هل صلاة الجمعة واجبة على المرأة؟

[المراقب العام]

السلام عليكم
تم نقل هذا الموضوع من قسم المقالات بشبكة أنصار السنة على الرابط التالى
http://www.ansarsunna.com/play.php?catsmktba=27

للأستاذ /مروان محمد عبد الهادى

إلى هذا الرابط ليجيب عنه المشايخ لاحتوائه على العديد من المغالطات والشبهات التى تحتاج لتوضيح وتبيين.
==============================
يقول صاحب المقال :

هل صلاة الجمعة واجبة على المرأة؟

بسم الله الرحمن الرحيم

هل صلاة الجمعة واجبة على المرأة؟

استدل القائلون بعدم وجوب صلاة الجمعة على المرأة، بحديث منسوب إلى رسول الله (ص) عن قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَال "الْجُمُعَةُ حَقٌّ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ فِى جَمَاعَةٍ إِلاَّ أَرْبَعَةً عَبْدٌ مَمْلُوكٌ أَوِ امْرَأَةٌ أَوْ صَبِىٌّ أَوْ مَرِيضٌ" -صحيح سنن أبي داود

لقد تجرأ العلماء والسادة الفقهاء على الله تعالى وأجمعوا ..! على العبث بفريضة صلاة الجمعة، وإعتبارها غير واجبة على المرأة .. فحق قوله سبحانه: وَإِنَّ كَثِيرًا لَّيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِم بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ - الانعام 119

الجواب: نعم بالتأكيد، صلاة الجمعة على المرأة واجبة وهذا قول فصل من كتاب الله تعالى

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ الجمعة 9

فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ - الجمعة 10

وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ - الجمعة 11

مصداقية الحديث

الحديث المنسوب إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم، مصنف بحديث حسن!! وبحسب اقوال العلماء انفسهم صححه غير واحد!!. قَالَ أَبُو دَاوُدَ طَارِقُ بْنُ شِهَابٍ قَدْ رَأَى النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم- وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ شَيْئًا..!! حديث حسن !! رواه أبو داود والحاكم في المستدرك عن طارق بن شهاب

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُو

وردت جملة يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُو في كتاب الله تعالى مئتان وعشرون مرة، ولم يختص الحق سبحانه وتعالى في هذه الجملة الذكور من دون الاناث، أو الاناث من دون الذكور ولو مرة واحدة .. ولكن علماء السلف والخلف والسادة الفقهاء أوجبوا الإستتثناء في صلاة الجمعة، فاستثنوا النساء من هذه الفريضة.!! لنتتدبر قول الحق تعالى في الذين آمنوا

وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ - البقرة 82

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ - البقرة 153

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ - البقرة 182

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ - البقرة 278

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ المآئدة 90

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ البقرة254

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً - النساء136

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ - المائدة51

اقوال العلماء من السلف والخلف والإجماع المخالف لكتاب الله تعالى
الشيخ الدكتورعطية صقر من مشيخة الازهر

صلاة الجمعة غير واجبة على المرأة .. وذلك للحديث ..!! الذى رواه أبو داود والحاكم ، وصححه غير واحد! الجمعة حق واجب على كل مسلم فى جماعة، إلا أربعة:

(عبد مملوك؟!) (أو امرأة) أو صبى أو مريض

ولحديث أم عطية ..!! الذي أخرجه ابن خزيمة: نهينا عن اتباع الجنائز، ولا جمعة علينا ، لكن مع ذلك لو صلت الجمعة صحت وأغنتها عن صلاة الظهر باتفاق الفقهاء !!!! وهل يستحب لها صلاتها ؟ قال الأحناف..!! الأفضل لها أن تصلى فى بيتها ظهرا، لمنعها عن الجمعة، سواء أكانت عجوزًا أم غيرها

وقال المالكية .!! إن كانت عجوزًا لا أرب للرجال فيها جاز حضورها الجمعة!! وإن كان فيها أرب كره حضورها.. أما الشابة فإن خيف من حضورها الفتنة حرم عليها الحضور.. وإلا كره

وقال الحنابلة!! يباح لها الحضور لصلاة الجمعة إن كانت غير حسناء ..!! فإن كانت حسناء كره

وقال الشافعية!! يكره للمرأة حضور الجماعة إن كانت مشتهاة ولو فى ثياب بالية!! وكذا غير المشتهاة إن تزينت أو تطيبت!! وكل ذلك إذا أذن لها وليها بالحضور! وإلا حرم!! عليها حضور الجماعة كما يحرم!!

