جديد المواضيع |
للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب |
منتدى السنة | الأذكار | زاد المتقين | منتديات الجامع | منتديات شباب الأمة | زد معرفة | طريق النجاح | طبيبة الأسرة | معلوماتي | وادي العرب | حياتها | فور شباب | جوابى | بنك أوف تك |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
حماس والسلفية الجهادية ...1
عبد الله عزام وتأثير مذهبه الفكري
على مفهوم الجهاد والاستشهاد عند القاعدة وحماس الكاتب: أساف مليح ترجمة مركز عكا لمتابعة مستجدات الشأن الإسرائيلي تنظيم القاعدة وحركة حماس معروفتان جيداً في أرجاء العالم, ولكن ربما لا يوجد الكثير ممن يعرفون من الذي طرح فكرة تنظيم القاعدة, وأيد بشكل كبير إنشاء وتأسيس حركة حماس – إنه الشيخ الفلسطيني عبد الله عزام . في هذا المقال سأتعقب علاقة عبد الله عزام بالتنظيمين الإسلاميين الأصوليين في الجهاد " الحرب المقدسة " والاستشهاد " الموت المقدس " . عبد الله عزام وتنظيم القاعدة : بدأت علاقة الفلسطينيين بالجهاد العالمي منذ سنوات الثمانين أيام الحرب في أفغانستان. تأسست هذه العلاقة قبل قيام تنظيم القاعدة، وذلك عندما شارك آلاف المتطوعين من المسلمين العرب وغير العرب، وكان من بينهم عشرات الفلسطينيين. ووصل هؤلاء المجاهدون إلى أفغانستان لمساعدة المجاهدين الأفغان في حربهم ضد الاستعمار السوفيتي, وضد النظام الأفغاني المؤيد للنظام السوفيتي. وحارب المتطوعون الفلسطينيون كتفاً مع كتف إلى جانب المتطوعين المسلمين من قوميات مختلفة، وانشأوا بينهم علاقات صداقة حميمة. والذي نسق وصولهم، وحتى إرسالهم إلى مساحة المعركة في تلك الفترة كان الشيخ الفلسطيني عبد الله عزام. والذي حصل على المساعدة من تلميذه وصديقه المقرب أسامة بن لادن. ولد عبد الله عزام في سنة 1941 في قرية سيلة الحارثية في الشمال الغربي لمدينة جنين, وبعد حرب الأيام الستة انتقل مع عائلته إلى الأردن. وهناك انضم إلى " الإخوان المسلمين " في سنة 1969, وفي سنة 1973 أنهى بامتياز رسالة الدكتورة في أصول الفقه في جامعة الأزهر الدينية في القاهرة. في سنة 1981 انتقل إلى المملكة العربية السعودية, وفي نفس السنة تمت إعارته من جامعة الملك عبد العزيز الموجودة في جدة لكي يُدرس في جامعة (إسلام أباد) الموجودة في أفغانستان. هذه الخطوة ساعدته في الاقتراب من الجهاد الأفغاني الذي أثار اهتمامه في تلك الفترة. وفي سنة 1984 فُصل عبد الله عزام من الجامعة الإسلامية, وعاش مع أسرته في مدينة (بيشاور)الحدودية الباكستانية. وهناك أقام مع أسامة بن لادن " مكتب خدمات المجاهدين " والذي عمل كمركز لتجنيد المتطوعين المسلمين, واستقبال المساعدات من جميع أنحاء العالم من أجل المجاهدين الأفغان. وأيضاً اهتم في مجالات مختلفة مثل التعليم – الصحة – الإعلام – إعطاء المساعدة العسكرية – وإنشاء معسكرات التدريب. عبد الله عزام هو الذي وضع حجر الأساس لإنشاء تنظيم القاعدة، وعلى مدى طول مدة الحرب, وعملياً حتى يومنا هذا كان عبد الله عزام هو "الأب الروحي" لأسامة بن لادن. وعلى أساس فكرة القاعدة الصلبة التي أطلقها عبد الله عزام والتي ذكرت لأول مرة في مقال في صحيفة شهرية أسمها " الجهاد " في إبريل 1988 أعلن فيه أسامة بن لادن في نهاية نوفمبر وبداية ديسمبر 1989 في مدينة "بيشاور" عن قيام هذا التنظيم. وافتتح عزام المقال بالفقرة التالية : " كل فكرة أساسية يحتاج إلى طليعي يحمله. ومن يحمل ذلك فسيدفع الثمن غالياً, وسيعاني من التضحيات الجسام, وعليه أن يبذل