جديد المواضيع |
للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب |
منتدى السنة | الأذكار | زاد المتقين | منتديات الجامع | منتديات شباب الأمة | زد معرفة | طريق النجاح | طبيبة الأسرة | معلوماتي | وادي العرب | حياتها | فور شباب | جوابى | بنك أوف تك |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
الغلو في الدين نزغ من الشيطان و فيه كذب على الله، و تضليل للمسلمين
الغلو في الدين نزغ من الشيطان و فيه كذب على الله، و تضليل للمسلمين و هلاك لهم
يقول الله تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ}(سورة النساء)؛ {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاء قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيرًا وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السَّبِيلِ}(سورة المائدة)، إن هذه الآيات و إن نزلت في اهل الكتاب، إلا ان الخطاب موجه للمسلمين أيضاً، و مما يخبرنا أو يأمرنا الله به في هاته الآيات: 1) الغلو في الدين هو أولاً كذب على الله {وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ}، إذ ينسب الغلاة، زورا و بهتانا، غلوهم الى الله، فيقولون ما نقوم به هو أمر من الله. 2) الغلو ضلال عن الحق و الصواب، فالله يُكَذِّب هنا الغلاة الذين يدعون انهم يعملون لصلاح المسلمين {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ ؛ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ ؛ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُواْ أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاء وَلَـكِن لاَّ يَعْلَمُونَ}(سورة البقرة). 3) الغلاة يحاولون جر الناس الى ضلالهم، 4) الله يأمر عباده أن لا يتبعوا الغلاة. و تاتي الأحاديث النبوية لتأكد خطورة الغلو على الامة الاسلامية، و لتبين أن من بين أخطر ما يُخافُ منه على الامة هو الغلو، فعن عبد الله قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هَلَكَ الْمُتَنَطِّعُونَ، هَلَكَ الْمُتَنَطِّعُونَ، هَلَكَ الْمُتَنَطِّعُونَ"(رواه مسلم). قال النووي: [قوله صلى الله عليه وسلم : ( هلك المتنطعون ) أي المتعمقون الغالون المجاوزون الحدود في أقوالهم وأفعالهم]. و عن ابن عباس قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَدَاةَ الْعَقَبَةِ وَهُوَ عَلَى نَاقَتِهِ : "الْقُطْ لِي حَصًى" ، فَلَقَطْتُ لَهُ سَبْعَ حَصَيَاتٍ ، هُنَّ حَصَى الْخَذْفِ ، فَجَعَلَ يَنْفُضُهُنَّ فِي كَفِّهِ ، وَيَقُولُ : "أَمْثَالَ هَؤُلَاءِ فَارْمُوا" ، ثُمَّ قَالَ : "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ فِي الدِّينِ ، فَإِنَّهُ أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمُ الْغُلُوُّ فِي الدِّينِ"(أخرجه النسائي وابن ماجه و احمد و غيرهم). الغلو نزغ شيطاني: و الغلو نَزْغٌ من الشيطان، نزغ التكبر و التجبر {قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ، قَالَ أَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ، قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ، قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ، ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ}(سورة الأعراف)؛ {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}(سورة فصلت). و قالت عائشة رضي الله عنها، حسب ما روى الخطابي في العزلة من جهة ابن أبي قماش: "ما أمر اللَّه عباده بما أمر إلا وللشيطان فيه نزعتان ، فإما إلى غلو وإما إلى تقصير فبأيهما ظفر قنع"(الحديث ذكره شمس الدين السَّخاوي في كتابه: المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة). و نزغ الشيطان لا يصيب