تفريغ منقول لمحاضرة التبتل

أم أحمد(السلفية منهجي) · #1 2012-03-17, 09:41 PM

محاضرة ( التبتل ) لفضيلة الشيخ : محمد حسين يعقوب

إن الحمد لله نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره وأعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولاتموتن إلا وأنتم مسلمون )) (( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذى خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونسآء واتقوا الله الذى تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا)) (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيما))
أما بعد :-
فإن أصدق الحديث كلام الله تعالى وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم وإن شر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة فى النار ثم أما بعد :-
فأولاً إنى أحبكم فى الله وكل عام وأنتم بخير وأسأل الله جل جلاله أن يجعل عملنا كله صالحاً وان يجعله لوجهه خالصاً وألا يجعل لأحد غيره فيه شيئاً
كان الكلام فى حقيقة الإلتزام ومازلنا فى حقيقة الإلتزام وجرى الكلام فىحقيقة الإلتزام أو أصول الإلتزام أننا نريد إلتزاماً على أصول سليمة وذكرنا هنالك أن أول أصول الإلتزام :- التوحيد
ثم التوبة
ثم العلم
ثم الدعوة
وهاكم أصلاً جديداً من أصول هذا الإلتزام وهو العبادة أو أستطيع أن أسميه التَبَتُل أو أستطيع أن أسميه الشخصية الربانية النساكة المتألهة – نقصد بالمتألهة يعنى المتعبدة – شخصية ربانية نساكة متألهة هذه الشخصية التى من صفتها أنه إذا رُئى ذُكِرَ الله من صفاتها أنه يحن إلى الصلاة كما يحن الطير إلى وكره إنه يشبع بالذكر ويتغذى كما يتغذى الجسد بالطعام والشراب أنه يألف القرآن كما تألف العين رموشها وجفنها أنه عابد محب مخلص متقرب ودود بينه وبين الله علاقة خاصة علاقة سر يتودد بها إلى الله سبحانه وتعالى هذا أصل من أصول الإلتزام وقد كررت فى لقاءات عدة أننى شخصياً وعلى مدار خمس وعشرين سنة فى الدعوة إلى الله رأينا :- أن كل من ليس له حظ فى العبادة لم يدم على الطريق , لم يثبت على الإلتزام هناك أناس من طلبة العلم المتميزين لما كان كل همهم العلم والعلم والعلم دون حظ من العبادة لم يثبتوا ولم يزد إيمانهم ولم تزل همومهم ولم يستمتعوا بحلاوة الإيمان وجلال هذا الطريق فانتكسوا وانعكست مراداتهم والآن الله أعلم بهم نعوذ بالله من حالهم وحال كل منتكس عن طريق الله وأيضاهناك أمثلة للذين كل همهم الدعوة والدعوة والدعوة وليس هناك حظ من العبادة وإن كانت الدعوة عبادة وطلب العلم عبادة وإنما أقصد بالعبادة العبادة التى ليس فيها حظ للنفس ... القيام والصيام والذكر وتلاوة القرآن والبكاء والخشوع والخشية والإخبات والإنابة هذه العبادات التى بين العبد وبين ربه كل من لم يكن له حظ من هذه العبادات فُتن وترك طريق الإلتزام , هذا أصل وأصل خطير جداً وشرط هذا الأصل أن يكون الإنسان فيه محباً إننا نحتاج أن نؤدى هذه العبادات بحب حقيقةً بحب, بحب حقيقى , هذه العبادات خطيرة جداً فى مغزاها ومعناها نعم كان يُقال ما سهر الليل منافق لأن الليل حين يخلو كل حبيبٍ بحبيبه وخصوصاً هذه محبوبات فى عصرنا عجيبة هناك من يحب النوم وهو قرة عينه يحب النوم ولا يتصور نفسه أبدأً أن يقاوم النوم أقل من عشر ساعات فى اليوم , هناك للأسف الشديد من