2010-09-07, 04:37 AM
|
عضو جديد بمنتدى أنصار السنة
|
|
تاريخ التسجيل: 2010-09-07
المشاركات: 3
|
|
الاعجاز القرآني في آية النحل
بسم الله الرحمن الرحيم الاعجاز القرآني في نحل العسل
الباحث : عطية مرجان أبوزر ( قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً )[FONT=Arial][SIZE=4]قال الله تعالى:-]وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ
سبحان الله العظيم المعجز في كتابة الكريم لكل بشر ولكل علم ومدعي الكمال في علم , فكان القرآن سباقا معجزا دوما وسيبقى كذلك إلى يوم الدين, رغم أنف الكارهين,وسبحان القائل في محكم كتابه " ... وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ[النحل : 89].
والحمد لله الذي هدانا بهداه المنير, إلى ما في القرآن من البيان وأمرنا بتدبره لديننا ودنيانا القائل سبحانه"أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا[محمد : 24], والصلاة والسلام على نبيه الأمي معلم البشرية الصدوق الأمين وعلى آله وصحبه وكل من تبعه بإحسان إلى يوم الدين. قال تعالى في كتابه العزيز:﴿ وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ * ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ سورة النحل (من الآية 68-69)
إذا ما تدبرنا هذه الآية الكريمة بعون الله فسنجد ثمة أعاجيب وإعجاز علمي مميز يستحق التفصيل في موضوع النحل والعسل,والذي ورد في القرآن الكريم بمسمى الشراب الخارج من بطون النحل,ورغم أن اسم النحل لم يرد في القران الكريم أكثر من مرة واحدة إلا أن سورة بأكملها سميت باسم النحل,وكذا لم يرد اسم العسل في القرآن بمسمى الشراب سوى مرة واحدة أيضا,أما كلمة عسل فذكرت في الآية 15 من سورة محمد ولمرة واحدة فقط كشراب من مشارب أهل الجنة فسبحان الله العظيم الذي أوجز فاعجز بقوله "... إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ "فكان على كل مؤمن وخاصة قوم العلماء الذين خصهم الله تعالى بالتفكر العلمي وأمرهم بالتدبر والدرس النظر طويلا تدبرا في شأن هذا المخلوق الصغير وما ينتجه من بطنه ألوانا وأنواعا .....الخ.[IMG]file:///E:/NAHAL.jpg[/IMG]
يقول البعض:- أن العلاج بعسل النحل عرف قبل نزول القرآن بآلاف السنين فكيف يكون القرآن سباقا(معجزا) في هذا الشأن؟
نقول والله المستعان : نعم إن كلمة الإعجاز تعني السبق بالعلم والتحدي الكامل في المعرفة بالشيء ومجاراته , ونعترف أن النحل معروف للأقدمين والمحدثين والعسل معروف منذ خلقه رب القرآن ونعترف بأن بعض فوائده والاستشفاء به كان منذ آلاف السنين , ولكن ما عرف علميا من فوائدة الغذائية و العلاجية قليل جدا سواء كانت هذه المعرفة بالصدفة أو بالتجربة, ونعترف أيضا أن هذه المعارف لم ترقى إلى مستوى الإعجاز القرآني حتى يومنا هذا بدليل أن المحافل البحثية على اختلافها وفي كل أرجاء العالم لا زالت تتسابق يوم بعد يوم في الإعلان عن بشرى تلو البشرى باكتشاف جديد ما في عالم النحل والعسل, حتى اكتشافات القرن 22 الميلادي لم ترقى بعد إلى مستوى الإعجاز القرآني في شأن النحل والعسل؟؟ فهل نبالغ؟
الجواب صريحا جاء في نهاية آية النحل "... إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ " وقد منح القرآن الكريم معلومات لذوي الفكر والعلم للتفكر فيها وللبحث العلمي, ثمة آيتان فقط من مجمل آيات القرآن تحدثت في شأن النحل والعسل وبإيجاز شديد وبإعجاز أشد ... فكيف كان ذلك ؟
[IMG]file:///E:/0b09.png[/IMG]
لو حاولنا تفسير هاتين الآيتين بقليل من التدبر العلمي والعقلي سنقع على هذا الإعجاز بيسر, رغم أنف الكارهين لعلمية القرآن فتعال بنا نتدبر معا لنرى ما هو الكم العلمي المتوافر في آيتين من القرآن وأي إعجاز للبشر والعلماء كامن في ثنايا هذه الكلمات القليلة ودعني أقول أن في كلمة " أوحى" إعجاز بحد ذاته ... فهل أبالغ ؟ تعال بنا إلى رحاب تدبر القرآن .... في هذا البحث...
