جديد المواضيع |
للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب |
منتدى السنة | الأذكار | زاد المتقين | منتديات الجامع | منتديات شباب الأمة | زد معرفة | طريق النجاح | طبيبة الأسرة | معلوماتي | وادي العرب | حياتها | فور شباب | جوابى | بنك أوف تك |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
توضيح لبعض الفرق اسمائها ومعتقداتها متجدد
1- تمهيد:
ولا بد من وقفة يسيرة عند هذه الفرقة من الخوارج، نذكر عنهم على سبيل الإيجاز بعض ما قيل عنهم، سواء ما جاء عن المخالفين أو الموافقين لهم، أو ما ذكروه في كتبهم، ولكون هذه الطائفة لا يزال لها أتباع وأنصار في أماكن كثيرة من العالم، ولكونهم كانت لهم صولة وقوة، ولكثرة ما جاء من أخبارهم السياسية والعقدية والاجتماعية-فإنها تحتاج إلى دراسة خاصة قد تأخذ حجماً كبيراً لمن أراد أن يتتبع أخبارهم ويقف على مبادئهم(). ولذا فإننا نحيل القارئ –إذا أراد تفاصيل أخبار هذه الطائفة بأن يرجع إلى الكتب التي اهتمت بذكر تواريخهم وبيان عقائدهم، سواء ما كان منها قديماً أو جديداً؛ حيث ظهرت بعض كتب الإباضية على ندرتها وشدة تحفظهم عليها منذ القدم، إضافة إلى توجه بعض العلماء للكتابة عنهم في عصرنا الحاضر(). وأما أماكنهم فقد ذكر بكير بن سعيد أعوشت –أحد علمائهم- أنهم يوجدون حالياً في الجزائر وتونس وليبيا وعمان وزنجبار(). 2- زعيم الإباضية: أما بالنسبة لزعيم الإباضية فإنهم ينتسبون في مذهبهم- حسبما تذكر مصادرهم- إلى جابر بن زيد الأزدي الذي يقدمونه على كل أحد ويروون عنه مذهبهم، وهو من تلاميذ ابن عباس رضي الله عنه(). وقد نُسبوا إلى عبد الله بن إباض لشهرة مواقفه مع الحكام()، واسمه عبد الله بن يحيى بن إباض المري من بني مرة بن عبيد، وينسب إلى بني تميم، وهو تابعي، عاصر معاوية وابن الزبير وكانت له آراء واجه بها الحكام. وهذا هو اسمه المشهور عند الجمهور، إلا أن بعض العلماء التبست عليه شخصية ابن إباض بشخصية أخرى يسمى ((طالب الحق)). فالملطي سماه في بعض المواضع من كتابه التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع إباض بن عمرو، وهذا خطأ منه مع أنه ذكره في مواضع أخرى بتسميته الصحيحة (عبد الله بن إباض)، وصاحب إبانة المناهج سماه يحيى بن عبد الله الإباضي، و هذا خطأ منه، حيث التبس عليه تسميته ابن إباض برجل آخر من زعماء الإباضية اسمه يحيى بن عبد الله طالب الحق المتقدم ثار باليمن وجمع حوله من الأتباع والانصار ما شجعه على الخروج في وجه حكام بني أمية سنة 128هـ، أصله من حضرموت، تأثر بدعوة أبي حمزة الشاري فخرج على مروان بن محمد وأخذ حضرموت وصنعاء، فسير إليه مروان بن محمد قائده عبد الملك بن محمد بن عطية السعدي فدارت معركة أسفرت عن قتل طالب الحق سنة 130هـ(). وقد ذهب بعض العلماء من الإباضية إلى تحديد الوقت الذي استعملت فيه تسمية الإباضية، وأن ذلك كان في القرن الثالث الهجري، وقبلها كانوا يسمون أنفسهم ((جماعة المسلمين)) ، أو ((أهل الدعوة))، أو ((أهل الاستقامة)) كما يذكر ابن خلفون من علمائهم()، وهذا القول لا يتفق مع نشأة الإباضية بزعامة جابر بن زيد أو عبد الله بن إباض. وقد ذهب ابن حزم إلى القول بأن الإباضية لا يعرفون ابن إباض، وأنه شخص مجهول()، وهذا خطأ منه، فإن ابن إباض شخص يعرفه الإباضيون، ولهذا رد عليه علي يحيى معمر الإباضي وذكر أن الإباضية يعرفون ابن إباض معرفة تامة ولا يتبرءون منه وأن ابن حزم تناقض حين ذكر أن الإباضية يتبرءون منه؛ إذ كيف يتبرءون من شخص مجهول لا يعرفونه(). ثم نتساءل كذلك من أين لهم تسميتهم ((إباضية)) إذا لم يكن ابن إباض من أوائلهم. وقد ذهب الشهرستاني إلى أن ابن إباض خرج في أيام مروان بن محمد وقتل في ذلك الوقت ()، وهذا غير صحيح، لأن ابن إباض توفي في خلافة عبد الملك بن مروان. 3-هل الإباضية من الخوارج؟ اتفقت كلمة علماء الفرق –الأشعري فمن بعده- على عد الإباضية فرقة من فرق الخوارج، وليس المخالفون للإباضية فقط هم الذين اعتبروهم في عداد الخوارج، وإنما بعض علماء الإباضية المتقدمون أيضاً؛ إذ لا يوجد في كلامهم ما يدل على كراهيتهم لعد الإباضية فرقة من الخوارج. ولكن بالرجوع إلى ما كتبه بعض العلماء الإباضية مثل أبي اسحاق أطفيش، وعلي يحيى معمر- نجد أنهم يتبرءون من تسمية الإباضية بالخوارج براءة الذئب من دم يوسف. ولقد خاض علي يحيى معمر في كتبه الإباضية بين الفرق الإسلامية، و الإباضية في موكب التاريخ، وغيرها –خاض غمار هذه القضية وتفانى في رد كل قول يجعل الإباضية من الخوارج وهاجم جميع علماء الفرق المتقدمين منهم والمتأخرين على حد سواء، واعتبر عدهم للإباضية من الخوارج ظلماً وخطأ تاريخياً كبيراً، لأن تاريخ الخوارج عنده يبدأ من سنة 64هـ بقيام نافع بن الأزرق فمن بعده، وسمى ما قام به المحكِّمة الأولى فتناً داخلية. ونفى وجود أي صلة ما بين المحكِّمة الأولى والخوارج بقيادة نافع بن الأزرق، ونجدة بن عامر، وغيرهما من الخوارج كما تقدم(). ولا شك أن هذا القول فيه مغالطة خاطئة، ذلك أن الأحداث متسلسلة ومرتبطة من المحكِّمة إلى ظهور نافع بن الأزرق، بحيث يظهر أن الأولين هم سلف الخوارج. والحقيقة أن ظهور نافع بن الأزرق كان على طريقة من سبقه في الخروج إلا أنه ساعدته الظروف بحيث تغير وضع الخوارج من جماعات صغيرة تثور هنا وهناك إلى جماعات كبيرة هزت الدولة الأموية هزاً عنيفاً في فترات متقطعة. وزعم علي بن يحيى معمر أن لفظة الخوارج كاصطلاح على جماعة، لم يكن معروفاً بين الصحابة، وهذا غير صحيح، لأن لفظة الخوارج وردت في الأحاديث وفي كلام الصحابة كثيراً كعلي وعائشة وابن عباس وغيرهم من الصحابة. وتعجب جداً حينما تر تعليل أطفيش وتبعه علي يحيى معمر لمعركة النهروان بين علي والمحكِّمة الأولى. فهو