جديد المواضيع |
للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب |
منتدى السنة | الأذكار | زاد المتقين | منتديات الجامع | منتديات شباب الأمة | زد معرفة | طريق النجاح | طبيبة الأسرة | معلوماتي | وادي العرب | حياتها | فور شباب | جوابى | بنك أوف تك |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
كـتاب يكـشف خـطط الروافـض الشيعة السرية للعدوان على الحـرمين وزوارهما
بروتوكولات آيات قم حول الحرمين المقدسين كـتاب يكـشف خـطط الروافـض السرية للعدوان على الحـرمين وزوارهما ____________________________________ الدكتور عبد الله الغفاري بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله علام الغيوب الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور وبعد : فهذه وثائق خطيرة لعلها تنشر لأول مرة وهي تتضمن مخططات وبرتوكولات آيات قم حول الحرمين الطاهرين . وما كان لنا أن نتنبأ بغيب مستور، أو ندعي العلم بسر مكنون… ولكنا اطلعنا على بروتوكولات محجوبة عن عموم الناس بندرة الطباعة، واختفائها بين آلاف الصفحات بحيث يستدعي البحث عنها سنوات . ولقد بليت بقراءتها أعواما متتاليات ،فرأيت وعرفت ما لم يعلمه كثير من الناس .وهاأنذا أشرك القارئ في قراءة بعض هذه النصوص النادرة،والمحجوبة، ليتعرف من خلالها على النوايا والأهداف بدون تقليل أو تهويل، بعيدا عن مزايدات الساسة، ومبالغات رجالات الإعلام . وأكتب هذه الكلمات نصيحة لأمة الإسلام وكشفا لمناورات الباطنيين،و فضحا لمخططاتهم.ولا أكتبهاـ يعلم الله ـ إرضاء لزعيم ، أو تزلفا لفئة ،أو مجاملة لوضع قائم . وإذا كان التوقف عن عبادة من العبادات خوف الرياء لا يجوز؛ فإن السكوت عن قول كلمة الحق خوف أن يقال بأنها تجري مع ركب السلاطين في بلد ما هو سكوت عن كلمة الحق .والساكت عن الحق شيطان أخرس . وإذا كانت بروتوكولات حكماء صهيون قد كشفت بواسطة امرأة فرنسية …كما هو معلوم من قصتها .فإن كشف مخططات الروافض لم يكن له ذات السبب أو ما يشابهه ، بل إن الذي كشفه رجال الطائفة نفسها لأنهم كما تقول أخبارهم : مبتلون بالنزق وقلة الكتمان [أصول الكافي 1 / 401 ] هذا على الرغم من أن نصوصهم تقول لهم (( إنكم على دين من كتمه أعزه الله ، ومن أذاعه أذله الله)) [السابق 2/222]، (( اتقوا الله في دينكم فاحجبوه بالتقية فإنه لا إيمان لمن لا تقية له )) [السابق:2/218]، (( إن تسعة أعشار الدين في التقية ولا دين لم لا تقية له )) [الكافي 2 / 218]. لكنهم خالفوا هذه الوصايا وأذاعوه .. ، وقد يكون هذا من نعم الله على المسلمين ليعرفوا الحقيقة التي حجبتها غيوم من التقية ، وسحب من الكتمان ، مدداً طويلة . ووسائل الرافضة لتنفيذ مخططاتهم متنوعة ، حتى قال عنها الخبير بمذهبهم والعارف بحالهم عبد العزيز شاه ولي الله الدهلوي بأنها (( كبيرة جداً ولا تدري اليهود بعشرها )) [مختصر التحفة ص25] ولكن سأخصص هذه الدراسة لبروتكولاتهم حول الحرمين لتزايد فتنتهم واستعلان شرهم حول الديار المقدسة في هذه الأيام ، على أني سأحاول إن شاء الله أن قوم بدراسة شاملة وعرض عام للخطط والبروتوكولات عندهم في مبحث لاحق . كما أن هذه الدراسة لا تعني الاستيعاب الكامل لكل خططهم حول الحرمين ، ولكنها عرض لأهم الخطط وأخطرها مما هو جديد على الناس .وما أعرضة هنا مأخوذ من وثائقهم ومصادرهم المتعمدة عندهم باعترافهم . فهذه النصوص إما مأخوذة من كتبهم الأربعة التي هي عمدة المذهب وعليها المعول وهي : الكافي ، والتهذيب ، والاستبصار ، ومن لا يحضره الفقيه . قال شيخهم المعاصر محمد صادق الصدر : (( إن الشيعة مجمعة على اعتبار الكتب الأربعة وقائلة بصحة كل ما فيها من روايات )) [الشيعة ص 127] أو كتبهم الأربعة المتأخرة وهي : الوافي ، وبحار الأنوار ، والوسائل ، ومستدرك الوسائل . قال عالمهم المعاصر محمد صالح الحائري : (( وأما صحاح الإمامية فهي ثمانية : أربعة منها للمحمدين الثلاثة الأوائل ، وثلاثة بعدهما للمحمدين الثلاثة الأواخر وثامنها لحسين المعاصر النوري )) فهم يعدون هذه الثمانية صحاحهم المعتمدة ، أو ما هو في منزلة الكتب الأربعة المتقدمة . حيث إن لهم كتباً كثيرة جداً قالوا إنها لا تقل عن الكتب الأربعة المتقدمة في الاعتماد ، كما بين ذلك المجلسي في بحاره [منهاج عملي للتقريب ( مقال للحائري في كتاب الوحدة الإسلامية صفحة 233 ).انظر : بحار الأنوار ج 1 / صفحة 26 . وما بعدها] وكما ترى ذلك أيضاً في مقدمات تلك الكتب بأقلام شيوخهم المعاصرين .والخلاصة أنني لم أنقل إلا يعتمدونه من كتبهم . فالمسلم مأمور بالتزام العدل حتى مع طوائف الكفر ، وإن وجد في نفسه ما وجد ( ولا يجرمنكم شنئان قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى ) [المائدة : 8 ] كما أن هذا ما يتفق مع المنهج العلمي ، ووجوب أداء الأمانة على وجهها . هذا وستجد أنني في عرضي للبروتوكولات قد لا أطيل في التعقيب والتحليل ، وقد أترك البروتوكول يتحدث بنفسه لصراحته . وما كان لي أنشر هذه الوثائق إلا بعد أن تفاقم كيد روافض عصرنا ضد بيت الله المطهر وحجاجه ، وخفي على كثير من المسلمين أن أعمالهم وجرائمهم إنما تصدر من اعتقاد كما بينته أصولهم ومصادرهم ، وشواهد التاريخ وحقائق الواقع ولكن أكثر الناس لا يقرءون وبعدما خرج مذهبهم الجديد في ولاية الفقيه . والذي لا يعرفه أسلافهم القدماء [تسمى الشيعة بالاثنى عشرية لقولها باثني عشر إماماً ( لا يجوز أن يتولى الخلافة على المسلمين سواهم ، وآخرهم لا وجود له ولا ظهور ولكن يتولى عنة نواب مخصوصون ثم عممت النيابة عنة لجميع شيوخ الرافضة على اختلاف بين المتأخرين منهم في قدر النيابة كما سيأتي ) . كما تلقب بالرافضة لرفضها إمامة أبي بكر وعمر أو لرفضها زيد ابن علي لما ترضى عن الشيخين كما تسمى بالجعفرية لانتسابها إلى جعفر بن محمد الصادق .ويرى جمع من الباحثين أن لفظ الشيعة إذا أطلق اليوم لا ينصرف إلا إليهم ولذا فإنك ستجد في هذه الرسالة استخدام هذه المصطلحات للتعبير عن حقيقة واحدة، وإن كان في الحقيقة من يذهب هذا المذهب لا يمت للشيعة بصلة فهم روافض ومدعو التشيع، ولكن نستخدم هذا المصطلح لاشتهارهم به اليوم. ]. هذا ولأن بعض هذه البروتوكولات مبنية على مبدأ غيبة إمام الإثنى عشرية ومسألة النيابة عنة أو ما يسمى بولاية الفقيه ، ولأن كثير من الناس يجهل مسألة الغيبة وقضية النيابة . فإنني سأقدم تمهيداً موجزاً أعرف القارئ مبدأ الغيبة عندهم ومسألة النيابة عن الغائب لدى الروافض الأوائل ، وعند المعاصرين، وقد حاولت أن لا أتوسع في الغرض لئلا يطول حجب القارئ عن الموضوع الأساسي. وأسأل الله سبحانه أن يبصر المسلمين بحقيقة أعدائهم ويرد كيد الباطنيين والزنادقة والمنافقين في نحورهم ويعز الإسلام وينصر المسلمين. وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم أجمعين. تمهيد الغيبة والمهدية _______________________ يعتقد الروافض أن إمامهم الحسن العسكري المتوفى سنة (260 هـ) لم يمت عقيما كما يقول التاريخ ، بل له ولد، اختفى إثر ولادته… ومنذ ذلك الحين إلى يومنا هذا وهم ينتظرون ظهوره،!_ أي منذ أكثر من أحد عشر قرنا. وهذه العقيدة لا تزال موجودة في أذهان الروافض إلى اليوم رغم تقدم العلم، وتطور وسائل المعرفة حتى أن آيتهم محمد باقر الصدر[صاحب كتابي (فلسفتنا) و ( اقتصادنا) وفيها تظهر براعة عقلية..، ولكنه حين يتحدث عن عقائدهم تتضاءل عقليته، ويختفي وهج تفكيره بل يعود كطفل من الأطفال في تعقله وتخيله لخرافات وأساطير هي عقائد عند قومه مما يدلك على أن التعصب والتحزب يلغي ملكة التفكير] يقول : (( كل ما في الأمر أنه عليه السلام يعيش بشخصية ثانوية متكونة من اسم مستعار ، وعمل معين ،وأسلوب في الحياة غير ملفت للنظر ،ولا يمت إلى الإمامة والقيادة والصلة [تاريخ ما بعد الظهور ص 272]، أي أنه يعيش بين الناس باسم مزور وشخصية مصطنعة ،وهو عندهم الحاكم على المسلمين، وكل من تولى على العالم الإسلامي من خلفاء على امتداد التاريخ فهم طواغيت ، ومن تابعهم من المسلمين فهو في عداد المشركين . وهذه العقيدة منذ سنة 260 هـ إلى اليوم هي أساس مذهب الروافض ،ويهتم بها آيات الرافضة، ومراجعها حتى يعدون منكرها أكفر من إبليس [انظر ابن بابويه : إكمال الدين ص 13]. إذ بها يستمدون القداسة بين شيعتهم ، وبواسطتها يأخذون الأموال من أتباعهم باسم خمس (( الغائب ))، وعن طريقها يدعون الصلة بأهل البيت وقد اضطروا للقول بهذه العقيدة البعيدة عن العقول ، لأنهم قد حصروا الإمامة بأولاد الحسين وبأشخاص معينين منهم على اختلاف بينهم في تحديد الإمامة [وقد وقعت اختلافات كثيرة بينهم في تعيين الإمام من بين ذرية الحسين حتى بلغت فرقهم _بنقل الرافضة نفسها _ ثلاثا وسبعين فرقة، مع أنهم يزعمون أن الله سبحانه نص على هؤلاء الأئمة ، وأيدهم بالوحي والمعجزات، وأنزل عليهم كتبا مقدسة … إلخ، ولو كان شيء من ذلك لما وقع اختلاف بينهم في تعيين الإمام، بل ولتغير وجه التاريخ ] ولكنهم فوجئوا في سنة260هـ بوفاة الحسن العسكري _ وهو الإمام الحادي عشر عندهم _ عقيما فافترقوا في هذا وتحيروا حتى بلغت فرق شيعة الحسن أربع عشرة فرقة كما يقول النوبختي أو خمس عشرة فرقة كما يقول القمي .وهما من الرافضة ومن عايش تلك الأحداث إذ هما من شيوخهم في القرن الثالث . وساد الشك أوساط الشيعة وغلبت عليهم الحيرة ،ذلك أنهم قد قالوا لأتباعهم إن الإمامة هي أصل الدين وأساسه حتى جاء في نصوص الكافي أقدس كتاب عندهم في الحديث والرواية : أنها أعظم أركان الإسلام [أصول الكافي ج 2 ص 18 ] ،وأنها أهم من النبوة [انظر : أصول الكافي 1 / 175 ، وبهذا المعنى قال شيخهم نعمة الجزائري : (( والإمامة العامة التي هي فوق درجة النبوة والرسالة )) ، ( زهرة الربيع صفحة 12 ) . وقال هادي الطهراني أحد مراجعهم وآياتهم في هذا العصر (( الإمامة أجل من النبوة )) ( ودائع النبوة صفحة 114 ) .ولو كان الأمر كما يقولون لبينه الله في كتابه غاية البيان ، ولبلغه الرسول البلاغ المبين ، ولنقلته الأمة أجمع ، وأجمع عليه المسلمون ولكن هذه الدعاوى من كيد أعداء هذه الأمة ضد الخلافة الإسلامية.]… وأن الأرض لا تخلو من إمام لحظة ولو بقيت الأرض بغير إمام لساخت [أصول الكافي : 1/179].(ولو أن الإمام رفع من الأرض ساعة لماجت بأهلها كما يموج البحر بأهله. [أصول الكافي : 1/179]بل قالوا :إن ((القرآن لا يكون حجة إلا بقيم )) [أصول الكافي : 1/ 188 ، وانظر :رجال الكشي ص 420، علل الشرائع ص 192 ، المحاسن ص 268، وسائل الشيعة :18/ 144] وهو الإمام .والإجماع لا حجة فيه. وإنما الحجة في قول الإمام [انظر:تهذيب الوصول إلى علم الأصول لابن المطهر ص 70، أوائل المثالات للمفيد ص 99-100 ، وراجع كتب الأصول عندهم عامة]، والوحي لم يتوقف بوفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ـ كما أجمع المسلمون ـ بل استمر . لأن قول الإمام _ بزعمهم _ كقول الله، حتى قال شيخهم المازندراني : يجوز لمن روى حديثا عن الإمام أن يقول فيه قال الله[ شرح جامع (على الكافي) للمازندراني: 2/272.] وكل هذه الدعاوى وغيرها كثير تشتمل عليها عقيدتهم في الأئمة ثم فجأة يسقط هذا الأساس، وتتهاوى معه مزاعم الرافضة وينكشف الأمر أمام الأتباع وتتضح الحقيقة لكل ذي عينين بوفاة الإمام بلا عقب، حتى قالت كتب الفرق عندهم بأنه مات و((لم ير له خلف ،ولم يعرف له ولد ظاهر ،فاقتسم ما ظهر من ميراثه أخوه جعفر وأمه )) [المقالات والفرق ص 102 ، فرق الشيعة ص 96 ] . فبدأت التنظيمات السرية تعمل لتفادي هذا الخطر المحدق قبل أن ينفرط سلك الأتباع ، ويموت المذهب. وتحكي كتب الفرق عندهم تباين اتجاهاتهم في الخروج من هذا المأزق فمنهم من قال : إن الحسن بن علي حي لم يمت وإنما غاب وهو القائم ولا يجوز أن موت ولا ولد له ظاهر لأن الأرض لا تخلو من إمام )) [المقالات والفرق ص 106 ، فرق الشيعة ص96] .وذهبت فرقة أخرى إلى الاعتراف بموته ، ولكنها قالت بأنه حي بعد موته وهو ائب الآن وسيظهر [المقالات والفرق ص 107 ،فرق الشيعة ص 97]. بينما فرق أخرى حاولت أن تنقل الإمامة من الحسن إلى أخيه جعفر ، وأخرى أبطلت إمامة الحسن بموته عقيما [المقالات والفرق ص 109 ،فرق الشيعة ص100 _101]وطائفة أخرى (وهم المسلمون بالشيعة اليوم )زعموا بأن للحسن العسكري ولدا (( كان قد أخفى (أي الحسن ) مولده ، وستر أمره لصعوبة الوقت ، وشدة طلب السلطان له… فلم يظهر ولده في حياته ، ولا عرفه الجمهور بعد وفاته )) [الإرشاد للمفيد ص 389].وهذا الولد المزعوم والذي يقول التاريخ بأنه لا حقيقة له هو الذي يزعم آيات الشيعة أنهم نوابه _ كما سيأتي _وبواسطته تخلصوا من أهل البيت فأصبحوا يتبعون معدوما لا وجود له . عقيدة الغيبة عند فرق الروافض _______________________ وفكرة الإيمان بإمام خفي أو غائب تكاد توجد لدى معظم فرق الروافض التي وجدت في التاريخ الإسلامي [ولذلك سبب كشفته لنا وثائق الرافضة اليوم سيأتي ذكره بعد هذا البحث] .فتذهب هذه الفرق بعد موت من تدعي الإمامة فيه من أهل البيت إلى إنكار موته ،والقول بخلوده ، واختفائه عن الناس ، وعودته إلى الظهور في المستقبل ، مهديّا يملأ الأرض عدلا كما ملئت ظلما وجورا . ولا نختلف هذه الفرق إلا في تحديد الإمام الذي تدعي له العودة ، كما تختلف في تحديد الأئمة وأعيانهم ،الذين يعتبر الإمام الغائب واحدا منهم . ويعد ابن سبأ اليهودي أول من أدخل هذه العقيدة عليهم ، ولذا فإن القمي والنوبختي (وهما من شيوخهم في القرن الثالث ) والشهرستاني قالوا بأن السبئية أول فرقة قالت بالوقف على علي [أي لم تسق الإمامة لمن بعده]وغيبته [انظر :المقالات والفرق للقمي ص 19 _20 ، فرق الشيعة للنوبختي ص 22].ثم انتقلت هذه الفكرة من السبئية إلى الكيسانية [الملل والنحل للشهرستاني : 1/ 174]حيث قالت لما مات محمد بن الحنفية ( أحد أبناء أمير المؤمنين علي ) وكانت تدعي أنه إمامها . قالت : (( إنه حي لم يمت ،وهو في جبل رضوى بين مكة والمدينة ، عن يمينه أسد ، وعن يساره نمر ، موكلان به يحفظانه إلى أوان هي من فرق الروافض تقول :بإمامة محمد بن الحنفية ، وسميت كيسانية نسبة للمختار ابن أبي عبيد الثقفي لأن لقبه كيسان وكذلك تسمى بالمختارية والكيسانية فرق بلغت إحدى عشرة فرقة ، وقد ادعى المختار نزول الوحي عليه وقال بالبداء وضلالات أخرى ، خروجه وقيامه ، وقد تغنى شعرائهم بذلك حتى قال شاعر هم (كثير غزة). ألا إن الأئمة من قريش ******* ولاة الحق أربعة سواء علي والثلاثة من بنيه *********** هم الأسباط ليس بهم خفاء فسبط سبط إيمان وبر*********** وسبط غيبته كر بلاء وسبط لا يذوق الموت حتى ***********يقود الخيل يقدمها اللواء تغيب لا يرى عنا************* زمانا برضوى عنده عسل وماء [انظر مسائل الإمامة ص 26 ،مقالات الإسلاميين 1/92 ، الفرق بين الفرق ص 41 وقد أوردت كتب المقالات أيضا أشعارا في هذا المعنى لشعراء آخرين . (انظر : مسائل الإمامة ص 26 _29 ) وقد نظم البغدادي أبياتا في الرد عليها . انظر :الفرق بين الفرق : ص 41 _ 43] وقد حددت الكيسانية مدة غيبة ابن الحنفية بسبعين عاما ، وأنه سيظل هذه المدة بجبل رضوى ثم يظهر فيقيم لهم الملك ويقتل لهم الجبابرة من بني أمية [مسائل الإمامة ص 27]. ولكن مضت السبعون سنة ولم تتحقق هذه الوعود . فاخترعوا عقيدة البداء [وهي عقيدة حاولوا أن ينسبوا الجهل فيها إلى علام الغيوب لا إلى أئمتهم صفة الإخبار بالمغيبات فإذا أخبروا عن الأئمة بشيء من الغيب فجاء ذلك الشيء على ما قالوه افتخروا وقالوا ألم نعلمكم أن هذا يكون فنحن نعلم من قبل الله وإن لم يقع ذلك الشيء الذي أخبروا بوقوعه قالوا لشيعتهم بدا لله في ذلك. والبداء في الأصل عقيدة يهودية ضالة ، ثم قالت بالبداء ، فرق السبئية المدعية للتشيع والمنتسبة لابن سبأ اليهودي ،ففرق ا لسبأية كلهم يقولون بالبداء ، ثم أخذ بفكرة المختار بن أبي عبيد الثقفي لأنه كان يدعي علم الغيب فكان إذا حدث خلاف ما أخبر به قال: قد بدا لربكم. والبداء في اللغة _ كما جاء في القاموس _ يرد بمعنيين : الظهور والانكشاف ونشأة الرأي الجديد ، وكلاهما يستلزم سبق الجهل بالأمر ، ويتنزه الله جل علاه عن ذلك . وعقيدة البداء ورثتها الإثنا عشرية عن السبئية اليهودية، ( انظر :نصوص البداء عند يهود في الفصل السادس من تكوين التوراة ص 12،وانظر في مسألة البداء عند الرافضة المقالات والفرق للقمي ص 78 ، وفرق الشيعة للنوبختي ص 55 أصول الكافي : باب البداء 1/146 ، بحار الأنوار : 24/ 92_129، وانظر في نقد هذه العقيدة الباطنة : الوشيعة ص112_118،مختصر التحفة الإثني عشرية ص315)]للتخلص من هذه المعضلة وما ماثلها وحاول بعض شعرائهم توطين أصحابه وتسكن ثائرتهم وأن يرضوا بالانتظار ولو غاب مهديهم عمر نوح عليه السلام فقال : لو غاب عنا عمر نوح أيقنت ***********منا النفوس بأنه سيؤوب إني لأرجوه وآمله******************* كما قد كان يأمل يوسف يعقوب [مسائل الإمامة ص/29] ثم شاعت دعوى الغيبة بين فرق الروافض ، فكل فرقة إذا مات إمامها أنكرت موته وزعمت أنه غائب وسيعود، وتنفرد الإثنا عشرية عنهم بأنها زعمت وجود ولد لم يولد أصلا وقالت إنه غاب وهو رضيع وسيعود، ووراء هذه الدعاوى في الغيبة سر كشفته وثائق الإثني عشرية نفسها فاستمع إليه: أسباب دعاوى الغيبة ___________________ من خلال الخصومة والنزاع بين فرق كل الروافض حيث كل طائفة تنادي بإمام لها أو مهدي ، وتكذب الأخرى ، تسربت الحقيقة … استمع _ مثلا_ إلى ما ترويه طائفة الإثنى عشرية من الرافضة في تكذيبها طائفة أخرى من الرافضة أيضاً وقفت على موسى الكاظم وأنكرت موته ، وادعت أنه غاب وسيرجع ، وخالفت من ذهب إلى القول بإمامة ابنه من بعده فقالت الاثنا عشرية((مات أبو إبراهيم (موسى الكاظم ) وليس من قوامه [أي نوابه ووكلاؤه . وهم الذين يأكلون أموال الناس باسم خمس الإمام وحق الإمام وقد انتشروا في العالم الإسلامي في ذلك الزمان] إلا وعنده المال الكثير، وكان ذلك سبب وقفهم وجحدهم موته ، طمعاً في الأموال ، كان عند زياد بن مروان القندي سبعون ألف دينار، وعند علي بن أبي حمزة ثلاثون ألف دينار … )) [الغيبة للطوسي ص 42_43، الإمامة لابن بابوية ص75، وانظر علل الشرائع لابن بابوية الصدوق :1/235، رجال الكشي ص493،598]. وجاءت عندهم روايات كثيرة في هذا المعنى تكشف ما خفي [انظر ذلك في الغيبة للطوسي ص 43 وما بعده،ورجال الكشي /الروايات رقم : 759، 871، 888، 893] . إذن وراء دعوى غيبة الإمام وانتظار رجعته الرغبة في الاستئثار بالأموال … فإذا ما توفي الرجل الذي يدعون إمامته أنكروا موته لتحقيقي أمرين : الأول : لتبقى الأموال التي اكتسبوها في أيديهم ولا يسلموها لمن بعده من ذريعته . الثاني : ليستمر دفع الأموال إليهم باسم خمس الإمام الغائب . وهكذا تستمر عمليات النهب والسلب ، والضحية هم هؤلاء السذج المغفلون الذين يدفعون أموالهم إلى أولئك المخادعين الذين زعموا بأنهم نواب الإمام الغائب . وقد استمرأت فرق الرافضة هذه الغنيمة الباردة فلا يموت إمام حتى تسارع طائفة منهم إلى إنكار موته ، وإعلان غيبته ، ودعوى النيابة عنه ، والتبشير بعودته من قريب مهدياًّ يملأ الأرض عدلاً، ويدفع إليهم القناطر المقنطرة من الذهب والفضة. وإلى اليوم يتمسك شيوخ الروافض ومراجعهم بعقيدة الغيبة ليظل هذا المال يتدفق عليهم من كل حدب وصوب فيأخذونه باسم النيابة عن الإمام الغائب حيث فرضوا على الأتباع الخمس للإمام، ويأخذه هؤلاء الآيات بلا تعب، لأنهم يقولون يجب دفع الخمس للفقيه زمن الغيبة.[ انظر :النور الساطع/لشيخهم المعاصر علي كاشف الغطا:1/439]ومن لم يدفع فهو في عداد الكافرين. يقول شيوخهم ومراجعهم : (( من منع منه درهما أو أقل كان مندرجاً في الظالمين لهم (أي أهل البيت ) والغاصبين لحقهم ، بل من كان مستحلاً لذلك كان من الكافرين )) [العروة الوثقى / لليزدي ج 2 ص 366] ولذا قال د. علي السالوس في السخرية بهذا المبدأ :إن مسلمي اليوم إن أرادوا ألاّ يحكم عليهم الجعفرية بالكفر فعليهم أن يجمعوا خمس مكاسبهم ورؤوس أموالهم ويبعثوا بها إلى علماء الجعفرية [أثر الإمامة في الفقه الجعفري ص /394]. ويقول : (( من واقع الجعفرية في هذه الأيام نجد أن من أراد أن ينجح يقوّم كل ممتلكاته جميعاً ، ثم يدفع خمس قيمتها إلى الفقهاء الذين أفتوا بوجوب هذا الخمس وعدم قبول حج من لم يدفع، واستحل هؤلاء الفقهاء أموال الناس بالباطل [أثر الإمامة ص/391]. قلت : ولعل هذا هو أحد العوامل في حرص حكومة الآيات على زيادة حصتهم من عدد الحجاج في كل عام . مع أن مسألة الخمس الذي يقول به هؤلاء لا يعرفها دين الإسلام. قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (( وأما ما تقوله الرافضة من أن خمس مكاسب المسلمين يؤخذ منهم، ويصرف إلى من يرونه هو نائب الإمام المعصوم أو إلى غيره ، فهذا قول لم يقله قط أحد من الصحابة لا علي ، ولا غيره ، ولا أحد من التابعين لهم بإحسان، ولا أحد من القرابة لا بني هاشم ولا غيرهم … وكذلك من المعلوم بالضرورة أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يخمس أموال المسلمين ولا طالب أحدا قط من المسلمين بخمس ماله )) [منهاج السنة : 3/154] . وهذه الأموال التي يأخذها الآيات باسم حق الإمام الغائب تتدفق اليوم عليهم كالسيل من كل قطر، وهي من أكبر العوامل على بقاء خرافة الغيبة إلى اليوم، وإليها يُعزى حماس الروافض في الدفاع عن مذهبهم ، لأنهم يرون فيمن يمس المذهب أنه يحاول قطع أرزاقهم، بل لعل هذا من أسباب بقاء الخلاف وتوسيع نطاقه مع سائر المسلمين. ولذا قال د. السالوس : ((وأعتقد أنه لولا هذه الأموال لما ظل الخلاف قائما بين الجعفرية وسائر الأمة الإسلامية إلى هذا الحد ، فكثير من فقهائهم يحرصون على إذكاء هذا الخلاف حرصهم على هذه الأموال)) [أثر الإمامة ص 408] . هذا ، وثمة أسباب أخرى لنشوء فكرة الغيبة عندهم منها تطلع الرافضة إلى قيام كيان سياسي لهم ، مستقل عن دولة الإسلام وهذا ما نلمسه في اهتمامهم بمسألة الإمامة . ولما خابت آمالهم ، وغُلبوا على أمرهم ، وانقلبوا صاغرين ،هربوا من الواقع إلى الآمال والأحلام كمهرب نفسي ينقذون به أنفسهم من الإحباط ، وشيعتهم من اليأس، فأخذوا يبثون الأمل ويبعثون الرجاء في نفوس أصحابهم ويمنونهم بأن الأمر سيكون في النهاية لهم. ومنها أن التشيع كان مأوى قلوب أصحاب النحل والأهواء ، لأنهم يجدون من خلاله الجو المناسب لتحقيق أهدافهم والعودة إلى معتقداتهم فانضم إلى ركب التشيع أصناف من أصحاب النحل والاتجاهات الغالية وكان هذا الخليط يشطح بالشيعة نحو معتقداته الموروثة . ولهذا نجد مسألة الغيبة لها جذورها في بعض الديانات والنحل مما لا يستبعد معه أن لأتباع تلك الديانات دورا في تأسيس هذه الفكرة في أذهان الشيعة كالمجوسية مثلا ، فالمجوس تدعي أن لهم منتظراً حياً باقيا من ولد بشتا سف بن بهرا سف يقال له إبشاوثن وأنه في حضن عظيم من [لعلها (( بين ))] خرا سان والصين[تثبيت دلائل النبوة :1/179]. النيابة عن المنتظر -------------------------------- أرسيت دعائم فكرة الغيبة لولد الحسن العسكري، وكان لابد من وجود وكيل مفوض يتولى شئون الأتباع في أثناء فترة الاحتجاب، ويكون الواسطة والباب للغائب في السرداب، أو في جبال رضوى، أو وديان مكة _ على اختلاف أخبارهم _ فكان أول زعيم تولى شئون الشيعة -كما كشفت ذلك أوراق الإثني عشرية - هي امرأة … (وما أفلح قوم ولوا أمرهم امرأة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ) [البخاري، كتاب المغازي، باب كتاب النبي r إلى كسرى وقيصر : 5/ 136 ، والترمذي ،كتاب الفتن : 8/527 _528 (2262 )، والنسائي باب النهي عن استعمال النساء في الحكم :8/ 227] . إذ بعد وفاة الحسن العسكري، وإشاعة وجود الولد المختفي، وبقاء الشيعة بدون إمام ظاهر، بدأ الشيعة يتساءلون إلى من يرجعون . ففي سنة (262 هـ) أي بعد وفاة الحسن العسكري بسنتين ، توجه بعض الشيعة [وهو ما تقول الرواية أحمد بن إبراهيم وانظر: رجال الحلي ص 16]إلى بيت الحسن العسكري، وسأل _ كما تقول الرواية _ خديجة بنت محمد ابن علي الرضا عن ولد الحسن العسكري المزعوم ، فسمته له [يلحظ أنهم يحرمون تسميته حتى قالوا من سماه فهو كافر]يقول راوي الخبر (( قلت لها فأين الولد ؟ قالت:مستور ، فقلت : إلى من تفزع الشيعة ؟ قالت : إلى الجدة أم أبي محمد عليه السلام )) [الغيبة للطوسي : ص138]. ويبدو أن رجال الرافضة أرادوا أ، تبقى النيابة عن الغائب في بيت الحسن العسكري ، فأشاعوا بين أتباعهم في بداية الأمر أن أم الحسن العسكري هي الوكيلة المنتظرة ، فهي الرئيسة العامة للمسلمين !! (بالنيابة ). ويظهر أن هذا التعيين كان القصد منه إيجاد الجو المناسب لنمو هذه الفكرة بين الأتباع لأن أم الحسن هي الوصية للحسن بعد وفاته كما تذكر أخبار الشيعة ، فكان من الطبيعي أن تتولى النيابة عن ابنه، إلاّ أن محاربة بيت الحسن العسكري لفكرة الولد قد وجه رجال الشيعة إلى اختيار رجل من خارج أهل البيت ، ولهذا جاء في الغيبة للطوسي (( ولد الخلف المهدي صلوات الله عليه سنة ست وخمسين ومائتين ، ووكيله عثمان بن سعيد ، فلما مات عثمان بن سعيد ، أوصى إلى أبي جعفر محمد بن عثمان ، وأوصى أبو جعفر إلى أبي القاسم الحسين بن روح ، وأوصى أبو القاسم إلى أبي الحسن علي بن محمد السمري … )) [الغيبة للطوسي : ص 241 _242] . فهؤلاء الأربعة ، ويزاحمهم على مسألة النيابة آخرون، هم من خارج بيت الحسن، وتمثل نيابتهم صلة شخصية مباشرة بالمهدي المنتظر .ولذلك تسمى فترة نيابتهم في عرف الإثني عشرية بالغيبة الصغرى . وهؤلاء النواب الأربعة لهم ما للإمام من حق الطاعة ، وثقة الرواية . جاء في الغيبة للطوسي أن الحسن العسكري قال (( هذا إمامكم من بعدي (وأشار إلى ابنه ) وخليفتي عليكم أطيعوه ولا تتفرقوا من بعدي فتهلكوا في أديانكم ، ألا وإنكم لا ترونه من بعد يومكم هذا حتى يتم له عمر فاقبلوا من عثمان (الباب الأول ) ما يقوله، وانتهوا إلى أمره فهو خليفة إمامكم والأمر إليه )) [الغيبة للطوسي : ص 217] ، فما قاله لكم فعني يقوله وما أدى إليكم فعني يؤديه [السابق : ص 15].وهكذا أصبح للباب حق النيابة عن الإمام والأمر إليه، لقبوله صفة القداسة والعصمة، لأنه ينطق عن الإمام ، ويؤدي عنه، ولذلك فإن من خالف هؤلاء الأبواب حلت به اللعنة ، واستحق النار. كما جاء في التواقيع التي خرجت من المنتظر في حق من خالف هؤلاء الأبواب [انظر : الغيبة للطوسي : ص 244]. إذن مسألة النيابة لهؤلاء الأربعة تخولهم التشريع، لأنهم ينطقون عن المعصوم ، وللمعصوم حق تخصيص ، أو تقييد، أو نسخ نصوص الشريعة ولذلك كان للتوقيعات الصادرة منهم نفس المنزلة التي لكلام الإمام . وكذلك تخولهم إصدار صكوك الغفران أو الحرمان، وأخذ أموال الوقف والزكاة والخمس باسم الإمام . ولكن هذه النيابة المباشرة انتهت إذ ( لما حضرت السمري الوفاة سئل أن يوصي فقال لله أمر هو بالغه . فالغيبة التامة هي التي وقعت بعد السمري )) [الغيبة للطوسي : ص241 _ 242]. وقد يكون من أهداف موافقة القواعد الشيعية لإغلاق السمري للبابية وإشاعة ذلك بين الأتباع هو المحافظة على فكرة غيبة المهدي من افتضاح حقيقتها وانكشاف أمرها ، حيث كثر الراغبون فيها من شيوخ الشيعة ولا سيما في عهد سلفه أبو القاسم بن روح ، وعظم النزاع بينهم ووصل الأمر إلى التلاعن والتكفير والتبري ، كما يلحظ ذلك في التوقيعات التي خرجت على يد الأبواب منسوبة للمنتظر [انظر المصدر السابق :ص244 وما بعدها]. فأغلق السمري حكاية البابية . وهنا حصل تطور آخر في مسألة النيابة ، وفي المذهب الشيعي عموماً، حيث جعلت النيابة حقًّا مطلقاً للشيوخ ، فقد أصدرت الدوائر الإثني عشرية (( توقيعا )) منسوبا للمنتظر الموهوم ، وخرج بعد إعلان انتهاء البابية على يد السمري يقول التوقيع (( أما الوقائع الحادثة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فأنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله )) [الكافي _مع شرحه مرآة العقول _ 4 / 55 ، إكمال الدين ص 451 ، الغيبة للطوسي ص 177 ، الإحتجاج للطبرسي : وسائل الشيعة : 18 / 101 ، محمد مكي العاملي / الدرة الطاهرة ص 47]فأعلن انقطاع الصلة المباشرة بالمهدي وفوض أمر النيابة عن المنتظر إلى رواة حديثهم وواضعي أخبارهم . ولقد حقق هذا ((الإعلان )) مجموعة من الأهداف ، فقد أصبحت دعوى البابية غير مقصورة على واحد ، لئلا تنكشف حقيقة أمره بسهولة ، وبمجرد مراقبة مجموعة له، ولذلك يلاحظ كثرة الشك والتكذيب في فترات الغيبة الأولى . كما أن ذلك خفف التنافس على البابية التي كان لها آثارها ، فبقيت مشاعة بين شيوخ الشيعة ، وأطلق على انقطاع البابية الخاصة وتحولها إلى نيابة عامة :الغيبة الكبرى ، فصار للإمام غيبتان صغرى وكبرى رغم أن لهم روايات لا تتحدث إلا عن غيبة واحدة.[ جاءت عندهم روايات صنعت _ فيما يبدو _ في الفترة الأولى من موت الحسن العسكري تحكي غيبة الابن المزعوم للحسن العسكري ، يقول بعضها: (( إن بلغكم عن صاحبكم غيبة فلا تنكروها )) (أصول الكافي :1 /340 ).فكأن هذه الرواية تلقي بفكرة الغيبة على الأتباع بدون تأكيد لتحسس ردة الفعل وتحسب لها حسابها ، وهي تذكر بأن له غيبة واحدة .وتؤكد بعض رواياتهم بأنه بعد هذه الغيبة سيظهر . جاء في الكافي (( عن أم هانئ قالت :سألت أبا جعفر محمد بن علي عليهما السلام عن قول الله تعالى:(فلا أقسم بالخنس الجوار الكنس ) (التكوير آية : 16،17 ) قالت : فقال:إمام يخنس سنة ستين ومائتين ثم يظهر ، فما بعد غيبته إلا الظهور . (أصول الكافي :1 / 341 ). فإغلاق السمري البابية قد يراد منه إشعارهم بقرب الظهور … ولكن مرت الأيام والسنون ولم يظهر] ولكن وضعت روايات تناسب هذا الوضع وتتحدث عن غيبتين يقول بعضها ((قال أبو عبد الله عليه السلام للقائم غيبتان أحدهما قصيرة والأخرى طويلة ، الأولى لا يعلم بمكانه إلا خاصة شيعته ، والأخرى لا يعلم إلا خاصة مواليه في دينه )) [الغيبة للنعماني ص 112]. فأنت ترى أن هذه الرواية أثبتت له غيبتين الأولى يتصل به خاصة شيعته ، وهذا قد يكون إشارة إلى السفراء الذين تناوبوا على دعوى البابية ، والأخرى يتصل به خاصة مواليه ،وقد أشارت رواية في الكافي إلى أن عددهم ثلاثون [انظر : أصول الكافي 1 / 340] ، فلم تنف رواياته الصلة المباشرة بالمنتظر في الحالتين ، رغم أن السمري حينما حل وظيفة البابية أصدر توقيعًا على لسان المنتظر يقول فيه : (( من ادعى المشاهدة للمنتظر فهو كذاب مفتر )) [إكمال الدين لابن بابوية : 2/ 193 ، الغيبة للطوسي ص 257]. وإن شيوخهم يقولون بأنه وقعت في الغيبة الكبرى المحرومية العظمى من الإمام . يقول شيخهم النعماني بعد ذكره لأخبارهم في الغيبتين : (( هذه الأحاديث التي يذكر فيها أن للقائم غيبتين أحاديث قد صحت عندنا … فأما الغيبة الأولى فهي الغيبة التي كانت السفراء فيها بين الإمام عليه السلام وبين الخلق منصوبين ظاهرين موجودي الأشخاص والأعيان يخرج على أيديهم الشفاء من العلم وعويص الحكمة والأجوبة [هذه الأجوبة هي _حسب ما جاء في كتب الإثني عشرية _ من وضع جاهل بالإسلام ، أو ملحد أراد أن ينسب إلى دين الله تلك الشذوذات ليصد الناس عن سبيل الله ، ففيها إقرار الشرك بالله ، ومخالفة إجماع المسلمين في مسائل كثيرة ومناقضة للعقول الصريحة والفطر السليمة ومع ذلك هي عندهم من أوثق السنن (( أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا فإن الله يضل من يشاء )) (فاطر : 8 ) . انظر هذه الأجوبة في كتب الغيبة عند الإثني عشرية ، والاحتجاج للطبرسي:2 / 277 وما بعدها ، بحار الأنوار : ج 53 / 150 _ 246 وغيرها .] عن كل ما كان يسأل عنه من المعضلات والمشكلات وهي الغيبة القصيرة التي انقضت أيامها وتصرمت مدتها، والغيبة الثانية هي التي ارتفع فيها أشخاص السفراء والوسطاء[الغيبة للنعماني ص 115]. ولكن شيوخ الروافض يدعون في فترة الغيبة الثانية النيابة عن الإمام المنتظر ويستندون في ذلك على التوقيع الذي أظهره السمري عن منتظرهم ، والذي يحيلهم إلى رواة حديثهم في كل الحوادث الواقعة الجديدة.فليحظ أنه لم يحلهم على الكتاب والسنة وإنما أرجعهم إلى الشيوخ . وقد تبوأ شيوخ الرفض بذلك منصب النيابة عن الغائب واستمدوا القداسة بين الأتباع بفضل هذه النيابة عن الإمام الذي أضفوا عليه تلك الصفات الخارقة ، والفضائل الكاملة ولذلك يطلقون على شيوخهم الذين وصلوا إلى منصب (( النيابة عن الإمام )) اسم (( المراجع وآيات الله )) فهم مظاهر الإمام المعصوم ولذلك يقرر أحد شيوخهم المعاصرين بأن الراد على النائب عن الإمام كالراد على الله تعالى وهو على حد الشرك بالله وذلك بمقتضى عقيدة النيابة . يقول شيخهم المظفر : (( عقيدتنا في المجتهد الجامع للشرائط ، أنه نائب للإمام عليه السلام في حال غيبته ، وهو الحاكم والرئيس المطلق ، له ما للإمام في الفصل في القضايا والحكومة بين الناس ، والراد عليه راد على الإمام ، والراد على الإمام راد على الله تعالى ، وهو على حد الشرك كما جاء في الحديث عن صادق آل البيت _ عليهم السلام _ فليس المجتهد الجامع للشرائط مرجعا في الفتيا فقط ، بل له الولاية العامة فيرجع إليه في الحكم والفصل والقضاء ، وذلك من مختصاته لا يجوز لأحد أن يتولاها دونه إلا بإذنه كما لا تجوز إقامة الحدود والتعزيزات إلا بأمره وحكمه . ويرجع إليه في الأموال التي هي من حقوق الإمام ومختصاته. وهذه المنزلة أو الرئاسة العامة أعطاها الإمام عليه السلام للمجتهد الجامع للشرائط ليكون نائبا عنه في حال الغيبة ولذلك يسمى ( نائب الإمام ) [عقائد الإمامة : ص 57] . فأنت ترى أن شيوخ الرافضة تخلوا عن آل البيت رأسا، وتعلقوا بهذا المعدوم، ووضعوا أنفسهم مكان الإمام من أهل البيت باسم هذا المعدوم وهذه غنيمة كبيرة، لذلك ما إن اتفقوا عليها _ بعد إخفاق فكرة البابية المباشرة - حتى اختفت الخلافات على منصب البابية، ورجعت فرق شيعية كثيرة ، فدانت بهذه الفكرة ، لأنها تجعل من كل واحد من تلك الرموز الشيعية (( إماما )) و ((مهديا )) (( وحاكما مطلقا مطاعا )) و(( جابيا للأموال))ولا يقاسمهم في ذلك أحد من أهل البيت ، ولا يفضحهم ويكشف أوراقهم رجل من أهل البيت . ويبدو من التوقيع المنسوب للمنتظر أنه يجعل لشيوخ الطائفة حق النيابة في الفتوى حول المسائل الجديدة ، إذ هو يقول : (( فأما المسائل الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا )) كما سلف ، ولا يخولهم النيابة العامة ، ولكن الشيوخ توسعوا في مفهوم النيابة حتى وصلت إلى قمة غلوها في هذا العصر على يد الخميني وأتباعه كما سيأتي . وكما نلحظ شيئا من هذا في تقرير شيخهم المظفر لعقيدتهم في هذا الشأن، وكما تراه في دولتهم الحاضرة. وقد كان لهؤلاء الشيوخ دعاوى عريضة حول الصلة بالمهدي بعد غيبته الكبرى .حتى ألف بعض شيوخهم المعاصرين كتابا في هذا سماه (( جنة المأوى فيمن فاز بلقاء الحجة ومعجزاته في الغيبة الكبرى )) [وهو من تأليف المجوسي اللعين كما يلقبه محب الدين الخطيب ، ويسمى حسين النوري الطبرسي (ت 1320 هـ ) وهو صاحب كتاب ( فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب ) .الذي يعد العار الأكبر والفضيحة الكبرى على شيعة خميني لعنة الله عليهم أبد الدهر]. مسألة النيابة أو ولاية الفقيه -------------------------------------- تعتقد الإثنا عشرية أن الولاية العامة على المسلمين منوطة بأشخاص معينين بأسمائهم وعددهم ، قد اختارهم الله كما يختار أنبياءه [انظر : أصل الشيعة وأصولها ص / 58]وهؤلاء الأئمة أمرهم كأمر الله ، وعصمتهم كعصمة رسل الله ، وفضلهم فوق فضل أنبياء الله . ولكن آخر هؤلاء الأئمة _ حسب اعتقادهم _ غائب منذ سنة (260هـ) ولذا فإن الإثني عشرية تحرم أن يلي أحد منصبه في الخلافة حتى يخرج من مخبئه، فيقولون : (( كل راية ترفع قبل راية القائم فصاحبها طاغوت )) [الكافي (مع شرحه للمازندراني ) : 12 /371] . قال شارح الكافي : وإن كان رافعها يدعوا إلى الحق [شرح جامع للمزازندراني : 12 / 371] . وعلى هذا مضى شيعة القرون الماضية، وقد استطاعوا أن يأخذوا ((مرسوما إمامياً )) وتوقيعا من الغائب _على حد زعمهم _ يسمح لشيوخهم أن يتولوا بعض الصلاحيات الخاصة به ، لا كل الصلاحيات وهذا التوقيع - كما مر - يقول (( أما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا… )) [الكافي ( مع شرحه مرآة العقول ): 4/ 55 ، إكمال الدين ص 451 ،وسائل الشيعة : 18/ 101]. وواضح من خلال هذا النص أنه يأمرهم بالرجوع في معرفة أحكام الحوادث الواقعة والجديدة إلى شيوخهم . ولذا استقر الرأي عند الشيعة على أن ولاية فقهائهم خاصة بمسائل الإفتاء وأمثالها ، كما ينص عليه ((توقيع المنتظر )) أما الولاية العامة التي تشمل السياسة وإقامة الدولة ، فهي من خصائص الغائب وهي موقوفة حتى يرجع من غيبته ، ولذلك عاش أتباع هذا المذهب وهم ينظرون إلى خلفاء المسلمين على أنهم غاصبون مستبدون ، ويتحسرون لأنهم قد استولوا على سلطان إمامهم ، ويدعون الله في كل لحظة على أن يعجل بفرجه حتى يقيم دولتهم ، ويتعاملون مع الحكومات القائمة بمقتضى عقيدة التقية عندهم ، لكن غيبة الحجة طالت ، وتوالت قرون قاربت الإثني عشر دون أن يظهر ، والشيعة محرومون من دولة شرعية حسب اعتقادهم ، فبدأت فكرة القول بنقل وظائف المهدي للفقيه تداعب أفكار المتأخرين منهم . وقد أشار الخميني إلى أن شيخهم النراقي (ت 1245هـ) [أحمد بن محمد مهدي النراقي الكاشاني ( 1185 _ 1245 هـ)]والنائيني (ت 1355 هـ)[ حسين بن عبد الرحمان النجفي النائيني ( 1273 _ 1355 هـ )] قد ذهبا إلى أن للفقيه جميع ما للإمام من الوظائف والأعمال في مجال الحكم والإدارة والسياسة [ الحكومة الإسلامية : للخميني ص 74] .