كل ما يستطيع من اجل إنجاح فكرته. هذا الطليعي هو الأساس القوي " القاعدة الصعبة " للمجتمع الذي يعقد عليه الآمال ". ذكر عزام أنه عندما يقوم إنسان " قد باع نفسه لله " ويطلق النداء التمسك بالله، تلتف حول هذا الإنسان مجموعة مختارة، وهذه المجموعة ستكون هي القاعدة الصلبة للمجتمع الإسلامي، وإنه سيواجه الجاهلية المحيطة به. ولا يوجد مناص للإنسان الذي سيقود المجموعة المختارة الأولى, ويجمع من حوله الناس ويعلمهم المفاهيم الإسلامية، وهي الوحدانية. وفي نفس المقالة في إبريل 1988 حدد عزام ثمان عناصر أساسية لإيجاد الطليعي الذي سيكون الأساس القوي: الأول : لا بد لرأس الحربة أو "الطليعي" أن يمر بالابتلاءات والمحن حتى يقوى ويزداد المؤيدين للفكرة. الثاني : على القيادة أن تشارك في رحلة العذابات والعرق والدم. فلا مناص من أن تكون القيادة هي "حضن الدجاجة الدافئ التي تربي تحت جناحيها تلك الفراخ". ولا بد من فترة طويلة من التربية والتعليم. الثالث : لا بد لـ "رأس الحرب" أن يكون زاهداً في متع الحياة الدنيوية, ولا بد أن يكون له منهج مختلف, ويظهر ذلك في عزلته الدينية وطاعته لله وصومه. الرابع : على "رأس الحربة" أن يكون قوياً بإيمانه, ويعتريه الأمل الكبير لكي يحصل على الفوز والنجاح. الخامس : لا بد من اتخاذ القرارات المصيرية من أجل مواصلة المسيرة، ولاتهمه كم من الوقت يحتاج لذلك. السادس : التزود لهذه الطريق هو من الحاجات الهامة لهذه الرحلة, وبما يشمل ذلك حسن الخلق والصبر والصلاة. السابع : يجب على الطلائعي " رأس الحربة " التمسك بمفهوم الولاء والبراء، ومعناها إظهار الولاء والمحبة للمؤمنين من جهة, وإظهار الكراهية ضد الكفار والبراء منهم من جهة أخرى ( ومصطلح الكفار قصد به عزام وعلماء دين آخرين ليس فقط عُباد الأصنام حسب ما ذكر في القرآن، وإنما أيضاً للشعوب الكتابية مثل اليهود والنصارى ). الثامن : لا مفر "للطلائعي" بأن يعرف ما هي المخططات العمالية المنسوجة ضد الإسلام. وحتى يغرس في الاستشهادي حبه للاستشهاد " الموت المقدس " كتب عزام هذه الكلمات: "الشهداء هم الذين يكتبون التاريخ للأمة... نعم أن تاريخ الشعوب لا يكتب إلا بالعرق والدم، فالمجد لا يعود إلا بالجماجم والأشلاء, و دماء الشهداء هي التي تحافظ على شجرة الدين من الذبول والجفاف، نعم إن شجرة الدين هذه لا تسقى إلا بالدم... والشهداء عرفوا طريقهم إلى الله، فسيتبعهم فريق ويسخر منهم فريق أخر... نعم هم الذين يحبون الموت لكي يمنحهم الحياة بعد موتهم". وحدد عبد الله عزام الهدف "للطليعي" بكيفية تطبيق نظرية الجهاد العالمي التي يتواجد قيادتها في أفغانستان, وجذور هذه النظرية تستند على مصدرين: الأول : آية من القرآن الكريم " من سورة النساء آية رقم 97 (الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيما كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض. قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها أولئك جزاؤهم جهنم وساءت مصيراً ). الثاني : الالتزام الشخصي الذي فرضه الإسلام على المؤمنين منذ بدايته، وهو صد العدو الذي يهاجم أرض الإسلام. نظرية الجهاد الإسلامي العالمي تنقسم إلى مسارين : مسار أساسي، ومسار ثانوي. فأساس قوة الإسلام العالمي يجب أن يتركز في أرض إسلامية واحدة، وأنه بالجهاد يمكن الانتصار على الكافرين المعتدين, وإقامة دولة الإسلام ( في فترة عزام كان المقصود منها أفغانستان ) وتحريرها, وبعد ذلك الانتقال لأرض إسلامية أخرى, والتي توجد بها نفس الظروف ( في فترة