أنصار السنة  
جديد المواضيع





للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب
 مأذون شرعي بمدينة الرياض   Online quran classes for kids 
منتدى السنة | الأذكار | زاد المتقين | منتديات الجامع | منتديات شباب الأمة | زد معرفة | طريق النجاح | طبيبة الأسرة | معلوماتي | وادي العرب | حياتها | فور شباب | جوابى | بنك أوف تك


العودة   أنصار السنة > الفرق الإسلامية > الشيعة والروافض

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 2010-09-17, 12:57 PM
اكرم1969 اكرم1969 غير متواجد حالياً
محاور
 
تاريخ التسجيل: 2009-05-02
المشاركات: 833
افتراضي Imp ( فضائل الدولة الاموية - والرد علي القرود الشيعية).متجدد

إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا .
من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له .
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .
]يا أيها اللذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون[ .
] يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا[ .
]يا أيها اللذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما[.


أما بعد :



فإن خير الكلام : كلام الله، وخير الهَدْي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار .




ثم أما بعد :



اهدي هذا الموضوع لكل مؤمن بالله ورسوله




متبع لهدي النبي صلي الله عليه وسلم - ويحب القرابة ويترضي عن الصحابة




بداية اقول للشيعة الروافض الصفويين




يا أبناء كسري




يا أبناء بن سبأ




ياأبناء أبولؤلؤة المجوسي




يا أبناء بن العلقمي ونصير الدين الطوسي




يا أبناء قرمط




يا أبناء أسماعيل الصفوي والخوميني




اقول لكم




أولئك ابائي فجئني بمثلهم = اذا جمعتنا ياجرير المجامع




بنتهاء عهد الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم




ال امر الخلافة الي الحسن بن علي رضي الله عنهم




وتحقق حديث النبي صلي الله وسلم حين اخذ الحسن رضي الله




عنه وهو صغير الي جانبه علي المنبر وقال صلي الله عليه




وسلم ان ابني هذا سيد ولعل الله ان يصلح به بين فئتين من المسلمين




وهكذا تنازل الحسن بن علي عن الخلافة وسلمها الي معاوية بن




ابو سفيان رضي الله عنهم جميعا




شريطة ان يحكم بكتاب الله وسنة نبيه صلي الله علي وسلم




وسمي هذا العام بعام الجماعة لاجتماع كلمة المسلمين




تولي الامر معاوية بن ابو سفيان رضي الله عنهم وبدا عصر




الدولة الاموية



اسمه ونسبه وكنيته ومولده :


هو معاوية بن أبي سفيان بن صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد


مناف بن قصيّ بن كلاب أمير المؤمنين ملك الإسلام أبو عبد الرحمن،


القرشي الأمويُ المكي ولد قبل البعثة بخمس سنين، وقيل بسبع، وقيل :


بثلاث عشرة، والأول أشهر وكان رجلاً طويلاً، أبيض، جميلاً، مهيباً، وقد


تفرس فيه والده ووالدته منذ الطفولة بمستقبل كبير، فهذا أبو سفيان ينظر


إليه وهو يحبو فيقول لوالدته : إن إبني هذا لعظيم الرأس، وإنه لخليق أن


يسود قومه، فقالت هند : قومه فقط، ثكلته إن لم يسد العرب قاطبة وعن


أبان بن عثمان قال : كان معاوية يمشي مع أمه هند، فعثر، فقالت: قم لا


رفعك الله، وأعرابي ينظر، فقال: لما تقولين له؟ فوالله إني لأظنه سيسود


قومه: قالت: لا رفعه الله إن لم يسد إلا قومه


إسلام معاوية رضي الله عنه وشئ من فضائله :


أسلم معاوية مع أبيه وأخيه يزيد رضي الله عنهم يوم الفتح



هذا على المشهور، ولكن يروى عنه أنه قال: أسلمت يوم
القضية ـ
أي عمرة القضاء سنة 7 هـ ـ ولكن كتمت إسلامي من أبي،
ثم علم بذلك،
فقال لي: هذا أخوك يزيد وهو خير منك على دين قومه


فقلت له: لم آل نفسي جهد، ولقد دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة في عمرة القضاء وإني لمصدق به،


ثم لما دخل عام الفتح أظهرت إسلامي، فجئته فرحب بي وكتبت بين يديه،
وشهد معاوية ـ رضي الله عنه ـ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
حنيناً وأعطاه مائة من الأبل وأربعين أوقية من
الذهب وقد ذكر العلماء لمعاوية رضي الله عنه فضائل كثيرة من هذه الفضائل:


اشترك معاوية رضي الله عنه في غزوة حنين قال تعالى:


((ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ))


(التوبة ، الآية : 26). ومعاوية رضي الله عنه من الذين شهدوا غزوة حنين وكان من المؤمنين الذين أنزل الله سكينته


عليهم مع النبي صلى الله عليه وسلم، كما أنه ممن وعدهم


الله الحسنى: قال تعالى: ((لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا


وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)) (الحديد ، الآية : 10).
ومعاوية رضي الله عنه ممن وعدهم الله الحسنى، فإنه أنفق في حنين والطائف وقاتل فيهما.
أخرج البخاري من طريق أم حرام بنت ملحان رضي الله عنها قالت:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا، قالت :



يا رسول الله أنا فيهم؟ قال: أنت فيهم. ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم
أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر مغفور لهم فقلت: أنا فيهم يا رسول الله؟ قال: لا


قال المهلب معلقاً على هذا الحديث: في هذا الحديث


منقبة لمعاوية لأنه أول من غزا البحر. وكان معاوية رضي الله عنه يكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه
وسلم،
وكذلك رسائل النبي صلى الله عليه وسلم إلى زعماء


القبائل، وكتابة معاوية للوحي لرسول الله صلى الله


عليه وسلم أتاح له لون من القرب الطبيعي من


رسول الله صلى الله عليه وسلم في تلك الفترة التي


أعقبت فتح مكة حتى وفاة رسول الله صلى الله عليه


وسلم، مما يستتبع بالضرورة التأثر بشخص الرسول


الكريم صلى الله عليه وسلم، والأخذ المباشر منه.


ألبداية السياسية



بدا نجم معاوية رضي الله عنه في الظهور في ميدان العمل السياسي والإداري في عهد الخليفة عمر رضي الله عنه فقد ولاه




فتح قيساريةسنة خمس عشرة للهجرة، وجاء في كتاب توليته له:



أما بعد فقد وليتك قيسارية فسر إليها واستنصر الله عليهم، وأكثر



من قول لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، الله ربنا وثقتنا ومولانا فنعم المولى ونعم النصير، كانت هذه المهمة الجسيمة




اختبار كبير من عمر لمعاوية في ميدان الواقع، فقد استطاع تجاوز هذا الاختبار بكل نجاح، فقد سار إلى قيسارية بجنوده




الذين أعدهم له أخوه يزيد بن أبي سفيان ـ أحد ولاة الشام لعمر رضي الله عنه وكانت تلك المدينة محصنة وبأس أهلها شديد،




فحاصرها معاوية طويلاً وزاحف أهلها مرات عديدة، فلم ييأس




معاوية، فصمم على فتحها، واجتهد في القتال حتى فتح الله على يديه، وكان فتحه كبيراً فقد قتل من أهلها ما




يقرب من مائة ألف وبعث بالفتح والأخماس على أمير المؤمنين



عمر رضي الله عنه، وقد أثبت معاوية بعد توفيق الله ـ بهذا الفتح جدارته وحسن قيادته، فأكسبه ذلك ثقة الجميع، فأسند له


أخوه يزيد ـ أمير دمشق ـ مهمة فتح سواحل الشام، وقد أبلى في ذلك بلاءً حسناً، فكان يقيم على الحصن اليومين والأيام


اليسيرة فربما قوتل قتالاً شديد، وربما رمى ففتحها، وكان


المسلمون كلما فتحوا مدينة ظاهرة أو عند ساحل رتبوا


فيها قدر ما يحتاج لها إليه من المسلمين فإن حدث في شيء منها


حدث من قبل العدو سربوا إليها الإمداد، ويرى الدكتور عبد


الرحمن الشجاع أن مدن الشام تساقطت تحت ضربات المجاهدين


الواحدة تلو الأخرى، لأن الروم كانوا من الهزيمة بمكان لا


تجعلهم يفكرون في المقاومة فتساقطت مدن بيروت، وصيدا،


ونابلس، واللد، وحلب، وأنطاكية، وكانت قيسارية آخر مدن


الشام فتحاً على يد معاوية بن أبي سفيان، وكان ذلك بعد القدس.



جهود معاوية رضي الله عنه على جبهة الشام :


لما تولى معاوية أمر الشام، وانطلق عمرو بن العاص لفتح


مصر، أصبحت مهمة حماية الحدود الشامية للدولة الإسلامية


والتوسع منها منوطة به، وتتلخص أهم إنجازاته العسكرية


في أمرين هما: سن نظام الصوائف والشواتي، وتكوين


أسطول بحري إسلامي لأول مرة في تاريخ الإسلام.


وهنا نأ تي لولاية معاوية رضي الله عنه


ونذكر بعض اقول الصحابة رضي الله عنهم في معاوية رضي الله عنه
عمر بن الخطاب رضي الله عنه :
قال عمر بن الخطاب عمر بن الخطاب إلى الشام فرأى


معاوية في موكب يتلقاه, وراح إليه في موكب, فقال له



عمر : يا معاوية, تروح في موكب وتغدو في مثله, وبلغني


أنك تصبح في منزلك وذوو الحاجات بباك : قال يا أمير


المؤمنين إن العدو بها قريب منا, ولهم عيون وجواسيس,


فأردت يا أمير المؤمنين أن يروا للإسلام عزاً، فقال له عمر :


إن هذا لكيد رجل لبيب, أوخدعة رجل أريب؛ فقال معاوية : يا


أمير المؤمنين, مرني بما شئت أصر إليه؛ قال : ويحك : ما


ناظرتك في أمر أعيب عليك فيه إلا تركتني ما أدري آمرك أم أنهاك.
علي بن أبي طالب رضي الله عنه :


قال أمير المؤمنين علي رضي الله عنه : لا تكرهوا إمارة


معاوية فوالله لئن فقد تموه لترون رؤوساً تندر عن كواهلها


كأنها الحنظل. فهذا توجيه من أمير المؤمنين علي لأصحابه


لعدم كراهيتهم إمارة معاوية.


عبد الله بن عباس رضي الله عنه :


قال رضي الله عنه : ما رأيت رجلاً كان أخلق بالملك من



معاوية, وفي صحيح البخاري أنه قيل لابن عباس : هل لك


في أمير المؤمنين معاوية فإنه ما أوتر إلا بواحدة قال : إنه


فقيه وذكر بن عباس معاوية فقال : لله درَّ ابن هند ما أكرم


حسبه وأكرم مقدرته, والله ما شتمنا على منبر قط, ولا


بالأرض ضَّناً منه بأحسابنا وحسبه وحين عزى معاوية


عبدالله بن عباس في الحسن بن علي بقوله : لا يخزيك الله


ولا يسوؤك في الحسن فقال : له ابن عباس : أما ما أبقى الله


لي أمير المؤمنين, فلن يسؤني الله ولن يخزيني-


سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه :


قال رضي الله عنه : ما رأيت أحداً بعد عثمان أقضى بحقٍّ من صاحب هذا الباب, يعني : معاوية


- أبو هريرة رضي الله عنه : كان يمشي في سوق المدينه وهو


يقول : ويحكم تمسكوا بصدغي معاوية, اللهم لا تدركني إمارة الصبيان
عبدالله بن المبارك- رحمه الله - :



قال : معاوية عندنا محنة, فمن رأيناه ينظر إليه شزراً, اتهمناه على


القوم, يعني الصحابة وسئل ابن المبارك عن معاوية فقال : ما أقول في


رجل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : سمع الله لمن حمده. فقال


خلفه : ربَّنا ولك الحمد؟ فقيل أيُّما أفضل؟ هو أم عمر بن عبد العزيز؟


فقال : لتراب في منخري معاوية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم


خير وأفضل من عمر بن عبدالعزيز


عمر بن عبد العزيز : رحمه الله :


قال ابن المبارك عن محمد بن مسلم عن إبراهيم بن ميسرة


قال : ما رأيت عمر بن عبد العزيز ضرب إنساناً قط إلا إنساناً


شتم معاوية, فإنه ضربه أسواطا


أحمد بن حنبل –رحمه الله- :


سئل الإمام أحمد : ما تقول رحمك الله فيمن


قال : لا أقول إن معاوية كاتب الوحي, ولا أقول


إنه خال المؤمنين فإنه أخذها بالسيف غصباً؟


قال أبو عبدالله : هذا قول سوءٍ رديء, يجانبون


هؤلاء القوم, ولا يجالسون, ونبين أمرهم للناس



- الربيع بن نافع الحلبي - رحمه الله-



: قال : معاوية ستر لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم, فإذا كشف الرجل الستر, اجترأ على ماوراء.
- قال ابن أبي العز الحنفي :


وأول ملوك المسلمين معاوية وهو خير ملوك المسلمين.
- القاضي بن العربي المالكي : رحمه الله :


تحدث ابن العربيِّ عن الخصال التي اجتمعت في معاوية


رضي الله عنه, فذكر منها : ... قيامه بحماية البيضة, وسدِّ



الثغور, وإصلاح الجند, والظهور على العدوِّ, وسياسة


الخلق, وقال في موضع آخر من كتابه العواصم من


القواصم : فعمر ولاه, وجمع له الشَّامات كلّها, وأقرَّه


عثمان, بل إنَّما ولاه أبو بكر الصَّديق, لأنَّه ولي أخاه يزيد,


واستخلفه يزيد, فأقرّه عمر, فتعلَّق عثمان بعمر وأقرَّه


فانظر إلى هذه السِّلسلة ما أوثق عُراهاوثبت أن رسول الله


صلى الله عليه وسلم استكتبه ..., ثمَّ صالحه وأقرَّ له


بالخلافة الحسن بن عليِّ سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم.



-- يقول ابن تيمية – رحمه الله :





واتفق العلماء على أن معاوية أفضل ملوك هذه الأمة, فإن الأربعة




قبله كانوا خلفاء نبوة وهو أول الملوك, كان ملكه ملكا ورحمة




وقال : فلم يكن من ملوك المسلمين خيراً منهم في زمان معاوية



عقليته الفذه وقدرته على الاستيعاب :



امتاز معاوية رضي الله عنه بالعقلية الفذة, فإنه كان يتمتع





بالقدرة الفائقة على الاستيعاب, فكان يستفيد من كل مايمر به من




الأحداث, ويعرف كيف يتوقاها, وكيف يخرج منها إذا تورط فيها,




وكانت خبراته الواسعة وممارسته لأعباء الحكم على مدى أربعين




سنة, منذ ولاه عمر رضي الله عنه الشام, فكانت ولا يته على




الشام عشرين سنة أميراً, وعشرين سنه خليفةهذه الفترة الطويلة




التي تقلب فيها بين المناصب العسكرية والولاية المدينة اكسبتة




خبرة في سياسة البلاد, والاستفادة من كل الظروف والأوضاع




التي تمر بها, حتى استطاع أن يسير بالدولة عشرين سنة دون أن




ينازعه منازع, يقول الشيخ الخضري : أما معاوية نفسه, فلم يكن




أحد أوفر منه يداً في السياسة, صانع رؤوس العرب, وكانت غايته




في الحلم لا تدرك, وعصابته فيه لا تنزع ومرقاته فيه تزل عنها




الأقدام ومن المعلوم أن السياسة الناجحة تتوقف على القدرة على ضبط النفس عند الغضب, واحتواء الشدائد حتى تنجلي, ولمعاوية




في ذلك نصيب وافر -رضي الله عنه - وكانت تلك سياسته مع




العامة والخاصة, وهذه طريقه مع الملوك والسوقة



الشورى في عهد معاوية رضي الله عنه:



لم يكن معاوية بن أبي سفيان ممن يجهل فوائد





الشورى ويهمل الأخذ بها ، وما كان يصد في المهمات إلا عن مشورة، فقد كان يشاور ذوي الرأي




من الولاة ووجوه الناس وأشراف القوم وأهل العلم وكان ذلك




سنة من جاء بعده من الخلفاء من بني أمية،




وكان من كبار مستشاري معاوية رضي الله عنه عمرو بن




العاص، والمغيرة بن شعبة، وكان يستشير




الوفود التي كانت تأتيه، وكان الناس يتكلمون بحرية فيعرضون




آراءهم ، ويهتم الخليفة بها كل الاهتمام،




ويناقشهم فيها ويحقق ما يمكن تحقيقه منها والحكم يعتمد على




مستشارين أكفاء وكتّاب قادرين، أطلقت يدهم




في العمل،



هل عمّم معاوية سب أمير المؤمنين علي على منابر الدولة


الأموية ؟



الأثر الذي ذكره ابن سعد لا يصح، قال ابن سعد:
أخبرنا علي بن محمد، عن لوط بن يحي، قال: كان الولاة



من بني أمية قبل


عمر بن عبد العزيز كانوا يشتمون ة قبل عمر بن عبد


العزيز يشتمون رجلاً رضي الله عنه، فلما ولي هو ـ عمر بن عبد


العزيز ـ أمسك عن ذلك، فقال كثير عزة الخزاعي:



وليت فلم تشتم علياً ولم تخف



بـرياً ولـم تتبـع مقـالة مجــرم


تكلمت بالحـق المبين وإنمـا


تبيـن آيــات الهــدى بالتـكلم


فصدَّقت معروف الذي قلت



بالذي فعلت فأضحى راضياً كل مسلم



فهذا الأثر واهٍ، فعلي بن محمد هو المدائني فيه





ضعف وشيخه لوط بن يحي، واهٍ بمرة، قال عنه يحي بن معين: ليس بثقة، وقال أبو حاتم: متروك الحديث،




وقال الدارقطني: أخباري ضعيف ووصفه في الميزان: أخبار تالف لا يوثق به، وعامة روايته ع الضعفاء




والهلكى والمجاهيل، وقد اتهم الشيعة معاوية رضي الله عنه بحمل الناس




على سب علي ولعنه فوق منابر المساجد، فهذه الدعوة




لا أساس لها من الصحة، والذي يقصم الظهر أن الباحثين قد التقطوا هذه




الفرية على هوانها دون إخضاعها للنقد والتحليل، حتى




صارت عند المتأخرين من المُسلَّمات التي لا مجال




لمناقشتها، ولم يثبت قط في رواية صحيحة، ولا يعول على ما جاء في كتب




الدميري، واليعقوبي وأبي الفرج الأصفهاني، علماً بأن




التاريخ الصحيح يؤكد خلاف ما ذكره هؤلاء، من احترام وتقدير معاوية




لأمير المؤمنين علي وأهل بيته الأطهار، فحاكيه لعن




علي على منابر بني أمية لا تتفق مع منطق الحوادث، ولا طبيعة




المتخاصمين، فإذا رجعنا إلى الكتب التاريخية المعاصرة لبني




أمية، فإننا لا نجد فيها ذكراً لشيء من ذلك أبداً، وإنما نجده في كتب المتأخرين الذين كتبوا تاريخهم في عصر بني العباس بقصد




أن يسيؤوا إلى سمعة بني أمية في نظر الجمهور الإسلامي.



