جديد المواضيع |
للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب |
منتدى السنة | الأذكار | زاد المتقين | منتديات الجامع | منتديات شباب الأمة | زد معرفة | طريق النجاح | طبيبة الأسرة | معلوماتي | وادي العرب | حياتها | فور شباب | جوابى | بنك أوف تك |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
أبهر العقول بحدة ذكائه (نسجت له أمرأة لغزاً فقهياً شعراً فتعرف على شيخك ابن تيمية وسعة علمه)
السؤال
... جدتى أمه وأبى جده ... وأنا عمة له وهو خالى ... افتنا يا إمام حماك الله ... ويكفيك حادثات الليالى ... الجواب: ... رجل زوج إبنه أم بنته ... وأتى البنت بالنكاح الحلال ... فأتت منه ببنت قالت الشعراء ... وقالت لابن هاتيك خالى ... ... وأجاب رحمه الله تفصيلاً رجل تزوج امرأة وتزوج ابنه بأمها ولد له بنت ولابنه ابن فبنته هي المخاطبة بالشعر . فجدتها أم أمها هي أم ابن الابن زوجة الابن وأبوها جد ابن ابنه وهي عمته أخت أبيه من الأب وهو خالها أخو أمها من الأم .والله أعلم . مجموع الفتاوى مجلد 31 كان رجلاً ذكياً فطناً عظيم التوكل كثير الذكر فرحم الله الإمام شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه الامام ابن القيم،المجددين وجزاهما عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء رحمه الله وكل العلماء الذين لهم فى أعناقنا بعد رسول الله وصحابته الكرام منة عظيمة لما بذلوه لنا ومن أجلنا ... تعبوا وسهروا وجاعوا وكابدوا وتصدقوا على الأمة بعمرهم .. أوقاتهم ...لذاتهم ... دمائهم ... جاههم ...وهم أثر عن رحمة الله بنا ونعمته علينا هو حجة لله قاهرة *** هو بيننا أعجوبة الدهر كان يمهل أعداءه ثلاث سنين أن يأتوا بحرف عن السلف خلاف ما يقول يرجع إليه سأله بعض الناس عن أحاديث فقال ليست فى شيء من كتب المسلمين قال الإمام المزى ما رأت عينى مثله ولا رأى هو مثل نفسه وقال الإمام الذهبى عددت مألفات شيخ الاسلام ابن تيميةفبلغت ألف مجلد ,,ثم وجدت له مألفات!!! رجل لكل العصور أعجوبة كل العصور أهتم الغرب بدراسة شخصيته وتأليف فيه الكتب حتى قال بعضهم ان ابن تيمية وضع الغاما قبل أن يموت منها ما انفجر ومنها ما لم ينفجر (يقصد دعوات التجديد والاصلاح) طالب مسلم فى كلية الهندسة بألمانيا حدث عن دكتور ألمانى قوله توجد نظرية رياضية نقضها عالم مسلم ومعه حق فى نقضها ... إسمه ابن تيمية من هو وكيف عيشته السعيدة رغم السجن والضيق قال بن الزملكانى رحمه الله ماذا يقول الواصفون له *** وصفاته جلّت عن الحصر هو حجة لله قاهرة *** هو بيننا أعجوبة الدهر هو آية للخلق ظاهرة *** أنوارها أربت على الفجر وقال ابن دقيق العيد رحمه الله : (لما اجتمعت بابن تيمية رأيت رجلاً العلوم كلها بين عينيه، يأخذ منها ما يريد، ويدع ما يريد لما اجتمع بالسلطان فى مصر وقال له أنت تطلب الملك قال ان ملكك وملك المغول لا يساوى عندى فلساً أوقفه مسكين فطلب شيء فبحث فلم يجد شيء فخلع عمامته وشقها نصفين وأعطاه رغم ما كانت تأتيه الاموال الكثيرة يوزعها على طلبة العلم الشرعى أرواح تهيم حـــــول العرش.......... وأخرى تحوم حول الحُش