عزام المقصود بها فلسطين مع الأفضلية الأولى ), ومن ثم حتى الوصول إلى تحرير جميع الأراضي الإسلامية, وإقامة الخلافة الإسلامية،والتي تبدأ من اندونيسيا في الشرق حتى المغرب، وأسبانيا في الغرب. وحتى نصل إلى تحرير جميع الأراضي الإسلامية فيمكن العمل على إنشاء -ولو مؤقتاً- ً الجهاد على أرض إسلامية سيكون مستقبلها التحرير (مثلاً في مصر والجزائر), وأيضاً في دول تكون فيها المواجهات بين المسلمين المستضعفين أمام زعمائهم المسلمين وغير المسلمين. عزام لم يخترع الجهاد الإسلامي العالمي، وإنما طوره وحوله إلى منهج عملي. وهو الأول في العالم الذي أفتى أن الجهاد الإسلامي العالمي لتحرير أفغانستان وباقي الأراضي الإسلامية المحتلة هو فرض على كل مسلم، وبالذات تجنيد وانضمام آلاف المتطوعين من المسلمين والعرب تحت سقف واحد, وكان عزام وبن لادن الطلائعين الذين نجحوا في تطبيق ذلك, وليس فقط تجديد فكرة الجهاد الإسلامي العالمي. يذكر أن عبد الله عزام أكد على الحقيقة بأن الجهاد من أجل تحرير أفغانستان يبدأ في الحقيقة ضد الزعماء المسلمين الكفار " العدو القريب "، وليس ضد السوفيتين " الجهاد البعيد " . هذا التأكيد مهم لأنه يرمز إلى أنظمة في العالم العربي والإسلامي التي لا تحكم حسب الشريعة الإسلامية, وبذلك يمسون بسلطة شرع الله في الأرض، وأن حقيقة أنهم مسلمون لا نمنحهم الحصانة من الجهاد ضدهم، وتعطي الشرعية لإسقاطهم بالقوة. على الرغم من أنه ليس معرفاً بالضبط متى تم إنشاء تنظيم القاعدة، لكنه قد يكون ترافق مع تكثيف العمل من أجل التعرض لحياة عبد الله عزام, وكما ذكر في مستهل نوفمبر 1989. ومن المعروف أنه في ذلك الوقت أعلن هذا التنظيم رسمياً في (بيشاور)، وأعلن عنه بعد موت عبد الله عزام ما بين نهاية نوفمبر وبداية ديسمبر 1989. ومن الواضح أن عبد الله عزام أنهى حياته كـ " الأب الروحي " لأسامة بن لادن, وكصديقه المقرب، وأن ابن لادن استمر في التمسك بكفرة الجهاد الإسلامي العالمي الذي أنشأها معلمه، وليس بسبب اجتهاد ابن لادن تم تسمية تنظيمه بـ " القاعدة " وهو الاسم ذات الطابع الرمزي المرتبط به على مر السنين. عبد الله عزام وأسامة بن لادن يردون على الإدعاءات في موضوع ترك الجهاد في فلسطين: عانى عبد الله عزام من انتقادات على لسان الكثيرين بأنه ترك الجهاد في فلسطين بذهابه إلى أفغانستان، وليس هذا فقط. بل أُتهم بإضعاف الجهاد في فلسطين عقب جذب الشباب الفلسطيني والعربي إلى أفغانستان. إلا أن عزام اعتمد طرح فكرة أن أفضل وسيلة للدفاع هو الهجوم, ولم يبقى صامتاً. في المحاضرة التي ألقاها في الحشد الذي نظمته جمعية طلبة الكويت الوطنية في أوائل عام 1989, هاجم منتقديه بشده بقوله : " أثبتوا على ما تريدون إثباته، ولكل من يريد أن ينظر إلى بعين الغضب... إن الله أمرنا – إن المؤمنين الذين يجلسون مكتوفي الأيدي لا يتساوون مع المجاهدين بأموالهم وبأنفسهم، وأن أجرهم سيكون أعظم منهم.... إذا أردتم القول أن هذا فلسطيني اهتم بلقمة العيش وترك قضيته الرئيسية ليسافر إلى الخارج حتى يكون عبداً طائعاً لأناس أجانب. قالوا ما تريدون قوله. فيما يتعلق بالجهاد فأنا عبد طائع للجهاد الأفغاني وذلك لأنني وجدت الإسلام الحقيقي هنا .... فرض الجهاد هو فرض واجب على كل مسلم يستطيع حمل السلاح .... إذا لم تتمكن من عبادة الله في هذه الأرض فيجب علينا أن نهاجر إلى أرض غيرها حتى نستطيع أن نعبد الله ، وإذا لم نفعل ذلك سنموت ضعفاء ونهايتنا إلى جهنم .... إن الله أيقظ لي الأمل في قلبي وأذاقني طعم حلاوة