جديد المواضيع |
للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب |
منتدى السنة | الأذكار | زاد المتقين | منتديات الجامع | منتديات شباب الأمة | زد معرفة | طريق النجاح | طبيبة الأسرة | معلوماتي | وادي العرب | حياتها | فور شباب | جوابى | بنك أوف تك |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
من مهد مولد نبينا محمد ـ صلى الله علبه وسلم ـ إلى غار حراء.
والضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3) وَلَلْآَخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى (4) وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى (5) أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآَوَى (6) وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (7) وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى (8) فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (9) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ (10) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (11) صدق الله العظيم . ومضى التاريخ لم يطل الوقوف بمكة مهد مولده . شغلته عنها وعن يتيمها الهاشمي أحداث جسام كانت تجري على مسرح الدنيا في الثلث الأخير من القرن السادس لميلاد المسيح عليه السلام . وراح يرصد نذر الأنهيار في عالم يريد أن ينقض . ويتابع الجولات الأخيرة للصراع بين قطبي ذلك العالم القديم حيث كانت دولتا الفرس والرومان تخوضان حربا طاحنة على مراكز القوى والسلطة والاستغلال والنفوذ . وإحدى الدولتين قد أعشت نار المجوسية بصرها وبصيرتها فما عاد يعنيها سوى أن تجعل من ساحة الشرق كله معبدا لتلك النار . تصلاها شعوب المنطقة بالعسف والإكراه . والأخرى قد أثخنتها جراح الحرب وهدتها أمراض الشيخوخة واستنزفت بقايا قوتها فتنة الصراع الطائفي بين القائلين بناسوتية السيد المسيح والقائلين بلاهوتيته , فتهاوى النسر الروماني على الأرض يجثم على أنفاس خلق الله ويتسلط على مستعمراته في الشرق الأوسط والشمال الإفيقي بالإرهاب والطغيان في محاولة يائسة تستبقي له من الهيبة ما يستر وهنه ويعوضه عن قواه المستنزفة ص 33 حتى بلغ ذلك اليتيم الهاشمي المكي الأربعين من عمره وتلقى رسالة الوحي في شهر رمضان بعد ستة قرون ونحو من عشر سنين من ميلاد المسيح عليه السلام . فالتفت التاريخ إلى مكة وتوقف برهة يجمع كل ما وعت ذاكرتها عن ذلك المصطفى وآبائه وعشيرته وعاد يصحبه من مهد مولده في دار أبيه عبد الله بجوار البيت العتيق . ولم تكن ذاكرة مكة قد أفلتت شيئا ذا بال من أخبار يتيمها الهاشمي من مولده إلى مبعثه وقد تعلقت به تتابع خطاه على درب الحياة . وهي التي أعطت التاريخ ما احتاج إليه بعد المبعث من أخبار سيرته في المراحل الأولى من حياته إذ تفد المراضع من بني سعد بن بكر ليحملن رضعاء قريش بعيدا عن جو مكة القاسي ويعرض عليهن " محمد بن عبد الله " فيزهدن في يتمه وأن لم يكن ذا ثراء يكافئ نسبه الشريف في البيت الهاشمي القرشي وقد مات أبوه في مقتبل العمر قبل أن يتأثل لنفسه مالا , لم يترك لولده اليتيم وأمه سوى جاريته الحبشية " بركة . أم أيمن " وقطعة يسيرة من الإبل والغنم . وأحزن " آمنة " أن ترى المراضع يوشكن أن يرجعن إلى البادية زاهدات في وليدها الشريف اليتيم مؤثرات عليه أطفال أثرياء الأحياء ممن يرجى منهم الخير الوافر . غير أن واحدة منهم : " حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية زوج الحارث بن عبد العزى من سعد بن بكر بن هوازن " . رجعت إلى أم محمد تطلبه رضيعا لها , بعد أن انصرفت عنه أول ذاك النهار كسائر المراضع , وحفظت مكة من قصة الرضاعة ما نقله التاريخ بعد المبعث من رواية عبد الله بن جعفر الطيار الهاشمي رضي الله عنهما ـ فيما أسند عنه محمد بن إسحاق ـ قال : " كانت حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية أم رسول الله صلى الله عليه وسلم التي أرضعته تحدث أنها خرجت من بلدها بادية بني سعد مع زوجها وابن لها صغير ترضعه في نسوة من بني سعد بن بكر تلتمس الرضعاء , قالت : وذلك في سنة شهباء لم تبق لنا شيئا فخرجت على أتان لي ـ عجفاء ـ معنا شارف لنا ـ ناقة مسنة ـ والله ما تبض بقطرة وما ننام ليلتنا أجمع من صبينا الذي معنا من بكائه من الجوع , وما في نذيي ما يغنيه وما في شارفنا ما يغذيه , ولكنا كنا نرجو الغيث والفرج فخرجت على أتاني تلك , حتى قدمنا مكة نلتمس الرضعاء , فما منا امرأة إلا وقد عرض عليها محمد ـ رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ فتأباه إذا قيل لها إنه يتيم . وذلك أنا إنما كنا نرجو المعروف من أبي الصبي فكنا نقل : يتيم ؟ وما عسى أن تصنع أمه وجده . " فما بقيت امرأة قدمت معي إلا أخذت رضيعا غيري . فلما أجمعنا على الانطلاق قلت ص 34 لصاحبي : " والله إني لأكره أن أرجع من بين صواحبي ولم آخذ رضيعا . والله لأذهبن إلى ذلك اليتيم فلآخذنه ..... " قال : لا عليك أن تفعلي , عسى الله أن يجعل لنا فيه بركة . " " فذهبت إليه فأخذته وما حملني على أخذه إلا أني لم أجد غيره , فلما أخذته رجعت به إلى رحلي . فلما وضعته في حجري أقبل عليه ثدياي بما شاء من لبن , فشرب حتى روي . وشرب معه أخوه حتى روي . ثم ناما وما كنا ننام معه قبل ذلك , وقام زوجي إلى شارفنا تلك فإذا هي حائل فحلب منها ما شرب وشربت معه حتى انتهينا ريا وشبعا فبتنا بخير ليلة ... " يقول صاحبي حين أصبحنا : تعلمي والله ياحليمة ؛ لقد أخذت نسمة مباركة . " فقلت : والله إني لأرجو ذلك . ثم خرجنا وركبت أتاني وحملت محمدا عليها معي , فوالله لقطعت بالركب ما يقدر عليها شئ من حمرهم , حتى إن صواحبي ليقلن لي : يا إبنة ذؤيب , ويحك , أربعي علينا ؛ أليست هذه أتانك التي كنت خرجت عليها ؟ فأقول لهن : بلى والله , إنها لهي هي .... فيقلن : والله إن لها لشأنا . " ثم قدمنا منازلنا , من بلاد بني سعد . وما أعلم أرضا من أرض الله أجدب منها , فكانت غنمي تروح علي حين قدمنا بمحمد معنا , شباعا لبنا فنحلب ونشرب , وما يحلب إنسان غيرنا قطرة لبن . ولا يجدها في ضرع ,حتى كان الحاضرون من قومنا يقولون لرعيانهم : ويلكم . اسرحوا حيث يسرح راعي بنت أبي ذؤيب . فتروح أغنامهم جياعا ما تبض بقطرة لبن , وتروح غنمي شباعا لبنا فلم نزل نتعرف من الله الزيادة والخير , حتى مضت سنتاه وفصلته " . وحفظت مكة للتاريخ من أخبار صباه رحلته مع أمه إلى يثرب في السادسة من عمره : كانت مشوقة إلى زيارة قبر والده الثاوي هناك وقد طال عليها الانتظار ريثما جاوز صغيرها مرحلة الطفولة الغضة , ليحتمل مشقة الرحلة , وفي يثرب تعرف إلى أخواله بني النجار . وانطلق مع لداته من صبيتهم في دروب المدينة التي ستكون دار هجرته . ص 35 وأمضت أمه أيامها على قبر الحبيب ؛ تبث طيفه أشجانها ومواجدها ونجواها , وتتزود لفراق لا تدري كم يطول . في طريق العودة إلى مكة ؛ ألمت بها وعكة طارئة لم تطل : انطفأت فيها الحياة بين يدي صغيرها اليتيم , وعلى مرأى منه أضجعوها في لحد حفروه لها بقرية " الأبواء " وهالوا عليها الرمال ... واستأنف سيره مع " بركة " مولاة أبيه إلى مكة محزونا مضاعف اليتم ليروع بعد قليل بموت جده عبد المطلب الذي كان له أبا وينتقل إلى دار عمه " أبي طالب " فيجد فيه العوض عن جده وأبيه ولا عوض عن الأم . وتمضي الأعوام وقلبه ينزع نحو مرقدها الأخير بالأبواء ولم يستطع ضجيج الحياة في أم القرى أن ينسيه مشهد موتها الفاجع , أو يبعد عن مسمعه حشرجة احتضارها في الفلاة (1) .... ويبلغ مع عمه مبلغ السعي فيصحبه معه في رحلة قريش إلى الشام ثم يقترح عليه بعدها أن يخرج إلى الشام في مال " السيدة خديجة بنت خويلد " فتبدأ مرحلة جديدة من حياة الشاب الهاشمي تملأ أعوامه ما بين الخامسة والعشرين والأربعين بنعمة الزوجية السعيدة الهانئة وتقر عيناه بثمرتها المباركة القاسم وعبد الله وزينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة (2) . وأرخى الزمن للزوجين السعيدين خمسة عشر عاما ارتوى فيها الشاب الهاشمي من نبع الحنان معوضا حرمان ماض ظامئ ومتزودا لغد مقبل . حافل بالجهاد والشواغل الجسام . ووعت مكة من أخبار تلك المرحلة مشهد محمد بن عبد الله إذ يدخل البيت العتيق ذات يوم