جديد المواضيع |
للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب |
منتدى السنة | الأذكار | زاد المتقين | منتديات الجامع | منتديات شباب الأمة | زد معرفة | طريق النجاح | طبيبة الأسرة | معلوماتي | وادي العرب | حياتها | فور شباب | جوابى | بنك أوف تك |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
بين الاسلام و الايمان و عبث الجهلة و الزنادقة بالدين
بين الاسلام و الايمان و عبث الجهلة و الزنادقة بالدين
من البدهيات عند بني الانسان أنه لا يفتي في شأن من شؤون الحياة التي تحتاج لعلمٍ و معرفة و تمحيص إلا المتخصص فيها المتوفر على أدوات العلم و المعرفة في المجال كما تعارف و اتفق عليها اهل العلم في نفس المجال. فمن أصيب مثلا بمرض لا تراه يلجأ الى إمام مسجد أو الى ميكانيكي سيارات أو الى أحد الهواة المطلعين مطالعة سطحية عامة عن الطب، بل و لا يعتمد كذلك على نفسه و معلوماته الشخصية السطحية ليعالج مرضه، ... بل يلجأ الى طبيب متخصص في نوع المرض الذي أصيب به، ... بل و تراه يسأل عن احسن المتخصصين في المجال، فيستمع أولاً لآراء الناس الذين عالجهم هذا الطبيب أو ذاك فيعرض نفسه على الطبيب الذي تمت تزكيته ليعالجه! ... و نفس الشيئ تجده عندما يحتاج المرء الى من يبني له منزلا، فإنه يلجأ الى مهندس معماري لينجز له تصميم البيت و الى بنائين محترفين لينفذوا تصاميم المهندس! .... و من كانت له مشكلة قضائية فانه يلجأ الى رجل قانون ليستشيره في المسائل القانونية و ليتولى الدفاع عنه في المحاكم، .... و هكذا دواليك في أغلب شؤون الحياة رغم بساطة بعضها، تجد السائل أو المحتاج يلجأ الى اهل الاختصاص المعترف بهم ليقدموا له الخدمة التي يحتاجها، ..... و المهم أيضاً أن الذي يلجأ الى الطبيب أو المهندس أو رجل القضاء و القانون الخ ... صحيح أنه يستفسر و يتحقق من مصداقية المعلومات و الخدمات التي يقدمونها له، لكنه لا يجادل أهل التخصص بدون علم، و يُسَلِّمْ في النهاية الى غالب ما قضوا به و يعتبره صوابا، .... هذا من البدهيات عند بني الانسان على اختلاف مللهم و مستوى علمهم و ثقافتهم حيث يلجؤون الى اهل التخصص المعترف بهم ليقدموا لهم ما يحتاجون اليه من خدمات لقضاء مصالحهم في أمور شتى من الحياة، ... لكن و خلافاً لهذا التصرف و الموقف الطبيعي و البدهي الذي يقره العقل و الحكمة تجد ظاهرة انتشرت في العقود الاخيرة بين المسلمين و هو أن كثيرا من الناس، و رغم جهلهم بالاسلام و أحكامه و كيفية استنباط الاحكام الشرعية و كيفية ترجيح الأدلة الشرعية، و رغم جهلهم بعلم الحديث و المقاييس العلمية التي يُصَحَّح على أساسها حديث أو يُضعف، و رغم جهلهم بالأدلة التي تقيد النص العام و تحمل احكام العام على الخاص الخ ....، و رغم ان كثيرا منهم لم يدرسوا دراسة كاملة و عميقة و لو لِتفسيرٍ واحدٍ من التفاسير المعتبرة للقرآن، و لا درسوا دراسة كاملة و عميقة لكتب احاديث الرسول و سيرته و تفاسيرها، ... رغم الجهل بكل هذا و غيره، اصبحنا نجد أن كثيرا من هؤلاء الجهلة يعطون لأنفسهم الحق في تأويل آيات القرآن و يتجرؤون على رد الأحاديث النبوية و تكذيبها و تجريح رواة الحديث، و يعطون لأنفسهم الحق في التحليل و التحريم، ... بل و أكثر من ذلك، و لجهلهم المركب بأبجديات العقيدة الاسلامية و بالايمان بالله رَبًّا و حاكما، تجدهم يُؤولون نصوصا قطعية الدلالة من القرآن و السنة ويعتبرون ذلك اجتهادا و فكرا! .... و المبتدئ في دراسة الاسلام يعلم أن التأويل في نصوص قطعية الدلالة كفر بواح و من أصر على ذلك