قال الامام بن القيم صليت مرة الفجر خلف شيخ الاسلام ابن تيمية فظل يذكر الله حتى انتصف النهار ثم التفت الى وقال هذه غدوتى لو لم أتغدى غدوتى سقطت قوتى. تعريفات هامة انتصف النهار: فى عرف الفقهاء كالامام بن القيم قبل الظهر بوقت يسير يصفه تلميذه الإمام ابن القيم رحمه الله في " الوابل الصيب ص: 67" عند ذكر الفائدة الرابعة والثلاثون من فوائد الذكر، قال : ( ... وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه يقول : إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لا يدخل جنة الآخرة. وقال لي مرة : ما يصنع أعدائي بي ؟ أنا جنتي وبستاني في صدري إن رحت فهي معي لا تفارقني إنّ حبسي خلوة وقتلي شهادة وإخراجي من بلدي سياحة وكان يقول في محبسه في القلعة : لو بذلت ملء هذه القاعة ذهبا ما عدل عندي شكر هذه النعمة أو قال: ما جزيتهم على ما تسببوا لي فيه من الخير ونحو هذا وكان يقول في سجوده وهو محبوس: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ما شاء الله - أي يكرر ذلك -. وقال لي مرة : المحبوس من حبس قلبه عن ربه تعالى والمأسور من أسره هواه ولما دخل إلى القلعة وصار داخل سورها نظر إليه وقال : ** فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب } وعلم الله ما رأيت أحدا أطيب عيشا منه قط مع ما كان فيه من ضيق العيش وخلاف الرفاهية والنعيم بل ضدها ومع ما كان فيه من الحبس والتهديد والإرهاق وهو مع ذلك من أطيب الناس عيشا وأشرحهم صدرا وأقواهم قلبا وأسرهم نفسا تلوح نضرة النعيم على وجهه ، وكنا إذا اشتد بنا الخوف وساءت منا الظنون وضاقت بنا الأرض أتيناه فما هو إلا أن نراه ونسمع كلامه فيذهب ذلك كله وينقلب انشراحا وقوة ويقينا وطمأنينة فسبحان من أشهد عباده جنته قبل لقائه وفتح لهم أبوابها في دار العمل فآتاهم من روحها ونسيمها وطيبها ما استفرغ قواهم لطلبها والمسابقة إليها ) ا.هـ وقال شيخ الإسلام الذكر للقلب كالسمك للماء أرأيت ماذا يحدث لو خرج السمك من الماء ننصح بسماع اشرطة رجل لكل العصور للدكتور محمد المقدم ما وصل شيخ الاسلام للامامة فى الدين الا بالإخلاص والتجرد لله عن حظوظ النفس والتواضع ومحبة الله وإيثار ما عنده على الدنيا.... يتبع... بثناء العلماء عليه |
#2
|
|||
|
|||
قال العلامة ابن القيم رحمه الله عن شيخه
يا قوم والله العظيم نصيحة *** من مشفق وأخ لكم معوان جربت هذا كله ووقعت في *** تلك الشباك وكنت ذا طيران حتى أتاح لى الإله بفضله *** من ليس تجزيه يدى ولساني بفتى أتى من أرض حران فيا *** أهلا بمن قد جاء من حران فالله يجزيه الذي هو أهله *** من جنة المأوى مع الرضوان أخذت يداه يدي وسار فلم يرم *** حتى أراني مطلع الإيمان ورأيت أعلام المدينة حولها *** نزل الهدى وعساكر القرآن ورأيت آثارا عظيما شأنها *** محجوبة عن زمرة العميان مدح بن القيم لشيخه بن تيمية من النونية رحمهما الله وإذا أردت ترى مصارع من خلا من أمة التعطيل والكفرانِ وتراهم أسرى حقيراً شأنهم أيديهم غلت إلى الأذقان فاقرأ تصانيف الإمام حقيقةً شيخ الوجود العالم الرباني أعني أبا العباس أحمد ذلك الـ ـبحر المحيط