لا يرى أن السبب فيها خروج أولئك عن الطاعة وسفكهم الدماء وإرهاب المسلمين، بل إن السبب في حرب عليّ لهم كما يرى هو أن القيادة أو الخلافة أسندت إلى أزدي-ابن وهب- لا إلى قرشي، فحاربهم علي عصبية لقريش(). فهل عليّ كان واثقاً من بقاء الخلافة لنفسه وهو في حالة حرب مع معاوية حتى يحارب لبقاء الخلافة في قريش. ثم لو كان الأمر عصبية لقريش فلماذا لم يترك حرب معاوية ويسلمه الخلافة وهو قرشي! هذا أمر واضح لولا أن التعصب الذي يحمله بعض علماء الإباضية على عليّ رضي الله عنه هو الذي أدى بهم إلى هذا الخلط في الفهم وتغيير وقلب الحقائق. ونذكر فيما يلي بعض النصوص من كلام علماء الإباضية حول الخوارج: قال مؤلف كتاب الأديان وهو إباضي: ((الباب الخامس والأربعين في ذكر فرق الخوارج، وهم الذين خرجوا على عليّ بن أبي طالب لما حكَّم، ثم أخذ يذكر الخوارج بهذا الاسم في أكثر من موضع من هذا الكتاب على سبيل المدح قائلا: هم أول من أنكر المنكر على من عمل به، وأول من أبصر الفتنة و عابها على أهلها، لا يخافون في الله لومة لائم، قاتلوا أهل الفتنة حتى مضوا على الهدى)) إلى أن يقول: ((وتتابعت الخوارج وافترقت إلى ستة عشر فرقة بفرقة أهل الاستقامة يعني الإباضية)) (). ويقول نور الدين السالمي عن الخوارج: ((لما كثر بذل نفوسهم في رضى ربهم وكانوا يخرجون للجهاد طوائف سُموا خوارج، وهو جمع خارجة وهي الطائفة التي تخرج في سبيل الله. وكان اسم الخوارج في الزمان الأول مدحاً لأنه جمع خارجة وهي الطائفة التي تخرج للغزو في سبيل الله)) (). ويقول صاحب كتاب وفاء الضمانة الإباضي: ((وكان الصفرية –إحدى فرق الخوارج- مع أهل الحق منا في النهروان)) (). ولا أدري معنى لهذا الحرص من بعض الإباضية على عدم دخولهم في دائرة الخوارج. فإذا كانت الإباضية –كما هو معروف- تتولى المحكِّمة ويعتبرونهم سلفاً صالحاً لهم وينفون عنهم اسم الخارجية فلماذا تذكر بعض كتبهم لفظة المحكمة وتفسرها بين قوسين ((بالخوارج)) كما فعل السالمي في كتابه عمان تاريخ يتكلم! والأغرب من هذا أنه يسمي الخوارج في العصر العباسي بالمحكِّمة كما نرى في نص كلامه حين يقول موازناً بين قوة الخوارج في الدولتين الأموية والعباسية يقول: ((ولم تكن قوة المحكِّمة أو ((الخوارج)) في العصر العباسي كما كانت في العهد الأموي)). ثم يمضي المؤلف المذكور ذاكراً شواهد من مناوءة المحكِّمة أو الخوارج للعباسيين، ويمثل للخوارج بأئمة الإباضية المعتبرين عندهم مما يدل على أن لا فرق بين الخوارج و الإباضية في التسمية والمبادئ(). ومن هنا يتبين لنا أن تسميتهم باسم الخوارج قديمة وجدت قبل ظهور الأزارقة، سواء كان ذلك من التنبأ بظهورهم على لسان النبي صلى الله عليه وسلم أو في ترديد هذا الاسم على لسان عليّ رضي الله عنه، أو على ألسنة غيره من الناس وعلى ألسنة بعض علماء الإباضية أيضاً، وعلى هذا فلا يخطئ من ألحق تسمية الإباضية بالخوارج، ويبقى ما امتاز به الإباضية من تسامح، أو تسامح أغلبيتهم تجاه مخالفيهم قائماً وثابتاً لهم ورغم ما يظهر أحياناً في بعض كتب الإباضية من الشدة والقسوة تجاه المخالفين لهم والحكم عليهم بالهلاك والخسران، كما يقرره الوارجلاني منهم في كتابه الدليل لأهل العقول. 4-فرق الإباضية: انقسمت الإباضية إلى فرق، منها ما يعترف به سائر الإباضية، ومنها ما ينكرونها ويشنعون على من ينسبها إليهم، ومن تلك الفرق: 1-الحفصية: أتباع حفص بن أبي المقدام. 2-اليزيدية: أتباع يزيد بن أنيسة. 3-الحارثية: أتباع حارث بن يزيد الإباضي. 4-أصحاب طاعة لا يراد بها الله(). ولهذه الفرق من الأقوال والاعتقادات ما لا يشك مسلم في كفرهم وخروجهم عن الشريعة الإسلامية. ورغم أن علماء الفرق قد أثبتوا نسبتها إلى الإباضية إلا أن عليّ معمر-في كتابه الإباضية بين الفرق الإسلامية- أخذ يصول ويجول وينفي وجود هذه الطوائف عند الإباضية أشد النفي، ويزعم أن علماء الفرق نسبوها إلى الإباضية ظلماً وخطأ() وهذا الرد منه لا يسلم له على إطلاقه، لأن انحراف هذه الفرق في آرائهم لا يقوم دليل قاطع على عدم انتسابهم إلى الإباضية؛ إذ يجوز أن يكون هؤلاء الزعماء كانوا في صفوف الإباضية ثم انفصلوا عنهم بآرائهم الشاذة، وتظل نسبتهم إلى الإباضية ثابتة في الأصل، كما أنه لا يمنع أن يخرج بعض أفراد المذهب عن عامة أهل المذهب وتبقى نسبتهم إليهم لو مجرد التسمية –ثابتة- وإضافة إلى تلك الفرق السابقة فإنه يوجد ست فرق أخرى للإباضية في المغرب هي: 1-فرقة النكار: زعيمهم رجل يسمى أبا قدامة يزيد بن فندين الذي ثار في وجه إمام الإباضية بالمغرب عبد الوهاب بن رستم. وسميت هذه الفرقة بالنكارية لإنكارهم إمامة ابن رستم. وقد سميت الفرقة الموافقة لعبد الوهاب بن رستم ((بالوهابية أو الوهبية)). 2-النفاثية: نسبة إلى رجل يسمى فرج النفوسي المعروف بالنفاث، ونفوسة قرية تقع في ليبيا. 3-الخلفية: نسبة إلى خلف بن السمح بن أبي الخطاب عبد الأعلى بن السمح المعافري الذي كانت له مناوشات مع الدولة الرستمية. 4-الحسينية: وزعيمهم رجل يسمى أبا زياد أحمد بن الحسين الطرابلسي. 5-السكاكية: نسبة إلى زعيمهم عبد الله السكاك اللواتي من سكان قنطرار، تميز بأقوال تخرجه عن الإسلام، وقد تبرأت من الإباضية. 6-الفرثية: زعيمهم أبو سليمان بن يعقوب بن أفلح. ونفس الموقف السابق لعليّ يحيى بن معمر من الفرق السابقة وقفه أيضاً ضد هذه الفرق وأنكر أن تكون من الإباضية وشكك في وجود بعض هذه الفرق، فضلاً عن نسبتها إلى الإباضية() إلا أن كثيراً من العلماء يذكرون أن هذه الفرق هي ضمن الإباضية بالمغرب. 