرنا الشرع منه .<o:p></o:p> فعن عائشة رضي الله عنها قالت : " تلا رسول الله r هذه الآية : {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات ، فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله ، وما يعلم تأويله إلا الله<SUP>ﻣ</SUP> والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الألباب} [آل عمران:7] قالت : قال رسول الله r : إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم " [12].<o:p></o:p> قال ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية : " فأما الذين في قلوبهم ضلال وخروج من الحق إلى الباطل فيأخذون منه المتشابه الذي يمكنهم أن يحرفوه إلى مقاصدهم الفاسدة وينزلوه عليها لاحتمال لفظه لما يصرفونه . فأما المحكم فلا نصيب لهم فيه ، لأنه دافع لهم وحجة عليهم ، ولهذا قال تعالى ( ابتغاء الفتنة ) أي لإضلال أتباعهم ، إيهاما لهم أنهم يحتجون على بدعتهم بالقرآن وهم حجة عليهم لا لهم..."[13].<o:p></o:p> وقال شيخ الإسلام : " مما يجب أن يعرف أن أدلة الحق لا تتناقض ، فلا يجوز إذا أخبر الله بشيء – سواء كان الخبر إثباتا أو نفيا – أن يكون في إخباره ما يناقض ذلك الخبر ، فالأدلة المقتضية للعلم لا يجوز أن تتناقض ...ولكن التناقض قد يكون فيما يظنه بعض الناس دليلا وليس بدليل ، أو يفهم منه ما لا يدل عليه ، أو تقوم عنده شبه يظنها دليلا عقليا وتكون باطلة التبس عليه فيها الحق بالباطل فيكذِّب بها ما أخبر الله ورسوله ، وهذا من أسباب ضلال من ضل من مكذبي الرسل ، ومن أهل البدع من أهل الملل المسلمين واليهود والنصارى من أتوا من هذا الوجه فإنه قامت عندهم شبهات ظنوا أنها تنفي ما أخبرت به الرسل ..."[14].<o:p></o:p> خامسا : التناقض الذي زعمه (المعترض) لم يثبته في جميع أحاديث الرؤية ، فأحاديث الرؤية متواترة المعنى ، فلا سبيل لإسقاط العمل بها من أجل التناقض المزعوم في بعض رواياتها وألفاظها .<o:p></o:p> ويا لله العجب ! ألئن توهم التناقض في بعض الأحاديث ننفي وننكر أمرا عقائديا قد أجمع الصحابة ومن بعدهم من السلف عليه ، بل قد دلت نصوص السنة الصحيحة – بله آيات الكتاب – على إثباته ، بما لا مفر فيه من التسليم والخضوع ؟!!<o:p></o:p> <o:p></o:p> ثم تابع ( المعترض ) اعتراضه قائلا : <o:p></o:p> " ولا مناص من هذا التناقض إلا بتأويل الرؤية في الأحاديث بالعلم ، بان تزداد معرفة المؤمنين بصفاته سبحانه يوم القيامة ، لما يشاهدونه من آياته العظام " .<o:p></o:p> والرد على قوله هذا من وجوه : <o:p></o:p> أولا : قد تبين مما مضى انتفاء التناقض والتعارض بين أحاديث الرؤية – بل بين أي نص من نصوص الشرع – على الإطلاق ، ومتى توهم التناقض في نصوص الشرع – افتراضا – فالتناقض والتعارض والضعف في كلام البشر وتأويلاتهم من باب أولى .<o:p></o:p> وعلى كل حال فقد صار التأويل المزعوم مردودا على صاحبه بكل حال ، فإنه قد تم الشرع وكمل الدين ، فالإحداث عليه والزيادة بدعة ضلالة – وقد يكون كفرا - ، فلا مرية في رده وتخطئته .<o:p></o:p> ثانيا : أن ما أسموه تأويلا إنما هو في حقيقته تحريف ، وقد سلك هؤلاء المبتدعة " في تحريف النصوص مسالك إخوانهم من اليهود ، ولما لم يتمكنوا من تحريف نصوص القرآن حرفوا معانيه وسطوا عليه [وكذلك فعلوا في السنة] ، وفتحوا باب التأويل لكل ملحد يكيد الدين"[15].<o:p></o:p> ولذلك فإن تسمية هذا التحريف (تأويلا ) خطأ بين ، وإن كان أهل البدع قد اصطلحوا على تسميته بهذا الاسم وصار عَلَما يستعملونه في تحريفاتهم ، فإن تسمية الأمور بغير اسمها لا تحلَّلها ، والحكم مناط بالمعنى المراد من المسمَّى.<o:p></o:p> ثالثا : إن التأويل مسلك غير منضبط غالبا بأصول ، ولا محدود بقواعد بحيث يتميز به صحيح التأويل – إن كان صحيحا – من خطئه ، فهو باب فتح على مصراعيه وصار كلأً مباحا لكل ملحد ، وغاية ما يحده هو استهجان العقل لظاهر النصوص أو استحسانه ، وهذا الحد المضطرب مطرد في جميع ما أولوه – بزعمهم – من النصوص بلا استثناء.<o:p></o:p> ففي صرفهم للرؤية عن معناها الظاهر قالوا : " ما ألجأنا إلى التأويل إلا حكم العقل بأن رؤيته تعالى محال لا يتصور إمكانها " [16].