جديد المواضيع |
للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب |
منتدى السنة | الأذكار | زاد المتقين | منتديات الجامع | منتديات شباب الأمة | زد معرفة | طريق النجاح | طبيبة الأسرة | معلوماتي | وادي العرب | حياتها | فور شباب | جوابى | بنك أوف تك |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
أرجو المساعدة
السلام عليكم إخواني في الله
مطلوب مني موضوع اتحدث به أمام 60 طالب بالجامعة يتعلق بالسياسة وهناك في محاضرتي طلاب مسلمون ومسيحيون, وقد قررت أن أتناول نظريات نشوء الدولة وتطورها: كالنظرية الماركسية ونظرية القوة ونظرية التطور والنظرية الطبيعية ونقدهم وإثبات فشل استخدامهم لجميع البشر وليس فقط المسلمون,والتأكيد على نجاح النظرية الدينية, وأريد أن يكون نقدي بحجج عقلية واستشهاد بأقوال عالمية _على فشل الإنسان بوضع منهاج يحكم به ويسير أموره_ وليس قال الله ورسوله لأن هناك من لا يؤمن بذلك في محاضرتي, والدكتور طلب أن لا يتجاوز البحث 10 صفحات, فأرجو ممن لديه العلم والوقت الكافي مساعدتي في ذلك لانشغالي الشديد بامتحانات مواد أخرى لأن الطلاب من فئات مختلفة وأرجو الله أن يفتح علي من خلاله باب للدعوة إلى الله, وتسليم التقرير في 26\12\2013. وجزاكم الله خيرا. أخوكم أبو علي الحوراني |
#2
|
|||
|
|||
لك مقال قد يساعدك وهو أحد المقالات الت كتبتها ونشرتها سابقا :
[align=center]"التقدمية والرجعية[/align]" بقلم :أبو عبيدة أمارة . "التقدمية والرجعية" هما مصطلحان تولدا جديدا وحديثا في عصرنا الحديث ، وسنذكر بإذن الله تعالى وبالتقريب متى وكيف ولماذا تولدا هذان المصطلحان ؟ وسنذكر بإذن الله وبالتقريب كل ما يحيط بهذين المصطلحان من معان ومن استعمالات ومن أهداف ! فالمصطلحان قد جاءا من طرف وجانب أصحاب "فكر ومنهج" مُعين ، ذلك لتصوير فكرهم ومنهجهم وتلميعه بأنه "الفكر والمنهج" الأمثل! وكأن منهجهم فكرهم هو "الشفاء والحل والبلسم؟!" ، والزمن قد أثبت فعلا صدق أو كذب وفشل هذه المقولة . ومصطلحا التقدمية والرجعية أتيا بدأً وحقيقة وأيضا كرد فعل عنيف على "فساد سابق ما " لكنيسة في العصور الوسطى ، وليس حقيقة للإسلام ولا للمسلمين الحقيقيين دخل بذلك الفساد المذكور وسنرى ذلك وبالبينة بإذن الله ، والإسلام الحنيف وحقيقة هو الدين الوحيد الذي لم يُحرف ولم يزيف وبقي على عدله وعدالته ونصاعته كيوم منشئه . وقد جاءا مصطلحا "التقدمية والرجعية" من أجل وصم مناهج وعقائد معينة بالتخلف والرجعية ،(وذلك دون وجه حق مع الإسلام خاصة) ودون أي تفرقة ودون أي تمييز بين أي منهج ومنهج ، وقد كُرسا هذان المصطلحان–حقيقة وأسفا- دون إبصار كاف ودون ودراسة كافية ومنصفة للحق وللحقيقة ، ودون دراسة حقيقية للتاريخ ، ودون النظر المنصف لسيئات منهج ما ، (والإسلام حقيقة لا سيئات له بتاتا والبراهين العظيمة والكبيرة موجودة) ، و جاءا دون النظر المنصف لحسنات أي دين ودين على حدة . والمصطلحان هما بداية كلمتان متضادتان قصدا ومعنى ، ومن يستعملهما عادة يريد -كما أسلف- تلميع فكرة ما وتوهيجها على حساب فكر ومنهج آخر ، وهو كمن يريد توجيه ضربة قاصمة لخصم ما ! وهو كمن يريد تحقير وازدراء طرف آخر أو السخرية منه ، ومن أهدافه أيضا الاستفراد بالساحة و"التذاكي" وامتلاك تفويض غير مناقش . وحقيقة هنا فلا نريد أن نتهجم على أي مصطلح ما أو على أي معتقد ما دون وجه حق أو دون وجه بيّنة واضحة أو دون