5-دولة الإباضية: قامت للإباضية دولتان: إحداهما في المغرب والأخرى في المشرق –عمان- تمتع المذهب الإباضي فيهما بالنفوذ والقوة. وساعد انتشار المذهب الإباضي في عمان بُعْدُها عن مقر الخلافة، ثم مسالكها الوعرة. ويرجع دخول المذهب الإباضي عمان إلى فرار بعض الخوارج بعد معركة النهروان إلى هذا البلد؛ كما يرى بعض العلماء. ولكن السالمي من علماء الإباضية يرى أن دخول المذهب إلى عمان يرجع إلى قدوم عبد الله بن إباض. وعلى أي حال فقد قوي المذهب وأراد أهل عمان الاستقلال عن الخلافة العباسية عهد السفاح والمنصور، وانتخبوا لهم خليفة هو الجلندي بن مسعود ابن جيفر الأزدي، إلا أن جيوش الخلافة العباسية قضت على حلم أهل عمان وظلت جزءاً من الدولة العباسية إلى سنة 177هـ، حيث بدأت نزعة الاستقلال وولوا عليهم سنة 179هـ إماماً منهم، واستمر ولا تهم في الحكم في عمان ابتداءً بأول خليفة وهو محمد بن أبي عفان الأزدي، ثم الوارث بن كعب الخروصي، ثم غسان بن عبد الله، ثم عبد الملك بن حميد، ثم المهنا بن جيفر اليحمدي، ثم الصلت بن مالك الخروصي، ثم راشد بن النظر اليحمدي الخروصي، ثم عزام بن تميم الخروصي، ثم سعيد بن عبد الله بن محمد بن محبوب، ثم راشد بن الوليد، ثم الخليل بن شاذان، ثم محمد علي، ثم راشد بن سعيد، ثم عامر بن راشد بن الوليد(). وبعده محمد بن غسان بن عبد الله الخروصي، والخليل بن عبد الله ومحمد بن أبي غسان وموسى بن أبي المعالي وخنبش بن محمد والحواري بن مالك، وأبو الحسن بن خميس وعمر بن الخطاب ومحمد بن محمد بن إسماعيل الماضري وبركات بن محمد بن إسماعيل. ثم جاءت أئمة اليعارية الذين قوي نفوذهم جداً واستمروا إلى أن حدثت الانشقاقات والتفرق بينهم، فتدخلت الدول الاستعمارية وقضت على الإمامة(). أما بالنسبة لدولة الإباضية في المغرب فإن قيام هذه الدولة كان نتيجة لانتشار المذهب الإباضي هناك بين قبائل البربر. ولقد كانت البصرة هي إحدى القواعد الأساسية لدعاة المذهب الإباضي، حيث يتخرج منها دعاة هذا المذهب وينتشرون في أماكن كثيرة، وتعتبر المرجع لجميع الإباضية في كل مكان، إذ يأتون إليها ويتزودون منها علماً وخططاً لنشر مذهبهم وإقامة حكمهم، في ذلك الوقت وفد إليها رجال هذا المذهب ثم خرجوا إلى المغرب وأسسوا دولتهم إلى جانب دولة الصفرية الخارجية. وطريقة قيام المذهب الإباضي تمت بوضع خطة للقبض على زمام السلطة شيئاً فشيئاً، وكان أول زعيم لهم هو أبو الخطاب عبد الأعلى بن السمح المعافري، فاستولوا على طرابلس ثم عيَّن عبد الرحمن الرستمي قاضياً عليها وواصل أبو الخطاب انتصاراته، ولكن جيش الخلافة العباسية دحرهم في معركة قتل فيها أبو الخطاب وتفرقت الإباضية. ثم قام عبد الرحمن الرستمي الذي يعتبر مؤسس الدولة الرستمية الإباضية في المغرب بمحاولات الاستقلال، وتمت له السيطرة على أماكن كثيرة وسلموا عليه بالخلافة سنة 160هـ وهو فارسي الأصل. وقد توفي سنة 171هـ فاختاروا ابنه عبد الوهاب الذي واصل تنمية المذهب واجتمعت عليه الكلمة إلى أن مات، فخلفه ابنه أفلح بن عبد الوهاب وسار على طريقة والده وأحبه الناس، وبعد وفاته تولى ابنه أبو اليقظان محمد ابن أفلح، فأحب الناس سيرته إلى أن توفي فخلفه ابنه أبو حاتم يوسف بن محمد بن أفلح إلا أن العلاقة ساءت بينه وبين عمه يعقوب بن أفلح ودارت بينهم معارك هائلة، ومن هنا بدأت الدولة الرستمية في الأفول وداهمتهم الشيعة بقيادة أبي عبيد الله الشيعي وانتهت أسرتهم في سنة 296هـ فرثاهم علماء الإباضية كثيراً(). 6- موقف الإباضية من المخالفين لهم: أ-موقفهم من سائر المخالفين: تتسم معاملة الإباضية لمخالفيهم باللين والمسامحة وجوزوا تزويج المسلمات من مخالفيهم. وهذا ما يذكره علماء الفرق عنهم، إضافة إلى أن العلماء يذكرون عنهم كذلك أن الإباضية تعتبر المخالفين لهم من أهل القبلة كفار نعمة غير كاملي الإيمان ولا يحكمون بخروجهم من الملة، إلا أن هذا المدح ليس بالاتفاق بين العلماء؛ فهناك من يذكر عن الإباضية أنهم يرون أن مخالفيهم محاربون لله ولرسوله وأنهم يعاملون المخالفين لهم أسوأ المعاملة. والحقيقة أن القارئ لكتب علماء الفرق يجد أنهم متعارضون في النقل عنهم إلا أن يقال: إن طائفة من الإباضية معتدلون وآخرون متشددون. ولهذا وجد علي يحيى معمر ثغرة في كلام علماء الفرق ليصفهم بالتناقض والاضطراب في النقل إلى آخر ما أورد من انتقادات لا تسلم له على إطلاقها. وذلك أنك تجد في بعض كلام علماء الإباضية أنفسهم الشدة في الحكم على المخالفين لهم ووصفوهم بأنهم الكفار وأنهم من أهل النار ما لم يدينوا بالمذهب الإباضي، وتجد آخرين يتسامحون في معاملة المخالفين لهم ويبدو عليهم اللين تجاههم. وتجد التعصب في حكمهم على مخالفين ظاهراً قوياً من قراءتك لكتاب مقدمة التوحيد لابن جميع، وكتاب الحجة في بيان المحجة في التوحيد بلا تقليد للعيزابي، ورسالة في فرق الإباضية بالمغرب للمارغيني، وكتاب الدليل لأهل العقول للورجلاني، وكذا العقود الفضية، وكشف الغمة الجامع لأخبار الأمة- فإن القارئ لهذه الكتب يجد التشدد تجاه المخالفين قائماً على أشده كما تشهد بذلك مصادرهم المذكورة. ومع هذا فإن العلماء و المتقدمين وكثيراً من المتأخرين يذكرون عبارات كثيرة تصف الإباضية بالتسامح واللين تجاه المخالفين ممن يدعون الإسلام إلا معسكر السلطان فإنه دار بغي وحرابة، ومع ذلك نفى عليّ يحيى معمر أن يكون من مذهب الإباضية أنهم يرون أن معسكر السلطان معسكر بغي وحرابة، ولكنه-وهو يقسم حكام المسلمين في كتابه الإباضية بين الفرق الإسلامية- جعل هذا الوصف ينطبق على الحاكم الذي يخرج عن العدل ولا يطبق أحكام الإسلام كاملة(). ومن خلال الأمثلة الآتية من كلام العلماء حول موقف الإباضية من المخالفين لهم تجد مصداق ما قدمنا إجماله فيما يلي: 1- اللين والتسامح مع المخالفين: أ-ما قاله عنهم كتَّاب الفرق. ب-ما قالوه هم في كتبهم. أما ما قاله علماء الفرق عنهم: فمثلاً نجد أن الأشعري يقول: ((وأما السيف فإن