ما هو النحل
النحل :(Bee) وعرف علميا بأنه:حشرات تنتمي لرتبة غشائيات الأجنحة، يعرف منها ما يقارب 20.000 نوع، وتنتشر في جميع قارات[IMG]file:///E:/asal02.gif[/IMG] العالم عدا القطب الجنوبي. وبالرغم من أن أكثر الأنواع المعروفة من النحل تعيش في مجتمعات تعاونية ضخمة، إلا أن النسبة الأكبر مها انعزالية وذات سلوكيات مختلفة.
النحل من الحشرات المجنحة، ولجميع أنواعها زوجان من الأجنحة، تكون الخلفية أصغر من الأمامية، وللقليل من الأنواع أو الطبقات أجنحة قصيرة نسبياً، لا تفيدها في الطيران. يتغذى النحل على الرحيق وحبوب الطلع التي يجمعها من الأزهار، وتستخدم حبوب الطلع كغذاء لليرقات بشكل أساسي.
تقوم العاملات بجمع الرحيق بواسطة لسانها المعقد والطويل، والذي يمكنها من الوصول إلى داخل الزهرة، بينما تحمل حبوب الطلع على سلال خاصة في أرجلها الخلفية. كبقية الحشرات.
جسم النحل مقسم لثلاثة أجزاء (الرأس، الصدر، والبطن)، ولجميع أنواع النحل تقريباً قرنا استشعار مقسمة إلى 13 جزء عند الذكور، و12 جزء عند الإناث، أما الحمة أو الإبرة، فتتواجد عند الإناث فقط، وتستخدم بشكل أساسي كوسيلة دفاعية. تتراوح أحجام أنواع النحل ما بين 2 ملم إلى 39 ملم تقريباً.
يتغذى النحل على رحيق أزهار النبات بأنواعه و ينتج العسل ليكون غذاء للخلية في أشهر الشتاء التي تخلو من الأزهار التي يشكل رحيقها غذاء للنحل.
من أخطر أعداء النحل هو حشرة الدبور فهو يقتل النحل ويتطفل على الخلية من أجل الحصول على العسل كذلك السحالي وبالأخص المسمى الحرثون(الحردون/الحرذون) وبعض الطيور والحشرات الأخرى.
أنواع النحل:
[LIST=1][*]النحل المصري [*]النحل الألماني [*]النحل الكرنيولى [*]النحل الإيطالي [*]النحل القوقازي [*]النحل الأناضولي [*]النحل الأرمني [*]النحل القبرصي [*]النحل اليمنى [*]النحل السوري [/LIST]طبقات النحل:
الطبقة هي: فرد أو مجموعة من الأفراد تتميز عن قرنائها في العش من نفس الجنس وتختلف عنهم سلوكياً.وقد قسم العالم المختص Seeley الشغالات إلى أربعة طبقات بناء على سلوكها وتقسيم العمل بينها وهى:[LIST][*]1- طبقة تنظيف العيون السداسية [*]2- طبقة عش الحضنة [*]3- طبقة تخزين الغذاء [*]4- طبقة النحل السارح [/LIST]معلومات عامة عن النحل:
· 0 لم يعرف نحل العسل في أمريكا قبل وصول المهاجرين الانكليز والهولنديين والأسبان في القرن السابع عشر.
· 0 يحرك نحل العسل أجنحته 11400 مرة بالدقيقة, وهذا الذي يكون الأزيز المميز.
· 0 تطير النحلة حوالي 12 ميل بالساعة.
· 0تزور النحلة من 50 إلى 100 زهرة برحلتها الواحدة.
· 0تكون ملكة النحل في أشد فعاليتها في الصيف حيث تضع من 1000 إلى 1500 بيضة باليوم.