و تعمده بعد مراجعة و نصيحة أهل العلم له فإنه كَفَر و خرج من ملة الاسلام، ... و لو فعل خليفة المسلمين نفس الشيئ -أي اجتهد في نصوص قطعية الدلالة و أتى بالكفر البواح- وَجَبَ عزله و لو بالقوة كما أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم: عن عبادة بن الصامت قال: "دَعَانَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَايَعْنَاهُ فَقَالَ فِيمَا أَخَذَ عَلَيْنَا أَنْ بَايَعَنَا عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي مَنْشَطِنَا وَمَكْرَهِنَا وَعُسْرِنَا وَيُسْرِنَا وَأَثَرَةً عَلَيْنَا وَأَنْ لَا نُنَازِعَ الْأَمْرَ أَهْلَهُ إِلَّا أَنْ تَرَوْا كُفْرًا بَوَاحًا عِنْدَكُمْ مِنْ اللَّهِ فِيهِ بُرْهَانٌ"(رواه البخاري)! و كما أن المرء يرجع لاهل التخصص في الطب و الهندسة و غيرهم من الأخصائيين لقضاء حاجاته الدنيوية فكذلك وجب الرجوع لأهل العلم في الدين لسؤالهم في مسائل شرعية، {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}(سورة النحل، 43)، ... و وَجَب كذلك التحري في علم و مصداقية و تقوى و عدالة العالم و الشيخ قبل الأخذ عنه، تماماً كما يسأل المرء عن قدرات الطبيب أو المهندس أو المحامي أو المدرس الخ ... قبل ان يلجأ الى أحدٍ منهم! ... فماذا يا ترى سيكون رد فعل الاطباء إذا جاء متطفل لم يدرس كتب الطب دراسة تفيد العلم و العمل و أراد ان يفتيهم في شؤون طبية و ينتقد ما اصطلحوا عليه من مصطلحات طبية و يستنكر انواع الأدوية و العمليات الجراحية التي أصلوها لعلاج مئات الانواع من الامراض؟ ... و هل سيتجرأ اصلا مثل هؤلاء المتطفلين لِيُحَادُّوا اهل الاختصاص في الطب أو أي علوم دنيوية اخرى؟ ... و هل ستسمح اي دولة في العالم لمثل هؤلاء ان يفتحوا مثلا عيادات طبية ليمارسوا هم بأنفسهم مهنة الطب فيكونوا خطرا على صحة الناس؟ أم ستعاقب الدول مثل هؤلاء عقابا شديدا!! ... و هل تسمح اي دولة في العالم لمتطفل ليس من اهل الهندسة المعمارية ان يفتح مكتبا لتخطيط البناء فيشكل خطرا على سلامة البنيان و بالتالي على حياة ساكنيها؟ ... بل حتى الاطباء و المهندسين المتخصصين و المعترف بهم تسحب منهم الدول رخص مهنة التطبيب او الهندسة إذا صدرت منهم أخطاء طبية أو هندسية شنيعة تشكل خطراً على حياة الناس!!! ... و الدولة لا تجبر أحدا على الذهاب الى الطبيب، إذا لم يكن به مرض معدي ينتقل الى غيره من الناس، فله ان يعالج نفسه بنفسه بطريق عشوائية تطفلية يبتكرها من هواه، لكنها قطعا تمنعه من محاولته ترويج طريقته اللاعلمية العشوائية بين الناس و محاولة جَرِّهِم ليستعملوا طريقة علاجه إذا كان فيما يدعوا إليه ضرر على صحة العامة! و نفس الشيئ ينطبق على الاسلام، و شأن الاسلام لا شك أعظم من اي أمر آخر لأن الله جعل حبه و حب رسوله فوق حب الحياة نفسها بل و جعل حياة المسلم في خدمة دينه، .... فنقول نفس ما ينطبق على مهنة الطب و الهندسة و غيرها من امور الدنيا، ينطبق بداهةً على الاسلام، فلا يجوز لمتطفل جاهل بالاسلام ان يفتي للناس في الحلال و الحرام فيُحلُّ ما حرم الله و يُحرِّم ما أَحَلَّ الله، ... فهنا شرَّعَ الاسلام أحكاما صارمة ضد مثل هؤلاء لأنهم يفسدون دين الناس، و الحفاظ على الدين و الحرص على عدم فتنة المسلمين في دينهم أعظم بكثير من الحفاظ على غيره من الامور، بل بضياع الدين يضيع غيره من ركائز الحياة الكريمة كما هو الحال اليوم في البلدان الاسلامية التي ضيعت شرع الله و حكمت بالطاغوت! .. و كما تترك الدولة الحرية للفرد، يختار عرض نفسه