جديد المواضيع |
للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب |
منتدى السنة | الأذكار | زاد المتقين | منتديات الجامع | منتديات شباب الأمة | زد معرفة | طريق النجاح | طبيبة الأسرة | معلوماتي | وادي العرب | حياتها | فور شباب | جوابى | بنك أوف تك |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
الشهادة بالجنة لمن شهد له الرسول صلى الله عليه وسلم بها
الشهادة بالجنة لمن شهد له الرسول صلى الله عليه وسلم بها وَنَشْهَدُ لِلْعَشْرَةِ بِالجَنَّةِ، كَمَا شَهِدَ لَهمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: ((أَبُو بَكْرٍ في الجَنَّةِ، وعُمَرُ في الجَنَّةِ، وعُثْمَانُ في الجَنَّةِ، وعَليٌّ في الجَنَّةِ، وطَلْحَةُ في الجنَّةِ، والزُّبيرُ في الجَنَّةِ، وسَعْدٌ في الجَنَّةِ، وسَعِيدٌ في الجَنَّةِ، وعَبْدُ الرَّحمنِ بنُ عَوْفٍ في الجَنَّةِ، وأبُو عبيدةَ بنُ الجَرَّاحِ في الجَنَّةِ)).
وَكُلُّ مَنْ شَهِدَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالجَنَّةِ شَهِدْنَا لَهُ بِها، كَقَوْلِهِ: ((الحَسَنُ والحُسَيْنُ سَيِّدا شَبَابِ أَهْلِ الجَنَّةِ)). وَقَوْلِهِ لِثَابِتِ بْنِ قَيْسٍ: ((إِنَّه مِنْ أَهْلِ الجَنَّة)). |
#2
|
|||
|
|||
شرح الشيخ ابن عثيمين
الشَّهَادَةُ بالجنَّةِ أوْ بالنَّارِ الشَّهَادَةُ بالجنَّةِ أوْ بالنَّارِ ليْسَ لِلْعَقْلِ فيها مَدْخَلٌ؛ فهيَ مَوقُوفَةٌ على الشَّرْعِ، فَمَنْ شَهِدَ لهُ الشارِعُ بذلكَ شَهِدْنَا لهُ، ومَنْ لا فَلاَ، لكِنَّنَا نَرْجُو للمُحْسِنِ، ونَخَافُ على المُسِيءِ. وتَنْقَسِمُ الشَّهَادَةُ بالجنَّةِ أوْ بالنَّارِ إلى قسمَيْنِ: عَامَّةٌ وخَاصَّةٌ. فالعامَّةُ: هيَ المُعَلَّقَةُ بالوَصْفِ، مِثْلُ أنْ نَشْهَدَ لكلِّ مُؤْمِنٍ بأنَّهُ في الجنَّةِ، أوْ لكلِّ كافِرٍ بأنَّهُ في النارِ، أوْ نحوُ ذلكَ مِن الأوْصَافِ التي جَعَلَهَا الشارِعُ سَبَبًا لدُخُولِ الجنَّةِ أو النارِ. والخَاصَّةُ: هيَ المُعَلَّقَةُ بشَخْصٍ، مِثْلُ أنْ نَشْهَدَ لِشَخْصٍ مُعَيَّنٍ بذاتِهِ بأنَّهُ في الجنَّةِ، أوْ لشَخْصٍ مُعَيَّنٍ بأنَّهُ في النارِ، فلا نُعَيِّنُ إلاَّ مَا عَيَّنَهُ اللهُ أوْ رَسُولُهُ. المُعَيَّنُونَ مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ المُعَيَّنُونَ مِنْ أهْلِ الجنَّةِ كثيرونَ، ومنهم: العَشَرَةُ المُبَشَّرُونَ بالجنَّةِ، وخُصُّوا بهذا الوَصْفِ؛ لأنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ جَمَعَهُم في حديثٍ واحِدٍ فقالَ: ((أَبُو بَكْرٍ فِي الْجَنَّةِ، وَعُمَرُ فِي الْجَنَّةِ، وَعُثْمَانُ فِي الْجَنَّةِ، وَعَلِيٌّ فِي الْجَنَّةِ، وَطَلْحَةُ فِي الْجَنَّةِ، وَالزُّبَيْرُ فِي الْجَنَّةِ، وَسَعْدٌ فِي الْجَنَّةِ، وَسَعِيدٌ فِي الْجَنَّةِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فِي الْجَنَّةِ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ فِي الْجَنَّةِ))، رواهُ التِّرْمِذِيُّ، وصَحَّحَهُ الألبَانِيُّ.
