جديد المواضيع |
للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب |
منتدى السنة | الأذكار | زاد المتقين | منتديات الجامع | منتديات شباب الأمة | زد معرفة | طريق النجاح | طبيبة الأسرة | معلوماتي | وادي العرب | حياتها | فور شباب | جوابى | بنك أوف تك |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
وجعلنا الليل والنهار ايتين فمحونا ايه الليل وجعلنا ايه النهار مبصره لتبتغوا فضلا من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب وكل شيء فصلناه تفصيلا الاسراء: 12
وجعلنا الليل والنهار ايتين فمحونا ايه الليل وجعلنا ايه النهار مبصره
لتبتغوا فضلا من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب وكل شيء فصلناه تفصيلا الاسراء: 12 في هذه الايه الكريمه يذكرنا ربنا تبارك وتعالي بانه قد جعل الليل والنهار ايتين من اياته الكونيه المبهره التي تدل علي طلاقه قدرته, وبالغ حكمته, وبديع صنعه في خلقه, فاختلاف هيئه كل من الليل والنهار في الظلمه والنور, وتعاقبهما علي وتيره رتيبه منتظمه ليدل دلاله قاطعه علي ان لهما خالقا قادرا عليما حكيما.. والايه في اللغه العلامه والجمع اي, وايات والايه من كتاب الله جماعه حروف تكون كلمه او مجموعه كلمات تبني منها الايه لتحمل دلاله معينه. اراء المفسرين يذكر عدد من المفسرين في شرح هذه الايه الكريمه ان الله تعالي قد جعل من صفات الليل انه مظلم, كما جعل من صفات النهار انه منير, وربما كان ذلك هو ايه كل منهما, وهذا الفهم دفع ببعض المفسرين الي القول بان من معاني قوله تعالي:فمحونا ايه الليل.. اي جعلنا الليل, وهو ايه من ايات الله مظلما, وجعلنا من صفاته تلك الظلمه, وان من معاني قوله تعالي:وجعلنا ايه النهار مبصره اي جعلنا الايه( التي هي النهار) منيره تعين علي الابصار فيها, من نحو قول العرب:ابصر النهار اذا انار وصار بحاله يبصر فيها, ولكن المقابله بين محو ايه الليل وجعل ايه النهار مبصره ربما تتحمل من المعاني ما هو فوق ذلك, مما يحتاج الي توظيف العديد من الحقائق العلميه الحديثه من اجل حسن فهم دلاله تلك المقابله. فواضح نص الايه الكريمه ان الله تعالي قد محا ايه الليل, وابقي ايه النهار مبصره لكي يتيح الفرصه للخلق لابتغاء الفضل منه, والسعي علي كسب الرزق اثناء النهار, وللخلود الي السكينه والراحه بالليل, وان في هذا التبادل بين الليل المظلم والنهار المنير وسيله ميسره لتحديد الزمن, ولتاريخ الاحداث, فبدون ذلك التتابع الرتيب لليل والنهار يتلاشي احساس الانسان بمرور الزمن, وتتوقف قدرته علي متابعه الاحداث والتاريخ لها, ولذلك يمن علينا ربنا تبارك وتعالي في ختام هذه الايه الكريمه بانه قد فصل لنا كل شيء في وحيه الخاتم القران الكريم الذي ليس من بعده وحي من الله, وليست من بعده ايه رساله ربانيه, ولذلك جاء ذلك التفصيل الالهي تفصيلا دقيقا واضحا لكل امر من امور الدين الذي لا يستطيع الانسان ان يضع لنفسه فيه ايه ضوابط صحيحه. ايتا الليل والنهار الليل والنهار ايتان كونيتان عظيمتان من ايات الله في الخلق, تشهدان بدقه بناء الكون, وانتظام حركه كل جرم فيه, واحكام السنن الضابطه له, ومنها تلك السنن الحاكمه لحركات كل من الارض والشمس, والتي تتضح بجلاء في التبادل المنتظم للفصول المناخيه, والتعاقب الرتيب لليل والنهار, وما يصاحب ذلك كله من دقه واحكام بالغين..!! فنحن نعلم اليوم ان