جديد المواضيع |
للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب |
منتدى السنة | الأذكار | زاد المتقين | منتديات الجامع | منتديات شباب الأمة | زد معرفة | طريق النجاح | طبيبة الأسرة | معلوماتي | وادي العرب | حياتها | فور شباب | جوابى | بنك أوف تك |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
هذه هي الصوفية لمن لا يعرف ولمن يسأل
هذه هي الصوفية لمنلا يعرف ولمن يسأل
هل الصوفيون زهاد أبرار وعٌبَّاد أطهار أم زنادقة فجارونصابون كفار ؟ التصوف عقيدة تختلف عن الإسلام جذرياً ولا تمت لديننا الحنيفبصلة، وانما تدثر الصوفيون بدثار الإسلام استمالة للناس وخداعاً للعالم واجتذاباللسلاطين وأولى الأمر واتقاء للفقهاء، ولتجنب الصدام مع صادقيالإيمان من المسلمين ومن يطالع كتب الصوفيين التي سجلوا فيهاديانتهم وبهتانهم يكشف بيسر مدى ماهم عليه من ضلال وإفك مبين. ولما كانالمرء مخبوءا تحت لسانه، فذلك قولهم،اسمع قول إبراهيم الدسوقي المدفون فيدسوق ( 1) أنا بيدي أبواب النار أغلقتها، وبيدي جنة الفردوس فتحتها، ومنزارني أسكنته جنة الفردوس ويقول لقدوليت القطبائية , أي أصبح قطباً – فرأيت المشرقيْن والمغربيْن وما تحتالنجوم، وصافحت جبريل عليه السلام(2(ويقول الحسن الشاذلي (شيخ المرسى أبى العباس) فى حزبه (3) (اللهم أدرجأسمائيتحت أسمائك، وصفاتي تحت صفاتك، وأفعالي تحت أفعالك، وأغنني حتى تغنىبي،وأحيني حتى تحيا بي) . تعالى الله عما يصفون) 4)ويقول المرسىأبو العباس المدفون فى الإسكندرية : لو كٌشف عن حقيقة الوليلعٌبد، لأنأوصافه من أوصافه- أي أوصاف الله – ونعوته من نعوته(5(ويقول الصوفي الشهيرأبو يزيد البسطامي :- (طاعتك لي يا رب أعظم من طاعتي لك)،كما يقول (بطشيأشد من بطش الله بي، وذلك لما سمع قارئاً يقرأ (إن بطش ربكلشديد). وقاللبعض مريديه :- (لأن تراني مرة خيرُ لك من أن ترى ربك ألف مرة).ويقول الشبلى-: (ما فى الجبة إلا الله)، يقصد أنه هو الله .ويقول الدسوقي :- (إنني سددتأبواب جهنم السبع بفوطتي، وفتحتها لأعدائيوأدخلتهم فيها، وفتحت أبوابالجنه الثمانية بيدي، وأدخلت أمة محمد صلى اللهعليه وسلم فيها، وصنجالميزان بيدي أصيِّر حسنات مريدي أثقل من سيئاته،ومسستها بيدي فصارت سيئاتالمنكرين علىّ أثقل من حسناتهم ولو كانوا مطيعين (أي أنه سيمارس الغشوالتدليس في الآخرة وبين يدي الله تعالى يوم الحساب (وذلك قليل من كثير مماورد في كتبهم قاتلهم الله واستأذن . حياء القارئ وغيرته على الدين إذاستطرد،كان الصوفي ابن أبى الغراقيد وهو محمد بن على الشلمغانى، يعتقدأنه إلهالآلهة، وقال إن الله تعالى حلَّ فى آدم وإبليس. وألًّف كتابهالحاسة السادسةصرَّح فيه برفض الشريعة وإباحة اللواط، وزعم أنه إيلاج نورالفاضل فيالمفضول، ولذا أباح أتباعٌه نساءهم له، طمعاً فى إيلاج نورهفيهن. وكان- قاتله الله – يُسمىِّ محمداً صلى الله عليه وسلم، وموسى عليهالسلامبالخائنيْن، زعماً منه أن هارون أرسل موسى، وأن علياً كرم الله وجههأرسلمحمداً صلى الله عليه وسلم، فخاناهما. وحكم الفقهاء بقتله، فصلب فيخلافهالراضي سنة 322 هجرية" (6). "وأن الحكمة أن يٌمتحن الناس بإباحة فروجنسائهم،وأنه يجوز أن يجامع الإنسان من شاء من ذوى رحمه، ورحم صديقه وابنهبعد أنيكون على مذهبه "(7(.ويقول ابن عربي وهو محيي الدينمحمد بن على الأندلسي المعروف بالشيخ الأكبروالكبريت الأحمر وهو إمامالصوفيين، المولود سنة 560 هـ في مرسيه – بلدالمرسى أبى العباس – يقول-: الرجل والمرأة صورتان من صور الله، يعنى حقيقتهتتجلى في صورتي رجل وامرأة – تعالى الله علوا كبيراً عما يصفون – وفى حالةالمواقعة يسمى الرجل فاعلاًوالمرأة منفعلة (8)ويقول ابن الفارض المعروف عند الصوفية باسم سلطانالعاشقين، وقد ادعىالألوهية أيضاً كدأب أقطاب الصوفيين، قال في قصيدتهالمطوَّلة (حوالي 800بيت) والمعروفة باسم التائية والتي يخاطب فيها اللهتعالى بضمير المؤنث، قال: -إن لٌبْنَى وبثينة وعزَّة وليلى عاشقات شهيراتما هن إلا الذات الإلهيةتعينت في صورة الغواني العاشقات، وأن قيساًوجميلاً وكثيرِّ وعامرا، عشاقأولئك النسوة، ما هم إلا الذات الإلهية تعينتفي صورة هؤلاء العشاق. فمنخصائص الإله الصوفي أنه يتجلى في صورة رجل عاشق،وفي صورة امرأة عاشقة، وأنهحين يعشق فإنما يعشق نفسه، فهو العاشق والمعشوقوالعشق .. وبهذا لقبوه – أيابن الفارض – بسلطان العاشقين) (9).وللصوفيين غير ذلك من سخيف الأقوال ما يستنطق الأفواه بذمهم .تلك كانت بعض كفرياتهم وأباطيلهم التي ادعوا فيها الألوهية واجترءوا بهاعلىالله جل جلاله. كما لم يفتهم الاجتراء على سيدنا محمد صلى الله عليهوسلموالافتراء عليه. يقول ابن عجيبة في شرحه لحكم ابن عطاء اللهالسكندري، يقول :- وأما واضع هذاالعلم – أي التصوف – فهو النبي صلى اللهعليه وسلم، علّمه الله له بالوحيوالإلهام، فنزل جبريل أولاً بالشريعة،فلما تقررت نزل ثانياً بالحقيقة، فخصبها بعضاً دون بعض،وهذااتهام صريح للرسول صلى الله عليه وسلم بأنه لم يبلغ بعض ما أٌنزل إليه، وبانههوى مع الهوى فخص به بعضاً"(10) وما أفدح بهتانهم أن التصوف مما أوحىبه للنبي . كذلك اجترءوا على القرآن الكريم، فيقول التلمساني أحد أقطابالصوفية : (القرآن كله شرك، والتوحيد في كلامنا) (11)- أي في كلام الصوفيين .ومن يتأمل أقوال المتصوفين يرى أنهم مرضى نفسيون وعقليون. قال أبو يزيدالبسطامى، وهو من أقطابهم،: وما النار؟ والله لئن رأيتها لأطفئنها بطرفمرقعتي. ويقول في موضع آخر : سبحاني سبحاني، أنا ربي الأعلى. وسٌئل عناللوحالمحفوظ، فقال: أنا اللوح المحفوظ. ويقول : (إني أنا الله لا إله إلاأنافاعبدونِ) (12)انتبه لما يلي -:وقال الشبلى: إن للهعباداً لو بزقوا على جهنم لأطفأوها و اسمعوا هذه و لنسأل الصوفية هلبلغوا مرتبة الكمالوليس أدل على أنهم كفرة عٌتَهَاء من قولهم :- إن رتبةالكمال لا تحصل إلا لمنرأى أهله و زوجته مع أجنبي أي يضاجعها فلميقشعر جلده، فإن اقشعر جلدهفهو ملتفت إلى حظ نفسه ولم يكمل إيمانه بعد). عبد الوهاب الشعراني - الطبقات الكبرى) 1-المرجع السابق،د. السيد محمد أحمد عطا / إقليمالغربية في عصر الأيوبيين والمماليك . 2-عبد الوهاب الشعراني / لطائف المننالمرجع السابق 3- طبقات الشر نوبي/ مخطوط بجامعة القاهرة – الدكتوراحمد صبحي منصور / العقائد الدينية . 4- الكامل لابن الأثير جـ8، الشذرات جزء 2، ص 293 ، مختصرالفرق ص 160 . 5- الكامل لابن الأثير 6- برهان الدين البقاعى/ تنبيهالغبي إلى تكفير ابنعربي – تحقيق د.عبد الرحمن الوكيل . 7- المرجعالسابق . 8- ابن عجيبة ص5 جـ1 طبعة 1331 هـ. 9- ابن تيميه – كتابمجموعة الرسائل والمسائل جزء 1 ص 142 . 10- ابن الجوزى – تلبيس إبليس. 11- المرجع السابق 12-عبد الوهاب الشعراني– الطبقات الكبري حقيقةالتصوف إن التصوف خلط من بقايا الديانات القديمة، واندماج نفايات الوثنياتالغابرة،والفلسفات القديمة وعلى رأسها مذهب الغنوصية، وهى كلمة يونانيةمعناها " المعرفة "، ويُقصد بها التوصل إلى المعارف لا بالدرس والتعلموإنما بما يُلقىفي الروع والقلب وحيا وكشفاً وليس عن طريق الاستدلالوالبرهان العقلي.