بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :-
((أيـــن غـــابت شـــمس الأمجـــــاد))... ؟؟
المدار قيد يمنع الإفلات .. والدائر في المدار لا يملك الخيار .. فهو مقيد بقيود الهيمنة والحصار .. ومحروم من نعمة الحرية في اتخاذ القرار .. ولا بد له أن يواكب المسار .. حيث يفتقد أحلام الحيادية وعدم الانحياز .. وقد يعاقب إذا تمرد وخرج عن الدرب بفرية الاجتهاد .. والحقيقة المريرة تؤكد أن سرج المهانة دائما ترضخ تحت سرج المكانة .. وكل من يحاول الإفلات من مقابض الهيمنة والسيطرة تشده أطراف الحبال .. وهي تلك القيود الجازمة التي تلزم الناس بالمدار .. فالدائر في المدار هو ذلك المسير وليس بالمخير صاحب القرار.. ومن العجيب أن الخاضعين لمشيئة الأفلاك ينكرون تلك الحقيقة التي تؤكد المآل .. أنفس ترى الاعوجاج في ذاتها ثم تدعي الاستقامة كالسهام .. تلك الأنفس التي تدعي علو المكانة كالنجوم .. كما تدعي خلوها من التبعية والعيوب .. ولو أدركت الحقيقة فليست كل النجوم تتصف بصفات الكمال .. فهنالك نجوم رغم الصيت تفتقد الهيبة والوقار .. حيث تعيبها صفة التبعية والانقياد والانحدار .. نجوم تحمل معاني السمو ولكنها رهينة وسجينة لمشيئة الأفلاك .. وهي تبقى أسيرة خاضعة للآخرين مدى الحقب والدهور والأزمان .. وقد تظل دائرة في مدار المذلة حتى مشارف الفناء والاندثار .. وتلك شائبة تؤكد أن النجومية ليست مطلقة الكمال .. بل لها الكثير والكثير من العيوب التي يندي لها الجبين .. ويسقط الجدل في الهاوية حين ندرك أن أدعياء النجومية بغير الهيمنة يمثلون الوهن كالعهن المنفوش .. وتلك الألسن التي تدعي النجومية هي مجرد طبول جوفاء فارغة .. تدعي الأوزان والمكانة وهي في ثقلها واهية .. وعوائها تماثل عواء الذئاب الضالة الهائمة .. ومن سخرية الأحوال في هذا العصر أن نشاهد عروشا تمتاز بالصيت والهيبة ثم نراها تركع خاضعة لعروش الأعداء !!.. كما نشاهد قلاعا تدعي الجاه والسلطة والهيمنة ثم تنهار ذليلة خائبة بالطاعة العمياء .. وتلك رقاب أهل الصيت والمكانة تسقط عن مكانة العزة والكبرياء والكرامة لتسجد خاشعة في حضرة الكبراء .. وقد أصبحت تلك الرقاب أنموذجا تشكل قمة المهازل .. حيث تلك الأسود الورقية التي ترعب الضعفاء وفي نفس الوقت هي تلك الضباع الهزيلة التي تخشى من الأعداء .. وتلك الصورة الهزلية جعلت الأنفس العزيزة الأبية تتساءل في حيرة وتتعجب .. وتقول في ذاتها أين غابت شمس الأحرار التي كانت ذات يوم ؟.. تلك الشمس التي كانت تمثل المحور الأساسي فوق وجه الأرض ؟.. ومن حولها كانت تدور أفلاك الآخرين من البشر ؟.. وهي شمس الأحرار التي كانت تتحدى بجرأة مكائد الأعداء والسفهاء .. والتي كانت لا تعرف ملامح الضعف والانحناء .. فكيف تبدلت الأحوال في عالم اليوم ؟؟ .. وقد أصبح السيد هو ذلك الطائع المنقاد لشرعة الدخلاء .. وهو ذلك الحريص الشديد الذي يلبي إشارات البنان للغاصب المحتال .. فكيف أصبح ذلك المتبوع هو ذلك التابع الذليل ؟ .. أحوال تحير العقول والألباب وتخلق عالم اللامعقول .. وصور تشيب الولدان قبل الكهول .. وجدل يخلق في الأنفس المئات والمئات من علامات الدهشة والاستغراب .
*********