حضورها إذا خيفت الفتن

وقال الشوكاني في تعليقه على الحديث المذكور
فيه عدم وجوب الجمعة على النساء، أما غير العجائز (يقصد الشابة) فلا خلاف في ذلك، وأما العجائز فقال الشافعي: يستحب لهن حضورها

ابن العربي في شروط صلاة الجمعة العقل ، والذكورية!! والبلوغ، والقدرة!! والإقامة، والقرية .. إبن العربي

.. إجتهاد العلماء من خارج النص ومخالف لكتاب الله
قال الأحناف..!! الأفضل لها أن تصلى فى بيتها ظهرا، لمنعها عن الجمعة، سواء أكانت عجوزًا أم غيرها

مفاضلة الاحناف لا قيمة لها على لاطلاق، ولا تعنينا بشيئ امام نص الهي واضح وصريح، وهذا يذكرنا بقوله تعالى:

أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ - البقرة 85

وقال المالكية .!! إن كانت عجوزًا لا أرب للرجال فيها جاز حضورها الجمعة!! وإن كان فيها أرب كره حضورها.. أما الشابة فإن خيف من حضورها الفتنة حرم عليها الحضور.. وإلا كره

كلام غريب للإمام مالك رحمه الله (إن صحَ) وبحسب كتاب الله تعالى المرأة والرجل مكلفان بفريضة صلاة الجمعة، كانت عجوزاً، للرجال فيها ارب!. أو كان فيها ارب للرجال!

لتجنب الفتنة، كان على الامام مالك ان يتذكر قول الله تعالى: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ - النور 30

وقال الحنابلة!! يباح لها الحضور لصلاة الجمعة إن كانت غير حسناء!!! فإن كانت حسناء كره!

إن صحَ) هذا القول للإمام إبن حنبل) يكون فيه تعدٍ على شرع الله تعالى وظلم كبير للحسناوات .. على حسب تعبير الحنابلة

وقال الشافعية!! يكره للمرأة حضور الجماعة إن كانت مشتهاة ولو فى ثياب بالية!! وكذا غير المشتهاة إن تزينت أو تطيبت!! وكل ذلك إذا أذن لها وليها بالحضور! وإلا حرم!! عليها حضور الجماعة، كما يحرم حضورها إذا خيفت الفتن

الامام الشافعي يحرَم على المرأة المشتهاه صلاة فريضة الجمعة! (إن صحَ) قول الامام الشافعي، فإنه بقوله يحرَم مع الله!! وكأنه أو انه يجهل فعلاً ان التحريم لله تعالى حصرأ

ابن العربي في شروط صلاة الجمعة العقل ، والذكورية!! والبلوغ، والقدرة!! والإقامة، والقرية.

من اين جاء إبن العربي بشرط الذكورية في صلاة فريضة الجمعة؟؟ لا نظن إبن العربي يستسهل الافتراء على الله تعالى، وسبحانه يقول:

وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَشْكُرُونَ - يونس 60

.. الذي يذهب إلى القبر لا يعود..

في هذا المقام لا يسعنا إلاً أن نترحم على هؤلاء العلماء الذين بذلوا جهوداً جبارة.. في تأويل مالا يجوز تأويله (الإيآت المُحكمات) وما كان لهم أن يفعلوا، مصداقاً لقوله سبُحانه وتعالى:

{هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ }آل عمران7

لقد ضيقوا رحاب آيات الله البينات وقيدوها بتأويلات بشرية غُلفت بأحاديث مفتراة على رسول الله – صلى الله عليه وسلم وهو منها براء، ..! جُلَها يتعارض بشكل صارخ مع ما أوحيَ إليه عليه أفضل الصلوات والسلام .

أما السادة العلماء .. فأذكرهم بقول الحق سبحانه وتعالى:

وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ - يونس 36

وَإِنَّ كَثِيرًا لَّيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِم بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ - الانعام 119

وفي الختام، أذكر نفسي أولاً والقراء جميعاً، بقول الحق سبحانه وتعالى:

وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُم بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَن ذِكْرِهِم مُّعْرِضُونَ - المؤمنون 71

صدق الله العظيم
ودمتم بحفظ الله ورعايته

[أبو جهاد الأنصاري]

إن الحمد لله ،نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ،ونعوذ بالله العظيم من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهد الله فلا مضل له ،ومن يضلل فلا هادى له ، وأصلى وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين ، وبعد ،،،

فعلى عادتهم ، فإن منكري السنة يحلو لهم أن يتبعوا - مع السنة - مبدأ خالف تُعرف ، وجعلوا من مخالفة السنة مبدءاً أصيلاً من مبادئ منهجهم الفاسد ، تماماً كما جعل الشيعة من مخالفة أهل السنة أصلاً من أصول الاستدلال عندهم ، وهنا لا أملك إلا أن أقول ما قاله الله سبحانه : ( أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ ) [ الذاريات : 53 ]

فعلى ما يبدوا أننا لم ننفض أيدينا من روافض العصر القديم ، حتى بزغت لنا بازغة أسوأ وأضل سبيلاً ، ألا وهم الروافض الجدد ، وأقصد بهم منكري السنة.