على الطبيب للعلاج أو يستعمل المريض أدوية من عند نفسه و طرق علاج بدائية أو مبتكرة من هواه، فالدولة لا تتدخل طالما ليس به مرض معدي يشكل خطرا على صحة الناس و انتشار الأوبئة، ... و كذلك لا تتدخل الدولة في آراء المسلمين و أهواءهم و ممارساتهم الخاصة بهم البعيدة عن الانظار، طالما لا يحاولون التشهير بذلك و الترويج لأهواءهم و افساد دين الناس! ... ..... و ليعلم المسلم ان هناك فرق كبير بين ان تكون مسلما و ان تكون مؤمنا بالله، ... يقول الله سبحانه و تعالى ذكره: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ ۛ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا ۛ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ ۖ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ ۖ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَٰذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا ۚ وَمَن يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا ۚ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ ۚ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ}(سورة المائدة، الاية 41)، .... {قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ۖ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (14) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (15) قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۚ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (16) يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا ۖ قُل لَّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُم ۖ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (17) إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (18 )}(سورة الحجرات)، ... فالبعض يَمُن على الله أو على الناس بأنه مسلم {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا ۖ قُل لَّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُم ۖ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}! ... و هذا جهل كبير و كبرياء المراهقين، فالله ليس بحاجة لمخلوقاته كلها بما فيها الانسان، و الله ليس بحاجة لعبادتنا و طاعاتنا له، و لا الى أعمالنا و اختراعاتنا في الدنيا، ... بل الانسان المخلوق هو من بحاجة لله خالقه، فإن تَعَرَّف الانسان على ربه حق المعرفة و أَقرَّ وجوب طاعة الله في كل أوامره و الكفر بهوى العقل و النفس (في المسائل الشرعية)، ساعتها يَهِبُ الله هذا الانسان حياة الخلود في جنان النعيم دون ان يضطر للعمل و السعي لتحقيق لقمة العيش و مصاريف السكن و النقل و الدواء ، و دون بلاء الامراض و الحروب و دون وساوس الشياطين، و دون محنة شيخوخة السن و ما تجلب معها من ضعف و معانات و احتياج للغير الخ.... فهذه الحياة الدنيا ليست هي الغاية، بل الغاية هو رضوان الله، و الجزاء هو حياة الخلود في النعيم، .... فالإيمان بالله لا يتحقق بمجرد القيام بالشعائر من صلاة و صيام و لا يتحقق فقط بترديد "أشهد ألا الاه إلا الله و أن محمدا رسول الله" {لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا ۖ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ ۗ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ، .....