وجه حقيقة ، ولا نريد أيضا ازدراء أي طرف ما مهما كان ومهما قال ، بل ونريد والله وجه الحق والحقيقة ، ونريده الحوار العقلاني والهادئ والمتفكر والمتمعن ، نريد أيضا أن نكون منصفين وصادقين مع النفس ومع العقل السليم ومع الحق والحقيقة الناصعة والدلائل والبراهين . ونؤكد أنه من المنطق السليم ومن العقل الحكيم أن الحوار العاقل والحكيم المنصف وجب بالحجة الواضحة ووجب بالبينة السليمة ووجب بالدليل العاقل ووجب بالبرهان المنصف . ووجب أيضا منا تمعنا حكيما ومنصفا لكل حالة وحالة ، فمن يريد إنصاف الحقيقة والواقع وإنصاف العقل ونفسه وجلب النافع له وللناس جميعا فعليه حقا أن يكون لجانب الحق والحقيقة السليمة الصائبة دون تحيز جاهلي أو جاهل ، وأن يكون الشخص المنصف إلى جانب الدليل البين والحجة الواضحة ، وأن يكون صادقا حق الصدق ، وأن يكون وعادلا ، وأن يقول الحق ولو على نفسه . وليس من العقل –حقيقة- السير وراء عواطف فارغة أو وراء بهرجات غريرة ، أو وراء عناد على باطل ن أجل العناد ، أو أن يكون الشخص مجرد "رقم" صعب يسير في ركب زمرة "منبهرين" بفكرة ما أو مصطلحات مطنطنة ما ، أو أن يكون مهللا ممجدا لأي فكر بشري ما دون أن يفقه الحقيقة فقها كاملا ، ودون أن يتمعن تمعنا سليما وحكيما بالحقيقة السليمة والمردود الطيب والجميل للناس جميعا ويعلم حقائق الأمور وخفاياها ويعلم مفيدها من ضارها. ونبدأ حوارنا وتاريخيا ، وكما نعلم فأن أساس هذين المصطلحين المناقشين هما منذ بداية الفكرة الشيوعية الحديثة وأختها الاشتراكية ، فكلمتا "الرجعية والتقدمية" استعملها الشيوعيون والاشتراكيون في القرنين الأخيرين أو قريبا من ذلك ، وهم من يصفون أنفسهم بالتقدميين لأنهم خرجوا من حقبة سادها ظلام وظلم وتجهيل واستغلال ما (وطبعا في مناطق تواجدهم في أوروبا) ،وخرجوا إلى حقبة "ما" رأوا فيها أنفسهم وفكرهم كأنهم الحل الأمثل والمنقذ الحريص ، وكأنهم مربط فرس الحرية والعدالة والحق والحلول السليمة ؟!!! هنا حاليا لا نريد أن نجادل في كلا الفكرتين ، ولكن أصحاب الفكرتين يصفون "المستبدين السابقين في مناطقهم من جائرين وإقطاعيين ، ويصفون "رجالات كنيسة فاسدين" يصفونهم "بالرجعية والتخلف" وسنرى الشرح لاحقا ، ومن ثم ولأسباب ما ودون تمعن حقيقي ودون تفريق منصف ودون دراسة كافية لأي دين من الأديان ، فأرادوا لصق الرجعية والتخلف بكل شيء متصل بالدين ، أو من مستمسك بجذور ظالمة معينة وذلك من غير الدين وهو وأيضا وحسب المصلحة ، وخصوصا وطبعا وصموا بهذا الوصف : بالأخص الديانات السماوية (والتي قد حرف من بعضها الكثير) ، ولا نريد حالية التطرق إلى دراسة المصداقية لهذا التصرف ، ولكن نريد توضيح الحقيقة والتي يقرها ويعتقدها كثير من الاشتراكيين وكثير من بواقي الشيوعية . وللشرح فتعالوا بنا إلى نظرة تاريخية ، للتاريخ وللعصور الوسطى(والتي هي بالنسبة للغربيين عصور الظلمة أما بالنسبة للمسلمين وبشهادة غربيين فهي لم تكن عصور ظلمة ولكنها كانت عصور نور ومعرفة وعقل ) ، ولننظر أيضا إلى العصور الحديثة والتي يسمونها بعصور النهضة ، وربما وهي نهضة فكرية للغربيين وانتفاضة ضد الظلم والظلام عندهم ، وهي أيضا –وحقيقة- قفزة نوعية وكبيرة بالنسبة للعلم البشري ومكتسباته الحميدة . وبالنسبة للعصور الوسطى فلا نريد أن نتكلم عن دولة الإسلام كثيرا ، ولكن فلقد كانت مبادئ الإسلام العظيمة والحكيمة كانت ترفل بالعطاء والسعة والإنصاف وكثير من الحكمة