<o:p></o:p> " وإنك لا تجد الاختلاف في شيء أكثر منه في آراء المتأولين وسوانح أفكارهم وزبالة أذهانهم ، التي يسمونها قواطع عقلية وبراهين يقينية ، وهي عند التحقيق خيالات وهمية وقوادح فكرية ، نبذوا بها القرآن والسنة وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون "[17] .<o:p></o:p> فلما أن قدموا رأي عقولهم المنحرفة على نص الشرع اختلفوا في التأويل الصحيح للرؤية :<o:p></o:p> فمن قائل أن رؤية الله هي رؤية ثوابه ، ومن قائل أنها العلم أو زيادة العلم بمعرفة صفاته سبحانه ، ومن قائل أن النظر إلى الله هو الانتظار ، أو التفكر والاعتبار ... الخ هذه التأويلات ، وهذا – لعمر الله – درب واسع للتأويل لا منتهى له أو حدا !<o:p></o:p> وأصل اختلافهم وتذبذبهم في تأويلهم النص الواحد أنهم يقيمون تأويلا لما دل عليه ظاهر النص ثم ينبذون المعنى الظاهر .<o:p></o:p> ثم حين تورد عليهم الإيرادات وتعرض عليهم الاعتراضات بما يناقض تأويلاتهم وينسفها من أصلها يقيمون تأويلا آخر لما ألحدوا من النصوص وحرفوا !!<o:p></o:p> قال شيخ الإسلام ابن تيمية : "المخالفون للكتاب والسنة وسلف الأمة - من المتأولين لهذا الباب - في أمر مريج :<o:p></o:p> فإن من ينكر الرؤية يزعم أن العقل يحيلها وأنه مضطر فيها إلى التأويل.<o:p></o:p> ومن يحيل أن لله علما وقدرة وأن يكون كلامه غير مخلوق ونحو ذلك يقول: إن العقل يحيل ذلك فاضطر إلى التأويل .<o:p></o:p> ويكفيك دليلا واحدا على فساد قول هؤلاء أنه ليس لواحد منهم قاعدة مستمرة فيما يحيله العقل ، بل منهم من يزعم أن العقل جوز وأوجب ما يدعي الآخر أن العقل أحاله. فيا ليت شعري بأي عقل يوزن الكتاب والسنة؟ ورضي الله عن الإمام مالك حين قال: (أوكلما جاءنا رجل أجدل من رجل تركنا ما جاء به جبريل إلى محمد صلى الله عليه وسلم لجدل هؤلاء؟). وكل من هؤلاء مخصوم بما خصم به الآخر.<o:p></o:p> ومن البين أن العقل الصريح يوافق ما جاءت به النصوص؛ وإن كان في بعض النصوص من التفصيل ما يعجز العقل عن درك التفصيل وإنما يعلمه مجملا .<o:p></o:p> على أن الأساطين من هؤلاء الفحول: معترفون بأن العقل لا سبيل له إلى اليقين في عامة المطالب الإلهية. فإذا كان هكذا فالواجب تلقي علم ذلك من النبوات على ما هو عليه"[18].<o:p></o:p> وهكذا يعبث هؤلاء المؤولة بنصوص الشرع حتى تصبح ألعوبة لكل ملحد " فلو رأيتها وهم يلوكونها بأفواههم ! وقد حلت بها المثلات ، وتلاعبت بها أمواج التأويلات! ونادى عليها أهل التأويل في سوق : من يزيد ؟ فبذل كل واحد في ثمنها من التأويل ما يريد!!! "[19].<o:p></o:p> رابعا : تأويل (المعترض) لرؤية الله تعالى – في النصوص المثبتة لها – بالعلم وزيادة معرفتهم بصفاته سبحانه[20] يوم القيامة لمشاهدتهم لآياته العظام ؛ منقوض من وجهين : <o:p></o:p> أولا : أن تأويل الرؤية بالعلم والمعرفة بصفاته سبحانه لا يستقيم مع سياقات النصوص المثبتة لها إلا بضرب من التكلف والعزوف عن دلالات اللغة بتعطيل المعاني الظاهرة ، وإليك طرفا منها : <o:p></o:p> - فمن ذلك قوله تعالى {وجوه يومئذ ناضرة * إلى ربها ناظرة} [القيامة:22-23] أسندت الرؤية فيها إلى الوجوه التي هي محل الرؤية والنظر، فلا يستقيم تحريف الرؤية فيها بمعنى العلم .<o:p></o:p> فكون المعنى : وجوه يومئذ (مستزيدة من العلم) ؟! تأويل في غاية الركاكة والبطلان ، فإن "إضافة النظر إلى الوجه الذي هو محله – في هذه الآية – وتعديته بأداة (إلى) الصريحة في نظر العين ، وإخلاء الكلام من قرينة تدل على خلاف حقيقته وموضوعه صريح في أن الله أراد بذلك نظر العين التي في الوجه إلى الرب جل جلاله "[21] ، وبصرف النظر عن هذا فأنَّى يجوز إضافة زيادة العلم إلى الوجه؟!<o:p></o:p> - وكذلك في الحديث : ( حين سأل الصحابة رضي الله عنهم النبي r فقالوا : هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ فقال رسول الله r : هل تضارون في رؤية الشمس ليس دونها سحاب ، هل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر ؟ قال : فإنكم ترونه كذلك ... الحديث ) ، فإن تأويل الرؤية في هذا الحديث بمعنى (زيادة العلم) لا يقبله سياق الحديث ولا يقتضيه .<o:p></o:p> فكون :<o:p></o:p> معنى سؤال الصحابة للنبي r هو : <o:p></o:p> هل (نستزيد العلم) بربنا يوم القيامة ؟ <o:p></o:p> ويكون جوابه r : هل تضارون (بزيادة علمكم) بالشمس ليس دونها سحاب ؟ وهل تضارون (بزيادة علمكم) بالقمر ليلة البدر ؟ <o:p></o:p> ثم يقول : فإنكم (تستزيدون علما) بربكم كما (تستزيدون علما) بالشمس ليس دونها سحاب وبالقمر ليلة البدر ؟!<o:p></o:p> لهو تأويل ركيك المعنى والدلالة .<o:p></o:p> فما المعنى من استزادة الناس علما بالشمس ليس دونها سحاب واستزادتهم علما بالقمر ليلة البدر ؟ وأي زيادة من العلم تحصل برؤية الشمس ليس دونها سحاب ؟!<o:p></o:p> فالشمس التي نعلمها ليلا هي التي نعلمها نهارا ، والشمس التي نعلمها محجوبة بالسحب أو هي غاربة أو مكسوفة أو مشرقة هي بعينها التي نعلمها ليس دونها سحاب ، وكذلك القمر سواء بسواء .<o:p></o:p> فعلى تأويلهم هذا صار التشبيه في غاية الضعف والركاكة ، بل لا فائدة منه إطلاقا ؟!<o:p></o:p> فإن قالوا : إن زيادة العلم برؤية الشمس ليس دونها سحاب هو رؤيتهم لها على كمال خلقتها واستدارتها دون أن يحجبها حاجب .<o:p></o:p> قلنا لهم : فكذلك كون زيادة علم المؤمنين بصفات ربهم يوم القيامة هو لرؤيتهم إياه دون أن يحجبهم عنه حاجب ،فلزمهم نظير ما احتجوا به، ووقعوا فيما منه هربوا ، وأقروا بالرؤية – لزاما – بعد أن عورَّوا مسلك إثباتها!<o:p></o:p> - وكذلك في حديث أبي هريرة وأبي سعيد : في ذكر رؤية المؤمنين والمنافقين لربهم عز وجل يوم القيامة في عرصات المحشر – وقد تقدم ذكر الحديث بتمامه وذكر من أخرجه – ففي هذا الحديث ما ينقض تحريف الرؤية عن معناها من عدة وجوه ، ومن ذلك : <o:p></o:p> أن الحديث قد ذكر رؤية المؤمنين والمنافقين لصورته سبحانه ، فلو كان معنى الرؤية في الحديث هو زيادة العلم بصورته ، فمتى رأوه حتى يستزيدوا من العلم بصورته سبحانه وتعالى ؟!<o:p></o:p> وكذلك قد ذكر في الحديث أنهم (يقولون حين يرون ربهم : أنت ربنا) ، فيكون المعنى على تأويل الرؤية بزيادة العلم : أنهم (يقولون حين يزداد العلم بربهم: أنت ربنا) ؟! وأين زيادة العلم في ذلك وهم يقولونها في الدنيا ؟!! <o:p></o:p> وكذلك قد ذكر في الحديث أن الله سبحانه وتعالى يتجلى لهم ضاحكا وأنه يكشف عن ساقه فيخر المؤمنين له سجدا ، وهذا كله لا يثبتونه ويتأولونه.<o:p></o:p> وهكذا كلما أوردنا نصا شرعيا في إثبات الرؤية احتجنا إلى تأويله بمعنى زيادة العلم بصفاته ، فضاعت معاني النصوص بتكلف التأويلات.<o:p></o:p> <o:p></o:p> ثانيا : قول (المعترض) : "تزداد معرفة المؤمنين بصفاته سبحانه ، لما يشاهدون من آياته العظام " تعليل سقيم ، والرد عليه من وجوه :<o:p></o:p> (1) أن كل قول لم يعاضده دليل من كتاب أو سنة فهو قول مردود وإن قال به من قال ، وهو من التقول على الله بغير علم ، وقد غلظ الشارع حرمة القول على الله بغير علم ، فقال عز وجل {قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون} [الأعراف:33]، فأيما امرئ تكلم بلسان الشرع تحليلا أو تحريما فهو مطالب بإبراز الدليل على مقالته تلك ، وتشتد هذه المطالبة إن كانت المقالة من قبيل الأمور الغيبية التي لا تدرك بحال إلا عن طريق الكتاب والسنة ، ولا مجال للرأي فيها إثباتا ولا نفيا – وأما أخبار أهل الكتاب فللتعامل معها منهج معلوم - ، أما الرجم بالغيب والخرص بالرأي – بزعم التأويل – فهو تقول على الله بغير علم وافتراء عليه .<o:p></o:p> (2) أن معرفة المؤمنين لصفاته بمشاهدتهم لآياته العظام ليست موقوفة على الآخرة ، فإن آياته مشاهدة في الدنيا والآخرة ، ولهذا قال تعالى {وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها } [النمل:93] ، وقال تعالى : {سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق} [فصلت:53]، فيلزم من القول (بأن زيادة معرفة المؤمنين لصفات ربهم بسبب رؤيتهم لآياته العظام) وقوع ذلك في الدنيا، فتزداد معرفة المؤمنين بصفات ربهم بزيادة رؤيتهم لآياته العظام في الدنيا .<o:p></o:p> وإذْ الأمر كذلك فما معنى تخصيص معرفتهم لصفاته في الآخرة ؟! فالحكم يدور مع علته وجودا وعدما ، وظاهر النص ينفي هذاالتأويل ، وإلا فيقال لكل واحد يرى آيات الله في الدنيا وتزداد معرفته بها: إنه يرى الله !!! <o:p></o:p> (3) أن مشاهدة آيات الله العظام تحصل للمؤمنين والكافرين ، وفي الدنيا والآخرة ، على حد سواء ، فاستوى في زيادة العلم بصفات الله تعالى – لزاما – في ذلك المؤمنون والكافرون ، وبناء على لازم هذا التأويل – المزعوم – فأي بشارة وأي زيادة نعيم بقيت للمؤمنين في الآخرة من الرؤية التي ليست للكافر منها إلا الحجب؟!