·0في أشهر الشتاء الباردة تأخذ النحلات العاملات رحلات طيران قصيرة للتطهير والتنظيف ويكون جل اهتمامها نظافة الخلية.
·0يتغذى النحل شتاءْ على بعض العسل الذي صنعوه في الأشهر الدافئة, ولحين حلول فصل الربيع يتجمع النحل على بعضهم لتدفئة أنفسهم وملكتهم.
·0يصرف النحل في خلية متوسطة الحجم حوالي 35 باون من العسل ليتمكنوا من البقاء على قيد الحياة خلال فصل الشتاء.
·0 يحتاج النحل لزيارة 2 مليون زهرة لإنتاج واحد باون من العسل.
·0تطير مجموعة النحل مسافة 55000 ميل لإنتاج باون واحد من العسل.
·خلية النحل النشطة الواحدة يمكن أن تنتج من 60 إلى 100 باون من العسل بالسنة.
·تصنع النحلة العاملة ما مقداره نصف ملعقة شاي من العسل طوال عمرها.
·عدد أفراد الخلية النشطة الواحدة حوالي 50000 نحلة.
·أفراد كل خلية نحل رائحة خاصة تميزها عن أفراد الخلايا الأخرى وعادة يقف حرس من النحل في مدخل الخلية تمنع دخول نحلات من الخلايا الأخرى.
·لإبقاء الخلايا قوية تضع عاملات النحل خلاياها بمواقع غنية بزهورها للحصول على الرحيق وتوفر الماء.
·يقوم النحل بتلقيح 80% من أزهار الفواكه والخضار وعرانيس الذرة.
·يوجد في الولايات المتحدة الأمريكية حوالي 211,600 نحال.(6)
<B>حواس النحل :
</B>لقد زود الله سبحانه وتعالى النحلة بحواس تساعدها في رحلة الاستكشاف لجمع الغذاء فهي مزودة بـ :
1. بحاسة شم قوية عن طريق قرني الاستشعار في مقدمتها.
2. وبعيون متطورة يمكنها أن تحس بالأشعة فوق البنفسجية، لذلك فهي ترى ما لا تراه عيوننا، مثل بعض المسالك والنقوش التي ترشد وتقود إلى مختزن الرحيق ولا يمكننا الكشف عنها إلا بتصويرها بالأشعة فوق البنفسجية.
عيون النحل
وللنحل نوعان من العيون :
1. العيون المركبة :
وهما اثنتان تقعان على جانبي رأس النحلة، وتتألف من بضعة آلاف من الوحدات البصرية . وهي سداسية الأضلاع، وتستخدم العيون المركبة في الرؤية لمسافات بعيدة عندما تكون النحلة خارج الخلية . ولها القدرة على تمييز ذات الألوان التي تميزها عين الإنسان باستثناء اللون الأحمر . إضافة إلى كونها حساسة للأشعة فوق البنفسجية . وتضم العين المركبة في الذكر ضعف عدد الوحدات البصرية التي تؤلف عين الشغالة . ولذلك يلاحظ أن عيني الذكر ضخمتان جدا، وهذا ما يتيح للذكر إمكانية متابعة الملكة خلال رحلة طيران الزفاف الملكي .
2. العيون البسيطة :
وعددها ثلاث تحتل أعلى الرأس، وتستخدمها النحلة في الرؤية القريبة والإضاءة الخافتة داخل الخلية . فليس لدى النحل نظارات كما يستخدمها الإنسان للبعيد والقريب، ولكن الله خلق فيها نوعين من العيون التي تستخدمها حسب الحاجة ,قال تعالى:(هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ)(لقمان:11).
حاسة الذوق
و بحاسة ذوق متطورة يمكنها أن إذا حطت على رحيق أحد الأزهار أن تتذوقه وتحدد نسبة الحلاوة أو السكريات في هذا الرحيق مقابل الماء .
لغة النحل:
و لعل اغرب ما اكتشفه العلم الحديث في عالم الحشرات هو أن للنحل لغة خاصة يتفاهم بها وذلك عن طريق الرقص وعن طريق استعمال الفورمون كرسالة كيمائية .