والعقلانية ، وكثيرا من والتحرك في اتجاه صحيح ، وكانت تتحرك (وما زالت) في فضح من أراد الجمود في محدوديات سقيمة أو أراد حبس الدين في تصورات عقيمة أو حصره في أشخاص معينين ، أو من يريدون ظلما وتجنيا يريدون إضفاء تقديس زائد على شخصيات معينة ولمآرب معينة ، وبتقديسهم المفرط هذا يخرجون الدين عندهم عن طور الحق الحقيقة والنزاهة مما لا يتقبله عقل ولا يتقبله أي رجل صالح ، وفي هذا فهم يهملون الجوهر الحقيقي للدين الإسلامي ويتيهون في ضلالات سقيمة ما انزل الله بها من سلطان ، والإسلام يتنصل من كل من يتعلقون بمعتقدات ضالة أو معتقدات سقيمة أو من طقوس مقيتة أو من قشور سفيهة ويجعلوها لهم جوهرا مخزيا . وأما بالنسبة للغرب حقيقة وهم هنا محور الاستدلال وهم أصل معاداة الشيوعية والاشتراكية للدين(وكلمة الغرب يطلقها الأوربيين على أنفسهم ، وخاصة منهم الغربيين لتمييز أنفسهم عن غيرهم ، والتسمية حقيقة لها علاقة بسيطة بالجهات الجغرافية طبعا) فأما وبالنسبة للغرب فكانت العصور الوسطى عصور ظلمة واستبداد في الأغلب ، وكان الاستبداد من طرف الأغنياء والإقطاعيين والنبلاء ومن الكنيسة حينها أيضا ، وكان هناك أيضا من الفكر والجهل والظلم والاستبداد السائد حينها وكان ذميما مقيتا وممجوجا ، على كل فهنا وللحقيقة وصدقا فالمقالة ليست لا للذم ولا للتجريح ولكن للشواهد وللتاريخ . ونعود للتاريخ في نهاية العصور الوسطى فقد ضج كثير من الناس الغربيين وثاروا على الواقع المرير الذي كانوا يعيشونه وعلى الاستبداد الأهوج الذي كانوا يعانونه وعلى الضائقة المادية الحرجة التي كان يعايشها عامة الناس ، وقامت الثورة الفرنسية في القرن الثامن عشر وثارت على الظلم والهضم ، وقامت بعدها الثورة الصناعية . وحقيقة وهنا فنذكر ونكرر ونقول أن الشواهد هنا ليست لا للذم ولا للتجريح بقدر ما هي للمراجعة والتصحيح ولشواهد التاريخ ، وهي حقائق يعترف به الغربيون أنفسهم ، فالكنيسة الغربية المسيحية كانت شريكة في الظلم والإقطاع ، والأشد أنها كانت عقبة في وجه التقدم العلمي ، ولا يخفى علينا محاكم التفتيش ، فلولا الثورة على كل ظلم ، ومنه الثورة على التسلط والتزمت والاستحواذ من جهة الكنيسة على كل العلم والمعرفة الراكدة والمتقوقعة لما كان التقدم نحو الأحسن ولما كانت القفزة العلمية الكبيرة والتي كان للمسلمين فيها حظا وفيرا ، أو قل الإسلام كان سببا قويا في النهضة العلمية وتقدمها وازدهارها وعقلانيتها . فهنا نرى أنه بسبب موقف الكنيسة السابق الخاطئ والمذكور أعلاه فنلاحظ حقيقة وأساس وصم الشيوعية والاشتراكية للدين (وهي المسيحية حينها ولا دخل للإسلام في هذه التسمية) وَصْم الدين بالرجعية والتخلف ، وعندما قامت عصور النهضة ، وكانت نهضة ليس فقط في الناحية العلمية فحسب ، ولم تكن ثورة على الإقطاع والاستبداد فقط وحسب، بل وقد تولدت أفكارا مجتمعية جديدة ومتجددة ، وكان لكل فكر منها نظرته الخاصة للتاريخ وللمجتمع وللحياة ، ولكل نظرته الخاصة في نسق المجتمع وفي كيفية التعامل مع الناس ومع الأرزاق ومع الحريات ، وتولدت أيضا أو قل تجددت الفكرة الديموقراطية الحديثة ، وأيضا وقد تولد أو وقد خرج للوجود الفكر والتطبيق الشيوعي وأيضا الاشتراكية التي كانت أقل تعصبا من أختها الشيوعية . وهنا وفي طور الحديث عن "الرجعية والتقدمية" فنقول أن الحركة الشيوعية وأختها الاشتراكية نظرت إلى دور الكنيسة في العصور السابقة ودورها في تكريس الدين