<o:p></o:p> قال الإمام أبو سعيد الدارمي : " وأما من ذهب في الرؤية إلى أنهم يرون آياته وأفعاله ، فأموره سبحانه وتعالى مرئية منظور إليها في الدنيا كل يوم وساعة ، فيجوز – في دعواه هذه – أن يراه الخلق كلهم –مؤمنهم وكافرهم – في الدنيا وأن يقولوا : نرى ربنا في الدنيا كل يوم وساعة ، وذلك لما أنهم يرون أموره وآياته وأفعاله كل ساعة وكل يوم وكل ليلة ، فأنكرتم علينا رؤيته في الآخرة ، وأقررتم برؤية الخلق كلهم – مؤمنهم وكافرهم – إياه في الدنيا ، لما أنهم لا يزالون جميعا يرون أموره وآياته آناء الليل والنهار ..."[22] فلزمهم – بتأويلهم هذا – أعظم مما منه هربوا!!<o:p></o:p> فتبين مما سبق بطلان أي تأويل – بل تحريف- لمعنى رؤية الله تعالى في الآخرة ، وأن الحق كل الحق في إجراء نصوصها على ظاهر ألفاظها اللائق بجلال الله وعظمته ، دون تأويل أو تحريف أو تعطيل أو تكييف.<o:p></o:p> <o:p></o:p> <o:p></o:p> ثم تابع (المعترض) شبهاته مردفا على ما سبق فقال : <o:p></o:p> "على أننا نجد في دواوين السنة من الأحاديث كما يقضي [كذا..ولعله أراد ما يقضي] باستحالة رؤية ذاته تعالى ، وقد رواها معتقدو الرؤية أنفسهم، من ذلك ما جاء في صحيح مسلم ، قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا وكيع عن يزيد بن إبراهيم عن قتادة عن عبد الله بن شقيق عن أبي ذر قال : سألت رسول الله r : هل رأيت ربك ؟ قال : نور أنى أراه " ففي هذا استبعاد من الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام أن تقع رؤية على ذات الله تعالى من مبصر واستنكار للقول بالرؤية "<o:p></o:p> ولنقف مع هذه الفقرة بعض الوقفات : <o:p></o:p> (1) إن رؤيته سبحانه واقعة في الدار الآخرة على الحقيقة ، في أرض المحشر وفي الجنة على التفصيل الذي سبقت الإشارة إليه . فإطلاق (المعترض) استحالة رؤية الله في الدنيا والآخرة استدلالا بحديث أبي ذر خطأ فاحش ! فليس في لفظ الحديث ما يدل على ذلك ألبته ، ويتبين ذلك في الوجه الآتي .<o:p></o:p> (2) استدلاله على نفي رؤية الله تعالى في الآخرة بحديث أبي ذر – السالف – باطل ؛ فإن أبا ذر –رضي لله عنه – إنما سأل النبي r عن وقوع الرؤية في الزمن الماضي بقوله : (هل رأيت ربك) ، ولهذا أجابه النبي r بالنفي فقال : (نور أنَّى أراه ) ، وفي رواية (رأيت نورا ) ، فحين نفي النبي r وقوع الرؤية منه في الدنيا لم يلزم منه نفيه لها في الآخرة إطلاقا . <o:p></o:p> ولهذا فإن الصحابة – رضوان الله عليهم – حين سألوا النبي r عن إمكان وقوعها في المستقبل بقولهم :"هل نرى ربنا يوم القيامة ؟" أجابهم r مؤكدا وقوعها بتشبيه رؤية الله سبحانه وتعالى برؤية الشمس والقمر للدلالة على وقوعها حقيقة ، ووضوحها . فالنبي r نفى رؤيته لله تعالى في الدنيا – ومن دونه أولى – وأثبت رؤية المؤمنين لربهم في الآخرة ، ومعلوم أن ما كان منفيا في الماضي قد يكون مثبتا في الحاضر أو المستقبل ، وبالعكس فإن ما كان نفيه في الحاضر أو المستقبل قد يكون ثابتا في الماضي ، وهذا المعنى معلوم بالضرورة في كلام العرب ومخاطباتهم .<o:p></o:p> (3) أن قوله r : "نور أنى أراه " وفي رواية : " رأيت نورا " تعليل على عدم قدرته r على رؤية الله سبحانه وتعالى في الدنيا لوجود حجاب النور المانع له ، وهذا موافق لحديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : قام فينا رسول الله r بخمس كلمات فقال : "إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام ، يخفض القسط ويرفعه ، يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار ، وعمل النهار قبل عمل الليل ، حجابه النور – وفي رواية : النار – لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه "[23] ، وجمعا بين الأحاديث " فيكون معنى قوله لأبي ذر "رأيت نورا" أنه رأى الحجاب ، ومعنى قوله " نور أنى أراه " : النور الذي هو الحجاب يمنع من رؤيته فأنى أراه ! أي : فكيف أراه والنور حجاب بيني وبينه يمنعني من رؤيته!"