وهو في نحو الخامسة والثلاثين من عمره فإذا الأحياء من قريش هناك في ساحة الحرم . قد احتدمت بينهم خصومة أنذرت بشر . كانت الكعبة قبل ذلك اليوم قد مستها شرارة تطايرت من مجمرة إحدى النساء , فأحرقت ستائرها وأوهت بنيانها ... ووقفت قريش تجاه حرمها الأقدس مكتوفة الأيدي لا تدري ماذا تصنع حتى شاع خبر عن سفينة رومية جنحت إلى جدة , فسعى إليها رجال من قريش وعادوا بأخشاب السفينة ومعهم رجل قبطي من مصر كان فيها نجار بناء . ــــــــــــــــــــــ (1)(2) بتفصيل في كتابي " نساء النبي وبنات النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ " منفردين . وفي مجموعه " تراحم سيدات بيت النبوة رضي الله عنهن " الجزأين الثاني والثالث . مطابع الأهرام بالقاهرة ص 36 وتم الإستعداد لتجديد الكعبة , ولكن قريشا عادت فتهيبت أن تهدم بقايا البناء القديم , حتى قام " الوليد بن المغيرة المخزومي " فأخذ المعول وقال : " اللهم لم نزغ . اللهم إنا لا نريد إلا الخير " . ثم أهوى بالمعول والقوم ينظرون إليه مرتاعين , خائفين عليه وعلى أنفسهم جميعا . فلما لم يصبه سوء أبوا إلا أن يتربصوا به ليلتهم تلك ليروا عاقبة ما كان . وأصبح " الوليد " بخير لم يمسسه سوء فهدم وهدم الناس معه . وتنافست القبائل في العمل وشارك " محمد " فيه فكان ينقل الحجارة مع الناقلين حتى إذا تم البناء اختلف أحياء قريش فيمن يكون له شرف رفع الحجر الأسود إلى موضعه ومكثت على الخصومة أربع ليال أو خمسا , ونذر الخطر تشتد منذرة بحرب , لولا أن اقترح عليهم . " أبو أمية بن المغيرة المخزومي " ـ زاد الركب والد أم سلمة رضي الله عنها , وهو يومئذ أسن قريش ـ أن يحكموا بينهم أول من يدخل من باب المسجد الحرام فقبلوا وتعلقت عيونهم بالباب فكان محمد بن عبد الله أول من دخل . قالوا جميعا حين رأوه : " هذا الأمين . هذا محمد بن عبد الله الهاشمي . رضينا بحكمه " . وحدثوه عما اشتجر بينهم من خلاف , فطلب ثوبا ثم تناول الحجر الأسود فوضعه بيده في الثوب وقال : " لتأخذ كل قبيلة بناحية من الثوب , ثم ارفعوه جميعا " ولما بلغوا موضع الحجر وضعه الأمين بيده نقلا من الثوب . ثم آب إلى بيته فكان أول ما استقبله هناك بشرى مولد ابنته فاطمة فاقترن مولدها بنجاة قريش على يد اِلأمين مما كان يخشى عليها من صدام وحرب (1) . بعد ذلك المشهد في البيت العتيق يرهف التاريخ سمعه مستوعبا أخبار مكة وبشريات المبعث رانية إلى " محمد " قبيل بلوغه الأربعين من عمره ويمعن النظر في آثار خطاه ما بين بيته. ـــــــــــــــــــــــــ (1) ابن اسحاق : السيرة النبوية . رواية ابن هشام ِ, مع الروض الأنف : 1/ 255 . 1/ 209 . ص 37 في جوار الحرم وغار حراء بظاهر أم القرى , حيث اعتاد الأمين أن يعتزل الناس ليخلو إلى تأملاته بعيدا عن ضجيج المجتمع وصخب الزحام . وآن للتاريخ أن يمضي مع المصطفى في عصر المبعث على معبر التحول الخطير ما بين ليل الجاهلية وفجر الإسلام .... ص .38 مأخوذ من كتاب مَعَ المُصْطفى صَلى اللهُ عَليْه وَسَلم. دكتورة عائشة عبد الرحمن بنت الشاطئ أستاذ التفسير والدراسات العليا كلية الشريعة بجامعة القرويين. |
#2
|
|||
|
|||
رد: من مهد مولد نبينا محمد ـ صلى الله علبه وسلم ـ إلى غار حراء.
جزاكـ الله كل الخير ورزقكـ الفردوس الأعلى
ونفع الله بكـ وزادكـ من علمه وفضله أسعدكـ الله في الدارين دمت فـي حفـظـ الله. |
أدوات الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | الأقسام الرئيسية | مشاركات | المشاركة الاخيرة |
من اخبر قريش ومواضيع اخرى | موحد مسلم | الشيعة والروافض | 6 | 2020-06-06 04:31 AM |
ليست شبهة الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء يقول أن فاطمة خرجت عن حدود الآداب مع زوجها بل حقيقة | موحد مسلم | الشيعة والروافض | 2 | 2020-04-09 11:36 PM |
القول المبين في فلتات الانزع البطين | موحد مسلم | الشيعة والروافض | 7 | 2020-03-05 05:41 PM |
أهم الأحداث التي وقعت في ربيع الأول | معاوية فهمي إبراهيم مصطفى | السير والتاريخ وتراجم الأعلام | 0 | 2019-11-07 04:03 PM |