لغة التفاهم :
كما أن للإنسان لغة تفاهم وهي النطق فقد وهب الله سبحانه وتعالى للنحل لغات خاصة يتم من خلالها التفاهم ومن هذه اللغات:
لغة الرقص
يرى فون فريش، ومساعدوه بعد بحوث اتصلت أكثر من نصف قرن من الزمان، أن النحل يقوم بالتفاهم مع النحلات وإخبارها بمكان تواجد مكان الرحيق من خلال الرقص
لقد أيده في ذلك باحثون آخرون، حتى أن أحدهم أتقـن فهم أسرار تلك اللغة الغريبة، فكان يفك ألغاز رقص النحلة المستكشفة ويترجمها إلى اتجاه محدد ومسافة محسوبة، ومن ثم يستطيع أن يبلغ الغـذاء الذي كانت تنبأ بموضعه !
فعلى سبيل المثال: إن كان الرقص على خط مستقيم فوق الخلية فمعنى ذلك أن مكان الأزهار في اتجاه الشمس تماما
أما إن كانت الأزهار في الاتجاه المعاكس لجهة الشمس، تخط النحلة المخبرة خطا مستقيما في الاتجاه المعاكس تماماً.
انظروا ! فالنحلة الآن ترقص إلى جهة اليمين تماماً، وهذا يظهر أن منبت الأزهار يوجد على زاوية 90 درجة مئوية من الجهة اليمنى.
أما هذه النحلة فتعرّف لزميلاتها بزاوية 45 درجة من الجهة اليسرى للشمس.
ثمة سؤال : النحلة تعرّف الجهة وفقاً للشمس، غير أن حركة الشمس دائبة، في كل أربع دقائق تميل إلى جهة الغرب بمقدار درجة واحدة، ويتوقع أن تقع النحلة في الخطأ، لكن يتبين أن النحل تحسب حركة الشمس هذه أيضا فعند تعريف النحلة المخبرة الجهة لزميلاتها لا تنسى أن تضع فرق حركة الشمس في حسابها فكلما مر أربعُ دقائقَ تميل درجة إلى جهة الغرب في الزاوية التي حددتها بفضل هذا الحساب الدقيق تهتدي النحلة إلى جهتها دون أي خطأ.
النحل المخبرة لا تخبر عن جهة الأزهار فحسب، بل تخبر عن المسافة أيضاً، فمدة الرقص وعدد الاهتزازات تُعلم النحلات الأخرى المسافة بدقة، وهي بعد حساب المسافة تخرج وقد تزودت الغذاء الكافي.
أقيمت في كاليفورنيا بأمريكا اختبارات عن خصائص النحل المدهشة: في الاختبار وُضعت ثلاثة أواني مملوءة بالماء المحلى، وتركت في ثلاث أماكن متفرقة، بعد مدة كشفت النحلات المخبرة مكان هذه المصادر.
النحلة التي وصلت إلى الإناء الأول عُلّمت بنقطة(0)، والتي وصلت إلى الثاني عُلّمت بمستقيم(-)، وأما التي وصلت إلى الإناء الثالث فعُلّمت بإشارة الجمع(+)
لوحظ بعد دقائق أن النحلات في الخلية تابعت النحلات المخبرة وانتبهت إليها بدقة، فوضع العلماء إشارة النقطة على النحل التي كانت تتابع النحلة المعلَّمة بالنقطة، وعلّموا النحل المتابعة للنحلة المخبرة بعلاماتها، وبعد دقائق وصلت إلى الإناء الأول المعلمات بالنقطة، وللإناء الثاني المعلمات بمستقيم، وللإناء الثالث المعلمات بإشارة الجمع، وهكذا ثبت أن النحلات في الخلية اهتدت إلى جهتها اعتمادا على النحلات المخبرة.