}(سورة البقرة، 177)، {أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ لَا يَسْتَوُونَ عِندَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (19) الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللَّهِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ (20)}(سورة التوبة)، ... فمثلا الآيات في سورة البقرة ابتداء من الآية 177 {لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ} تتبعها احكام شرعية عديدة تبين ما هو البر {وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّه} فتجعله -اي تجعل البر- مرتبطا بالإيمان بالله، ثم يسرد الله بعد هاته الآية أحكاما شرعية عملية كثيرة تبين متى يتحقق هذا الايمان، و هو انه مرتبط بطاعة الله في أحكامه التي امر بها في الايات التي تلي الآيات التي نقلناها من سورة البقرة (يمكن للقارئ الرجوع اليها في القرآن) و المتعلقة بالقصاص و القتال و الحج و الصوم و الزكاة و الاموال وووو ...، و متعلق بطاعة الله في احكام كثيرة جاءت في القرآن و السنة ، ... فالإيمان هو الالتزام بأحكام الله و الحرص عليها، و ليس الصلاة و العبادة الشعائرية فقط، ... فالإيمان هو ان يخضع المسلم لأوامر الله دون تلكؤ و دون تردد و دون تقديم الهوى و العقل على حكم الله و جعل هوى الانسان و عقله حَكَمًا على شرع الله، .... فالذين يقولون مثلا عقلي لا يقبل بهذا الحكم الشرعي ، و الذين يقولون حكم الله هذا فيه وحشية و تخلف و تنفير من الاسلام، و الذين يحتالون و يردون احكام الله بزعمهم انها ليست من عند الله اصلا و إنما هي اقوال الرجال و تفسيراتهم الباطلة لنصوص الشارع، و الذين يردون أحكاماً بشبهة عدم صحة الأحاديث النبوية أو عدم حجية السنة أو شبهة تعارض السنة مع القرآن، ... الذين يكون هذا حالهم لاشك انهم ليس لهم اي نصيب من الايمان و لو ادعوا بألسنتهم خلاف ذلك، فالعبرة بالأفعال و الأقوال و المواقف و ليس بالادعاءات السطحية الفارغة التي لا أثر لها في سلوك المسلم! ... فكيف يدعي الايمان من يجعل عقله و هواه حَكَمًا على شرع الله فلا يقبل بما لا ترغب فيه نفسه و لا يوافق هواه!؟ و كيف يدعي الايمان الذين يقولون هذا الحكم الشرعي فيه تخلف و رجعية و وحشية الخ ... !؟ ... و من اين لهذا المرء بالمقياس الذي يقيس على أساسه ماهية الوحشية و ماهية الرجعية و ماهية التخلف الخ ...؟ أليست القوانين الوضعية المفروضة اليوم في العالم هي التي تحدد له القبيح من الحسن و الوحشي من الإنساني و العدل من الظلم الخ ...؟ ... و أليس الايمان هو الكفر بالطاغوت الذي يجعل الانسان مصدرا للحلال و الحرام و مصدرا لتحسين الافعال و تقبيحها؟ ... أليس الايمان هو تصنيف الفعل على انه قبيح إذا قبحه الله و ليس البشر، و تحسين الفعل إذا حسنه الله و ليس البشر؟! .... فلا ندري كيف يقول المرء عقلي لا يقبل هذا الحكم الشرعي، و كيف يشنع بالأحكام الشرعية التي لا توافق هواه و لا توافق أنظمة الطاغوت المسيطرة على العالم، فيحاول ردها و رفضها بكل الحيل و بالجدال المتسلسل الذي لا نهاية له، ... لا ندري كيف يفعل المرء مثل هذا كله و يدعي الايمان!؟ .. ألم يتدبر في قول الله سبحانه و تعالى: {إنَّما كان قولَ المؤمنينَ إذا دُعُوا إلى الله ورسولِهِ لِيَحْكُمَ بينهم أن يقولوا سَمِعنا وأطَعنا وأولئِكَ هم المفلِحونَ(51) ومن يُطع الله ورسولَهُ ويَخشَ الله ويتَّقْهِ فأولئِكَ هم الفائِزونَ (52)}(سورة النور)، ... {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا}(سورة الاحزاب، 36)، ... {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}(سورة النور، 63)،..... {قُل إن كنتُم تُحبُّونَ الله فاتَّبِعُوني يُحبِبكُمُ الله ويَغفِر لكم ذُنُوبَكُم والله