يحب الشات الإنترنتيحب الدخول عليه وغرفات الدردشة وينتظر الليل ليستطيع أن يخلو ويحادث ويتكلم , فى الليل من يحب زوجته , من يحب غرفة نومه , من يحب مكتبه ,من يحب التليفون, فى الليل حين يخلو كل حبيب بحبيبه وأحباب الله ينتظرون الليل ليخلو مع الله يناجيه , يتملقه , يحادثه , يقرأ كلام الله ويبث ربه همومه , الليل و سهام الليل صائبة حين يتعود الإنسان آسف حين يحب الإنسان قيام الليل ويصبح قيام الليل قرة عينه إنه حين ذاك يعيش هذا الليل كما قالت السيدة عائشة :- إنى عشت أصلى الليل عشرين سنة ما يهمنى إلا طلوع الفجر . يهمنى يعنى أصبح هَمّ أن الفجر يطلع ,هَمّ, عمر بن المنكدر قالت له أمه :- يابنى إنى أشتهى أن أراك نائماً فقال :- يا أمَّه إن الليل يدخل فيهولنى فأستفتح كلام ربى فتهولنى الآية فتنقضى الليلة ولم أقض نهمتى من صلاتى
بكى أحد الصالحين عند موته فقيل:- ما يبكيك ؟ قال :- أبكى لأننى أموت ولم أشتف من قيام الليل... لم أشبع من قيام الليل... هكذا لا أريد أن أركز على القيام وحده وإنما اسمحوا لى أن أكلمكم كلاماً عاماً يكون أصولاً لهذا الأصل

الأصل الأول:- أن الله سبحانه وتعالى خلق الخلق لعبادته الجامعة لمعرفته والإنابة إليه ومحبته والإخلاص له قال سبحانه وتعالى (( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون )) وقال سبحانه (( الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله )) فالأصل الأول أن تعلم أن هذه وظيفتك وبها طمأنينتك فبذكر الله تعالى تطمئن قلوب المؤمنين وإذا أحب الله عبداً واصطفاه واختاره وهبه الإيمان فلا شىء يعطى الله لبشرٍٍ فى الدنيا أحبَّ إليه من الإيمان ولا شىء أحبَّ إلى عباد الله العُبَّاد من الإيمان به ومحبتهم له ومعرفتهم به وهم يعلمون أن حاجتهم إليه فى عبادتهم له وتألههم له كحاجتهم إليه بل أعظم فى خلقه لهم وربوبيته لهم ورزقه لهم فإن العبادة هى الغاية المقصودة التى بها سعادتهم وفوزهم وبها ولأجلها يصيرون عاملين متحركين ولا صلاح لهم ولا فلاح ولا نعيم ولا لذة ولا سرور بدون ذلك الحال فمن أعرض عن ذكر ربه يعنى عبادة ربه فإن له معيشةً ضنكا ويحشره يوم القيامة أعمى فإذا قال ربى لما حشرتنى أعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها فهؤلاء الناسين لعبادة الله

الأصل الثانى :- أن حاجة العبد إلى أن يعبد الله وحده لا يشرك به شيئاً فى محبته ولا فى خوفه ولا فى رجائه ولا فى التوكل عليه ولا فى العمل له ولا فى الحلف به ولا فى النذرله ولا فى الخضوع له ولا فى التذلل والتعظيم والسجود , حاجة العبد إلى هذا أعظم من حاجة الجسد إلى روحه , أعظم من حاجة العين إلى نورها , إنت محتاج تعبد ربنا محتاج مثل ماتحتاج الهواء الذى تتنفسه و محتاج الماء الذى تشربه ومثلما عينك محتاجه إلى النور الذى ترى به إنت محتاج تعبد ربنا بل ليس لهذه الحاجه نظيرٌ تقاس به لماذا ؟ لأن حقيقة العبد قلبه وروحه وقلبه وروحه لا صلاح لها إلا بإلهها الذى لا إله إلا هو فلا تطمئن هذه الروح إلا بعبادة الله والعبد كادح إلى ربه (( يا أيها الإنسان إنك كادحٌ إلى ربك كدحاً فملاقيه )) فلابد لك من لقائه ويومها لا ينفع مالٌ ولا بنون إلا من أتى الله بقلبٍ سليم ولا سلامة للقلب إلا بمحبة الله وعبوديته ورضاه بربه وإكرام الله له بأن يكون من العُبَّاد المتعبدين .