كل هذا الكلام حقائق تتطلب التفكر فيها بدقة، ترى كيف ظهر التنظيم بين النحل بشكل لا يصدق؟ لماذا تقوم بمهمة المخبر حشرة صغيرة ليس لها عقل واعي ولا إدراك؟ كيف تفكر بالبحث عن مصدر الغذاء وتخبره لزميلاتها؟ ولو فكرت بهذا ؟ كيف استطاعت تطوير تقنية الرقص الذي تخبر به عن مصدر الغذاء ومسافته أيضاً؟
كيف استطاعت النحلات في الخلية أن تفهم معنى حركات جسم النحلة المخبر وارتعاشه؟
ليـس هذا وحسب، بل إن فون فريش قد اهتـدى إلى أن لأنواع النحـل وسلالاته "لهجات " من تلك اللغة الفريدة، فنحلة العسل القـزمة، مثلاً ( وهي نوع غير النحل المستأنس ) ترقص علـى سطح أفقـي، ومن ثم يكون خط اتجاه الشمس موازياً لخط الشرق والغرب، لا مطابقاً لخط الجاذبية العمودي كما ذكرنا .
كذلك السلالة النمساوية من النحل المستأنس، لا تؤدي رقص الاهتزاز إلا بعد أن يتجاوز موضع الغذاء نحو ثلاثمائة متر بعيداً عن الخلية، أما السلالة الإيطالية فإنها تؤدي رقصة خاصة، تسمى الرقصة المتجلية، للدلالة على الأبعاد المتوسطة بين رقصتي الدوران والاهتزاز
لغة الفورمون :
لقد أكتشف علماء الحشرات أن النحل يستخدم بعض المواد الكيميائية كرسائل يتم إرسالها من خلال إفراز مواد تدعى الفورمون تنتج من غدد في جسم النحل يتم استقبالها بوساطة حاسة الشم الحساسة لدى النحل ومن أبرز من أيد هذه النظرية هو عالم الحشرات فنر وبعض معاونيه _ وعلى الأخص جونسون يعتبرون أن النحلة تعتمد أساساً على الروائح كلغة للتفاهم فيما بينها، وقاموا بإجراء سلسلة من التجارب استنتجوا منها، أن النحل عندما يتجمع حول النحلة الراقصة يلتقط منها مجموعتين من الروائح : رائحة الغذاء وروائح الموضع المحيط بالغذاء .
وهـذه الروائح تعلق بجسم النحـلة عند ارتيادها للمكان الـذي اهتدت إليه، وعلى الأخص على الشعيرات المنتشرة على جسمها، ويلتقـط النحل المتجمع حولـها هذه الروائح عندما يتحسسها بقرني الاستشعار (وهمـا عضوا الشم، كما ذكرنا).
هذا فضلاً عن أن النحلة الراقصة تتوقف بين الفينة، والفينة لتمج من فيها عينات من الرحيق تتذوقها العاملات المحيطات بها، ومن ثم يعرفن رائحة الغذاء وطعمه أيضاً .
ويضاف إلى هذا وذاك، أن النحلة المستكشفة تترك رائحة جماعاتها في المكان الذي ترتاده وتجد فيه منتجعاً طيباً لها ولأهلها، كما أنها تبرز غدة خاصة للرائحة في جسمها كي تنتشر الرائحة في المكان، وعلى الأخص إذا لم يكن للغذاء رائحة مميزة بارزة ( وسبحان الذي خلق فسوى وقدر فهدى ! .
وعلى هذا كان فير وجونسون يعتقدان أن النحل بعد أن يعرف ما يعرف من النحلة المستكشفة ينطلق مع الريح " تشمما " طريقه إلى موضع الغذاء … وتجمع النحل هناك يعتبر إشارة إضافية إلى أفراد أخرى تنضم ،إلى جماعة العاملات المجتنيات .
ولكن فنررجح عام 1971 أن يكون لروائح المكان ( لا روائح الغذاء ) الأهمية الأولى، وهذا ما يشار إليه باسم " نظرية العشيرة " أو الجماعة يرجع فيها أهمية خاصة، إلى طيران النحل في أسراب فهذا يساعد على اشتراك النحل الطائر مع بعض الأفراد المستكشفة في الاهتداء إلى المنتجع مسترشداً، بروائح مختلفة من الغذاء والموقع !
وكان هذا ما علم الله تعالى(أوحى) للنحل لتسلك سبل الله ذللا...فمتى علم الإنسان بذلك ؟ قطعا أن القرآن سبق فاعجز.