ولم يذكر الخميني أحداً من شيوخهم نادى بهذه الفكرة قبل هؤلاء ولو وجد لذكره ، لأنه يبحث عما يبرر مذهبه . فإذاً : عقيدة عموم ولاية الفقيه لم توجد عند الإثني عشرية قبل القرن الثالث عشر . وقد التقط الخميني هذا الخيط الذي وضعه من قبله وراح ينادي بهذه الفكرة ، وضرورة إقامة دولة برئاسة نائب الإمام لتطبيق المذهب الشيعي فهو يقول : (( واليوم _ في عهد الغيبة _ لا يوجد نص على شخص معين يدير شؤون الدولة ، فما هو الرأي ؟ هل تترك أحكام الإسلام معطلة ؟ أم نرغب بأنفسنا عن الإسلام ؟ أم نقول إن الإسلام جاء ليحكم الناس قرنين من الزمان فحسب ليهملهم بعد ذلك ؟ أو نقول إن الإسلام قد أهمل أمور تنظيم الدولة ؟ ونحن نعلم أن عدم وجود الحكومة يعني ضياع ثغور الإسلام وانتهاكها ، ويعني تخاذلنا عن أرضنا ، هل يسمح بذلك في ديننا ؟ أليست الحكومة يعني ضرورة من ضرورات الحياة ؟ )) [الحكومة الإسلامية ص 48] . ويقول في موضع آخر : ((قد مر على الغيبة الكبرى لإمامنا المهدي أكثر من ألف عام ، وقد تمر ألوف السنين قبل أن تقتضي المصلحة قدوم الإمام المنتظر في طول هذه المدة المديدة ، هل تبقى أحكام الإسلام معطلة ؟ يعمل الناس من خلالها ما يشاءون؟ ألا يلزم من ذلك الهرج والمرج .القوانين التي صدع بها نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم وجهد في نشرها ، وبيانها وتنفيذها طيلة ثلاثة وعشرين عاما ، هل كان كل ذلك لمدة محدودة ؟ هل حدد الله عمر الشريعة بمائتي عام مثلا ؟ الذهاب إلى هذا الرأي أسوأ في نظري من الاعتقاد بأن الإسلام منسوخ )) [المصدر السابق : ص 26] . ثم يقول : إذن فإن كل من يتظاهر بالرأي القائل بعدم ضرورة تشكيل الحكومة الإسلامية فهو ينكر ضرورة تنفيذ أحكام الإسلام ، ويدعو إلى تعطيلها وتجميدها ، وهو ينكر بالتالي شمول وخلود الدين الإسلامي الحنيف )) [المصدر السابق : ص 26 _27]. فخميني يرى لهذه المبررات التي ذكرها ضرورة خروج الفقيه الشيعي وأتباعه للاستيلاء على الحكم في بلاد الإسلام نيابة عن المهدي ، وهو يخرج بهذا عن مقررات دينهم ويخالف نصوص أئمته الكثيرة في ضرورة انتظار الغائب وعدم التعجيل بالخروج.[فعقيدة الانتظار من أصول شيعتهم السابقين ، وقد عقد شيخهم النعماني باباً لها في كتابه الغيبة ( ص 129 ) وجاءت رواياتهم كثيرة في هذا الباب مثل : (( كونوا أحلاس بيوتكم فإن الفتنة على من أثارها . (الغيبة للنعماني ص 131 ) (( أوصيك بتقوى الله وأن تلزم بيتك، وإياك والخوارج منا فإنهم ليسوا على شيء ولا إلى شيء )) قال المجلسي : (( والخوارج منا)) أي مثل زيد وبني الحسن )) بحار الأنوار : 52/ 136 ، الغيبة للنعماني ص 129 ). فأنت ترى أن أصولهم تمنع الخروج ولو كان عن طريق أهل البيت كزيد وبني الحسن فكيف بمن عداهم من شيوخ الشيعة ؟!!] . بل إن أحد آياتهم ومراجعهم في هذا العصر يقول : (( وقد توافرت عنهم (ع) حرمة الخروج على أعدائهم وسلاطين عصرهم )) [محمد الحسيني البغدادي النجفي (يلقب بالآية العظمى ، والمرجع الديني الأعلى ) في كتابه وجوب النهضة لحفظ البضة ص 93] ، ذلك أن منصب الإمامة لا يصلح عندهم إلا للمنصوص عليه من عند الله ولا يعني رضاهم بهذه الحكومات . وهذه المبررات التي ساقها الخميني لبيان ضرورة إقامة الدولة الشيعية ، ونيابة الفقيه عن المهدي في رئاستها كان ينبغي أن توجه وجهة أخرى لو كان لشيوخ الشيعة صدق في القول ونصح لأتباعهم ، هذه الوجهة هي نقد المذهب من أصله الذي قام على خرافة الغيبة وانتظار الغائب ، والذي انتهى بهم إلى هذه النهاية . وعلى كل فهذه شهادة مهمة وخطيرة من هذا الحجة والآية على فساد مذهب الرافضة من أصله ، وأن إجماع طائفته كل القرون الماضية كان على ضلالة، وأن رأيهم في النص على إمام معين ، والذي نازعوا من أجله أهل السنة طويلا وكفروهم أمر فاسد أثبت التاريخ والواقع فساده بوضوح تام ، وها هم يضطرون للخروج عليه بقولهم ( بعموم ولاية الفقيه ) بعد أن تطاول عليهم الدهر ، ويئسوا من خروج من يسمونه صاحب الزمان ، فاستولوا حينئذ على صلاحياته كلها ، وأفرغ الخميني كل مهامه ووظائفه لنفسه ، ولبعض الفقهاء من بني جنسه ودينه ، لأنه يرى ضرورة تولي مهام منصب الغائب في رئاسة الدولة . ومن أجل إقناع طائفته بهذا المبدأ ألف كتابه (( الحكومة الإسلامية )) أو (( ولاية الفقيه )) . وهو لا يوافق على ولاية كل أحد أمور الدولة ، بل يخصص ذلك بفقهاء الشيعة ، ويحصر الحكم والسلطان بهم ، حيث يقول : (( وبالرغم من عدم وجود نص على شخص من ينوب عن الإمام (ع) حال غيبته ، إلا أن خصائص الحاكم الشرعي…موجودة في معظم فقهائنا في هذا العصر ، فإذا أجمعوا أمرهم كان في ميسورهم إيجاد وتكوين حكومة عادلة منقطعة النظير )) [الحكومة الإسلامية : ص 48_49]. وأقول إذا كانت حكومة الآيات والفقهاء لا مثيل لها في العدل _ كما يقول _ فما حاجتهم لخروج المنتظر إذا ؟ . وهو يرى أن ولاية الفقيه الشيعي كولاية رسول الله يقول : (( فالله جعل الرسول وليا للمؤمنين جميعا… ومن بعده كان الإمام (ع) ولياً ومعنى ولايتهما أن أوامرهما الشرعية نافذة في الجميع )) [الحكومة الإسلامية: ص 51].ثم يقول : نفس هذه الولاية والحاكمية موجودة لدى الفقيه ، بفارق واحد هو أن ولاية الفقيه على الفقهاء الآخرين لا تكون بحيث يستطيع عزلهم أو نصبهم لأن الفقهاء في الولاية متساوون من ناحية الأهلية )) [الموضع نفسه من المصدر السابق] .فنظرية الخميني _ كما ترى _ ترتكز على أصلين : الأول : القول بالولاية العامة للفقيه . الثاني : أنه لا يلي رئاسة الدولة إلا الفقيه الشيعي . وهذا خروج عن دعوى تعيين الأئمة ، وحصرهم بإثني عشر، لأن الفقهاء لا يحصرون بعدد معين ، وغير منصوص على أعيانهم فيعني هذا أنهم عادوا لمفهوم الإمامة حسب مذهب أهل السنة _ إلى حد ما _ [أقول _إلى حد ما _ لأنهم خرجوا من حصر الإمامة بالشخص إلى حصرها بالنوع وهو الفقيه الشيعي]. وأقروا بضلال أسلافهم وفساد مذهبهم بمقتضى هذا القول . لكنهم يعدون هذا المبدأ (ولاية الفقيه ) نيابة عن المهدي حتى يرجع ، فهم لم يتخلوا عن أصل مذهبهم ، ولهذا أصبح هذا الاتجاه _في نظري _ لا يختلف عن مذهب البابية ، لأنه يزعم أن الفقيه الشيعي هو الذي يمثل المهدي ، كما أن الباب يزعم ذلك ، ولعل الفارق أن الخميني يعد كل فقهائهم أبوابا . وإن شئت قل إن هذا المبدأ أخرج (( المهدي المنتظر )) عند الروافض ، لأن صلاحياتها ووظائفه أناطها بالفقيه ، بل إن هذا المبدأ لم يخرج ( مهديا ) واحدا بل أخرج العشرات ، لأن كثيرا من شيوخهم وآياتهم لهم الأحقية بهذا المنصب يقول خميني : (( إن معظم فقهائنا في هذا العصر تتوفر فيهم الخصائص التي تؤهلهم للنيابة عن الإمام المعصوم )) [الحكومة الإسلامية : ص 113] . وبمقتضى هذه النيابة يكون أمرهم كأمر الرسول حيث يقول : (( هم الحجة على الناس كما كان الرسول صلى الله عليه وسلم حجة عليهم ، وكل من يتخلف عن طاعتهم ، فإن الله يؤاخذه ويحاسبه على ذلك ))[ المصدر السابق : ص 80]. ويقول : (( وعلى كل فقد فوض إليهم ( يعني إلى شيوخ الروافض ) الأنبياء جميع ما فوض إليهم ، وائتمنوهم على ما ائتمنوا عليه )) [الموضع نفسه من المصدر السابق] . بل أشار إلى أن دولة الفقيه الشيعي كدولة مهديهم الموعودة . وقال : (( كل ما يفقدنا [يريد أن يقول كل ما نفقده أو : ينقصنا]هو عصا موسى ، وسيف علي بن أبي طالب (ع)[ وهذه من مواريث المهدي عن الأنبياء والأئمة ( انظر : أصول الكافي 1/ 231] ، وعزيمتهما الجبارة ، وإذا عزمنا على إقامة حكم إسلامي سنحصل على عصى موسى، وسيف علي بن أبي طالب[الحكومة الإسلامية : ص 135] والجمع بين عصا موسى ، وسيف علي بن أبي طالب كناية _ فيما يبدو لي _ عن تعاون اليهود مع الشيعة في دولة الآيات ، وهذا ما وقع بعضه في دولتهم الحاضرة ، كما في فضائح صفقات الأسلحة ، والتعاون السري بينهما الذي تناقلته وكالات الأنباء واشتهر أمره . والخميني يقرر أن تشكيل الحكومة الشيعية لم يقع من شيعته الماضين حيث يقول : (( في السابق لم نعمل ولم ننهض سوية لتشكيل حكومة تحطم الخائنين المفسدين ))[ الحكومة الإسلامية : ص 40] ويقول : (( ولم تسنح الفرص لأئمتنا للأخذ بزمام الأمور وكانوا بانتظارها حتى آخر لحظة من الحياة ، فعلى الفقهاء العدول أن يتحينوا هم الفرص وينتهزوها من أجل تنظيم وتشكيل حكومة … )) [الحكومة الإسلامية : ص 54] . وقد قامت حكومات شيعية ، ولكنها ليست محكومة من قبل ((الآيات )) و(( نواب المعصوم )) ، ولذا عدوا حكومتهم الحاضرة أول دولة إسلامية ( يعني شيعية ). قال بعض الروافض (( إن الخميني )) أسس الجمهورية الإسلامية العظمى في إيران لأول مرة في تاريخ الإسلام وحقق حلم الأنبياء والرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم والأئمة المعصومين عليهم السلام )) [أحمد الفهري ( ويلقب بالعلامة ) في تقديمه لكتاب سر الصلاة للخميني ص 10] . ويرى آيتهم (( الطالقاني )) أن حكومة الرسول صلى الله عليه وسلم وخلفائه لا تصل إلى مقام دولتهم ، وأنها تمهيد لقيامها ، حيث يقول (( إننا نعتقد أن الجمهورية الإسلامية هي المؤهلة للحياة في هذا الزمان ، ولم تكن مؤهلة للحياة في فجر الإسلام إن التحولات الاجتماعية والسياسية التي شهدها العالم منذ الرسول والخلفاء الراشدين وحتى اليوم هي التي توفر الأسا س الموضوعي لقيام الجمهورية الإسلامية))[ نشرت ذلك جريدة السفير اللبنانية بتاريخ 31/ 3 / 1979 م ، وقد نقل ذلك : محمد جواد مغنية ، واعتبره فهما جديدا للجمهورية الإسلامية لا بقوله إلا من عاش الإسلام بقلبه وعقله ( !! ) ( وانظر الخميني والدولة الإسلامية ص 113 )] . فأنت ترى أن طبيعة النظرة الشيعية تجنح دائما إلى الغلو ، وتقديس الأشخاص ، والتطرف في الاعتقادات … كما ترى في نظرة طالقاني إلى جمهورية خميني ، بل ادعى بعضهم أن خميني قد بشر به أئمتهم من قبل [محمد جواد مغنية / الخميني والدولة الإسلامية ص 38 _ 39] . هذا و سيأتي في البروتوكولات نقل ما ترويه الشيعة عن سيرة مهديهم بعد عودته من غيبته _ حسب اعتقادهم _ وأنه لا همّ له ولا عمل إلاّ القتل والانتقام ، حتى يقولون إنه بعث (( بالجفر الأحمر )) وبالذبح وإنه يخص العرب بمجازره … إلخ ونجد اليوم هذه السيرة المزعومة قد بدت ملامحها في دولة الآيات فور ظهورها ، حيث بدأ الخميني وأعوانه مشروع دولة المهدي بمجازرهم الرهيبة في داخل إيران وخارجها. والحقيقة أن واضعي روايات القتل العام الموعود بعد خروج الغائب المفقود يدركون أن مسألة الغيبة والمهدية لا تعدوا أن تكون وهما من الأوهام ، ولكنهم يعبرون عما تكنه صدورهم ، وتجيش به نفوسهم من أحقاد ، وكذلك معظم شيوخ الشيعة غالبهم زنادقة يعرفون أن المهدي خرافة ، ولذلك فهم إذا واتتهم فرصة لتحقيق أمانيهم في قتل المسلمين اهتبلوها ، ولم ينتظروا فيها خروج مهديهم ، لأنهم يعرفون أنه لن يخرج أبداً ، لأنه لم يوجد أصلا . ولا أدل على ذلك من أن الخميني نفسه قبل قيام دولتهم يقرر في كتابه (( تحرير الوسيلة )) أنه لا يجوز بسبب غيبة مهديهم البدء في الجهاد فيقول : (( في عصر غيبة ولي الأمر وسلطان