وقدْ سَبَقَ الكلامُ على الخُلَفَاءِ الأرْبَعَةِ، وأمَّا الباقُونَ فَجُمِعُوا في هذا البيتِ: سَعِيدٌ وَسَعْدٌ وابنُ عَوْفٍ وطَلْحَةُ وعَامِرُ فِهْرٍ والزُّبَيْرُ المُمَدَّحُ فطَلْحَةُ: هوَ ابنُ عُبَيْدِ اللهِ، مِنْ بَنِي تَيْمِ بنِ مُرَّةَ، أَحَدُ الثمانِيَةِ السَّابِقِينَ إلى الإسلامِ، قُتِلَ يَوْمَ الجَمَلِ في جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ 36هـ عنْ 64 سَنَةً. والزُّبَيْرُ: هوَ ابنُ العَوَّامِ، مِنْ بَنِي قُصَيِّ بنِ كِلابٍ، ابنُ عَمَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ، انْصَرَفَ يَوْمَ الجَمَلِ عنْ قِتالِ عَلِيٍّ، فَلَقِيَهُ ابنُ جُرْمُوزٍ فَقَتَلَهُ في جُمَادَى الأُولَى سَنَةَ 36 عنْ 67 سَنَةً. وعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَوْفٍ: مِنْ بَنِي زُهْرَةَ بنِ كِلاَبٍ، تُوُفِّيَ سَنَةَ 32هـ عنْ 72 سَنَةً، ودُفِنَ بالبَقِيعِ. وسَعْدُ بنُ أبي وَقَّاصٍ: هوَ ابنُ مَالِكٍ، مِنْ بَنِي عَبْدِ مَنَافِ بنِ زُهْرَةٍ، أوَّلُ مِنْ رَمَى بِسَهْمٍ في سبيلِ اللهِ، مَاتَ في قَصْرِهِ بالعَقِيقِ على عَشَرَةِ أَمْيالٍ مِن المدينةِ، ودُفِنَ بِالْبَقِيعِ سَنَةَ 55هـ عنْ 82 سَنَةً. وسَعِيدُ بنُ زَيْدٍ: هوَ ابنُ زَيْدِ بنِ عَمْرِو بنِ نُفَيْلٍ العَدَوِيُّ، كانَ مِن السَّابِقِينَ إلى الإسلامِ، تُوُفِّيَ بالعَقِيقِ، ودُفِنَ بالمدينَةِ سَنَةَ 51هـ عنْ بِضْعٍ وسَبْعِينَ سَنَةً. أبو عُبَيْدَةَ: هوَ عَامِرُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ الجَرَّاحِ، مِنْ بَنِي فِهْرٍ، مِن السابِقِينَ إلى الإسلامِ، تُوُفِّيَ في الأُرْدُنِّ في طَاعُونِ عَمْوَاسَ سَنَةَ 18هـ عنْ 58 سَنَةً. ومِمَّنْ شَهِدَ لَهُ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ بالْجَنَّةِ: الحَسَنُ، وَالْحُسَيْنُ، وثَابِتُ بنُ قَيْسٍ. قالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ: ((الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِالْجَنَّةِ))، رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وقالَ: حَسَنٌ صَحِيحٌ. وقالَ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ في ثَابِتِ بنِ قَيْسٍ: ((إِنَّكَ لَسْتَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ،وَلَكِنَّكَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ))، رَوَاهُ البُخَارِيُّ. |
#3
|
|||
|
|||
شرح الشيخ ابن جبرين
هؤلاءِ الْعَشَرَةُ ثَبَتَ فيهم الحديثُ الَّذي سَاقَهُ ابْنُ قُدَامَةَ رَحِمَهُ اللهُ، ورَوَاهُ الإِمامُ أحمدُ وغيرُهُ، عنْ سَعِيدِ بنِ زَيْدِ بنِ عَمْرِو بنِ نُفَيْلٍ؛ وهوَ أحدُ العشرةِ، وهو ابنُ عَمِّ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ، فعُمَرُ هوَ: عُمَرُ بنُ الخطَّابِ بنِ نُفَيْلٍ ابنُ عَمِّ زَيْدِ بنِ عَمْرِو بنِ نُفَيْلٍ، أبو سَعِيدٍ هذا. فهؤلاءِ العَشَرَةُ مِن المهاجِرِينَ، ومِنْ أَشْرَافِ قُرَيْشٍ، ومِنْ مَشاهِيرِهم، وَلَيْسُوا