جهاده رضي الله عنه


ومن شهرته كمجاهد موفق في البر والبحر منذ عهد أبي بكر


وعمر وعثمان رضي الله عنهم، وكان له فتوحاته الكبرى في


الساحل الشمالي للشام، كما أن له الفضل ـ بعد الله ـ في تأسيس


البحرية الإسلامية وهزيمة الروم في البحر وانتزاع السيادة منهم


لأول مرة في تاريخ المسلمين، فالجهاد في سبيل الله أصل في


حياة المسلمين في عهد الدولة الأموية، ولم تكن الغنائم هي


الدافع للقيادة الإسلامية الرئيسي نحو الفتح والجهاد، وإن وجد


لدى بعض الأفراد وهؤلاء لا يخلو منهم جيش حتى على عهد


رسول الله صلى الله عليه وسلم (( منكم من يريد الدنيا ... ))


وغيرها ولكن هذا بالطبع لا يمثل وجهة نظر المسلمين في


فتوحاتهم، ولا يمثل القيادة الفكرية التي كان يتبناها الخليفة


والقادة وينفذها الجند، كما أنه لا يمثل وجهة نظر الأمة ورأيها


العام، ومما يدل على ذلك مشاركة كبار الصحابة في ذلك


الوقت فيها وحثهم المسلمين على الجهاد في سبيل الله، وحوادث


الجهاد وجهود الأمويين على جبهات القتال توضح ذلك: فجبهة


الروم مثلاً وهي التي كانت مثار الشجاعة ومرتع البطولة ما


كانت تدر الربح الكثير بل كان بيت المال يئن منها، لأن حملاتها


ما كانت تنتهي إلى تقدم، خاصة إذا ذكرنا الحملات الثلاثة


الكبرى التي توجهت إلى القسطنطينية وتكلفت نفقات باهظة


لقد أعطى المجاهدون المسلمون في العهد الأموي صوراً رائعة


للتضحية والبطولة والتجرد وإخلاص النية لله في جهادهم، سواء


كانوا من القادة أو الأمراء أو من عامة الجند، أو من جماعات


العلماء والزاهدين والربانيين الذين فهموا عبادة الجهاد،


ومارسوا ذلك على نحو مثير للإعجاب ودافع إلى التأسي، وقد


توزعت صور الإخلاص والتضحية هذه على جميع جبهات القتال،


وفي جميع مراحل الجهاديدل دلالة واضحة على عمق التوجه


الإسلامي للفتوحات في العهد الأموي، وينفي الغبش الذي يثيره


المنحرفون عن بني أمية على أنصع منجزاتهم وأحراها بالفخر


والإعزاز، ومما شك فيه إسلامية الفتوح في العهد الأموي، وقد


كانت الحصيلة النهائية والحصيلة التاريخية لحركة الفتوح لذلك


العصر، امتداد عالم الإسلام إلى آفاق بعيدة وكسب ـ عبر امتداده


هذا ـ الأرض والإنسان، كما أنه حمى وعزّز في الوقت نفسه


منجزات الموجة الأولى في حركة الفتح التي قادها وخطط لها


الخلفاء الراشدون، فالموجة الثانية لحركة الفتوح هي التي بدأت


في عهد معاوية نفسه واستمرت فيما بعد لكي تبلغ أقصى اتساعها في عهد الوليد.



حركة الجهاد ضد الدولة البيزنطية :



كان معاوية رضي الله عنه يرى أن الخطر الأكبر من وجهة نظره



الدولة البيزنطية، وإن كانت قد خسرت أهم أقاليمها في الشرق ـ


الشام ومصر ـ إلا أن جسم الدولة لا زال سليماً لم يمس،


فعاصمتها باقية، وممتلكاتها في آسيا الصغرى وأوربا وشمال


إفريقيا لا زالت شاسعة وإمكانياتها كبيرة، وقدرتها على المقاومة


هائلة، وهي لم تكف بعد عن مناوأة المسلمين، وباختصار فهي


العدو الرئيسي والخطر الأكبر الماثل أمام المسلمين، وكان


معاوية رجل المرحلة وقادراً على فهم وتقدير هذا الخطر، وعلى


مواجهته، أيضا، فقد كان موجوداً بالشام منذ مطلع الفتوحات في



عهد أبي بكر الصديق، وأصبح والياً عليه ولمدة عشرين سنة



تقريباً، وهو يشكل مع مصر خط المواجهة الرئيسي مع الدولة



البيزنطية، فطول إقامة معاوية رضي الله عنه بالشام، أكسبته



خبرة واسعة بأحوال البيزنطيين وسياستهم وأهدافهم مما أعانه



على أن يعرف كيف يتعامل معهم، لكل ذلك فليس غريباً أن نرى



معاوية يولي حدوده مع الدولة البيزنطية وعلاقاته معها جل



اهتمامه ويرسم لنفسه نحوها سياسة واضحة ثابتة سار عليها



هو وخلفاؤه من الأمويين إلى نهاية دولتهم، وقد كان من أهدافه



الرئيسة الاستيلاء على عاصمتهم القسطنطينية



فبعد أن قضى معاوية على حركات المردة أو الجراجمة الذين



أستخدمهم الروم وسيلة لرصد حركات الدولة الإسلامية ونقاط



ضعفها وإبلاغ الروم عنها متخذين من مرتفعات طوروس وجبل



اللكام مقراً لهم بدأ الخليفة نشاطه البحري بإرسال حملات



بحرية استطلاعية منها حملة فضالة بن عبيد الأنصاري،



للوقوف على تحركات الروم وجلب المعلومات الدقيقة عنهم



لمنعهم من استخدام جزر قبرص، وأرواد، ورودس ذوات



الخدمة التعبوية والعسكرية في عملياتهم ضد الأسطول الإسلامي



وقد باشر أعماله الاستطلاعية بإحدى الشواتي وهي شاتية بسر



بن أبي أرطأة في البحر عام 43هـ وأعقبها بشاتية مالك بن



عبد الله بأرض الروم سنة 46هـ وصائفة عبد الله بن قيس



الفزاري بحراً وحملة عقبة بن عامر الجهني بأهل مصر في البحر



سنة 48هـ، وصائفة بن عبد الله بن كرز البجلي، وحملة بن عبد



الله بن يزيد بن شجر الرهاوي، وشاتيته بأهل الشام في سنة 49



هـ، وكان نظام الشواتي والصوائف مستمراً. فقد وضع



معاوية أمامه هدفاً واضحاً وهو محاولة الضغط على الدولة



البيزنطية من خلال الضغط على عاصمتها القسطنطينية تمهيداً



للاستيلاء عليها، ولعل معاوية رضي الله عنه كان يرمي إلى



إسقاط الدولة البيزنطية ذاتها بالاستيلاء على عاصمتها فهو يعلم



أن هذه العاصمة العتيدة هي مركز أعصاب الدولة ومستقر الأموال



والرجال، وفيها العقول المفكرة، فإذا سقطت في يده فإن هذا سيؤدي إلى


شلل كامل في الدولة كلها، وأمامه تجربة المسلمين مع الفرس، فبعد سقوط


المدائن عاصمتهم في أيديهم أصابهم الارتباك ولاحقهم الفشل، ولم تقم لهم


قائمة وزالت دولتهم، فإذا استطاع إسقاط عاصمة البيزنطيين فسيكون ذلك


نذيراً بإسقاط الدولة، ويستريح من خصم عنيد وعدو رئيسي، لذلك واصل


ضغطه ومحاولاته لتحقيق هدفه، وليس من المبالغة القول إن الدولة


البيزنطية ظلت على قيد الحياة مدة تقرب من ثمانية قرون، وهي مدينة


ببقائها لعاصمتها القسطنطينية، فمناعة المدينة وصمودها أمام محولات


الأمويين المستمرة لفتحها، حال دون ذلك وبالتالي حال دون سقوط الدولة


والدليل على هذا أنه عندما استطاع السلطان العثماني محمد الفاتح فتح


القسطنطينية والاستيلاء عليها في سنة 857هـ التاسع والعشرين من مايو


سنة 1453م كان إيذاناً بسقوط الدولة البيزنطية وزوالها من الوجود


يتبع
__________________


<CENTER></CENTER>
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 2010-09-17, 12:57 PM
اكرم1969 اكرم1969 غير متواجد حالياً
محاور
 
تاريخ التسجيل: 2009-05-02
المشاركات: 833
افتراضي

التخطيط الاستراتيجي عند معاوية للاستيلاء على القسطنطينية:


حرص معاوية رضي الله عنه أن يكون زمام المبادرة دائماً في يده،للاسيلاء علي


القسطنطينية لأنها هي التي تمد جزر شرق البحر المتوسط بالقوات والعتاد وتشجع


أهلها على شن الغارات على ساحل مصر والشام، وقد سار في تحقيق هذا الهدف في



عدة اتجاهات:
1 ـ الاهتمام بدور صناعة السفن في مصر والشام ، واختيار أمهر الصناع للعمل فيها


والإغداق عليهم بالأجور والهبات حتى يبذلوا قصارى جهدهم بالعمل، فقد أدرك معاوية


ـ رضي الله عنه ـ بحسه العسكري وفكره العبقري أن معارك المسلمين مع الروم،


ستعتمد أساساً على الأسطول البحري، وزاد هذا الإحساس عمقاً في قلب معاوية


ونفسه تكتل الروم وإعدادهم أكثر من خمسمائة سفينة في معركة ذات الصواري لقهر


الأسطول الإسلامي، ومع أن الروم باءوا بفشل ذريع في هذه المعركة، إلا أنهم لم يكفوا


عن الإعداد ولم ينتهوا عن تجميع قواتهم لمواجهة قوة المسلمين في البحر، لقد كانوا


يظنون أن قوة المسلمين البحرية يمكن القضاء عليها لأنها لا زالت في دور التكوين،


ولكنهم فوجئوا بهزيمتهم المنكرة في ذات الصواري، فتوقعوا بعد ذلك أن تكون


المعركة القادمة على أسوار العاصمة القسطنطينية فراحوا يستعدون لذلك، وقد أدى


التعاون بين مصر والشام في صناعات السفن إلى الوصول إلى نتائج ممتازة، ففي


الشام كانت تتوفر أخشاب الصنوبر القوي والبلوط والعرعر التي تصلح لبناء السفن


وفي مصر كانت توجد الأخشاب التي تصلح لعمل الصواري، وضلوع جوانب السفن،


وخشب الجميز واللبخ والدوم التي تصلح لصناعة المجاديف، وكذلك استغل معاوية


معدن الحديد الذي كان متوافراً في مصر والشام واليمن لعمل المسامير والمراسي


والخطاطيف والفؤوس، كما كان يتوافر في مصر مادة القطران اللازمة لقلفطة السفن،


ونبات الدقس الذي كانت تصنع منه الحبال، وباختصار فقد أدى التعاون المصري


الشامي إلى ازدهار البحرية الإسلامية التي ازدادت أهميتها بعد أن أمر معاوية عامله


على مصر مسلمة بن مخلد الأنصاري ببناء دار لصناعة السفن في جزيرة الروضة عام 54هـ




2ـ تقوية الثغور البحرية في مصر والشام،فقد آثر أن يحصن المدن الساحلية ويزودها


بالقوات المجاهدة بما يجعلها قواعد تنقل منها الجنود بحراً إلى أي مكان يشاء ووضع


لهذه المدن نظاماً عرف بالرباط، وهو ما يقصد به الأماكن التي تتجمع بها الجند


والركبان استعداداً للقيام بحملة على أرض العدو، واعتني بهذا النظام حتى أصبح


جزءاً مرتبطاً اشد الارتباط بالجهاد، إذ اجتذب الرباط إليه كل الأتقياء المتحمسين


العاملين على إعزاز الإسلام ونصرته، وتدرج معاوية رضي الله عنه في تدعيم هذا


النظام على نحو ما اتبعه في كل أعماله التي اتسمت بالدقة والابتعاد عن الارتجال


والاندفاع، فأعد الرباط لتكون حصوناً يتجمع فيها الجند للدفاع عن المناطق المعرضة


لإغارات الأساطيل البيزنطية، ولتكون ملجأً يحتمي بها الأهالي في المناطق الساحلية


بأن يأخذوا حذرهم إذا ما لاح خطر السفن البيزنطية في المياه الإقليمية، فكان الحصن


في الرباط يضم حجرات للجند ومساكن لهم، ومخازن للأسلحة والمؤن، وبرج


للمراقبة، ثم لم يلبث أن أتسع وازدادت أهميته حتى أصبح قاعدة للهجوم وشن


الغارات، وتعتبر سياسة منح الإقطاعات بالسواحل الخطوة الأخيرة في سلم السياسة


البحرية الدفاعية التي رسمها معاوية قبل أن يستطيع ركوب البحر في عهد عثمان، إذ


أتم بفضل هذه الامتيازات إعداد القواعد البحرية التي أخذ ينشىء فيها أساطيله، وكانت


آية ازدهار المدن الساحلية نقل جماعات من أهالي بعلبك وحمص وأنطاكية عام 42هـ


إلى صور وعكا وغيرهما من المدن بسواحل الأردن، كذلك أصلح معاوية رضي الله


عنه حصون هاتين المدينتين ولاسيما عكا التي خرج منها بأولى حملاته البحرية ضد


قبرص، وبسط معاوية رضي الله عنه اهتمامه إلى سائر المدن الساحلية-




3 ـ الاستيلاء على الجزر الواقعة شرقي البحر المتوسط ، وقد بدأ ذلك بالاستيلاء على


جزيرة قبرص ـ كما سبق ذكره ـ ثم استولى جزيرة أخرى هامة وهي رودس وأمر ببناء









خريطة عامة



حصن بها وبعث إليها جماعة من المسلمين يتلون الدفاع عنها، وجعلها رباطاً يدفعون


منه عن الشام، وآثر معاوية أن يحيط المسلمين في رودس بالجو الإسلامي الديني


ويعلي راية الإسلام بين أهاليها، فأرسل إليها فقيهاً يدعى مجاهد بن جبر يقرئ الناس


القرآن وأراد معاوية أن يتوج حملاته البحرية بغلق بحر إيجة وسد منافذه الرئيسية في


وجه السفن البيزنطية، ومنعها من الوصول إلى بلاد المسلمين وعمل على تحقيق ذلك


في الاستيلاء على جزيرة ((كريت)) إذ تسيطر هذه الجزيرة تماماً على بحر إيجة، الذي


يشبه طرفه الجنوبي فوهة قربة تمتد جزيرة ((كريت)) عبرها، بامتدادها البالغ 160


ميلاً وتقسم الجزيرة هذه فتحة إلى مدخلين يتحكم في كل منهما، وأرسل معاوية جنده

صورة لجزيرة كريت
الذي استولى على رودس لفتح هذه الجزيرة الهامة ومنع الأساطيل البيزنطية من