العصر عجل الله فرجه الشريف يقوم نوابه وهم الفقهاء الجامعون لشرائط الفتوى والقضاء مقامه في إجراء السياسات وسائر ما للإمام عليه السلام إلا البدء بالجهاد )) [تحرير الوسيلة : 1 / 482]. ولكنه حينما أقام دولته قرر في دستورها : (( أن جيش الجمهورية الإسلامية لا يتحملان فقط مسؤولية حفظ وحراسة الحدود ، وإنما يتكفلان أيضا بحمل رسالة عقائدية أي الجهاد في سبيل الله ، والنضال من أجل توسع حاكمية قانون الله في كافة أرجاء العالم )) [الدستور لجمهورية إيران الإسلامية :ص 16، منشورات مؤسسة الشهيد،وانظر : الطبعة الأخرى من الدستور ، التي أصدرتها وزارة الإرشاد الإيرانية:ص 10] . فأنت ترى التناقض واضحاً ، في تحرير الوسيلة يجعل الجهاد من وظائف المهدي ؛ وفي دستور دولتهم بعد قيامها يجعل الجهاد منوطاً بجيشها ، ومن وظائف الفقيه ، وذلك بمقتضى مذهبه الجديد في ولاية الفقيه ، والتي نقل فيها صلاحيات المهدي كلها للشيخ الشيعي . وقد نص أيضا على ذلك دستورهم فقال : (( في زمن غيبة الإمام المهدي عجل الله فرجه ، تعتبر ولاية الأمر وإمامة الأمة في جمهورية إيران الإسلامية بيد الفقيه … )) [دستور الجمهورية الإسلامية في إيران ص 18 ، ط : وزارة الإرشاد] . ولذلك بعد قيام دولتهم أول ما بدأوا به قتال الشعوب الإسلامية بجنودهم ، وبالمنظمات التابعة لهم في الولاء في بعض أقطار المسلمين . ومع ذلك يزعم الخميني أحياناً أن هذا يدخل في نطاق الدفاع ، والتأويل ليس له حدود ، فيقول : (( إننا لا نريد أن نرفع السلاح ونهاجم أحداً ، فالعراق يهاجمنا منذ مدة ، بينما نحن لا نهاجمه ، وإنما ندافع فقط ، فالدفاع أمر واجب )) [خطبة الخميني حول مسألة تحرير القدس والمهدي المنتظر : ص 9 _ 10] . ولكنه يقرر أنه يريد أن يصدر ثورته حيث يقول : (( إننا نريد أن نصدّر ثورتنا الإسلامية إلى كافة البلاد الإسلامية )) [المصدر السابق : ص 10]وهو لا يريد التصدير السلمي فحسب ؛ بل يريد فرض مذهبه على المسلمين بالقوة ، وقد أشار إلى ذلك قبل أيام دولته ، وقرر أن سبيل ذلك هو إقامة دولة شيعية تتولى هذا الأمر فيقول ((ونحن لا نملك الوسيلة إلى توحيد الأمة الإسلامية [ٍ يعني على مذهب الروافض]تحرير أراضيهم من يد المستعمرين وإسقاط الحكومات العميلة لهم ، إلاّ أن نسعى إلى إقامة حكومتنا الإسلامية ، وهذه بدورها سوف تكلل أعمالها بالنجاح يوم تتمكن من تحطيم رؤوس الخيانة ، وتدمر الأوثان والأصنام البشرية التي تنشر الظلم والفساد في الأرض )) [الحكومة الإسلامية : ص 35] وهؤلاء الروافض لا ينتقدون الحكومات لهذه الأسباب التي يذكرها إذ لو كانت الحكومة أفضل حكومة على وجه الأرض لما نالت إلا سخطهم ومقتهم، إلاّ أن تكون على مذهب الرفض ، وحسبك في هذا نظرتهم إلى خلافة الخلفاء الثلاثة الراشدين _ رضوان الله عليهم _ . ولا تزال مهمة المهدي الموعودة في قتل المسلمين، تظهر على أ لسنة حججهم وآياتهم ، وهذا مسلك الروافض مع المسلمين كلما حانت لهم فرصة ، وقامت لهم سلطة ، كما يشهد به التاريخ والواقع . معارضة بعض شيوخ الشيعة لمذهب عموم ولاية الفقيه ------------------------------------------------------------------------ أثار مذهب الخميني _ في نقله لوظائف مهديهم بالكامل للفقيه ، وحصر الولاية به _ ثائرة جملة من شيوخ الشيعة ، ونشب صراع حاد بين الخميني وأحد مراجعهم الكبار عندهم وهو (( شريعت مداري )) [انظر عبد الجبار العمر / الخميني بين الدين والدولة ، مبحث الخميني وشريعت مداري ص 144 وما بعدها]ا أعلن طائفة من شيوخهم معارضتهم لهذا المذهب [انظر : المصدر السابق ص 153 _ 154]وقد تعجب شيخهم محمد جواد مغنية أن يذهب الخميني هذا المذهب ، ويساوي في الصلاحيات بين المعصوم والفقهاء فقال : قول المعصوم وأمره [الأئمة عندهم معصومون كرسول الله (ص)]تماما كالتنزيل من الله العزيز العليم (( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى )) [النجم ، آية : 3]عنى هذا أن للمعصوم حق الطاعة والولاية على الرشد والقاصر والعالم والجاهل ، وأن السلطة الروحية والزمنية _ مع وجوده _ تنحصر به وحده لا شريك له ، وإلا كانت الولاية عليه وليس له ، علماً بأنه لا أحد فوق المعصوم عن الخطأ والخطيئة إلا من له الخلق والأمر عز وجل … أبعد هذا يقال : إذا غاب المعصوم انتقلت ولايته بالكامل إلى الفقيه ؟ )) [الخميني والدولة الإسلامية : ص 59] فهذا في نظره غاية الغلو ، إذ كيف يجعل حكم الفقيه كحكم المعصوم ثم يوضح ذلك بقوله : (( حكم المعصوم منزه عن الشك والشبهات ، لأنه دليل لا مدلول ، وواقعي لا ظاهري … أما الفقيه فحكمه مدلول يعتمد على الظاهر ، وليس هذا فقط ، بل هو عرضة للنسيان وغلبة الزهو والغرور ، والعواطف الشخصية ، والتأثر بالمحيط والبيئة ، وتغير الظروف الاقتصادية والمكانة الاجتماعية ، وقد عاينت وعانيت الكثير من الأحكام الجائرة ، ولا يتسع المجال للشواهد والأمثال سوى أني عرفت فقيها بالزهد والتقوى قبل الرياسة ،وبعدها تحدث الناس عن ميله مع الأولاد والأصهار)) [الخميني والدولة الإسلامية : ص 59 _ 60] . وهذه شهادة منه على قومه من فئة الشيوخ ، وأنه ما أن تتاح لهم فرصة رئاسة حتى تزول الصورة التي يتظاهرون بها من الزهد والتعبد ، وهؤلاء الشيوخ الذين هذا وصفهم ، يرى الخميني أنهم هم الولاة على الأمة . وأصحاب هذا الاتجاه المعارض لخط الخميني يرون : (( أن ولاية الفقيه أضعف وأضيق من ولاية المعصوم )) [الخميني والدولة الإسلامية : ص 61]فهي لا تتعدى ما ثبت في أخبارهم _ كما _ من (( ولاية الفتوى والقضاء وعلى الأوقاف العامة ، وأموال الغائب وإرث ما لا إرث له)) [المصدر السابق ص 60]. وقد استدل مغنية على هذا المذهب بجملة من أقوال شيوخهم الكبار عندهم ، ونقض ما ساقه الخميني من أدلة لإثبات مذهبه ، وبين أنها لا تدل على ما يريد من القول بعموم الولاية ، ولا مجال لاستعراض ذلك ، ولا فائدة منه ، لكن الفائدة هنا أن الخميني يحكم على مذهب طائفته بمقتضى قولهم بقصور ولاية الفقيه عن الحكم والولاية ، بأن هذا يعطل أحكام الإسلام ، وأنه بمثابة القول بنسخ الدين ، لكن الخميني لا ترتقي أدلته في تأييد مذهبه إلى ما يريد فتبقى أحكامه على مذهب طائفته صادقة ، وأنه مبني على ما يخالف أصول الشرع ، ومنطق العقل وطبيعة الأشياء . والاتجاه المخالف للخميني يرجع أمر الولاية إلى عموم الناس ، ولا يخصها بشيوخ الشيعة ، بل يبقى هؤلاء الشيوخ في وضعهم الذي وضعوا فبه وولايتهم الخاصة حتى يخرج الغائب فيتولى أمور الدين والدنيا . وهذه بلغة هذا العصر فصل الدين عن الدولة ، فصار المذهب دائراً بين غلو في الفقيه ، أو دعوة إلى فصل الدين عن الدولة ، وهكذا كل مذهب باطل لابد أن يخرج أمثال هذه التناقضات . وكلا الرأيين استقرا على بطلان المذهب في دعوى النص والتعيين ، لأن كليهما لم يحدد الرئيس بشخص معين، إلا التعيين الشكلي للغائب المفقود والذي لن يعود ، لأنه لا حقيقة له في الوجود نصوص البروتوكولات القسم الأول بروتوكولات القتل والتخريب والسرقة والاغتيالات الفصل الأول خطط العدوان على الحجاج الآمنين 1. قتل الحجاج بين الصفا والمروة النص : ’’ كأني بحمران بن أعين وميسر بن عبد العزيز يخبطان الناس بأسيافهما بين الصفا والمروة‘‘ [بحار الأنوار للمجلسي ج 53 ص 40 ، وعزاه إلى الاختصاص للمفيد] هذا (( البروتوكول )) من أعمال مهديهم المنتظر والذي يترقبون خروجه منذ مئات السنين ، ويحلمون بتحقيق أعماله ( ومنها هذا العمل ) من قديم الزمان وسيقوم بتنفيذ هذا ((البروتوكول )) القائلون بعموم ولاية الفقيه المتضمن نقل أعمال مهديهم ووظائفه إلى الفقيه الشيعي ليتولى جميع أعماله وينفذ كل مهامه بعد أن طالت غيبته وتمادى احتجابه وأيسوا من خروجه . فلقد تولى خميني إقامة الدولة ورئاستها نيابة عن المهدي وهذا من أعظم المحرمات في المذهب الإثني عشري [الاختصاص المفيد ص 36 ، 37]. ومع ذلك انتهكه ، وخالف أسلافه وأصول مذهبه ، فكيف بما دون ذلك من أعمال لعل من أهونها عليهم قتل المخالفين لهم ، وهم سائر المسلمين، ولذلك شرع في مذهبهم مبدأ الغيلة -كما سيأتي الحديث عنه- في فترة الغيبة نفسها ، أما القتل العام الشامل المكشوف فهو عندهم مرهون بعودة الغائب ، لكن خميني أظهر هذا الغائب، بصورة الفقيه الشيعي وبدأ بنفسه في تنفيذ مجازره باسم النيابة العامة عن المهدي ، والناس كانوا ينظرون إلى ما يقوله الروافض عن مهديهم وعودته نظرة استخفاف لكونه معدوماً لا وجود له ، لكن المذهب الجديد في ولاية الفقيه حوله إلى حقيقة . البروتوكول الذي بين يدي القارئ من نصوصهم السرية المقدسة ولم يظهر إلا في الأزمان المتأخرة[وقد كان شيوخهم _ قديما _ إذا كتبوا في الغيبة صدروا كتبهم بنصوصهم التي تأمر بكتمان أسرارهم عمن ليس من أهلها (انظر _ مثلا _ كتاب الغيبة للنعماني _ من شيوخهم في القرن الثالث _ والذي قال في مقدمته (وجعلته أبواباً صدرتها بذكر ما روي في صون سر آل محمد عمن ليس من أهله) (الغيبة ص 17 )] بعد أن صارت لهم قوة وشوكة . وهو نص خطير ، وحلم رافضي قديم ، كان الآيات يمنون أتباعهم بحصوله ، فكان الروافض يترقبون وقوعه بين حين وآخر ، ولا شك بأن هذا النص , وأمثاله يعبر عن تطلعاتهم ، ويصور أحلامهم وأهدافهم في القيام بمجازر دموية في الأمة الإسلامية ، وتختار هذه الفئة الحاقدة لذلك أشرف موقع وهو بيت الله الحرام _ كما ترى _ فهي تعد الأتباع بحدوث هذه الملحمة في المستقبل حتى تسمي بعض أعيانهم الذين يقومون بالقتل لكنها توقف العمل بهذا البروتوكول السري ، ريثما تقوم لهم دولة . وكانوا يقولون لأتباعهم بأنه سيكون لهم دولة في آخر الزمان يحققون بواسطتها هذه الأعمال والخطط ، فهم يقولون : (( إن دولتنا آخر الدول)) [الإرشاد للمفيد ص / 344 ، أعلام الورى للطبرسي ص 432] . والخطورة الكبرى التي ينبغي أن يعرفها المسلمون جميعا أن هذا سيجري اليوم تطبيقه بموجب المذهب الجديد لدولة الآيات . فهذا البروتوكول سينفذ بحكم مبدأ عموم ولاية الفقيه، المتضمن نقل أعمال مهديهم إلى الفقيه الشيعي. ولا شك بأن تحديد موضع القتل العام بالمسجد الحرام وبين الصفا والمروة يدل دلالة أكيدة أن المقصود بالقتل هم المسلمون بل حجاج بيت الله الحرام ، وأن هذا ما يحلمون به ويخططون له. وما جرى على أرض البلد الطاهر في العام المنصرم ( 1407 هـ ) هو فيما يبدو تمهيد لهذه الخطوة، وتخطيط لهذا العمل ، ولكن خيب الله سبحانه آمالهم . هذا ما كان عند الطبعة الأولى للكتاب ، ثم وقع بعد ذلك في عام 1409 هـ حوادث التفجيرات التي ذهب ضحيتها بعض الحجاج الآمنين ،وكشف الله سبحانه الجناة وتبين أن جميعهم من الرافضة تصديقا لما قلناه عنهم ، والله المستعان في الدفاع عن بيته المطهر وعليه التكلان في كشف شر هؤلاء الزنادقة . كما أن ما قام به القرامطة من قتل الناس في الحرم هو تطبيق لهذا المبدأ .كما تجد أخبار ذلك في حوادث سنة 317 في كتب التاريخ . 2 قطع أيدي وأرجل المشرفين على الحرم يقول النص : ’’ كيف بكم ( يعني الحجبة على الكعبة كما يعبر النص ) لو قد قطعت أيديكم وأرجلكم وعلقت في الكعبة ، ثم يقال لكم : نادوا نحن سراق الكعبة ‘‘ [الغيبة للنعماني ص 156]. ونص ثان يقول :’’ يجرد السيف على عاتقه ثمانية أشهر يقتل هرجا ، فأول ما يبدأ ببني شيبة فيقطع أيديهم ويعلقها في الكعبة وينادي مناديه هؤلاء سراق الله ،ثم يتناول قريشا فلا يأخذ منها إلا السيف ولا يعطيها إلا السيف‘[الغيبة ص 209] ونص ثالث يقول:’’ إذا قام المهدي هدم المسجد الحرام،وقطع أيدي بني شيبة وعلقها بالكعبة وكتب عليها هؤلاء سرقة الكعبة ‘‘[الإرشاد للمفيد ص 411، وانظر: الغيبة للطوسي ص 282] هذه النصوص وضعت في الغالب في القرن الثاني تقريبا بدليل إسنادها إلى جعفر المتوفي سنة ( 148 هـ) ويحتمل أنها موضوعة بعده . وعلى أية حال فهي تصور الرغبة الكامنة في نفوس هذه الفئة بالانتقام من صلاّح المسلمين وجيل التابعين الذين يجاورون في الحرم وتخص من يتولى الإشراف على شؤون الحرمين . وهي أمنية يتمنون تحقيقها ويعدون أتباعهم بذلك عند ظهور دولتهم على يد قائمهم … ولما طالت غيبته أقاموا له دولة يحكمها الآيات باسم النيابة عنه مخالفين بذلك أصول المذهب الإثني عشري الذي يأمر بالانتظار وينهى عن الخروج ، ويكفر من يخالف ذلك[ الغيبة للطوسي ص (37)] ولكن لماذا يخصون بالتعذيب المشرفين على الحرمين، هل لأنهم ينظمون مسيرة الحج ويهيئون المشاعر لاستقبال زوار بيت الله ، وهذا أمر يسوء هذه الفئة ، لأنها تنشد الفوضى في هذه المشاعر ، وتبحث عما يفرق هذه الجموع المجتمعة ، ويفسد حجها ، إذ أنها ترى في كعبة الله سبحانه منافساً لمشاهدها وكعباتها-كما سيأتي - أم إنهم يخصونهم بهذه الملحمة لأنهم من العرب (( من بني شيبة كما يقول النص )) . والجنس العربي يحظى في نصوصهم السرية المقدسة بكل رزيئة ومنقصة، ولذا يعدونه بمقتلة رهيبة شاملة لا تبقي فيهم أحداً وذلك حين تقوم لهم دولة _ كما سيأتي _ . على أية حال هو نص يكشف عن نوايا وأهداف هؤلاء الروافض . حول حرم الله وحجاجه، والمشرفين عليه . إذ نصوصهم تتناول هذه الفئات جميعا ، فهل من مذكر قبل فوات الأوان ووقوع الواقعة !! 