الأصل الثالث :- أن العبد لابد لحياته من فرح وسرور وسعادة وقرة عين والبشر كلهم يفنون أعمارهم فى البحث عن هذا , يُخضِعون أنفسهم للتجارب ولو حصل للعبد من اللذات والسرور بغير عبادة الله ماحصل لم يدم لهم ذلك بل ينتقلوا من نوع إلى نوع ,من شخص إلى شخص ويتنعم بهذا فى وقت ثم يتعذب به نفسه التى يتنعم به فى وقت آخر والحقيقة .. خذ منى الحقيقة الصِّرف .. الخلاصه من الآخر بمنتهى الصراحه وهو الحق الذى لا حق غيره أن كل ما يُتنعم به ويُلتذ غير مُنّعِّمٍ ولا مُلِذ إلا عبادة الله كل ما يتنعم به ويلتذ غير عبادة الله مؤذٍ ضار يتعذب به القلب إلا عبادة الله
الأصل الرابع:- أن نفس الإيمان بالله وعبادته ومحبته وإخلاص العمل له وإفراده بالتوكل عليه هو غذاء الإنسان وقوته وقوَّته أيضاً وصلاحه وقوامه هذا ماعليه علماء الإسلام هذا ما عليه أهل الإيمان هذا مادل عليه القرآن لا كمن يقول إن العبادة تكليف ومشقة على خلاف مقصود القلب ولذته لمجرد الإمتحان والإبتلاء أو كما يقول آخرون لأجل التعويض بالأجرأو كما يقول غيرهم لأجل تهذيب النفس ورياضتها وتهيئتها لقبول الغيبيات كلا والله العظيم كلا والله الأمرأعظم من ذلك كله وأجَّل بل أوامر المحبوب, بل أوامر المحبوب قرة العيون وسرور القلوب ونعيم الأرواح ولذات النفوس وبها والله ولا يكون أبداً بغيرها كمال النعيم فى هذه الدنيا ,إى والله أوامر ربى قرة عينى , سرور قلبى نعيم روحى , لذات نفسى , هذه العبادة هى كمال النعيم , الصلاة قرة عين المحب الحج مثلها فرح القلب وسروره ونعيمه فى مناسك الحج , الصيام , الذكر , تلاوة القرآن, الله الله نعيم أما الصدقة فعجب من العجب كل العبادات كلها اللذة بها والتمتع أمر لا يناله الوصف ولا يدركه من ليس له نصيب منه بل والله كل من كان بعبادة الله أقوم كان نصيبه من الإلتذاذ بها أعظم يقول ابن القيم فى كتاب روضة المحبين ونزهة المشتاقين :-
وذرة من لذة الإيمان لا تعادلها أمثال جبال الدنيا من لذات الدنيا
العبادة إخوتاه لذة , متعة , حلاوة , راحة , نعيم , قرة عين فالعبد يلتذ ويتنعم بعبادة الله فمن كان مراده وجه الله وحياته فى معرفة الله ومحبة الله ونعيمه فى التوجه إلى الله وذكر الله وطمأنينته بالله وسكونه إلى الله عرف معنى اللذة والمتعة وقرة العين والسعادة تلك أصولٌ أربع لهذا الأصل
وهنا نقول :-
أن هذا العبد العابد تجده هو فى وادٍ والناس فى واد إنه يريد الله بمراد الله فمعوله على الله وهمَّته لا تقف دون شىءٍ سواه خاضع متواضع سليم القلب سلس القياد للحق سريع القلب إلى ذكر الله زاهد فى كل ما سوى الله راغب فى كل ما يقرب إلى الله إنه رجل ملتزم على أصوله وصفه الصدق والعفة والإيثار والتواضع والحلم والوقار والإحتمال لا يعاتب ولا يخاصم ولا يطالب لا يرى له على أحد حقاً ولا يرى له على أحد فضلاً مقبل على شأنه بخيل بزمانه حافظٌ للسانه مسافرٌ إلى الله فى ليله ونهاره ويقظته ومنامه طالبٌ رضا الله وحده مؤتنسٌ بما فيه عمَّا فيما الخلق هذا وصفه وتلك أصوله لذلك فإن الواجب على الملتزم الذى يريد إلتزاماً على أصوله أن يُقيم الفرائض فقد قال ربنا سبحانه وتعالى[ ما تقرب عبدى إلىَّ بأحبَّ إلىَّ مما افترضته عليه] فيقيم الفرائض ...........
إننى أريدك أُخَىّ أن تحصل على خمسة من خمسة فى صلوات الفريضة, الصلوات الخمس كلها فى المسجد فى الصف الأول مدركاً تكبيرة الإحرام هذا أصل العبادة . إن كثيراً من الناس يهتم جداً بالنوافل فى الأذكار أو فى تلاوة القرآن أو فى طلب العلم أو فى الدعوة أوفى حتى قيام الليل ويهمل الفرائض يٌضَيع الصبح أو يُضَيع الظهر أو يُضَيع تكبيرة الإحرام وقد قال علماؤنا :- إذا رأيت الرجل يتهاون فى تكبيرة الإحرام فاغسل يديك منه , بمعنى :- ليس منه فائدة . تكبيرة الإحرام إن كثيراً منَّا يسمع الآذان ويجلس وهو مشغول بشىء ما أدرك الصلاة يقول فيه ربع ساعة بين الآذان والإقامة فتفوته تكبيرة الإحرام والركعة والركعتين والثلاثة ولا يؤذيه ذلك ولا يؤلمه ذلك فمثل هذا لا خير فيه تقول لى :- سبحان الله إذا قلت عن هذا لاخير فيه فماذا تقول عن الذى لايصلى فى جماعة أصلاً ,لا لا إننا نتكلم عن الملتزم نتكلم عن أصول الإلتزام
تعرف ما معنى ملتزم ؟؟؟