الجهاد في فلسطين في السنوات مابين 1969 – 1970 وبعد ذلك عانيت من منع عمليات الاستشهاد وغلق الحدود الأردنية, وبعدها تقلصت عمليات الجهاد, وأصبح فكر الجهاد أصبح ممنوعاً بين الناس... فكرت : أين الجهاد فوجدته على أرض أسمها أفغانستان حاولت الوصول إليها والله أعانني في الوصول إليها". في مقدمة لكتاب ذكريات فلسطين : شرح عبد الله عزام في هذه المقدمة لماذا أهمل الجهاد في فلسطين لصالح الجهاد في أفغانستان، وأبدى عزام رغبته الجامحة لتحرير فلسطين والمسجد الأقصى، ومن خلال ذلك أبرز العلاقة بين الحرب في أفغانستان وبين الصراع الفلسطيني، وهذا ما كتبه عزام : "إنني فلسطيني ولم أجد الطريق للدخول إلى فلسطين وإلى باحة المسجد الأقصى التي كنت أفضل الحرب من أجلها .... وكل من يعتقد أن الجهاد في أفغانستان أهمل المشكلة الإسلامية في فلسطين فهو واهم .... قصة الدم بكابول هي قصة الحرب في فلسطين الجريحة .... إننا نعلن لليهود وما يتبعهم وأمام الأمريكيين والشيوعيين أننا لن نرتاح ولن نهدأ حتى نعود إلى الجهاد في فلسطين. لقد وضع حاجز بيننا وبين الجهاد في فلسطين بسبب الظروف وبسبب حراسة الحدود. ولكن هذا لن يوقفنا عن التفكير في فلسطين .... ولكن بسبب تكبيل أيادينا بالأغلال رفضنا العيش في ذلك وخرجنا لأرض الصراع في أفغانستان". وفيما يتعلق بالإدعاءات بأنه يجذب الشباب الفلسطيني إلى أفغانستان، وبذلك يضعف الجهاد في فلسطين، ادعى عزام أن على الفلسطينيين الهجرة إلى أفغانستان حيث أنهم ستشتد عزيمتهم بالدين هناك, ويمرون بالتجربة العسكرية, والفكر الذي سيساعدهم في تحرير فلسطين. في الحشد الجماهيري الذي أقامه الإتحاد الإسلامي من أجل فلسطين في ديسمبر سنة 1988 في (أوكلهوما سيتي) في الذكرى السنوية على انطلاق الانتفاضة قال عزام : " يا أبناء فلسطين لقد حان الوقت للمبايعة على الموت في سبيل الله، ومن الأفضل أن نموت بكرامة .... يا أبناء فلسطين لا عودة إلى الوراء بعد اليوم. أطلبوا الموت ليس لأن الطريق قد فتحت لكم، وإنما حان الوقت لدرجات أعلى من اجل الله وهي درجات الاستشهاد ... يا أبناء فلسطين إنها فرصتكم للتدريب على جميع أنواع السلاح في أفغانستان فهي مفتوحة لكم. هذه هي الفرصة الذهبية . فلا تهملوها .... ". وكذلك نال (إبن لادن) جزء من نفس الانتقادات, وذلك على إهماله الجهاد في فلسطين وتركيزه على أفغانستان والعراق وفي أماكن أخرى. وكانت إجابته على تلك الانتقادات مطابقة لما قاله عزام – وهو أن نظام الأسبقية لم يحدد بناء على أهمية الأرض، وإنما هي المناطق التي تتوفر فيها الإمكانية، وعلى سبيل المثال هو طرح فكرة أفغانستان في سنوات الثمانين. عبد الله عزام وحركة حماس : ارتبط عبد الله عزام بحركة حماس منذ إنشائها في ديسمبر 1987, وقد رأي في حماس أنها رأس الحربة في المواجهة العقائدية ضد اليهود في فلسطين، وهي مواصلة لمسيرة الحركة الإسلامية " وهي منبثقة عن الإخوان المسلمين " والذي كان هو ناشطاً بها في سنوات الثمانين. وفي مقابلته لقناة الجزيرة " في ديسمبر 1998 صرح أسامة بن لادن أنه بعد الانتفاضة الأولى كانت العلاقة بين حماس وعبد الله عزام علاقة قوية, وأن كتبه حازت على انتشار واسع في الضفة الغربية وقطاع غزة. وليس فقط أن الحقيقة بأن الذي قوى العلاقة بين عزام وحماس كونهما أبناء حركة واحدة وهي الإخوان المسلمين, وإنما أيضاً تشابه الفكر العقائدي كان له اعتبار كبير. وعلى أنه لم يكن هو الأهم. وفي دراسة مفصلة للحركة نشرت في 18 أغسطس 1988. تناولت في جزء منها الفكر