بسائر الخلجان واقرأ كتاب العقل والنقل الذي ما في الوجود له نظير ثان وكذاك منهاجٌ له في رده قول الروافض شيعة الشيطان وكذاك أهل الاعتزال فإنه أرداهم في حفرة الجبان وكذلك التأسيس أصبح نقضه أعجوبة للعالم الرباني وقرأت أكثرها عليه فزادني والله في علم وفي إيمان هذا ولو حدثت نفسي أنه قبلي يموت لكان غير الشأن. وكذا رسائله إلى البلدان والـ أطراف والأصحاب والإخوان. هي في الورى مبثوثة معلومة تبتاع بالغالي من الأثمان. نصر الإله ودينه وكتابه ورسوله بالسيف والبرهان. |
#3
|
|||
|
|||
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: الذى أوصى أن يدفن مع شيخه بن تيمية ((قال الشيخ علم الدين البرزالي في ((تاريخه)): وفي ليلة الاثنين العشرين من ذي القعدة توفي الشيخ الإمام العلامة الفقيه الحافظ القدوة، شيخ الإسلام تقي الدين أبو العباس أحمد بن شيخنا الإمام العلامة المفتي شهاب الدين أبي المحاسن عبد الحليم بن الشيخ الإمام شيخ الإسلام مجد الدين أبي البركات عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم، ابن تيمية الحراني ثم الدمشقي ... – حتى قال -: وقرأ بنفسه الكثير، وطلب الحديث، وكتب الطباق والأثبات، ولازم السماع بنفسه مدة سنين، ثم اشتغل بالعلوم، وكان ذكيًّا كثير المحفوظ؛ فصار إمامًا في التفسير وما يتعلق به، عارفًا بالفقه واختلاف العلماء، والأصول والنحو واللغة، وغير ذلك من العلوم النقلية والعقلية، وما تكلم معه فاضل في فن من الفنون العلمية إلا ظن أن ذلك الفن فنه، ورآه عارفًا به متقنًا له، وأما الحديث فكان حافظًا له متنًا وإسنادًا، مُمَيِّزًا بين صحيحه وسقيمه، عارفًا برجاله متضلعًا من ذلك، وله تصانيف كثيرة وتعاليق مفيدة في الأصول والفروع، كَمَّل منها جملة وبُيِّضت وكُتبت عنه، وجملة كبيرة لم يُكَمِّلها، وجملة كَمَّلها ولكن لم تُبَيَّض.
وأثنى عليه وعلى فضائله جماعة من علماء عصره، مثل القاضي الخُوَيِّي، وابن دقيق العيد، وابن النحاس، وابن الزملكاني، وغيرهم. ووجدت بخط ابن الزملكاني أنه اجتمعت فيه شروط الاجتهاد على وجهها، وأن له اليد الطولى في حسن التصنيف، وجودة العبارة، والترتيب والتقسيم والتبيين، وكتب على مصنف له هذه الأبيات: ماذا يقول الواصفون له ... وصفاته جلَّت عن الحصر هو حجةٌ للهِ قاهرةٌ ... هو بيننا أعجوبة الدهر هو آية في الخَلْق ظاهرة ... أنوارها أربت على الفجر وهذا الثناء عليه وكان عمره نحو الثلاثين سنة([1]))). |
#4
|
|||
|
|||
|
#5
|
|||
|
|||
|
#6
|
|||
|
|||
موضوع رائع وامام فاضل
|
#7
|
|||
|
|||
__________________
( فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا ) الكهف 6 كل العلوم سوى القرآن مشغلة ..... إلا الحديث وعلم الفقه في الدين العلم ما كان فيه قال حدثنا ..... وما سوى ذاك وسواس الشياطين |
#8
|
|||
|
|||
رحمه الله
|
#9
|
|||
|
|||
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