وفضل المعرفة وكشف الحقائق وحياً، ادَّعاه كل السحرةوالكهان على مر الأزمان،وأسبغوا على أنفسهم قدرات وهمية سوَّغت لهمالهيمنة على القبيلة والعوام،وجنْوا من وراء ذل الهبات والنذور والأموالالطائلة، فغاية الغايات هيالارتزاق باسم الدين، "وقد أثَّرتالغنوصية في اليهودية وسيطرت على فيلسوفها الكبير "فيلون"، وقدعرفالمسلمون الغنوصية اليهودية، ونرى كثيراً من أفكار فيلون منبثة في كتبكبارالصوفية الإسلاميين. ومحيى الدين بن عربي – الشيخ الأكبر – إنما هو صورةأخرى من " فيلون ") (15). وابن عربي هذا هو كبيرهم الذي علمهمالإفك، فادعى زورا وبهتانا أن النبي صلىالله عليه وسلم جاءه في منامه،ودله على كتاب " فصوص الحكم "، وهو كتابهمالمملوء بالكذب والشرك، وأمرهبتبليغه للناس. وكأن الله تعالى قد توفّى رسولهالكريم قبل أن يستكمل إبلاغرسالة الإسلام، وهو القائل : (اليوم أكملت لكمدينكم، وأتممت عليكم نعمتي،ورضيت لكم الإسلام ديناً).وعرف المسلمون أيضا فرقة غنوصية تعيش فى العالمالإسلامي وتزاول طقوسها وهى:- فرقة الشيليين، ومؤسس هذه الفرقة هو شيلى منطائفة المُغتسلة، ويرى المسلمونأنه كان يميل إلى مذهب اليهودية ويأخذ به. وماغلاة الإسماعيلية والقرامطةوالباطنية قديما إلا صورة مستورة منالغنوصية التى تٌعرف في عصرنا الراهنبالبابية والبهائية .وكلمازاد تباين التصورات المختلفة للعالم، كلما استترت الحقيقة وراء الرؤى الضبابية والغموض بفعل اللاعقلانية والمذهبية، فتنتشر الخرافات وتُسيطر علىالعقل البشرى . وذلك هو عين ما حدث بفعل ظاهرة التصوف، وما حوت من خرافاتوأضاليل باعدت بين الناس ودينهم الحنيف، وانتهت بهم إلى البوار بعد أنمسختهمإلى مجرد أشياء ودراويش ومجاذيب .وتتشابه الصوفيةمع مذهب الكلبيين الذين يقولون باحتقار العلم والمعرفةوالأخلاق، وقد زادأنصار هذا المذهب نتيجة للقلق والفوضى والحروب والمجاعاتالتى أرهقت الناس. ومن الشرق الهيلينستى انتقل هذا المذهب إلى روما وإيطالياكرد فعل للحروبالكثيرة التى خاضتها الجمهورية الرومانية، وزاد اتباع هذاالمذهب منذ عهدالأسرة اليوليوكلاودية كرد فعل لتسلطها وجبروتها، وكانوايتجولون في ثيابرثة مُطلقين لحاهم وشعورهم ويسيرون حفاة يتسولون، وانضم إليهمالمنجمونوالسحرة والمشعوذون، وأصدر الإمبراطور فسباسيانوس سنة 71 م أمراًبطردهم منالبلاد، الأمر الذى لم يجرؤ عليه خليفة مسلم مع المتصوفين .يقولهـ.ج.ويلز : "كان الزهاد موجودين في بلاد الشرق قبل عهد بوذا بزمن مديد،وانصرم القرنان الأول والثاني الميلاديان والعالم كله غارق أو يكاد فينزوعهإلى التبرؤ من الحياة، مُمعن في نشدانه العام " للخلاص " من محنالزمان. فقد ولَّى من الدنيا الشعور القديم باستقرار النظام، وولت معهالثقة القديمة فيالقسيس والمعبد والقانون والعرف. وفى هذا المناخ الذييسوده الرق والخوفوالقلق والتهافت على إشباع الملذات، كان ينتشر في الناسهذا الوباء، وباءالاشمئزاز الذاتي وعدم الاطمئنان العقلي . وكان يتفشىفيهم هذا الالتماسالأليم للسلام وإن نالوه مقابل التخلي عن الدنيا) (16).تلك إذن هي الظروف المولِّدة لحركات الزهد والتقشف وانعدام الشعورباستقرارالنظام، سواء النظام السياسي أو الاقتصادي، وانعدام الثقة فيالقسيس والمعبد ,أي رجل الدين والدين نفسه المرموز له بالمعبد، والقانونوالعرف، القانونالذي لا يحمى الضعيف أو يحاسب القوى، القانون الذي يطبًّقبصرامة على العامةوغير ذي الطول والضعيف والفقير، ويتهاون مع النبلاءوالقوى والغنى، والعُرفالذي يقر هذه التجاوزات ويظلها بمظلة القبولوالموافقة. وكأنه يتحدث عنالقانون والعُرف والأحوال مُنذ أيام العباسيينوحتى عصر المماليك . تلك كانتظاهرة الزهد والتقشف ونبذ الدنيا،وهىالظاهرة التي شهد ميلادها عالمنا الإسلامي في القرن الثاني الهجري، وهىتختلف عن ظاهرة التصوف التي نشأت بعد ذلك وإن زعم الصوفيون أنهم امتدادللزهاد والراغبين عن الدنيا، فقد قالوا بهذا كسباً لمحبة العامة الذينكانوايجلِّون الزهاد، وتجنباً للصدام مع رجال الدين . ويقولالصوفيون بالحلول، أي أن الله حالٌّ في كل شئ – تعالى الله عما يقولونعلواً كبيراً. ومنهم من يقول بالاتحاد، أي اندماج الخالق بالمخلوق ويصيرانشيئاً واحداً. كان أبو حمزة – أحد أقطابهم – حلولياً، وذلك (أنه كان إذاسمعصوتاً مثل هبوب الريح وخرير الماء وصياح الطيور، كان يصيح بقوله: لبيك،فرموهبالحلول)(17). وكان الحلاج قد ادعى النبوة ثم الألوهية، إذكتب كتاباً عنوانه : من الرحمنالرحيم إلى فلان، ولما سئل في ذلك أجاب: وهلالكاتب إلا الله تعالى، واليد فيه آله، وكان يسمى نفسه الحق، وأباح الحجإلى غير مكة، والإفطار في شهررمضان، وأعفى من العبادة من زار قبور الشهداءبمقابر قريش وأقام بها عشرةأيام يقضيها في الصلاة . ولم تقف دعوة الحلاجعند التأثير على العامة، بلشملت كثيراً من رجال البلاط والكتاب وبعض كبارالهاشميين"(18). وقتل الحلاجفي 309 هجرية بسبب ادعاء الألوهية . ووحدة الوجود التي قال بها محيى الدين ابن عربي، أي نفي الثنائية بين اللهوالكون، إنما هي فكرة تشبه كثيراً المفهوم الذهني الهندوسي عن الكون الذييعتبرونه مجرد وهم وسراب. وبالفعل تم المزج بين الإسلام والهندوسية في عهدجلال الدين محمد الأكبر (1556 – 1605) وهو حفيد مؤسس الأسرة الحاكمةالمغوليةفي الهند، وقد شجع مشايخ الصوفية وخصوصاً الطريقة " الشستية " ،ولم يلبث أنأعلن عن عقيدة جديدة خاصة به سماها (دين الله)، وهى نتاج مزجبين الإسلام والديانات الأخرى، وكان عماد هذه الملة الجديدة الكثير منمبادئ الصوفيةوالتحلل من الإسلام الحنيف، لذا يمكن القول إن فكرة وحدةالوجود هي التي فتحتالباب أمام تدفقات الهندوسية إلى داخل الدين الإسلامي . ولم يقل لنا أحد، مادام المتصوفون والهُبَّل والأولياء لهم هذهالقدرات الهائلة وهم موصولون بالله والسماء ومطَّلعون على اللوح المحفوظ، فأين كانوا فى مواطن مذلة المسلمين ومواقع هزائمهم – وما أكثرها – أين كانالدراويش عندما سحق التتار جيوش المسلمين فى بغداد وغيرها من المواقع؟ أينكان هؤلاء المغاوير الأطهار أصحاب الرؤى الصادقة والقلوب الخاشعة والأرواحالكاشفة. أم أنهم تقاعسوا، مع المقدرة، وهذا أدهى وأمر، ولمَّا كانت علينادروع الدراويش والأولياء لماذا أصابنا نبل العدو في مقتل ؟وتشكلسلوكنا وفقاً لهذه الأوهام . أنظر كيف تصدى العوام والمجاذيب لفرساننابليون في القاهرة، نزلوا من القلعة وهم يحملون النبابيت وتقدَّمهم البلهوالمجاذيب ومعهم سلاحهم البتار ... قطعة قماش سموها البيرق النبوي وظنواأنهاالراية التي كان يحملها جنود جيش النبي صلى الله عليه وسلم في غزواته. فدكَّتهم مدافع الفرنسيين دكَّا دكَّا، ولم يجدهم فتيلا شيوخهم ذوو العمائمالضخمة الذين يمشون على الماء ويطيرون في الهواء، ولم يغثهم أقطابهمالمدفونون في الأضرحة يطلبون منهم البركات والمغفرة . ولا يغرنكذيوع ظاهرة التصوف في تاريخنا، فالقول بدوام سيادة الحق وظهوره علىالباطلقول غير صحيح، ولكننا نرتاح إلى التسليم به. فشواهد التاريخ، والتاريخهوالمعلم الذي يصدقنا القول، تؤكد لنا أن السيادة والفوز والظهور لا تكون دائماً للحق، وإنما له جولات، وللباطل مثلها، أو تزيد. وإذا كان الناس قدانخرطوا في سلك المتصوفين لا لشيء غير أن الغير يفعلون ذلك، فالأمر إذن هوالتقليد المحض، وكان خليق بهم ألاَّ يقلدوا، فالتقليد من شيم القرود . وكأن هناك اتفاقاً ضمنياً على قبول ظاهرة التصوف، والتسليم بأضاليلهاواستبعاد مناقشتها وتمحيصها بالتجربة، "والبون شاسع بين افتراض الصواب فيرأىمن الآراء لأن الدليل لم يقم على خطئه وفساده مع تعريضه للمناقشةوالانتقاد،وبين افتراض الصواب فيه، لا لغرض سوى صيانته من التفنيد وحمايتهمنالإدحاض"(19).