لخدمة أهداف ومكتسبات فردية ونفعية وضيقة ، ونظرت إلى استغلال الشعور الديني للأوربيين في أن تجعل الناس يعيشون في خيال أكثر منه في واقع، فقلت أيضا ا، الدين أفيون الشعوب ، فموقف الكنيسة الخاطئ الفكري والمادي والذي كان مجحفا وظالما وفاسدا ، ولهذا فكان من الشيوعية والاشتراكية الموقف اللا منصف كلية والمعادي للدين عامة . ونرى في موقف الشيوعية في إنها لم تصب جام غضبها فقط على النظم الحكمية الجائرة وعلى الطبقة الحاكمة المستغلة والمستبدة حينها وحسب ، بل وصبته أيضا على الكنيسة والدين عامة . فالأنكى أن الشيوعية والاشتراكية صبت نقمتها الطائشة على الأديان كلها دون تمييز ، وانقلبت على الأديان انقلابا عدائيا ونقيضا ، فتولد مصطلح "التقدمية والرجعية" . وثانيا فقد تولد أيضا مصطلح " أن الدين هو أفيون الشعوب" ، وهذا لأن الكنيسة حينها وكما ذكر قد كانت تكرس الحب الفطري عند الإنسان للتدين ، فكانت تكرسه في تخدير مشاعر الناس وتثبيط هممهم ضد التقدم وضد العلم وضد الثورة على الاستبداد ، فهنا نرى بعض مصداقية فيما تبنته الشيوعية من كره للدين( بسب تصرف طائفة دينية معينة وجعل تدينها محصورا في أمنيات وتمني وتدين خيالي) ، ولحقت الاشتراكية بالشيوعية في وصم الكنيسة بأنها عائق أمام التقدم والعلم والإصلاح ، ولحقتها أيضا في وصم الكنيسة لاستغلال حب الدين عند النصارى بالتخدير وسلب الخيرات . فحقيقة فما دخل الإسلام وهو الدين المتجدد والحكيم والمتفاني للخير ، وهو الدين المواكب لعصره دائما وذلك في نطاق أسسه وقواعده السليمة ، بل إن الإسلام هو الباني الحقيقي لما كل ما هو عقلاني وحكيم ، والإسلام هو الثائر دائما على كل ظلم وظلام وعلى الاستغلال والاستبداد والضلالات السقيمة والفساد والمحسوبيات والقهر والطغيان. فهنا نرى من أين وقعت الشيوعية وشريكتها الاشتراكية في الخطأ الكبير وهو تلبيس التهمة لكل دين ودين دون تفرقة ودون تمييز ودون دراسة حكيمة وبينة ومنصفة ، وتبعهم في هذا –وللأسف- كثير من المسلمين ومن العرب انسياقا أعمى ، وتقليدا مؤسفا وساذجا ودون تبصر حكيم للحقائق ودون دراسة الفروق ودون تكليف النفس جهد رؤية الصائب والنافع والعادل والخير للعالمين جميعا . وقد قالتا الشيوعية والاشتراكية ظلما وجزافا عن الدين عامة أنه رجعيا وتخلفيا وذك لسبب تصرف خاطئ من تدين واحد معين ما ، وقالوا أن الدين هو أفيون الشعوب كما شهدوه من أوروبا ، وربما وشبه أكيد أن كثير من الأديان ما عدا الإسلام –معاذ الله- وقع في كثير من أخطاءِ الكنيسة في العصور الوسطى . فنقول فمن الأسباب التي ذكرت أعلاه كان بعض المصداقية للشيوعية وللاشتراكية مما ارتكزت عليه في معاداة دين وتدين معين وفساده ، ولكنهم لإجحافهم ما اكتفوا بهذا بل وأعلنوها حربا شعواء وظالمة على كل ما هو ديني وكل ما يمت للدين بصلة ، وكانت منهم الردة من النقيض إلى النقيض ، وهم لم يكتفوا بنقض الفاسد ولفظه فقط ولكنهم لفظوا كل الدين جملة واحدة وانقلبوا إلى الإلحاد ، وصار لهم "دين" جديد وهو: "ثر على كل ما سبق جيدا كان أو غير جيد ولا تُقِم وزنا إلا لأفكار الحزب وعليته المقدسة وخالف تعرف" . والحقيقة فإن المفكر المنصف وصاحب العقل السديد هو من ينقض الفاسد والظالم والغاشم والخاطئ فقط ويرفضه ، وهو الذي يستطيع أن يميز بين السليم والغير سليم والنافع وغير النافع ويصلح نفسه قبل غيره ، وهو الذي يستطيع أن يرى الفروق بين المناهج والأفكار المختلفة