__________________
قـلــت : [LIST][*]من كفر بالسـّنـّة فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله تعالى يقول : (( وما آتاكم الرسول فخذوه )). [*]ومن كذّب رسولَ الله ، فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ،لأن القرآن يقول : (( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى )). [*]ومن كذّب أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله سبحانه يقول فيهم : (( رضى الله عنهم ورضوا عنه )). [*]ومن كذّب المسلمين فهو على شفا هلكة ، لأن القرآن يقول : (( يأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )) والنبي - صلى الله عليه وسلم يقول : ( من قال هلك الناس فهو أهلكهم ). [/LIST]
|
#10
|
|||
|
|||
اقتباس:
|
#11
|
|||
|
|||
من أقواله
(( كل من أحب شيئا لغير الله فلا بد أن يضره محبوبه، إن فقد عذب بالفراق وتألم، وإن وُجد فإنه يحصل له من الألم أكثر مما يحصل له من اللذة، وهذا أمر معلوم بالاعتبار والاستقراء )) |
#12
|
|||
|
|||
اقتباس:
|
#13
|
|||
|
|||
اليوم سأنقل لكم حادثة وقعت في ماضي الأمة، وهي حادثة ( وقعة شقحب ) أو كما يسمّيها البعض ( معركة مرج الصفّر )، وهي معركة دارت رحاها بين المسلمين والتتار، وكانت ثالث أكبر هجمة يتعرض لها المسلمون من قبل التتار، وكان بطل هذه المعركة عالم رباني، شيخالإسلام وحجته كما أطلق عليه أهل زمانه، وهو / أحمد تقي الدين أبو العباس بن تيمية، ونسوق هذه الحادثة كذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد . ففي شهر رجب من سنة 702هـ قويت الأخبار بعزم التتار على دخول بلاد الشام، فانزعج الناس لذلك، واشتد خوفهم جداً كما يقول الحافظ ابن كثير، وقنت الخطيب في الصلوات، وشرع الناس في الهرب إلى الديار المصرية والكرك والحصون المنيعة، وتأخر مجيء العساكر المصرية فاشتد لذلك الخوف . ووصل التتار إلى حمص وبعلبك وعاثوا في تلك البلاد فساداً، وقلِق الناس قلقاً عظيماً لتأخر قدوم السلطان ببقية الجيش، وخافوا خوفاً شديداً، وبدأت الأراجيف تنتشر وشرع المثبطون يوهنون من عزائم المقاتلين ويقولون : لا طاقة للمسلمين بلقاء التتار، لقلة المسلمين وكثرة التتار، وزينوا للناس التراجع والتأخر . ولكن تأثير العلماء ولا سيما شيخ الإسلام / ابن تيمية رحمه الله كان يتصدى لهؤلاء المرجفين المثبطين، حتى استطاعوا أن يقنعوا الأمراء بالتصدي للتتار مهما كان الحال . واجتمع الأمراء وتعاهدوا وتحالفوا على لقاء العدو، وشجعوا أنفسهم ورعاياهم ونودي بالبلد دمشق أن لا يرحل منه أحد، فسكن الناس وهدأت نفوسهم وجلس القضاة بالجامع يشجعون الناس على القتال، وتوقدت الحماسة، وارتفعت الروح المعنوية عند العامة والجند، وكان لشيخ الإسلام / ابن تيمية رحمه الله أعظم التأثير في ذلك الموقف، فلقد عمل على تهدئة النفوس، حتى كان الاستقرار الداخلي عند الناس، والشعور بالأمن ورباطة الجأش . ثم عمل على إلهاب عواطف الأمة، وإذكاء حماستها، وتهيئتها لخوض معركة الخلاص، ثم توجه بعد ذلك / ابن تيمية إلى العسكر الواصل من حماة، فاجتمع بهم فأعلمهم بما تحالف عليه الأمراء من لقاء العدو، فأجابوا إلى ذلك . وكان شيخ الإسلام / ابن تيمية يَحلِف للأمراء والناس : إنكم في هذه المرة منصورون . فيقول له الأمراء : قل إن شاء الله . فيقول : إن شاء الله تحقيقاً لا تعليقاً . وكان يتأول في ذلك أشياء من كتاب الله، منها : قول الله تعالى : ** ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ } وقد ظهرت عند بعضهم شبهات تفت في عضد المحاربين للتتار، من نحو قولهم : كيف نقاتل هؤلاء التتار، وهم يظهرون الإسلام، وليسوا بغاة على الإمام؛ فإنهم لم يكونوا في طاعته في وقت، ثم خالفوه ؟! فرد شيخ الإسلام / ابن تيمية رحمه الله هذه الشبهة قائلاً : هؤلاء من جنس الخوارج الذين خرجوا على / عليّ و / معاوية رضي الله عنهما، ورأوا أنهم أحق بالأمر منهما، وهؤلاء يزعمون أنهم أحق من المسلمين، وهم متلبسون بالمعاصي والظلم . فانجلى الموقف وزالت الشبهة، وتفطن العلماء والناس لذلك، ومضى يؤكد لهم هذا الموقف قائلاً : إذا رأيتموني في ذلك الجانب - يريد جانب العدو - وعلى رأسي مصحف فاقتلوني فتشجع الناس في قتال التتار وقويت قلوبهم، وامتلأت قلعة دمشق والبلد بالناس الوافدين، وازدحمت المنازل والطرق، وخرج الشيخ / ابن تيمية رحمه الله من دمشق صبيحة يوم الخميس من باب النصر بمشقة كبيرة وصحبته جماعة كبيرة، ليشهد القتال بنفسه وبمن معه، فظن بعض الرعاع أنه خرج للفرار فقالوا : أنت منعتنا من الجفل وها أنت ذا هارب من البلد، فلم يرد عليهم إعراضاً عنهم وتواضعاً لله، ومضى في طريقه إلى ميدان المعركة . وخرجت العساكر الشامية إلى ناحية قرية الكُسوة . ووصل التتار فانزعج الناس لذلك، وخافوا أن يكون العساكر قد هربوا، وانقطعت الآمال، وألح الناس في الدعاء والابتهال في الصلوات وفي كل حال . وذلك في يوم الخميس التاسع والعشرين من شعبان . فلما كان آخر هذا اليوم وصل أحد أمراء دمشق، فبشر الناس بأن السلطان قد وصل وقت اجتماع العساكر المصرية والشامية . وتابع التتار طريقهم من الشمال إلى الجنوب ولم يدخلوا دمشق، بل عرجوا إلى ناحية تجمع العساكر، ولم يَشغلوا أنفسهم باحتلال دمشق وقالوا : إن غَلبنا فإن البلد لنا، وان غُلبنا فلا حاجة لنا به . وحيل بين الناس وبين خبر الجيش، وانقطعت الطرق إلى الكُسوة وظهرت الوحشة على البلد والحواضر، وليس للناس شغل غير الصعود إلى المآذن ينظرون يمينًا وشمالاً، وإلى ناحية الكسوة، فتارة يقولون : رأينا غبرة فيخافون أن تكون من التتر، ويتعجبون من الجيش مع كثرتهم وجودة عُدّتهم وعددهم أين ذهبوا ؟ فلا يدرون ما فعل الله بهم، فانقطعت الآمال وألح الناس في الدعاء والابتهال وفي الصلوات وفي كل حال، وكان الناس في خوف ورعب لا يعبر عنه، لكن كان الفرج من ذلك قريباً، ولكن أكثرهم لا يعلمون ' عجب ربك من قنوط عباده وقرب غِيَرِه ينظر إليكم أزلين قنطين فيظل يضحك يعلم أن فرجكم قريب '. وأثبت الشهر ليلة الجمعة القاضي تقي الدين الحنبلي، فعُلقت القناديل، وصليت التراويح واستبشر الناس بشهر رمضان وبركته، وأصبح الناس يوم الجمعة في همّ شديد وخوف أكيد، لأنهم لا يعلمون ما خبر الناس . أصبح الناس يوم السبت على ما كانوا عليه من الخوف وضيق الأمر، فرأوا من المآذن سواداً وغبرة من ناحية العسكر والعدو، فغلب على الظنون أن الوقعة في هذا اليوم، فابتهلوا إلى الله عز وجل بالدعاء