[24] ، وهذا حجاب في الدنيا فإذا كشفه الله تعالى يوم القيامة رآه المؤمنون.<o:p></o:p> (4) السبب في عدم تجلي الله سبحانه وتعالى لعباده في هذه الحياة الدنيا هو ضعف قواهم عن تحمل رؤيته عز وجل ولهذا فإن موسى عليه السلام لما طلب من الله رؤيته تجلى سبحانه وتعالى للجبل فجعله دكا ، فخر موسى صعقا ، فإذا كان الجبل - على صلابته ومتانة خلقته – لم يحتمل رؤية البارئ تبارك وتعالى فصار دكا فكيف بالبشر الضعفاء ، فهم في ذلك بالأولوية . وكما ورد في حديث أبي موسى الأشعري – السالف – من أنه لو كشف الحجاب عن نوره في الدنيا لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه ، "وإنما كانت تحرق سبحات وجهه – لو كشفها – كل شيء في الدنيا ، لأن الله كتب الفناء عليها ، وركب ما ركب من جوارح الخلق للفناء ، فلا تحتمل نور البقاء فتحترق به أو تدك كما دك الجبل ، فإذا كان يوم القيامة ركبت الأبصار والجوارح للبقاء فاحتملت النظر إلى وجهه وإلى سبحاته ونور وجهه من غير أن يحرق أحدا كما لو أن جسم رجل وأعظمه وكلَّه لو ألقي – في الدنيا – في تنور مسجور لصار رمادا في ساعة ، وهو يحترق في نار جهنم ألف عام وأكثر – ونارها أشد حرا من نار الدنيا سبعين ضعفا – ولا يصير رمادا ولا يموت {كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب} [النساء :56] لأن أجسامهم وأبصارهم وأسماعهم تركبت يومئذ للبقاء ، فاحتملت من عذاب جهنم ما لم تكن تحتمل جزءا من ألف ألف جزء من عذاب الدنيا ، وكذلك أولياء الله تحتمل أبصارهم النظر إلى وجه الله ، ولو قد أدركهم شيء من سبحات وجهه في الدنيا لاحترقوا كما قال r ..."[25].<o:p></o:p> (5) حكمة بالغة في منع رؤية الله تعالى في الدنيا " فإن الله أرسل إلى الناس الرسل ليعرفهم نفسه بصفاته المقدسة ليبلو بذلك إيمانهم أيهم يؤمن به ويعرفه بالغيب ولم يروه. وإنما يجزي العباد على قدر إيمانهم بالله بالغيب ، لأن الله عز وجل لو تبدى لخلقه وتجلى لهم في الدنيا لم يكن للإيمان بالغيب هناك معنى ، كما أنه لم يكفر به عندها كافر ولا عصاه عاص ، ولو قد تجلى لهم لآمن له من في الأرض كلهم جميعا بغير رسل ولا كتب ولا دعاة ولم يعصوه طرفة عين ، فإذا كان يوم القيامة تجلى لمن آمن به وصدق رسله وكتبه مثوبة لهم منه وإكراما ، وحجب الكفار عنه يومئذ إذ حرموا رؤيته كما حرموها في الدنيا ليزدادوا حسرة وثبورا..."[26]<o:p></o:p> <o:p></o:p> ثم ختم (المعترض) شبهاته بقوله : <o:p></o:p> " وفي مسند الإمام الربيع رحمه الله أحاديث لا تقبل الشك ، دالة دلالة صريحة على استحالة رؤيته تعالى ، فالحمد لله على التوفيق لتنزيهه" <o:p></o:p> انتهت الشبهة بتمامها ،ويرد مجملا على قوله هذا :<o:p></o:p> بأن مسند الربيع لم يثبت بالسند الصحيح ، ويكفي أن تعلم أن حديث (اطلبوا العلم ولو بالصين ) هو من ضمن أحاديث هذا المسند لتعرف أنه ليست كل أحاديثه صحيحة .<o:p></o:p> كما أنه لا يعرف من هو الربيع بن حبيب الفراهيدي في كتب الرجال المعروفة وليس هو الربيع بن حبيب الحنفي البصري المترجم له في تاريخ البخاري والجرح والتعديل لابن أبي حاتم كما يعرف ذلك من تتبع شيوخ كل منهما وتلاميذهما .<o:p></o:p> كما أن في هذا الكتاب نجد نسبة كثيرة من الأقوال لأئمة السنة خلاف ما هو ثابت عنهم !<o:p></o:p> <o:p></o:p> وفي هذه الأقوال المذكورة في الكتاب نجد انحرافات عقدية نزه الله عنها أئمتنا فيما ثبت عنهم بخلافها .<o:p></o:p> <o:p></o:p> وعليه فإن المحقق يجزم بأن هذا المسند من وضع بعض رجالات المذهب الإباضي المتأخرين مما لايعول عليه [27].<o:p></o:p> <o:p></o:p> <o:p></o:p> هذا والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم . <HR align=right width="33%" SIZE=1>([1]) بتصرف واختصار من مجموع الفتاوى (6/491-498).<o:p></o:p> ([2]) بتصرف من حادي الأرواح ص(328- 329).<o:p></o:p> (([3] انظر في أدلة وحجج القائلين بهذا القول في كتاب التوحيد لابن خزيمة (2/329- 334) .<o:p></o:p> ([4]) بتصرف من مجموع الفتاوى (6/503).<o:p></o:p> ([5]) شرح العقيدة الواسطية للهراس (69).<o:p></o:p> ([6]) شرح العقيدة الواسطيةللهراس (67) بتصرف.<o:p></o:p> ([7]) بتصرف من نقض تأسيس الجهمية – المطبوع – (1/197-198) .