والتصوف ليس إسلاماً وإنما عقيدة جديدةجاءت بعد الإسلام بقرنين، والمشرِّع فيها هو الشيخ الصوفي الذي يشرِّعلأتباعه حسب ما يمليه عليه هواه وشيطانه .ولما كان البون شاسعاً بين إفكالشيخ وشرعة الله تعالي، ولابد أن يكون البونشاسعاً، فقد لجأ شيوخهم إلى "الشطحات " وهي محاولات لتأويل إفكهم على نحو يبدو معه موافقاً للإسلامالصحيح. ومثلما يلجأون إلى التأويل، يقولون أيضاًبالتقَوُّل وهو أن ينسبواما يتعذر عليهم تأويله من أكاذيبهم إلى دس أعدائهمولهم في التأويل خلطوخبط كلما أرادوا الاقتراب مما يوافق العقل، ازدادوابعداً . وقد درجوا علىانتقاد ومهاجمة معاصريهم من الصوفيين والإشادة بشيوخهمالسابقين من بابالتقية والنفاق وذر الرماد في العيون تتكون الخلية الصوفية من الشيخ والمريد أي الأستاذ والتلميذ . وعلى المريد أنيطيع شيخه في السر والعلن طاعة عمياء تصل إلى حد سلب الإرادة، ، حتى إنالمريد لا يقوى على مد قدميه إلا بعد استئذان شيخه، ولا يمكنه جماع زوجته،أوتناول طعامه إلا باستئذان شيخه حتى في سره. إنه سحق للإرادة و الكرامةحتى غدا هذا التابع الرقيق مسخاً بلا حول ولا قوة كالميت في يد الغاسل وكيفيٌطلبمن هذا المخلوق المسخ مدافعة الظلم أو التصدي لغاز أو طلب علم، بعدأن سلبهشيخه الإرادة. ويروْن أن المريد لابد له من شيخ، ومن لا شيخ لهفالشيطانشيخه،وأن قلب المريد بيد شيخه يصرفه بهواه، وأن غضبالشيخ من غضب الله، وأن طاعة الأشياخ مقدمة على طاعة الله، ويتمادون فيغيهم فيقولون بأن الولي أفضل منالنبي، وأن العارف يسمع كلام الله كما سمعهموسى عليه السلام، أي مباشرة وليسوحياً، الأمر الذى لم يحصل لسيدنا محمدصلى الله عليه وسلم .والولى عندهم يعلم الشريعة والحقيقة، ولكنالنبي والرسول لا يعلمان سوىالشريعة أو الظاهر فحسب، وما مصدر هذه الحقيقةفي نظرهم ؟ ليس العقل، وإنماالذوق من " التذوق "، لذا فهم يقولون من ذاقعرف. أمّا العقل فيكفرون به ويرونه حجابا يستر الحقيقة، فمنابذة العقلوالشرع هيالدعامة الأساسية للصوفية. وتدين العوام، بل والخواص،بالطاعة العمياء للشيخ وبتقديس الولي الصوفيوتأليهه، فيلتمسون منه البركاتوالشفاء والمغفرة حتى ولو كان معتوها مجذوبايسير عاريا في الشوارع أو جثةقد أرمت تحت قبة ضريح . وكان الإيمان بالشيوخشائعاً في زمن المماليك، حتىإنه إذا أقسم أحد على أحد بشيخه – لا بالله – كان حقا عليه أن يبره . عندما قام طومان باى سلطان مصر بمبارزة القائد المملوكي الخائن قانبردىالغزالى الذي حارب في صف العثمانيين، دارت الدائرة عليه ووقع من فوق حصانه،وهمَّ السلطان بقتله، إلا أنه استعطفه وأقسم عليه قائلاً : إني سألتك بالله تعالى، وتوسلت إليك برسول الله وبسر شيخك سيدي أبى السعود الجارحى أنتجعلنيعتيقك في هذا اليوم "(20). فعفا عنه السلطان من فوره وبلا تردد، إذأقسم عليهبعزيز، شيخه أبى السعود الجارحى . وموطن الخطر هو اللبسالذى ترسخ فى عقول المسلمين فلم يتبينوا حقيقة الصوفيةوظنوا أنها الدين. وفاقم الأمر إعراض وتراخى رجال الدين عن خوض معركة همرجالها لإظهار الحقلجهال العامة الذين يتحلقون حول كل زاعق ، ويؤمنون بكلفرية . ويسترهبالصوفيون الناس لصرفهم عن مناجذتهم وفضح أضاليلهم، فيشيعون أنمن يميلعنهم، أو يميل عليهم، فإنه يصاب في نفسه أو ماله، لذا يرى ضعاف الإيمانوالدهماء أن التسليم بما جاءوا به أسلم، وينصرفون عنهم إيثاراً للسلامة .ويرى الشعراني (أن من أشرك بشيخه شيخاً آخر وقع في الشرك بالله)(21). ويقول ابن عطاء الله السكندري : (من أخذ الطريق على غير شيخه، كان على غيردين)(22)، تلك هي بعض مفتريات الصوفيين ومسامير نعوشهم، وخليق بنا، إذفهمناإفكهم، أن نكون المطارق التي تدق رءوس تلك المسامير، فلعمري إن دحضأباطيلهم لمن أرجى الأعمال .ويعمد أولو الأمر إلى التهربمن مواجهة ضلال الصوفيين خشية تأليب العامةالذين يدينون في الواقع، لابالإسلام الذي يكلفهم مشقة الطاعات، وإنمابالصوفية التي تبيح لهم كلالمحظورات وتعفيهم من التكاليف العبادية، وتجتذبالجهلة إذ سيصبحون علماءدون تعليم أو بذل جهد في الدرس والتعلم. ولم يجرؤأحد على التصدي حتىلمجاذيب الصوفية الذين حظوا بإجلال سلاطين المماليك، فكان السلطان الغورييعتقد في الصوفيين حتى أنه قبّل يد ابن عنان وهو صوفي مجذوب،وذلك على مرأىمن الناس، ثم لقَّب نفسه بأبي الفقراء والمساكين حباً فيالصوفيين وتقربامنهم. وزار السلطان الأشرف قايتباى مقامي إبراهيم الدسوقى،والسيد البدوي،كما عيّن السلطان الظاهر بيبرس، إبراهيم الدسوقى شيخاًللإسلام، وبنى لهزاوية في دسوق .في سنة 1714م تسامع الناس بواعظ رومي في مسجد السلطانالمؤيد بالقاهرة، ومنجملة وعظه أن كرامات الأولياء تنقطع بالموت وما يذكرلهم من كرامات بعد موتهمباطل، وما نقله الشعراني في كتاب الطبقات الكبرىبأن الأولياء لهم اطلاع علىاللوح المحفوظ فباطل لا أصل له، ومن يقول بذلككافر. وحض الواعظ المسلمين على هدم القباب المبنية على قبور الموتىوالتكايا وأضرحة الأولياء . وحًّرض على منع الأولياء الفقراء الذين يذكرونالجلالة في رمضان عند بابزويلة بعد العشاء، أي حلقات الذكر التي يعملهاالمتصوفون . ولما سمعت العامة هذا القول خرجت بالنبابيت والسيوف على حلقاتذكر المتصوفينوتوجه بعض الناس إلى الشيوخ المالكية والحنفية والشافعية،فأنكروا كلامالواعظ وقالوا إنه (معتزلي)، وأفتوا ببطلان فتاوى ومحاضراتالواعظ ووصل الأمرإلى ولاة الأمر فخشوا الفتنة والثورة، فطاردوا الواعظوأتباعه بعساكرهم حتىانتهى الأمر) (23). كان ذلك مبلغ إيمان "فقهاء" المسلمين وانقلاب الحق عندهم باطلاً. "ولم يحظواعظنا الروميالمسكين بما حظي به الراهب الفرانسسكاني أنطوان فريه الذي منعهحاكم باريسمن الوعظ لأنه ندد بشدة بسوء الحكم، إذ انبرت بعض النساء لحراستهليلاًونهاراً في دير (كورديلبيه) وقد تسلحن بالأحجار والهراوات لحمايته" (24)يقول جولد تسيهر (إن تقديس الأولياء في الإسلام، هيأ المجالللعقائد الشعبيةلكي تؤثر على الشعائر الإسلامية، ففشت فيها العناصرالهندية، وتفاقم أثرهاشيئاً فشيئاً حتى أنتجت ظواهر دينية فريدة تسترعىالنظر، فتحولت الآلهةالهندية القديمة إلى مجموعة من الأولياء) (25) .