ملتزم مع الله بعهود وعقود , ملتزم.. ملتزم بالدين , ملتزم ..ملتزم أن يسير خلف النبى محمد رجل ملتزم إننى لا أتكلم عن من يعيش فى جاهلية أنا أتكلم عن الملتزم الشاهد أننا إذا أردنا أن نضع
أصولاً هذا التبتل

الأصل الأول :- إصلاح الفرائض
وليست الفرائض الصلوات الخمس فقط إنما الفرائض كثيرة فترك المحرمات من الفرائض فلابد أن يكون غاضاً لبصره باراً بوالديه واصلاً رحمه لابد أن يكون مُصلحاً لفرائضه هذا هو الأصل الأول فى العبادة , إننا دائماً إذا تكلمنا عن زيادة التعبد نتكلم عن النوافل وننسى هذه الفرائض , ننسى أن من الفرائض ترك المحرمات فلايكون كذاباً ولا نماماً ولا مغتاباً ولا صاحب هزل خبيث إنه عفيف اللسان اللهم إنا نعوذ بك من شر ألسنتنا, نعم إننا بحاجة إلى أن نصلح الفرائض فإذا انتهيت من إصلاح الفرائض فابدأ فى التزود من النوافل على حد سواء تكون كلهاولكل فريضة نافلةٍ منها فلفريضة الصلاة نوافل رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلى فى اليوم أربعين ركعة سبعةعشر فرائض واثنا عشر رواتب واحدى عشر قيام ليل فتمت بذلك أربعون , كان إذا فاته قيام الليل قضاه بالنهار ,تستطيع أن تقضيها ببساطه فى ثمان ركعات ضحى وثلاث وتر تستطيع أن تقضيها ببساطه فى أربع ركعات قبل العصر وست ركعات بعد المغرب بين المغرب والعشاء لكن تقضيها فهذه أول أصول التعبد ألا تقل صلاتك فى اليوم عن أربعين ركعة .
ثانياً :- فى الصيام
كثيرٌ منَّا يصوم رمضان وينسى بعد ذلك أمر الصيام كان صلى الله عليه وسلم من سنته أن يصوم الاثنين والخميس والثلاثة الأيام البيض من كل شهر هذه رواتب كان يصوم الإثنين لأنه يوم ولد فيه كما ذكر صلى الله عليه وسلم وبُعِثَ فيه وهاجر فيه ويموت و يصوم الخميس لإنه يومٌ ترفع فيه الأعمال إلى الله وأحب أن يرفع عملى وأنا صائم وكان يصوم الثلاثة أيام البيض الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كل شهر عربى جاء الأمر فى الحديث بصيام أول اثنين وخميسين من كل شهر تخصيصاً فصارت هذه الثلاثه مع الثلاثة الأيام الأخرى البيضاء فصاروا ستة أيام فى الشهرأو ثمانيه وثلاثه احدى عشر يوماً فى الشهرهل هناك من يستطيع أن يصوم أكثر من هذا؟ نعم فى زمان الفتن وخصوصاً فتن الشهوات التى عمَّت وطمَّت فى هذه الأيام وقد ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن علاجها الصيام نستطيع أن نزيد الصيام فنضيف إلى الإثنين الأحد ونضيف إلى الخميس الأربعاء مثلاً أو نصوم يوماً بعد يوم وهو خير الصيام صيام داود عليه السلام نستطيع أحياناً أن نسرد الصيام شهراً نحن على وشك أن يدخل علينا شهر المحرم ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول [ أفضل الصوم بعد رمضان صوم شهر الله المحرم] فنصوم هذا الشهر لا نكملهلأن الرسول لم يُتِم شهراً إلا رمضان فنصوم سبعة وعشرين يوماً منه أو خمسة وعشرين أو ثمانية وعشرين نصوم أكثرهذا الشهرهذه نوافل الصيام وقد سأل طلحة بن عبيد الله رسول الله صلى الله عليه وسلم :- دلنى على عملٍ أعمله بعدك . وجود رسول الله صلى الله عليه وسلم وسط الصحابة كان وجوداً له تأثير خطير ولعل البعض يقول اليوم أنه إذا لم يرى شيخه أسبوع استوحش فما بالك برسول الله وقد كان ملء القلب والبصر فكانوا يخشون موته ويعرفون أنه سيموت فيقول طلحة :- دلنى على عمل أعمل به بعدك فقال[ عليك بالصوم فإنه لا عِدلَّ له ] لا مثل له فسرد طلحة الصيام بعد رسول الله عشرين سنة لا يفطر إلا يوم الفطر ويوم الأضحى وثلاثة أيام تشريق , خمسة أيام فى السنة وثلاثمائة وخمسون يوماً صائماً وكما ذكرت لكم فى الأصل الأول أننا نريد أن نقوم بهذه العبادات بحب يعنى أصوم حباً لله وأصلى حباً لله,حب, وفرق شاسع فرق كبير بين من يؤدى هذه العبادات بحب ومن يؤديها وكأنما يلقى من على كاهله عبئاً ثقيلاً إننا نريد أن نحب الصيام نتلهف عليه صمنا اليوم الخميس فنظل نتساءل هو الإثنين امتى مش ممكن الواحد يصوم الجمعة ايضاّ وتحدثه نفسه أن يصوم جمعة وسبت وأحد إلى أن يأتى يوم الاثنين , حب , رجل قلبه معلق بالمساجد و فى رواية [رجل قلبه معلق فى المسجد إذا خرج منه حتى يعود إليه] هو يحب المسجد يحب صلاة الجماعة حين يدخل المسجد يصير كالسمك فى الماء يرفرف قلبه كذلك هو لا يجد خشوعه إلا وهو صائم نسأل الله عز وجل أن يرزقنا محبة العبادة ثم................................................ ...........