الخوارج جميعاً تقول به وتراه، إلا أن الإباضية لا ترى اعتراض الناس بالسيف)) (). وقال أيضاً: ((وجمهور الإباضية يتولى المحكِّمة كلها إلا من خرج، ويزعمون أن مخالفيهم من أهل الصلاة كفار ليسوا بمشركين)) (). ثم قال عنهم كذلك: ((وزعموا أن الدار أي دار مخالفيهم- دار توحيد إلا معسكر السلطان فإنه دار كفر يعني عندهم)) (). إلى أن قال: ((وفي المعركة لا يقتلون النساء ولا الأطفال على عكس ما يفعله الأزارقة)) (). أما البغدادي و الشهرستاني فيذكران عن الإباضية أنهم يرون أن مخالفيهم براء من الشرك والإيمان، وأنهم ليسوا مؤمنين ولا مشركين ولكنهم كفار(). وأما ما قالوه هم عن أنفسهم: فنجد صاحب كتاب الأديان الإباضي وهو يعدد آراء الأخنس –زعيم فرقة الأخنسية –يقول: (وجوَّز تزويج نساء أهل الكبائر من قومهم على أصول أهل الاستقامة)) (). ونجده كذلك يؤكد على أنه لا يجوز من أهل القبلة إلا دماءهم في حالة قيام الحرب بينهم وبين الإباضية(). ويأتي أبو زكريا الجناوني فيؤكد أنه يجوز معاملة المخالفين معاملة حسنة، غير أنه ينبغي أن يدعو إلى ترك ما به ضلوا فإن أصروا ناصبهم إمام المسلمين الحرب حتى يذعنوا للطاعة ولا يحل منهم غير دمائهم(). وهناك نصوص في مسامحة الإباضية للمخالفين لهم من حسن المعاملة وعدم اغتيالهم أو استعراضهم وتحريم أموالهم. يذكرها عنهم علي يحيى معمر مع عزوها إلى قائليها في كتابه الإباضية بين الفرق الإسلامية، في معرض نقده كلام علماء الفرق عن الإباضية() لا نرى ضرورة للتطويل بنقلها هنا. 2- الشدة على المخالفين: 1-ما يقوله عنهم علماء الفرق: يقول البغدادي عنهم: ((إنهم يرون أن المخالفين لهم كفار وأجازوا شهادتهم وحرموا دماءهم في السر واستحلوها في العلانية... وزعموا أنهم في ذلك محاربون لله ولرسوله ولا يدينون دين الحق، وقالوا باستحلال بعض أموالهم دون بعض والذي استحلوه الخيل والسلاح، فأما الذهب والفضة فإنهم يردونها على أصحابها عند الغنيمة(). وقد سبق قول الأشعري عنهم. ((وقالوا جميعاً: إن الواجب أن يستتيبوا من خالفهم في تنزيل أو تأويل، فإن تاب وإلا قتل، كان ذلك الخلاف فيما يسع جهله وفيما لا يسع(). 2-ما قالوه هم في كتبهم: روى الجيطالي الإباضي عن الإمام عبد الوهاب أنه قال: سبعون وجهاً تحل بها الدماء، فأخبرت منها لأبي مرداس بوجهين فقال: من أين هذا من أين هذا؟ وفي كتاب سير المشائخ أن الإمام كان يقول: عندي أربعة وعشرين وجهاً تحل بها دماء أهل القبلة، ولم تكن منهم عند أبي مرداس رحمه الله إلى أربعة أوجه وقد شدد علي فيهم(). ويقول المارغيني منهم: ((وقالت المشائخ إن هذا الدين الذي دنا به الوهبية من الإباضية من المحكِّمة دين المصطفى صلى الله عليه وسلم هو الحق عند الله وهو دين الإسلام، من مات مستقيماً عليه فهو مسلم عند الله، ومن شك فيه فليس على شيء منه، ومن مات على خلافه أو مات على كبيرة موبقة فهو عند الله من الهالكين أصحاب النار)) (). وقال العيزابي منهم: ((الحمد لله الذي جعل الحق مع واحد في الديانات فنقول معشر الإباضية الوهابية: الحق ما نحن عليه والباطل ما عليه خصومنا؛ لأن الحق عند الله واحد، ومذهبنا في الفروع صواب يحتمل الخطأ ومذهب مخالفينا خطأً يحتمل الصدق)) (). ولا يقلُّ الوارجلاني تشدداً عن من سبق، فهو يقول: فإن قال قائل: هذه أمة أحمد صلى الله عليه وسلم قد قضيتم عليها بالهلاك وبالبدعة والضلال وحكمتم عليها بدخول النار ما خلا أهل مذهبكم. قلنا: إنما قضاه رسول الله صلى الله عليه وسلم-لا نحن- بقوله: حيث يقول: ((ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلهن في النار ما خلا واحدة ناجية ...كلهم يدعي تلك الواحدة)) (). وهناك نصوص كثيرة أخرى في تزكية مذهبهم وبطلان ما عداه من المذاهب، وأن الله لا يقبل أي دين غير دين الإباضية والوهبية عن صاحب العقود الفضية() و السالمي() وجاعدين خميس الخروصي()، وصاحب كشف الغمة()، وصاحب النيل وشفاء العليل() وابن جميع() وغيرهم من علماء الإباضية. ب-موقف الإباضية من الصحابة: موقف الإباضية من الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم: من الأمور المتفق عليها عند سائر الخوارج الترضي التام والولاء والاحترام للخليفتين الراشدين أبي بكر وعمر رضوان الله عليهما، لم تخرج فرقة منهم عن ذلك. أما بالنسبة للخليفتين الراشدين الآخرين عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما فقد هلك الخوارج فيهما وذموهما مما برأهما الله عنه. والذي يهمنا، أن نشير هنا إلى رأي الإباضية في الصحابة رضوان الله عليهم بإيجاز، تاركين تفصيل الحجج والردود عليها لمقام آخر: 1-موقف الإباضية من عثمان رضي الله عنه: من الأمور الغريبة جداً أن تجد ممن يدعي الإسلام ويؤمن بالله ورسوله من يقع في بغض الصحابة؛ خصوصاً من شهد له الرسول صلى الله عليه وسلم بالجنة وثبتت بذلك النصوص في حقه. فعثمان رضي الله عنه صحابي جليل شهد له الرسول صلى الله عليه وسلم بالجنة، أما بالنسبة للخوارج فقد تبرءوا منه ومن خلافته، بل وحكموا عليه بالارتداد و العياذ بالله وحاشاه من ذلك. وفي كتاب كشف الغمة لمؤلف إباضي من السب والشتم لعثمان ما لا يوصف، ولم يكتف بالسب والشتم، وإنما اختلق روايات عن بعض الصحابة يسبون فيها عثمان بزعمه ويحكمون عليه بالكفر()، ولا شك أن هذا بهتان عظيم منه. ويوجد كذلك كتاب في الأديان() وكتاب آخر اسمه الدليل لأهل العقول() للورجلاني، فيهما أنواع من السباب والشتم لعثمان ومدح لمن قتلوه؛ حيث سماهم فرقة أهل الاستقامة، وهم في الحقيقة بغاة مارقون لا استقامة لهم إلا على ذلك. 2-وأما بالنسبة لموقفهم من علي رضي الله عنه: فإنه يتضح موقفهم منه بما جاء في كتاب كشف الغمة تحت عنوان فصل من كتاب الكفاية قوله: فإن قال ما تقولون في علي بن أبي