<o:p></o:p> ([8]) شرح العقيدة الطحاوية (1/219).<o:p></o:p> ([9]) بتصرف من الموافقات في أصول الشريعة (4/217) .<o:p></o:p> ([10]) بتصرف من إرشاد الفحول ، ص (459).<o:p></o:p> ([11]) فتح المغيث (3/73).<o:p></o:p> ([12]) الحديث أخرجه الشيخان وأبو داود والترمذي ، وهذا لفظ مسلم .<o:p></o:p> البخاري في: كتاب التفسير / سورة آل عمران ، ح(4547) ، الفتح (8/57). ومسلم في: كتاب العلم : باب النهي عن اتباع متشابه القرآن والتحذير من متبعيه ، ح(2665) النووي (16/457). وأبو داود في : كتاب السنة : باب النهي عن الجدال واتباع المتشابه من القرآن (5/6) ح(4598). والترمذي في : كتاب التفسير / سورة آل عمران (5/6) ح(4598).<o:p></o:p> ([13]) بتصرف من تفسير ابن كثير (1/353).<o:p></o:p> ([14]) بتصرف واختصار من مجموع الفتاوى (6 /514-515).<o:p></o:p> ([15] ) بتصرف من الصواعق المرسلة (1/216).<o:p></o:p> ([16]) بتصرف من شرح العقيدة الطحاوية (1/250) وانظر كذلك : الفتوى الحموية الكبرى ، ص (18).<o:p></o:p> ([17]) الصواعق المرسلة (1/318).<o:p></o:p> ([18] ) بتصرف من الفتوى الحموية الكبرى ، ص(18) .<o:p></o:p> ([19]) مختصر الصواعق المرسلة ، ص(50).<o:p></o:p> ([20]) ملاحظة : كان أصل تأويل المبتدعة المؤولة للرؤية قبل (المعترض) هو تأويلها بالعلم ، فلما رد السلف عليهم تأويلهم بما ينقضه لجأ المعترض إلى جعل العلم زيادة في التعرف على صفاته سبحانه بعد متابعته لأسلافه وتأويل الرؤية بالعلم ، وظن أنه – بفعله هذا – قد أتى بما ينجيه من الرد والنقض ، ولكن سترى - بما لا يدع مجالا للشك- بطلان تأويله هذا جملة وتفصيلا .<o:p></o:p> ([21]) شرح العقيدة الطحاوية (1/209).<o:p></o:p> ([22]) بتصرف من رد الدارمي عثمان بن سعيد على بشر المريسي العنيد ، ص (17).<o:p></o:p> ([23]) حديث صحيح ، رواه مسلم في صحيحه : كتاب الإيمان / باب في قوله عليه الصلاة والسلام ( إن الله لا ينام) ، ح(239) ، النووي (3/16). وابن ماجه في السنن ، المقدمة /باب فيما أنكرت الجهمية ، ح(195) .<o:p></o:p> ([24]) بتصرف من شرح العقيدة الطحاوية (1/224).<o:p></o:p> ([25]) بتصرف من رد الدارمي على بشر المريسي ، ص (171).<o:p></o:p> ([26]) بتصرف من رد الدارمي على بشر المريسي ، ص (64).<o:p></o:p> ([27]) انظر في شأن هذا المسند أيضا كتاب أحمد محمد جلي في الفرق ص (78-81).<o:p></o:p> <o:p></o:p> <o:p></o:p> <o:p></o:p> |
#2
|
|||
|
|||
قال تعالى ( وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ موسَى صَعِقاً فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ )
وقال تعالى ( َقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاء اللّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ ) ياترى لو اخذنا التفسير على الظاهر،، فهل قالت اليهود انهم اولاد الله تعالى ـ تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا ـ كهيئة الولد ام ماذا كانوا يقصدون؟ نرجوا الاجابه وشكرا |
#3
|
|||
|
|||
اقتباس:
قال تعالى ( وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ موسَى صَعِقاً فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ ). موسى سأل أن يرى الله ... فأثبت الله تعالى أن هذا مستحيل فتخيلي الأية فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ موسَى صَعِقاً فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ : ( فهل سيتوب موسى من شيء جائز فقد علم بعدها أن طلبه هذا مستحيل وستقولين لي أن الرؤية ستقع في الأخرة ولو كان كذلك لما كان رد الله تعالى على نبيه موسى بهذا الطريقة القوية القاطعة النافية لرؤية الله ولو كانت رؤية الله واقعة في الأخرة كان الله تعالى سقول في الأية:( وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ ستراني يوم القيامة ورؤيتي ليست جائزة في الدنيا ) . |
#4
|
|||
|
|||
اقتباس:
وقبل أن أرد عليك فى هذا أضع أمام عينيك قول الله تعالى : وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة فهل تقول أن هناك تناقض فى كلام الله؟ آية تثبت الرؤية وأخرى تنفى الرؤية؟؟!! أنتظر ردك بكل هدوء وحياد وموضوعية بهدف بلوغ الحق وإليك منى هذه التحية