ثالثاً : - تلاوة القرآن :-
القرآن كلام الله هل تحب الله سبحان الملك , الذى يحب إنساناً يحب أن يسمع كلامه يشتهى ألا يسكت وإذا عرفت أن حب الله فرض وحب كلامه فرض فهل تحب كلام الله هل تحب المصحف تحب القرآن تحبه ؟ ليتك تحب القرآن فتكون به شغوفاً مستمتعاً مستلذاً تصير هيمان بكلام ربك لو رأيت هؤلاء الفساق والفجار وهم يغنون كلام المجرمين من الكفار لتحسرت على المسلمين الذين ضيعوا كلام الله انظر إليهم وهم فى غاية الإنفعال كالمجانين الذين ركبتهم شياطين يقفزون كالذى يتخبطه الشيطان من المسّ تفاعلاً وانفعالاً مع موسيقى تصم الآذان وكلمات قبيحه لا معنى لها وهم بذلك مستمتعون وفى غيهم مستمرؤن وأين كتاب الله أيها المسلمون ؟ أين كلام الله؟ حفظكم له وإنفعالكم به وتفاعلكم معه وفهمكم له وتدبركم له ؟ أين حرصكم عليه ؟أين تضحيتكم من أجله ؟ كثيراً ذكرت لكم هذا المثال أن طالب الثانوية العامة الذى يريد الحصول على مجموع مرتفع ذكر لى أنه يذاكر فى اليوم عشرين ساعة هو قال لى هذا تعتقد أنت أن من يحاول الحصول على 99.5% فى الثانوية العامة يذاكر كم ساعة فى اليوم , اثنا عشرة ساعة مذاكرة , من منكم جلس يذاكر القرآن مرةً واحدةً فى حياته اثنا عشرة ساعة مرة واحدة فقط فى حياتك عار علينا أن تكون الثانوية العامة أهم من الجنة والبذل لها أكثر من بذل العاملين للجنة , لقد تحسرت بالأمس وأنا أرى شاباً فذاً حصل على البكالوريوس بدرجة الامتياز مع مرتبة الشرف الأولى وأنا أرى أنه عقلية فذة ولكنى سألته بسم الله الرحمن الرحيم ما معناها؟ فلم يعرف , عقلية فذة حاول يتفلسف ولكنه لم يعرف تحسرت على هذه العقليات التى لم يُستغل عقولها فى خدمة دين الله ولا فى عبادة الله ولا فى فهم دين الله ولا فى طلب العلم الشرعى , القرآن مأدُبَةُ الله , القرآن نور القرآن علم القرآن إصلاحٌ للحياة وللقلوب اللهم أصلح قلوبنا , القرآن , إننى أتحاشى أن أتساءل فى هذا العدد كم منكم يحفظ القرآن كله لأن النتيجة ستكون محزنة ,إننى أتحاشى أن أسألك متى آخر مرة قد ختمت فيهاالقرآن ؟ إننى أحاول ألا أسألك أسئلة مباشرة لئلا نُفتضح اللهم استرنا ولا تفضحنا وأكرمنا و لا تهنا فضلاً عن أن أسألك عن معنى كلمات فى القرآن فى السور القصيرة ((والعاديات ضبحا فالموريات قدحا فالمغيرات صبحا فأثرن به نقعاً فوسطن به جمعاًإن الإنسان لربه لكنود )) لو سألتك عن معنى هذه الكلمات فكثير من المسلمين يعجز . أهذا حق كلام ربنا علينا ؟ القرآن إننى أريد الملتزم الذى جعل القرآن هدفاً حفظاً وتلاوة وتدبراً وعلماً وتفسيراُ من منكم وضع لنفسه خطة منهجية لدراسة القرآن اجعله مادة من المواد التى تدرسها وحين تضع جدول للمذاكرة ضع فيه قرآن وضع أمامك تفسيراً أو تفسيرين وذاكر ولخص واحفظ وتابع واعمل مذكرات وبيضها وصورها هى دى الناس اللى عايزه قرآن , إياك أن تعتقد أنى أريدك مثلما يعتقد بعض الإخوة أن تخرج المصحف وترتل بسرعة بسرعة , عملنا إيه ببتوع الأجزاء دول لا شىء مازالوا يعصون الله , لو أخذنا القرآن كما ينبغى فإنه سينزل على قلبك دواءَ اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا وشفاء صدورنا وجلاء همنا وغمنا وحزننا اللهم علِّمنا منه ماجهلنا وذكرنا منه مانسينا وازقنا حسن تلاوته آنىء الليل وأطراف النهار على الوجه الذى يرضيك عنا, القرآن افرضه على نفسك واستمتع بكلام ربك وهذا يحتاج إلى وقت إنك أول ما دخلت الكلية وأعطوك الكتب ورجعت إلى البيت فتحت الكتب - والله مانا فاهم حاجه- ثم بعد ذلك فهمت نفس الشىء فى الدين ستبدأ أول مرة وتحس بمرارة فى حلقك وصداع فى رأسك وثقل فى عينيك استمر جاهد اصطبر وسيأتيك المثبطون ياعم الشيخ هو القرآن فرض لا يهم ألسنا نصلى يكفى دعك من هؤلاء واعلم أنه فرض وشرط ألم يُقَل لقارىء القرآن اقرأ وارقأ ورتل فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها سيعطى مصحف ليقرأ منه؟ من أين سيقرأ؟ من حفظه ولابن القيم عليه رحمه الله عجيبة من العجائب فى كتاب طريق الهجرتين يقول:- فمن الناس من يكون سيد عمله وطريقه الذى ينفذ منه إلى ربه القرآن فهو متى ترك الحفظ أو المراجعة أو التلاوة أو التدبر فسد عليه قلبه ومن كان هذا طريقه ومات فى طريقه أتم طريقه بعد موته فى قبره قال :- وكم من رجل رُئى بعد الموت فى المنام فأخبر أنه فى تكميله للقراءات السبع التى كان قد شرع فيها... سبحان الملك أيها الأخوة كنت أود أن أقول لكم فى البدايةأننا بفضل الله على دين عظيم هو الحق من ربنا يكفى فى عظمة هذا الدين الذى أنت عليه أن تقرأ قول الله (( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الإسلام دينا )) من الذى رضى ؟ الله فدين رضيه الله العظيم ألا يكون عظيماً ! دين عظيم ولكننا ضيعنا عظمته بعدم معرفتنا لهذا الدين ,القرآن إننى أريدك أن تستزيد من هذا القرآن وأن تكون نهماً لا تشبع من القرآن قرة عينك كما ذكرنا إجعله مادة دراسية واجعله زاداً واجعله دواءً تداوى به أمراض قلبك واجعله متعة روحيه تحلق به ألم يقم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بآية يقوم بها ويركع بها ويسجد بها (( إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت الغفور الرحيم )) وقامت السيدة عائشة بآية ليلة كاملة (( إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم )) وقام تميم الدارى بآية واحده ليلة كاملة (( أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواءً محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون)) وهكذا أصحاب الهمم العاليه والتدبر قد تشغلهم آية وتأخذ بألبابهم يوماً أو أياماً لا يرضون عنها بديلاً
بعد أن ذكرنا الصلاة والصيام وتلاوة القرآن نربع بالذكر

رابعاً:- الذكر:-
لاشك أن القرآن أفضل الذكر ولكنى أقصد الذكر ابتداؤه أذكار الصباح والمساء حفظها وفهمها واعتقادها وتدبرها حال قولها إن كثيراً منا يقرأ الأذكارمن كتاب أو من حفظه هزرُمَةًًً لا يدرى مايقول لابد أن تفهمها أولاً احفظها ثم افهم معناها ومغزاها تأمل لتدعو بها واعتقادها , اللهم إنى أمسيت أشهدك وأشهد حملة عرشك , من هم حملة العرش ؟ للعرش حملة؟ما هى عقيدتك فيهم ؟ راجع الآيات التى فيها حملة العرش (( الذين يحملون العرش ومن حوله)) الآيات فى سورة غافر راجع فى كتب العقيدة حملة العرش هل معروف عددهم ؟ هل معروف وضعهم ؟ هل هم ملائكة مقربون؟إلى آخره لا يكفيك أن تسرد اللهم إنى أشهدك وأشهد عملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك أنك أنت الله ... ثم تنتظر أن يُعتق ربعك وأنت لم تعتقد هذا الكلام , عقيدة ,عقيدة, أيضاً من لوازم الأذكارأذكار الصباح والمساء اليقين فى الوعد والوعيد أن يكون عندك يقين فى الوعد المذكور حديث من قال حين يمسى وحين يصبح ثلاث مرات بسم الله الذى لا يضر مع اسمه شىء فى الأرض ولا فى السماء وهو السميع العليم لم يضره شىء كان راوى هذا الحديث أصيب بالفالج وهوالشلل النصفى فكان يروى هذا الحديث فنظر إليه رجل متعجباً قال :- مالك تنظر إلى متعجباً سهوت عن هذا الذكر ليلة فأصبحت كما ترى , اليقين فى الوعد والوعيد أننى إذا قلت بسم الله الذى لا يضر مع اسمه شىء فى الأرض ولا فى السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات يقينى أنه لن يصيبنى شىء أكرهه فإذا أصابنى شىء أكرهه أعلم يقيناً أننى لم أقل هذا الذكر فى هذه الليلة محتسباً , إذا كنت قد ذكرت فى البداية أن شرط التعبد أن نتعبد بحب فإنى أضيف شرطين آخرين الإخلاص والإحتساب أن نخلص فى تعبدنا فإن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً وابتُغى به وجهه وأن نحتسب أى نرجو من الله الأجر والثواب على عملنا هذا معنى كلمة الإحتساب