التسلل عبر الفتحات البحرية المتاخمة لها لمهاجمة الشام على أن جنادة بن أمية


الأزدي لم يستطع الاستيلاء على هذه الجزيرة لضخامتها، واكتفى بالإغارة عليها


والبطش بالبيزنطيين وأساطيلهم بها، وهكذا وجه معاوية رضي الله عنه أنظار


المسلمين شطر البحر الأبيض المتوسط، وأوقفهم على أهمية جزره، فاستولى على ما


استطاعت أساطيله أن تفتحه منها، وطرق باب غيرها ومهد الطريق لمن يأتي بعده


من الخلفاء الأمويين، وكفل معاوية للمسلمين قوة بحرية نافست البيزنطيين أنفسهم


سيادتهم القديمة على البحر الأبيض المتوسط ثم أخذ يعبئها لأهم عمل في تاريخها،


وهو ضرب عاصمة البيزنطيين أنفسهم والاستيلاء عليها، ولكن تريث معاوية في


تحقيق الهدف الأخير حتى يمكن لنفسه من التفوق البحري على البيزنطية



4 ـ كان من الضروري لكي تؤتي هذه الاستعدادات البحرية، ثمارها وتحقق أهدافها أن


يصاحبها تحصين أطراف الشام الشمالية، التي تشكل مناطق الحدود بين الدولتين


الإسلامية والبيزنطية، ضد غارات البيزنطيين من ناحية ولتكون سنداً للقوات الزاحفة


على القسطنطينية من ناحية ثانية ذلك لأن المسلمين في فتوحاتهم الأولى في عهد


الخلفاء الراشدين، وصلوا إلى أطراف الشام الشمالية، ثم وقفت أمامهم سلسلة جبال


طوروس تحول دون وصولهم إلى آسيا الصغرى البيزنطية، وكان البيزنطيون عند


انسحابهم وتقهقرهم أمام المسلمين قد قاموا بتخريب المناطق الواقعة شمال حلب


وإنطاكيا لئلا يستفيد منها المسلمون، كما خربوا معظم الحصون فيما بين الأسكندرونة


وطورسوس، فرأى معاوية ضرورة الاهتمام بهذه المناطق وتعميرها وتحصينها،


فاهتم أولاً بمدينة أنطاكيا التي كانت معرضة دائماً للإغارات البيزنطية المفاجئة، واتبع


في تعميرها السياسة التي سار عليها إزاء المدن الساحلية للشام، وأغرى الناس على


الإقامة بأنطاكيا، بأن منحهم اقطاعات من الأرض، وقوى الرباط المخصص للدفاع


عنهم وأخذ معاوية يوالي تدريجياً تعمير المدن الواقعة بين الأسكندرونة وطرسوس


أثناء غاراته على أراضي البيزنطيين حتى أصبحت حدود الشام تتاخم مباشرة جبال


طوروس الحد الفاصل بين الشام وآسيا الصغرى ولإحكام سيطرته على المعاقل الهامة


الواقعة في مناطق التخوم الإسلامية البيزنطية، استولى على سميساط وملطية، كما


جدد حصوناً أخرى مثل مرعش والحدث، ثم استولى على حصن زبطرة البيزنطي الهام


وأعاد تحصينه، ولكي تكون الحركة مستمرة وتكون مناطق الحدود ميداناً عملياً


لتدريب جند المسلمين، وتعويدهم على الدروب والطرق والممرات الجبلية الوعرة دأب


معاوية على الغزوالمستمر، وأصبح هذا النشاط العسكري يعرف بغزوات الصوائف


والشواتي فلا تكاد تمر سنة وإلا ونجد ذكراً عند الطبري وغيره لغزو في البر أو


البحر كأن يقول: وفيها شتى فلان بأرض الروم أو كانت صائفة فلان إلى أرض الروم


وكانت هذه الغزوات تنطلق إلى بلاد الأعداء وتخرب تحصيناتهم وتغنم وتعود، وكان


تكرار هذه الغزوات يشكل ضغطاً على الدولة البيزنطية ويرهق أعصابها وينهك


قواهاوقد برز في هذه الحملات المستمرة عدد من كبار القادة المسلمين الذين تلقوا


تدريباتهم في ميدانها وأتقنوا فن الحرب،، مثل عبد الله بن كرز البجلي، ويزيد بن


شجرة الرهاوي، ومالك بن هبيرة السكوني، وجنادة بن أمية الأزدي، وسفيان بن


عوف، وفضالة بن عبيد، ومالك بن عبد الله الخثعمي، الذين أطلقوا عليه مالك


الصوائف لعلو كعبه في الميدان الحربي في آسيا الصغرى وهؤلاء القادة ابلوا بلاءً


حسناً في الجهاد ضد البيزنطيين لإعلاء كلمة الله.



الحصار الأول للقسطنطينية


يتبع
__________________


<CENTER></CENTER>
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 2010-09-17, 12:58 PM
اكرم1969 اكرم1969 غير متواجد حالياً
محاور
 
تاريخ التسجيل: 2009-05-02
المشاركات: 833
افتراضي

ألحصار الأول للقسطنطينية



بعث معاوية رضي الله عنه سنتي 47 ـ 48هـ سرايا من قواته لتغيرعلى الأراضي

البيزنطية لتمهد الطريق في سبيل الوصول إلى القسطنطينية فتمكن مالك بن هبيرة

السكوني من قضاء الشتاء في الأراضي البيزنطية، ولقد شهدت سنة 49هـ/669م

أول حصار إسلامي لمدينة القسطنطينية ذلك أن نجاح قوات المسلمين في توغلهم في

الأراضي البيزنطية بالإضافة إلى الصراعات الداخلية التي واجهها الإمبراطور قُسطانز

الثاني نتيجة تمرد اثنين من قادته هما سيليوس وميزيريوس، كل ذلك ساعد

معاوية رضي الله عنه على أن يبعث قواته في البر والبحر بقيادة كل من فضالة بن

عبيد الليثي وسفيان بن عوف العامري يساعدهم يزيد بن شجرة الرهاوي، تجاه

القسطنطينية، ووصل الأسطول الإسلامي إلى خلقيدونيةـ ضاحية من ضواحي

القسطنطينية على البر الآسيوي ـ وحاصرها توطئة لاقتحامها في محاولة لاختراق

المدينة من تلك الناحية، ولكن انتشار مرض الجدري وفتكه بكثير من جند المسلمين

علاوة على حلول الشتاء القارص جعل ظروف الجيش المحاصر صعبة للغاية، فما كان

من فضالة بن عبيد الليثي، قائد الجيش البري إلا أن استنجد بمعاوية طالباً منه أن

يمده بقوات إضافية، فأرسل معاوية رضي الله عنه مدداً من الجيش يضم بين أفراده

مجموعة من الصحابة، أمثال: عبد الله بن عمر، وعبد الله بن الزبير، وعبد اله بن

عمرو بن العاص، وأبو أيوب خالد بن يزيد الأنصاري، رضي الله عنهم، وكان القائد

العام لهذه الفرقة هو يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، وعندما وصل يزيد بقواته إلى

خلقيدونية انضم إلى الجيش المرابط هناك، وزحفوا جميعهم نحو القسطنطينية

وعسكروا خلف أسوارها ضاربين عليها الحصار حوالي ستة أشهر ((من الربيع إلى الصيف)) وكان يتخلل هذا

الحصار اشتباكات بين قوات القوتين، وأبلى يزيد في هذا الحصار بلاءً حسناً وأظهر

من دروب الشجاعة والنخوة والإقدام ما حمل المؤرخين على أن يلقبوه بـ((فتى

العرب))وكادت القوات الإسلامية أن تحرز انتصاراً لولا أنه واجهوا صعوبات جمة

منها: الشتاء الغزير المطر والبرد القارص مما أدى إلى نقص الطعام والأغذية،

وتفشي الأمراض بينهم، كما كان لمناعة أسوار القسطنطينية أثرها في تراجع

المسلمين وإجبارهم مرة أخرى على العودة إلى بلاد الشام، كما كانت النار التي فتحها

المتحصنون بها على جيش المسلمين من أهم الأسباب التي عوقت قدرتهم على فتحها،

فقد أحرقت النار كثيراً من سقى المسلمين، ويعد غزو القسطنطينية من دلائل النبوة

حيث أخبر به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم حيث قال:... أول جيش من أمتي يغزون

مدينة قيصر مغفور لهم، وقد اشترك في غزو القسطنطينية عدد من كبراء الصحابة

رضوان اله عليهم، طلباً للمغفرة التي بشر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم

رابعاً : وفاة أبي أيوب الأنصاري في حصار القسطنطينية وهو خالد بن زيد بن كليب،

أبو أيوب الأنصاري الخزرجي، شهد بدراً والعقبة والمشاهد كلها، وشهد مع علي

رضي الله عنه قتال الخوارج وفي داره كان نزول رسول الله صلى الله عليه وسلم، حين

قدم المدينة مهاجراً من مكة فأقام عنده شهراً حتى بنى المسجد ومساكنه حوله، ثم

تحوَّل إليها، وقدوفد أبو أيوب على عبد الله بن عباس لما كان والياً على البصرة في

عهد علي، فبالغ في إكرامه، وقال لأجزينَّك على إنزالك النبي صلى الله عليه وسلم

عندك، فوصله بكل ما في المنزل فبلغ ذلك أربعين ألفاً، وجاء في رواية لما أراد

الانصراف خرج له عن كل شئ بها، وزاده تحفاً وخدماً كثيراً وأعطاه أربعين ألفاً

وأربعين عبداً، إكراماً له لما كان أنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم في داره، وقد

كان من أكبر الشرف لهوهو القائل لزوجته أم أيوب حين قالت له: أما تسمع ما يقول

الناس في عائشة؟ ـ أي في حديث الافك ـ فقال لها: أكنت فاعلة ذلك يا أم أيوب؟ فقالت:

لا والله. فقال: والله لهي خير منك فأنزل الله(( لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ

وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا)) (النور ، الآية : 12) . وقد آخى رسول الله صلى الله عليه

وسلم بين أبي أيوب ومصعب بن عمير رضي الله عنهما صاحب الفتح السلمي الكبير

بالمدينة المنورة. وكانت وفاته ببلاد الروم قريباً من سور قسطنطينية، وكان في جيش

يزيد بن معاوية وإليه أوصى وهو الذي صلى عليه وقد جاء في رواية: أغزى أبو

أيوب، فمرض، فقال: إذا متُّ فاحملوني، فإذا صافقتم العدوَّ، فارموني تحت أقدامكم. أما

إني سأحدثكم بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول، من مات لا

يشرك بالله شيئاً دخل الجنة، ودفن أبو أيوب عند سور القسطنطينية، وقالت الروم لمن

دفنه: يا معشر العرب قد كان لكم الليلة شأن. قالوا: مات رجل من أكابر أصحاب نبينا،

والله لئن نُبش، لاضُرِبَ بناقوس في بلاد العرب، وبعد مجيء الدولة العثمانية وفتح

القسطنطينية أصبحت مكانة أبي أيوب الأنصاري عظيمة في الثقافة العثمانية، فقد درج

السلاطين العثمانيون يوم يتربعون على الملك أن يقيموا حفلاً دينياً في مسجد أبي

أيوب، حيث يتقلدون سيفاً للرمز إلى السلطة، التي أفضت إليهم وكان لأبي أيوب رضي


مسجد السلطان أيوب كما يسمونه

بعث معاوية رضي الله عنه سنتي 47 ـ 48هـ سرايا من قواته لتغيرعلى الأراضي

البيزنطية لتمهد الطريق في سبيل الوصول إلى القسطنطينية فتمكن مالك بن هبيرة

السكوني من قضاء الشتاء في الأراضي البيزنطية، ولقد شهدت سنة 49هـ/669م

أول حصار إسلامي لمدينة القسطنطينية ذلك أن نجاح قوات المسلمين في توغلهم في

الأراضي البيزنطية بالإضافة إلى الصراعات الداخلية التي واجهها الإمبراطور قُسطانز

الثاني نتيجة تمرد اثنين من قادته هما سيليوس وميزيريوس، كل ذلك ساعد

معاوية رضي الله عنه على أن يبعث قواته في البر والبحر بقيادة كل من فضالة بن

عبيد الليثي وسفيان بن عوف العامري يساعدهم يزيد بن شجرة الرهاوي، تجاه

القسطنطينية، ووصل الأسطول الإسلامي إلى خلقيدونيةـ ضاحية من ضواحي

القسطنطينية على البر الآسيوي ـ وحاصرها توطئة لاقتحامها في محاولة لاختراق

المدينة من تلك الناحية، ولكن انتشار مرض الجدري وفتكه بكثير من جند المسلمين

علاوة على حلول الشتاء القارص جعل ظروف الجيش المحاصر صعبة للغاية، فما كان

من فضالة بن عبيد الليثي، قائد الجيش البري إلا أن استنجد بمعاوية طالباً منه أن

يمده بقوات إضافية، فأرسل معاوية رضي الله عنه مدداً من الجيش يضم بين أفراده

مجموعة من الصحابة، أمثال: عبد الله بن عمر، وعبد الله بن الزبير، وعبد اله بن

عمرو بن العاص، وأبو أيوب خالد بن يزيد الأنصاري، رضي الله عنهم

الله عنه عند الترك خواصهم وعوامهم رتبة ولي الله الذي تهوي إليه القلوب المؤمنة

وينظرون إليه كونه مضيف رسول الله، فقد أكرمه وأعانه وقت العسرة كما أنه له

مكانة مرموقة بين المجاهدين واعتبروها ضيافته لرسول الله وجهاده في سبيل الله

أعظم مناقبه وأظهر مآثره .وقد ترك أبو أيوب رضي الله عنه في وصيته بأن يدفن في

أقصى نقطة من أرض العدو صورة رائعة تدل علىتعلقه بالجهاد، فيكون بين صفوفهم

حتى وهو في نعشه على أعناقهم وأراد أن يتوغل في أرض العدو حياً وميتاً، وكأنما لم

يكفه ما حقق في حياته فتمنى مزيد عليه بعد مماته، وهذا ما لا غاية بعده في مفهوم

المجاهد الحق بالمعنى الأصح الأدق ومن الغريب ما نراه في حياتنا من حرص بعض

المسلمين إذا مات خارج بلده أن يوصي أهله بأرجاعه ودفنه في أرضه والأرض

الأرض الله والبلاد بلاد الله. وقد مدحه شعراء الأتراك في أشعارهم وهذا شيخ الإسلام،

أسعد أفندي يشير أشارة لامحة إلى موقعه بقوله:


... ... ... شهد المشاهد جاهداً ومجاهداً


... ... ... ... ... ... ... ومكابداً بحروبه ما كابدا


... ... ... حتى أتى بصلابة ومهابة


... ... ... ... ... ... ... في آخر الغزوات هذا المشهدا


... ... ... قد مات مبطوناً غريباً غازيا


... ... ... ... ... ... ... فغدا شهيداً قبل أن يستشهدا


كان أبو أيوب رضي الله عنه عندما خرج في غزوة الفسطنطينية قد تقدمت به السن

وأصبح شيخاً كبير وكان يقول: قال الله تعالى: ((انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا...)) (التوبة ،

الآية :41) لأجدني إلا خفيفاً أو ثقيلاً، وكان أبو أيوب رضي الله عنه يعلم الناس الفهم

الصحيح لآيات الله ومفاهيم الإسلام فعن أبي عمران التجيبي قال: غزونا من المدينة

نريد القسطنطينية، وعلى الجماعة عبد الرحمن بن خالد بن الوليد ـ يعني الجماعة

الذين غزو من المدينة ـ والروم ملصقوا ظهورهم بحائط القسطنطينية، فحمل رجل

على العدو فقال الناس مه، مه لا إله إلا الله، يلقي بيديه إلى التهلكة: فقال أبو أيوب:

إنما نزلت هذه الآية فينا معشر الأنصار، لما نصر الله نبيه صلى الله عليه وسلم وأظهر

الإسلام قلنا: هلمَّ نقيم في أموالنا ونصلحها، فأنزل الله تعالى: ((وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ

وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ)) (البقرة ، الآية : 195) فالإلقاء بالأيدي إلى التهلكة أن

نقيم في أموالنا ونصلحها وندع الجهاد قال أبو عمران، فلم يزال أبو أيوب يجاهد في

سبيل الله حتى دفن بالقسطنطينية فهذا الحديث يبين لنا خطورة الاشتغال بالأموال عن

الجهاد في سبيل الله تعالى، وإن الهلاك الحقيقي هو هلاك الآخرة بسبب التهاون في واجبات الإسلام
__________________