السليمة منها أو غيره ، وأن يميز سلبيات أو ايجابيات دين عن غيره(وكما أسلفنا فحقيقة فالإسلام ليس له سلبيات أبدا بتاتا وهذا ليس جزافا معاذ الله ولكن ذلك بالبراهين العظيمة والجليلة). والحقيقة فأنه ليس من البطولة أن تتمرد على أي أمر لله وهو صحيح النسبة إلى الله ودون زيف ولا تحريف ولا افتراء ، ولا من البطولة أن تتمرد دون وجه حق على أي شيء له صلة بالدين وذلك عدوانا وظلما ، وكثير من الأشياء التي هي من الدين السليم وخصوصا الأديان السماوية والتي لم يشبها ضلال ولا تحريف ففيها : من الجمالية الفكرية والمبدئية والروحانية الكثير ، وفيها من الكثير الكثير من السمو الأخلاقي والقيم الكريمة والنافعة ومن الحكمة الكريمة الرحيمة العادلة المتمثلة في الإسلام الحق الحنيف . وعلى كلٍ وللحقيقة ، فبرغم ما تجنت به الشيوعية والاشتراكية على كثير من الحقائق ، فلا نخفي أن للفكرة الاشتراكية وأختها "المتطرفة" الشيوعية ثمة دوافع حسنة (والله أعلم إذا كان هناك أيضا ثمة دوافع شيطانية في أساس الفكرة الأصلية) ولكن لا يخلو أن يكون للفكرتين من تطلعات جميلة الإنعتاق من حقبة ظلم سابقة وربما فيها من تطلعات وتوق لرغد وسعة ما ،ولكن كلا الفكرتين افتقدتا المصداقية الواقعية والمبدئية المعيشية العاقلة إجمالا وربما قد تعامت عن بعض حقائق وخفايا ثمينة ، وأرادتا الفكرتان جبر الواقع والحياة على فكر لا تستقيم معه الحياة السليمة والعدل أبدا ولا تسعد قلوب الناس إنصافا ، (ولا يخطئ من يقول أن الخمرة عندهم صارت هي أفيون الشعوب) ، ولا نريد هنا جدلا كبيرا ولا بحثا مطولا ولكن هو تبيين بعض من حقائق ، ونقول للأسباب التي ذكرت لم تنجح الفكرة الشيوعية ولما قد احتوت عليه من بعض أخطاء لم تذكر أو من عنفيات . والحقيقة المؤلمة المرة أنه بدل أن يأتي الفكر الشيوعي(والاشتراكي وكما سوقوا) بالرغد والفرج والحياة السعيدة على الناس ، فقد جاء حكمهم بالمجازر والاستبداد والدولة البوليسية وجاء بسلب الحريات والقمع ومجتمع التجسس والتوجس والمخابرات والغشم . فمتى كان للفكر والمنهج من مغالطات كثيرة وفيه من تطبيق خيال حالم على حياة مترهلة فعلى الأغلب فإن المنهج مآله للفشل ، وهذا ما قد حصل ، ولا يغالط البعض نفسه . والاشتراكية الحديثة غيرت كثيرا من سياساتها حتى صارت قريبة من الديموقراطية وقريبا من الرأسمالية مع بعض تقييدات شكلية ، وهنا لا نريد أن نمدح لا الشيوعية ولا الاشتراكية ولا معهن الديموقراطية ولا الرأسمالية فلكلٍ له عيوبه ونواقصه ، وأيضا ومعهن فلا نريد أن نمدح بناتهن الليبرالية والعلمانية التي يتغشى الكثير منها المثل ولكن في الحقيقة هدفهم المأمول هو الحياة المنزلقة للشهوات والتي تجر إلى الفساد وفيها أن الإنسان هواء لا تحكمه قيود (وما يضرهم ولو احتوت أهواءهم على الخبيث وعلى المنكر أو قد احتوت على مقبول جزئيا مع غير مقبول بتاتا أو احتوت على الغير معقول ) . وهنا نريد أن نقول للحقيقة أنه متى افتقد أي منهج الواقعية السليمة وقد افتقد الأسس الحكيمة والنظرة السليمة الصائبة للناس وللمجتمع ، وللإنسان خصوصا ، فحقيقة لن يكتب للمنهج النجاح المعتبر ، بل وسيظل المنهج الوضعي يجر المعاناة ويجر الترقيع هنا والترتيق هناك والتستر هنالك . وأما الإسلام –حقيقة- فهو منهج ومسار الفطرة السليمة وهو منهج الحكمة والرقي وهو دين الرحمة والحياة السليمة ، وهو دين الوسطية دين الواقع السليم والمستند الحكيم والنظرة