هل التحالف العربي بقيادة السعودية الذي يقود الحرب في اليمن عدوان على المسلمين؟

[الأثري]

المحمود الله جل جلاله
والمصلى عليه محمد وآله أما بعد

هل التحالف العربي بقيادة السعودية الذي يقود الحرب في اليمن عدوان على المسلمين؟

تتعرض منطقتنا العربية والاسلامية لبلاء عظيم نتيجة تعدد المشاريع الاستعمارية والأطماع الاقتصادية في بلداننا من طرف دول لا تريد أن تلتزم بحدودها الوطنية بل لها مشاريع مدمرة لاحتلال غيرهم واخضاعهم بل وابادتهم عن بكرة أبيهم.
وأبرز هاته المشاريع المشروع الايراني والمشروع الاسرائيلي الغربي بالاضافة الى المشروع التركي العثماني ( الذي سوف نتحدث عليه في مقال جديد).
لا شك أنكم لاحظمتم جميعا أنه بعد سقوط العراق في أيدي التحالف الأمريكي البريطاني،وجدت ايران الساحة فارغة أمامها لتملأ البلدان العربية بالميليشيات الشيعية على غرار ميليشيا الحرس الثوري الايراني و الحشد الشعبي في العراق وحزب الله في لبنان وجند الحق في البحرين والحوثيون في اليمن...الخ
والخطير في الموضوع أن هاته الميليشيات الشيعية أصبح تعداد مقاتليها ونوعية أسلحتهم أكبر بكثير من الجيوش الوطنية النظامية‘، فهل يستطيع الجيش الوطني اللبناني التصدي لميليشيا حزب الله في لبنان
أم هل تستطيع الحكومة العراقية المهلهلة السيطرة على ميليشيا الحشد الشعبي في العراق
و ألم نشهد كيف قامت ميليشيا الحوثي الايرانية بطرد حكومة اليمن الشرعية من البلاد واحتلال اليمن كاملا في 36 ساعة فقط.
إنّ هذا الاحتلال الايراني لبلداننا العربية الوطنية، نتج عنه اخراج أوطاننا من الحضيرة العربية والسنية واختطافها لتصبح جزءا من المشروع التوسعي الايراني.
وسلوك ايران الاستعماري في المنطقة ليس نهجا طارئا عليها بل هو تنفيذ لبنود موجودة في دستورها تقضي باحتلال دول الخليح العربي والسيطرة على كعبة المسلمين.

وبعد هذا نسأل سؤلا مهما: هل يوجد شخص عربي مسلم يرضى أن تختطف ايران منا بلدا عربيا جديدا وهو اليمن وتضمه الى مشروعها الامبراطوري؟
ألم يكف اختطاف ايران للعراق حيث أن حكومته شيعية وميليشياته شيعية وقيادة جيشه شيعية واقتصاده وأمنه صار يدور في فلك ايران
واختطافها للبنان وللبحرين وسوريا حتى نفقد بلدا عربيا جديدا ، كي تتسلمه ميليشيا الحوثي الشيعية الايرانية وتخرجه تماما من انتمائه العربي الاسلامي، ليصير خنجرا جديدا في ظهر هاته الأمة التي ندعو الله أن ينقذها من مخالب أعدائها.
الجواب الطبيعي أنه لا يوجد شخص عربي مسلم يرضى بسرقة بلد عربي جديد على يد الميليشيات الايرانية.