ومن عالم الصوفية ولدت فى هذا العصر فرقتان من فرق الضلال هما فرقتاالقاديانية والبهائية. وادعى مؤسس القاديانية الذى ظهر فى الهند فى أواخرالنصف الأول من القرن التاسع عشر الميلادي أنه رسول مجدد للدعوة إلىالإسلام،ثم انتقل إلى ادعاء أنه المسيح، وأن روح الله حلت به، وأخيراً،ادعى أنه هوالله نفسه)(26)، تعالى الله عما يصفون .ولما كانتالرؤى والأضاليل التى تنشرها الصوفية تهدف إلى تبلد الإدراك وتفريغالدينمن مضمونه وإبطال العقل، فقد رعى المستبدون المتصوفين ولا سيما فىالعصرينالمملوكي والعثماني حيث اشتدت وطأة الفساد ومست الحاجة إليهم – المتصوفين – للتخفيف من الضغوط المطالبة بالتغيير الاجتماعي والسياسي. وبنوا الخانقاواتلإيواء المتصوفين للعبادة، وكان أول ظهورها فى إيران، وليس منقبيل الصدفةانتشار هذه الخانقاوات بعد القرن الرابع الهجري بالذات وهو قرنبداية إغلاقباب الاجتهاد واضمحلال الأنشطة العقلية وإصابة العقل بالانكماشوالتجمد. "وارتبطت وظيفة بعض الخانقاوات في عصر المماليك ببعض المظاهر الدينية نحوإقامة خطبة الجمعة، ولذا أطلق عليها الجامع الخانقاه تمييزاً لهاعن المسجدالجامع الذي اقتصرت وظيفته على إقامة الصلاة. وفى عهد المماليكالبحرية كانلبعض الخانقاوات غرض مزدوج يجمع ما بين الطابع الديني والتعليمي. وقد أٌطلقعلى هذا الضرب من الخانقاوات اسم المدرسة الخانقاه تمييزاً لها عنالخانقاهالموقوفة على الغرض التعليمي فحسب) (27). ولاحظ إسناد مهمة مخاطبة عقولالعامة إلى أهل الخانقاوات من المتصوفةوالدراويش ممن تكفلهم السلطة وتنفقعليهم، ثم لاحظ الوظيفة التعليمية المسندةإليهم، وعدم الاكتفاء بالدورالإعلامي. وتذكر أن رجالالدين ووعاظ المساجدالآن موظفون حكوميون لايقدرون على مخالفة السلطة وإَّلا فقدوا وظائفهم . ويصف ابن الجوزى أحوالالمتصوفة في التكايا والخانقاوات فيقول : "وكان جمهورالمتصوفة يستريحون فىالأربطة من كد المعاش متشاغلين بالأكل والشرب والغناءوالرقص، يطلبونالدنيا من كل ظالم، وأكثر أربطتهم قد بناها الظلمة ووقفواعليها الأموالالخبيثة . ومال متأخروهم إلى الدنيا وجمع المال من أي وجه كانإيثاراًللراحة وحب الشهوات. فمنهم من يقدر على الكسب ولا يعمل، ويجلس فيالرباط أوالمسجد ويعتمد على صدقات الناس"(28). وربما كان ذلك امتثالاً منهم لقولالشعراني في معاداة العمل والتوكل، إذ يقوللا يبلغ الرجل إلى منازلالصديقين حتى يترك زوجته كأنها أرملة، وأولادهكأنهم أيتام، ويأوى إلىمنازل الكلاب" (29). واعتاد الصوفيون جمع المال من الموسرين والأغنياءللاحتفال بموالدهم حتى ضاقبهم الناس ذرعاً وقالوا: "لقد سئمت نفوسنا منكثرة سؤال هؤلاء المشايخ الذين يعملون الموالد، فلم يتركوا عندنا عسلاً ولاأرزاً ولا عدساً ولا بسلة، إيشقام على هؤلاء أن يشحذوا ويعملوا لهم موالد" (30) . وكان النساء والرجال والصبيان يجتمعون في الموالد مرتكبين مختلفالمنكرات . وهذه الموالد فرص للمنافع التجارية والبيع والشراء، لذا حرصاتباع السيدالبدوي على الاحتفال بثلاثة موالد له : المولد الكبير،والصغير، والرجبي،وفي المولد الأخير يتم تجديد العمامة، لذا يعرف بمولد لفالعمامة !! . وتٌحددمواعيد هذه الموالد بالشهور القبطية ! إذ يتحدد بهامواسم الحصاد وجنىالمحاصيل فيذهب الفلاحون البسطاء ومعهم نقودهم بعد بيعغلة الأرض، أي أنالهدف ليس دينياً. (وأصبح التصوف في نهاية العصر المملوكيأداة لكسب العيش" (31) . ولما كانت ثورات الأمم تبدأ بالعقول وليسالبطون كما يرى الكثيرون- فقد يجوعالناس ويسلبهم المماليك أقواتهم، ومعذلك لا يثورون. ولكن إذا استناروا – أيالناس استردوا عقولهم التى يعرفونبها أنهم ليسوا من دواب السلطان، عندئذيهبون ثائرين لكرامتهم وإنسانيتهم. لذا يحاذر المستبد من استنارة العقول،ويعمل جاهدا للحيلولة دون استردادالناس لعقولهم. وجهوده المبذولة في هذاالمسعى تفوق كثيراً جهوده المبذولةفى توقى ثورتهم من باب الجوع والفاقة. لذايرى المستبد انتشار الصوفية خيرمعين له على تغييب عقول الناس التى يفسدهاالجهل وتزييف الدين وقهر المستبدوأضاليل المتصوفة .ووقف المتصوفة في الجهة المقابلة للعقل، وحاولوا خوضمعركة المعرفة بسلاح القلب وحده، فضلٌّوا وأضلوا. وموطن الخطر في ظاهرةالتصوف يتمثل فى استمرارفعاليتها وتأثيرها في المجتمع المسلم حتى الآن، إذمازالت تؤثر في الطبقاتالشعبية وجموع الأميين وهم كثر، كما تؤثر في قطاعلا يُستهان به من أشباهالمتعلمين الذين يتحلقون فى حلقات الذكر، ويتمسحونفى الأضرحة، ويطلبون قضاءحوائجهم وشفاء مرضاهم، لا من الله تعالى، وإنمامن قبور شيوخهم ومريديهمالذين ينسبون إليهم الكرامات والخوارق، ويختزنأتباع الصوفية المعاصرين فيضمائرهم كل أوزار التصوف، وعلى رأسها معاداةالعقل ونبذ طلب العلم، والإيمان بالشيوخ والمريدين والأولياء، وطلب الشفاعةوالبركة من الأضرحة والقبور .ويعادى الصوفيون العلم إذ اعتبروه علم الظاهر،وادعوا اختصاصهم بالعلمالحقيقي العلم الدينيالذي يأتيهم وحياًوكشفاً من الله مباشرة دون مشقة درس أو تعليم،الأمر الذى أغرى العامةواجتذب الجهلة للانخراط في جموع الصوفيين إذ يٌسقطعنهم فى ما بعد – التكاليف العبادية من صلاة وصوم وزكاة وحج، ويبيح لهم الزنى واللواط،ويدخلهم فى زمرة العلماء والفقهاء وإن كانوا أميين. فالصوفية آليةمن آلياتإلغاء العقل والإبعاد عن الدين، وجعل الناس مسلوبي العقل والإرادةوكأنهمقطعان ماشية، الأمر الذى كان يروق للسلاطين والمماليك، ويحرصون عليهلترويضالمسلمين واستئناسهم. 20- ابن زنبل الرمال / آخرة المماليك . 21- الشعراني / قواعد الصوفية ص 131 . 22- عبد الوهاب الشعراني / لطائفالمنن 23- حافظ عثمان / الإسلام والصراعات الدينية (بتصرف) 24- المرجع السابق 25- جولد تسيهر – العقيدة والشريعة فى الإسلام 26- عبدالكريم الخطيب – التصوف والمتصوفة 27- دولت عبد الله – معاهد تزكية النفوس 28- ابن الجوزى – تلبيس إبليس 29- عبد الوهاب الشعراني / الطبقاتالكبرى 30- عبد الوهاب الشعراني / لطائف المنن 31- د. سعيد عاشور/ كتاب السيد احمد البدوي ولا تقتصر خطورة بدع وخرافات المتصوفة على أنها مجردانحرافات عقلية وإنما جلضررها في ذيوعها وانتشارها حتى نخاع المجتمعوضميره وعقله، وتأثيرها فى أسلوبالمعاملات الحياتية للناس وتشكيلسلوكياتهم بعيداً عن إسلامنا الحنيف بعد أنأصبحت الصوفية عقيدة جديدةتختلف تماماً عن عقيدة الإسلام. وتحول الناس إلىمجرد قطعان غائبة عنحاضرها، يفعل بها كل مستبد ما يشاء وكأن الأمة هيالعاهرة التى لا ترد يدلامس .وساعدت الأمية والجهل بالدين وانعدام التعليم - تقريباً- بين الطبقاتالشعبيةالتى تمثل السواد الأعظم من الأمة، ساعدت على ترسيخ أفكار الصوفيةفىسلوكياتنا، فلم يفكر الناس خارج نطاق الدروشة والتسابيح وحلقات الذكروأضرحةالأولياء وكرامات الشيوخ، بدءاً من الإعفاء من تكاليف الدين،وانتهاءً بإحياءالموتى، وانصرفوا عن الاهتمام بقضايا العقل والحريةوالمساواة والعدالةوالشورى ومناهضة الفقر والمرض والقهر .