<CENTER></CENTER>
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 2010-09-17, 12:59 PM
اكرم1969 اكرم1969 غير متواجد حالياً
محاور
 
تاريخ التسجيل: 2009-05-02
المشاركات: 833
افتراضي

الحصار الثاني للقسطنطينية




استطاع معاوية رضي الله عنه أن يضيق الخناق على الدولة


البيزنطية بالحملات المستمرة والاستيلاء على جزر رودس


وأرواد اللتين سبقت الإشارة إليهما، وقد كان لجزيرة أرواد والتي


تسميها المصادر الأوربية كزيكوس أهمية خاصة لقربها من


القسطنطينية، حيث اتخذ منها الأسطول الإسلامي في حصاره


الثاني للمدينة أو حرب السنين السبع 54 ـ 60هـ قاعدة لعملياته


الحربية، وذلك أن معاوية أعد أسطولاً ضخماً، وأرسله ثانية



لحصار القسطنطينية، وظل مرابطاً أمام أسوارها من سنة 54هـ





إلى سنة 60هـ، فكانت الأساطيل تنقل الجنود من هذه الجزيرة إلى


البر لمحاصرة أسوار القسطنطينية على حين يكمل الأسطول


الحصار، واستمر الحصار البري والبحري للقسطنطينية من شهر


أبريل إلى سبتمبر، تتخلله مناوشات بين أساطيل المسلمين


وجنود البيزنطيين من الصباح إلى المساء، على حين تتراشق


القوات البرية الإسلامية مع الجند البيزنطي المرابط على أسوار


القسطنطينية بالقذائف والسهام، استمر هذا الوضع طيلة سبع


سنوات حتى أرهقت البيزنطيين، وأذاقتهم ألوان الضنك والخوف


وأنزلت بهم خسائر فادحة، وبالرغم من كل ذلك لم تستطع اقتحام


المدينة أو التغلب على حراسها المدافعين عن أسوارها، وكانت


العوامل التي ساعدت القسطنطينية على الصمود عديدة منها:
1 ـ استعمال البيزنطيين في هذه المعارك ناراً سموها النار


البحرية أو النار الأغريقية وهو عبارة عن مركب كيمائي مكون


من النفط والكبريت، القار، وكان هذا المركب يشعل بالنار وتقذف


به المراكب فيشعل فيه النار والعجيب أنه كان يزداد اشتعالاً إذا


لامس الماء ومخترع هذا المركب الكيميائي الفتاك، الذي فتك


بالعديد من سفن المسلمين وجنودهم هو مهندس سوري الأصل


اسمه كالينكوس، كان في أوائل الأمر في خدمة المسلمين ثم هرب







إلى القسطنطينية، ووضع خبرته في خدمة البيزنطيين وكان هذا


السلاح الجديد من أهم العوامل التي ساعدت البيزنطيين على


الصمود والاستمرار في الدفاع عن العاصمة وظل هذا السلاح سراً


خفياً، لا يعرفه إلا المتخصصون في صناعته، وكان الأباطرة


يمدون حلفاءهم بهذا السلاح دون أن يطلعوهم على سره،، ومرت


أربعة قرون، وهو سلاح غامض لم يعرف كنهه سوى مخترعه،


وفي القرن العاشر المسيحي، الرابع الهجري، عرف الباحثون سر


هذه النار، وبينوا العناصر التي تكونت منها، والوسائل التي


يمكن إخمادها بها، وتطور هذا السلاح حتى كان منه ما يشبه


المفرقعات، وكانت تلقى على الأعداء بواسطة المجانيق، أو


أنابيب نحاسية تقذف من السفن، وكان لها صوت مدو يصحبه


دخان كثيف مسبوق بلهب خاطف، وشغل هذا الاختراع عقول


العلماء المسلمين، فراحوا يبحثون ويفكرون، حتى عرفوا سره


في مطلع القرن الحادي عشر المسيحي، الخامس الهجري،


وأدخلوا عليه تعديلات جعلته أشد فتكاً، وأقوى أشراً من النار


الأغريقية واستخدم المسلمون هذا السلاح الفتاك في حروبهم مع


الصليبيين بأرض الشام، وكان وقعه شديداً على الصليبيين،


ونشر فيهم الرعب والفزع، ومن ذلك الحين عرفت هذه النار


((بالنار الإسلامية))، يقول الدكتور إبراهيم العدوي: لأن الأعداء


عجزوا عن معرفة هذا السلاح الجديد


الذي احتضنه المسلمون، وظل استخدام النار الإسلامية سائد


حتى القرن الرابع عشر المسيحي،الثامن الهجري حيث دخلت


عليها تطورات وتعديلات كثيرة، أدت أخيراً إلى صناعة البارود.


ومن ثم تعتبر النار الإسلامية أساس هذا الانقلاب الخطير في


أساليب الحرب التي عرفها العالم الحديث وبرهن المسلمون على


أنهم لا يقفون مكتوفي الأيدي أمام أي سلاح جديد يفاجئهم به


الأعداء، وأنهم قادرون على استغلاله فيما بعد لما فيه صالحهم


ونفعهم -ونسأل الله تعالى أن يوفق المسلمين لا يجاد حل للتفوق


العسكري الأمريكي والغربي عليهم.
2 ـ السلسلة الحديدية الضخمة، الحاجزة ما بين القرن الذهبي


ميناء القسطنطينية وبين الشاطئ الآسيوي، حيث كان يتم إقفالها


في حالات الحرب أو التهديد بالحصار


3 ـ الموقع الجغرافي في الفريد الذي وصفه المؤرخ بينز بأنه


((استقر على شبه الجزيرة البارز من أوروبة، والذي يكاد يلاقي


الشاطئ الآسيوي وفي وسط الطريق بين الحدود الشمالية


والشرقية في بقعة يحميها مدّ مرمرة العنيف من الهجمات البحرية.
4 ـ الأسوار الداخلية والخارجية الضخمة والمزوّدة بعدد كبير من أبراج المراقبة التي كان لها دور في كشف التحركات المعادية


وإبطال عنصر المفاجأة فيها .
5 ـ ضعف التجربة الأموية في حرب الحصار للمدن المتداخلة مع


مياه البحر، مثل القسطنطينية، حيث تطلب ذلك أسلحة متطورة


بأساليب جديدة في القتال، لم تكن في متناول القوات الأموية حتى ذلك الحين


6 ـ دبلوماسية الدولة البيزنطية والإسلامية: لقد تظاهرت عدة


عوامل ساهمت في منع سقوط القسطنطينية منها، مناعة المدينة


الطبيعية وقوة تحصيناتها، والنار الإغريقية، ورداءة الطقس


وقسوته، والتيارات المائية الشديدة الانحدار الآتية من البحر


الأسود لتحول دون استيلاء المسلمين على المدينة، رغم صبرهم


وبسالتهم وتحملهم المشاق وفي النهاية دعت الظروف الداخلية


في كل من الدولتين إلى إنهاء الحصار، فدخلوا في مفاوضات


انتهت بعقد صلح بينهما،عاد بمقتضاه الجيش الإسلامي


والأسطول إلى الشام.. ففيما يتعلق بالدولة الأموية أدرك معاوية


أن مدة الحصار قد طالت دون أن يتحقق الهدف، ولما كانت سنّه


قد كبرت، وأحس بدنو أجله، رأى من المصلحة أن يعود هذا


الجيش الكبير المرابط حول المدينة تحسباً لأي مشاكل قد تواجه


ابنه وخليفته يزيد بعد موته، فيكون وجود هذا الجيش عنده


ضرورياً لضبط الأمور داخلياً، كذلك كانت الدولة البيزنطية تواقة


إلى إنهاء هذا الحصار عن عاصمتها، فقد أرهقها وأنهك قواها،


ولذلك يقال: إنها أرسلت إلى دمشق رجلاً يدعى يوحنا من أشهر


رجالها الدبلوماسيين، وأكثرهم ذكاء وفطنة وحضر هذا الرجل


جلسات كثيرة تضم خيرة أبناء البيت الأموي وأبدى فيها من


الإجلال للدولة الإسلامية، ما أكسبه تقدير معاوية واحترامه


ونجحت مفاوضاته في عقد صلح بين الطرفين، وبعد إبرام


المعاهدة أخذت القوات الإسلامية المرابطة براً وبحراً أمام


القسطنطينية طريق العودة إلى الشام، وتركت عاصمة البيزنطيين


تئن من جراحها المثخنة


يتبع
__________________


<CENTER></CENTER>
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 2010-09-17, 01:00 PM
اكرم1969 اكرم1969 غير متواجد حالياً
محاور
 
تاريخ التسجيل: 2009-05-02
المشاركات: 833
افتراضي

العلاقات السلمية بين الدولتين


رغم أن الطابع العام الذي ميز العلاقات بين الدولة الإسلامية والبيزنطية في عصر


الخلافة الراشدة والعصر الأموي كان عسكرياً نتيجة لحركة الجهاد واستمرارها في

العهد الأموي من حملات الصوائف والشواتي طوال السنة تقريباً، وكذلك الدور

الجهادي الذي كانت تؤديه مدن الثغور، إلا أن هذا لا يعني أن الطابع السلمي المتمثل

فيما جرى من مفاوضات ومداولات كان مفقوداً فقد اتخذت العلاقات السلمية بين

الدولتين، الإسلامية والبيزنطية في العهد الأموي أشكالاً مختلفة منها المراسلات،

وتبادل الخبرات، والمناظرات في المجالات الثقافية، وتبادل الأسرى والسفراء

فقد تم مراسلة قيصر الروم من قبل معاوية في فترة الفتنة وتوصل معه إلى عقد صلح

على أن يؤدي معاوية له مالاً وأن يأخذ كل طرف رهناً من الطرف الآخر، وارتهن

معاوية منهم رهناء فوضعهم ببعلبك، ثم إن الروم غدرت فلم يستحل معاوية



قلعة بعلبك القديمة

والمسلمون قتل من في أيديهم من رهنهم، وخلوا سبيلهم وقالوا: وفاء بغدر خير من

غدر بغدر،والمهم أن مثل هذه الحوادث يجب أن تُقدَّر بقدرها فلا يجوز للدولة

الإسلامية ـفي الأصل ـ أن تتهاون وتتكاسل عن الأخذ بأسباب القوة حتى تصل إلى

مرحلة من الضعف تمكّن الأعداء منها أو يطمع فيها الطامعون، بل الأصل في دولة

الإسلام أن تكون دولة قوية يهابها الأعداء، فإذا مرت بها فترة ضعف أو احتاجت إلى

دفع ضرر عليها بمال أو نحوه فذلك يدخل من باب ((الضرورات)) وليس حكماً عاماً

وما (( أبيح للضرورة يُقدّر بقدرها، كما قرر الفقهاء، فلا ينبغي عقد صلح دائم مع

العدو بدفع المال إليه، بل يجب أن يكون الصلح والدفع لفترة ضعف المسلمين أو حالة

الضرورة، مع العمل الجاد على رفع حالة الضعف وبناء قوة الأمة وقدراتها المطلوبة

بكل جدية وعزم، فإذا زالت يجب على المسلمين أن يمتنعوا من عقد أي معاهدة فيها

ذلة أو مفسدة لهم، والخلاصة: إنه يجوز للدولة الإسلامية عقد معاهدة اضطرارية تُقدّر

بقدرها وتنتهي بانتهاء حالة الضرورة التي عُقدت من أجلها

لم تقتصر المراسلات على الجانب العسكري فقط، ولكن رويت بعض المراسلات التي

تتناول المناظرة في الجوانب العلمية والأمور العامة، فقد كتب قيصر الروم إلى معاوية

سلام عليك أما بعد: فانبئني بأحب كلمة إلي الله وثانية وثالثة ورابعة وخامسة وعن

أربعة أشياء، فيهن روح ولم يرتكضن في رحم، وعن قبر يسير صاحبه، ومكان في

الأرض لن تصبه الشمس إلا مرة واحدة وغير ذلك من الأسئلة، فكتب إليه معاوية: أما

أحب كلمة إلى الله، فلا إله إلا الله لا يقبل عملاً إلآ بها، وهي المنجية، والثانية سبحان

الله صلاة الخلق، والثالثة الحمد لله كلمة الشكر والرابعة الله أكبر، فواتح الصلوات

والركوع والسجود، والخامسة لا حول ولا قوة إلا بالله. والأربعة فيهن روح ولم

يرتكضن في رحم فآدم، وحواء وعصا موسى والكبش، والموضع الذي لم تصله شمس

إلا مرة واحدة، فالبحر حين انفلق لموسى وبني إسرائيل والقبر الذي سار بصاحبه،

فبطن الحوت الذي كان فيه يونس-

يذكر العدوي: إن انعكاس التسامح الديني مع النصارى ظهر تأثيره على الدولة

البيزنطية، إذ من المعروف، إنها كانت تضظهد رعاياها من أصحاب المذاهب الأخرى

وتعاملهم معاملة قاسية وتعتبرهم هراطقة، وبظهور دولة الإسلام ودخول كثير من

المسيحيين في التبعية لها، اتجهت الإمبراطورية البيزنطية إلى تجديد أساليبها

وسياستها، وجعلت من نفسها صاحبة الحق في رعاية المسيحيين في بلاد الشام،

وكان معاوية رضي الله عنه يجلس إلى جماعات المسيحيين من المذاهب المختلفة

ويستمع إلى جدلهم الديني ومناقشاتهم المختلفة، وبهذا ضربت الدولة الإسلامية

الأموية مثلاً سامياً، يدل على عظمة الرسالة الإسلامية ومدى التسامح الديني تجاه

رعاياها من غير المسلمين وابتعادها عن التعنت والتعصب الديني الذي يتهمهم به

قسم من المستشرقين

يتبع
__________________


<CENTER></CENTER>
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 2010-09-17, 01:01 PM
اكرم1969 اكرم1969 غير متواجد حالياً
محاور
 
تاريخ التسجيل: 2009-05-02
المشاركات: 833
افتراضي

الجراجمة


في أثناء الحروب والغارات بين المسلمين والبيزنطيين، في عهد

معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، كان هناك طرف ثالث

يشارك في النزاع القائم بينهما، يطلقون على أنفسهم اسم

((الجُرَاجمِة)) نسبة إلى مدينة((الجُرَجُومة))، وأصولهم غير

معروفة، ويشير البلاذري إلى أنهم كانوا يدينون بالنصرانية

وأنهم كانوا لذلك يتبعون((بطريق أنطاكية وواليها))وعندما فتح



المسلمون بلاد الشام أرسل أبو عبيدة عامر بن الجراح حبيب بن

مسلمة الفهري: فغزا الجرجومة فلم يقاتلها أهلها ولكنهم بادروا

بطلب الأمان والصلح، فصالحوه على أن يكونوا أعواناً للمسلمين

وعيوناً ومسالح في جبل اللكام، وأن لا يُؤخَذوا بالجزية، وأن

يُنَفَّلوا أسلاب من يقتلون من عدوّ المسلمين إذا حضروا حرباً

معهم في مغازيهم ولكن الجراجمة لم يلبثوا أن نقضوا اتفاقهم

هذا، وصنعواً حاجزاً بين المسلمين والبيزنطيين واستطاعوا

عرقلة سير الفتوحات الإسلامية في آسيا الصغرى، فكانوا

متذبذبين مرّة مع المسلمين وأخرى مع الروم وقد بقيت شوكة في

ظهر الجيوش الإسلامية ليس في عهد معاوية لكن حتى عهد عبد

الملك، ثم ما لبثت أن تفرقت في بلاد الشام وآسيا الصغرى، فخفَّ

خطرها. وعلى أية حال، فلابد من القول بأن الانشاءات

والمجهودات التي قام بها معاوية رضي الله عنه في سبيل

الوصول إلى القسطنطينية وان كانت لم تثمر خلال حياته إلا أنها

لعبت دوراً أساسياً في حفز من جاؤوا بعده من الخلفاء لأن يكملوا

المسيرة التي بدأها.