طالب، قلنا له: إن علياً مع المسلمين في منزلة البراءة، وذكر أسباباً- كلها كذب- توجب البراءة منه في زعم مؤلف هذا الكتاب، منها حربه لأهل النهروان وهو تحامل يشهد بخارجيته المذمومة. وقد ذكر لوريمر عن موقف المطاوعة –جماعة متشددة في الدين- كما يذكر قوله: ((ويعتقد المطوعون أن الخليفة علياً لم يكن مسلماً على الإطلاق؛ بل كان كافراً!!)) (). كما تأول حفص بن أبي المقدام بعض آيات القرآن على أنها واردة في علي، وقد كذب حفص(). ومن الجدير بالذكر أن علي يحيى معمر –المدافع القوي عن الإباضية يزعم أن الإباضية لا يكفرون أحداً من الصحابة، وأنهم يترضون عن علي رضي الله عنه فهو ينقل عن كتاب وفاء الضمانة بأداء الأمانة مدحاً وثناءً لعلي(). وأورد علي يحيى معمر فصلاً طويلاً بيّن فيه اعتقاد الإباضية في الصحابة بأنهم يقدرونهم حق قدرهم، ويترضون عنهم ويسكتون عما جرى بينهم، ونقل عن أبي إسحاق أطفيش في رده على الأستاذ محمد بن عقيل العلوي أنه قال له: أما ما زعمت من شتم أهل الاستقامة لأبي الحسن علي وأبنائه فمحض اختلاق. ونقل عن التعاريتي أيضاً مدحه للصحابة خصوصاً علياً وأبناءه، وكذلك التندميري الإباضي. وأخيراً قال علي يحيى معمر: ((ولم يكن يوماً من الأصحاب شتم له أو طعن، اللهم من بعض الغلاة، وهم أفذاذ لا يخلو منهم وسط ولا شعب)) (). وهذه الحقيقة التي اعترف بها أخيراً تجعل ما ملأ به كتابه الإباضية بين الفرق من الشتائم على كل كتّاب الفرق غير صحيح، فما الذي يمنع أن يكون نقل هؤلاء العلماء يصدق على أقل تقدير على هؤلاء الأفذاذ الذين أشار إليهم، مع أن ما يذكره علي يحيى معمر لا يتفق مع النصوص المستفيضة عن علماء الإباضية في ذمهم لبعض الصحابة، فهل الورجلاني يُعتبر- على حد التعبير السابق ليحيى معمر- من الغلاة المتشددين، وهو من هو في صفوف الإباضية؟ فهذا الرجل يواصل في كتابه الدليل لأهل العقول تكفيره وشتمه لمعاوية رضي الله عنه ولعمرو بن العاص، بل قد قال زعيم الإباضية عبد الله بن إباض نفسه في كتابه لعبد الملك عن معاوية ويزيد وعثمان كما يرويه صاحب كشف الغمة: ((فإنا نُشهد الله وملائكته أنا براء منهم وأعداء لهم بأيدينا وألسنتنا وقلوبنا، نعيش على ذلك ما عشنا، ونموت عليه إذا متنا، ونبعث عليه إذا بعثنا، نحاسب بذلك عند الله)) وكفى بهذا خروجاً. وصاحب كشف الغمة الجامع لأخبار الأمة يشتم الحسن والحسين رضي الله عنهما، وأوجب البراءة منهما بسبب ولايتهما لأبيهما على ظلمه وغشمه، كما يزعم- كذلك بسبب قتلهما عبد الرحمن بن ملجم، وتسليمهما الإمامة لمعاوية، وهي أسباب لا يعتقدها من عرف الصحابة الذين شهد الله ورسوله لهم بالسابقة والفضل، ولكن انقطع عنهم العمل فأحب الله أن لا ينقطع عنهم الأجر، وصدق الشاعر حين قال: وإذا أتتك مذمتي من ناقص فهي الشهادة لي بأني فاضل ونفس الموقف الذي وقفه الخوارج عموماً و الإباضية أيضاً من الصحابة السابقين- وقفوه أيضاً من طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام، وأوجب لهما الورجلاني النار()، وقد بشرهما الرسول صلى الله عليه وسلم بالجنة، وهؤلاء يوجبون عليهما النار، فسبحان الله ما أجرأ أهل البدع و الزيغ على شتم خيار الناس بعد نبيهم الذين نصروا الإسلام بأنفسهم وأموالهم وأولادهم ومات الرسول صلى الله عليه وسلم وهو راضٍ عنهم!! قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه)) ()، وأنه لما يحار فيه الشخص هذا الموقف من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا كان أخص أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم غير مرضيين عند هذه الطوائف من خوارج وشيعة فمن المرضي بعد ذلك؟ 7- عقائد الإباضية: من الأمور الطبيعية أن تخرج هذه الفرقة وغيرها من الفرق عن المعتقد السليم في بعض القضايا ما دامت قد خرجت عن أهل السنة والجماعة وارتكبت التأويل، ولا بد كذلك أن توجد لها أقوال فقهية تخالف فيها الحق إلى جانب أقوالهم في العقيدة، ولا يسعنا هنا ذكر جميع مبادئ فرقة الإباضية العقديّة والفقهية، فهذا له بحث مستقل خصوصاً ما يتعلق بالمسائل الفقهية، فإن دارس الفرق قلما يوجه همه إلى إيضاحها وتفصيلاتها إلا عند الضرورة. والذي نود الإشارة إليه هنا أن الإباضية أفكاراً عقدية وافقوا فيها أهل الحق، وعقائد أخرى جانبوا فيها الصواب. ---------- معتقداتهم - يجعلون الكافر تحت المشيئة إن شاء عذبه و إن شاء لم يعذبه ( 1 ) يقول الإباضية في عذاب القبر : ( إن الخلق جميعا في مشيئة الله يفعل بهم ما يشاء ... فإن شاء عذب في الدنيا و إن شاء عذب في القبر و إن شاء عذب في الآخرة .... ) منهج الطالبين و بلاغ الراغيبين في أصول العقائد الإسلامية , و تمت مراجعة الكتاب من قبل لجنة برئاسة الخليلي 1/66 -------------------------------------- أنظر أخي المسلم إلى هذا التلاعب في دين الله فالله تعالى قد حكم بعذاب الكفار في الآخرة و لم يجعلهم تحت المشيئة فقال عز و جل : ( إن الله لا يغفر أن يشرك به و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء ) و قال النبي صلى الله عليه و سلم : ( القبر إما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النيران ) فهل الكافر يحكم له بأنه تحت المشيئة في قبره و الرسول صلى الله عليه و سلم يقول إما حفرة و إما روضة إبليس عند الإباضية مؤمن و كذلك فرعون و ملائه ( 2 ) قول الإباضية في تعريفهم للإيمان : ( الإيمان هو التصديق بالقلب حيث صرح القرآن بإضافة الإيمان إلى القلب .... فإذا حقق العبد الإيمان في قلبه و أرساه في نفسه إنتقل إلى درجة أعلى مما كان فيه و هي درجة الظن بمعنى اليقين .. ) منهج الطالبين و بلاغ الراغيبين في أصول العقائد الإسلامية 1/69 -------------------------------------- فانظر رحمك الله