تقولفرقة "الحبية"، من فرق الجبرية، من شرب كأس محبة الله عز وجل سقطت عنهوتقول فرقة " الفكرية "، من الجبرية أيضاً، إن من ازداد علماً سقط عنهبقدر ذلك من العبادة" (32). وتم توارث هذه الأضاليل والأكاذيب بين العامة سنين عديدة حتى أصبحت تراثاًشعبياً، ثم تراثاً دينياً، ثم أصبحت هي الدين نفسه الذي يُكَفَّر من يعارضهأو ينتقده. ولعمري إن هذهالموروثات وأشباهها لتمثل رمد عين التدين الصحيحوالتي آن لنا أن نلتمس لها الطب والمداواة .ذلك بعض الغث من التراثالذي يجب تمحيصه ورفضه، بعد أن خلعنا عليه قداساتمزيفة، وآن الأوانلانتهاك حرمة هذا الميراث المزيف المضلِّل الذي أصبح ديناً جديداً وعقيدةباطلة تختلف جذرياً عن إسلامنا الحنيف . وفي العصر الذي تتحقق فيه الرفعةوالمنعة بالعلم والتكنولوجيا والبحث العلميوالتعليم، يرى المتصوفة، وهممؤثرون بأفكارهم فى قطاعات عريضة من المسلمين،يرون أن تحصيل العلوم يكونبانقطاع المرء عن الدنيا تماماً، والاختلاء بالنفسفي مكان قصي: زاوية أوخانقاه، ثم يؤدى فروض الصلاة فقط، ويصرف همه دون ذلكحتى أنه لا يقرأالقرآن، ويعطل عقله حتى عن التأمل والتفكر، وعليه فقط ترديد لفظ الجلالة : الله .. الله .. الله - على طريقة دراويش حلقات الذكر، وبعدذلك تنفك لهفجأة مغاليق المعارف والعلوم.أليس ذلك مما لا نزال نراه فى حلقات الذكروالموالد ؟ وذلك في عصر الكمبيوتروالإنترنت وغزو الفضاء.ففي كتابهإحياء علوم الدين، يرى أبو حامد الغزالى أن تحصيل العلوم يكون " بأن يقطعالإنسان همه عن الأهل والمال والولد والعلم، ويخلو بنفسه في زاوية،ويقتصرعلى الفرائض والرواتب، ولا يقرن همه بقراءة القرآن، ولا بالتأمل فينفسه،ولا يكتب حديثاً ولا غيره، ولا يزال يقول: الله .. الله .. الله، إلىأنينتهي إلي حال يترك تحريك اللسان ثم يمحى عن القلب صورة اللفظ"(33) .وكيفتكون رياضة النفس حسبما يرى المتصوفة، تكون بالخلوة في مكان مظلم، وإنتعذرالظلام والوحشة، يخفى المرء رأسه في ثيابه وينتظر حتى يسمع نداء الحق ويشهدحضرة الربوبية !!، (قال أبو حامد الغزالى في كتابه الإحياء: ومقصودرياضةالنفس هو تفريغ القلب وليس ذلك إلا بخلوة في مكان مظلم، فإن لم يكنمظلمفيلقى المرء رأسه في جبته أو يتدثر بكساء أو إزار. ففي مثل هذه الحالةيسمعنداء الحق ويشاهد جلال حضرة الربوبية.وانظر إلى هذه الترتيبات والعجب كيفتصدر من فقيه عالم، ومن أين له أن الذييسمعه نداء الحق وأن الذي يشاهدهجلال الربوبية، وما يؤمنه أن يكون ما يجدهمن الوساوس والخيالات الفاسدة" (34) . وفى حين أن العقل هو حجة الله تعالى على خلقه، يذكر الغزالى في كتابهالإحياءحديثاً موضوعاً مؤداه أن (أكثر أهل الجنة من البٌله)،أي أنإغفال العقل هو الطريق إلى الجنة،وأن السلامة والهدى في البلاهة، والصلاحفي احتجاب العقل. وتأثرت العوام، فيظل الأمية والجهل، بالغلاة والجهلة مماجعل الانحرافات العقلية والدينيةوالسياسية هي المعتقدات الفاعلة في زمانهموالآن وكل آن. فغالب العامة جهلة،ترى منهم من يترك الفريضة ويزيد فيالنافلة. ولما كان تقدم المجتمع رهنا بما تقدمه الطبقة المتوسطة من كوادرمتعلمة ومواهب إبداعية، فقد عجزت هذه الطبقة،طبقة عموم الناس، عن تقديموإفراز مثل هذه الكوادر بعد أن غابت العقول قرونوقرون في ظلام وجهالة كانغثاء التراث يعمل عمله خلالها، فتم تسفيه العقل،وتشويه الدين، واعتناق ملةالصوفية، وطمس قيم العمل والعلم والتعلم. فبينماكان الغزالى ينصح الناسبتغطية رءوسهم في الجبة طلباً للحقيقة كان الفرنجةالكفرة" يلتمسونها فيالمختبرات، وفى حين طلب من الناس الجلوس في خلوة فيمكان مظلم انتظاراًللوحي كان الآخرون في أوروبا ينشئون الجامعات الحديثةويدرسون العلومالعقلية التي يحتقرها الصوفية، وانتهى الأمر بنا وبهم إلي مانحن عليه الآن : أسياد وعبيد ولكن في شكل جديد .وأبو حامد الغزالى هو الذى دخل بالتصوفعصراً جديداً حين أسبغ عليه الشرعيةالإسلامية، وقرب بينه وبين مذهب أهلالفقه، وهى خطوة جبارة لم يكن لها أن تتمإلا بشخصية الغزالي الذى تمتع فيعصره بزعامة الفقهاء والمتكلمين مع تقديرالحكام والعوام . بيد أن ذلك كلهلم يعصمه من ثورة الفقهاء عليه مع أنهمكانوا دونه علماً وشهرة، وأفتوابتكفيره وأحرقوا كتابه " إحياء علوم الدين فى مواضع شتي في البلادالإسلامية"(35 ( وبدأ موقف الغزالى من إنكاره للعقل طريقاً إلىالمعرفة في حملته الضارية علىالفلسفة، مقرراً أنه لا يقصد هدم مذاهبهاوإظهار ما فيها من عجز وتناقضوتلبيس، وإنما يقصد بحملته إلى إثبات إفلاسالعقل ليمهد نفوس الناس إلىالاتصال بالدين والترحيب بالتصوف، أي الرجوعإلى القلب الذى يدرك الحقائقالإلهية بالذوق والكشف بعد تصفية النفسبالعبادات والرياضات الصوفية، ويقرر بعد ذلك أن التصوف يلي الوحي الإلهيطريقاً إلى اكتشاف الحقيقة وأنه يفوقالعقل الذي يتمسك به الفلاسفة معقصوره عن إدراكهم"(36) . ويقول وليب هير: (إن التجربة الشخصيةللغزالى هي التي دعته إلى الاعتقاد بأنالمذهب الصوفي فى الدين الإسلامي هوالوسيلة المجدية لمعرفة الحقيقة الإلهيةرغم أن ذلك لم يمكن المؤمن منمعرفة أي شئ عن الله أو الحقيقة الإلهية يزيدعلى ما هو متواجد بالفعل فيالقرآن الكريم، وهو بذلك حاول أن يضع التجربةالصوفية في داخل نطاق الشريعةالإسلامية" (37). وماذا قدم التصوف للإسلام،؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ وهل اكتمل إسلام الصحابة والتابعين دون اعتناق التصوف؟ وهل تم دين السابقين دون كتب ابن عربي وكفريات أبى يزيد البسطامى وابنالفارض؟ .وإذا حذفنا من كتب الصوفيين الخرافات والأباطيلالتى يتنصل معاصروهم منها، لنيتبقى من كتبهم شئ، فكلها إفك وكفريات ما سئلوا عنها في أي عصر إلا قالوا إنها أكاذيب دسها عليهم آخرون إذنلماذا يقدسون هذه الكتب ويعيدون طباعتها كاملة غيرمنقوصة بما فى ذلك ماادعوا أنها أكاذيب مدسوسة عليهم؟وادعاء الدسليس جديداً على الصوفية، فكثيراً ما يلجأون إليه لإغلاق بابالمناقشة حولأي موضوع يرون أن الحق قد جانبهم فيه .وألَّف أبو حامد الغزالي كتاباًأسماه (المضنون به على غير أهله)، زعم فيه أنهناك أسراراً إسلامية جُعلتللخاصة دون العامة، وهذه الشرائع والأسرار مضنونبها على أمة الإسلام كافة،سوى الصوفيين، فهو يرى أن في الدين طبقيةوتفاضلأقوام على أقوام، الأمرالذي أغرى الصوفيين بزعم اختصاصهم بالتوصل إلى حقائقأخرى، والحصول علىالعلم اللدنى بالكشف والإلقاء في الروع ووحياً مباشرة من اللة تعاليولم يقل لنا الصوفيون ما هو هذا العلم اللدنى الذي حصلوا عليه بالكشف،وما هيالحقائق التي توصلوا إليها دون باقي خلق الله، ولماذا لم يسجلوا فيكتبهم هذهالحقائق التي اختصهم بها الله مثلما سجلوا في كتبهم الأكاذيبوالأضاليل؟وإذا كان ما أتاهم الشيطان من كفريات ظنوا أنها من الدين تتمةللملةوالعقيدة، فكيف يستقيم ذلك مع كلام الله تعالى الذي قال في محكمآياته: اليوم أكملت لكم دينكم، وأتممت عليكم نعمتي، ورضيت لكم الإسلامدينا)، هكذا في وضوح وحسم،فالدين قد اكتمل دون خزعبلات الصوفيةوبدعهم، والدين بهذه الصورة هو مارضيهالله تعالى لعباده من دين، هكذا دونزيادة أو نقصان، وما زعموه إضافة إلىالدين إنما هو محض اختلاق وضلال، إذلا يضاف إليه إلا باطل، فليس بعد الحقإلا الباطل، وليس بعد الهدى إلاالضلال. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(تركتكم على المحجة البيضاء،ليلهاكنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك). ويقول الإمام مالك: منابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة، فقد زعم أن محمداًصلى الله عليه وسلمخان الرسالة، لأن الله يقول : اليوم أكملت لكم دينكم، وأتممت عليكم نعمتيورضيت لكم الإسلام دينا). .في محاولة لتبرئة ساحة الصوفيين ونفي مغايرةظاهرهم لباطنهم، يجادلك من يقول محذراً بأن لا تنخدع بأعمال الناس وحدهافتحكم عليهم بمقتضى ظاهر عملهم؟فالنيات لا يعلمها إلا الله، هكذا يداورون . نعم النيات يعلمها الله تعالى. ولكن لا يمكن تجاهل أن اقتراف الذنب يدينولكن لا يمكن تجاهلأن اقتراف الذنب يدينمرتكبه، وأن المذنب يستحق الإدانة مهما قيل إن النياتهي المحك. أىُّ نياتتلك وقد سبق من المذنب الفعل والإثم ؟ ولا يمكنإغفال أن الصوفي مزيف الدين مذنب يلعنه الله ويتوعده بالعذاب مهماقيل إنالأمر ليس لك فنية الصوفي لا يعلمها إلا الله، هذا سخف. صحيح أن النيات هيالمحك إن لم يكن هنالك فعل وسلوك يدل ويشهد، فإن أتى المرءما يؤاخذ عليه،وجبت إدانته ولا يصح القول بغير ذلك إذ إن النية والسريرة لايعلمها سوىالله .والإيمان صنو العمل، فالعمل – أي السلوك – هو الذي يكشف درجة ما عليهالمرءمن الإيمان، وذكر في القرآن الكريم الإيمان مقترناً بالعمل في 62موضعاً. لذالا يصح على أي نحو من الأنحاء أن نفصم بين سلوك الإنسانوإيمانه فالعلاقةبينهما عضوية . أي لا يجوز أن نصف بالإسلامالمتصوفة الذين لا يصلون ولا يصومون وانفلتوا منتكاليف الدين بدعوى أنهممتصلون بالله والسماء، أو أنهم اتحدوا في الذاتالإلهية، فهذا فحش عقليومحض هراء وكفر، فتلك التكاليف لم تُرفع عن النبيالكريم ذاته . تقول فرقة التاركية، من فرق المرجئة، (ليس لله عز وجل على خلقه فريضة سوىالإيمان به، فمن آمن به وعرفه، فليفعل ما شاء، وتقول فرقة الراجية، وهىأيضاًمن فرق المرجئة: (لا نسمى الطائع طائعاًُ ولا العاصي عاصياً لأنا لاندرىماله عند الله" (38) .يقول جولد تسيهر: "والأذكار الصوفيةلاتزال حتى اليوم هي الهيكل الأساسي فيبناء الصوفية، ويرفعون من شأنها إلىأن تصل إلي مرتبة الفرائض الحتمية التيقد تتضاءل دونها الفرائض. وتصبحالفرائض بالنسبة لها واجباً ثانوياً سيانأداؤه أو إغفاله" (39).وهناك فائض كبير ومخزون رائع من القداسات ومشاعر التقديس حتى أننا نضفيهاعلى أي شئ وكل شئ، وإن كانت الحيوانات التى قدسها أصحاب الحضارات السابقة،فقد قدسوا البقر والقطط والكلاب بل حتى الخنافس، وذلك انطلاقاً من تقديسه وتأليه الحاكم نفسه. وتعدى ذلك فى زماننا إلى تقديس الهُبَّلوالمجاذيب ظناً أنهم من أولياء اللهومستجابو الدعوة. ويبدو أنسرعة وسهولة المبادرة بإضفاء القدسية على الآخر، إنما هي آلية منآلياتمدافعة سوء ظن الآخر بنا، واتقاء شره، وإبداء المسالمة. تلك النفسيةالتىاعتادت المهادنة من "أول نظرة "والاعتراف من أول صفعة "، وذلك من بابالدفاع عن النفس العاجزة عن المواجهة، أو الدخول فى صراع من أجل انتزاعالحقوق المسلوبة، كما أنها آلية لإثبات الدونية وقبول المذلة من باب اتقاءالمزيد من القهر. وتتفاوت درجة القداسة المضفاة على الآخر الذى قديكون شريراً قوياً ناهباً،فهي في أوضح صورها عبادة الفرعون، ثم تتدرج معكُهانه وجباة الضرائب، وتصبحفي العصور المملوكية هي الخوف من المماليكالذين كانوا فى نفس الوقت جباةالضرائب وفارضيها، وكذلك البدو أصحاب الخيلوالسيف ممن شاركوا أيضاً فى نهبالفلاحين وسرقتهم. اسمع إلى تراثنا الشعبيإذ تقول أمثاله: (اللي اتلسع منالشوربة، ينفخ فى الزبادي)، فهي دعوة إلىتوخى اتقاء الشر مما لا يجب أنُتَّقى منه الشر، وإنما من باب الحيطة علىضوء تجارب سابقة ثبت منها انعدامالقدرة على المواجهة. لذا لم يكنغريباً أن يتقبل المسلم تقديس أجناس وأعراق وسلالات وجماعات أخرىكالأشراف،والبكرية، والأولياء، ومشايخ الطرق الصوفية، وموتى الأضرحة الذينيلتمسمنهم المغفلون الرحمة والشفاء والتوسعة فى الرزق .ويرى ميكل ونتر أنالدولة العثمانية حاولت تشجيع تركيبات أو تكوينات أوعناصر محلية غيرمملوكية لإحداث نوع من التوازن الداخلي مع المماليك. لهذافهو يرى أن نقابةالأشراف صناعة عثمانية، رغم وجود الفكرة على نحو ما منذالعصر العباسي) (40) .والناس مولعون بإضفاء القداسات على أنفسهم وأشيائهم، فمنهم من يزعمانتسابهإلى النبي صلى الله عليه وسلم، ويَّدعون أنهم من الأشراف ويلبسونالعمائمالخضر تمييزاً لهم عن الآخرين.ومن فاتهم الزعم بالانتسابإلى النبي صلى الله عليه وسلم، قالوا بانتسابهمإلى سيدنا أبى بكر الصديقرضى الله عنه، وسموا أنفسهم البكرية، وكان نقيبهميُسمَّى شيخ السجادة. وانظر ما هي شواغل هؤلاء البكرية، هل هي شواغل تتعلق بالجهاد في سبيل اللهوالدين ؟ كلا ، بل هي (إدارة شؤون الأوقاف والإشراف على بعضالمزارات المقدسةوالأضرحة، والحصول على المنح الحكومية ومعاشات التقاعدوالرواتب"(41)،أي أنها مسألة منفعة وارتزاق باسم الدين. وحسبك أن تفتش عنالدينار حتى تنكشفلك بواعث الغايات. ومسألة زعم الانتساب إلى أصولشريفة مسألة تثير الدهشة، كيف يمكن تحرى وتتبعالأنساب من القرن الحاديوالعشرين إلى السادس الميلادي، حتى يمكن الجزموالاستيثاق بأن هذا "بكرى" أو هذا من سلالة النبي صلى الله عليه وسلم، فيأوقات لم يكن من الميسور، بل من المستحيل، إثبات تواصل سلسلة الأنساب إلىالأصول. فمن منا يمكنه الآن استخراج شهادة ميلاد جده أو جد جده ممنلا يبعد أكثر منأربعة أو خمسة أجيال؟. "وكان اصطلاح شيخ السجادةينطبق على قادة العنانية والخضرية والوفائية الذينيرجعون أنفسهم إلى عمربن الخطاب والزبير بن العوام وعلى بن أبى طالب علىالتوالي – رضى الله عنهمأجمعين. وهذه المجموعات من الأشراف – شأنهم شأنالمنحدرين من سلالة أبى بكررضى الله عنه، قد حولوا أنفسهم من جماعات أسرية عائلية إلى جمعيات صوفية" (42). واشترك شيوخ السجاجيد فى تأسيس الطرق الصوفية والحصول سنوياً على جزءمنإيرادات الأضرحة والمخصصات التى تدفعها الحكومة لها. وانظر إلى اللائحة الداخلية للطرق الصوفية إذ تقول : ( يقوم شيخ الخدمة بجمع النذور مع إبلاغالموظفين الذين لهم الحق فى الحصول على نصيب من النذور ومنح كل ذي حق حقهفىنهاية كل شهر)(43) .