الأيديولوجي, حيث تكشف هذه الدراسة وجود تشابهه كبير بين الجانبين في الفكر الأيديولوجي. فعلى سبيل المثال جاء في المادة 6 أن ولاء حركة حماس هو الولاء لله. وأن الإسلام هو أسلوب الحياة, وهي تعمل من أجل رفع راية الله على كل شبر من أرض فلسطين, وفي المادة 7 السابعة من الميثاق تنص على: أن حركة حماس " هي جزء من الحركة الإسلامية العالمية, وأن أعضائها منتشرون في جميع أنحاء العالم, ويعملون من أجل تعزيز قدرتها" . بالإضافة إلى ذلك المادتين 14 و 15 من الميثاق تقول "أن تحرير فلسطين يرتبط بثلاث عناصر رئيسية وهي : المحيط الفلسطيني – المحيط العربي – المحيط الإسلامي" . وهذه البنود تحدد أن تحرير فلسطين فرض عين على جميع المسلمين في كل مكان. وبهذا فإن المواد 7 – 14 – 15 شكلت وجود صلة مباشرة بين فكر حماس، وبين نظرية الجهاد الإسلامي العالمي الذي طرحها عزام. تنص المادة 11 من الميثاق على " أن فلسطين أرض وقف إسلامي؛ فلا يحق لأي شخص التخلي عنها أو على شبر واحد من أرضها"، وتحدد هذه المادة أن جميع هذه الأراضي هي أرض إسلامية وتابعة للإسلام إلى الأبد ". في المادة 15 والمادة 12 من الميثاق تنص على انه " إذا غزى العدو أرض إسلامية فإن الجهاد يصبح فرض عين على كل مسلم، ولا توجد حاجة للمسلمين بأخذ الإذن من أي جهة كانت للذهاب إلى الجهاد ضد المحتل ". في المادة 16 والمادة 113 تنص على " أن الصراع الدائر مع اليهود في فلسطين هو صراع عقائدي، وأن التنازل عن أي جزء من ارض فلسطين هو تنازل عن جزء من الدين". وأن هذه المواد ترفض جميع مبادرات السلام والمؤتمرات الدولية الرامية إلى حل المشكلة، وتدعوا الفلسطينيين لحل المشكلة من خلال الجهاد. أما المادة 16 – 17 في الوثيقة تنص على " التشديد على التربية الإسلامية باعتبارها وسيلة لتحرير فلسطين جنباً إلى جنب مع الدراسة المعمقة لفهم العدو ". المادة 18 – 22 من الوثيقة تنص على أن "اليهود بأنهم الأعداء الذين سيطروا على وسائل الإعلام الدولية من خلال ثرواتهم الضخمة، ومسؤوليتهم عن كثير من الثورات والحروب والتي وقعت في العالم مثل الثورة الفرنسية والثورة البلشفية والحروب العالمية الأولى والثانية. نعم إنهم مسئولون عن وعد بلفور الذي حققوه بواسطة ثرواتهم ". المادة 19 – 32 من الوثيقة تنص " بالإشارة إلى طموحات الصهيونية التوسعية، والإشارة أيضاً إلى بروتوكلات حكماء صهيون والتي تفصل طموحاتها. وتعلن أن حركة حماس هي رأس الحربة, وهي التي تقود الصراع الدائر مع الصهيونية العالمية. وتشدد على أن حفظ الأمتين العربية والإسلامية هي المهمة التالية في الصراع ضد اليهود تجار الحروب". ومع ذلك فلم يتفق فكر حماس دائما مع فكر عزام, فحماس مثلاً تعتبر الوطنية جزء من الدين ولا تتعارض معه, بينما عبد عزام يرفضها ويفضل نظرية الإسلام العالمي. ولم يؤثر ذلك على دعم عزام لهذه الحركة سواء كان ذلك مادياً أم فكرياً. شيء واحد لم يتم تسويته مع حماس عندما كان عزام على قيد الحياة، وهو رغبة حماس في توقيع "هدنة" أي اتفاق سلام مؤقت طويل الأجل مع إسرائيل " كما حدث ذلك بعد فوزها في انتخابات 25 يناير 2006 ". اعتمد عزام على فتاوى رجال الدين المسلمين، والتي اعتمد على الآية 36 من سورة التوبة " وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة واعلموا أن الله مع المتقين " فإنه يمكن توقيع على معاهدة سلام مؤقتة مع الكفار اليهود - على حد تعبيره- إذا كان هذا الاتفاق يخدم مصالح المسلمين ولا يهددهم. وعلى أن لا يشمل هذا الاتفاق على أي مواد خاصة مثل