إلا ضعاف الايمان، سطحيِّ التفكير و التدبر، إذ ان ضعف الايمان هو نتاج لضعف التدبر في آيات الله و سنة رسوله و عدم ربط نصوص الوحي بعضها ببعض، ... و نزع الشيطان يصيب كذالك الذين يفتقدون التدبر في سنن الحياة، و في حقيقة الانسان و محدودية قدراته، فيستحوذ الشيطان على الهوى و العقل، فيزين للإنسان هواه و ضلاله، و يوسوس له أنه هو وحده على الحق و الباقون كلهم في ضلال، و وجب عليه إخضاعهم لهواه. و لا يزيل ذلك النزغ الشيطاني و التكبر و التنطع إلا العودة الى الله {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}(سورة فصلت). و الرسول حذر من الغلو حتى في العبادات، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه يقول: جَاءَ ثَلَاثَةُ رَهْطٍ إِلَى بُيُوتِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلُونَ عَنْ عِبَادَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا أُخْبِرُوا كَأَنَّهُمْ تَقَالُّوهَا فَقَالُوا وَأَيْنَ نَحْنُ مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ، قَالَ أَحَدُهُمْ أَمَّا أَنَا فَإِنِّي أُصَلِّي اللَّيْلَ أَبَدًا، وَقَالَ آخَرُ أَنَا أَصُومُ الدَّهْرَ وَلَا أُفْطِرُ، وَقَالَ آخَرُ أَنَا أَعْتَزِلُ النِّسَاءَ فَلَا أَتَزَوَّجُ أَبَدًا. فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ: "أَنْتُمْ الَّذِينَ قُلْتُمْ كَذَا وَكَذَا أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لَأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وَأَتْقَاكُمْ لَهُ لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ وَأُصَلِّي وَأَرْقُدُ وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي"(رواه البخاري و مسلم). و في الحديث المرفوع الى النبي صلى الله عليه و سلم: "سَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَاغْدُوا وَرُوحُوا وَشَيْءٌ مِنَ الدُّلْجَةِ ، وَالْقَصْدَ الْقَصْدَ تَبْلُغُوا"(رواه مسلم و البخاري). يقول الحافظ ابن حجر: [... قوله (سَدِّدُوا) معناه: اقصدوا السداد أي الصواب، وقوله: (وَقَارِبُوا) أي لا تفرطوا فتجهدوا أنفسكم في العبادة لئلا يفضي بكم ذلك إلى الملال فتتركوا العمل فتفرطوا]اهـ. فإذا حذر الرسول من الغلو في الشعائر التعبدية التي لا يترتب عليها اي عمل، فيقول عن هؤلاء الغلاة في التعبد "فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي"، فما بالك بالغلاة في مسائل اخرى اعظم تتعلق بأرواح الناس و أموالهم و أعراضهم !!! خصال الغلو: و من اهم خصال الغلاة في الدين انهم ما خُيِّروا بين أمرين إلا اختاروا أعسرهما و لو كان إثما! أما الرسول فتقول عنه عائشة رضي الله عنها: "مَا خُيِّرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَمْرَيْنِ إِلَّا أَخَذَ أَيْسَرَهُمَا مَا لَمْ يَكُنْ إِثْمًا فَإِنْ كَانَ إِثْمًا كَانَ أَبْعَدَ النَّاسِ مِنْهُ وَمَا انْتَقَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِنَفْسِهِ إِلَّا أَنْ تُنْتَهَكَ حُرْمَةُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ"(رواه البخاري و مسلم). فها هو صلى الله عليه و سلم يختار الصلاة على أحد اكبر المنافقين و المشاكسين له في المدينة، رغم كل الدسائس التي قام بها ضد الرسول، فعن عمر بن الخطاب قال: لَمَّا مَاتَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولَ دُعِيَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيُصَلِّيَ عَلَيْهِ، فَلَمَّا قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَثَبْتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ تُصَلِّي عَلَى ابْنِ أُبَيٍّ وَقَدْ قَالَ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا كَذَا وَكَذَا أُعَدِّدُ عَلَيْهِ، فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: "أَخِّرْ عَنِّي يَا عُمَرُ"، فَلَمَّا أَكْثَرْتُ عَلَيْهِ قَالَ: "إِنِّي قَدْ خُيِّرْتُ فَاخْتَرْتُ، فَلَوْ عَلِمْتُ أَنِّي لَوْ زِدْتُ عَلَى السَّبْعِينَ غُفِرَ لَهُ لَزِدْتُ عَلَيْهَا"(سنن النسائي). اما الغلاة فلا يصلون حتى على المجاهدين، فقط لأنهم خالفوهم الراي؛ بل الغلاة يذبحون اهل الاسلام و الجهاد ذبحا، أو يفجرون أجسامهم تفجيرا! و بخلاف الغلاة الذي يعسرون على الناس أمورهم، تجد الرسول كان لطيفا بالناس و يراعي الضعيف و الجاهل و المريض، فعن أبي مسعود رضي الله عنه قال: أَنَّ رَجُلًا قَالَ وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي لَأَتَأَخَّرُ عَنْ صَلَاةِ الْغَدَاةِ مِنْ أَجْلِ فُلَانٍ مِمَّا يُطِيلُ بِنَا، فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَوْعِظَةٍ أَشَدَّ غَضَبًا مِنْهُ يَوْمَئِذٍ ثُمَّ قَالَ: "إِنَّ مِنْكُمْ مُنَفِّرِينَ فَأَيُّكُمْ مَا صَلَّى بِالنَّاسِ فَلْيَتَجَوَّزْ فَإِنَّ فِيهِمْ الضَّعِيفَ وَالْكَبِيرَ وَذَا الْحَاجَةِ"(صحيح البخاري). و عن جابر بن عبد الله قال: أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ يُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ يَأْتِي قَوْمَهُ فَيُصَلِّي بِهِمْ الصَّلَاةَ فَقَرَأَ بِهِمْ الْبَقَرَةَ، قَالَ فَتَجَوَّزَ رَجُلٌ فَصَلَّى صَلَاةً خَفِيفَةً فَبَلَغَ ذَلِكَ مُعَاذًا فَقَالَ إِنَّهُ مُنَافِقٌ، فَبَلَغَ ذَلِكَ الرَّجُلَ فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا قَوْمٌ نَعْمَلُ بِأَيْدِينَا وَنَسْقِي بِنَوَاضِحِنَا وَإِنَّ مُعَاذًا صَلَّى بِنَا الْبَارِحَةَ فَقَرَأَ الْبَقَرَةَ فَتَجَوَّزْتُ فَزَعَمَ أَنِّي مُنَافِقٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَا مُعَاذُ أَفَتَّانٌ أَنْتَ ثَلَاثًا اقْرَأْ وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا وَسَبِّحْ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى وَنَحْوَهَا"(رواه مسلم و البخاري و غيرهما). و يقول صلى الله عليه و سلم للذين ثاروا على الأعرابي الذي بَالَ فِي الْمَسْجِدِ و أرادوا ضربه: "دَعُوهُ وَأَهْرِيقُوا عَلَى بَوْلِهِ ذَنُوبًا مِنْ مَاءٍ أَوْ سَجْلا مِنْ مَاءٍ، فَإِنَّمَا بُعِثْتُمْ مُيَسِّرِينَ وَلَمْ تُبْعَثُوا مُعَسِّرِينَ"(رواه البخاري). أما الغلاة فنظن انهم يكادوا يأمرون بقطع العضو الذي خرج منه البول حتى لا يعود الرجل لنفس الفعل مرة اخرى، كما ورد عن بعض الغلاة انهم قطعوا اصبع مدخن لكي لا يعود للتدخين! و من خصال الغلاة انهم يتساهلون في سفك الدماء، و الله يقول: {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرائيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً}(سورة المائدة)، و يقول سبحانه: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا}(سورة النساء)، و يقول الرسول صلى الله عليه و سلم: "لا يَزَالُ الْمُؤْمِنُ فِي فُسْحَةٍ مِن دِينِهِ مَا لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَامًا"(رواه البخاري و البيهقي و أحمد و غيرهم). ... فالإسلام جاء بأحكام جد صارمة فيما يخص الدماء، فلا يجوز قتال إلا المقاتلين المحاربين، فلا يجوز قتل المدنيين و لا الشيوخ و لا النساء و لا الاطفال، كائنا من كانوا: سنة أو شيعة، أكرادا أو عرب، كفارا أو مسلمين، ... و لا يجوز قتل من لم يبايع امير جماعة، ... الخ! ... فمهما كانت قساوة الحرب و ضراوتها، و مهما كانت وحشية العدو و للإنسانيته، لا يجوز لمن يؤمن بالله و