وأتأمل كيف يستدل منكروا السنة الأحكام من القرآن الكريم ، فأصاب بكثير من الدهشة ، ومزيد من الأسى على الحال المتردى الذى بلغه هؤلاء فى فهم هذا الدين ، ويكسو قلبى الأسى على ما يفعله هؤلاء لهدم هذا الدين ،تماشياً مع ما يمليه عليهم أسيادهم التنصيريون.

واضح لى تماماً أن أسلوب اللاقرآنيين فى الاستدلال ينحصر فى التالى :

1- تعطيل وإنكار ما جاءت به السنة النبوية من أحكام.

2- الذهاب إلى كتاب : المعجم المفهرس للألفاظ القرآن الكريم الذى صنفه وأعده فضيلة الشيخ العالم المسلم السنى / محمد فؤاد عبد الباقى ، وجمع مجموعة ألفاظ جاءت فى سياق واحد.

3- النظر بفهم قاصر إلى آيات كتاب الله ، وحصرها على فهم معين غير مستقيم.

4- لي أعناق هذ الآيات لتدل على شئ مخالف للسنة النبوية ، على اعتبار أنها لم تأت بتفاصيل الأحكام كما جاءت به السنة مبينة له.

وقد يستعيض المنكر للسنة عن كتاب المعجم المفهرس ويستخدم الحاسب الآلى فى هذا الأمر ، وسيان فالهدف عنده واحد ألا وهو جحد السنة وتعطيلها.

هذا الكلام بحرفيته ينطبق على ما فعله صاحب الموضوع الحالى : هل صلاة الجمعة واجبة على المرأة؟

وطبعاً تنظيم الموضوع يستلزم المرور على كتب أهل السنة ، ويتم جمع أقوال العلماء فى الأمر ، والتركيز على اختلاف الاجتهادات والفتوى ، ثم الغمز واللمز للأحاديث النبوية الواردة والمستند إليها فى الفتاوى ، كأن يكون الحديث حديث آحاد ، أو حديث حسن ، أو له طرق ضعيف تتقوى ، وهكذا.

ويا حبذا لو أن الحديث الوارد كان فى الصحيحين أو أحدهما ، حيث لابد أن يختتم الموضوع - عندهم - بتشنيع على البخارى ومسلم ولابد.

ولقد آليت على نفسى أن أتخذ منهجاً جديداً فى الرد على منكري السنة - والله وحده المستعان - ألا وهو الرد عليهم من القرآن نفسه. وإثبات أن السنة قد توافقت معه كل التوافق. وإثبات أن الخلط قد جاء من قصور فهم المنكرين للسنة ، وجهلهم وعجزهم عن إدراك مراد رب العالمين إدراكاً سليماً. وأن لا أسلوب قويم فى تفسير القرآن إلا باتباع السنة.

وإليكم ردى على هذه المزاعم.

[أبو جهاد الأنصاري]

قد ذكر صاحب المقال أن قوله تعالى : ( يأيها الذين آمنوا ) قد جاءت فى القرآن مائتين وثمانية وعشرين مرة ، وأزيده فأقول بأن كلمة ( آمنوا ) قد وردت فى القرآن مائتين وثمانية وخمسين مرة ،طبعاً مرجعى فى هذا كتاب المعجم المفهرس ، ولا غضاضة طبعاً فى استخدامه.

والاستدلال الوحيد صاحب المقال الذى على أساسه ادعى أن صلاة الجمعة واجبة على المرأة المسلمة ، مخالفاً بهاذ ، ما اشتهر عن جمهور علماء أهل السنة ، حجته الوحية فى هذا أن كلمة ( آمنوا ) لفظ عام يشمل الرجال والنساء على حد سواء ، جميعاً , لا تفريقاً.

وقد حاد عن الصواب وخالف الحق وجنح إلى الباطل فى هذا ، وقد قال ما نصه:

وردت جملة يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُو في كتاب الله تعالى مئتان وعشرون مرة، ولم يختص الحق سبحانه وتعالى في هذه الجملة الذكور من دون الاناث، أو الاناث من دون الذكور ولو مرة واحدة

ثم أخذ يشنع ويتطاول ويتعالى ويفترى البهتان على علماء أهل السنة سلفاً وخلفاً ، وما ضرهم شئ مما يدعى بل الضرر يلحقه هو لا غيره ، حيث أساء إليهم بالغيبة والنميمة والبهتان والافتراء ، ورميهم بالكذب ، علاوة على تذكيته لنفسه ، زاعماً أنه علم ما جهل عن علمه الأولون والآخرون ، ولو كان مصيباً ما جاز له أن يقول هذا ، ناهيك عن أن يكون قد أخطأ ، ذلك أن الله سبحانه يقول : ( فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى ).