ويصف علماء الحملة الفرنسية ظاهرة تقديسالمصريين للأولياء في العصر المملوكي والعثماني، فيقولون: (ويقدس المسلمونعديداً من الأولياء الموتى، وهم لايعظمونهم إلاَّ لكي ينالوا منهم الصحةلأنفسهم، أو الخصوبة لزوجاتهمالعقيمات. كما يرون في أوليائهم القدرة علىإبطال مفعول الحسد والسحر المؤذى" (44). وذلك في رأينا إنما هو عين الشركالمبين. ولقد اختلطت الخرافات بالدين، وأصبحت الأباطيل والأوهام أمورا مقدسةبلاعتبرت من الدين نفسه. ولا تثريب على غير المسلمين إذا تجنبوا الإسلامإذيروْن أضاليل الصوفية وخرافات الأولياء على أنها أمور مقدسة من صميمالإسلام. وقد انتقدوا هذه الأضاليل بعقول واعية، ورأوا فيها ما يبعث علىالإشفاقوالضحك. قال علماء الحملة الفرنسية، وهم شهود عيان : " لقد صورالمصريون فيعصورهم القديمة الإله في أشكال بالغة الغرابة، وكرس المصريونالمحدثون، شأنهمفي ذلك شأن القدامى، أخطاء ومعتقدات بعيدة عن العقل ربمالم يعد من الممكن اعتقادها مع هذا المدى الذي بلغة عقل الإنسان عما كانعليه في تلك الأزمانالضاربة في القدم . وفى هذا الصدد لا يقل المصريونالمحدثون غرابة عن أسلافهم وإن كانوا أقل منهم عبقرية ومهارة، فهم يعبدونأشياء يمجها العقل من الأضرحةوالأولياء، ويلقى البله في حياتهم الاحتراموالإكبار باعتبارهم أولياءوقديسين. ويُرى هؤلاء على الدوام وهم يسيرونعراة كما ولدتهم أمهاتهم، ولكنالتقديس، أو قل العمى العام يكون بالنسبةلهم بمثابة الرداء. ويُدفن هؤلاءالأشخاص بعد موتهم في احتفال كبير، وتصبحمقابرهم للناس أماكن مليئةبالمعجزات. وفي الأرياف والأحياء البعيدة عن وسطالمدن يوجد الكثير من هذهالأضرحة التي تدين بوجودها لهبات المسلمينالمتحمسين...، وثمة عادة خاصة بمصرلا تشاركها فيها – فيما يبدو – بقيةالدول الإسلامية، تلك هي عادة إقامةالأعياد للأولياء، حيث لكل قرية وحي منمدن مصر الكبرى ولى يحتفل الشعب بيوممولده" (45).في حين كان القرنالرابع قبل الميلاد هو عصر بزوغ التفكير الحر المنظم، وغيابالفكر البدائيعند الإغريق، كان القرن الرابع الهجري لنا نحن المسلمين بمثابةبداية غروبحرية العقل والشروع فى اعتقاله، وانتشار الصوفية، وذيوع التمذهب،وترسيخالاستبداد، واعتماد البطش آلية للتعامل مع الخلق. يقول هـ.ج.ويلز: (ونجد فيالقرن الرابع ق.م قوما – يقصد الإغريق – ذوى تفكير عصري أو يكاد، يقصدتفكير يشابه التفكير في عصرنا الحالي. لقد ولَّت طرائقالفكر البدائيالشبيهة بطرائق الأطفال والأحلام، وحل محلها تناول مشكلاتالحياة بطريقةمنظمة، دون اللجوء إلى الرمزية والتخيلات السحرية البشعةالدائرة حولالآلهة البشعة والوحوش المعبودة، مثل أفكار وخرافات المتصوفة حولأقطابهموأوليائهم المعبودين، كما تلغى جميع المحظورات والمخاوف والقيود، مثل مخاوفالعامة من غضب الولي والشيخ والمهبول والمجذوب، التي ظلت تكبل حتىآنذاكتفكير الإنسان، لقد ابتدأ التفكير الحر المضبوط المنظم" (46). أي ابتدأعندهم – الإغريق – التفكير الحر المضبوط فى القرن الرابع قبلالميلاد، ولكنالعقل المسلم لا يزال معتقلاً يرسف في أصفاده منذ ألف سنة، فهلمن محرر؟وفى القرن السابع عشر ترسخ في أوربا الاعتقاد بأن العقل وحده هو وسيلةاكتشافالحقائق حول طبيعة الإنسان والكون، وظهرت في القرن نفسه حركةالتنور، وهىحركة أدبية فلسفية تناهض الخرافات والجهل وتدعو إلى تمحيصالمعارف التقليديةوالأفكار المتعارفة، وتحض على انتقاد الموروث وتمحيصه فيضوء العقل والعلم،ونبذ الخرافات والأباطيل. وفي الوقت الذي كان فيه مفكروالغرب يكتبون الكتبالتي تحدث تغييرات أساسية في العقول والنفوس، مثل كتاب (مقال في المنهج) الذيألفه رينيه ديكارت سنة 1637 والذي يشكك في التنجيمويوجب على الباحث التحررمن كل سلطة سوى سلطة عقله، ويطلب منه رفض الأفكارالسابقة التي لم يقم عليهادليل عقلي، كان الصوفية يزعمون المشي على الماءوالطيران في الهواء والتواجد في أكثر من مكان في وقت واحد. وأدت التفاسيرالنقدية للكتب المقدسة إلى إضعافهيبة العقيدة الدينية الرسمية في انجلترا،ولم يجرؤ في عالمنا الإسلامي أحد من الفقهاء على الرد على الصوفية سوى عدد قليل مثل ابن تيمية في القرن الثامن الهجري، وبرهان الدين البقاعي في القرنالتاسع الهجري .وامتدت حركة التنور على الصعيد السياسي منجون لوك (1632-1704) إلى الثورةالفرنسية (1789)، وآمن زعماء حركة التنور – بضرورة الإصلاح والأخذ بروح البحث العلمي، والتسليم بمبدأ نيوتن القائلبخضوع العالم لقوانين يمكن اكتشافها،والاعتقاد بوجوب تعميم المعرفة بحيثيتاح للناس كافة الانتفاع بنعمة العقل،ومحاربة أضاليل القدماء التي أدتإلى الخرافات وأصبحت ذريعة للاضطهاد . واستمر تأثير حركة التنور في أوروبا،التي بدأت في القرن السابع عشر، إلىالقرن الثامن عشر بفعل الحركات العلميةوالعقلية وترسيخ روح البحث العلميوالعقلي وبفضل الانتقاد الجذري للمؤسساتوالقيم والممارسات السائدة، وتم ذلككله بفضل الإيمان الراسخبالعقل.وفى ذلك الوقت، القرن الثامن عشر، كان الدراويش والصوفيونفي بلاد الإسلام همالمسيطرين على ضمير وعقل الأمة، بل قُل ما تبقى من عقلالأمة . وبينما كانوايباهون بقدرة أبى يزيد البسطامي الصوفي الشهير الذييدَّعى استطاعته إطفاء جهنم بثوبه المرقّع، كان بولتون وواط يخترعان المحركالبخاري. وبينما كان الفلاح المصري لا يجد ما يأكله أو يلبسه بسببالفقر والكسادوالقهر، كان ثمة 70 بنكاً في لندن سنة 1800م، 400 بنكاًريفياً تصدر سنداتهاالخاصة،وقبل ذلك تأسست البورصة سنة 1773. وبينما كانتالحكومات فى الغرب ترعىالصناعة والعلماء والجامعات والمفكرين، كان الخلفاءالعثمانيون يرعون الطرقالصوفية ومن أهمها الطريقة البكطاشية والطريقةالمولوية. وظهرت في بلادنا فيزمن المماليك الطريقة الكيلانية والرفاعيةوالنقشبندية والشاذلية .... وغيرهاوفى الوقت الذي اكتشف فيه نيوتن قوانينالحركة، وبدأت بعده الثورة الفكريةالتي أطلق عليها (الجمهورية)، فقامتالجمهورية الفرنسية 1789، واستقلالأمريكان عن الإنجليز وأنشأوا حكومتهمالقومية سنة 1783، كان الصوفيون فيبلادنا مشغولين بشروح التصوف الشائع،وتكوين الطرق الصوفية، أما العلوموالسياسة والدين الصحيح فوقعت خارج دائرةاهتمامات الصوفية والسلاطين . وعندما كان الصوفيون يفاخرون بأنياقوت العرشي (زوج ابنة المرسى أبى العباس ) كان يرى العرش من فوق سبعسماوات إذ كان دائم الحملقة في السماء ، في هذاالوقت كان فان لو فنهوكيصقل العدسات ويصنع الميكروسكوب (المجهر)،وعندما تفاخر أحدهم بأنهيعرف أزقة السماء !!؟ كما يعرف الناس أزقة الأرض،كان العلماء الأوروبيونجاليلو جاليلي ، وكبلر ، وبوهر يدرسون الأفلاكوالأجرام السماويةبالتلسكوبات المقِّربة.ولما تباهى إبراهيم الدسوقى بأنه يستطيع غلقأبواب جهنم بمرقعته (ثوبهالبالي)، كان أعداؤنا من كل ملة وجنس يسحقونناسحقاً .ومازال زاعمو المشي على الماء والطيران في الهواء يعيشونبين ظهرانيناويقيمون حلقات الذكر والسماع، ولم نسمع عن أحد منهم وقد تطوعلتهريب الأسلحةإلى أبنائنا في فلسطين عن طريق شاطئ غزة، إذ يسهل عليهمالمشي فوق الماء دونأن تدركهم دوريات المراقبة الإسرائيلية، أو أن ينقلواالجرحى الفلسطينيين منالأطفال والنساء عن طريق الطيران بهم في الهواء علىطريقة الإسعاف الطائر ... لم يقل لنا أحدهم أين هم الآن بقدراتهم الهائلةالتي يزعمونها زوراً وبهتانا،ً ولله الأمر من قبل ومن بعد .