3 سرقة أموال الحجاج واغتصابها كلما حانت الفرصة يقول النص خذ مال الناصب حيثما وجدته وادفع إلينا الخمس تهذيب الأحكام للطوسي : 1/ 384 السرائر لابن إدريس ص 484 وسائل الشيعة للحر العاملي : 6/ 340 وأهل السنة عندهم في عداد النواصب ، لأن من قدم أبا بكر وعمر على علي فهو ناصبي كما تؤكده أقوالهم وتنص عليه أخبارهم [انظر : السرائر ص 471 ، وسائل الشيعة : 6/ 341 _ 342 ، بشارة المصطفى لشيخهم الطبري : ص 51 ، وراجع أيضا : المحاسن النفسانية في أجوبة المسائل الخرسانية . المسألة السادسة ص 138 وما بعدها]. بل إن الزيدية عندهم _ وهم شيعة _ يعدون في سلك النواصب ، ولذلك جاء في أخبارهم (( عن عمر بن يزيد قال : سألت أبا عبد الله (ع) عن الصدقة على الناصب وعلى الزيدية ؟ فقال : لا تصدق عليهم بشيء ولا تسقهم من الماء إن استطعت ، وقال لي : الزيدية هم النصاب )) [رجال الكشي ص 228 _ 229 رقم 409] وذلك لأن زيد بن علي _ رحمه الله _ ترضى عن الشيخين ، ولذا فإن شيخهم الطوسي يرد رواياته [انظر : الاستبصار ج 1 ص 66] مع أنه من أهل البيت وقد نص علماء المسلمين على أنه من الثقاة[انظر : تهذيب التهذيب 3/ 419 _ 420] . وكذلك يلحقون به في الحكم سائر الزيدية الذين سلكوا مسلكه في الرضا بخلافة الشيخين والترضي عنهما ويخرجونهم من زمرة التشيع كما نص على ذلك شيخهم المفيد [انظر : أوائل المقالات ص 39]. ولا يستثنون من ذلك أحداً إلا من شاركهم في مشربهم في تكفير صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم الجارودية من الزيدية [الموضع نفسه من المصدر السابق] وقالوا : (( مال الناصب وكل شيء يملكه حلال )) [تهذيب الأحكام للطوسي : 2/ 48 ، وسائل الشيعة للعاملي : 11/ 60]لأنهم في منزلة الكفار عندهم . فهم يستحلون ممتلكات أهل السنة والشيعة المعتدلين وسائر الفرق الإسلامية ، ويبيحون لأتباعهم الاستيلاء عليها إذا حانت الفرص وتيسر السبيل ضرر من جراء ذلك بحيث لا ينال الواحد منهم . جاء في كتب الفقه عندهم : (( إذا أغار المسلمون على الكفار فأخذوا أموالهم فالأحوط بل الأقوى إخراج خمسها من حيث كونها غنيمة ولو في زمن الغيبة ، وكذا إذا أخذوا بالسرقة والغيلة )) [العروة الوثقى للزيدي وبهامشها تعليقات مراجع الشيعة في العصر الحاضر : 2/ 368]. (( ولو أخذوا منهم بالربا أو بالدعوى الباطلة فالأقوى إلحاقه بالفوائد المكتسبة فيعتبر فيه الزيادة عن مؤنة السنة وإن كان الأحوط إخراج خمسه مطلقاً )) [المصدر السابق 2/ 368 ، وانظر أيضا : هداية العباد / لشريعت مداري ص 168]. وينبغي أن يلاحظ لمعرفة أبعاد هذا النص أن جميع الفرق الإسلامية عندهم في حكم الكفار حتى نقل شيوخهم إجماعهم على ذلك . قال المفيد : (( واتفقت الإمامية على أن أصحاب البدع كلهم كفار ))[ أوائل المقالات ص / 15]. بل هم يعدونهم أشد كفرا من منكر نبوة أحد الأنبياء ، كما قرره شيخهم ابن المطهر الحلي وغيره [الألفين ص /13]. ولذا قال شيخهم ابن بابوية رئيس المحدثين عندهم بأن منكر الإمام الغائب أشد كفرا من إبليس [إكمال الدين ص / 13] ، مع أن الإمام الغائب ينكره أكثر طوائف الشيعة المعاصرين لنشأة فكرة الغيبة ، بل وأهل البيت الذين نشأت دعوى الغيبة في عهدهم [انظر _مثلا _ ما جاء في تاريخ الطبري في حوادث 302 ( ج 13 ص 26_ 27 . ط الحسينية ) من إنكار مشايخ أبي طالب على رجل ادعى أنه محمد بن الحسن العسكري ، وقولهم إن الحسن لم يعقب . وانظر ما نقلته كتب الشيعة نفسها من إنكار عائلة الحسن لدعوى الولد وعلى رأسها أخوه جعفر، ولذا تسميه الشيعة بجعفر الكذاب واعترافهم بأن جعفراً حبس جواري أخيه وحلائله حتى ثبت له براءتهن من الحمل ( انظر الغيبة للطوسي ص 75.وانظر إكمال الدين ص 451 ، الاحتجاج : 2 / 283 ، سفينة البحار : ج 1/ ص 163 ، مقتبس الأثر 14 / 316]. أقول إذا لاحظنا هذا وأن مفهوم الكافر عند الإثني عشرية يضم جميع المسلمين باستثناء طائفتهم فهذا يعني بكل وضوح أنهم _ كما جاء في النص السابق _ يبيحون الاستيلاء على أموال المسلمين بالإغارة، والسرقة والغيلة ويستحلون أخذ أموالهم عن طريق الربا والدعاوي الباطلة . وهذا ترجمه الأحداث التاريخية التي جرت منهم ، كما يصدقه واقع دولة الآيات اليوم في (( اللصوصية )) التي يمارسونها في الخليج وتهديدهم لحرية الملاحة فيه، واستيلائهم على بعض البواخر المارة بمياه الخليج باعتبارها غنائم وهي ملك للمسلمين وما يخططون له في المستقبل كما ظهر ذلك في بعض أقوالهم وتصريحات زعمائهم وما خفي فهو أعظم . وكذا ما تقوم به (( منظماتهم )) في لبنان وغيره من خطف للطائرات فهم إذا قدروا على شيء من أموال المسلمين استحلوا أخذه ولو كان من أموال اليتامى والمستضعفين من مخالفيهم . ولذا قال الإمام الشوكاني : (( وأما وثوب هذه الطائفة على أموال اليتامى والمستضعفين ومن يقدرون على ظلمه كائنا من كان فلا يحتاج إلى برهان ، بل يكفي مدعيه إحالة منكره على الاستقراء والتتبع فإنه سيظفر عند ذلك بصحة ما قلناه )) [طلب العلم ص74] وهذا البروتوكول وهو الاعتداء على أموال المسلمين يطبقه الرافضة كلما حانت لهم فرصة على صعيد الحرم ، وبين الحجاج أو غيرهم ، وقد يتيسر لهم الأمر في الحج أكثر حيث الاجتماع والأمان . فليحذر كل حاج على ماله من كل رافضي ولو رآه في غاية التدين في الظاهر لأن مذهبه يعد ، سرقة مخالفيه من سائر الفرق الإسلامية ، من القربات والصالحات . 4 القذف العام لحجاج بيت الله الحرام ما عدا طائفتهم وتغرس بروتوكولاتهم في نفوس أتباعهم كره حجاج بيت الله حتى تعدهم كلهم زناة وهذا النوع من التربية والتوجيه قد يكون له أثره في نوعية تعاملهم مع المسلمين في المشاعر . تقول نصوصهم : (( إن الله يبدأ بالنظر إلى زوار الحسين بن علي عشية عرفة قبل نظره إلى أهل الموقف - لأن في أولئك (يعني حجاج بيت الله ) أولاد زناة وليس في هؤلاء أولاد زنا)) [الوافي ، المجلد الثاني 8/ 222] . يعني أن زوار الحسين كلهم روافض وهم ليسوا أولاد زنا ، في حين الحج يجمع مع الروافض سائر الأمة الإسلامية بمختلف مذاهبنا وهؤلاء حسب معتقد الشيعة أولاد زنا، ولذلك جاء في الكافي : إن الناس كلهم أولاد بغايا ما خلا شيعتنا )) [الكافي، الروضة ص 135 ، ط لكنو 1886 م ، بحار الأنوار 24 / 311]. وقالوا : (( ما من مولود يولد إلا وإبليس من الأبالسة بحضرته ، فإن علم أن المولود من شيعتنا حجبه من ذلك الشيطان وإن لم يكن المولود من شيعتنا أثبت الشيطان أصبعه في دبر الغلام فكان مأبونا ، وفي فرج الجارية فكانت فاجرة )) [تفسير العياشي 2/ 218 ، البرهان 2/ 139] . وعقد المجلسي في البحار باباً لهذا الاعتقاد بعنوان (( باب إنه يدعى الناس بأسماء أمهاتهم إلا الشيعة )) وذكر فيه اثنتا عشرة رواية [بحار الأنوار 7 / 227] فهذا قذف شنيع للمسلمين جميعاً من فئة لعلها أقرب لهذا الوصف الذي ألصقته بالمسلمين وذلك بحكم قولها بالمتعة ، والمتعة الدورية ، وعارية الفرج ، في نصوص كثيرة في كتبهم المقدسة فهي قول القائل : (( رمتني بدائها وانسلت )) . ولا شك بأن هذه النظرة إلى حجاج بيت الله عند هذه الفئة لا تثمر إلا الاستهانة بالحجاج والاستخفاف بحقوقهم، واستحلال الوقيعة فيهم وفي أعراضهم وأولادهم ودمائهم وأموالهم ، ولعل ما يلمسه الحجيج من مضايقات من بعض الروافض في المشاعر إنما يصدر عن هذه التوجيهات الخفية ولو أتيحت لهم الفرصة كاملة لما أبقوا من أهل الإيمان والتوحيد باقية . الفصل الثاني خطط العدوان على بيت الله الحرام 1 نزع الحجر الأسود من الكعبة يقول النص : ((يا أهل الكوفة لقد حباكم الله عز وجل بما لم يحب أحد من فضل ، مصلاكم بيت آدم وبيت نوح وبيت إدريس ومصلى إبراهيم ولا تذهب الأيام والليالي حتى ينصب الحجر الأسود فيه [الوافي للفيض الكاشاني ، باب فضل الكوفة ومساجدها - المجلد الثاني ج 1 ص/215] . هذا وعد من زنادقة العصور البائدة أن يقوموا بنقل الحجر الأسود إلى أماكن العبادات عندهم وهي الأضرحة والقبور ، والتي يسمونها بالمشاهد، ويحدد هذا النص (( الكوفة )) : وهي الموطن الأول التي نسج فيها ابن سبأ اليهودي خيوط مؤامراته، ووضع فيها خليته الأولى ، ولذا جاء في نصوص الروافض إنه لم يقبل دعوتهم من بلاد الإسلام إلا الكوفة [انظر : بحار الأنوار ج 100 ص 259 ، ج 60 ص 209] . وهذه النصوص (( إسقاطات )) لرغبات مكبوتة ، ونوازع خفية لهذه الزمرة الحاقدة وهي لم تبق مجرد أمان ورغبات فحسب ، بل انطلق منها تحرك عملي في جمعيات سرية تجوب العالم الإسلامي ترفع شعارات أشبه بشعارات الماسون مثل (( محبة أهل البيت )) و(( الانتصار لظلم أهل البيت )) و(( عودة الإمامة لأهل البيت )) مع أنهم قد انقطعت صلتهم بالآل منذ منتصف القرن الثالث تقريباً . حيث يتبعون إماماً لاوجود له . كما أن هذا البروتوكول قد تم تطبيقه على يد القرامطة حيث اقتلعوا الحجر الأسود (في أحداث سنة 317 هـ ) وحملوه إلى البحرين ثم نقلوه بعد ذلك إلى الكوفة [انظر : الفرق بين الفرق للبغدادي ص 290 _ 291] . وقد بقي عندهم قرابة اثنين وعشرين سنة [ورد بعد ذلك من الكوفة إلى مكة على يد أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى النيسابوري شيخ نيسابور في عصره ، وأحد العباد المجتهدين المتوفي سنة 362 هـ].ولهذا حين ألف الإمام الخرقي - رحمه الله - (المتوفي سنة 334 ) مختصره في الفقه في تلك الفترة العصيبة ، قال حين جاء على ذكر مناسك الحج (( ثم تأتي الحجر الأسود إن كان فاستلمه )) [مختصر الخرقي ( مع شرحه المغني ): 3 370] . قال صاحب المغني (( وقول الخرقي )) إن كان (( يعني إن كان الحجر الأسود في موضعه لم يذهب به كما ذهبت به القرامطة حين ظهروا على مكة )) [المغني : 3/ 371]. وكل مؤمن يتأثر وتهتز مشاعره وهو يتصور هذا الحدث الرهيب ، وهذا الإلحاد بظلم في بيت الله الحرام. ولا يزال أحفاد القرامطة تراودهم أحلامهم لإعادة هذا الإلحاد ؛ ومحاولاتهم لإثارة الفتن في حرم الله مرات ، تنبئ عمّا تكنه صدورهم وما تنطوي عليه وثائقهم ، فهل ينتبه المؤمنون إلى مكائد الباطنين … ولا يلدغ المؤمن من جحر مرتين . وهناك خبيئة عجيبة هي أن نصوصهم تقول كما ينقل شيخهم وأحد آياتهم في هذا العصر (( إن المهدي يبدأ بغزو العالم انطلاقا من الكوفة وذلك بإرسال السرايا وبث الجيوش المتكاملة للقيام بهذه المهمة )) [محمد باقر الصدر ـ تاريخ ما بعد الظهور ص / 054]. ولعل من أهداف إصرار الخميني على الاستمرار في محاربة الشعب العراقي تحقيق هذا الهدف … أليس هو الذي يتولى القيام بأعمال المهدي كاملة بحكم مذهبه الذي أعلنه وعارضه جملة من الشيعة فيه ، وقبل الاحتلال قد يؤتي بالحجر من مكانه فالكوفة مركز الانطلاقة.كيف لا وهم يقولون في نصوصهم : (( إن الكوفة حرم الله، وحرم رسوله صلى الله عليه وسلم ، وحرم أمير المؤمنين وإن الصلاة فيها بألف صلاة والدهم بألف درهم ))[ الوافي : المجلد الثاني ج 8 ص 215] . فيتوّجون هذا الفضل المزعوم _ الذي هو نسج خيال رافضي موتور _ بنقل الحجر كفى الله المسلمين كيد الباطنين وعدوانهم . <!-- / icon and title --><!