الاعتراف بحق إسرائيل في الاحتفاظ بأي أرض إسلامية، وأن الأرض الإسلامية ليست ملكاً لأحد من دون الله، وليس لأحد حق التصرف فيها. وحسب رأي عزام فأن الاتفاق على السلام مؤقتاً مع إسرائيل, فإن ذلك يعني أن يمنح إسرائيل اعترافاً بحق اليهود الكفار على فلسطين, ورفض عزام رفضاً باتاً التوقيع عليه طالما أن دولة إسرائيل قائمة . وهذا الإدعاء شرحه أيمن الظواهري نائب ابن لادن في خطابه في 6 مارس 2006، وقال فيه أنه على حكومة حماس ألا تحترم الاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل " اتفاقيات الاستسلام على حد قوله ", ومواصلة الجهاد ضدها حتى تحرير فلسطين. كان عبد الله عزام يقدر الشيخ أحمد ياسين تقديراً كبيراً, وياسين وهو الزعيم الروحي لحركة حماس. ولقبة "برمز الصمود القوي" للحركة الإسلامية, وذلك في اللقاءات الجماهيرية في الولايات المتحدة, والذي دُعي إليها عزام كضيف ذات تقدير واحترام، وحضر معه ممثلي حماس. وأخذ يثني على ياسين بالتقدير والاحترام من على منصة الخطابة، وهكذا في اللقاء الجماهيري الذي أعده الإتحاد الإسلامي من أجل فلسطين " في ديسمبر 1988 " في (أوكلهوما سيتي) ومما قاله عزام : " من هنا أتوجه إلى الشخص المشلول الذي علم الأجيال، والذي وقف في وجه اليهود بتلك الحجارة... أحمد ياسين لك تحياتي من على هذه المنصة فأنت الرجل الذي حرك الأجيال، مع أنه لا يستطيع أن يتحرك ". وأثنى عزام على الشيخ أحمد ياسين أيضاً في كتاباته، ووضعه على رأس القائمة لأبناء الحركة الإسلامية الذين عملوا على تحرير فلسطين التي احتلت سنة 1948، وانه بسبب الشيخ ياسين عاد كثير من الشباب إلى الله، ويخصص عزام مكاناً مركزياً لياسين في أسباب خروج شباب الحركة والإسلامية في بداية الانتفاضة الأولى إلى الشوارع، وبداية العمل العسكري والذي كان ينشط فيه آن ذاك الجهاد الإسلامي, وتنظيم فتح. والصفة الإسلامية لهذه الحركة فقد برزت بسرعة في الساحة الفلسطينية، وحازت على تأييد شعبي فلسطيني واسع. الشعور بالتقارب الذي شعر به عزام مع حركة حماس واعترافه بها، ذكره عزام في كتابه في وصفه للحركة حيث قال " حماس الجذور التاريخية والميثاق" وسعى عزام في كتابه للتوصيل للقارئ بأن حماس هي التي تستطيع إعادة فلسطين إلى أيدي المسلمين في العصر الحالي. اهتم عزام كثيراً في جمع الأموال من أجل حركة حماس سواء كان ذلك في تنقلاته في الدول العربية، أو بواسطة فروع مكتب الخدمات للمجاهدين في الولايات المتحدة. وإحدى مصادر إدخال أموال التبرعات لحركة حماس هي المؤسسات التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، مثل " جمعية الشباب الفلسطيني " و " إتحاد الطلاب الفلسطيني ". احتضنت حركة حماس بحرارة عبد الله عزام، وأيدت دعوته للتمسك بالجهاد وطلب الموت من أجل الله " الاستشهاد " وذلك في رسالة نشرتها الحركة في فبراير 1990 وذلك في الذكرى السنوية لاستشهاده، والتي ذكر فيها أنها تأثرت كثيراً بوصيته، وخاصة في موضوع الجهاد والتضحية بالنفس: " كلماتك التي كتبتها في وصيتك نقشت عميقاً في أنفسنا.... لذلك يجب علينا ضمان الاستجابة لها من أجل أن يبقوا كالنجوم التي تضيء لشبابنا طريق الجهاد.... وعندما نقرأ في وصيتك " إن حب الجهاد سيطر على وعلى حياتي وعلى نفسي وعلى أحاسيسي وعلى قلبي.... وعندما تقرأ وصيتك لابنك أقسم بالله أنني لم أستطع العيش معكم كما تعيش الدجاجة مع فراخها ونيران التعذيب تحرق قلوب المسلمين ... وعندما تذكر في وصيتك مرة ثانية وأكدت على ما ذكره السلف من أصحاب العفة