أسرار آية النحل
قوله تعالى : " وأوحى ربك " قرر ربك تعالى هذه الأعمال العجيبة التي يعجز عنها العقلاء من البشر, فقد أثبت المختصون من العلماء أعجب الظواهر في هذا البيان ومنها :[LIST=1][*]بينا بحمد الله وتوفيقه أسرار كلمة " أوحى " في باب - وأوحى - بيانا تفصيليا وكفى .[*]معنى الوحي بالمفهوم العلمي بينه العلم التشريحي بإثبات أن دماغ النحلة الواحدة يحوي أكثر من 850000 خلية، وحجمه لا يتجاوز رأس الدبوس! في كل خلية من خلايا هذا الدماغ هناك كمبيوتر صغير في داخله برنامج عالي الدقة هو الذي يرشد النحلة في ممارسة حياتها ومهامها الخاصة بها وبما تنتجه للناس من غذاء وشفاء.[IMG]file:///E:/0n.jpg[/IMG][*]اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتا - يبني النحل الذي لا يمتلك أية وسائل علمية مساعدة كأدوات القياس والحاسبات بيوتا لا يستطيع العقلاء من البشر بناء مثيل لها إلا بآلات وأدوات حديثة مساعدة مثل المساطر والفرجار والحاسبات. وقد ثبت في علوم الهندسة المعمارية أن تلك البيوت لو كانت مشكلة بأشكال سوى المسدسات فإنه يبقى بالضرورة ما بين تلك البيوت فراغات تشوه التصميم. واهتداء النحل إلى حكمة هذه الهندسة و الدقيقة اللطيفة بات من الأعاجيب البنائية. [*]أن النحل مجتمع ملكي فيه من المجاميع المختصة لخدمة مليكه ، الملكة الأنثى النافذة الحكم الخادمة المنتجة ويكون خضوع مجاميع خدمة الملكة للصالح الاجتماعي العام لما للملكة من دور في خدمة استمرار حياة المجموع.[*]للنحل لغات وحياة متكاملة منظمة ليس لها مثيل في العوالم الأخرى , وهي حياة نظمها لها الله تعالى بخصوصية .( انظر ما هو النحل) [*]واعلم أن النحل نوعان : أحدهما ما يسكن في الجبال ولا يتعهد أحد من الناس رعايتها، والنوع الثاني التي يسكن بيوت الناس ويكون في عهدتهم فالأول هو المراد بقوله : " أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر " والثاني هو المراد بقوله : " ومما يعرشون " وإنما قال : " من الجبال ومن الشجر " لئلا تبنى بيوتها في كل جبل وشجر بل في مساكن يوافق مصالحها ويليق بها .[*]قول الله تعالى: " ومن بطونها" لا يعنى مؤخرتها فليس من الخير أن يأكل المخلوق من برازه , فكان المراد من قوله أي من أفواهها ، وكل تجويف في لغتنا الأصيلة هو بطن وكذلك بين القرآن ذلك بقوله " وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُم بِبَطْنِ مَكَّةَ...ً " ويقال " بطون الدماغ " أي تجاويف الدماغ .
لماذا قال تعالى بطونها بالتأنيث ولم يقل بطونه ولماذا قال شراب ولم يقل عسلا ؟ سبحانه عما يدعون المعجز العالم بما خلق.ونتابع ذات الآية الكريمة :" .. يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ.."
أولا : لماذا بطونها وليس بطونه؟ ذلك لان مجتمع النحل كما سبق وبينا بدليل وإقرار العلم هو مجتمع أنثوي , كما أقر العلم ان خروج اللبن من بطون الحيوان عملية بيولوجية بينما خروج العسل من بطون النحل هو عملية ميكانيكيةفعمليةجمع الرحيق وخروج العسل من النحل عملية غير بيولوجية بل هي عملية ميكانيكية تقوم بها إناث عقيمة ناتجة من أنثى خصبة لا تحتاج إلى ذكر يلقحها بل تستطيع هي إنتاج الذكور اللازمة بكريا. ولو وضعنا طائفة من النحل ليس فيها ذكور ولا ملكة على جزيرة منعزلة تخلو من أي نحل فإن الشغالات ستواصل جمع الرحيق وإنتاج العسل وستتولد الذكور بكريا وتستمر الحياة ، فما أحرى أن تؤنث كلمة بطونها في تلك الآية الكريمة (... يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا .."