التبادل بين الليل المظلم والنهار المنير هو من الضرورات اللازمه للحياه علي الارض, ولاستمراريه وجود تلك الحياه بصورها المختلفه حتي يرث الله تعالي الارض ومن عليها. فبهذا التبادل بين الظلام والنور يتم التحكم في درجات الحراره والرطوبه, وكميات الضوء اللازمه للحياه في مختلف بيئاتها الارضيه, كما يتم التحكم في العديد من الانشطه والعمليات الحياتيه من مثل التنفس, والنتح, والتمثيل الضوئي, والايض, وغيرها ويتم ضبط التركيب الكيميائي للغلاف الغازي المحيط بالارض, وضبط صفاته الطبيعيه, وتتم دوره المياه بين الارض والسماء والتي لولاها لفسد كل ماء الارض كما يتم ضبط حركات كل من الامواج المختلفه في البحار والمد والجزر, والرياح والسحاب, ونزول المطر باذن الله, ويتم تفتيت الصخور وتكون التربه بمختلف انواعها ومنها الصالحه للانبات, وغير الصالحه, وترسب الصخور ومنها القادره علي خزن كل من الماء والنفط والغاز ومنها غير القادره علي ذلك, وتركيز مختلف الثروات الارضيه, وغير ذلك من العمليات والظواهر التي بدونها لا يمكن للارض ان تكون صالحه للحياه. وتعاقب الليل والنهار علي نصفي الارض هو كذلك ضروري, لان جميع صور الحياه الارضيه لا تتحمل مواصله العمل دون راحه والا هلكت, فالانسان والحيوان والنبات, وغير ذلك من انماط الحياه البسيطه يحتاج الي الراحه بالليل لاستعاده النشاط بالنهار او عكس ذلك بالنسبه لانماط الحياه الليليه فالانسان علي سبيل المثال يحتاج الي ان يسكن بالليل فيخلد الي شيء من الراحه والعباده والنوم مما يعينه علي استعاده نشاطه البدني والذهني والروحي, وعلي استرجاع راحته النفسيه, واستجماع قواه البدنيه حتي يتهيا للعمل في النهار التالي وما يتطلبه ذلك من قيام بواجبات الاستخلاف في الارض, وقد ثبت بالتجارب العمليه والدراسات المختبريه ان افضل نوم الانسان هو نومه بالليل, خاصه في ساعات الليل الاولي, وان اطاله النوم بالنهار ضار بصحته لانه يوثر علي نشاط الدوره الدمويه تاثيرا سلبيا, ويودي الي شيء من التيبس في العضلات, والتراكم للدهون علي مختلف اجزاء الجسم, والي زياده في الوزن, كما يودي الي شيء من التوتر النفسي والقلق, وربما كان مرد ذلك الي الحقيقه القرانيه التي موداها ان الله تعالي قد جعل الليل لباسا, وجعل النهار معاشا, والي الحقيقه الكونيه التي موداها ان الانكماش الملحوظ في سمك طبقات الحمايه في الغلاف الغازي للارض ليلا, وتمددها نهارا يودي الي زياده قدراتها علي حمايه الحياه الارضيه بالنهار عنها في الليل حين ترق طبقات الحمايه الجويه تلك رقه شديده قد تسمح لعدد من الاشعات الكونيه بالنفاذ الي الطبقات الدنيا من الغلاف الغازي للارض, وهي اشعات مهلكه مدمره لمن يتعرض لها لمدد كافيه, ومن هنا كان ذلك الامر القراني بالاستخفاء في الليل والظهور في النهار ومن هنا ايضا كان امره الي خاتم الانبياء والمرسلين صلي الله عليه وسلم ان يستعيذ بالله تعالي من شر الليل اذا دخل بظلامه, وان يلتجئ الي الله ويعتصم بجنابه من اخطار ذلك فقال عز من قائل: ومن شر غاسق اذا وقب*[ الفلق:3] فهذا الشر ليس مقصورا علي الظلمه وما يمكن ان يتعرض فيها المرء الي مخاطر البشر, بل قد يمتد الي مخاطر الكون التي لا يعلمها الا الله تعالي. ثم ان هذا التبادل في اليوم الواحد بين ليل مظلم ونهار منير, يعين الانسان علي ادراك حركه الزمن, وتاريخ الاحداث, وتحديد الاوقات بدقه