__________________
قـلــت : [LIST][*]من كفر بالسـّنـّة فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله تعالى يقول : (( وما آتاكم الرسول فخذوه )). [*]ومن كذّب رسولَ الله ، فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ،لأن القرآن يقول : (( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى )). [*]ومن كذّب أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله سبحانه يقول فيهم : (( رضى الله عنهم ورضوا عنه )). [*]ومن كذّب المسلمين فهو على شفا هلكة ، لأن القرآن يقول : (( يأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )) والنبي - صلى الله عليه وسلم يقول : ( من قال هلك الناس فهو أهلكهم ). [/LIST]
|
#5
|
|||
|
|||
ضيفنا الأباضي
استشهدت بالآية قال الله تعالى: وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ موسَى صَعِقاً فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ هنا عندي وقفة 1 - هذه الرؤية التي أرادها موسى عليه السلام أين؟ في الدنيا أم في الآخرة؟ 2 - لم لم ينهر الله تعالى نبيه عن طلب شيء مستحيل بل قال له : ستراني إذا استقر الجبل مكانه ماذا لو أراد الله واستقر الجبل ؟ ولكن لأن الرؤية في الدنيا مستحيلة كان قول موسى عليه السلام: تبت إليك الأمر الثاني قال الله تعالى: كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون 1 - يستحيل ان يكونوا محجوبين عن الله تعالى لأنه القادر العالم المحيط يرى كل عباده 2 - إذا من المحجوب عن من؟؟؟ ولن أتعرض للآية التي أشار إليها ألخ ابو جهاد
__________________
قال الله تعالى:وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ لاَ يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ .أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْيَاء وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ |
#6
|
|||
|
|||
الذي يفهم من مذهب المعطلة لصفات الله أنه لا يوجد إله فهم يقولون لا يرى ولا يتكلم ولا يأتي يوم القيامة لفصل القضاء وليس له وجه ولا يدان ولا عينان وليس فوق العرش فالمفهوم من كلامهم هو نفي وجود الله ويستحيل لمن أعمل عقله أن يعتقد عقيدتهم مع إثباته لوجود الله إلا أن يتناقض ويأتي بما تحيله العقول والشرع لا يأتي بما تحيله العقول
وقد تجرأ المعطلة على التصريح أن الله سبحانه لا داخل العالم ولا خارجه وهذا إنكار صريح لوجود الله وإثبات وجود الله مع إطلاق هذا القول هو استخفاف بالعقول والفطر وإنكار للبديهات نسأل الله العافية . فإنكار رؤية الله في الدار الآخرة هو سلسلة من تلك الحلقة التي نتيجتها إنكار وجود الله سبحانه . وصدق من قال : المعطل يعبد عدما . والممثل يعبد صنما . |
#7
|
|||
|
|||
السلام عليكم
الحمد لله الدي جعل لنا الاسلام دينا ومحمد عليه الصلاة والسلام نبيا رسولا وسراجا منيرا , وجعلنا أمة واحدة وسمانا مسلمين , ولم يجعلنا فرقا وأحزابا نسمي أنفسنا وتبارك الله تعالى أحسن الخالقين , سبحان الله خالق كل شيء , خلق ما نعلم وما لا نعلم في الحياة الدنيا , وخلق ما سنعلم وما لا يمكن علمه في الحياة الآخرة . هدا هو الله تعالى الدي ليس كمثله شيء. ولا حول ولا قوة الا بالله. |
#8
|
|||
|
|||
السلام عليكم
انا اباضي ولاكني غير مقتنع بأدلتنا حول الرؤية و انا بين الرؤية و دونها اللهم ارنا الحق حقا و ارزقنا اتباعه |
#9
|
|||
|
|||
اقتباس:
إذا كيف تتبع مذهبا أنت لست مقتنعا بأدلته؟ والمذهب الذي يهن في موضع فالأكيد أن وهنه متوسع
__________________
قال الله تعالى:وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ لاَ يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ .أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْيَاء وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ |
#10
|
|||
|
|||
اقتباس:
انا ابحث عن الحق اينما وجدته اخذه ولست من ممجدين المشائخ ولست من المتعصبين للمذهب قرئت لكلا الطرفين و اقتنعت بأدلتكم حتى الان (ربما لم اطلع على جميع الأدله) و اقول لك ان مذهب الاباضية اراه اثبت من مذهبك في كثير من الاشياء و لذالك انا اباضي و انا لست من الذين يقولون رئينا ابائنا عليها عاكفين لدي عقل و الحمدلله استطيع البحث و القراءة و اينما اتضح لي الحق اتبعته و السلام ختام.... |