الذكر أمرٌ جد خطير قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [ هل أدلكم على خير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وخيرٌ لكم من إنفاق الذهب والورق وخيرٌ لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم, ذكر الله] وأشكل هذا الحديث على كثير من الناس هل الذكرأفضل من الجهاد فى سبيل الله ؟ بنص الحديث نعم , نعم , أيها الأخوة افهموا أرجوكم معنى كلمة ذكر الله أن يكون الله منه على بالٍ دائماً ذكر الله أن يكون دوماً الله على بالك دائماً أنت مشغول به هذا جهادٌ عظيم ولولاه ما خرجت تجاهد أعداء الله , والذى خرج غافلاً ليس له أجر لهذا الجهاد , لما قال رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم :- لقد كثرت شرائع الإسلام علىَّ فدلنى على عمل أتشبث به قال :- [ لا يزال لسانك رطباً بذكر الله ] نتشبث بهذا الأمر وقد رأيت الصادقين من علماءناالمخلصين الصالحين العاملين رأيت من أخص صفاتهم أنهم أكثر الناس ذكراً لله على الإطلاق لقد رأيت شيخنا الشيخ ابن باز عليه رحمة الله أثناء الطعام رأيته بنفسى بعينى أثناء الطعام يوقف مضغ الطعام فى فمه ويذكر الله يعنى وهو يمضغ , يوقف , يقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله ثم يتابع المضغ . هذه هى إذا عظَّمنا أمر الذكر والذكر أيها الإخوة علاجٌ للغفلة ولو لم يكن فيه إلا هذه الميزة لكفت , هؤلاء الواقفون على النواصى والقابعون أمام الشاشات الغافلون عن ذكر الله لو أتاهم الموت للقوا الله بخسارة ما بعدها خسارة ذكرت مراراً قصة ذاك الرجل الذى كان يمشى على الرصيف فصعد أتوبيس هيئة النقل العام فداس عليه ووقفت أتساءل هل الرجل قال لا إله إلا الله محمد رسول الله قبل أن يموت ؟! حين فاجئه الموت هكذا فى وجهه أدرك أن يقول لا إله إلا الله محمداً رسول الله؟! فأجابنى أول أمس رجل قال :- يمكن كان أصلاً بيقولها كان أصلاً ماشى يقول لا إله إلا الله فصدمه الأتوبيس وهو يقولها ,اللهم ارزقنا حسن الخاتمة أما لو كان يفكر فى البنت أو فى الفلوس أو فى الفسحه أو فى الحرام بماذا يقابل الله ؟ عرفت عظمة الذكر هذه فائدة أخرى
الذكر أوله أذكار الصباح والمساء قد ذكرت لك عناصر أن تحفظها وتفهمها وتتعلمها وتعتقدها وتحتسبها أذكار الصباح والمساء أصل الذكر بعد القرآن ثم كل العبادات لها حدود إلا الذكر مفتوح قال الله (( يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً )) مفتوحه , مطلقه , لذلك من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له مائة مرة لم يأت أحدٌ بأفضل مما عمل إلا رجل قال مثله أو زاد عليه , لذلك رأيت الشيخ محمد بن إسماعيل بارك الله فيه وغفر الله له وعفا الله عنا وعنه فى كتاب مختصر النصيحة فى الأذكار والأدعية الصحيحة يقول سبحان الله وبحمده مائة مرة أو أكثر , لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شىٍ قدير مائة مرة أو أكثر زد فمن زاد فهو خيرٌ له اجعل دعائى كله صلاةً عليك يا رسول الله قال :-[ إذن يكفيك الله ما أهمك ويغفر ذنبك ] دعائى كله صلاةً عليك .. الذكر .