والطهارة " تمنوا الموت لكي يهبوا لكم الحياة ... لقد دخلت كلماتك إلى أعماق نفوسنا حتى أصبحت لدي شبابنا الححم التي تقذف في وجهة العدو الغاضب... حيث أنك كنت الأمين على قيام حركة حماس، وبالشكل التي تكون فيه حماس نموذجاً يقتدى به في أرجاء العالم". وأشكال أخرى إضافية للتقدير الواسع التي أبدت حركة حماس لعبد الله عزام، والتي رأت فيه أنه جزء لا يتجزأ منها, وذلك عندما أعلنت عن الإضراب الشامل في الضفة والقطاع في 27 ديسمبر 1989 احتجاجاً على التعرض لحياته, وأيضاً في رسالة التعزية التي نشرتها الحركة بعد التعرض لحياته في المجلة الشهرية " الجهاد " والتي وضعته فيها على رأس استشهاديها. وأيضاً في الرسالة التي نشتر للحركة في العدد التاسع للمجلة الأسبوعية تحت عنوان " لهيب المعركة " بتاريخ 10 فبراير 1990 والتي أكدت فيها على الانتقام لدمه. وأيضا في المقال الذي نشرته الحركة في المجلة الشهرية " فلسطين المسلمة " في يناير 1990 تحت عنوان " عالم الدين وخريج جامعة الأزهر الدكتور عبد الله عزام في قافلة الشهداء " . وخير ما توجت به حركة حماس عرفانها بجميل عبد الله عزام عن طريق تسمية الذراع العسكري للحركة في الضفة الغربية مع بداية سنوات التسعين تحت " كتائب الشهيد عبد الله عزام "، وبعد ذلك بسنوات قليلة توحد اسم الذراع العسكري لحركة حماس في الضفة والقطاع تحت اسم " كتائب الشهيد عز الدين القسام " . وفي نهاية سنة 2006 قامت حركة حماس بإيمائه قوية إضافية لعزام عندما أطلقت أسمه على الأكاديمية العسكرية في النصيرات وسط قطاع غزة وفي مدخل الأكاديمية توجد لوحة مكتوب عليها: " أهلاً بكم في أكاديمية الشهيد عبد الله عزام " ’ وفي أسفل اللوحة يوجد اقتباسات من أقوال عزام. كاظم عياش والذي كان طالباً جامعياً، وتلميذ عزام في الجامعة الأردنية، وهو اليوم في جماعة حركة الإخوان المسلمين الأردنية ذكر أن كثيراً من زعماء حماس في السابق والحاضر – ومن بينهم أكثر من مائة من المبعدين من حماس إلى لبنان حتى نهاية 1992 وأيضاً كثيراً من ناشطي " عز الدين القسام " الجناح العسكري لحركة حماس ومن بنيهم يوسف السركاجي القائد السابق لكتائب عز الدين القسام في الضفة الغربية والذي قتل في انتفاضة الأقصى " الانتفاضة الفلسطينية الثانية "، هؤلاء جميعاً من طلاب عبد الله عزام. محمد كاظم صوالحة رئيس الجالية الإسلامية في بريطانيا، ومن مؤسسي حركة حماس، وهو أحد طلاب عزام ذكر التأثير الواضح لعبد الله عزام في الضفة الغربية وقطاع غزة ومن أقواله : " هناك جيل كامل من الشباب المنتفضين والذين هم الأساس للانتفاضة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة. جيل كامل تأثر بالشيخ عبد الله عزام وبأفكاره. هذا التأثير كان واضحاً على الجيل بأكمله وليس على أفراد منه". وخير مثال على تأثير عزام في مفهوم الجهاد والاستشهاد لدى نشطاء " كتائب القسام " وجدنا حالة سعيد حسن الحوتري الناشط في حماس والذي نفذ العملية الاستشهادية في مرقص الدولفين يوم في يناير 2001 في هذه العملية قتل 21 إسرائيلياً وكتب الحوتري في وصيته قبل تنفيذ العملية مردداً لأقوال عبد الله عزام : " أقول لعالم الذي يؤيد الصهيونية بالمال والسلاح ما قاله من قبلي الشهيد عبد الله عزام إذا كان الإعداد للمعركة يعتبر إرهاباً فنحن إرهابيين, إذا كان الدفاع عن الشرف يعتبر تطرفاً فنحن المتطرفين, وإذا كان الجهاد في سبيل الله ضد الأعداء يعتبر أصولياً فنحن أصوليين". حملة السور الواقي التي بدأتها إسرائيل في نهاية مارس 2002 أدت