الصائبة للحياة وللناس والمجتمع وللأرزاق وللحريات السليمة الكريمة ، وللكرامة الإنسانية الحقيقية السليمة ، سيقول البعض لأن المسلم محب لدينه فهو متحيز له ، ولكن والله وللحقيقة : فهي شهادة سببها النظرة المتعمقة لكل شيء ولأنفس الناس ولما بينهم من فروق شخصية ، ولما لهم من ميول طيبة ومختلفة ، ولما في الإسلام من حكميات صائبة ولنظرته الكريمة التي تخص الإنسان أولا والتي تبني الفرد السليم دائما ، والتي تبني الكيان السليم للإنسان والحسبة القويمة ، وذلك التعامل العادل والسليم مع الحياة ومع المخلوقات عامة ، فمآل ما بني على أساس سليم وعلى واقعية حكيمة عادلة كريمة فمآله النجاح بإذن الله . وهنا نريد أن نقرر بعض حقائق : 1 . أن الرجوع لأي أمر حكيم وسليم : ليس معناه أبدا رجعية ولا تخلف ، أنه لولا علم السابقين ما وصل اللاحقون للعلم الذي وصلوا إليه ، ( وكل ما في الإسلام حقيقة ما هو إلا سليم وحكيم ويدعو دائما إلى الحكمة والعدل وكل خير دائما ويناسب كل عصر ومكان )، ورجوعا لبداية الحقيقة الأولى فنأخذ الديموقراطية مثالا فإن أساس منشئها كان من أثينا والتي كانت قبل الإسلام بقرون عديدة أفيسمون الديموقراطية رجعية وتخلفا؟! وثانيا ففي مصادر التاريخ أن الاشتراكية كانت قديمة وربما كانت فكرتها وتطبيقها أقدم من الديموقراطية(حسب مصادر تاريخية) أنقول عن الاشتراكية وأختها أنها رجعية لأنها رجعت إلى فكر حقبات سابقة؟! 2 . ثانيا الإسلام –وحقيقة- لا يضره أن يقول عن ما كل ما هو حكيم وسليم : هو حكيم وسليم ، ولا ينظر الإسلام من ومتى وأين قيل الحكيم والسليم هذا ، ولو كان صاحب الحكمة على غير الإسلام أو حتى كان معاديا له ، وقد رأينا في هذه المقالة بعض شاهد على كذا حقيقة . والإسلام أيضا يقول عن كل ما هو خاطئ هو خاطئ ولا يحابي أحدا ولا يستحي من قولة الحق ، ولو جدلا حابى الإسلام أحد على حساب أي أمر سليم أو حكيم أو عادل أو أي نافع غير ضار لخابت الحياة كلها ولفسدت ، ولنتج للناس من ذلك منهجا مسخا متهتكا والحياة تتهتك معه ولن يسمى إسلاما ، فليخجل البعض ممن الذين يريدون تشويه الإسلام أو إفراغه من مضمونه فمثله كمثل من يخرق سفينة تقل مجموعا فيهلك الحياة والصالح والنافع وما ينفع الناس جميعا . 3 . كثيرا من أصحاب الشهوات والنزوات يقاومون الإسلام ، ذلك ليس لأن الإسلام سيء بتاتا وليس لأن الإسلام معنت ويُحرّم الطيبات ، ولكن لأن بعض القوم الشهوات والنزوات أعمت بصيرتهم وبصائرهم ، ونرجو لهم أن تتنور بصائرهم وبصيراتهم وعقولهم ويروا الحق والحقيقة ، ويروا والحياة السليمة الحقيقية النافعة الصحيحة المسعدة للجميع . 4 . كثيرا من الاشتراكين ومن العلمانيين من يحاربون الإسلام ولو خفية وذلك بعضه للأسباب التي ذكرت سابقا وما سرد في الحقائق ، فمن جهل الحقيقة فليرد الحقائق على نصابها ولا يخادع الإنسان نفسه . ومنهم من المتلفعين بمثل صماء ولا يستطيعون كبح جماح أنفسهم عن مكتسبات ومقدرات للجميع ولو قدروا لاستفردوا بها، ولا يستطيعون كبح جماح أنفسهم عن زين خادعة ونزوات خرقاء . فهم لا يريدون الإسلام ليس لأن الإسلام سيئ ، ولكنهم لا يريدون الانضباط مع الحكيم والعادل والمنصف السليم والمستقيم والنافع غير الضار للجميع . وبعضهم يرون في الخداع والسبل الملتوية كأنها "ذكاءا ولباقة" وأنهم أذكى من غيرهم وما هم إلا يتبعون فسادا ومضرة . 