كلُّهم مِنْ أهلِ البيتِ الَّذينَ اصْطَلَحَ الرَّافضةُ على أنَّهم أهلُ البيتِ؛ إذ لِلرافضةِ اصْطِلاحٌ خاصٌّ بأهلِ البيتِ غيرُ ما هوَ مُقَرَّرٌ عندَ أهلِ السُّنَّةِ، فنِساءُ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَثَلاً عندَهم لَسْنَ مِنْ أهلِ البيتِ، وَعَمُّهُ العَبَّاسُ وذُرِّيَّتُهُ عندَهم لَيْسُوا مِنْ أهلِ البيتِ، معَ أنَّ العَبَّاسَ أَقْرَبُ مِنْ عَلِيٍّ، وكذلكَ جَعْفَرٌ وذُرِّيَّتُهُ لَيْسُوا مِنْ أهلِ البيتِ، فأهلُ البيتِ عندَهم فقطْ عَلِيٌّ والحَسَنُ والحُسَيْنُ وذُرِّيَّتُهما. والحاصلُ أنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَهِدَ لهؤلاء العَشَرَةِ بالجَنَّةِ؛ الأربعةِ الخلفاءِ، والستَّةِ الباقِينَ مِنهم. وقدْ نَظَمَهم ابنُ أبي داوُدَ في قَصِيدتِهِ المَشْهورةِ في قولِهِ: سَعِيدٌ وسَعْدٌ وابنُ عَوْفٍ وطَلْحَةُ وعـَامــِرُ فـِهـْرٍ والـزُّبـَيـْرُ الــمــُمــَدَّحُ يَعْنِي: هؤلاءِ الستَّةَ. فسَعِيدٌ: هوَ ابنُ زَيْدِ بنِ عَمْرِو بنِ نُفَيْلٍ، وهوَ رَاوِي الحديثِ. وسَعْدٌ: هوَ ابنُ أَبِي وَقَّاصٍ الزُّهْرِيُّ، مِنْ بَنِي زُهْرَةَ، وهم أَخْوالُ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وعبدُ الرَّحمنِ بنُ عَوْفٍ: وهوَ أيضًا مِنْ بَنِي زُهْرَةَ، مِنْ أَخْوالِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وطَلْحَةُ: هوَ ابنُ عُبَيْدِ اللهِ، مِنْ بَنِي تَيْمٍ؛ الَّذينَ مِنهم أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ. والزُّبَيْرُ: هوَ ابنُ العَوَّامِ، مِنْ بَنِي أَسَدِ بنِ عبدِ العُزَّى بنِ عبدِ مَنافٍ. وأمَّا عَامِرٌ: فهوَ أَبُو عُبَيْدَةَ بنُ الجَرَّاحِ، مِنْ بَنِي فِهْرٍ. وهؤلاءِ مِن المهاجِرِينَ، ومِنْ أَشْرافِ قُرَيْشٍ، ومِن المسلمينَ قديمًا، شَهِدَ لهم النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأنَّهم في الجَنَّةِ، ومعلومٌ أنَّهُ لا يَشْهَدُ لهم إلاَّ وقدْ أَطْلَعَهُ اللهُ بأنَّهم يَمُوتونَ على الإسلامِ وعلى السُّنَّةِ، وأنَّهم يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ. ولوْ كانوا ارْتَدُّوا - كما تَقولُ الرَّافضةُ - لم يَشْهَدْ لهم بالجَنَّةِ. فالرَّافضةُ تَدَّعِي أنَّهم ارْتَدُّوا بِرَدِّهم عَلِيًّا - كما يَقولونَ - عنْ حَقِّهِ الَّذي هوَ الْوِلايَةُ، وتَدَّعِي أنَّهم أعداءٌ أَلِدَّاءُ لِعَلِيٍّ. ثُمَّ بعدَ ذلكَ تَحْكُمُ على كلِّ مَنْ وَالاهُمْ بأنَّهُ كافرٌ؛ لأنَّهُ بِزَعْمِهم لا يُمْكِنُ أنْ يُحِبَّ عَلِيًّا. وعندَ الرَّافضةِ أنَّهُ: لا وَلاءَ إلاَّ بِبَرَاءٍ، يَقولونَ: لا يُمْكِنُ أنْ نَتَوَلَّى عَلِيًّا إلاَّ بَعْدَ أن نَتَبَرَّأَ مِنْ أبي بَكْرٍ وعُمَرَ وعُثْمانَ وسَعْدٍ وسَعِيدٍ وسائرِ الصَّحابةِ، فإذا تَوَلَّيْتَ هؤلاءِ فقدْ آذَيْتَ عَلِيًّا. فَأَبُو بَكْرٍ عندَهم طَلَبَ الخِلافةَ واسْتَبَدَّ بها، وأَخَذَها مِنْ صاحِبِها؛ فلذلكَ ضَلَّلُوهُ وكَفَّرُوهُ. وعُمَرُ كذلكَ أيضًا