في المساجد والبلد، وضج البلد ضجة عظيمة، ووقع في ذلك الوقت مطر عظيم غزير، ثم سكن الناس . فلما كان بعد الظهر قرئت بطاقة بالجامع تتضمن أن في الساعة الثانية من نهار السبت هذا اجتمعت الجيوش الشامية والمصرية مع السلطان في شقحب، وفيها طلب الدعاء من الناس والأمر بحفظ القلعة، والتحرز على الأسوار، فدعا الناس في المآذن والبلد، وانقضى النهار وكان يوماً مزعجاً هائلاً . ووقفت العساكر قريباً من قرية الكُسوة فجاء العسكر الشامي، وطلبوا من شيخ الإسلام / ابن تيمية أن يسير إلى السلطان يستحثه على السير إلى دمشق، فسار إليه، فحثه على المجيء إلى دمشق بعد أن كاد يرجع إلى مصر، فجاء هو وإياه جميعاً، فسأله السلطان أن يقف في معركة القتال، فقال له الشيخ / ابن تيمية : السنة أن يقف الرجل تحت راية قومه، ونحن من جيش الشام لا نقف إلا معهم . وحرّض السلطان على القتال، وبشره بالنصر، وجعل يحلف بالله الذي لا إله إلا هو : إنكم منصورون عليهم في هذه المرة . فيقول له الأمراء : قل إن شاء الله . فيقول : إن شاء الله تحقيقاً لا تعليقاً . وأفتى الناس بالفطر مدة قتالهم، وأفطر هو أيضاً، وكان يدور على الأجناد والأمراء، فيأكل من شيء معه في يده، ليُعلمهم أن إفطارهم ليتقووا به على القتال أفضل من صيامهم . ونظم المسلمون جيشهم أحسن تنظيم في سهل شقحب، وكان السلطان الناصر في القلب، ومعه الخليفة المستكفي بالله والقضاة والأمراء . وقبل بدء القتال اتُخذت الاحتياطات اللازمة، فمر السلطان ومعه الخليفة والقرّاء بين صفوف جيشه، بقصد تشجيعهم على القتال، وبث روح الحماسة فيهم . وكانوا يقرؤون آيات القرآن التي تحض على الجهاد والاستشهاد . ولما اصطفت العساكر والتحم القتال، ثبت السلطان ثباتاً عظيماً وأمر بجواده فقُيّد حتى لا يهرب، وبايع الله تعالى في ذلك الموقف يريد إحدى الحسنيين : إما النصر، وإما الشهادة في سبيل الله وصدق الله فصَدَقَه الله . وجرت خطوب عظيمة، وقتل جماعة من سادات الأمراء يومئذ . واحتدمت المعركة، وحمي الوطيس، واستحر القتل، واستطاع المغول في بادئ الأمر أن يُنزلوا بالمسلمين خسارة عظيمة، فقُتل من قُتل من الأمراء، ولكن الحال لم يلبث أن تحول بفضل الله عز وجل، وثبت المسلمون أمام المغول، وقَتلوا منهم مقتلة عظيمة، وتغيّر وجه المعركة وأصبحت الغلبة للمسلمين، وبقوا هناك طوال الليل، ولما طلع النهار نزلوا يبغون الفرار بعد أن ترك المسلمون ثغرة في الميسرة ليمروا منها، وقد تتبعهم الجنود المسلمون وقتلوا منهم عدداً كبيراً، كما أنهم مروا بأرض موحلة، وهلك الكثيرون منهم فيها، وقُبض على بعضهم . قال / ابن كثير رحمه الله : " فلما جاء الليل لجأ التتار إلى اقتحام التلول والجبال والآكام فأحاط بهم المسلمون يحرسونهم من الهرب، ويرمونهم عن قوس واحد إلى وقت الفجر، فقَتلوا منهم ما لا يعلم عدده إلا الله عز وجل، وجعلوا يجيئون بهم من الجبال فتضرب أعناقهم ". ثم لحق المسلمون أثر المنهزمين يقتلون منهم، ويأسرون، ووصل التتار إلى الفرات، وهو في قوة زيادته، فلم يقدروا على العبور، والذي عبر فيه هلك، فساروا على جانبه إلى بغداد، فانقطع أكثرهم على شاطئ الفرات وأخذ أهل العراق منهم جماعة كثيرة . وفي يوم الاثنين الرابع من رمضان رجع الناس من الكُسوة إلى دمشق، فبشروا الناس بالنصر، وفيه دخل شيخ الإسلام / ابن تيمية البلد ومعه أصحابه من المجاهدين، ففرح الناس به، ودعوا له، وهنئوه بما يسر الله على يديه من الخير وفي يوم الثلاثاء الخامس من رمضان دخل السلطان إلى دمشق، وبين يديه الخليفة، وزُيّنت البلد، وبقيا في دمشق إلى ثالث شوال إذ عادوا بعدها إلى الديار المصرية . وكان فرح السلطان الناصر / محمد بن قلاوون والمسلمين بهذه المعركة فرحاً كبيراً ودخل مصر دخول الظافر المنتصر، يتقدم موكبه الأسرى المغول يَحملون في أعناقهم رؤوس زملائهم القتلى، واستُقبل استقبال الفاتحين . وقد كان لشيخ الإسلام / ابن تيمية رحمه الله مواقف بطولية عظيمة في هذه المعركة، قال الحافظ / أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الهادي في كتابه العقود الدرية من مناقب / ابن تيمية : " قال حاجب أمير، وكان ذا دين متين، قال : قال لي الشيخ يوم اللقاء وقد تراءى الجمعان يا فلان ! أوقفني موقف الموت . قال : فسقته إلى مقابلة العدو وهم منحدرون كالسيل تلوح أسلحتهم من تحت الغبار المنعقد عليهم . ثم قلت له : يا سيدي هذا موقف الموت، وهذا العدو قد أقبل تحت هذه الغبرة المنعقدة، فدونك ما تريد . قال : فرفع طَرْفَه إلى السماء، وأشخص بصره، وحرك شفتيه طويلاً، ثم انبعث وأقدم على القتال . يقول : وأمّا أنا فخُيّل إليّ أنه دعا عليهم، وأن دعاءه أستجيب منه في تلك الساعة . ثم حال القتال بيننا والالتحام، وما عدت رأيته حتى فتح الله ". ودخل جيش الإسلام المنصور إلى دمشق، والشيخ في أصحابه شاكياً سلاحه، عاليةً كلمته، قائمة حجته، ظاهرةً ولايته، مقبولة شفاعته، مجابة دعوته، مكرماً معظماً، ذا سلطان وكلمة نافذة، وهو مع ذلك يقول للمدّاحين : " أنا رجل ملة لا رجل دولة ". |
#14
|
|||
|
|||
رحمه الله رحمةً واسِعة
ومَن كابن تيمية ! "وعلم الله ما رأيت أحدا أطيب عيشا منه قط مع ما كان فيه من ضيق العيش وخلاف الرفاهية والنعيم بل ضدها ومع ما كان فيه من الحبس والتهديد والإرهاق وهو مع ذلك من أطيب الناس عيشا وأشرحهم صدرا وأقواهم قلبا وأسرهم نفسا تلوح نضرة النعيم على وجهه ، وكنا إذا اشتد بنا الخوف وساءت منا الظنون وضاقت بنا الأرض أتيناه فما هو إلا أن نراه ونسمع كلامه فيذهب ذلك كله وينقلب انشراحا وقوة ويقينا وطمأنينة" جزاكم الله خيرًا |
#15
|
|||
|
|||
بارك الله فيكم أختنا
|
#16
|
|||
|
|||
كلمة رائعة لابن تيمية في بيان سبب من اسباب النجاة من الفتن
قال رحمه الله فلا تزول الفتنــة عن القلب إلا إذا كان دين العبد كله لله عز وجل ، فيكون حبه لله ، ولما يحبه الله ، وبغضه لله ، ولما يبغضــه لله المرجع مجموع الفتاوى : 10 / |
#17
|
|||
|
|||
الخمد الله الذي جعل تلك المنارات العالية والتي بستضيئ بعلمها وخجتها وثباتها ودينها كل طالب حق
جزاه الله عن المسلمين كل خبر |
#18
|
|||
|
|||
نعم أحسنت القول الحمد لله على هذه النعمة
|
#19
|
|||
|
|||
|
#20
|
|||
|
|||
بارك الله فيك
|
أدوات الموضوع | |
|
|