إلى مدى تخبط الإباضية في تحديد تعريف الإيمان الذي يترتب عليه إثبات الحكم لصاحبه أو نفيه و على تعريف الإباضية الإيمان هو التصديق فإبليس مؤمن و فرعون مؤمن و لا يوجد كفر على وجه الأرض أصلا بل جعل الإباضية من تيقن قلبه فقد بلغ أعلى المراتب وقد وصف الله حال الكفار بقوله : و جحدوا بها و استيقنتها أنفسهم .. الأية فما أسخف عقولهم هؤلاء الإباضية من صدق قلبه مؤمن عندهم و نسألهم فنقول : إبليس أبا الجن اللعين و قوم نوح و قوم إبراهيم و قوم لوط و أصحاب الأيكة و قوم تبع و فرعون و ملائه و النصارى و اليهود و كفار العرب و جميع المشركين هل كان فيهم منكر للخالق الرب الرحيم مكون الأكون فليبشروا ما فيهم من كافر هم عند الإباضية كاملوا الإيمان .. فالتعريف الصحيح للإيمان هو : الإيمان قول و فعل و إعتقاد يزيد بالطاعة و ينقص بالمعصية و على هذا دل القرآن الكريم و سنة نبينا محمد صلى الله عليه و سلم الخلق هم الذين جعلوا لله أسماء و صفات فلما أفناهم بقي بلا إسم و لا صفة(3) يقول الإباضية في توحيد الأسماء و الصفات : أثناء الحديث عن اشتقاق الإسم قالوا : ( ب ـ الإسم مشتق من السمة و هو العلامة : يقول المرء : كان الله تعالى في الأزل بلا اسم و لا صفة . فلما خلق الخلق جعلوا له أسماء و صفات , فلما أفناهم بقي بلا اسم و صفة .. .. و الإسم أيضا ما دل على الذات من غير اعتبار معنى يوصف به الذات ) أصول العقائد الإسلامية ـ العقيدة 2/25 -------------------------------------- تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا قال تعالى : و لله الأسماء الحسنى فادعوه بها و كل إسم من أسمائه الشريف دال على صفة شريفة فالكريم دال على كرم الله و الرحيم دال على رحمة الله و الملك دال على ملك الله و ليست أسماء الله جوفاء لا معنى لها هذا لا يعرف في اللسان العربي فالعرب تسمي الرجل الكريم كريم و و القوي قوي و الشجاع شجاع فهل يعقل أن يسمى الله تعالى بأسماء لا معنى لها و إنما هي جوفاء و تعدد الأسماء لا يدل على تعدد الذوات بل هو الله الذي لا إله إلا هو الواحد الأحد الفرد الصمد و الله تعالى له أسماء و صفات قبل أن يخلق الخلق و بعد أن يميتهم قال النبي صلى الله عليهم و سلم في الحديث : حتى إذا لم يبقى أحد يقول الله تعالى أنا الملك فأين ملوك الدنيا .. الحديث فالحديث أثبت أن لله أسماء و صفات بعد فناء الخلق و قبل خلقهم هو الأول و الآخر و العقل يرد أيضا ماتلبس به الإباضية المعتزلة على السذج فمن لا اسم و لاصفة له هو العدم المحض و إنما يريد الإباضية الوصول إلى تعطيل الأسماء و الصفات و وقعوا في وصف الله تعالى بالناقص أو الممتنع فالحمد لله على نعمة الإيمان و السنة عقيدة الإباضية نفي الحياة و العلم و القدرة عن الله جل جلاله .. ( 4 ) يقول الإباضية في أقسام الصفات و أحكامها : ( صفة الذات (1) التعريف : صفات الذات أمور اعتبارية أي معان لا حقيقة لها في الخارج ... ) أصول العقائد الإسلامية ـ العقيدة 2/39 -------------------------------------- هذه هي عقيدة الإباضية في ذات الله أي إن هذه الذات لا حقيقة لها خارج الذهن فوجودها محصور في الذهن و ليس لها أي حقيقة في الخارج و هم يقولن إنما جاءت الصفات الذاتية لنفي أضدادها فجاءت صفة الحياة لنفي الموت و لا يجوز لك أن تقول إن لله حياة و جاءت صفة العلم لنفي صفة الجهل و لا يجوز لك أن تقول إن لله علم و هكذا السمع و البصر و القدرة و الإرادة فالله تعالى عند الإباضية لا علم له و لا حياة و لا سمع و لا بصر و إرادة و لا قدرة إنما هي ذات جوفاء مجردة من جميع الصفات و لا حقيقة لأي صفة خارج الذهن و أقول لهم : إن لم تكن له صفات خارج الذهن فلا ذات له خارج الذهن فجعلكم الرب في الذهن فقط و لا حقيقة له إنما هو عدم محض ففر الإباضية من إثبات الصفات حذر التشبيه ووقعوا في وصف الله بالعدم و ردوا الصفات بحجة إن العقل لا يقبل وصف الله بها نقول لهم هذا هو العقل الفاسد العقل المشبه العقل المعطل و أيضا لا يمكن أن يقبل العقل حي بلا حياة و عالم بلا علم فالحمد لله الذي عافانا مما إبتلاهم و فضلنا على كثير ممن خلق تفضيلا حصر الصفات الواجبة لله تعالى على ما أوجبه العقل و البديهة فقط.. ( 5 ) يحصر الإباضية الصفات الواجبة لله تعالى على ما أوجبه العقل و البديهة فيعرفون الصفات الواجبة فيقولون : ( الواجب في حق الله تعالى هو ما ترتب على ثبوته له كمال و على عدمه نقص و محال كجميع صفات الذات .. ) منهج الطالبين و بلاغ الراغبين ـ قسم العقيدة 2/47 -------------------------------------- تأمل يا رعاك الله كيف تخبط الإباضية في تقريير صفات الله تعالى فعندما أرادوا أن يثبتوا الصفات لم يحسنوا الإثبات و قسموا الصفات إلى أقسام من حيث الثبوت و العدم فالعقل هو الذي يحكم و ينفي هذه الصفات فالقسم الأول عندهم هي الصفات الواجبة أي عقلا و قالوا إنها ما يترتب على ثبوته له كمال أقول يدخل في هذا : الحياة العلم القدرة السمع البصر العلو الكلام القوة الملك و غير ذلك من الصفات التي ينفيها الإباضية فكل ذلك يترتب على ثبوته كمال و على عدمه نقص فإما أن يكون تعرف الإباضية للصفات الواجبة تعريفا قاصرا أو يلزمهم أن تدخل باقي الصفات في التعريف و يقدح في تعريفهم هناك صفات في حق البشر كمال مثل الولد و مع ذلك فهي في حق الله تعالى نقص لذلك نفى عنه الولد فعندما جعل الإباضية العقل هو الضابط جاءتهم جيوش الحق تدمر ما توهموه من بنيان فلم يستطع العقل وحده أن يحدد ما هو لله و ما هو لغيره لذلك نقول لهم الضابط في الصفات الواجبة لله هو : كل ما وصف الله به نفسه من الصفات فواجب علينا أن نثبته من غير تحريف أو تكييف أو تعطيل أو تمثيل و نقول أيضا إن هناك صفات تثبت عقلا و جاء النقل بها كالعلو و الحياة و العلم و الإرادة غير ذلك و هناك صفات لم نعرفها إلا عن طريق الوحي فقط كالإستواء على العرش و غير ذلك مما ثبت عن طريق الوحي هذه هي الطريق الصحيحة بعد السبر و التقسيم لا طريقة أهل البدع الزنادقة ووقفة ثانية : و هي قولهم الصفات الواجبة ,, فم الآن يشرعون في الإثبات فلم يوجبوا لله تعالى إلا أربع صفات فقط 1) الوجود 2) الوحدانية 3) القدم 4) البقاء نقول لهم هذا هو الإثبات الذي عندكم ليس له حقيقة في الخارج عندكم فالوجود عندهم ذهني و ليس له وجود خارج الذهن عند الإباضية و كذلك هو واحد في الذهن و ليس له حقيقة في الخارج عن الإباضية و قديم في الذهن و ليس له قدم خارج الذهن بقاء ذهني ليس له بقاء خارج الذهن و لو كان له وجود و وحدانية و قدم و بقاء خارج الذهن فأين هو الموجود الواحد القديم الباقي ؟؟ فكل موجود جاز السؤال عنه بأين ؟؟ و العدم لا يسأل عنه بأين ... و الحمد لله على نعمة العقل و الإيمان و السنة كل صفة من صفات المخلوق مستحيلة على الله فلا هو حي و لا عالم ( 6 ) سبق و أن تحدثنا عن فساد مسلك الإباضية في طريقة إثبات الصفات و الآن نتحدث عن طريقتهم في نفي الصفات يقول الإباضية : ( الصفات المستحيلة : ... كل صفة من صفات المخلوق مستحيلة على الله تعالى و الله تعالى لا يشبه شيئا من خلقه , لا يشبه شيء من خلقه .. .. .. و سنكتفي بذكر بعض منها على سبيل المثال : استحالة الموت .... ..... الخ ) مختصر من : منهج الطالبين و بلاغ الراغيبين في أصول العقائد الإسلامية 2/53 -------------------------------------- في هذا الفصل أيضا ضل الإباضية عن الصراط المستقيم في طريقة نفي الصفات فالنفي عند أهل السنة يشترط فيه أن يتضمن إثبات كمال لا نقص فيه و أما نفي الإباضية فهو متضمن للنقص بل و تعريفهم مخروق غير مانع لنفي النقائص فهم يقولون ( كل صفة من صفات المخلوق مستحيلة على الله تعالى ) فلو كان هذا التعريف صحيح فالمخلوق موصوف بعدة صفات يلزم الإباضية نفيها عن الله فالمخلوق الإنسان يوصف بأنه حي و المخلوق الإنسان يوصف بأنه قادر و المخلوق الإنسان يوصف بأنه مريد و المخوق يوصف بأنه له وجود فعلى قاعدة الإباضية في النفي يلزمهم نفي أن يكون الله حي أو قادر أو مريد أو موجود أو عالم أو غير ذلك مما ثبت وصف المخلوق به و أيضا نفي الإباضية للصفات جعلهم يشبهون الله بالمخلوقات الناقصات فهناك مخلوقات لا تتحرك و لا سمع لها و لا بصر و لا تتكلم و تنتقل من مكان إلى مكان فقاعدتهم مخروقة و غير صحيحة و متناقضة قامت على غير أساس من تقوى الله بل قامت على حثالة أفهام الفلاسفة و قالوا من الصفات المستحيلة على الله : استحالة الموت و الفناء قلنا هذه الصفة يتصف بها بعض مخلوقات الله فالحور لا تفنى كذلك جنة المأوى و ما فيها من الولدان فالله تعالى أذن لها بعدم الفناء فيستحيل أن تموت أو تفنى فهذا أول مثال طرحه الإباضية خرقوا فيه قاعدتهم فنفيهم سراب و إثباتهم هباب و الحمد لله على الإيمان و السنة سلسلة عجائب و بدع الإباضية .. تعريف الصفات الجائزة على الله يطبق على الصفات الجائزة للمخلوق ( 7 ) يقول الإباضية في تعريف الصفات الجائزة لله تعالى : ( هو كل ما لا يترتب عليه و على عدمه نقص في حق الله تعالى , كالخلق و الإفناء و الإعادة .. ) منهج الطالبين و بلاغ الراغبين في أصول العقيدة الإسلامية 2/57 -------------------------------------- أنظر أخي طالب الحق إلى هذه القاعدة المبهمة فالمخلوق لا يخلق و لا يفني و لا يعيد فلو كان هذا الوصف ليس بنقص في المخلوق فقد شبهتم المخلوق بالخالق و لو كان هذا الوصف نقص في المخلوق فقد جعلتم المخلوق أكمل من الخالق لأن من يخلق أقدر ممن لا يخلق و إذا قصدتم بقاعدتكم أفعال الله تعالى لزمكم إثبات الأصل و جعل القدرة على فعل كل شيء صفة واجبة فالله على كل شيء قدير فإن أثبتم أن لله قدرة حقيقية على كل شيء نقول بعدها إن الله لا يسأل عما يفعل ... و تعريفيكم الصفات الجائز يصلح أن يكون للمخلوق و للجماد الناقص فلا فرق في تطبيق التعريف عليهم و بهذا يظهر مدى سخافة الفكر الفلسفي الذي لم يعلمه النبي صلى الله عليه و سلم صحابته الكرام و قرره الإباضية في عقائدهم منهج غير مانع من القدح فيه و غير جامع لما جاء في الكتاب و السنة و الحمد لله على نعمة الإيمان و السنة يستحيل السؤال عن الله بـ أين و متى .. ( 8 ) و عند حديث الإباضية عن الألفاظ التي يستحيل أن يسأل عنها الله تعالى قالوا : ( و حاصل القول أن ذات الله تعالى هي حقيقته التي لا يمكن أن يعلمها أحد من مخلوقاته ... تحديد الألفاظ التي يستحيل أن يسأل بها عن الله عز وجل ـ ثم ذكر عدة ألفاظ و منها ـ متى , كم ,أين .. ) منهج الطالبين و بلاغ الراغبين في أصول العقيدة الإسلامية 2/61 -------------------------------------- تأمل أخي القاري كيف يناقض الإباضية أنفسهم فذات لها حقيقة لا يسأل عنها بأين ؟؟ و الجواب عن دعواهم بأن نقول سأل النبي صلى الله عليه و سلم الجارية بقوله لها أين الله ؟؟ فمن لم يبقل عقله كلام الحبيب صلى الله عليه و سلم فليضرب برأسه عرض الحائط و نقول الله - سبحانه وتعالى - موجود فى الوجود والله ليس خارج الوجود لأن خارج الوجود غير موجود فمن كان موجودا في الوجود فلا مانع أن نسأل عنه بأين , إلا إن لم يكن له وجودا حقيقيا و إنما هو وجود ذهني , و هذا يخالف ما قرره الإباضية إن له ذاتا ووجودا حقيقيا .. تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا و السؤال بمتى عن الله تعالى مما تخبط في تقريره الإباضية وقد رد على تهافتهم الأخ محمد حسن في مقال له قديم و إليكم رده : الزمان : أمر نسبى فألف سنه عندنا نحن هى مجرد يوم واحد فقط عند الله قال الله ((وأن يوما عند ربك كألف سنه مما تعدون )) يعنى 4 ألف سنه عندنا هى مجرد 4 أيام عند الله فبنسبه لله يوم القيامه قريب جدا ...