يتبع
__________________


<CENTER></CENTER>
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 2010-09-17, 01:02 PM
اكرم1969 اكرم1969 غير متواجد حالياً
محاور
 
تاريخ التسجيل: 2009-05-02
المشاركات: 833
افتراضي

جبهة شمال أفريقيا





كانت جبهة شمال أفريقيا، من أولى الجبهات التي وجه إليها

اهتمامه، لأنها تتاخم حدود مصر الغربية من ناحية ومن ناحية

أخرى فهي تخضع لنفوذ الدولة البيزنطية، العدو اللدود للمسلمين

والتي صمم أمير المؤمنين معاوية على تضييق الخناق عليها،

وعدم إعطائها فرصة لالتقاط أنفاسها، ففي الوقت الذي واصل فيه

ضغطه عليها من الشرق، وزحفه على جزرها في البحر المتوسط

تمهيداً للوصول إلى عاصمتها القسطنطينية ـ كما سبق ذكره ـ

نراه قد قرر أن يطوقها من الجنوب، من شواطي شمال إفريقيا

التي كانت تعتبرها من أملاكها، ففي أول سنة من حكمه 41هـ

أرسل معاوية بن حديج

على رأس حملة إلى إفريقيا ثم أرسله ثانية سنة 45هـ على رأس

حملة من عشرة الآف مقاتل، فمضى حتى دخل إفريقيا وكان معه

عبد الله بن عمر بن الخطاب، وعبد الله بن الزبير، وعبد الملك بن

مروان، ويحيى بن الحكم بن العاص، وغيرهم من أشراف قريش،

فبعث ملك الروم إلى إفريقية بطريقاً يقال له: نقفورا في ثلاثين

ألف مقاتل، فنزل الساحل، فأخرج إليه معاوية بن حديج عبد الله

بن الزبير في خيل كثيفة، فسار حتى نزل على شرف عال ينظر



منه إلى البحر بينه وبين مدينة سوسة ، اثنا عشر ميلاً، فلما بلغ

ذلك نقفوراً أقلع من في البحر منهزماً من غير قتال، ورجع بن

الزبير إلى معاوية بن حديج وهو بجبل القرن، ثم وجه ابن حديج

عبد الملك بن مروان في ألف فارس إلى مدينة جلولاء فحاصرها

وقتل من أهلها عدداً كثيراً حتى فتحها عنوة، وأغزى معاوية بن

حديج جيشاً في البحر إلى صقلية في مائتي مركب، فسبوا وغنموا

وأقاموا شهراً، ثم انصرفوا إلى إفريقيا بغنائم كثيرة ، وبعد هذه

الفتوح عاد معاوية بن حديج إلى مصر دون أن يترك قائداً أو

عاملاً، ويفهم من هذا التصرف ومن سلوك معاوية بن حديج أثناء

هذه الغزوة أن البربر أهل البلاد كانوا قد أصبحوا حلفاء للمسلمين

على الروم، وأن المسلمين كانوا يكتفون إلى ذلك الحين بإبعاد

الخطر الرومي من هذه الناحية وعندما استعاد معاوية بن حديج

طرابلس الغرب ترك فيها رويفع بن ثابت الأنصاري والياً عليها

سنة 46هـ فغزا منها إفريقيا ((تونس)) ودخلها سنة 47هـ ،

وفتح جزيرة جربة التي كان يسكنها البربر، وقد تحدثت المراجع




عن كثرة السبايا في هذه الغزوة وقام رويفع بن ثابت الأنصاري

بتذكير المسلمين في هذه بأحكام وطء السبايا، حيث قال: أما أني

لا أقول لكم إلا ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول

يوم حنين: لا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسقى ماءه

زرع غيره ، ولا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يقع على

امراة من السبي حتى يستبرئها، ولا يحل لامرئ يؤمن بالله

واليوم الآخر أن يبيع مغنما حتى يُقسم وقد بقي في ولاية

طرابلس الغرب ثم ولاه مسلمة بن مخلد ولاية مصر وبرقة، وبقي

عليها أميراً ومات بها سنة 56هـ وقبره معروف في الجبل

الأخضر ببرقة في مدينة البيضاء وهو آخر من توفي من الصحابة

هناك، وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم ثمانية أحاديث، وان

فقيهاً من أصحاب الفتيا من الصحابة وكان خطيباً مفوهاً-


يتبع
__________________


<CENTER></CENTER>
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 2010-09-17, 01:03 PM
اكرم1969 اكرم1969 غير متواجد حالياً
محاور
 
تاريخ التسجيل: 2009-05-02
المشاركات: 833
افتراضي

عقبة بن نافع وفتح إفريقية



هو عقبة بن نافع القرشي الفهري، نائب إفريقيا لمعاوية وليزيد،


وهو الذي أنشأ القيروان واسكنها الناس، وكان ذا شجاعة،


وحزم، وديانة، لم يصحّ له صحبة، شهد فتح مصر، واختطّ بها،


فقد اسند معاوية بن أبي سفيان قيادة حركة الفتح في إفريقية إلى


هذا القائد الكبير الذي خلد التاريخ اسمه في ميدان الفتوحات،


وكان عقبة قد شارك في غزو إفريقية منذ البداية مع عمرو بن


العاص واكتسب في هذا الميدان خبرات واسعة، وكان عمرو بن


العاص قد خلفه على برقة عند عودته إلى الفسطاط، فظل فيها


يدعو الناس إلى الإسلام، وقد جاء إسناد القيادة إلى عقبة بن نافع


خطوة موفقة في طريق فتح شمال إفريقيا كله، ذلك أنه لطول





إقامته في برقة وزويلة وما حولها، منذ فتحها أيام عمرو بن


العاص، أدرك أنه لكي يستقر الأمر للمسلمين في إفريقية ويكف


أهلها عن الارتداد، فلا بد من بناء قاعدة ثابتة للمسلمين ينطلقون


منها في غزواتهم، ويعودون إليها ويأمنون فيها على أهلهم


وأموالهم، فلما أسند إليه معاوية بن أبي سفيان قيادة الفتوحات


في إفريقية، أرسل إليه عشرة آلاف فارس وانضم إليه من اسلم


من البربر فكثر جمعه، وسار في جموعة حتى نزل بمغمداش من


سرت، فبلغه أن أهل ودان قد نقضوا عهدهم مع بسر بن أبي


أرطأة الذي كان عقده معهم حين وجهه إليهم عمرو بن العاص


ومنعوا ما كانوا اتفقوا عليه من الجزية، فوجه إليهم عقبة قسماً


من الجيش عليهم عمر بن علي القرشي وزهير بن قيس البلوي،


وسار معهم بالقسم الآخر من الجيش واتجه إلى فزان، فلما دنا


منها دعاهم إلى الإسلام فأجابوا





ثم واصل فتوحاته، فتح قصور كُوّار، وخاور، وغدامس، وغيرها،


ومما يلاحظ أن عقبة تجنّب في مسيرة المناطق الساحلية، فقصد


المناطق الداخلية يفتحها بلداً بلداً، ويبدو أنه فعل ذلك ليأخذ


البربر إلى جانبه ويقيم جبهة داخلية تحيط بالبيزنطيين على


الساحل وتمدّه بالطاقات البشرية للاستقرار والإطاحة بالوجود


البيزنطي


يتبع
__________________


<CENTER></CENTER>
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 2010-09-17, 01:03 PM
اكرم1969 اكرم1969 غير متواجد حالياً
محاور
 
تاريخ التسجيل: 2009-05-02
المشاركات: 833
افتراضي

بناء مدينة القيروان


في سنة 50هـ بدأت إفريقية الإسلامية عهداً جديداً مع عقبة بن

نافع، المتمرس بشؤون إفريقية منذ حداثة سنّه، فقد لاحظ كثرة

ارتداد البربر، ونقضهم العهود، وعلم أن السبيل الوحيد للمحافظة

على إفريقية ونشر الإسلام بين أهلها هو إنشاء مدينة تكون محط

رحال المسلمين، ومنها تنطلق جيوشهم فأسس مدينة القيروان

وبنى جامعها، وقد مهد عقبة قبل بناء المدينة لجنوده بقوله: إن




تخطيط للمسجد





إفريقية إذا دخلها إمام أجابوه إلى الإسلام، فإذا خرج منها رجع

من كان أجاب منهم لدين الله إلى الكفر، فأرى لكم يا معشر

المسلمين أن تتخذوا بها مدينة تكون عزاً للإسلام إلى آخر الدهر،

فاتفق الناس على ذلك وأن يكون أهلها مرابطين، وقالوا: نقرب

من البحر ليتم لنا الجهاد والرباط، فقال عقبة إني أخاف أن

يطرقها صاحب القسطنطينية بغتة فيملكها، ولكن اجعلوا بينها

وبين البحر ما لا يوجب فيه التقصير للصلاة فهم مرابطون، ولم

يعجبه موضع القيروان الذي كان بناه معاوية بن حديج قبله،

فسار والناس معه حتى أتى موضع القيروان اليوم، وكان موضع

غيضة لا يرام من السباع والأفاعي، فدعا عليها، فلم يبق فيها

شئ ، وهربوا حتى أن الوحوش لتحمل أولادها، وعن يحي بن

عبد الرحمن بن حاطب قال: يا أهل الوادي! إنا حالون إن شاء

الله، فظعنوا، ثلاث مرات فما رأينا حجراً ولا شجراً إلا يخرج من

تحته دابة حتى هبطنا بطن الوادي: ثم قال للناس: انزلوا بسم

الله، وكان عقبة بن نافع مجاب الدعوة، وقد رأى قبيل من البربر

كيف أن الدواب تحمل أولادها وتنتقل، فأسلموا ثم شرع الناس في

قطع الأشجار وأمر







صورة للمسجد


عقبة ببناء المدينة فبنيت وبني المسجد الجامع، وبنى الناس

مساجدهم ومساكنهم وتم أمرها سنة 55هـ وسكنها الناس، وكان

في الناس، وكان في أثناء عمارة المدينة يغزو ويرسل السرايا،

فتغير وتنهب ودخل كثيراً من البربر الإسلام، واتسعت خطة

المسلمين وقوي جنان من هناك من الجنود بمدينة القيروان

وأمنوا واطمأنوا على المقام فثبت الإسلام فيها، وتم تخطيط

مدينة القيروان على النمط الإسلامي، فالمسجد الجامع ودار




الإمارة توأمان، لا ينفصل أحدهما عن الآخر، فهما دائماً إلى جوار

بعضهما، ويكونان دائماً في قلب المدينة التي يخطتها المسلمون

ويرتكزان في وسطها، وبينهما يبدأ الشارع الرئيسي للقيروان،

الذي سيسمى باسم السماط الأعظم، ثم ترك عقبة فراغاً حول

المسجد ودار الإمارة في هيئة دائرة واسعة، ثم قسمت الأرض

خارج الدائرة إلى خطط القبائل، ليكون استمراراً للشارع الرئيسي

في الاتجاهين إلى نهاية المدينة، وانجفل البربر من نواحي

إفريقية إلى القيروان، وسكنوا حولها وكان الكثير منهم دخل في

الإسلام، وشرعوا في تعلم اللغة العربية والقرآن الكريم وأمور

دينهم وهكذا نشاهد فيما بين سنتي 50 و55هـ حركة قوية بدأت

في تعريب الشمال الأفريقي

1 ـ الخصائص المتوفرة في موضع القيروان :


... كانت الدوافع السياسية والعسكرية والإدارية والدعوية دوافع

قوية في قرار عقبة في اتخاذ موقع القيروان، فقد تميز موقع

القيروان بالآتي :


أ ـ بأنه لا يفصله عن مركز القيادة العسكرية في الفسطاط إي بحر

أو نهر، فهو يقع على الطريق البري الذي يربط بين الفسطاط

(بمصر) وبين المغرب، ويبدو أن عقبة رحمه الله أخذ بنظرية

عمر بن الخطاب في بناء الأمصار والمعسكرات بألا يفصلها

فاصل من نهر أو بحر أو جسر عن المدينة أو مركز القيادة، وأن

تكون على طرف البر أو أقرب إلى البر والصحراء،

ب ـ موافقة الموضع لذهنية العرب ومتطلباتهم الضرورية.

وتتجلى هذه الخصوصية من خلال قراءة توصية عقبة بن نافع

في أن يكون الموضع قريباً من السبخة: فإن أكثر دوابكم الإبل

تكون أبلكم على بابها في مراعيها، وكذلك في الكلمات التي عبر

عنها أصحاب عقبة عندما استجمع رأيهم في الموضع المنتخب،

إذ قالوا: نحن أصحاب أبل ولا حاجة لنا بمجاورة البحر


جـ ـ بأنه يتمتع ببعض الانتاجات والموارد الذاتية، فالمنطقة التي

كان فيها موضع القيروان عبارة غيضة، كما أورد الجغرافيون،

وكان مواجهاً لجبال أوراس، معقل قبائل البربر، إذن، فإنه كان

في بقعة زراعية تتضمن بعض المحاصيل التي تكفل للمجاهدين

المسلمين مورداً غذائياً مهماً


س ـ صحيح أن المشكلة الرئيسية التي جابهتها القيروان بعد

اتخاذها كانت متمثلة بالموارد المائية، كما هي الحال في مدينة

البصرة، مع وجود فارق بين المصرين، فإن مياه البصرة كانت

مع الأنهار غير أنها مالحة. أما مياه القيروان الصالحة للشرب

فكانت تعتمد على مصدرين، الأول منهما الأمطار حيث كانت

تخزن في صهاريج يطلق عليها اسم (المواجل) ، وثانيها مياه

وادي السراويل في قبلة المدينة، لكنه كان مالحاً. لذلك فإن بعض

المؤرخين حدد مصدر مياه القيروان قائلاً: وشربهم من ماء

المطر. إذا كان الشتاء ووقعت الأمطار والسيول دخل ماء المطر

من الأودية إلى برك عظام يقال لها (المؤجل).. ولهم وادٍ يسمى

وادي السراويل في قبلة المدينة يأتي فيه ماء مالح.. يستعملونه

فيما يحتاجونه، ومع ذلك، فإن هذه المشكلة المعقدة يبدو أنها

أخذت تتضاءل تدريجياً إلى حد ما.

إن الموقع الجغرافي لمدينة القيروان كان له دور كبير في إثراء

الحياة العلمية وإنعاشها، فقد كانت في موقع متوسط بين الشرق

والغرب يمرّ بها العلماء والطلبة من أهل المغرب والأندلس في

ذهابهم إلى المشرق، فيسمعون من علمائها، وكثير منهم يصبح

أهلاً للعطاء عند عودته فيسمع منه أهلها، كما كان يدخلها من

يقصد المغرب أو الأندلس من أهل المشرق


ش ـ لقد كانت التجارة في القيروان رابحة والسلع فيها نافقة

ولذلك أمّها كبار التجار من المشرق والمغرب وكثير منهم من

المحدّثين والفقهاء، فكان ذلك عاملاً مهماً في إزدهار الحياة

العلمية بالقيروان

يتبع


__________________


<CENTER></CENTER>
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 2010-09-17, 01:04 PM
اكرم1969 اكرم1969 غير متواجد حالياً
محاور
 
تاريخ التسجيل: 2009-05-02
المشاركات: 833
افتراضي

فتوحات عقبة بن نافع


نجح عقبة بن نافع رحمه الله في فتوحاته حيث جعل الجهاد

قضيته الكبرى في هذه الحياة . سار عقبة في جيش عظيم متجهاً

إلى مدينة باغية ، حيث واجه مقاومة عنيفة من البيزنطيين الذين

انهزموا أمامه ودخلوا مدينتهم وتحصنوا بها، فحاصرهم مدة ثم

سار إلى تلمسان وهي من أعظم مدائنهم فانضم إليها من حولها

من الروم والبربر فخرجوا إليه في جيش ضخم والتحم القتال،

وثبت الفريقان حتى ظن المسلمون أن في تلك المعركة فناءهم

ولكن منَّ عليهم بالصبر فكانوا في ذلك أشدَّ وأصبر من أعدائهم

فهاجموا الروم هجوماً عنيفاً حتى ألجئوهم إلى حصونهم فقاتلوهم

إلى أبوابها وأصابوا منهم غنائم كثيرة، ثم استمر غربا قاصداً

بلاد الزاب، فسأل عن أعظم مدنها فقيل له(( أَرَبَه)) وهي دار

ملكهم وكان حولها ثلاثمائة وستون قرية كلها عامرة، فامتنع بها

من كان هناك من الروم وأهل المدينة وهرب بعضهم إلى الجبال،

فاقتتل المسلمون مع أهل تلك المدينة فانهزم أهل تلك البلاد وقُتل

كثير من فرسانهم ورحل عقبة إلى(( تاهرت)) فاستغاث الروم



بالبربر فأجابوهم ونصروهم، وقام عقبة بن نافع في الناس خطبةً

فقال بعدما حمد الله وأثنى عليه: أيها الناس إن أشرافكم وخياركم

الذين رضي الله تعالى عنهم وأنزل فيهم كتابه بايعوا رسول الله

بيعه الرضوان على من كذب بالله إلى يوم القيامة، وهم أشرافكم

والسابقون منكم إلى البيعة، باعوا أنفسهم من رب العالمين

بجنته بيعة رابحة، وأنتم اليوم في دار غربة وإنما بايعتم رب

العالمين، وقد نظر إليكم في مكانكم هذا، ولم تبلغوا هذه البلاد إلا

طلبا لرضاه وإعزازاً لدينه، فأبشرو فكلما كثر العدو كان أخزى

لهم وأذل إن شاء الله تعالى وربكم عز وجل لا يُسلمكم، فالقوهم

بقلوب صادقة، فإن الله عز وجل جعلكم بأسه الذي لا يرد عن

القوم المجرمين فقاتلوا عدوكم على بركة الله وعونه والله لا يرد

بأسه عن القوم المجرمين . وهذه خطبة عظيمة تدل على أن عقبة

بن نافع رضي الله عنه قد اعتمد في حروبه على السلاح الأعظم

الذي فيه سر انتصارات المسلمين الباهرة .. ألا وهو التوكل على

الله تعالى، واستحضار عظمته وجلاله، ومعيته لأوليائه المؤمنين

بالنصر والتأييد، فهو لا يبالي بجيوش الأعداء مهما كثرت، وإنما

الذي يهتم به أن يتأكد جيداً من أن هذا السلاح المعنوي الفعال قد

توفر في جيشه، وحينما يضمن ذلك فإنه يرحب باجتماع جيوش

الأعداء ليكون ذلك أسرع في هلاكهم وتمزيق جمعهم على يد

أولياء الله الصالحين وما أعظم شبه عقبة بخالد بن الوليد رضي

الله عنه، الذي كان يُسَرُّ ويداخله شعور بالقوة والتعاظم ـ من غير

غرور ولا استهانة ـ كلما تضخم جيش الأعداء وتعددت عناصره،

وكأن عقبة قد تأس به واتخذه له قدوة في القيادة والإقدام الذي لا

يعرف التردد والسآمة، وهو في إقدامه واندفاعه يدرك أن جنود

الإسلام الصادقين هم بأس الله تعالى المسلط على أعدائه الكفار،

والله تعالى لا يُردّ بأسه عن القوم المجرمين.