غَفُورٌ رحيمٌ(31) قُل أطِيعُوا الله والرَّسُولَ فإن تَوَلَّوا فإنَّ الله لا يُحِبُّ الكَافِرِينَ(32)}(سورة آل عمران)، .... {ياأيُّها الَّذين آمَنُوا أطيعوا الله وأطيعوا الرَّسولَ وأُولي الأمرِ منكُم فإن تنازعتُم في شيءٍ فرُدُّوه إلى الله والرَّسولِ إن كنتم تؤمنونَ بالله واليومِ الآخِرِ ذلك خيرٌ وأحسنُ تأويلاً(59)}(سورة النساء)، ..... {وما أرسَلنا من رسولٍ إلاَّ ليُطاعَ بإِذنِ الله ولو أنَّهُم إذ ظلموا أنفُسَهُم جاءُوكَ فاستغفَروا الله واستغفرَ لهم الرَّسولُ لَوَجدوا الله توَّاباً رحيماً(64) فلا ورَبِّكَ لا يؤمِنونَ حتَّى يُحكِّموكَ فيما شَجَرَ بينهم ثمَّ لا يَجدوا في أنفُسهِم حرَجاً ممَّا قضَيتَ ويُسلِّموا تَسليماً(65)}(سورة النسا)، .... {ومن يُطع الله والرَّسولَ فأولَئِكَ معَ الَّذين أنعَمَ الله عليهِم من النَّبيِّينَ والصِّدِّيقينَ والشُّهداءِ والصَّالِحينَ وحَسُنَ أُولئِكَ رفيقاً(69) ذلك الفضلُ من الله وكفى بالله عليماً(70)}(سورة النساء)، .... {من يُطعِ الرَّسولَ فقد أطاعَ الله ومن تَولَّى فما أرسلناكَ علَيهِم حفيظاً(80)}(سورة الأنفال)، ..... {وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيْحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللهَ مَعَ الصَابِرِين (46)}(سورة النور)، .... {لقد كان لكم في رسولِ الله أُسوَةٌ حسنةٌ لِمَن كان يَرجو الله واليومَ الآخر وذَكرَ الله كثيراً(21)}(سورة الأحزاب)، .... ... ثم كيف يدعي الايمان من يساند الطواغيت الذين يأتون بالكفر البواح و يحاربون الله و رسوله و يذبحون المسلمين و يُسلمونهم للأعداء و يستبيحون الأعراض !!؟؟ ، ... و كيف يدعي الايمان من يتودد الى اهل الفسق و الزندقة و يعظمهم و يروج لهم و يحسنهم لدى الناس و هو يعلم انهم أتوا بالكفر البواح!!؟؟ ... ثم كيف يدعي الايمان من يأول نصوصا قطعية الدلالة من القرآن و السنة، ... !!؟؟ ... الم يتدبر مثل هؤلاء في قول الله سبحانه و تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}(سورة التوبة، 23)، ... {لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ۚ أُولَٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ ۖ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ أُولَٰئِكَ حِزْبُ اللَّهِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}(سورة المجادلة، الآية 22)، .... {وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَآءَ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ}(سورة هود)، .... ...... (كلامنا هنا ليس عن ارتكاب المعصية، فمرتكب المعصية الذي يقر انها معصية أو يجهل انها معصية، و لا يحرف النصوص الشرعية لتوافق فعله فيُحلل المعاصي و المحرمات ، و لا يجاهر بمعصيته و يتباهى بها، مرتكب المعصية هذا لا علاقة له البتة بمقالنا هنا!!). ... |
أدوات الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | الأقسام الرئيسية | مشاركات | المشاركة الاخيرة |
ابو حنيفة وعقل الرافضي | موحد مسلم | الشيعة والروافض | 0 | 2020-03-28 09:56 AM |
الايمان والاسلام | معاوية فهمي إبراهيم مصطفى | المجتمع المسلم | 0 | 2020-03-16 01:29 PM |
النوم بين الظل والشمس | معاوية فهمي إبراهيم مصطفى | السنة ومصطلح الحديث | 0 | 2020-02-06 04:08 PM |
ما هي القنطرة | معاوية فهمي إبراهيم مصطفى | السنة ومصطلح الحديث | 0 | 2020-02-06 11:05 AM |
الكلب الاسود | موحد مسلم | الشيعة والروافض | 0 | 2020-01-24 03:18 AM |