5 . خامسا : الإسلام ما كان يوما ولن يكون بإذن الله ضد العلم ولا ضد الرقي ولا ضد التقدم والحداثة في العلم وفي الوسائل الكريمة النافعة ولا ضد أي أمر نافع ومفيد غير ضار ، بل على العكس تماما فالإسلام هو الذي يطلب وينادي بهذا وينادي بكل خلق رفيع وأدب جميل وبكل حكمة وبكل علم نافع . والإسلام حقيقة وضع البشرية ويضعها دائما على الطريق السليم نحو العلم والمعرفة والتقدم في الوسائل والآليات السليمة والعلم المفيد ، والشواهد كثيرة . وللعبرة الكبيرة والمدهشة والمذهلة والتي قد تخفى على البعض فقولوا : أليس كل ما يراه الناس من معجز في الخلق وفي الحياة وفي الأكوان وما هو قمةٌ في علم الناس أليس هو فهو من بديع ومعجز صنع الله؟! والله هو الذي بعث محمدا بالإسلام الحنيف وهو الذي أنزل القرآن الذي لا تنقضي عجائبه ولا ينتهي إعجازه ، فسبحان الله وبحمده . 6 .كما في الحقيقة الخامسة فنريد أن نؤكد في الحقيقة السادسة أن الإسلام ليس ضد أي مكتسب بشري حكيم ومفيد ولا يعيبه أن يستعمله ، فمتى كانت هناك وسائل سليمة وآليات حكيمة غير ضارة فلا يحرج المسلمين أن يستعملوها فالإسلام هو دين العقل السليم ودين الواقع السليم ، ونذكر مثالين صغيرين للتدليل لا للحصر وهما: حفر الخندق الذي أشار به سلمان الفارسي فاستعمله رسول الله ، والمثال الثاني وهو في استعمال الدواوين في زمن عمر بن الحطاب رضي الله عنه ، وهنا نتطرق أيضا ومثالا إلى آلية صناديق الاقتراع واحتساب أصوات الناس فهما مقبولان وفيهما إنصاف ، وليس من الجميل والإنصاف أن تنقلب على المصداقية والاحتكام الذي رضيه الناس ، ومن ثم ما قد مجدتموه وما قد جعلتموه صرحا عاليا جعلتموه أضحوكة ولعبا ، أو كأنه للضحك على الذقون وتمريغ العيون ، أتخادعون أنفسكم ؟!!!(أم تخادعون غيركم!!!) ، راجعوا النفس أين ذهب العقل والضمير ؟؟!! ونرجع إلى أساس الحقيقة ونعلن أننا كمسلمين وبكل فخر واعتزاز نتقبل أي مكتسب بشري خير ونافع وغير ضار بتاتا وإن كان ذلك تقنيا أو غيره ، فلا يعيب المسلم أن يشارك ويتبنى كل منجز مفيد ونافع وغير ضار ، وأن يشارك في تطوير النافع والمفيد في غير مضلة ولا مزلة . 7 . يتعرض اليوم الإسلام الحنيف ومنذ بداية منشئه إلى حملات ظالمة وجائرة لتشويه صورته ولطمس خيره ونفعه ، وتصويره كأنه لا ينفع الناس ، وكأن ما غيره من مناهج خير منه فحقا خاب وندم كل من قال ذلك أو تبنى ذلك الافتراء ، بل وحقيقة فهو الإسلام وفقط الإسلام هو المنهج والمسلك السليم والرحيم والعادل والنافع للناس جميعا وهو الذي يطلبه الناس كي تسعد وترقى وترغد حياتهم . فمن شوه الإسلام وافترى عليه وتجنى على دين الله فجرمه على نفسه وليعلم أنه عدو لنفسه ولغيره ، ولن يصفح عنه من غرره. وللحقيقة فالإسلام بريء من كل افتراء ومن كل تشويه لأي حاقد أو لأي ماكر أو لأي شيطان أو لأي عبد شهوة ، و لأي ممن لا يريدون الحياة الطيبة السليمة ولا يريدون الأنظمة العادلة الحكيمة الكريمة . وأيضا ليس محسوبا علي الإسلام أبدا أي بدعة ضالة مضلة ،ولا أي مفسدة مقيتة مارقة . وليس محسوبا على الإسلام بتاتا ما تُسول وتُزين به بعض أحلام الضالين ، وليس محسوبا على الإسلام أبدا من ضلالات لا تمت إلى الإسلام بشيء ، وليس محسوبا عليه ما يتستر به البعض من حب متجاوز وزائف ، ومن تقديس كاذب وزائد وممجوج ولم يأمر الله به ، ولا من طقوس وتصرفات تغضب الرب قبل العبد . 