وانضباط ضروريين للقيام بمختلف الاعمال, ولاداء جميع العبادات, وللوفاء بمختلف العهود والحقوق والمعاملات وغير ذلك من الانشطه الانسانيه, فلو كان الزمن كله علي نسق واحد من ليل او نهار ما استقامت الحياه وما استطاع الانسان ان يميز من حياته ماضيا او حاضرا او مستقبلا, وبالتالي لتوقفت الحياه, ولذلك يقول ربنا تبارك وتعالي في ختام الايه: .. لتبتغوا فضلا من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب.. ولذلك ايضا يمن علينا ربنا وهو تعالي صاحب الفضل والمنه بتبادل الليل والنهار في العديد من ايات القران الكريم, ومع ايماننا بذلك, وتسليمنا به يبرز التساول في الايه الكريمه التي نحن بصددها رقم12 من سوره الاسراء عن مدلول ايتي الليل والنهار, وعن كيفيه محو ايه الليل وابقاء ايه النهار مبصره؟.. محو ايه الليل وابقاء ايه النهار مبصره عند المفسرين: في شرح معني هذه الايه الكريمه ذكر نفر من المفسرين ان ايتي الليل والنهار نيراهما, فايه الليل هي القمر, وايه النهار هي الشمس, واذا كان الامر كذلك فكيف محيت ايه الليل, والقمر لا يزال قائما بدورانه حول الارض ينير ليلها كلما ظهر؟, فقد روي عن عبدالله بن عباس رضي الله تبارك وتعالي عنهما انه قال: كان القمر يضئ كما تضئ الشمس, والقمر ايه الليل, والشمس ايه النهار, وعلي ذلك فمعني قول الحق تبارك وتعالي:فمحونا ايه الليل هو السواد الذي في القمر اي انطفاء جذوته, واضاف: ان مدلول وجعلنا الليل والنهار ايتين اي ليلا ونهارا, وكذلك خلقهم الله عز وجل. وتبع ابن عباس في ذلك قتاده( يرحمه الله) الذي قال: كنا نحدث ان محو ايه الليل سواد القمر الذي فيه, وجعلنا ايه النهار مبصره اي منيره, وخلق الشمس انور من القمر واعظم. وفي الكلام اشاره دقيقه الي الفارق الذي حدده القران الكريم في ايات عديده بين ضوء الشمس ونور القمر, والذي لم يدركه العلماء الا متاخرا بان الاول ينطلق من نجم ملتهب شديد الحراره, مضئ بذاته بينما الثاني ينتج عن انعكاس اشعه الشمس علي سطح القمر البارد المعتم. وقال نفر اخر من المفسرين ان ايه الليل هي ظلمته, كما ان ايه النهار هي نوره ووضاءته, فالله تعالي جعل من الظلام ايه لليل, كما جعل من النور ايه للنهار, فيعرف كل منهما بايته, اي بعلامته الداله عليه, ومن هولاء المفسرين ابن جريج( يرحمه الله) الذي نقل عن عبدالله بن كثير( رحمه الله عليه) قوله: ايتا الليل والنهار هما ظلمه الليل, وسرف النهار. وهنا يتبادر الي الذهن السوال التالي: كيف يستقيم هذا الفهم مع قول الحق( تبارك وتعالي): فمحونا ايه الليل وظلمه الليل باقيه مع بقاء نور النهار؟ واذا كانت ايه الليل هي ظلمته فكيف محيت تلك الظلمه وهي لاتزال باقيه؟ وعلي الرغم من هذا التعارض فقد ايد عدد من المفسرين المعاصرين هذا الفهم بصوره او اخري ومنهم صاحب الظلال( يرحمه الله) الذي كتب مانصه... والليل والنهار ايتان كونيتان كبيرتان تشيان بدقه الناموس الذي لايصيبه الخلل مره واحده, ولايدركه التعطل مره واحده, ولا يني يعمل دائبا بالليل والنهار, فما المحو المقصود هنا وايه الليل باقيه كايه النهار؟ يبدو والله اعلم ان المقصود به ظلمه الليل التي تخفي فيها الاشياء, وتسكن فيها الحركات والاشباح.., فكان الليل محو اذا قيس الي ضوء النهار, وحركه الاحياء فيه والاشياء, وكانما النهار ذاته مبصر بالضوء( بالنور) الذي يكشف كل شئ فيه للابصار. من هذا الاستعراض يتضح اختلاف اراء المفسرين قدامي ومعاصرين في اجتهادهم لفهم دلاله الايه القرانيه الكريمه التي نحن بصددها( الايه الثانيه عشره من سوره الاسراء) فمنهم من قال بان ايه النهار هي نوره الوضاء, او هي الشمس مصدر ذلك الضياء, بينما ايه الليل هي ظلمته, او هي القمر المتميز بظلمه سطحه الذي لا ينير الا بسقوط اشعه الشمس عليه, وانعكاسها من ذلك السطح المعتم المظلم, وقد دفع ذلك ببعض المفسرين الي القول باحتمال كون القمر في بدء خلقه ملتهبا, شديد الحراره, مشتعلا, مضيئا بذاته تماما كالشمس, ثم انطفات جذوته وخبت, فمحي ضوءه الاصلي, ولم يعد له نور الا مايسقط علي سطحه من اشعه الشمس, وهذا الاحتمال لاتدعمه الملاحظات العلميه الدقيقه في صفحه الكون, وفي تاريخ الارض القديم, فكتله القمر المقدره بحوالي735 مليون مليون مليون طن البالغه حوالي80/1 من كتله الارض لاتمكنه من ان يكون نجما ملتهبا بذاته فالحد الادني لكتله الجرم السماوي كي يكون نجما لاتقل عن8% من كتله الشمس المقدره بالفي مليون مليون مليون مليون طن, اي لايجوز للنجم ان تقل كتلته عن160 مليون مليون مليون مليون طن وهو اكثر من مائتي ض عف كتله القمر, ولو افترضنا جدلا امكانيه ان يكون القمر نجما لاحرق لهيبه الارض لقربه منها (380000 كيلومتر في المتوسط), ولادي الي خلخله غلافها الغازي, والي تبخير مياهها, والي تركها جرداء قاحله لا اثر للحياه فيها علي الاطلاق...!!! اضاءه السماء في ظلمه الليل كانت ايه الليل, ومحوها هو حجبها عنا. علي الرغم من الظلام الشامل للكون, والذي لم يدركه الانسان الا بعد رياده الفضاء منذ مطلع الستينات من القرن العشرين, وعلي الرغم من محدوديه الحزام الرقيق الذي يري فيه نور النهار بسمك; لايتعدي المائتي كيلو متر فوق مستوي سطح البحر في نصف الكره الارضيه المواجهه للشمس حتي ان الانسان في انطلاقه من الارض الي فسحه الكون في اثناء النهار فانه يفاجا بتلك الظلمه الكونيه الشامله التي يري فيها الشمس قرصا ازرق في صفحه حالكه السواد, لايقطع من شده سوادها الا اعداد من النقاط المتناثره, الباهته الضوء التي تحدد مواقع النجوم. علي الرغم من كل ذلك فان العلماء قد لاحظوا في سماء الارض عددا من الظواهر المنيره في ظلمه الليل الحالك نعرف منها: (1) ظاهره توهج الهواء في طبقات الجو العليا Airglowin the upperatmosphere وهي عباره عن نور باهت متغير ينتج عن عدد من التفاعلات الكيميائيه في نطاق التاين Ionosphere المحيط بالارض من ارتفاع90 الي1000 كيلومتر فوق مستوي سطح البحر, وهو نطاق مشحون بالالكترونات مما يساعد علي رجع الموجات الراديويه الي الارض. (2) ظاهره انوار مناطق البروج Zodiacal Lights وتظهر علي هيئه مخروط من النور الباهت الرقيق الذي يري في جهه الغرب بمجرد غروب الشمس, كما يري في جهه الشرق قبل طلوعها بقليل, وتفسر تلك الانوار بانعكاس وتشتت ضوء الشمس غير المباشر علي بعض الاجرام الكونيه التي تعترض سبيله في اثناء تحركها متباعده عن الارض او مقتربه منها. (3) ظاهره اضواء النجوم Stellar Lights وتصدر من النجوم في مواقعها المختلفه, ثم تتشتت في المسافات الفاصله بينها حتي تصل الي غلاف الارض الغازي. (4) ظاهره اضواء المجرات Galactic Lights وتصدر من نجوم مجره من المجرات القريبه منا, والتي تتشتت اضواوها في داخل المجره الواحده, ثم يعاد تشتتها في المسافات الفاصله بين المجرات