أنا هسألك ولا تجيب :- استغفرت النهارده كم مرة ؟ صليت على النبى كم مرة ؟ قلت لا إله إلا الله كم مرة ؟ قلت الباقيات الصالحات سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر كم مرة ؟ [ كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان فى الميزان حبيبتان إلى الرحمن- حبيبتا الله - سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ] قلتها كم مرة ؟قل لى من غير عدد ماشى لكن قلت كتير؟ ربنا قال (( اذكروا الله ذكراً كثيراً )) هل ما قلت كثير؟ يعنى يطلع عشرة ألاف خمسة عشر ألف أو مائة ألف مثلاً ؟. الذكر يا شباب
ثمة عبادات كثيرة مطلوب التنفل فيها وأنا أريد أيها الحبيب أن تؤدىكل العبادات :-
أولاً :- إصلاح الفرائض ثانياً:- أن تأخذ من كل النوافل
ثالثاً:- أن تستزيد من نافلة تكون هى أم أعمالك
فسبق ان وجهتكم إلى هذا كثيراً أن عبد الله بن مسعود كان يقول أنا لا أكثر الصيام لأن الصوم يضعفنى عن الصلاة وأنا أفضل الصلاة على الصيام , يصلى كثيراً لكنه لا يصوم كثيراً ,أو يصوم كثيراً , يقرأ القرآن كثيراً بمعنى أن الذى يصلى كثيراً بحيث لا يستطيع أن يصوم كثيراً يصلى فى اليوم ثلاثمائة ركعة ربعمائة ركعة مائة ركعة الذى يصوم كثيراً يسرد الصيام , الذى يتلو القرآن كثيراً يختم كل ثلاث , الذى يذكر الله كثيراً مائة ألف غير ما تخطىء الأصابع فيكون فى أحد الجوانب متميزاً صاحب همة عالية وطاقة جبارة فيعذر فى بقية الفروع لكن أين الرجل جامع المَنفَذ الذى إذا نظرت إلى الذاكرين وجدته معهم وإلى التالين للقرآن وجدته معهم وإلى الصائمين هو منهم وإلى المصلين هو فيهم أين جامع المَنفَذ صاحب السلوك ولا تستشكل ما أقول أيها الحبيب وتقول من يجد وقتاً لكل ما ذكرت وأنا أعيد على مسامعك مرة أخرى ما ذكرته وأذكره منذ سنين حين أرسل أحد التلاميذ ورقة إلى الشيخ وكان يطيل الصلاة فقال يا شيخ إن من يصلى خلفك يحتاج إلى عمود فقرى من الفولاذ وركبتين من الصلب وجمجمة من البلاستيك المرن فقال الشيخ :- يابنى إن كنت تقوم بحولك وقوتك فأنت تحتاج إلى ما ذكرت أما إذا قمت بحول الله وقوته فلا يحتاج , إننا نستعين بحول الله وقوته ونستمد من حول الله وقوته عوناً على ضعفنا ((إياك نعبد وإياك نستعين )) فيدبر لنا أمورنا ويبارك لنا فى أوقاتنا وإذا آثرت الله آثرك , اللهم آثرنا ولا تؤثر علينا , نعم إننا بحاجة إلى استشعار هذا المعنى فإنها لا تحسب بالورقة والقلم وإنما بالصدق مع الله كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل يرعى ظهورهم ويشتهى الشهادة قال له [ اصدق الله يصدقك ] فلم يجاوز السهم الموضع الذى أشار الرجل أنه يريد أن يقتل فيه فقال صلى الله عليه وسلم [ صدق الله فصدقه الله ] اللهم ارزقنا الصدق واجعلنا من أهله إننا بحاجه إلى أن نصدق فى هذا الأصل , أصل التعبد وأن نكون عباداً ربانيين , الشخصية المتألهة النساكة , العبد الربانى المحب الودود إننا بحاجه إلى إقامة هذا الأصل فى أنفسنا و فى بيوتنا وفى الأمة اللهم اجعلنا لك ذكارين لك شكارين لك منيبين مخبتين لك محبين مخلصين اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا واحفظنا من بين أيدينا ومن خلفنا وعن أيماننا وعن شمائلنا ومن فوقنا ونعوذ بعظمتك أن نغتال من تحتنا اللهم قوى فى رضاك ضعفنا اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك .................................................. .................................................. ..
محاضرة رائعة اعيد سماعها مرارا وتكرارا وفي كل مرة اسمتمتع جدا وانا استمع لها ... وجدت تفريغها في احد المواقع ... جزى الله خيرا من قام بتفريغها

*** ملاحظة لم اقم بمراجعة التفريغ وانما نقلته مباشرة من ذاك الموقع قبل ان اتم قراءته