وكانت الروايات قد ذاعت بأن السيد أحمد البدوي قادر على إحضارالأسرى منبلاد الفرنجة بإشارة يسيرة منه وهو فوق السطح في طنطا، حتى ليطيرالأسير منعكا، وبعد ذلك يكون في طنطا يرسف في قيوده)(47) الأمرالذي لا يستطيعه الكوماندوز الأمريكان ولو استعانوا بطائرات الأباتشيوأسلحة الليزر. لذا يردد أتباع البدوي في تراتيلهم : الله .. الله .. يابدوىجاب اليُسرى - أي الأسرى - وعلى النقيض من شجاعة البدوي وبراعته هذهفياقتناص الأسرى من على السطوح،كان خليفته المعروف باسم "الأبيض" وهو الشيخ محمد سالم الدمشقي، كان جباناً،إذ حاول التهرب من الخروج معالسلطان الغورى في حربه مع العثمانيين سنة 1516،لولا أن السلطان أرغمه علىالخروج مع الجيش . وأخذ السلطان الغورى معهالصوفيين بطبولهم ومزاميرهموأعلامهم، تبركاً وتيمناً بهم، إذ كان يظن أندعاءهم مجاب ! وعندما اشتدتالمعركة وحمى وطيسها قال لهم: (ادعوا لي اللهبالنصر فهذا وقت دعائكم) ،وفعلا زعق الصوفيون ملء حناجرهم بالدعاء، وهُزِمالسلطان الغورى هزيمةنكراء وأبيد عسكره وأصيب بالفالج، بل لم يُعثر على جثتهبعد أن ضاعت تحتسنابك الخيل، إنها بركات الصوفية.وكان خليفة إبراهيم الدسوقى بصحبة خليفةأحمد البدوي في المعركة حيث ماتا شرميتة ، ولم يجد دعاؤهما نفعاً فيمواجهة بنادق العثمانيين التي لم يكن يعرفهاالمصريون، وربما نسيا- أيالخليفتان المصروعان – أن يحضرا معهما في المعركةويصف لنا هذه الواقعة شاهد عيان وهو ابن زنبل الرمالالذي قال في كتابه آخرة المماليك : "وكان مع الغورى خلفاء المشايخ، مثلخليفة سيدي أحمد البدوي،وسيدي عبد القادر الجيلانى، وسيدي إبراهيم الدسوقىوأمثالهم، فلما وقعتالكسرة، أي الهزيمة، على الغورى بقي المشايخ المذكورونبحلب فلما سمعوا بأنالسلطان سليم قادم إلى حلب خافوا من سطوته، فأخذوا فيالذهاب نحو دمشق. ولمارآهم على بعد مع الرايات والأعلام – من أدوات النصبالتي لم تغن عنهم شيئاً – قال : ما هؤلاء ؟ قالوا له: هؤلاء خلفاء المشايخكانوا جاءوا مع الغوري، فلماكُسر خرجوا يريدون الذهاب إلي مصر، فأمربإحضارهم. فلما مثلوا بين يديه أمربقطع رقابهم واحداً بعد واحد، ولم يرحممنهم كبيراً لكبره، ولا صغيراً لصغره،فقتلهم عن آخرهم، وكانوا يزيدون علىألف رجل"(48) .ولا يوجد عاقل واحد صحيح الإيمان يصدق الكرامات المزعومةلهؤلاء الأولياءوالشيوخ، لكن العامة تصدق وتعتقد اعتقاداً راسخاً فى هذهالخرافات التي تؤثرفي سلوكياتهم. ولم يقل لنا أحد لماذا لا تحدث هذهالكرامات في أيامنا هذهوتتجلى أمام أعين المثقفين والمستنيرين من غيرالمسترهبين بأباطيل الصوفية،أم أنها كانت خاصة بالجهلة والمجاذيب فيالقرون الخوالي ؟بعدما اكتشف الملاح البرتغالي فاسكو دى جاما الطريق البحريبين الشرق والغربعن طريق رأس الرجاء الصالح، تمكن البرتغاليون في سنة 1498من السيطرة على بحر الهند، ومنعوا العرب من الوصول إلى الهند بحراً، الأمرالذي قضى على تجارتهم،وأصاب اقتصادهم بالكساد، وعطل المد الإسلامي في هذهالمناطق، بل إنالبرتغاليين كانوا ينهبون قوافل الحج المتوجهة من الهند إلىمكة (ولم يتنبهأحد إلى خطورة ما وقع على الساحل الجنوبي للهند – أيالسيطرة على سواحل جنوبالهند وقطع الطريق على تجارة المسلمين- فقد كانالجميع، أي المسلمونوفقهاؤهم، يطوفون في عالمهم الروحاني !! حتى يتمكنوامن الوصول إلى اجتهادات في أبحاث معقدة عن وحدة الوجود (فلسفة الصوفية)!،ولهذا ظلوا لا يدرون شيئاًعن هذه الواقعة التي حدثت لبلدهم، فقد طورتالأمم الغربية قواتها البحريةوسيطرت على سواحل البلاد وهم أمامها بلا حولأو قوة،.. وأول من شعر بأهميةالقوة البحرية هو حيدر على (1722 - 1782) والد السلطان تيبو، فحاول إقامةمصنع للسفن الحربية في جزيرة (مالديف)، إلاأن الوقت كان قد ولَّى، وسبقالسيف العذل، فلم يحقق أي نجاح من مشروعه"(49) .ولم يقل لنا أحد من الصوفيين أو المدافعين عنهم أنه مادامت الحقائق تنجليوالمستور ينكشف للصوفيين دون أجهزة علمية أو معامل أو علماء وبلا دراسة أواحتياج لمدارس أو جامعات، مادام الأمر كذلك، فلماذا لم يكتشف لنا أحدهمخلالالألف سنة الماضية قوانين نيوتن للحركة والجاذبية، أو قوانين بويلللغازات، أو قوانين كبلر الفلكية، أو الكهرباء، أو أشعة إكس ... بل لم يقللنا أحد منهم ماذا كشفوه من الحقائق التى ادعوا كشفها بالكشف والتذوق منذابتلى بهمالعقل المسلم فى القرن الثالث الهجري وإلى الآن . وإذ ثبتلنا أنه لم ينكشف للصوفية أىّ من قوانين الكون والطبيعة والأشياء، أيتلكالقوانين التي قامت عليها المدنية الحديثة. فينبغي إذن أن تكون كشوفهمغيبية، وروحية، وميتافيزيقية. أي بان لهم من عوالم الغيب الحقائق التيتقربهممن الله والملائكة والعرش والسماوات العلى. إذن هم ارتقوا إلى عوالملم يرقإليها أحد من الصحابة الكرام رضى الله عنهم أجمعين، بل لم يرق إليهاالنبيصلى الله عليه وسلم نفسه، إذ لم يدَّع – حاشاه – أنه يعرف أزقةالسماء كمايعرف الناس أزقة الأرض، ولم يدع رؤية عرش الله تعالى وهى أمورادَّعاها أصاغرالصوفيين ومجاذيبهم. ومادام الأمر كذلك، وبلغت مراقيهمالأعالي، فوجب لهم ما لم يجب لنبي العالمين عليه الصلاة والسلام، إذ أعفواأنفسهم من العبادات،الأمر الذي لم يجز للنبي نفسه إذ ظل يصلى ويصوم ويؤدىكل ما أمره به الله منعبادات حتى توفاه . ومادامت كشوف الصوفيةخاصة بالذات الإلهية، فليقل لنا أحد كيف يكون ذلك وقدأخبر الله تعالى نبيهبأن الروح، وهى من مخلوقات الله تعالى، من أمره وحده،ويسألونك عن الروحقل الروح من أمر ربى)، أي لا أحد سواه يعلم عنها شيئاً، فما بالكم بالذاتالإلهية،وباقي الأمور الغيبية التي لم يفصح الله عنها، كوصف العرش وماشابه ذلك. تُرى من هم أولى بقصد الحديث الشريف الذي يقول : (أنا فرطكم علىالحوض،وليختلجن رجال دوني، فأقول يارب أصحابي، فيقال: إنك لا تدرى ماأحدثوا بعدك). تُرى أكان الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم يقصد بدعةالتصوف والصوفية إذ قال : (أوصيكم بتقوى الله، والسمع والطاعة وإن عبداًحبشياً، فإنه من يعيشبعدى فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتي وسنةالخلفاء الراشدين المهديين منبعدى، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ،وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثةبدعة، وكل بدعة ضلالة). ابن الجوزى / تلبيس إبليس33- المرجع السابق ابن الجوزي- 34- المرجعالسابق 35- د. أحمد صبحي منصور – العقائد الدينية فى مصر المملوكيةبين الإسلام والتصوف . 36- د. توفيق الطويل / فى تراثنا العربيالإسلامي. 37- وليب هير / الأصولية الإسلامية فى العصر الحديث 38- ابن الجوزى / تلبيس إبليس 39- جولد تسيهر – العقيدة والشريعة فىالإسلام 40- ميكل ونتر – المجتمع المصرى تحت الحكم العثمانى مقدمةبقلم د. عبد الرحمن عبد الله الشيخ. 41- فريد دى يونج –تاريخ الطرق الصوفيةفى مصر فى القرن التاسع عشر . 42- المرجع السابق . 43- المرجع السابق – اللائحة الداخلية لعام 1905 – القسم الأول – المادة 3 44- علماء الحملة الفرنسية – وصف مصر – الجزء الأول 45- المرجع السابق 46- هـ.ج. ويلز – موجز تاريخ العالم 47- الشعراني – الطبقات الكبرى، هاملتون جب – مختصر تاريخالعالم الاسلامي 48- ابنزنبل الرمال – آخرة المماليك 49- وحيد الدين خان – واقعنا ومستقبلنا في ضوءالإسلام منقول للفائدة |
#2
|
|||
|
|||
رد: هذه هي الصوفية لمن لا يعرف ولمن يسأل
أخي سلطان المصري جزاك الله خيراً على هذه الموضوع |
أدوات الموضوع | |
|
|