فلو كان يوم القيامه بعد 10الف سنه فهو بنسبه لله بعد عشره أيام فقط ((أنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا )) . وهذه بعض الأحداث التاريخيه المهمه الخبر الأول الزمان : 1593 ق . م (تقريبا ) المكان :سيناء - جبل الطور الحدث : الله تكلم مع موسى ((وكلم الله موسى تكليما ))((ولما جاء موسى لمقاتنا وكلمه ربه )) الخبر الثانى الزمان : يوم القيامه المكان : أرض المحشر الحدث : جاء الله ومعه الملائكه (( وجاء ربك والملك صفا صفا وجاْئ يومئذ بجهنم ))((هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله فى ضلل من الغمام والملائكه وقضى الامر وإلى الله ترجع الأمور )) الخبر الثالث الزمان : 1 م.ل ( تقريبا) المكان : القدس الحدث : عسي -عليه السلام - أنتقل عند الله فقد رُفع اليه ((وماقتلوه يقينا بل رفعه الله أليه ))((وأذ قال الله ياعيسى إنى متوفيك ورافعوك إلىّ )) الخبرالرابع الزمان : يوم القيامه المكان :الأرض الأحداث : يقبض الله الأرض (( والارض جميعاً قبضته يوم القيامه والسموات مطويات بيمينه)) الخبر الخامس الزمان :يوم القيامه المكان : السماء الأحداث : يطوي الله السماء(( يوم نطوي السماء كطى السجل للكتب ))(( وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه )) الخبر السادس الزمان : 1593 ق. م ((تقريبا )) المكان : سيناء - جبل الطور الحادثه : الله يتجلى للجبل فينهار الجبل (( ولكن أنظر الى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني فلما تجّلى ربه للجبل جعله دكا )) الخبر السابع الزمن : بعد الأنتهاء من خلق السماوات والارض المكان : العرش الحادثه : الله يستوي على العرش بعد اليوم السادس فالله هو(( الذي خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم أستوى على العرش الرحمان فاسأل به خبيرا )) الخبر الثامن الزمن : ق.آ ((قبل خلق آدم )) المكان :فى هذا الوجود ((قيل فى الأرض وقيل فى السماء)) الحادثه : الله ينفخ فى آدم من روحه ((فإذا سويته ونفخت فيه من روحى فقعوا له ساجدين )) ((ثم سواه ونفخ فيه من روحه )) الخبر التاسع الزمان : بعد خلق الأرض المكان : فى السماوات الأحداث : الله يستوى الى السماء بعد أن أنتهى من خلق الأرض(( هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعاً ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سموات ))((وجعل فيها رواسى من فوقها وبارك فيها وقدر فيهآ أقواتها فى أربعة أيام سوآء للسآءلين ثم استوى الى السمآء وهى دخان فقال لها وللارض ائتيا طوها أو كرها قالتآ أتينا طآئعين , فقضاهن سبع سموات فى يومين )) والأحداث كثيره جدا فالله سبحانه - وتعالى -كل يوم فى شأن ((يسئله من فى السموات والارض كل يوم هو فى شأن )) ولذلك سوف أكتفى بهذا القدر من الأحداث المهمه فى تاريخ البشريه ...... إنتهى كلامه وفقه الله فيجوز أن نسأل متى و أين كلم الله موسى و متى و أين يجيء الله لفصل القضاء و متى و أين رفع الله عيسى عليه السلام ... الخ و يقول الإباضية لا يسأل عنه بكم .. فنقول لهم ( و لله الأسماء الحسنى ) فالأية ذكرت أسماء يمكن السؤل عنها بكم إسم لله ؟ و الجواب أسماء الله تعالى منها ماهو معلوم كما هو معلوم كما في الحديث إن لله تسعة و تسعين إسما مائة إلا واحد ... و منها ما لا يعلمه إلا الله فجاء الإباضية بحثالة فهم اليونان و فتات أراء أرسطوا فمنعوا ما جاء في الشرع فالحمد لله على نعمة الإيمان و السنة يرى جمهور الإباضية أن الصراط إنما هو طريق الإسلام ( 9 )
و أختار لكم من عجائب القوم و تخبطهم في فهم أخبار الله تعالى التي أخبر بها عن المغيبات التي لا يردها العقل ... ( يرى جمهور الإباضية أن الصراط المستقيم إنما قصد به طريق الإسلام و دين الله القيم .... كما لا يرون غرابة في تعريف الصراط بالجسر .... و قد ذكر الجيطالي أنه من الممكن عقلا أن يكون الصراط جسرا ممدودا فوق جهنم لأنه ليس فيه ما يحيله و لا في الشرع ما يبطله فإن القادر على أن يطير الطير في الهواء قادر على أن يسير الإنسان على الصراط و الله أعلم بكيفيه .. ) منهج الطالبين و بلاغ الراغبين في أصول العقائد الإسلامية ..2/143 -------------------------------------- أقف مع هذا الكلام عدة وقفات : 1) أدلة ثبوت الصراط قطعية الثبوت و لا ينكرها إلا مكابر حتى الإباضية لم يستطيعوا إنكار ثبوتها . 2) هذه مسألة واضحة بالدليل الشرعي فلماذا يذهب جمهور الإباضية إلى التلاعب في دلالة هذه الأمور الغيبية التي قال عنها أحد علمائهم كما سبق نقله : (ذكر الجيطالي أنه من الممكن عقلا أن يكون الصراط جسرا ممدودا فوق جهنم لأنه ليس فيه ما يحيله و لا في الشرع ما يبطله فإن القادر على أن يطير الطير في الهواء قادر على أن يسير الإنسان على الصراط و الله أعلم بكيفيه ) فبما أن الأدلة ثابته و لا يوجد ما يبطل الإثبات حتى في القواعد التي قررها الإباضية فلماذا يذهب جمهورهم إلى تأويل الصراط و إنكاره ؟؟؟ .. و الذي يبدوا إن الإباضية أخذوا عقائد المعتزلة التي فرخها الفلاسفة جملة و تفصيلا و عندما تطور بهم الحال إلى تقرير ما تلقوه من الفلاسفة لم يجدوا بدا من السير على طريقتهم و أخف أحوالهم يحاول الإباضية الترقيع بين الإعتزال و مذهب الفلاسفة و إلا فإن الأمر واضح و بين في بطلان ما ذهب إليه جمهور الإباضية بتفسير الصراط بأنه طريق الإسلام و ليس الجسر الممدود على متن جهنم فالحمد لله الذي عافانا مما إبتلاهم و يسر لنا سبل الهدى و إتباع سنته المصطفى صلى الله عليه و سلم لا سنة فلان أو فلان بل ما ثبت في الكتاب و السنة على فهم سلف الأمة أهل القرون المفضلة رضي الله عنهم |
أدوات الموضوع | |
|
|