إلى ظهور تأثير إضافي على المذهب الفكري لعزام على حماس. في هذه الحملة ضبطت في مساجد حماس ومؤسساتها وأيضاً في بيوت نشطاء الحركة كميات كبيرة من الكتب والمقالات وتسجيلات الفيديو وكلمات عبد الله عزام والشعارات التي تمدحة. في هذه الحملة دخل جيش الدفاع إلى " جمعية الشباب المسلم " إحدى المؤسسات التربوية والتعليمية لحماس، ووجد بها بحث أكاديمي كتبته طالبه جامعية من التحليل عن منهجية عبد الله عزام. كرس هذا البحث على " الجهاد في سبيل الله " لشهداء سقطوا في سبيل الله كأبناء لعبد الله عزام، ولكل من تعلم من أقوال عزام وسار على دربه في فلسطين. لا يوجد شك أن وجود هذا البحث في المؤسسة التعليمية لحماس لا يدل على النشاط الكبير الذي أيقظ شخصية عزام في الحركة فقط، وإنما يؤكد على الأهمية التي منحتها حركة حماس لإدخال فكرته للأجيال الشابة. المخلص : الطريق الذي سار فيه عبد الله عزام وأسامة بن لادن، والذي بدأ في سنة 1984 كان مصيرياً جداً في حياة الاثنين. كان عزام رجل دين مسلم ذات شهرة عالمية، وله علاقة كبيرة مع زعماء المجاهدين الأفغان، وهو زعيم من الدرجة الأولى. وكانت له قوة تأثير روحي استولى بها على قلب أسامة بن لادن، ذلك الشاب المتمسك بدينه. منح ابن لادن لعزام دعماً مالياً عظيماً في الفترة التي انتقل بها إلى (بيشاور), وحينها بدأ طريقه في " تجنيد المتطوعين المسلمين العرب وغير العرب "، وكان بالنسبة لابن لادن ليس بصورة الأب الذي فقده وبقي في خياله, وإنما النبع الذي ينهل منه الحكمة الدينية، والفكر العقائدي الإسلامي المتعصب، والذي لم يعرفه من قبل. عزام هو الذي أرشد ابن لادن إلى نظرية الجهاد والاستشهاد، التي أدار به فكر تنظيم القاعدة أكثر من عشرين عاماً. علاقة عزام بفلسطين لم تنقطع أبداً. وهو رأي في حماس بأنها رأس الحربة للمواجهة الدينية بين اليهود والمسلمين في فلسطين، وارتباطه في المكان الذي يتوق العودة إليه. لذلك حافظ عزام على علاقة قوية مع الحركة ودعمها مالياً وعقائدياً. وحماس من جهتها اعتبرته مرشداً لها، ووضعته على رأس شهدائها. على الرغم من أن عزام كان مرشداً لحركتي حماس والقاعدة كشيء واحد، إلا هناك فرق بشكل واضح بين التنظيمين للأسباب الآتية : السبب الأول : استعداد حماس للتوقيع على هدنة مع إسرائيل، وهذا يعد تجاوز للخطوط الحمراء بالنسبة لأسامة بن لادن وللظواهري. السبب الثاني : أن بن لادن والظواهري يحتجون على الشكل التي تطبق فيه حماس الشريعة الإسلامية في قطاع غزة. السبب الثالث : توقيع حماس وفتح على اتفاق مكة " في 8 فبراير سنة 2007 " فتح الطريق للظواهري للإدعاء بأن حماس تبيع فلسطين لليهود. السبب الرابع : ضبط النفس التي التزمت به حماس تجاه إسرائيل منذ نهاية حملة الرصاص المصبوب " في يناير 2009 " حيث حصل انخفاض واضح في إطلاق الصواريخ على إسرائيل. وهذا اعتبر لدى بن لادن ونائبه بأنه ضعف . السبب الخامس : تخشى حماس من انتشار تنظيم القاعدة ومنظمة الجهاد الإسلامي العالمي، واللتان تضاهيها في قطاع غزة، وذلك لسببين رئيسيين هما : - الخوف من التهديد بالمس بسيطرة حماس كرائدة للحركة الإسلامية في القطاع . - الخوف من المس بمصالح حماس بعد إطلاق العنان لنشاطات في من قبل هذه العناصر ضد إسرائيل في أوقات تكون فيها حماس معنية بالتهدئة. موضوع واحد فقط الذي دعم فيه تنظيم القاعدة حماس وهو : عندما استولت حماس على قطاع غزة في يونيو سنة 2007 , حينها باراك الظواهري حماس قائلاً : "أنه يأمل أن تحكم حسب الشريعة". |
أدوات الموضوع | |
|
|