الجزيرة القطرية:من حرب" استعادة الشرعية في اليمن" الى "العدوان على اليمن"
بالنسبة للقارئ الذي لم يتابع الأحداث، سوف أختصر له ما حدث في اليمن
لقد دخل اليمن في سياق "الربيع العربي على غرار بعض الدول العربية في انتفاضة شعبية ضد حكم الرئيس علي عبد الله صالح
وقد تمخضت الانتفاضة الشعبية على تنحي الرئيس علي عبد الله صالح عن حكم اليمن وتم اجراء انتخابات شهد لها اليمنيون والأطراف الدولية بالنزاهة لتثمر عن رئيس جديد اسمه عبد ربه منصور هادي الذي قاد حكومة جديدة.
لكن بعد أشهر قليلة، استغلت ميليشيا الحوثي الايرانية ضعف الدولة اليمنية الجديدة لتنقض على العاصمة اليمنية وتطرد الرئيس المنتخب وحكومته وتستحوذ على الحكم بالقوة.
عند ذلك تحركت المملكة العربية السعودية لقيادة تحالف عربي لاعادةالرئيس اليمني المنتخب الى منصبه وحكومته الشرعية وطرد الميليشيات الايرانية من العاصمة فيما سمي " بعاصفة الحزم".
والتحرك العربي الخليجي لتحرير اليمن من ميليشيا الحوثي مسألة أمن قومي بالنسبة لجميع الدول العربية لأن اليمن يملك حدود طويلة جدا مع السعودية وباقي الدول العربية الخليجية
فلا يمكن أن يقبل العرب بسرقة بلد عربي جديد و ضمه للمشروع الايراني الصفوي في منطقة حاصرتها الميليشيات الشيعية الموالية لايران من جنوب وشمال. وصارت تهدد أمن الدول العربية واقتصادها وطرق التجارة والملاحة البحرية.
في بداية " عاصفة الحزم"، انضمت قطر للتحالف العربي لاستعادة الشرعية في اليمن، لكن بعد أن اكتشف أعضاء التحالف العربي بقيادة السعودية بلعب قطر لدور مزدوج في تلك الحرب وعدم اخلاصها لأهداف التحالف، قاموا بطردها من التحالف و مقاطعتها نتيجة لعبثها بالأمن القومي الخليجي والعربي.
المهم، أن قناة الجزيرة القطرية كانت تغطي أحداث حرب اليمن تحت اسم " حرب استعادة الشرعية في اليمن" عندما كانت قطر جزءا من التحالف العربي المقاتل لميليشيات الحوثي الايرانية
بل كان مذيعوا الجزيرة يسمون تلك الحرب ب " الحرب المقدسة"
لكن بعد مقاطعة دول الخليج العربي لقطر ، تحول العنوان غدا في الصباح الباكر الى " العدوان السعودي على اليمن"
وتغيرت بذلك طريقة عرض الأحداث والتعليق عليها.
ما يدهشني أنا كمثقف جزائري ، هو كيف لم ينتبه العوام السذج الذين يشاهدون قناة الجزيرة لتغير العنوان من " حرب استعادة الشرعية في اليمن" الى "العدوان السعودي على اليمن".
والآن عندما أتجول في المنتديات ومواقع التواصل الاجتماعي، أجد قناعة راسخة لدى الناس أن "السعودية تقتل أطفال اليمن" وأن " السعودية تشن حربا عدائية على اليمن"
وهذا الأمر يعيدنا الى معرفة قوة قناة الجزيرة القطرية في توجيه الرأي العربي والاسلامي بل حتى العالمي في الاتجاه الذي يريده من يقف وراء هاته القناة.
لماذا لا يسأل المشاهد لهاته القناة بعض الأسئلة النقدية البسيطة بدل أن يجرّه مذعي الجزيرة المشبوهين من أذنيه الى أي رأي يريده من يدير هذا الجبل الاعلامي العظيم.
-لماذا تغير العنوان في قناة الجزيرة من " حرب استعادة الشرعية في اليمن" الى " العدوان السعودي على اليمن"
-هل معقول أن السعودية دخلت لهاته الحرب الباهضة من أجل " قتل أطفال اليمن" وماذا فعل لها هؤلاء الأطفال كي تقتلهم
- هل يرضى اامشاهد البسيط لقناة الجزيرة القطرية أن تتوقف حرب التحالف العربي بقيادة السعودية ويتركوا اليمن لميليشيا الحوثي وايران كي يسرقوا منا وطنا عربيا جديدا لن نستطيع استرجاعه الا بعد قرون.
- هل يرضى المشاهد العربي البسيط لقناة الجزيرة القطرية أن تصبح الدول الوطنية العربية، زريبة تسيطر عليها ميليشيات خطيرة لديها عقيدة دموية تجاه كل مسلم سني
أنا لا ألوم المشاهد البسيط لقناة الجزيرة عن عدم التفكير العميق، فنحن نعلم أن الناس الذين يطرحون أسئلة نقدية تجاه ما يقدم لهم من أخبار هم قلة، لكني ألوم المثقفين والخبراء الاستراتيجيين في تقصيرهم عن أداء واجب التنوير لمواطنيهم كي يساهموا في احباط المشاريع الاستعمارية التي تهدد وجودنا وأبنائنا.
تخادع قناة الجزيرة القطرية وتستغفل المشاهد العربي بالتركيز على الأعراض الجانبية للحرب مثل موت بعض المدنيين دون أن تحمل المسؤولية في ذلك للميليشيات التي تدس قواعدها العسكرية وتخبأ أسلحتها داخل المناطق السكنية.
وتعرض أحيانا أخرى صورة لمظاهرة تحت عنوان " يمنيون يتظاهرون ضد التحالف العربي" وتخفي عن المشاهد طبيعة المتظاهرين بأنهم " مواطنون حوثيون"
وتعرض أحيانا أخرى صورة لاجتماع تحت عنوان " يمنيون يعقدون اجتماعا لادانة التدخل العربي في اليمن" و تخفي عن المشاهد أن المجتمعين هم " شخصيات حوثية".
وبطبيعة الحال، لا يتم عرض المظاهرات اليومية للمواطنين اليمنين ضد استفحال الميليشيات الحوثية ولا عن قيام الميليشيات بعمليات القتل والتعذيب والاختطاف لكل مواطن يمني يعارضهم.
ولا يتم عرض تقارير دولية حول سرقة ميليشيات الحوثي لأموال الشعب اليمني وتحويلها لحسابات قيادات حوثية
ولا يتم عرض الصور التي توثق قتل الحوثيون لبعض المواطنين ورميهم في الشارع والزعم أن طيران التحالف العربي قتلهم...
وبهاته التغطية المغرضة والماجنة تساهم قناة الجزيرة وأذرعها وفروعها الاعلامية الالكترونية والتلفزية في تحطيم مشروع تحرير البلاد العربية من الميليشيات الايرانية...
بل على العكس قامت دولة قطر بفتح قاعدة عسكرية ايرانية على أراضيها في خيانة عظيمة للعرب عامة ولمحيطها الخليجي خاصة....
اللهم أرنا الحق حقا وأرزقنا اتباعه
وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا اجتنابه.