انه شراب وليس عسلا , إعجاز آخر, أقر العلم الحديث أن ما يخرج من بطون النحل أول ما يخرج مادة سائلة وليست لزجة كما نراها في لزوجة العسل اللزج أو صلبة كما في العسل الصخري, وقد أكدت الأبحاث الخاصة ذلك عازية أمر اللزوجة والتصلب تاليا لهذا السائل إلى استمرار تحريك النحل بجناحيه فوق هذا الشراب السائل بسرعة 11400 مرة بالدقيقة حتى يجف ويكون لزجا أو صلبا يأخذ مكانه في الخلية كما يجب. سبحان الله العظيم ما أصدقه وما أدق بيانه فلم يذكر كلمة العسل تبعا لذكره الخروج من البطن لأنه يكون شرابا لا عسلا , صدقت وأعجزت سبحانك وهذا هو الإعجاز العلمي الذي سبق القرآن بإخباره للناس قبل العلم .[/LIST]وصفت الآية الكريمة العسل بكونه شرابا لأنه وكما بين لنا العلم الحديث يكون العسل أول ما يكون سائلا شرابا كالماء وتظل النحلة تطير واقفة فوقه حتى تجففه بجناحيها إلى حد ما نعلمه وما نراه من السيولة فيبدأ شرابا ثم يكون عسلا وعليه يكون الإعجاز القرآني للعلم ظاهر في هذا المكان .
فيه شفاء للناس" صفة للعسل . فان قالوا : كيف يكون شفاء للناس وهو يضر بالصفراء ويهيج المرارة ؟ قلنا كما قال رسول الله صدق الله وكذب بطن أخيك : روى أبو سعيد الخدري أنه جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله وقال : إن أخي يشتكي بطنه ، فقال : اسقه عسلا ، فذهب ثم رجع فقال : قد سقيته فلم تغن عنه فقال عليه السلام : " اذهب فاسقه عسلا " وقال : " صدق الله وكذب بطن أخيك " فسقاه فبرأ كأنما نشط من عقال .
تتابع الإعجاز القرآني في الآية الكريمة كلمة يستمر "..مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ.." نعم اختلفت ألوان العسل ومذاق كل لون وفوائد كل نوع والشفاء من كل نوع وتباينت مصادر كل نوع من أي نوع من النحل ومن أي زهور ارتحقت..سبحانك ربي الموحي للنحل كل هذا الإيحاء في ثمة كلمات عظيمة قلت عددا في نظر الإنسان وعظمت عليه إعجازا وبحثا وعلما , اختلفت الألوان فاختلفت الأنواع فكم لونا يا ترى؟ من النحل عشرات الأنواع ولكل نوع عشرات مصادر الغذاء فكم يا ترى عدد هذه الألوان والأنواع ؟انه الإعجاز"...إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" (طالع أنواع العسل)
الإعجاز الأعظم في كلمات أخرى من الآية الكريمة " ... فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ..." وهنا يكمن التحدي القرآني لقوم المتفكرين والعلماء والباحثين ولقوم الأطباء والمختصين بالتغذية وسواهم من البشر وعامة الناس.. فأي من الشفاء لأي من الأمراض ومن أي نوع من أنواع العسل يكون هذا لهذا وهل يكون غذاء أم مرهما وهل يكون منفردا أم مركبا ... "...إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" الحق أن العلماء لا زالوا يقفون حائرين أمام كل جديد يكتشف في هذا الشراب ولازالوا يقرون أن المزيد من الدرس والبحث سيأتي بجديد تلو الجديد وما تم اكتشافه حتى الآن يستحق التدوين في موسوعة خاصة طالع( العلاج بالعسل).
"...إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" وكفى بظاهر القول الإلهي من إعجاز لثمة كلمات قليلة في آيتين قصيرتين تستحث أولي الفكر والعلم والبحث والطب والتخصص الغذائي والدوائي والوقائي للتفكر في هذا الشراب الحلو المذاق اللذيذ الطعم المتنوع النكهة المختلف الألوان المتنوع المصادر ...سبحان الله الذي جعل من هذه الآية إعجاز لعلية الأقوام علمائهم ومفكريهم. وفي ذات سورة النحل قال تعالى: "... وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ .."النحل : 89,
|