أَخَذَ الخِلافةَ بعدَ أبي بَكْرٍ، وهيَ لَيْسَتْ لهُ. وعُثْمانُ أَخَذَ الخِلافةَ، وهيَ لَيْسَتْ لهُ، حتَّى إنِّي قَرَأْتُ لِبعضِ المُتَأَخِّرِينَ أنَّهُ يَتَمَدَّحُ بأنَّ شِيعَتَنا وأَنْصارَنا هم الَّذينَ ثارُوا على عُثَمانَ وقَتَلُوهُ، ورَدُّوا الأَمْرَ إلى أهلِهِ، يَعْنِي: إلى عَلِيٍّ، وهوَ أَحَقُّ بالخلافةِ. أمَّا عبدُ الرَّحمنِ، فَيَقولونَ: إنَّهُ الَّذي أَخَذَ البَيْعَةَ لِعُثْمانَ، فيَحْكُمُونَ بأنَّهُ مُرْتَدٌّ. أمَّا طَلْحَةُ والزُّبَيْرُ، فيَدَّعُونَ أنَّهما قاتَلا عَلِيًّا في وَقْعةِ الجَمَلِ، والحَقُّ أنَّهُ عندَما قُتِلَ عُثْمانُ كانَ هؤلاءِ بِمَكَّةَ، فذَهَبُوا إلى العِراقِ لِيُدْرِكُوا قَتَلَةَ عُثْمانَ، ولكنْ أَدْرَكَهم عَلِيٌّ فحَصَلَتْ وَقْعَةُ الجَمَلِ، فقُتِلَ فيها طَلْحَةُ والزُّبَيْرُ. فكُلُّ واحدٍ مِنْ هؤلاءِ يَطْعَنُونَ فيهِ طَعْنًا، ويَدَّعُونَ فيهِ دَعْوَى. وأهلُ السُّنَّةِ يَشْهَدُونَ لهم بالجَنَّةِ بسابِقتِهم وفَضْلِهم، وكذلكَ بمُوجَبِ هِجْرتِهم، وبمُوجَبِ شَهادةِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكَفَى بها شهادةً، ولا يَعْتَبِرُونَ بِكلامِ مَنْ أَخَلَّ بحَقِّهم أوْ طَعَنَ فيهم. وهكذا أيضًا نَشْهَدُ لِكُلِّ مَنْ شَهِدَ لهُ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْجَنَّةِ ، كقولِهِ: ((الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ))، فَفِي عَهْدِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَا طِفْلَيْنِ صَغِيرَيْنِ، تُوُفِّيَ وهُمَا دونَ العاشرةِ، ولكنْ يُبْعَثُونَ يومَ القِيامةِ معَ سائرِ الأمَّةِ في سِنِّ الشَّبابِ، وشَهِدَ لهُمَا بأنَّهما سَيِّدا شبابِ أهلِ الجَنَّةِ، وشَهِدَ لأُمِّهِما فاطِمةَ أنَّها سَيِّدةُ نِساءِ أهلِ الجَنَّةِ، فنَشْهَدُ لهما بذلكَ، ونَشْهَدُ لأُمِّهما بأنَّها مِنْ أهلِ الجَنَّةِ. أمَّا قِصَّةُ ثابِتِ بنِ قَيْسٍ: فإنَّهُ كانَ خَطِيبَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ إذا أَرَادَ أنْ يُعْلِنَ أَمْرًا مِن الأمورِ، أوْ يَتَكَلَّمَ بَأَمْرٍ مِن الأمورِ، أَمَرَهُ بأنْ يَخْطُبَ ويُضَمِّنَ خُطْبتَهُ ذلكَ المَعْنَى، وكانَ جَهْوَرِيَّ الصَّوتِ، فلمَّا نَزَلَ قولُ اللهِ تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلاَ تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تَشْعُرُونَ}[الحُجُرات: 2]، خَافَ أنْ تَكونَ هذهِ الآيَةُ تَنْطَبِقُ عليهِ؛ لأنَّهُ كانَ يَرْفَعُ صوتَهُ، وكانَ جَهُورِيًّا. فجَلَسَ يَبْكِي في بيتِهِ يومَيْنِ أوْ ثلاثةً، فافْتَقَدَهُ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَرْسَلَ إليهِ، فذَكَرُوا لهُ مَقالتَهُ أنَّهُ يَقولُ: إنِّي أَرْفَعُ صوتِي، وإنِّي خَشِيتُ أنْ يَكونَ حَبِطَ عَمَلِي وأنِّي مِنْ أهلِ النَّارِ، فرَدَّ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعضَ أَصْحابِهِ لِيَقولَ لهُ: ((إِنَّكَ لَسْتَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، وَلَكِنَّكَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ)). وكانَتْ خاتِمتُهُ أنَّهُ قُتِلَ شَهِيدًا في وَقْعَةِ اليَمامَةِ في قِتالِ مُسَيْلِمةَ، فصَدَقَ عليهِ قولُ الرَّسولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنَّهُ مِنْ أهلِ الجَنَّةِ. أمَّا غيرُهُ ممَّنْ شَهِدَ لهُ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالجنَّةِ فكثيرٌ، فمِنهمْ بِلالٌ؛ الَّذي قالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لهُ: ((إِنِّي سَمِعْتُ دَفَّ نَعْلَيْكَ فِي الْجَنَّةِ))، وسَأَلَهُ عنْ أَرْجَى عَمَلِهِ، فهذه أيضًا شَهادةٌ لِبِلالٍ بأنَّهُ مِنْ أهلِ الجَنَّةِ. وكذلكَ عُكَّاشَةُ بنُ مِحْصَنٍ، لمَّا ذَكَرَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْعِينَ الأَلْفِ الَّذينَ يَدْخُلونَ الجَنَّةَ بغيرِ حسابٍ، فقالَ عُكَّاشَةُ: ادْعُ اللهَ يا رسولَ اللهِ أنْ أَكونَ مِنهم، فقالَ: ((اللهُمَّ اجْعَلْهُ مِنْهُم))، وقُتِلَ عُكَّاشَةُ في قِتالِ بَنِي أَسَدٍ الَّذينَ ارْتَدُّوا، وكانَ هوَ مِنْ بَنِي أَسَدٍ، قُتِلَ شَهِيدًا؛ فانْطَبَقَ عليهِ أنَّهُ مِن الَّذين قُتِلُوا في سبيلِ اللهِ. وغيرُهم كثيرٌ، ومِنْ أَشْهَرِهم عَبْدُ اللهِ بنُ سَلاَمٍ؛ الَّذي كانَ مِن اليَهودِ فَأَسْلَمَ في أوَّلِ الهِجْرةِ. وفي حديثِ سَعْدِ بنِ أَبِي وَقَّاصٍ، أنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ: ((يَطْلُعُ رَجُلٌ يَأْكُلُ مِنْ هَذِهِ الْقَصْعَةِ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ …))، فَجَاءَ عَبْدُ اللهِ بِنُ سَلاَمٍ. ثُمَّ إنَّ كُلَّ مَنْ شَهِدَ لهُ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأنَّهُ مِنْ أهلِ الجَنَّةِ، فإنَّا نَشْهَدُ لهُ بذلكَ. |
#4
|
|||
|
|||
شرح الشيخ:صالح الفوزان .حفظه الله
المَتْنُ: (وَنَشْهَدُ للعَشَرَةِ بالجنَّةِ، كما شَهِدَ لهم النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: ((أَبُو بَكْرٍ فِي الْجَنَّةِ، وَعُمَرُ فِي الْجَنَّةِ، وَعُثْمَانُ فِي الْجَنَّةِ، وَعَلِيٌّ فِي الْجَنَّةِ، وَطَلْحَةُ فِي الْجَنَّةِ، وَالزُّبَيْرُ فِي الْجَنَّةِ، وَسَعْدٌ فِي الْجَنَّةِ، وَسَعِيدٌ فِي الْجَنَّةِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فِي الْجَنَّةِ،
وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ فِي الْجَنَّةِ)) ) الشَّرْحُ: هؤلاءِ العشرةُ المشهودُ لهم بالجنَّةِ، مَن الذي شَهِدَ لهم؟ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهو لا يَنْطِقُ عَن الهَوَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَهذا يَدُلُّ على فَضْلِهِمْ، وَكُلُّهُمْ مِنْ قريشٍ، كُلُّهُمْ مِن المهاجرينَ رَضِيَ اللهُ عنهم، هذهِ مِيزَةٌ عَظِيمَةٌ، تُضَافُ إِلى فَضَائِلِهِمْ، بلْ هَذِهِ أَعْظَمُ فَضَائِلِهِمْ. وَشَهِدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِغَيْرِهِمْ، شَهِدَ لعُكَّاشَةَ بنِ مِحْصَنٍ، أَنَّهُ مِنْ أهلِ الجنَّةِ. لَمَّا قَالَ: "ادْعُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ"، يَعْنِي: مِن السَّبْعِينَ الأَلْفَ الذينَ يَدْخُلُونَ الجنَّةَ بلا حِسَابٍ وَلا عَذَابٍ، قَامَ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، ادْعُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ،قَالَ: ((أَنْتَ مِنْهُمْ)). هذهِ شهادةٌ لِعُكَّاشَةَ. شَهِدَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للحسنِ وَالحسينِ بِأَنَّهُمَا مِنْ أهلِ الجنَّةِ، فَقَالَ عَلَيْهِ الصلاةُ وَالسلامُ: ((الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ)). وَشَهِدَ لِثَابِتِ بنِ قَيْسِ بنِ شَمَّاسٍ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، شَهِدَ لهُ بالجنَّةِ، قَالَ لهُ: ((أَنْتَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ)). وَقُتِلَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ شهيداً في حُرُوبِ اليَمَامَةِ معَ المُرْتَدِّينَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. المَتْنُ: وَكلُّ مَنْ شَهِدَ لهُ النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالجنَّةِ شَهِدْنَا لهُ بها، كقولِهِ: ((الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ))، وَقولِهِ لثابتِ بنِ قَيْسٍ: ((إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ)). وَلا نَجْزِمُ لأحدٍ مِنْ أهلِ القِبْلَةِ بجنَّةٍ وَلا نارٍ. الشَّرْحُ: نحنُ لا نَشْهَدُ بالجنَّةِ وَالنارِ إِلاَّ لِمَنْ شَهِدَ لهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أمَّا مَنْ عَدَاهُمْ فلا نَشْهَدُ لأحدٍ مُعَيَّنٍ، لا نَشْهَدُ لِمُعَيَّنٍ بالجنَّةِ، وَلا لِمُعَيَّنٍ بالنارِ، وَلَكِنَّنَا نَرْجُو للمُحْسِنِينَ، وَنَخَافُ على المُسِيئِينَ، وَأمَّا الجزمُ بالجنَّةِ أَوْ بالنارِ لِمُعَيَّنٍ فهذا يَحْتَاجُ إِلى دليلٍ، يَحْتَاجُ إِلى دليلٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ، وَمن سُنَّةِ رَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. لا نَجْزِمُ لأَحَدٍ بِشَهَادَةٍ أَنَّهُ شَهِيدٌ، أَوْ أَنَّهُ مِنْ أهلِ الجنَّةِ، إِلاَّ بدليلٍ، لَكِنَّنَا نَرْجُو للمُحْسِنِ، نَرْجُو الشهادةَ لِمَنْ قُتِلَ في سبيلِ اللهِ، يُجَاهِدُ لإِعلاءِ كلمةِ اللهِ، نَرْجُو لهُ الشهادةَ، وَكذلكَ نَخَافُ على المُسِيئِينَ مِن العُصَاةِ وَالمُذْنِبِينَ وَالفَسَقَةِ، نَخَافُ عليهم مِن النارِ، لكنْ لا نَجْزِمُ لهم بالنارِ؛ لأنَّ اللهَ قدْ يَتُوبُ عَلَيْهِمْ. |
#5
|
|||
|
|||
تيسير لمعة الاعتقاد للشيخ :عبد الرحمن بن صالح المحمود