#11
|
||||
|
||||
اقتباس:
أكثر شيء أكرهه في حياتي هو أن يقول الإنسان قولا ويناقضه في قوله الموالي اقتباس:
وهذا اعتراف طيب نتابع اقتباس:
1 - كيف تقتنع بأدلتنا وترى مذهبك أثبت ؟ 2 - هنا أنت أشد سوء من الذين قالوا : إنا وجدنا ىباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون ( آسف : لكنها الحقيقة) اقتباس:
__________________
قال الله تعالى:وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ لاَ يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ .أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْيَاء وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ |
#12
|
|||
|
|||
xxxxxxxxxxxxxxxxxx انتهى اللعب ابن السني |
#13
|
|||
|
|||
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اي لعب تقصد؟ اتمنى ان يكون هناك شيء من العدل المشاركات اللي ما تعجبكم تنحذف صاحب الحق لا يخشى شيء و يرد على اي اتهام |
#14
|
|||
|
|||
من يريد اثبات السمع والبصر لله ـ تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا ـ
فعليه ان يثبت اولا ان الله تعالى ـ عن قولكم ـ جسم والعياذ بالله |
#15
|
|||
|
|||
حرر
ضيفنا العماني المنتدى للحوار وليس للقص واللصق |
#16
|
|||
|
|||
حرر
يمنع القص واللصق ابن السني |
#17
|
|||
|
|||
وَالَّذِينَ تدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ لاَ يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ .أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْيَاء وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ
صحح يا أخي |
#18
|
|||
|
|||
أعترذ للجميع.... هي في ورش "تدعون" وفي حفص "يدعون"...لذا الاية صحيحة كما أوردتها
المعذرة مرة أخرى.....أنا من الجزائر و نقرأ بورش كما تعلمون |
#19
|
|||
|
|||
اقتباس:
حسب هواكم لو تفتحون العقول قليلا ربما فهمتم هذا انتم تنفون صفات اثبتها الله لنفس و غيركم يشبهها بالمخلوقين ونحن نقول له صفات ولا تشبه صفات المخلوقين ولا نكيف ولا نأول ونقول بقوله تعالى (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ) ليس كمثله نفي للتشبيه ورد على المشبهة السميع البصير اثبات الصفات رد على النافية امثالكم ولو سلمنا ان القران مخلوق يلزمكم هذا كلام خطير اريد ان اسال سؤال واجيبوني عليه مع ان كل الاشاعرة عجزوا عن الاجابة عليه ولكن ساسبقه بسؤال اليس كل مخلوق ذليل لله ؟ مع تذكيركم بالاية وانه لكتاب عزيز لكي لا تقعو في الكفر في اجابتكم
__________________
(( قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ
إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآَءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ . . . )) |
#20
|
|||
|
|||
اقتباس:
لا يتنافى وصفه بالعلو والعزة مع خلقه فهو عزيز وعلي بإعزاز وإعلاء الله له لا كعلوه تعالى وعزته إذ مما أخبربه عن نفسه أنه {يعزمن يشآء} ووصف المؤمنين فقال {وأنتم الأعلون} ووصف موسى بقوله {إنك أنت الأعلى} فلا إشكال في ذلك على ذي بال ثم هل يسلب هذا السائل صفه العلو التي أثبتها الله للمؤمنين بقوله {وأنتم الأعلون } بدعوى الذلة هذه؟ و هل يؤمن ان الله يعز من يشاء -كما قال- أم لا ؟ وهل يعني إعزاز الله لهم إخراجهم من حضيرة المخلوقات؟! حجته هذه حجة بلهاء مفلسة ما شهد التاريخ مثلها! |
أدوات الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | الأقسام الرئيسية | مشاركات | المشاركة الاخيرة |
تفسيرحلم رؤية لبس الخاتم في المنام تفسير الاحلام | حاسنة | تفسير أحلام | 2 | 2022-09-28 03:12 PM |
تفسير رؤية الميت في المنام لابن سيرين بالتفصيل | حاسنة | تفسير أحلام | 3 | 2020-03-10 11:14 AM |
الرد العتيد على دبر المنافقين الناصبي العنيد إبليس يدخل في فيه آدم (ع) ويخرج من دبره في صحاح الدبر | ابو هديل | الشيعة والروافض | 0 | 2019-11-15 09:02 PM |
الرد العتيد على الناصبي مرجع الشيعة العنيد ( حديث ) قال علي بن أبي طالب لا تزوجوا الحسن | ابو هديل | الشيعة والروافض | 0 | 2019-10-14 09:36 PM |