فلو أصاب فى رأيه فهو مخطئ بنص الآية حين يزكى نفسه ، فما بالنا أنه قال على الله ما لا يعلم ، ثم يعود فيزكى نفسه ، يتخلل هذا التهجم على العلماء. وإنا لله وإنا إليه راجعون.

أما عن قول الله تعالى : ( يأيها الذين آمنوا ) وزعمه أنها تشمل الرجال والنساء على حد سواء ولم تأت فى القرآن ولو مرة واحدة ليقصد منها الرجال دون النساء فهذا والله لهو البهتان العظيم ، وقول على الله بغير علم ، وجهل وقصور عن فهم آيات الله الواضحات الجليات.

فها هنا - رداً - على هذا أسوق إليكم عدة مواضع قد جاءت فيه قوله تعالى : ( يأيها الذين آمنوا ) ليقصد منها الرجال دون النساء ، مقسمة على مجموعتين :
الأولى : محتملة الدلالة للرجال دون النساء بدرجة كبيرة جداً.
الثنية : مؤكدة الدلالة بشكل كامل لا شبهة ولا شك ولا ريب فى هذا. ومن ادعى غير هذا فهو أجهل من حمار قومه.

وأبدأ بالمجموعة الأولى التى جاء فيها قوله تعالى : ( يأيها الذين آمنوا ) محتملة الدلالة للرجال دون النساء فهى مواضع جاء فيها هذا النداء للرجال فى مقام الحرب والجهاد والقتال ،ولا شك أن هذا الأمر خاص بالرجال ،إلا أن يقول السادة منكروا السنة غير هذا ، تماشياً - طبعاً - مع أسيادهم التنصيريين الذينيجندون النساء فى صفوف الجيش لإمتاع الرجال.

وهذه الآيات هى :
1- قوله تعالى : ( فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ ) [ البقرة : 249]

2- قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا ) [ النساء : 71 ]

3- قوله تعالى : ( الَّذِينَ آَمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ) [ النساء : 76 ]

4- قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ ) [ المائدة : 95 ]

5- يقول تعالى : ( إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آَمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ ) [ الأنفال : 12 ]

6- يقول تعال : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ (15) وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (16) ) [ الأنفال ]

7- يقول تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا ) [ الأنفال : 45 ]

8- يقول تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً ) [ التوبة : 123 ]

يلحق بهذه المجموعة مواضع ذكر فيها النداء بـ ( يأيها المؤمنون ) فى مواضع لا يُظن أن يكون فيها نساء أصلاً وهى :

9- يقول تعالى : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آَذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا (69) )

10- يقول تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (1) ) [ الحجرات ]

11- يقول تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (2) ) [ الحجرات ]

المجموعة الثانية : جاء فيها هذا النداء الشريف ولا يقصد به إلا الرجال فحسب حيث جاء فيه ذكر المؤمنات والنساء فى مقابلة ( يأيها الذين آمنوا ) وهى :

1 - يقول تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا (53) ) [ الأحزاب ]

2- يقول تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا (49) ) [ الأحزاب ]

3- يقول تعالى : ( فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا اقْتُلُوا أَبْنَاءَ الَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءَهُمْ وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ (25) ) [ غافر ]

4- يقول تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ ) [ الممتحنة : 10 ]

5- يقول تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ ) [ التغابن : 14 ]

6- يقول تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا ) [ التحريم : 6 ]

فتأمل إلى هذه السبعة عشر موضعاً جاء فيه ذكر كلمة الذين ( آمنوا ) ليشار بها إلى الرجال دون النساء وتأمل ما ذكره صاحب المقال بأن هذا النداء لم يأت فى القرآن إلا عاماً فى حق الرجال والنساء على حد سواء ، ليحيل هذه القاعدة الباطلة إلى قوله تعالى : ( يايها الذين آمنوا ) فى سورة الجمعة ليدعى أن صلاة الجمعة فرض على الرجال وعلى النساء سواءً ، لا لشئ إلا لإنكار وجحد حكم من أحكام السنة النبوية المطهرة التى تفيد بأن هذا الحكم غير واجب عليهن بل هو مستحب.

هذا ما سطرته سريعاً للرد على هذه الشبهة ، ولنا عودة بإذن الله .....