وقد التقى المسلمون بأعدائهم في مدينة ((تاهرت)) وقاتلوهم

قتالاً شديداً، فاشتد الأمر على المسلمين لكثرة عدوهم، ولكنهم




انتصروا أخيراً، وانهزم أعداؤهم من الروم والبربر، وقتل منهم

عدد كبير، وغنم منهم المسلمون أموالهم وسلاحهم ، ثم توجه

إلى جهات المغرب الأقصى فوصل إلى طنجة، حيث قابل بطريق

من الروم اسمه (( جوليان )) الذي: أهدى له هدية حسنة، ونزل

على حكمه ولما سأله عقبة عن بحر الأندلس قال عنه: لا إنه

محفوظ لا يرام ، ثم سأله عن البربر والروم بقوله: دلني على

رجال البربر والروم فقال: قد تركت الروم خلفك وليس أمامك إلا

البربر وفرسانهم في عدد لا يعلمهم إلا الله تعالى وهم أنجاد البربر

وفرسانهم، فقال عقبة: فأين موضعهم؟ قال: في السوس الأدنى،

وهم قوم ليس لهم دين .. استفاد عقبة من هذه المعلومات واتجه

إلى الجنوب الغربي، قاصداً بلاد السوس الأدنى حيث التقى



بجموع بربر أطلس الوسطى، فهزمهم وطاردهم نحو صحراء

وادي درعا، حيث بنى مسجداً في مدينة درعا ثم غادر صحاري

مراكش باتجاه الشمال الغربي إلى منطقة ((تافللت)) من أجل أن

يدور حول جبال أطلس العليا كي يدخل بلاد صنهاجة الذين






أطاعوه دون قتال، وكذلك فعلت قبائل هكسورة في مدينة


((اغمات))، بعدها اتجه عقبة نحو الغرب إلى مدينة تفيس ، حيث

حاصر بها جموعاً من البيزنطيين والبربر، فلم ينفعهم تحصنهم،

فدخل المدينة منتصراً وبذلك أتم تحرير بلاد السوس الأقصى

ودخل عاصمتها ((ايجلي)) التي بنى فيها مسجداً، ثم دعا القبائل

فيها هناك إلى الإسلام فأجابته قبائل جزولة، وبعد ذلك سار إلى

مدينة ((ماسة)) ومنها إلى رأس ((ايفران)) على البحر المحيط ،

وبوصول عقبة بن نافع إلى ساحل المحيط الأطلسي يكون قد أنجز

تحرير معظم بلاد المغرب، وتشير مصادرنا التاريخية أن عقبة

لما وصل إلى المحيط الأطلسي قال: يا رب لولا هذا البحر لمضيت

في البلاد مجاهداً في سبيلك. ثم قال: اللهم أشهد أني قد بلغت

الجهود، ولولا هذا البحر لمضيت في البلاد أقاتل من كفر بالله




حتى لا يعبد أحد من دونك ثم وقف ساعة ثم قال لأصحابه: ارفعوا

أيديكم، ففعلوا، فقال: اللهم لم أخرج بطراً ولا أشراً وإنك لتعلم

أنما نطلب السبب الذي طلبه عبدك ذو القرنين وهو أن تُعبد ولا

يُشرك بك شيء، اللهم إنا معاندون لدين الكفر، ومدافعون عن

دين الإسلام، فكن لنا ولا تكن علينا يا ذا الجلال والإكرام، ثم

انصرف راجعاً. وندرك من قوله المذكور مدى حبه للجهاد

وشعوره بالمسئولية الكبرى التي حملها على عاتقه نحو تبليغ

الإسلام وتقوية دولته والقضاء على دول الكفر التي حجبت نور

الإسلام عن شعوبها، فهو يقف على البحر المحيط ويعلم آنذاك

أنه نهاية المعمور من الأرض من ناحية المغرب، ثم نجده يُشهد

الله تعالى على أنه قد بلغ المجهود الذي تحت مقدرته، وهذه

الشهادة تشعرنا بمدى ارتباط عقبة بالله تعالى، وأنه لم يكن يسير

خطوة إلا وهو يستلهم التوفيق منه جل وعلا ويطلب رضوانه،

وهذا الكلام يدل على وضوح الهدف من الجهاد عند عقبة حيث

بيّن أن الحد الذي يقف عنده الجهاد، أن يزول الشرك من الأرض،

وأن لا يعبد إلا الله وحده، ومادام الشرك قائماً فإن الجهاد لا بد أن

يكون موجوداً، فالجهاد أذن هو جهاد الدعوة إلى الله تعالى، وذلك

بإزالة الطغيان البشري وإخضاع دول العالم لحكم الإسلام لكي

يكون فهم الإسلام واعتناقه متيسراً لكل الناس

يتبع
__________________


<CENTER></CENTER>
رد مع اقتباس
  #11  
قديم 2010-09-17, 01:05 PM
اكرم1969 اكرم1969 غير متواجد حالياً
محاور
 
تاريخ التسجيل: 2009-05-02
المشاركات: 833
افتراضي


. ولم يقف عمل عقبة على الجهاد بل رافق ذلك بناء المساجد مثل مسجد درعة ومسجد

ماسة بالسوس الأقصى، كما كان يترك نفراً من أصحابه يعلمون الناس القرآن وشرائع

الإسلام، ومن هؤلاء شاكر الذي بنى رباطاً ما بين بلدتي مراكش وموجادور ولا زال

موقعه باقياً إلى اليوم وهو المعروف عند العامة بالمغرب الأقصى بسيدي شاكر،

ويظهر أن أغلبية بربر المغرب الأقصى أسلموا على يده طوعاً مثل صنهاجة وهسكورة

وجزولة، كما أخضع المصامدة، وحملهم على طاعة الإسلام، وكي يأمن القبائل الكثيرة

من الانتقاض عليه، كان عقبة يأخذ منها رهائن ويولي عليها رجلاً منها مثلما فعل مع

مصمودة فقد ترك عليها أبا مدرك زرعة بن أبي مدرك، أحد رؤسائها، الذي شارك في

فتح الأندلس فيما بعد، ويلاحظ أن الوثنية كانت غالبة على بربر المغرب الأقصى مما

يفسر كثرة السبايا والغنائم، وأصاب ((عقبة)) نساء لم يرى الناس مثلهن فقيل أن

الجارية كانت تساوي بالمشرق ألف مثقال وأكثر، وكان السبي أحد عوامل انتشار

الإسلام بين البربر بحكم اختلاطهم بالبيئة العربية الإسلامية ثم إن الاحتكاك والاختلاط

المستمرين بين المقاتلة العرب، والبربر أوجد صلات وروابط تجلت في الحلف والولاء

في هذا الوقت المبكر. يذكر السلاوي أن عقبة حين وصل إلى جبل درن: نهضت زناته

وكانت خالصة للمسلمين منذ إسلام مغراوة وهذا يشعر بأن بعض زناته ومغراوة كانتا

قد أسلمتا منذ زمن وكانتا حليفتان للمسلمين فنهضتا للدفاع عن المسلمين .


استشهاد عقبة بن نافع وأبو المهاجر رحمهما الله تعالى


يبدو أن عقبة المجاهد المخلص، كان يحس إحساس المؤمن الصادق، أنه سيلقى ربه

شهيداً في هذه الجولة، فعندما عزم على المسير من القيروان في بداية الغزو دعا

أولاده وقال لهم: إني قد بعت نفسي من الله عز وجل ... إلى أن قال ولست أدري

أتروني بعد يومي هذا أم لا، لأن أملي الموت في سبيل الله، وأوصاهم بما أحب، ثم قال:

عليكم سلام الله .. اللهم تقبل نفسي في رضاك. نعى عقبة نفسه إلى أولاده، فتقبل الله

منه وحقق له أمله في الشهادة، فقد أعد له الروم والبربر كميناً عند تهوذة، وأوقعوا به

وقضوا عليه هو ومن معه من جنوده، وترجع المصادر أمر الكارثة التي تعرض لها

عقبة عند تهوذة إلى سبب رئيسي وهو سياسته نحو البربر بصفة عامة، وزعيمهم

كسيلة بصفة خاصة ذلك الزعيم صاحب النفوذ والمكانة في قومه، والذي كان أبو

المهاجر قد تألفه وأحسن إليه، فأسلم وتبعه كثير من قومه، لكن عقبة أساء إلى هذا

الرجل إساءة بالغة، فأدرك أبو المهاجر عاقبة الخطأ الذي وقع فيه عقبة ولم يكتم

نصيحته عنه ـ رغم أنه كان في حكم المعتقل ـ ولكن عقبة لم يسمع منه، وكان أبو

المهاجر من معاشرته للبربر وزعيمهم، قد عرف مدى اعتزازهم بكرامتهم وأدرك أنهم

لن يقبلوا هذه الإهانة، وهذا الإذلال الذي لحق بزعيمهم من عقبة فخاف غدرهم، فأشار

على عقبة بالتخلص من كسيلة وقال له: عاجله قبل أن يستفحل أمره(3)، ولكن عقبة

لم يصغ إلى هذه النصيحة أيضاً وليته احتاط للأمر، بل أقدم على عمل آخر في غاية

الخطورة، حيث جعل معظم جيشه يسير أمامه بعد أن رجع من رحلته الطويلة من

المغرب الأقصى قاصداً القيروان، ولما صار قريباً من القيروان أرسل غالب جيشه على

أفواج إلى القيروان وبقي هو على رأس الفوج الأخير، ومعه ما

يقرب من ثلاثمائة من الفرسان من الصحابة والتابعين، وكان من عادة عقبة أنه يكون

في مقدمة الجيش عند الغزو ويكون في الساقة عند قفول الجيش، فهو بذلك يعرض

نفسه لخطر مواجهة العدو دائماً وإن هذه التضحية الكبيرة جعلته محبوباً لدى أفراد

جيشه بحيث لا يعصون له أمراً ويتسابقون على التضحية اقتداء به، وهذه الصفة

تعتبر من أهم عوامل نجاح القائد في أي عمل يتوجه إليه ولما علم الروم بانفراد عقبة

بهذا العدد القليل من جيشه انتهزوا هذه الفرصة لمحاولة القضاء عليه، وهم يدركون

أن وجوده القوي يعتبر أهم العوامل في تماسك المسلمين وبقاء قوتهم، فتآمروا عليه

مع كسيلة البربري، فجمعوا لعقبة وأصحابه جمعاً لا قِبَلَ لهم به وإذا بكسيلة يحيط

بجيش عقبة في جمع عدته خمسون ألفاً. وكان أبو المهاجر موثقاً في الحديد مع عقبة،

فلمّا رأى الجموع تمثل بقول أبي محن الثقفي:


كفى حزناً أن تمرغ الخيل بالقنا


وأُترك مشدوداً عليّ وثاقيا


إذ قمتُ عنّاني الحديد وأُغلت


مصارع من دوني تصمّ المناديا



فلما سمع عقبة ذلك أطلقه، فقال له: الحق بالمسلمين وقم بأمرهم وأنا اغتنم الشهادة،

فلم يفعل وقال: وأنا أيضاً أريد الشهادة، وهكذا كان أبو المهاجر نموذجاً من تلك

النماذج الفريدة من الرجال، الذين هانت عليهم الحياة الدنيا واستولى على قلوبهم حب

الآخرة وكسب رضوان الله تعالى، ومن هذا المنطلق أقدم عقبة ومعه عدد قليل على

معركة غير متكافئة، وكان بإمكان بعضهم الفرار ولكنهم ثبتوا ثبات الأبطال حتى

استشهدوا جميعاً في بلاد ((تهوذة)) من أرض الزاب ويَذكر المؤرخون أن قبور هؤلاء

الشهداء معروفة في ذلك المكان وأن المسلمين يزورونها. وهكذا تحقق أمل عقبة في

أبو المهاجر ونالا الشهادة في سبيل الله بعد ما قاموا بالواجب الذي عليهم، واستقبلوا

الشهادة في سبيل الله بنفس راضية مطمئنة إلى حسن ثواب ربها، وقد استطاع عقبة

أن يشق بجهاده للإسلام طريقه في هذا الجزء من العالم الذي سار فيه خلفاؤه من

بعده، زهير بن قيس البلوي، وحسان بن النعمان الغساني، وموسى بن نصير، فقد

حقق أهدافه من التمهيد لنشر الإسلام والجهاد في سبيل الله، ولقد كان استشهاد عقبة

بن نافع ومن معه في عام ثلاثة وستين للهجرة وعمره آنذاك في حدود أربع وستين

سنة، وبهذا ندرك مبلغ القوة التي كان يتمتع بها أسلافنا حيث قام بتلك الرحلة الشاقة

وخاض المعارك الهائلة وقد جاوز الستين من عمره وهكذا استشهد هذا القائد العظيم

بعد جهاد دام أكثر من أربعين عاماً قضاها في فتوح شمال أفريقيا، ابتداء بمصر

وإنتهاء بالمغرب الأقصى
__________________


<CENTER></CENTER>
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 2010-09-17, 01:07 PM
اكرم1969 اكرم1969 غير متواجد حالياً
محاور
 
تاريخ التسجيل: 2009-05-02
المشاركات: 833
افتراضي

فتوحات معاوية في الجناح الشرفي للدولة الأموية





كان المسلمون حتى خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه قد




أتموا فتح البلاد التي تقع بين العراق ونهر جيحون، وتضم




جرجان وطبرستان وخراسان وفارس وكرمان وسجستان، فلما




قتل عثمان تعثرت حركة الفتح، وخرج أكثر أهل هذه البلاد عن




الطاعة، حتى إذا جاء عهد معاوية رضي الله عنه أخذت دولته




تبذل جهوداً بالغة لإعادة البلاد المفتوحة إلى الطاعة ومد حركة الفتح .





أولاً : فتوحات خراسان وسجستان وما وراء النهر









لما استقامت الأمور لمعاوية بن أبي سفيان ولّى عبد الله بن عامر




البصرة وحرب سجستان وخراسان، ولقد جاء تعيين عبد الله بن




عامر في هذا المنصب نظراً لخبرته السابقة في هذه المنطقة وفي




سنة 42هـ ـ 43هـ عين ابن عامر، عبد الرحمن بن سمرة بن




حبيب بن عبد شمس والياً على سجستان فأتاها وعلى شرطته




عبّاد بن الحصين الحبطي ومعه من الأشراف عمر بن عبيد الله




بن معمر التيمي، وعبد الله بن خازم السُّلمي، وقطري بن




الفجاءة، والمهلب بن أبي صفرة الأزدي ففتحوا في هذه الحملة




مدينة زرنج، صلحا ووافق مرزبانها على دفع ألفي ألف (مليوني)




درهم، وألفي وصيف. ثم تقدموا نحو مدن خواش(، وبست ،




وخُشَّك، وغيرها من البلدان وتمكنوا من فتحها ، كما تمكنوا من




فتح مدينة كابل بعد أن ضربوا عليها حصاراً استمر لعدة أشهروما




لبث أن جعل معاوية رضي الله عنه إقليم سجستان ولاية مستقلة




وأمّر عليها عبد الرحمن بن سمرة كمكافأة له على تحقيقه مثل




تلك الفتوحات. وظل عبد الرحمن والياً عليها حتى قدم زياد بن




أبي سفيان البصرة معيناً عليها بدل عبد الله بن عامر، والذي




عزله معاوية سنة 45هـ كما مر معنا وعادت ولاية خراسان




وسجستان مرة أخرى تحت إشراف والي البصرة. وعند وصول











زياد البصرة سنة 45هـ قسم خراسان أربعة أقسام هي: مرو




وعليها أُمَير أحمد اليشكري والذي كان أول من أسكن العرب في




مرو ونيسابور وعليها خُلَيد بن عبد الله الحنفي، مرو الرُّود




والطالقان والفارياب وعليها قيس بن الهيثم السُّلمي، هَراة




وباذغيس وبوشنج وقاديس وعين عليها نافع بن خالد الطاحي




الأزدي، وفي سنة 47هـ عمل زياد على جعل السلطة المركزية في




خراسان في مدينة مرو ((القاعدة الأساسية فيها)).