ثم قال الشيخ بعد ذلك : (( ونشهد للعشرة بالجنة)), وهذا أيضاً مما يختص به أصحاب النبي , فإن هؤلاء العشرة المبشرين بالجنة لهم من الفضل ماهو معروف ((كما شهد لهم النبي فقال)) في الحديث الصحيح عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه : (( أبو بكر في الجنة , وعمر في الجنة , وعثمان في الجنة, وعلي في الجنة )) هؤلاء الخلفاء الأربعة , (( وطلحة - وهو ابن عبيدالله - في الجنة , والزبير بن العوام في الجنة , وسعد بن أبي وقاص - في الجنة, وسعيد - وهو ابن زيد بن عمروا بن نفيل في الجنة, وعبدالرحمن بن عوف في الجنة , وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة )) (1) وهو أمين هذه الأمة, والزبير هو حواري رسول الله, ولكل واحد من هؤلاء العشرة فضائل كثيرة موجودة في كتب السنة. ثم قال الشيخ مقرراً قاعدة من قواعد أهل السنة والجماعة : (( وكل من شهد لـه النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة شهدنا لـه بها )) فأهل السنة والجماعة يشهدون بالجنة لمن شهد لـه الرسول, أما من لم يشهد لـه الرسول فإنه يُشهد لـه شهادة عامة فنقول : كل من مات من المؤمنين فهو من أهل الجنة , نرجو له الخير لكن لا نشهد بان فلاناً بعينه في الجنة إلا لمن شهد له الرسول عليه الصلاة والسلام مثل العشرة, ومثل ما أورده الشيخ هنا في قوله : كقوله: (( الحسن والحسين)) وهما ابنا علي رضي الله عنهم جميعاً (( سيدا شباب أهل الجنة )) (2) فنشهد لهما رضي الله عنهما وأرضاهما أنهما من أهل الجنة . (( وقوله لثابت بن قيس : إنه من أهل الجنة )) وهذا أيضاً ثبت بالحديث الصحيح, وثابت بن قيس هذا كان جهوريَّ الصوت , فلما نزل قول الله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ}[الحجرات:2]خاف أن يكون هو المقصود بالآية فقال : أنا جهوري الصوت وارفع صوتي فأخاف أن عملي قد حبط , فبقي في بيته وقال : والله لا أخرج منه حتى يرضى عني رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أموت . وفي إحدى الروايات عند ابن جرير الطبري ابن أبي حاتم وغيرهما أنه حبس نفسه في غرفة الفرس وأمر زوجته بأن تضرب مسماراً على ضبة الباب وقال : والله لأبقين في هذا المكان حتى يرضى عني رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أموت . فلما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بما جرى لهذا الصحابي الجليل قال صلى الله عليه وسلم : (( أخبروه وبشروه وقولوا له : إنك من أهل الجنة ))(3) . فلما بشر بذلك مَا استطاع أن يخرج إلا بكسر الضَّبَّة , لأنه كان قد سمر الباب بشدة, فخرج إلى النبي صلى الله عليه وسلم وفاز بهذه البشارة العظيمة . ومثل أيضاً : عكاشة بن محصن(4) , وخديجة بنت خويلد , فإن النبي صلى الله عليه وسلم شهد لها بالجنة(5) ومثلها الرميصاء رضي الله عنها وأرضاها فإن النبي صلى الله عليه وسلم سمع لها صوتاً في الجنة فقال : من هذا؟ فقيل : هذه الرميصاء بنت ملحان أم أنس بن مالك رضي الله عنه(6) , وهي التي تزوجها أبو طلحة فكان مهرها الإسلام, خطبها وهو مشرك فقالت : لا أقبل بك وأنت على الشرك لكن إن أسلمت فيكفيني ذلك مهراً فأسلم أبو طلحة وتزوجها فكان مهره الإسلام . وغيرهم ممن شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة فإننا نشهد لهم بذلك |
#6
|
|||
|
|||
شرح لمعة الاعتقاد,الشيخ الغفيص
الشهادة للعشرة بالجنة وكل من شهد له النبي صلى الله عليه وسلم
قال الموفق رحمه الله: [ونشهد للعشرة بالجنة كما شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال: (أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير في الجنة، وسعد في الجنة، وسعيد في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة)] . هؤلاء هم العشرة المبشرون بالجنة، ولا يعني ذلك قصر البشارة النبوية عليهم، بل كل من شهد له النبي عليه الصلاة والسلام يقال: إنه في الجنة؛ وهذا متفق عليه بين أهل السنة، وإن كان حصل بين الإمام أحمد و ابن المديني خلاف لفظي، فإن ابن المديني كان يقول: من قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم إنه في الجنة أقول: إنه في الجنة، ولا أشهد. فقال الإمام أحمد : إذا قلت فقد شهدت، فكان هناك تردد من ابن المديني في اللفظ. قال الموفق رحمه الله: [وكل من شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة شهدنا له بها، كقوله: (الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة)وقوله لثابت بن قيس : (إنه من أهل الجنة)] . وأيضاً: شهادته لعكاشة بن محصن أنه من السبعين ألفاً الذين يدخلون الجنة بغير حساب، فهذا أمر مشهور عن طائفة من الصحابة عينهم النبي صلى الله عليه وسلم ، وأما من سكت عنه النبي صلى الله عليه وسلم وهو من سواد الأمة من أصحابه وغيرهم فهؤلاء يتوقف في شأنهم، فيرجى للمحسن ويخاف على المسيء. لكن ثمة مسألة حصل فيها قدر من النزاع بين أهل السنة: من استفاض ذكره والثناء عليه في الأمة من الأئمة والعلماء وأمثال هؤلاء هل يجزم أو يشهد لهم بالجنة، أم يتوقف فيهم كما يتوقف في من لم يستفض ذكره؟ هذا فيه قولان: الجمهور يرون التوقف، وأن الاستفاضة بالثناء لا تستلزم الشهادة بالتعيين، وهذا هو الصحيح. القول الثاني: أن من استفاض ذكره يُشهد له بالجنة، ويستدلون على ذلك بقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من أثنيتم عليه خيراً وجبت له الجنة، ومن أثنيتم عليه شراً وجبت له النار) وهذا الإستدلال ليس بمحكم؛ لأن مراده صلى الله عليه وسلم أن الثناء أو الشهادة من موجبات الموافقة للحقائق في نفس الأمر عند الله تعالى، وليس معناه: أن من أثني عليه بخير لزم أنه مشهود له بالجنة، فهذا ليس داخلاً في نص الحديث ولا تضمنه، هذا مقام آخر لم يتضمن الحديث ذكراً له. . |
أدوات الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | الأقسام الرئيسية | مشاركات | المشاركة الاخيرة |
ونعلم ان الرسول صلى الله عليه وسلم ليس من شيعة المهدي فماذا سيكون اذا | موحد مسلم | الشيعة والروافض | 1 | 2020-03-28 06:25 AM |
العَطَاءَاتُ الرّبّانِيَّةُ لِسَيِّدِ البَرِيَّةِ | معاوية فهمي إبراهيم مصطفى | السنة ومصطلح الحديث | 0 | 2020-02-09 11:18 AM |
أهم الأحداث التي وقعت في ربيع الأول | معاوية فهمي إبراهيم مصطفى | السير والتاريخ وتراجم الأعلام | 0 | 2019-11-07 04:03 PM |