رسوله و بلقاء ربه، لا يجوز له أن يستبيح الدماء المحرمة كردة فعل على تصرفات العدو أو بذريعة المعاملة بالمثل {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (8)}(المائدة). و من خصال الغلاة انهم يغالون في طريقة القتل، حيث يخالفون أمر الرسول الذي قال: "إِنَّ اللهَ كَتَبَ الإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ، فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا القِتْلَةَ"(رواه مسلم)، فتجدهم يتعمدون القتل بأبشع الطرق ليشبعوا شهوتهم في التعذيب و التقتيل، و يتَفَنَّنون في ابتكار طرق خبيثة للإعدام ما انزل الله بها من سلطان، ... ثم يصوروا تلك الإعدامات و يعرضونها على الناس، صغاراً و كبارًا، نساءً و اطفالاً، يعرضونها دون اعتبار لأي مشاعر إنسانية التي تَنْفر طبيعةً من هكذا مناظر، و تنفرهم بالتالي من الاسلام الذي ينسبون اليه الغلاة غلوهم. فهاهو الرسول يقول لبِلاَلٍ حين مر بِصَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ ، وَبِأُخْرَى مَعَهَا على قتلى يهود خيبر الذين حكم الرسول بإعدام رجالهم المقاتلين: "أَنُزِعَتْ مِنْكَ الرَّحْمَةُ يَا بِلَالُ ، حِينَ تَمُرُّ بِامْرَأَتَيْنِ عَلَى قَتْلَى رِجَالِهِمَا ؟"(سيرة ابن هشام). و ها هو أحد كبار الغلاة يقول: "إن لنا جيوشًا في العراق وجيشًا في الشام من الأسود الجياع، شرابهم الدماء وأنيسهم الاشلاء"! ... فأرد و أقول أن الذين يتكلم عنهم كبار الغلاة ليسوا أسودا، لأن الاسود تتحرك حسب الغريزة الإلهية التي من طبيعتها الصيد، و هي تقتل أولا فريستها برحمة قبل البدء في افتراسها، ... و الذين يتكلم عنهم كبار الغلاة ليسوا بَشراً لأن الله يقول عن البشر: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ}(سورة البقرة)، و في الحديث الذي اخرجه الدارمي في سننه قال رسول الله: "لَا تَتَمَنَّوْا لِقَاءَ الْعَدُوِّ ، وَسَلُوا اللَّهَ الْعَافِيَةَ ، فَإِنْ لَقِيتُمُوهُمْ ، فَاثْبُتُوا ، وَأَكْثِرُوا ذِكْرَ اللَّهِ ، فَإِنْ أَجْلَبُوا وَضَجُّوا ، فَعَلَيْكُمْ بِالصَّمْتِ"(رواه أيضاً البخاري و مسلم و احمد و البيهقي و غيرهم بألفاظ مختلفة)، فبالنسبة للبشر، ذوي الطبيعة الانسانية التي فطرهم الله عليها، فإن لقاء العدو المسلح و القتال من أشد الأشياء على النفس {وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ}، و لذلك سماه الله جهادا، اي تجاهد نفسك و تصبرها على القيام به، و لذلك كان اجره عظيم جداً !! (الأجر يكون على الجهاد الحقيقي الشرعي الذي لا يوجه السلاح ضد المدنيين و الأبرياء، أيًّا كانت ديانتهم أو مذهبهم، بل يقتصر على الحربيين الفعليين الحاملين للسلاح، ...). و من خصال الغلاة انهم لا يعيرون اي اعتبار لآراء و اجتهادات غيرهم من المسلمين، و لا يستشيرون الامة في أمور تتعلق بالعامة، فيعلنون قيام "دول" و تعيين "خلفاء" دون مشورة المسلمين، و الله يقول: {وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ}(سورة الشورى)، .... و من خصال الغلاة انهم يقيمون الاحكام و العقوبات و الحدود على أساس الشبهات، و رسول الله يقول: "ادْرَءُوا الْحُدُودَ بِالشُّبُهَاتِ"(رواه الحارثي في مسند أبي حنيفة)؛ و يقول صلى الله عليه و سلم: "دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لَا يَرِيبُكَ"(رواه الترمذي و النسائي)، يقول بن رجب الحنبلي في شرحه لهذا الحديث في كتابه جامع العلوم و الحكم: "وَمَعْنَى هَذَا الْحَدِيثِ يَرْجِعُ إِلَى الْوُقُوفِ عِنْدَ الشُّبُهَاتِ وَاتِّقَائِهَا ، فَإِنَّ الْحَلَالَ الْمَحْضَ لَا يَحْصُلُ لِمُؤْمِنٍ فِي قَلْبِهِ مِنْهُ رَيْبٌ - وَالرَّيْبُ : بِمَعْنَى الْقَلَقِ وَالِاضْطِرَابِ - بَلْ تَسْكُنُ إِلَيْهِ النَّفْسُ ، وَيَطْمَئِنُّ بِهِ الْقَلْبُ ، وَأَمَّا الْمُشْتَبِهَاتُ فَيَحْصُلُ بِهَا لِلْقُلُوبِ الْقَلَقُ وَالِاضْطِرَابُ الْمُوجِبُ لِلشَّكِّ"اهـ. و يقول عليه الصلاة و السلام: "فَمَنْ اتَّقَى الْمُشَبَّهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ"(رواه البخاري و مسلم)؛ و عن عمر بن الخطاب انه قال: "لَئِنْ أُعَطِّلُ الْحُدُودَ بِالشُّبُهَاتِ أَحَبُّ إلَيَّ مِنْ أَنْ أُقِيمَهَا بِالشُّبُهَاتِ"(المصنف لابن ابي شيبة). و خصال الغلاة اكثر من ان نعدها هنا، و لهذا نكتفي عند هذا الحد، و نأمل ان ينظر كل مسلم الى نفسه و يمحص في خصالها، فإن استشعر ميلاً الى خصال الغلو، فليجاهد نفسه على لجمها و قلعها، حتى لا يكون عونا على هلاك المسلمين! ..... |
#2
|
|||
|
|||
جزاك الله خيرا اخي
|
#3
|
|||
|
|||
بارك الله فيك اخي الحبيب
وحبذا لو يكون موضوعيشخص الداء ويعطي الدواء وحقيقة كنت قد وقعت في بعض ن هذا الغلو بغير قصد ولكن الله ابى لي الاستمرار عليه وبخاصة حينما عاشرت الجهاد في الشام وقد كنت من اشد المدافعين عن الغلاة من منطلق حسن الظن واستيلاء وصف الطائفة المنصورة على عقلي وانه من الضرورة ان يخالفنا الجميع وهذا بحسب ظننا كان من علامات الائفة المنصورة الى أن تمعنت في حديث جبريل عليه السلام يا جبريل اني احب فلان الى قوله ويوضع له القبول في الارض ..ولم اجد القبول الذي لا يلزم معه المعية بالمخالفة والخذلان ومن ثم تطلعت الى الكثير من اصحاب الغلو ممن كنت اعاشرهم ينظرون الى انفسهم بنظرة اصحاب الحق المطلق وهنا كانت بداية الفصل معهم ومن ثم تكلمت معهم في الادلة وانواعها فرايتهم لا يميزون شيئا منها ولا يميزون عام من خاص ولا العلاقة بين الاسماء والاحكام وربما كان لي نقاشات قديمة هنا مع الاخوة في مواضيع لا تناسب عقول معظم الناس وكان السكوت عنها اولى لانه فعلا كما قيل :اتحبون ان يكذب الله ورسوله وقد حصل ولكني ولله الحمد ادركت ان كثير من العلماء استعمل اسلوب درء المفسدة واعتبار المآل حينما كانوا يتكلمون في هذا الموضوع (الغلو والتكفير ) لانهم بخبرتهم يعلمون مدى الجهل الواقع في عصرنا وما سيئول اليه الامر حين يخوض الجهال في مثل هذه المسائل العظام وكنت افكر في طرح موضوع اكتب فيه الاسباب واصل المشكلة التي ادت الى ظهور هذا الغلو مما رايته بعد تجربة مريرة في الشام ولكن لضيق وقتي وكثرة انشغالي فربما اعود بعد ايام وربما لا اعود ابدا ولا اريد الاطالة عليكم ولكن حبذا لو وضعت مواضيع تتعلق بالاسماء والاحكام وكنت قد كتبت تعليقا من فترة باسم اخرعلى موضوع ونسيت الاسم الجديد وسجلت فيه ظنا اني لا زلت محظور بعد نقاش آسف عليه وكنت اظن اني احسن صنعا واعتذر للاطالة مرة اخرى وتقبل مروري اخي الحبيب
__________________
(( قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ
إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآَءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ . . . )) |
#4
|
|||
|
|||
...
بارك الله فيك الاخ ابو القعقاع، و الحمد لله أن هداك الى الابتعاد عن الغلو،... و إن كان لك اتصال بأهل الشام فبلغ بارك الله فيك و بين لهم حرمة الغلو، و مضاره على الاسلام و المسلمين و أنه يؤول بصاحبه الى غضب الله، حفظك الله و حفظنا من ذلك! ... |
#5
|
|||
|
|||
بارك الله فيك اخي ..انا في الشام ونحن نحارب هذا الغلو فكريا وعلى الارض ونسأل الله ان يعيننا ويهدي بنا
__________________
(( قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ
إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآَءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ . . . )) |
أدوات الموضوع | |
|
|