ثانياً : تعيين الحكم بن عمرو الغفاري :




... وكان عفيفاً وله صحبة، وفي سنة 47هـ غزا الحكم




((طخارستان))، فغنم غنائم كثيرة ثم سار إلى جبال الغور وغزا




أهلها الذين ارتدوا على الإسلام فأخذهم بالسيف عنوة وفتحها




وأصاب منها مغانم كثيرة، وكان المهلب بن أبي صفرة مع الحكم




بخراسان، فغزا معه بعض جبال الترك وغزا معه جبل ((الأشل))




من جبال الترك، إلا أن الترك أخذوا عليهم الشعاب والطرق










واحتار الحكم بالأمر، فولى المهلب الحرب، فلم يزل المهلب يحتال




حتى أسر عظيماً من عظماء الترك، فقال له: إما أن تخرجنا من




هذا الضيق أو لأقتلنك، فقال له: أوقد النار حيال طريق من هذه




الطرق، وسير الأثقال نحوه، فإنهم سيجتمعون فيه ويخلون ما




سواه من الطرق، فبادرهم إلى طريق أخرى، فما يدركونكم حتى




تخرجوا منه، وفعل ذلك المهلب، فسلم الناس بما معهم من




الغنائم، وقطع الحكم نهر جيحون وعبر إلى ما وراء النهر في




ولايته ولم يفتح وكان أول من شرب من مائه من المسلمين هو




أحد موالي الحكم، فقد اغترف بترسه بماء النهر، فشرب وناول




الحكم فشرب وتوضأ وصلى ركعتين، وكان الحكم أول من فعل




ذلك. وقد قال عبد الله بن المبارك لرجل من أهل ((الصغانيات)):




((من فتح



بلادك؟)) فقال الرجل: لا أدري!! فقال ابن مبارك: فتحها الحكم بن




عمرو الغفاري. وقد مات الحكم سنة50هـ، فخلفه الصحابي




الجليل غالب بن فضالة الليثي والذي واصل سياسة سلفه في




إرسال حملات منظمة في فتح طخارستان ولكنه، رغم كل الجهود




التي بذلها لم يحرز إي تقدم يذكر في ولايات طخارستان لذلك




عزله زياد وولى مكانه الربيع بن زياد الحارثي ((50 ـ 53هـ، وقد




استطاع الربيع بن زياد إبان فترة ولايته على خراسان أن يغزو




بلخ فصالحه أهلها، ثم غزا قوهستان ففتحها عنوة ثم أن ابنه عبد




الله، الذي خلفه لبضعة أشهر من عام 53هـ وخلفه خليد بن عبد




الله الحنفي في إدارة الإقليم، وظل خليد في منصبه هذا حتى وصل




عبيد الله بن زياد بن أبي سفيان عامل معاوية رضي الله عنه




المعين على خراسان في سنة 54 ـ 55هـ
__________________


<CENTER></CENTER>
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 2010-09-17, 01:08 PM
اكرم1969 اكرم1969 غير متواجد حالياً
محاور
 
تاريخ التسجيل: 2009-05-02
المشاركات: 833
افتراضي

فتوحات السند في عهد معاوية




تمكن المسلمون في عهد معاوية رضي الله عنه من بسط نفوذهم



إلى ما وراء نهر السند، ففي سنة 44هـ غزا المهلب بن أبي



صفرة ثغر السند فأتى بَنَّة، ولاهور، وهما بين المًلتان، وكابل،



وأما في مستهل سنة 45هـ فقد أرسل والي البصرة عبد الله بن



عامر: عبد الله بن سوّار العبيدي إلى ثغر السند على رأس حملة



قوامها أربعة آلاف رجل، ولم وصل ابن سوّار إلى مدينة مكران،










بقي هناك أربعة أشهر يعدّ نفسه وجنده للحملة المرتقبة. ثم تقدم



وجماعته نحو بلاد القيقان، وفتحها، وكانت هديته إلى معاوية



رضي الله عنه خيلاً قيقانية سلّمها بنفسه إليه في الشام، فأصل



البرازين القيقانية من نسل تلك الخيول. وعلى أية حال، فلم يدم



المقام لابن سوّار طويلاً في ثغر السند فقد قتلته جماعة من الترك



هناك في سنة 47هـ ، وفي سنة 48هـ اختار زياد بن أبي سفيان



سنان بن سلمة بن المُحَبَّق الهذلي ليكون والياً على الاقاليم



المفتوحة من ثغر السند وما أن وصل سنان إلى هناك حتى تمكن



من فتح مدينة مكران ((عنوّة)) ومصَّرها وأقام بها وضبط



البلادولكن سنان لم يمكث هناك سوى سنة أو سنتان ثم عزله



زياد. وولى مكانه راشد بن عمرو الأزدي، فأتى مكران ثم تقدم في



بلاد القيقان، فظفر، ثم اتجه نحو الميد، فقتل هناك، وبعد ذلك



تولَّى عباد بن زياد بن أبي سفيان أمر سجستان فقاد حملة توغل



فيها في منطقة حوض نهر السند فنزل كِشْ، ثم سار إلى قُنْدُهار:



فقاتل أهلها









فهزمهم، وفتحها بعد أن أصيب رجال من المسلمين، وكان آخر



الولاة الذين تولوا أمر الفتوحات في هذا الجزء هو المنذر بن



الجارود العبدي أبو الأشعث والذي وصل ثغر السند معيناً عليه



من قبل عبد الله بن زياد بن أبي سفيان والي البصرة سنة 62هـ



فقاد المنذر حملة ضد مدينة قُصدار، وتمكن من فتحها.



استشهاد صلة بن أشيم وابنه بسجستان عام 62هـ



صلة بن أشيم هو الزاهد، العابد، القدوة، أبو الصهباء العدويُّ



البصري، زوج العالمة معاذة العدوية، وكان صلة له مواقف في



المجتمع الإسلامي مؤثرة ومن هذه المواقف، عن ثابت قال: جاء



رجل إلى صلة بنعي أخيه، فقال له: أدن فكل، فقد نُعي إليَّ أخي



منذ حين، قال تعالى: ((إنك ميت وإنهم ميتون)) (الزمر ، الآية : 30)،



وكان صلة له كرامات منها، عن حمّاد بن جعفر بن زياد أنّ



أباه أخبره، قال: خرجنا في غزاة إلى كابل، وفي الجيش صلة،



فنزلوا فقلت: لأَرمُقَنَّ عمله، فصلَّى ثم اضطجع، فالتمس غفلة



الناس، ثم وثب، فدخل غَيْضَةً، فدخلتُ فتوضَّأ وصلّى، ثم جاء



أسد حتى دنا منه، فصعدت شجرة، أفتراه التفت إليه حتى سجد؟



فقلت: الآن يفترسه فلا شيء، فجلس ثم سلَّم فقال: يا سبع اطلب



الرِّزق بمكان آخر، فولىّ وإن له زئيراً أقول: تصدّع منه الجبل



فلمّا كان الصبح فجلس، فحمد الله بمحامد لم أسمع بمثلها، ثم



قال: اللَّهم إني أسألك أن تُجيرني من النار، أو مثلي يَجتَرِئُ أن



يسألك الجنَّة، وعن العلاء بن هلال، أن رجلاً قال لصلة: يا ابا



الصهباء رأيت أني أعطيت شهدة، وأعطيت شهدتين فقال:



تستشهد وأنا وابني، فلما كان يوم يزيد بن زياد، لقيتهم الترك



بسجستان، فانهزموا. وقال صلة: يا بُنيَّ ارجع إلى أمك. قال: يا



أَبَة، تريد الخير لنفسك، وتأمرني بالرجوع! قال: فتقدَّمْ، فتقدَّم،



فقاتل حتى أصيب، فرمى صلةُ عن جسده، وكان رامياً، حتى



تفرَّقوا عنه، وأقبل حتى قام عليه، فدعا له، ثم قاتل حتى قُتل،



وعن حمّاد بن سلمة: أخبرنا ثابت أنّ صلة كان في الغزو، ومع



ابنه، فقال: أي بني، تقدم فقاتل حتى احتسبك، فحمل، فقاتل، حتى



قُتل، ثم تقدَّم صلة فقتل، فاجتمع النساء عند امرأته معاذة، فقالت:



مرحباً إن كنتنّ جئتنَّ لتُهنَّئنني، وإن كنتنَّ جئتُنَّ لغير ذلك



فارجعنَّ.








أثر الآيات والأحاديث في نفوس المجاهدين



... كان للآيات والأحاديث التي تتحدث عن فضل الجهاد أثرها في



نفوس المجاهدين، فقد بين المولى عز وجل أن حركات



المجاهدين كلها يثاب عليها قال تعالى: ((مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ



وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَلَا يَرْغَبُوا



بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا



مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ



مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ



الْمُحْسِنِينَ * وَلَا يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً وَلَا يَقْطَعُونَ وَادِيًا



إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)) (التوبة ،



الآيتان : 120 ـ 121) .




... وقد تلعموا أن الجهاد أفضل من عمارة المسجد الحرام وسقاية



الحاج فيه قال تعالى: ((أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ



الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا



يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * الَّذِينَ آمَنُوا



وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً



عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ * يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ



وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ * خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا إِنَّ اللَّهَ



عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ)) (التوبة ، الآيات : 19 ـ 22) .



واعتقدوا أن الجهاد فوز على كل حال قال تعالى: ((قُلْ هَلْ



تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ



اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ))



( التوبة ، الآية : 52)، وأن الشهيد لا تنقطع حياته بل هو حي



قال تعالى: ((وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ



أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ



وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا



هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ



أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ)) (آل عمران ، الآيات : 169 ـ 171)، وكانوا



يشعرون بسمو هدفهم الذي يقاتلون من أجله قال تعالى: ((فَلْيُقَاتِلْ



فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي



سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا * وَمَا لَكُمْ لَا



تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ



وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا



وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا * الَّذِينَ آمَنُوا



يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ



فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا)) (النساء ،



الآيات : 74 ـ 76). وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم



للمسلمين فضل الجهاد فألهبت أحاديثه مشاعرهم وعواطفهم



وفجرت طاقاتهم ومن هذه الأحاديث ما ورد عن أبي سعيد



الخدري رضي الله عنه قال: قيل: يا رسول الله، أي الناس أفضل؟



فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مؤمن يجاهد بنفسه وماله،



وقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم درجات المجاهدين فقال:



إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله ما بين



الدرجتين كما بين السماء والأرض فإذا سألتم الله فاسألوه



الفردوس فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة. وقد وضح صلى الله



عليه وسلم فضل الشهداء وكرامتهم فقال: انتدب الله لمن خرج



في سبيله لا يُخرجه إلا إيمان بي وتصديق برسلي أن أرجعه بما



نال من أجر أو غنيمة أو أدخله الجنة، ولولا أن أشق على أمتي



ما قعدت خلف سرّية ولوددت أني اقتل في سبيل الله ثم أحيا ثم



اقتل ثم أحيا ثم أقتل وقال صلى الله عليه وسلم: ما أحد يدخل



الجنة يحب أن يرجع إلى الدنيا وله ما على الأرض من شيء إلا



الشهيد يتمنى أن يرجع إلى الدنيا فيقتل عشر مرات لما يرى من



الكرامة. وغير ذلك من الأحاديث وقد تأثر المسلمون الأوائل ومن



سار على نهجهم بهذه الآيات والأحاديث، فكان كبار الصحابة



رضي الله عنهم يغزون وقد تقدم بهم العمر فيشفق عليهم الناس



وينصحونهم بالقعود عن الغزو، لأنهم معذورون فيجيبونهم أن



سورة التوبة تأبى عليهم القعود ويخافون على أنفسهم من النفاق



إذا ما تخلفوا عن الغزو. كما كان للعلماء والفقهاء والزهاد دور



كبير في تربية الناس على هذه الآيات والأحاديث ومن هؤلاء



العلماء كبار الصحابة كأبي أيوب الأنصاري، وابن عمر، وغيرهم



ومن التابعين كأبي مسلم الخولاني، يرون أن الجهاد في سبيل الله



ضرورة من ضرورات بقاء الأمة الإسلامية، فقاموا بهذه الفريضة



في فتوحات بلاد الشام والشمال الأفريقي وخراسان وسجستان



والسند، وترتب على قيامهم بهذه الفريضة ثمرات كثيرة ..



كانت الفتنة التي أدت إلى استشهاد عثمان رضي الله عنه أكبر



معوق أصاب حركة الفتوحات بعد الردة أيام أبي بكر رضي الله



عنه، حيث أدى استشهاد عثمان إلى توقف الجهاد، واتجاه سيوف



المسلمين إلى بعضهم في فتنة كادت تعصف بالأمة الإسلامية لولا



أن تداركتها رحمة الله ـ سبحانه وتعالى بصلح الحسن بن علي مع



معاوية رضي الله عنهما وقد امتلأت المصادر بالنصوص التي



تبين أثر الفتنة في انحسار حركة الجهادومن هذه الآثار:



ـ ... عن الحسن بن علي رضي الله عنه أنه قال: قد رأيت أن أعمد



إلى المدينة فأنزلها وأخلي بين معاوية وبين هذا الحديث، فقد



طالت الفتنة، وسقطت فيها الدماء وقطعت فيها الأرحام وقطعت



السبل، وعُطلت الفروج ـ يعني الثغور.



ـ ... ما أخرجه أبو زرعة الدمشقي بإسناده قال: لما قتل عثمان،



واختلف الناس، لم تكن للناس غازية، ولا صائفة حتى اجتمعت



الأمة على معاوية.



قول أبي بكر المالكي: فوقعت الفتنة .. واستشهد عثمان رضي الله



عنه، وولى بعده علي رضي الله عنه، وبقيت إفريقية على حالها



إلى ولاية معاوية رضي الله عنه، ولكن بعد الصلح وما ترتب



عليه من الاتحاد والاجتماع عادت حركة الفتوحات إلى ما كانت



عليه وأصبحت في عهد معاوية على ثلاث جبهات كما مر معنا .



إن الاتحاد والاجتماع على كتاب الله وسنة رسوله مقصد من



مقاصد الشريعة وهذا المقصد من أهم أسباب التمكين لدين الله



واستمرار حركة الفتوحات، فالأخذ بالأسباب نحو تأليف قلوب



المسلمين، وتوحيد صفهم من أعظم الجهاد، لأن هذه الخطوة



مهمة جداً في إعزاز المسلمين، وإقامة دولتهم، وتحكيم شرع



ربهم فحركة الفتوحات بين الانطلاق والتوقف مرهون بتحقيق



سنة الاتفاق والاتحاد والاجتماع ونبذ الفرقة والخلاف والشقاق



قال تعالى: ((واعتصموا بحبل الله جميعا.. ))
__________________


<CENTER></CENTER>
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 2010-09-17, 01:09 PM
اكرم1969 اكرم1969 غير متواجد حالياً
محاور
 
تاريخ التسجيل: 2009-05-02
المشاركات: 833
افتراضي

عبد الملك بن مروان


هو عبد الملك بن الحكم بن أبي العاص بن أمية، أبو الوليد

الأموي وأمه عائشة بنت معاوية بن المغيرة بن أبي العاص بن أمية.



مولده ووصفه: كان مولده ومولد يزيد بن معاوية في سنة ستٍّ

وعشرين، وقد كان عبد الملك قبل الخلافة من العباد الزهاد

الفقهاء، الملازمين للمسجد، التالين للقرآن، وكان ربعة من

الرجال أقرب إلى القصر، وكانت أسنانه مشبكة بالذهب، وكان

أبيض ربعة ليس بالنحيف ولا البادن، مقرون الحاجبين، أشهل

كبير العينين، دقيق الأنف، مشرق الوجه، أبيض الرأس واللحية

حسن الوجه لم يخضب ويقال: إنه خضب بعد ذلك.