8 . والحقيقة الثامنة هي للتقرير وليست للتكرير ، فإن الإسلام دين مواكب لعصره دائما فهو البلسم والحياة الرغدة لكل زمان وزمان ولكل مكان ومكان ، بل الإسلام وهو قمة كل عصر وزمان لمن فقه الإسلام حق الفقه وعلم الإسلام حق العلم ، وكان منصفا مع نفسه ومع الله ومع الناس ومع الحقيقة، واليوم ونحن في عصر القفزة العلمية الكبيرة فنحن نرى هذه الحقيقة جلية واضحة ونلامسها ونعايشها ،وذلك حقيقة بما يتبين لنا دائما بأن ما قاله الله فهو معجزٌ في كل حقيقة وفي كل علم ، وكذلك وأيضا ما ورد في سنة رسول الله الصحيحة المسندة . ووجه الإعجاز هنا هو ليس كي نقول نحن المسلمون علمنا هذا منذ كذا وكذا قرن ، ولكن وجه الإعجاز هو أن معجزات القرآن والإسلام لا تنقضي ولا تنتهي فكل يوم يتكشف لنا من الإعجاز والمعجز في القرآن والسنة الكثير الكثير مما يدل على أن من أنزل هذا هو رب السموات والأرض وهو من خلقهما وخلق كل معجز بهما ، وهو الذي يعلم السر وأخفى . ولكن ومع هذا قد يقول البعض أن المسلمين(وليس الإسلام معاذ الله) مروا بفترات ركود أو نكوص جزئي ، ومروا بفترات حاد بها قسم من المسلمين عن صورة وحقيقة الإسلام المشرقة الكريمة والخفاقة بالعدل والحكمة ، ونكرر ونقول والحمد لله أن الإسلام الحق ظل محفوظا لامعا ساطعا بكل خير ، حفظه الله بتعهد الله بحفظ كتابه الكريم من التغيير أو التحريف أو التزوير ، وبحفظ السنة النبوية الصحيحة المطهرة والمسندة بالسند العلمي الصحيح ومحفوظة بحفظ الله ، ومحفوظة بحرص المسلمين المخلص والأمين والنزيه من أهل السنة والجماعة على نقل وحفظ السنة المطهرة خير حفظ وأحكمه وأنزهه . ونعلم انه قد تمر فترات ترى جل المسلمين يتشعبون في طرق غير سديدة ، ولكن النخبة الصالحة والنزيهة تبقى منارة للأمة ومتى أعوج بعض الطريق فترى من يخرج من المسلمين من أناس شرفاء عقلاء حكماء يردون المسلمين الحائدين عن الصواب إلى طريق الحق والصواب والعقل والحكمة، ومصداقا لهذا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها"، فهنا نرى أن منهج الإسلام العدل والحكيم ظل محفوظا ومشرقا كيوم منشئه ، بل ولا يزيده الزمان إلا تألقا ونضارة ، وأيامنا هذه أيام والقفزة العلمية تشهد تألق الإسلام في إعجازه العلمي ، فلهذا فنقول أن الإسلام ما كان يوما متخلفا وما دعا يوما إلى تخلف ، وما كان الإسلام أبدا عقبة في أي تقدم علمي ، وما كان الإسلام أبدا رجعيا إلى أي أمر جاهلي أو فيه جاهلية أو جهالة ، بل هو السباق دائما إلى كل خير وفضيلة وكل حكمة ، بل وهو الداعي والداعم ليس للحكمة فقط بل ولقمة الحكمة أيضا ويشهد بهذا الغريب قبل القريب . ولن تجد في الإسلام أي تعارض ولا تناقض مع (كما قد تحد في الديانات المحرفة ) ولن تجد تناقض ولا تعارض مع أي حقيقة علمية أو غيبية مستقيمة مثبتة ، وإن كان هناك إشكال ما فهو في أفهامنا . وأن كان هناك من أي تجني ما من جاهل أو حاقد ، أو أي تشويه ما للإسلام من فاسق أو طمس أو تحقير لحقيقة من الإسلام فهو لقصر لمدارك ولهشاشة لمفاهيم ولضحالة لرؤى وأفهام من أناس ربما جهلة لا يعرفون الحقيقة أو يتعامون عنها ، أو ربما أناس غرتهم الفتن الهابطة والعاجل الرديء . على كل فإن الإسلام جاء وما زال ، جاء طالبا ومتوجا لما كل ما هو خير ومفيد وعاقل وحكيم ، وما زال الإسلام ولن ينفك يبغي ويريد المسار الأحكم والطريق الأسلم والسبيل الأنجع لحياة وبشرية سعيدة عاقلة راشدة حكيمة تعيش قمة الحكمة والألفة والمودة والرحمة والرخاء والعدل والرضا للجميع والسلامة للجميع . |
أدوات الموضوع | |
|
|