حتي تصل الي الغلاف الغازي المحيط بالارض. (5) ظاهره الفجر القطبي واطيافه Aurora and Auroralspectra وتعرف هذه الظاهره ايضا باسم الاضواء القطبيه Polar Lights او باسم فجر الليل القطبي Polar Nights Dawn وهي ظاهره نورانيه تري بالليل في سماء كل من المناطق القطبيه وحول القطبيه Polarand Subpolar Regions وتتركز اساسا في المنطقتين الواقعتين بين كل من قطبي الارض المغناطيسيتين وخطي العرض المغناطيسيين67 درجه شمالا,67 درجه جنوبا, وقد تمتد احيانا لتشمل مساحات اوسع من ذلك. وتبدو ظاهره الفجر القطبي عاده علي هيئه انوار زاهيه متالقه جميله, تختلف باختلاف الارتفاع الذي تري عنده( ويغلب عليها اللون الاخضر والاحمر والابيض المشوب بزرقه والبنفسجي والبرتقالي وهي تتوهج وتخبو( اي تزداد شده ولمعانا ثم تهدا) بطريقه دوريه كل عده ثوان( قد تمتد الي عده دقائق), وتتباين الوان الشفق القطبي في اجزائه المختلفه تباينا كبيرا, وان تناقصت شده نورها الي اعلي بصفه عامه, حيث تتدلي تلك الانوار من السماء الي مستوي قد يصل الي80 كيلومترا فوق مستوي سطح البحر, وتمتد افقيا الي مئات الكيلومترات لتملا مساحات شاسعه في صفحه السماء, علي هيئه هالات حلقيه او قوسيه متموجه, تكون عددا من الستائر النورانيه المطويه المتدليه من السماء, والتي يشبه نورها النور المصاحب لبزوغ الفجر الحقيقي. ويفسر العلماء حدوث ظاهره الفجر القطبي بارتطام الاشعه الكونيه الاوليه بالغلاف الغازي للارض مما يودي الي تاينه( اي شحنه بالكهرباء), واصدار اشعه كونيه ثانويه, ثم تصادم الاشعات الكونيه( وهي تحمل شحنات كهربيه مختلفه) مع بعضها البعض, ومع غيرها من الشحنات الكهربيه الموجوده في الغلاف الغازي للارض مما يودي الي تفريغها, وتوهجها, وتكثر الشحنات الكهربائيه في الغلاف الغازي للارض في كل من احزمه الاشعاع Radiation Belts المعروفه باسم احزمه فان الن Van Allens Belts والموجوده في داخل نطق التاين المحيطه بالارض Ionos phere Zones وفي نطق التاين ذاتها. والاشعه الكونيه الاوليه Primary Cosmic Rays تملا فسحه الكون علي هيئه الجسيمات الاوليه المكونه للذرات Elementaryorsubatomic particles وهي جسيمات متناهيه في الدقه, ومشحونه بشحنات كهربائيه عاليه, وتتحرك بسرعات تقترب من سرعه الضوء. وتنطلق الاشعه الكونيه الاوليه من الشمس, وان كان اغلبها يصلنا من خارج المجموعه الشمسيه, ولم تكتشف تلك الاشعه الكونيه الا في سنه1936 م. وتتسرب الاشعه الكونيه الاوليه الي الارض عبر قطبيها المغناطيسيين لتصل الي احزمه الاشعاع ونطق التاين في الغلاف الغازي للارض مما يودي الي تكون الاشعه الكونيه الثانويه Secondary cosmicrays التي قد يصل بعضها الي سطح الارض فيخترق صخورها, اما الاشعه الكونيه الاوليه فلا يكاد يصل منها الي سطح الارض قدر يمكن قياسه. والاشعه الكونيه بانواعها المختلفه تتحرك بمحاذاه خطوط المجال المغناطيسي للارض, والتي تنحني لتصب في قطبي الارض المغناطيسيين ساحبه معها موجات الاشعه الكونيه, وذلك لعجزها عن عبور مجال الارض المغناطيسي, وحينما تنفذ تلك الاشعه من قطبي الارض المغناطيسيين فانها تودي الي زياده تاين الغلاف الغازي للارض في منطقتي قطبيها المغناطيسيين, ويودي اصطدام الشحنات المختلفه الي تفريغها من شحناتها الكهربائيه, ومن ثم الي توهج الغلاف الغازي للارض في كل من المنطقتين القطبيتين في ظاهره