-- message --> 2 هدم الحجرة النبوية ، وإخراج الجسدين الطاهرين للخليفتين الراشدين وكسر المسجد النبوي ( حسب تعبيرهم ) يقول النص : ((وأجيء إلى يثرب، فأهدم الحجرة، وأخرج من بها وهما طريان فآمر بهما تجاه البقيع ، وآمر بخشبتين يصلبان عليهما. فتورقان من تحتهما، فيفتتن الناس بهما أشد من الأولى )) [بحار الأنوار ج 53 ص 104-105]. نص آخر يقول : (( هل تدري ما يبدأ به القائم.أول ما يبدأ به يخرج هذين رطبين غضين فيحرقهما ويذريهما في الريح ويكسر المسجد )). [بحار الأنوار ج 52 ص386] القائم : [يعني قائمهم الذي سيتولى خميني القيام بكافة أعماله بحكم مذهبهم الجديد في ولاية الفقيه ، ومنها هذا العمل وغيره من الأعمال التي ذكرنا نصوصها ] هذين : [ يعني خليفتي رسول الله صلى الله عليه وسلم ] ونص ثالث يقول : (( وهذا القائم هو الذي يشفي قلوب شيعتك من الظالمين والجاحدين والكافرين فيخرج اللات والعزى طريين فيحرقهما )) [عيون أخبار الرضا : 1/58 ، بحار الأنوار : 52/ 342] . اللات والعزى : [ يعنون خليفتي رسول الله أبا بكر وعمر رضي الله عنهما ] وهذه النصوص تكشف بشكل جلي واضح ، أن جيوشهم إذا وصلت إلى المدينة المنورة _ حفظ الله حرمه ، وخيب آمالهم _ فإن أول أعمالهم هو هدم الحجرة النبوية ، ونبش القبرين الطاهرين ، لا لشيء إلا للتشفي والانتقام ، وما أعظم هذه الأحقاد التي تريد التشفي من أموات مضى على موتهم مئات السنين … هل يوجد مثيل لهذا الحقد في عالما الإنسان على امتداد التاريخ … ولا شك بأن من يتمنى أن يفعل مثل هذا بالأموات ، فإن أمنيته أيضا وحنقه على الأحياء ( ممن يترضى عن الشيخين ) ورغبته في الانتقام منهم والتشفي بقتلهم أشد . كما قال بعض السلف :( لا يغل قلب أحد على أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إلا كان قلبه على المسلمين أغل )) [الإبانة لابن بطة ص 41] . وحسبك أن تعلم أنهم يرون أن من يزعم لأبي بكر وعمر الإسلام فهو عندهم في عداد الكافرين [وقد جاء في أصول الكافي ج 1 ص 373 ، وانظر : تفسير العياشي :1/ 178،البرهان للبحراني 1/ 293 ، بحار الأنوار 8 / 218] فهذه أمانيهم عبرت عنها نصوصهم أبلغ تعبير وهم يتطلعون لتحقيق هذه الأماني ، فقد بدت البغضاء من أفواههم ، وما تخفي صدورهم أكبر ، وما نقلته الأخبار عن محاولاتهم لنبش بعض قبور الصحابة في البقيع هو تطبيق لبعض هذه الخطط . وما يصرح به آياتهم من تهديد باحتلال الحرمين _ كما سيأتي _ هو لتحقيق هذا الهدف وغيره . ثم تحاول بروتوكولاتهم أن تصور ردة الفعل الإسلامية لهذا العمل الإجرامي ضد خلفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لتوطن أتباعهم على قبولها وامتصاصها بحيث لا تؤثر على استمرار المذابح الدموية منهم . حيث تشير بعض بروتوكولاتهم إلى أثر النبش والتخريب عند المسلمين فتقول… ثم يحدث حدثا فإذا فعل ذلك قالت قريش : اخرجوا بنا إلى هذا الطاغية ، فو الله لو كان محمدياً ما فعل ، ولو كان علوياً ما فعل، ولو كان فاطمياً ما فعل [تفسير العياشي : 2/ 58 ، بحار الأنوار : 52 / 342] . قال شيخهم وفخرهم المجلسي : لعل المراد بأحداث الحدث إحراق الشيخين الملعونين ، فلذا يسمونه عليه السلام بالطاغية [بحار الأنوار : 52 / 46]. انظر إلى تعليق شيخهم المجلسي وتفسيره للحدث الذي يحدثه مهديهم (أو نائبه ) والذي يثير ثائرة المسلمين ، تجده يقرر أن الحدث يعني إحراق قبر رسول الله وصاحبيه الذي يخصهما هذا الأفاك باللعن . وهذا المجلسي هو قدوتهم وعمدتهم ومن يعتمد قوله -كما يقولون - سواد الشيعة اليوم [انظر: الفيض القدسي ص 19-20 ( المطبوع مع بحار الأنوار) ج 105]، ولذا يصفونه برئيس الفقهاء والمحدثين وملاذ المحدثين في كل الأعصار ومعاذ المجتهدين في جميع الأمصار، وأعظم أعاظم الفقهاء والمحدثين ، وأفخم أفاخم علماء أهل الدين [انظر المصدر السابق ص 21 -22 ، 27 . والمجلسي من مؤسسي الغلو في دينهم حتى قال صاحب التحفة الإثني عشرية بأنه لو سمي دين الشيعة دين المجلسي لكان في محله ولذا قالوا بأنه لم يوجد له في عصره ولا قبله قرين في ترويج دينهم ومذهبهم ( انظر الفيض القدسي ص 17 )] وهو يقرر هذا بكل صراحة وبلا تقية أو مصانعة لأنه يعيش في ظل الدولة الصفوية التي حمته ففاض لسانه بما ينطوي عليه قلبه وقلوب زمرته . فهو يتحدث عن حلمهم حول الحجرة النبوية الطاهرة ، والحريق الذي يعدون أتباعهم بإشعاله فيها ، ويحدثهم بذلك وكأنه أمر سيقع لا محالة. ويبدو أن هذا الشعور أتاحته له فرصة وجوده في دولة شيعية هي الدولة الصفوية وإن لم يحكمها آياتهم ، لكن كان لهم فيها تمكن ونفوذ . وهذا هو شعور كل رافضي من هذه الفئة _كما يلاحظ القارئ _ يقرر لأتباعه هذه الوعود وكأنه يزف لهم البشرى بتحقيق أغلى أمانيهم . فهل توجد بعد هذا طائفة أشد مناوأة وعداوة لمقدسات المسلمين من هذه الطائفة . وباسم ولاية الفقيه يعلن اليوم البدء في تحقيق أعمال دولة المهدي بدعوى النيابة الكاملة عنه ، والمسلمون لا يعلمون شيئا من مخاطر هذه البروتوكولات السرية ولا يدركون ماذا سيصنعه مهدي الرافضة الذي يترقبون خروجه وهو لن يخرج لأنه لم يوجد ، لكن الخطر الأكبر أن يبدأ بتنفيذ أعمال هذا الموهوم وتحقيق مجازره الدموية ، وكأن مهدي الرافضة خرج اليوم بصورة عشرات من شيوخ الروافض . فقد أخرجوه بطريقة ماكرة خبيثة متلبسة بدعوى ولاية الفقيه . وهل هناك بعد هذا أصرح من هذه النصوص في كشف نوايا الرافضة ، ومبلغ عدائها للمؤمنين ، وعظيم حقدها على أهل الإسلام، ومحاولتهم الانتقام كلما حانت لها فرصة باسم ولاية الفقيه أو بأي شعار آخر. فخميني وزمرته نفذوها بحكم هذا المذهب الجديد الذي ابتدعه خميني بين طائفته[أشار في كتابه الحكومة الإسلامية إلى آخرين سبقوه في هذا المذهب ،ولكن لم تُتَحْ لهم رئاسة فيقومون بهذه الأعمال كحال خميني اليوم]هدم المسجد الحرام والمسجد النبوي : يقرر القوم عبر بروتوكولاتهم بأن منتظرهم سيقوم بهدم المسجدين الشريفين ويتستر بدعوى أنه سيردهما إلى أساسهما . يقول نصهم (( إن القائم يهدم المسجد الحرام حتى يرده إلى أساسه )) [الغيبة للطوسي ص / 282 ، بحار الأنوار : 52 / 338 ] . المسلمون يكثر عددهم _ ولله الحمد _ على مر الأيام ، ومن الطبيعي أنهم يحتاجون إلى مزيد من التوسعة في أرض الحرمين لا إلى هدمها ، فما غرض هذه الفئة بهذه العملية التي يحلمون بتحقيقها ، ويرون أنها واقعة على أيديهم لا محالة ، ( خيب الله ظنونهم وجعل تدبيرهم تدميرا لهم ). هل يريدون بهدم الحرمين صرف الناس إلى كربلاء ، والتي ما فتئ شيوخهم الغابرون والمعاصرون ينعقون بفضلها عندهم على بيت الله -كما سيأتي- فلا يطيب لهم عيش ولا يهنأ لهم منام حتى يحولوا الناس إلى كعبتهم، وهم يعدون أتباعهم بتحقيق ذلك حين قيام دولتهم . أم إنهم يهدفون إلى تقليص حجم الحرمين بسبب أنهم لا يرون على الإسلام سوى طائفتهم _ كما مرّ نقل إجماعهم على ذلك – فهم سيمنعون سائر المسلمين من دخول الحرمين بحكم أنهم كقار في إعتقادهم ، فما يبقى بعد ذلك من أرض الحرمين كافٍ لطائفتهم لأنهم لا يمثلون سوى قلة قليلة من المسلمين. [ يقول بعض المستشرقين: إن نسبتهم 10% من مجموع المسلمين ، وما أظنهم يبلغون ذلك ، وقد ذكر بعض كتابهم أنهم سبعون مليون(70 مليون) ومنهم من قال إن عددهم مائة مليون وهم عادة يبالغون في عددهم كلون من الدعاية المذهبية.] أم إنه قد غاظهم تجمع المسلمين بكثافة كبيرة في البلاد المقدسة ، والتوسعة المستمرة التي عملت لتستوعب تلك الأعداد وهم في كربلاء ومشاهدهم لا يلتفت إليهم أحد سوى أتباعهم الذين غرروا بهم فهم يرددون هذه الكلمات للتعبير عن هذه الأحقاد والتنفيس عن قلوب سودٍ أكَلَها الحسد ومزقتها الضغائن والأحقاد. ولا يظن ظانٌ أن هذا البروتوكول من معتقدات قدمائهم فحسب، بل إن آياتهم في هذا العصر يفخرون بتطبيقه. يقول آيتهم محمد باقر الصدر إنه ( أي مهديهم الذي يتولى شيوخهم النيابة عنه): " سيقوم بتقليص حجم المسجد الحرام وإرجاعه إلى أسسه .. وبذلك لا تبقى ربع المسافة التي عليها المسجد في العصر الحاضر، وخاصة بعد التوسعات الضخمة التي أدخلت عليه أخيراً".[ تاريخ ما بعد الظهور ص 828]. ثم يشير إلى أنه يحاول تقليص عدد الطائفين مراعاة لحجم البيت حيث يتم – كما يقول – " منع الطواف المستحب .. فتعطى القدمة لصاحب الفريضة وبذلك يقل عدد الطائفين بالبيت إلى حد كبير"[تاريخ ما بعد الظهور ص 829] . فإذا كانت هذه أهدافهم فما بالهم يموجون ويثورون إذا تم تنظيم الحجيج .. وهذا لا يعني أننا ندافع عن الطرف الآخر ، لكن الهدف أن نبين أن مطالبتهم برفع نسبة عدد الحجاج من طائفتهم ليس غايته الرغبة في الحج، ولكن لتحقيق أهداف أخرى. وبعد .. فهل من يسعى لهدم الحرمين وتقليصهما يهمه أمر الحج ؟ وهل هناك بيان لضخامة الكيد وبالغ الحقد عندهم ضد مقدسات المسلمين أبلغ من هذه الخطط التي سطرتها أقلامهم ودُنت في كتبهم المقدسة ، والتي يحلمون بتطبيقها حين تقوم لهم دولة برئاسة واحد ممن يدعون إمامته ، أو من يتولى النيابة عنه حسب المذهب الجديد عندهم فينقضون على حرم الله الآمن هدماً وتخريباً!!. وواضع هذه النصوص يعلم علم اليقين أنه لا يوجد لهم إمام غائب ، ولكنه يعبر عن أحلامه وآماله ، ويرسم خططه،ويخطط لطموحاته وتطلعاته حين تقوم لهم دولة برئاسة الإمام أو نائبه.وقد قامت دولتهم، وبدأت محاولاتهم لبث الفتنة في الحرمين " ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين" [الأنفال 30] ثم لا يخفى أن هذه "البروتوكولات" بغض النظر عن العنصر " الخرافي" فيها هي " إسقاطات وإعترافات" تنم عن دخائل نفوسهم وما تكنه صدورهم من مناوأة لدين الإسلام، وسعي في الكيد له حتى يتمنون أن تتاح لهم فرصة لهدم الحرمين ، ونبش القبرين الطاهرين، وحينما يحسون بعجزهم عن تحقيق ذلك يُعزُّون أنفسهم بأن هذا لا بد أن يتحقق عندما تقوم دولتهم على يد منتظرهم فهي تكشف في الحقيقة ماذا سيفعلون لو واتتهم فرصة الحكم والتسلط. ولذك فإن المعاصرين منهم يتمنون فتح مكة والمدينة كما جاء على ألسنة آياتهم ليحققوا أحلامهم التي أفصحت عنها أخبارهم. يقول آيتهم وشيخهم المعاصر حسين الخراساني : " إن طوائف الشيعة يترقبون من حين لآخر أن يوماً قريباً آت يفتح الله لهم تلك الأراضي المقدسة .. " [ الإسلام على ضوء التشيع ص 132-133]. فهو يحلم بفتحها وكأنها بيد كفار ، ذلك لأن لهم أهدافهم المبيتة ضد الديار المقدسة. وفي احتفال رسمي وجماهيري أقيم في عبدان في 17-03-1979م ، تأييداً لثورة خميني ، ألقى أحد شيوخهم ( د. محمد مهدي صادقي) خطبة في هذه الإحتفال سجلت باللغتين العربية والفارسية، ووصفتها الإذاعة بأنها مهمة ، ومما جاء في هذه الخطبة: " أصرح يا إخواني المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ، أن مكة حرم الله الآمن يحتلها شرذمة أشد من اليهود [تعد الرافضة جميع المسلمين أشد كفراً من اليهود والنصارى ، وانظر – مثلا- ما قاله شيخهم الملقب عندهم بالعلامة ( المطهر الحلي) في كتابه " الأفين" ص 3.] .. ثم ذكر بأنه حين تثبت ثورتهم على أقدامها سينتقلون إلى القدس ومكة المكرمة وإلى أفغانستان.[ أذيعت هذه الخطبة من " صوت الثورة الإسلامية من عبدان الساعة 12 ظهراً من يوم: 17-3-1979م، انظر : وجاء دور المجوس ص 344] وهكذا يرى أن مكة، وهي تستقبل كل عام الحجيج من كل فج عميق ، ويرتفع عليها علم التوحيد ، ويأمن فيها كل معتمر وحاج ، يرى أن هذا كوضع القدس التي يحتلها اليهود ، ووضع أفغانستان اليت يحتلها الملاحدة الشيوعيون ... فأي هدف ينشده في السير إلى مكة ؟؟ لعله يكون ما أفصحت عنه هذه البروتوكولات !! ولذا نشرت مجلة الشهيد الإيرانية – لسان حال علماء الشيعة في قم – في العدد 46 الصادر بتاريخ : 16 شوال 1400هـ ، صورة تمثل الكعبة المشرفة وإلى جانبها صورة المسجد الأقصى المبارك وبينهما ( يد قابضة على نبدقية) وتحتها تعليق نصه : " سنحرر القبلتين" . [انظر مجلة الشهيد ، العدد المذكور ،وانظر : جريدة المدينة السعودية الصادرة في 27 ذي القعدة 1400هـ ، وانظر ما كتبه الشيخ محمد عبد القادر آزاد / رئيس مجلس علماء باكستان ، عما شاهده في أثناء زيارته لإيران، حيث يقول بأنه رأى على جدران فندق هيلتون في ظهران ، والذي يقيمون فيه ، شعارات مكتوباً عليها: " سنحرر الكعبة والقدس وفلسطين من أيدي الكفار .." . . انظر الفتنة الخمينية للشيخ محمد آزاد ص 9] الفصل الثالث الأنواع التي يخصونها بالقتل والاعتداء قتل أهل السنة يخرج قائمهم أو من يقوم بمهمته " موتوراً غضبان أسفاً .. يجرد السيف على عاتقه" [بحار الأنوار 52/361] فيحصد أهل السنة الذين تلقبهم وثائق الرافضة " بالمرجئة" حتى قالوا :" ويح هذه المرجئة [قال شيخهم الطرحي: "وسماهم مرجئة لأنهم زعموا أن الله تعالى أخر نصب الإمام ليكون نصبه باختيار الأمة بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم" . مجمع البحرين: 1/177-178، وانظر : مرآة العقول:4/371).] إلى أن من يلجئون غداً إذا قام قائمنا ؟ " [الغيبة للنعماني ص190، بحار الأنوار : 52/357] يذبحهم والذي نفسي بيده كما يذبح القصاب شاته.[الغيبة للنعماني ص 190-191 ، بحار الأنوار: 52/357] وأحياناً تلقبهم بالمخالفين وتقول عنهم :" ما لمن خالفنا في دولتنا نصيب ، إن الله قد أحل لنا دماءهم عند قيام قائمنا.!"[ بحار الأنوار: 52/376]. (ص80) وحيناً تسميهم بالنواصب وتقول: " فإذا قام قائمنا عرضوا كل ناصب عليه فإن أقر بالإسلام وهي الولاية وإلا ضربت عنقه أو أقر بالجزية فأداها كما يؤدي أهل الذمة"[تفسير فرات: ص 100، بحار النوار: 52/373]. ويُلاحظ التناقض بين هذا وبين ما سيأتي من عدم قبوله التوبة منهم. قتل الشيعة غير الغلاة ولا يكتفون بقتل أهل السنة بل إن قائمهم ( أو من ينوب عنه بمقتضى نيابة شيوخهم عن المهدي في فترة غيبته المزعومة) يتتبع الشيعة الزيدية غير الغلاة فيقتلهم. تقول نصوصهم: " إذا قام القائم سار إلى الكوفة فيخرج منها بضعة عشر آلاف أنفس – كذا – يدعون البترية عليهم السلاح فيقولون له : ارجع من حيث جئت فلا حاجة لنا في بني فاطمة ، فيضع فيهم السيف حتى يأتي على آخرهم" [ الإرشاد ص 411-412، بحار الأنوار 52/338]. البترية : هم أصحاب الحسين صالح بن حي وهم فرقة من الزيدية وهي أقرب فرق الزيدية لأهل السنة. انظر عنهم: ( مقالات الإسلاميين: 1/144، الملل والنحل: 1/161، الخطط:2/352). قتل العرب يقولون بأن منتظرهم ( أو من يقوم مقامه من آياتهم ) يسير في العرب بما في الجفر الأحمر (وهو قتلهم). [بحار الأنوار : 52/313/318]. وكثير من نصوصهم تعد العرب بملحمة على يد غائبهم لا تُبقي على رجل أو إمرأة ولا صغير ولاكبير بل تأخذهم جميعاً فلا تغادر منهم أحداً ، حتى قالت بروتوكولاتهم : " ما بقي بيننا وبين العرب إلا الذبح". [الغيبة للنعماني ص 155، بحار الأنوار: 52/349]. ويُلاحظ أن هذا الآستئصال العام الشامل للجنس العربي لا يُفرق بين شيعي وسني مع أن من العرب من يشايع هذه الزمرة، ولكن أخبارهم تؤكد أنه لن يتشيع أحد من العرب حين قيام دولة منتظرهم ولهذا تحذر من الإغترار بهم ، وإن تشيعوا فتقول: " اتق العرب ، فإن لهم خبر سوء ، أما أنه لم يخرج مع القائم منهم واحد".[ الغيبة للطوسي ص 284، بحار الأنوار:52/333]. ومع أن في الشيعة من العرب كثير إلا أنهم يقولون بأنهم سيمحصون فلا يبقى منهم إلا النزر اليسير.[الغيبة للنعماني ص 137، بحار الأنوار 52/114]. وحرب الخميني للشعب العراقي( بلا تفريق بين شيعته وسنته) هي بداية في تطبيق هذا المبدأ وهو القتل العام للجنس العربي، ومحاولة إفنائه .. وقد وضح الأمر لكل ذي عينين ، إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب. ولا يخفى أن تخصيص العرب بالقتل يدل على تغلغل الإتجاه الشعوبي لدى واضعي هذه الروايات .. وهي تبين مدى العداوة للجنس العربي لدى مؤسسي مذهب الرافضة ، والرغبة في التشفي منهم بقتلهم وذلك – في حقيقة الأمر – لا يعود لجنسيتهم بل للدين الذي يحملونه. تخصيص المسلمين بالقتل وقد وردت في بروتوكولاتهم نصوص كثيرة تخصص المسلمين بالقتل. ولذا اعترف آيتهم الصدر بأن ظاهر رواياتهم أن كثرة القتل مختصة بالمسلمين. [ تاريخ ما بعد الظهور ص 579]. الإثخان في القتل والإستئصال الشامل للبشرية مهدي الروافض الذي تحلم بمجيئه وتتوقع خروجه ، والذي يتولى شيوخ الروافض ، بحكم مذهبهم في ولاية الفقيه القيام بالنيابة عنه ، وأداء أعماله وتحقيق أهدافه. هذا الموعود (أو نائبه العام) سيقوم بعملية قتل شامل، وإفناء كامل للناس لا يسلم منه إلا القليل وهم الرافضة . تقول بروتوكولاتهم : لا يكون هذا الأمر حتى يذهب تسعة أعشار الناس" .[ الغيبة للنعماني ص146]. قال آيتهم : محمد باقر الصدر: " أقول والمراد من هذا الأمر: ظهور المهدي (ع ) .[تاريخ مابعد الظهورص482]. وقال جعفرهم : " لا يكون هذا الأمر حتى يذهب ثلثا الناس". فقيل له : فإذا ذهب ثلثا الناس فما يبقى؟ فقال(ع ) : أما ترضون أن تكونوا الثلث الباقي؟.[بحار الأنوار ج13 ص156 ط . الحجر]. يقول آيتهم الصدر: " وهذا القتل الشامل للبشرية كلها.. يتعين حصوله بحرب عالمية شاملة قوية التأثير".[تاريخ الظهور:ص 483]. وتختلف نصوصهم في تحديد النسبة الباقية. يقول شيخهم المعاصر الصدر في توجيه ذلك : " واختلاف هذه النسب المذكورة في الأخبار لقلة الناس دال على كونها على وجه التقريب لا التحديد. على أنه يمكن الأخذ بأكبر نسبة وهو تسعة أعشار لأن الإخبار بذهاب الأقل لا ينافي الأخبار عن ذهاب الأكثر."[ تاريخ الظهور: ص 483]. وهناك تعاليم يومية مستمرة ، للأتباع تحثهم وتدعوهم لطلب الثأر والانتقام وذلك عبر أدعية الزيارات ومناسك المشاهد ، وهذا القتل الشامل لا ينجو منه إلا الرافضة ، ومهما أعلن غيرهم التوبة والرجوع فلا يُقبل منهم توبة ولا رجوع ، يقول الصدر : " إن الإمام المهدي (ع) سوف يضع السيف في كل المنحرفين الفاشلين في التمحيص، ضمن التخطيط السابق على الظهور فيستأصلهم جميعاً، وإن بلغوا الآلاف ولا يُقبل إعلانهم التوبة والإخلاص".[ تاريخ مابعد الظهور:ص558]. وهذه السيرة ليست من الإسلام في شيىء وهم يعترفون أنها شرعة جديدة مخالفة لنهج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمير المؤمين علي الذي يزعمون التشيع له . تقول نصوصهم : " إن القائم أمر أن يسير بالقتل ولا يستتيب أحداً" . [ الغيبة للنعماني ص 153ـ بحار الأنوار: 52/353] ، بل إنه يقتل من لاذنب له !! تقول رواياتهم : " إذا خرج القائم قتل ذراري قتلة الحسين بفعل آبائها".[ علل الشرائع: ص 299، عيون أخبار الرضا: 1/273، بحار الأنوار: 52/313]. وتُصور بعض رواياتهم مبلغ مايصل إليه من سفك دماء الناس ( من غير طائفته) حتى تقول " لو يعلم الناس ما يصنع القائم إذا خرج لأحب أكثرهم ألا يروه مما يقتل من الناس .. حتى يقول كثير من الناس : ليس هذا من آل محمد ، لو كان من آل محمد لرحم".[الغيبة للنعماني ص 154 ، بحار الأنوار:52/354]. وهذا قول يدين القائم بالخروج عن سنن الرحمة والعدل التي عرف بها أهل البيت ، بل إنه خرج عن سنة المصطفى r ، وهذا ما يصرحون به . فقد سُئل الباقر – على حد زعمهم – " أيسير القائم بسيرة محمد؟ فقال: هيهات ! إن رسول الله r سار في أمته باللين ، وكان يتألف الناس ، القائم أمر أن يسير بالقتل وألا يستتيب أحداً ، فويل لمن ناوأه". [الغيبة للنعماني ص 153، بحار الأنوار: 52/353]. فالرافضة تزعم أنه أُمر بسيرة تخالف سيرة رسول الله r ، وقد أجمع المسلمون أن كل ما خالف سيرته r فهو ليس من الإسلام، فهل بعث برسالة غير رسالة الإسلام؟!. وكيف يؤمر بخلاف سيرة رسول الله r !! هل هو نبي أوحي إليه من جديد؟؟ ولا نبي بعد خاتم الأنبياء، ولا وحي بعد وفاته وكل من ادعى خلاف ذلك فهو مفتر دجال، لمعارضته للنصوص القطعية، وإجماع الأمة على ختم الوحي والنبوة بوفاة سيد المرسلين r. ولكن هذه الروايات تصور ما في قلوب واضعيها من حقد على الناس ، ولا سيما أمة الإسلام التي تخالفهم في نهجهم، وأنهم يتمنون يوماً قريباً آتياً يحققون فيه هذه " الأحلام" التي تكشف حقيقتها هذه الروايات، ويترجمها واقع الشيعة في العهد الصفوي، وفي دولة الآيات القائمة، وفي منظماتهم في لبنان. ومعلوم أن أمير المؤمنين علياً رضي الله عنه الذي يزعمون التشيع له لم يُكَفِّر مخالفيه ، ولم يقاتل إلا من بغي عليه ، فقائمهم الذي يفعل هذه الأفاعيل ومن تبعه في نهجه، ليس من شيعة علي، وقد اعترفوا في رواياتهم أن قائمهم لا يأخذ بسيرة علي، وفقد سئل الصادق – كما يزعمون – " أيسير القائم بخلاف سيرة علي ؟ فقال: نعم، وذاك أن علياً سار بالمن والكف لعلمه أن شيعته سيظهر عليه من بعده، أما القائم فيسير بالسيف والسبي، لأنه يعلم أن شيعته لن يظهر عليهم من بعده أبداً.[الغيبة للنعماني: ص 153 ، بحار الأنوار: 52/353]. وقال صادقهم يخاطب بعض الشيعة" كيف أنت إذا رأيت أصحاب القائم قد ضربوا فساطيطهم في مسجد الكوفة، ثم أخرج المثال : " الجديد، على العرب شديد". قال (الراوي) قلت: جُعل فداك ما هو؟ قال : الذبح. قال : قلت بأي شيء يسير فيهم، يما سار علي بن أبي طلاب في أهل السواد؟ قال: لا ، إن علياً سار بما في الجفر الأبيض ، وهو الكف، وهو يعلم أنه سيظهر على شيعته من بعده، وأن القائم يسير بما في الجفر الأحمر وهو الذبح وهو يعلم أنه لا يظهر على شيعته. [بحار الأنوار: 52/318، وهذه الرواية في بصائر الدرجات كما أشار إلى ذلك المجلسي.] قتل الأسرى والجرحى ومهديهم أو نائبه خميني ومن بعده من شيوخهم إذا تمكنوا من السلطة لا يرحمون أحداً ولو كان أسيراً ، أو جريحاً ، أو مولياً فاراً، وإن كان من المسلمين، لأنه لا إسلام عندهم إلا مذهب الروافض. يقول النص "القائم له أن يقتل المُولِّي ويُجهز على الجريح". [الغيبة للنعماني ص 121] ولعل ما نسمعه من قتل الإيرانيين للأسرى في الحرب الدائرة مع العراق تطبيق لهذا المبدأ وعمل به. القتل صفة دائمة ملازمة له تقول نصوصهم: إن قائمهم " ليس شأنه إلا القتل فلا يستبقي أحداً، ولا يستتيب أحداً".[بحار الأنوار: 52/231 ، 52/349] .. والمتابع لخميني منذ ظهوره يرى أنه قد حاول أن يلتزم بهذه الصفة لتحقيق صفة عموم ولاية الفقيه التي تبناها. ولن يتوقف عن عملية القتل المستمرة حتى يوري حقده إن كان لهذا سبيل، أو يأتي يوم يخشى فيه إزهاق روحه أو إسقاط دولته، و إلا فإن القتل وإزهاق الأرواح عند هذه الفئات أحلى من العسل، وإيقاف ذلك أشد عليهم من تجرع السم الزعاف. [ هذا ماكتبناه عند صدور الطبعة الأولى من الكتاب . وقد توقفت الحرب مع العراق فيما بعد ، وصرح خميني حينذاك .." أن إيقاف الحرب أشد عليه من شرب كأس سم ...!!!] <!-- / message --><!-- / message --><!-- / message --><!-- / message --><!-- / message --><!-- / message --><!-- / message --><!-- / message --> <!-- / message --> |
#2
|
|||
|
|||
جزاك الله خير اخي الكريم اكرم ودعماً لما قلت اسمح لي ان اعرض لكم الكتاب كامل لمن اراد ان يقراء بروتوكولات آيات قم حول الحرمين المقدسين كـتاب يكـشف خـطط الروافـض السرية للعدوان على الحـرمين وزوارهما http://www.almaktba.com/out.php?bid=14 |
#3
|
|||
|
|||
مشكور اخوي
للمزيد موضوع شامل عن التفجيرات....الارهابية ... الشيعية http://www.11emam.com/vb/showthread.php?p=157758
__________________
كشف الحقائق المستخبية http://www.eltwhed.com/vb/ http://www.ansaaar.net/vb/search.php...&starteronly=1 http://www.kalemasawaa.com/vb/search...&starteronly=1 http://www.ebnmaryam.com/vb/f4 |
أدوات الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | الأقسام الرئيسية | مشاركات | المشاركة الاخيرة |
هل اذى الامامية الاثنى عشرية أحد فرق الشيعة الصحابة والناس و النبي الأكرم محمد (ص) ؟؟؟ | ابو هديل | الشيعة والروافض | 0 | 2020-03-16 08:57 PM |
صحاح الامامية الاثنى عشرية احد فرق الشيعة ومراجعهم سعد بن عبادة جاحد كافر مرتد ولهذا بتر الله عمره | ابو هديل | الشيعة والروافض | 0 | 2020-02-29 02:28 AM |
أدلة إثبات أن الشيعة يؤمنون بوجود اكثر من مهدي واختلافهم في كيفية ظهوره | ابو هديل | الشيعة والروافض | 1 | 2020-02-26 07:20 PM |
شيوخ وأعلام الامامية الاثنى عشرية الشيعة يحاكمون سعد بن عبادة ويحكمون بردته ويعتقدون بأن الجن قتله | ابو هديل | الشيعة والروافض | 0 | 2020-02-23 08:20 PM |
اخبار الامامية الاثنى عشرية التي كلها من الاسرائيليات وضيعوا دينهم بشهادة علماء الشيعة | ابو هديل | الشيعة والروافض | 0 | 2020-01-15 08:36 PM |