تعرف بظاهره الوهج القطبي او الشفق القطبي او الاضواء القطبيه او فجر الليل القطبي وهي ظاهره تري بوضوح في ظلمه الليل الحالك حول القطبين المغناطيسيين للارض, خاصه في اوقات الثورات الشمسيه العنيفه حين يتزايد اندفاع الاشعه الكونيه الاوليه من الشمس, فتصل كميات مضاعفه منها في اتجاه الارض. ويتزايد الاشعاع في الطبقات العليا من الغلاف الغازي للارض الي نسب مهلكه مدمره خاصه في نطق التاين التي تحتوي علي تركيز عال من البروتونات( الموجبه) والاليكترونات( السالبه), ويحتبس المجال المغناطيسي للارض الغالبيه العظمي من تلك الاشعاعات, ويوجهها الي قطبيها المغناطيسيين في حركه لولبيه موازيه لخطوط المجال المغناطيسي والتي تنحني من القطب الشمالي الي القطب الجنوبي وبالعكس, وعندما يقترب الجسم المشحون بالكهرباء من جسيمات الاشعه الكونيه تلك من احد قطبي الارض المغناطيسيين فانه يرده الي الاخر وهكذا تحدد خطوط الحقل المغناطيسي للارض اتجاهات تحرك الاشعه الكونيه وتركزها حول قطبي الارض المغناطيسيين. ومن الثابت علميا ان نطق الحمايه المتعدده الموجوده في الغلاف الغازي للارض ومنها نطاق الاوزون, نطق التاين المتعدده, احزمه الاشعاع, والنطاق المغناطيسي للارض, لم تكن موجوده في بدء خلق الارض, ولم تتكون الا علي مراحل متطاوله من بدايه خلق الارض الابتدائيه Proto-Earth وعلي ذلك فقد كانت الاشعه الكونيه وباقي صور النور المتعدده في صفحه الكون تصل بكميات هائله الي المستويات الدنيا من الغلاف الغازي للارض ككل, فتودي الي انارتها وتوهجها ليلا بمثل ظاهره الشفق القطبي, توهج الهواء, اضواء النجوم, اضواء المجرات وغيرها مما نشاهد اليوم, ولكن بمعدلات اشد واقوي, وكان هذا التوهج وتلك الاناره يشملان كل ارجاء الارض فتنير ليلها اناره تقضي علي ظلمه الليل. وبعد تكون نطق الحمايه المختلفه للارض اخذت هذه الظواهر في التضاول التدريجي حتي اقتصرت علي بقايا رقيقه جدا وفي مناطق محدده جدا مثل منطقتي قطبي الارض المغناطيسيين, لتبقي شاهده علي حقيقه ان ليل الارض في المراحل الاولي لخلقها كان يضاء بوهج لايقل في شدته عن نور الفجر الصادق, وشاهده علي رحمه الله بنا ان جعل للارض هذا العدد الهائل من نطق الحمايه المتعدده والتي بدونها تستحيل الحياه علي الارض, وشاهده علي حاجتنا الي رحمه الله تعالي ورعايته في كل وقت وفي كل حين من الاخطار المحيطه بنا من كل جانب, وشاهده علي صدق تلك الاشاره القرانيه المعجزه. وجعلنا الليل والنهار ايتين فمحونا ايه الليل وجعلنا ايه النهار مبصره لتبتغوا فضلا من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب وكل شئ فصلناه تفصيلا. وهي حقيقه لم يدركها العلم المكتسب الا في السنوات المتاخره من القرن العشرين, ولم يكن لاحد من البشر ادراك لها وقت تنزل القران الكريم ولا لعدد من القرون بعد ذلك..!! وانطلاقا من هذه الحقيقه يمن علينا ربنا( تبارك وتعالي) بتبادل الليل والنهار فيقول( عز من قائل): قل ارايتم ان جعل الله عليكم الليل سرمدا الي يوم القيامه من اله غير الله ياتيكم بضياء افلا تسمعون. قل ارايتم ان جعل الله عليكم النهار سرمدا الي يوم القيامه من اله غير الله ياتيكم بليل تسكنون فيه افلا تبصرون. ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون. (القصص:71 73) وجاء ذكر الليل في القران الكريم اثنتين وتسعين(92) مره, منها ثلاثه وسبعون(73) مره بلفظه الليل, ومره واحده بلفظه ليل, وثماني(8) مرات بلفظه ليله, وخمسه(5) مرات بلفظه ليلا, وثلاث(3) مرات بلفظه ليال, ومره واحده بكل من اللفظين ليلها و ليالي. كذلك ورد ذكر النهار في القران الكريم سبعا وخمسين(57) مره, منها اربعه وخمسون(54) مره بلفظ النهار, وثلاث(3) مرات بلفظ نهارا, كما وردت الفاظ الصبح, و الاصباح و الفلق ومشتقاتها بمدلول النهار في ايات اخري كثيره, كذلك وردت كلمه اليوم احيانا بمعني النهار. ونعمه الله تعالي علي اهل الارض جميعا بمحو اناره الليل, وابقاء اناره النهار نعمه مابعدها نعمه, لانه لولا ذلك مااستقامت الحياه علي الارض, ولا استطاع الانسان الاحساس بالزمن, ولا التاريخ للاحداث بغير تبادل ظلام الليل مع نور النهار, ولتلاشت الحياه, ومن هنا جاءت اشاره القران الكريم الي تلك الحقيقه سبقا لكافه المعارف الانسانيه. وان دل ذلك علي شئ فانما يدل علي ان القران الكريم هو كلام الله الخالق الذي ابدع هذا الكون بعلمه وحكمته وقدرته, وعلي ان هذا النبي الخاتم( صلي الله عليه وسلم) كان موصولا بالوحي, ومعلما من قبل خالق السماوات والارض, وانه( عليه افضل الصلاه وازكي التسليم) ما كان ينطق عن الهوي ان هو الا وحي يوحي كما وصفه ربنا( تبارك وتعالي). واذا كان صدق القران الكريم جليا في اشاراته الي بعض اشياء الكون وظواهره, فلابد ان يكون صدقه في رسالته الاساسيه وهي الدين( بركائزه الاربع: العقيده, والعباده, والاخلاق والمعاملات) جليا كذلك. وهنا يتضح جانب من جوانب الاعجاز في كتاب الله, وما اكثر جوانبه المعجزه هو الاعجاز العلمي, وهو خطاب العصر ومنطقه, وما احوج الامه الاسلاميه, بل مااحوج الانسانيه كلها الي هذا الخطاب في زمن التقدم العلمي والتقني الذي نعيشه, وزمن العولمه الذي تحاول فيه القوي الكبري علي ضلالها فرض قيمها الدينيه والاخلاقيه والاجتماعيه المنهاره علي دول العالم الثالث وفي زمرتها الدول الاسلاميه, بحد غلبتها العلميه والتقنيه, وهيمنتها الاقتصاديه والعسكريه, وقد عانت الدول الغربيه, ذاتها ولاتزال من الاغراق المادي الذي دمر مجتمعاتها, وادي الي تحللها الاسري والاجتماعي والاخلاقي والسلوكي والديني, والي ارتفاع معدلات الجريمه, والادمان, والانتحار, والي الحيود عن كل قوانين الفطره السويه التي فطر الله خلقه عليها, والي العديد من المشاكل والازمات النفسيه والمظالم الاجتماعيه والسياسيه علي المستويين المحلي والدولي...! ومااحوج علماء المسلمين الي ادراك قيمه الايات الكونيه في كتاب الله فيقبلوا عليها تحقيقا علميا منهجيا دقيقا بعد فهم عميق لدلاله اللغه وضوابطها وقواعدها, ولاساليب التعبير فيها, وفهم لاسباب النزول, ومعرفه بالماثور من تفسير الرسول( صلي الله عليه وسلم) وجهود السابقين من المفسرين, ثم تقديم ذلك الاعجاز العلمي الي الناس كافه مسلمين وغير مسلمين.مما يعد دليلا ماديا ملموسا علي ان القران الكريم هو كلام الله الخالق, وعلي ان سيدنا ونبينا محمدا( صلي الله عليه وسلم) هو خاتم انبيائه ورسله, في غير تكلف ولا اعتساف, لان القران الكريم غني عن ذلك, وهو اعز علينا واكرم من ان نتكلف له. وهذا المنهج في الاهتمام بالايات الكونيه في كتاب الله, وشرح الاشارات العلميه فيها من قبل المتخصصين كل في حقل تخصصه هو من اكثر وسائل الدعوه الي دين الله قبولا في زمن العلم والتقنيه الذي نعيشه. |
أدوات الموضوع | |
|
|