طلبه للعلم وعبادته قبل الإمارة وثناء الناس عليه


قال نافع: لقد رأيت المدينة ما فيها شاب أشدُّ تشميراً، ولا أفقه

ولا أقرأ لكتاب الله من عبد الملك بن مروان. وقال الأعمش عن

أبي الزناد: كان فقهاء المدينة أربعة، سعيد بن المسيِّب، وعروة،

وقبيصة بن ذؤيب، وعبد الملك قبل أن يدخل الإمارة، وعن ابن

عمر أنه قال: ولد الناس أبناء وولد مروان أبا ـ يعني عبد الملك ـ

ويقصد ابن عمر أن عبد الملك كان يفوق سنه، ويعلو فوق

أقرانه، وعن يحي بن سعيد قال: أول من صلّى ما بين الظهر

والعصر عبد الملك بن مروان وفتيان معه. فقال سعيد بن

المسيب: ليست العبادة بكثرة الصلاة والصيام، إنما العبادة

التفكر، في أمر الله، والورع عن محارم الله. وقد صدق رحمه الله.

وقال الشعبي: ما جالست أحداً إلا وجدت لي الفضل عليه إلا عبد

الملك ابن مروان، فإنِّني ما ذاكرته حديثاً إلا زادني فيه، ولا شعراً

إلا زادني فيه.



تعظيمه لاسم الله تعالى: روى البيهقي: أن عبد الملك وقع منه

فلس في بئر قذرة، فاكترى عليه بثلاثة عشر ديناراً حتى أخرجه

منها، فقيل له في ذلك، فقال: إنه كان عليه اسم الله عز وجل.



التسبيح والتكبير في الأسفار: روى ابن أبي الدينا، أن عبد الملك

كان يقول لمن يسايره في سفره إذا رفعت له شجرة سبِّحوا بنا

حتى نأتي تلك الشجرة، وكبَّروا بنا حتى نأتي ذالك الحجر، ونحو

ذالك


هل يصح هجره للقرآن الكريم؟

قيل: إنه لمّا وضع المصحف من حجره قال: هذا آخر العهد منك.

وهذه رواية ضعفها ابن كثير ورواها بصيغة التمريض ،

أن عبد الملك قال لمؤدِّب أولاده وهو إسماعيل بن عبيد الله ابن

أبي المهاجر:ـ علمهم الصدق كما تعلمهم القرآن.



وجنبهم السَّفِلَةَ فإنهم أسوأ الناس رِعة ، وأقلهم أدباً، وجنِّبهن

الحشم، فإنَّهم بهم مفسدة، وأحفِ شعورهم تغلظ رقابهم،

وأطعمهم اللحم يقْوَوا وعلمهم الشعر يمجُدُوا وينجُدُوا ومُرْهم أن

يستاكوا عَرْضاً ويمصوا الماء مصَّاً ولا يُعبُّوا عبّاً، وإذا احتجت

أن تتناولهم بأدب فليكن ذلك في سرٍّ لا يعلم بهم أحد من الحاشية

فيهونوا عليهم

روى ابن سعد ما يدل على أن عبد الملك كان محبوباً مرغوباً من

عمومته كبار بني أمية، فذكر أنه: كان معاوية بن أبي سفيان

جالساً يوماً ومعه عمرو بن العاص رضي الله عنهما، فمر بهما

عبد الملك بن مروان فقال معاوية: ما آدب هذا الفتى وأحسن

مرؤته فقال عمرو بن العاص: يا أمير المؤمنين، إن هذا الفتى

أخذ بخصال أربع وترك خصالاً ثلاثاً: أخذ بحسن الحديث إذا

حدّث، وحسن الاستماع إذا حُدِّث وبحسن البشر إذا لقي، وخفة

المؤونة إذا خولف، وترك من القول ما يعتذر عنه، وترك مخالطة

اللئام من الناس وترك ممازحة من لا يوثق بعقله ولا مروءته


أول حادث سياسي أثر في حياته


كان أول حادث سياسي أثر في حياته عندما كان عمره عشر

سنوات، فقد شهد مقتل عثمان رضي الله عنه، وكان لهذا الحادث

اثر في سياسته لما تولى الإمارة فقد خطب في إحدى خطبه: أيها

الناس أنا نحتمل لكم كل اللغوبة ما لم يكن رأيه أو وثوب على

منبر. وأول منصب إداري تولاه في الدولة في عهد معاوية بن أبي

سفيان، فقد كان عاملاً على هجر ثم تولى ديوان المدينة بعد وفاة

زيد بن ثابت، وشارك في الجهاد فقد خرج على رأس حملة إلى

أرض الروم ويشتي هناك في سنة 42هـ،كما يذكر أنه غزا إفريقية

مع معاوية بن حديج وكلفه بفتح جلولا في بلاد الشمال الإفريقي

وفي عهد يزيد كان يقول على ابن الزبير ما على الأرض اليوم

خيراً منه، كما أن علاقته بمصعب بن الزبير كانت حسنة، وأما

عن دوره السياسي في عهد مروان بن الحكم، فقد تولى فلسطين

وكان يبعث نائباً عنه روح بن زنباع، ويمكن أن يكون ذلك ليبقى

في دمشق قريباً من إدارة الدولة لمساعدة والده هناك لاسيما أن

الفترة التي تولى فيها والده الحكم كانت الدولة محاطة فيها

بالأعداء من الداخل والخارج، وتولى أمرة دمشق عند ذهاب والده

لفتح مصر، وهذه المهمة تدل على كفايته الإدارية وحزمه

بيعة العلماء

بايع بعض العلماء لعبد الملك بن مروان بالشام وقد ذكر من

هؤلاء العالم الجليل قبيصة بن ذؤيب ـ رحمه الله ـ فكان من

المبايعين لعبد الملك وأحد المقربين إليه، ومنهم يزيد بن الأسود

الجرشي ـ رحمه الله ـ فورد أنه كان مع عبد الملك في خروجه

لقتال مصعب بن الزبير وروي عنه أنه حين رأى الجيشين قد

التقيا قال: اللهم أحجز بين هذين الجبلين وول الأمر أحبهما إليك.



فكان الأمر لعبد الملك



توحيد الدولة والقضاء على الثورات الداخلية


استطاع عبد الملك أن يقض على كل الحركات الداخلية وقد ذكرت

أهم هذه الثورات، كثورة الأزارقة، والصفرية، وابن الأشعث،

وهناك حركات أخرى ذكرتها كتب التاريخ كحركة مطرف بن

المغيرة بن شعبة، وعبد الله بن الجارود، وحركة الأزد في عمان،

وفي نهاية المطاف تغلب عبد الملك عليها واحدة تلو الأخرى

ووضع الأساليب المناسبة لتحقيق الأهداف المخططة لذلك وقد

أثبتت الأحداث قدرة الخليفة عبد الملك بن مروان على معرفة

الأحداث معرفة جيدة، ثم السيطرة على هذه الأحداث والقدرة على

احتوائها، باستئصال خصومه حيناً، والتسامح معهم حيناً آخر،

ضمن خطة سياسية ومنهج قائم على أهداف واضحة، أدت إلى

النتائج المتوخاة، وهي إعادة الوحدة السياسية مرّة أخرى، مما

أدى إلى إيجاد علاقات جديدة مع الدولة البيزنطية، والقيام

بفتوحات جديدة في الشرق والغرب ثم القيام بالعديد من

الإصلاحات الجديدة، منحت سياسته الداخلية والخارجية قدرة

على التخطيط الشامل الذي يؤدي إلى تحقيق الأهداف المنشودة

أهتم عبد الملك بن مروان اهتماماً خاصاً بإدارة شؤون الدولة

وسار على نهج معاوية في تطوير المؤسسات والاهتمام

بالإصلاحات، وقد قام بتطوير الجهاز الإداري وتنشيطه، وقام

بتعريب الإدارة والنقد وهو ما يعرف بحركة التعريب، كما استعان

بنخبة من أمهر رجال عصره في الإدارة والسياسة، فقد كرّس عبد

الملك كل وقته وجهده لتوطيد أركان الدولة وتنظيمها والسهر

على سلامتها، حتى تركها قوية غنية مرهوبة الجانب مرعية

السلطان

تعريب الدواوين


جاءت عملية تعريب الدواوين ضمن الخطة المرسومة لسياسة

الدولة الإصلاحية التي بدأها الخليفة عبد الملك بن مروان وأكملها

الخلفاء الذين جاءوا من بعده والتي تضمنت نقل الدواوين من

اللغات الأجنبية، الفارسية، واليونانية، والقبطية إلى اللغة

العربية لإزالة النفوذ الأجنبي من مؤسسات الدولة الإدارية

والمالية، وعملية التعريب التي ابتدأها عبد الملك تعتبر من

الأحداث العظيمة والجليلة التي قام بها عبد الملك وفق خطة

شاملة وكان لتعريب المؤسسات الإدارية (الدواوين) أسباب كثيرة

منها:

1 ـ إن دخول شعوب وأقوام مختلفة اللغات والديانات إلى الإسلام


يعني حاجة هؤلاء الماسة إلى التفقه بالدين وقراءة القرآن الكريم

مما شدد الصراع بين اللغة العربية واللغات الأخرى، ومن ثم إلى

شيوع اللحن لذلك اعتنى عبد الملك وواليه الحجّاج بن يوسف،

بضبط قراءة القرآن، عن طريق تمييز الحروف المتشابهة بوضع

النقط عليها لذلك كان التعريب ضرورة ملحة، وكان الحرص على

سلامة اللغة العربية من العوامل المهمة التي أدت تعريب

الدواوين في عصر الخليفة عبد الملك بن مروان


2 ـ كان الخليفة عبد الملك يهدف وراء التعريب إلى تحقيق وحدة

الدولة وتماسكها، إذ أن اختلاف لغات الدواوين يكرّس اختلاف

النظم المالية والإدارية، ويعيق عملية تنظيم وتوحيد إدارة

الدولة، كما أن تعريب الدواوين يعني إنهاء التأثيرات الشعوبية



والعنصرية مما يؤكد سيادة الدولة سياسياً على البلاد المفتوحة.

3
ـ إن استعمال اللغات الأجنبية في الدواوين يعني بقاء هذه

اللغات حية وكأنها رسمية، فيتعلمها الناس لحاجة الدولة إليها

لكونها طريقاً لتولي الوظائف الكبيرة، وينتج عن ذلك استمرار

منافسة هذه اللغات اللغة العربية مما يضعف من شأنها، ويضعف

كيان الدولة الأموية، ولذلك كان التعريب جزءاً من سياسة عبد

الملك بن مروان الهادفة إلى إعادة تنظيم جهاز الدولة الإداري

وتحقيق شخصية الدولة واستقلالها عن النفوذ الأجنبي
.
4 ـ كان للعوامل الاقتصادية أثراً مهماً في تعريب الدواوين، فقد


كان متولي هذه الدواوين يحصلون على أموال طائلة من عملهم

هذا، لذلك كان تعريب دواوين الخراج خطوة أولى باتجاه إعادة

تنظيم طريقة جباية الضرائب في الأقاليم، وبذلك يمكن ضبط

أعمال تلك الدواوين والإشراف بدقة عليها، فيمنع الغش

والتزوير، أي أن تعريب الدواوين هو جزء من خطة الإصلاح

المالي الذي كانت الدولة بحاجة شديدة إليه إذ ذاك، ولاسيما في

العراق أهم أقاليم الدولة الأموية اقتصادياً، حيث حاول الحجّاج بن

يوسف الثقفي معالجة الأوضاع الاقتصادية وذلك بالسيطرة على

الشؤون الإدارية عن طريق السيطرة على سجلات الدواوين

المالية، هذه هي أهم الأسباب التي دعت عبد الملك يعرّب

الدواوين

نتائج تعريب الدواوين

حققت حركة تعريب الدواوين على يد الخليفة عبد الملك بن

مروان نتائج ذات آثار عظيمة في جميع الميادين السياسية

والإدارية والثقافية واللغوية ما زالت نتائجها شاخصة للعيان

حتى اليوم ويمكن تحديد نتائج حركة التعريب بما يأتي:

1 ـ تحقيق سيادة لغة القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة


وتعزيز مكانتها، وانتصارها على اللغات الأجنبية في الدولة،

كالفارسية واليونانية، والقبطية، إذ أصبحت لغة الدين الإسلامي،

لغة السياسة والدين والعلم، وأصبحت مادة التفاهم اليومي في كل

أنحاء الدولة، فانتشرت الثقافة العربية التي طغت على الثقافات

الأخرى، وتفاعلت معها وأذابتها وحلت محلها، إذ اعتبر التعريب

من الأحداث الكبيرة والإنجازات الضخمة في المجال الثقافي

والسياسي وقد تمّ وفق خطة مدروسة.

2 ـ ظهور فئة مهمة من الكتاب العرب أو الموالي حلّوا محل


الكتّاب الفرس والروم في إدارة الدواوين، إذ كان لصالح بن عبد

الرحمن مهمة كبيرة في ذلك، حيث يقول عبد الحميد بن يحي

المعروف بعبد الحميد الكاتب للخليفة مروان بن محمد: لله در

صالح ما أعظم متنه على الكتّاب، وبذلك كان عامّة كتاب العراق

تلامذة صالح ومن هؤلاء قحذم بن أبي سليم وشيبة بن ايمن،

والمغيرة وسعيد ابنا عطية ومروان بن إياس.

3 ـ ظهور حركة الترجمة، من اللغات الأجنبية إلى العربية حيث

كانت حركة تعريب الدواوين أول عملية ترجمة منظمة أدت إلى

نقل الكثير من المصطلحات الأجنبية، وظهر من أهتم بالترجمة،

مثل خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان المتوفي 85هـ فهو

أول من أمر بنقل بعض كتب الكيمياء والطب من اليونانية إلى

العربية


5 ـ كان تعريب الدواوين سبيلاً إلى تعريب الأقاليم والجاليات غير

العربية، فكان هذا من أكبر العوامل في انتشار اللغة العربية، كما

أن أجزاء كثيرة من العالم الإسلامي ما زالت إلى وقتنا الحاضر

عربية ثمرة لجهود عبد الملك، فاللغة العربية هي الأداة التي

جعلت مجتمع العرب يتسع رويداً رويداً حتى صارت حدوده تمتد

من الخليج العربي شرقاً إلى المحيط الأطلسي غرباً

6 ـ تمكنت الدولة من تحقيق الإشراف التام على النواحي المالية

والإدارية وضبط أعمال الدواوين وسجلات الضرائب أي أسهم

ذلك في نجاح الدولة بخطه الإصلاحي.

7 ـ إتجه الموالي لتعليم اللغة العربية لكونها الطريق التي تؤدي

إلى الوظائف والمناصب العالية، كما أدى من جهة أخرى إلى

إشاعة اللحن في اللغة، مما دعا الحجّاج إلى معالجة ذلك، ثم

اندفع الموالي للتخلص من اللحن والخطأ وتعلم النحو ودراسته،

فحدثت نهضة لغوية واسعة، وهذا يفسر لنا ظهور علماء كبار

من الموالي في العصر الأموي ثم العصر العباسي.

8 ـ إيجاد نظام إداري موحد وشامل، وللدلالة على حسن هذا

النظام أن إتخذه العباسيون، فقد كانت الإدارة عندهم تطوراً

للإدارة عند الأمويين، هذه هي أهم نتائج حركة التعريب التي قام

بها عبد الملك بن مروان.
__________________


<CENTER></CENTER>
رد مع اقتباس
  #15  
قديم 2010-09-17, 01:10 PM
اكرم1969 اكرم1969 غير متواجد حالياً
محاور
 
تاريخ التسجيل: 2009-05-02
المشاركات: 833
افتراضي

ألدينار ألعربي الاسلامي




قام عبد الملك بتعريب النقد تعريباً نهائياً وأحدث دور الضرب

التي تضرب فيها الدنانير، وجعلها بإشراف الخلافة، ويود

المؤرخون أن يشعرونا بأنه فعل ذلك لأنه تخاصم مع ملك الروم

فيقولون: إن الروم كانوا يأخذون من البلاد العربية صحائف

البَرْدي، وأمر عبد الملك أن يكتب على رأس صحائف البردي

((شهد الله أن لا إله إلا هو))، فغضب لذلك ملك الروم، وكان

محتاجاً إلى البردي، فهدد بأن يطبع على الدنانير عبارات القذف

بحق الرسول صلى الله عليه وسلم، إن استمرت تلك العبارة على

صحف البردي، فاعتمد عبد الملك أن يضرب السكة في بلاده

ويستغنى عن الدنانير التي تأتيه من بلاد الروم. على أن الأمر

يبدو أوسع من هذا، فقد كان في بلاد المسلمين نقود فارسية

ونقود حميرية قديمة، وغيرها، وقد حاول الخلفاء من قبله ضرب

النقود، بل يرجع إلى عمر بن الخطاب أنه ضرب الدراهم لكنه

استبقى عليها العبارات الفارسية، وأضاف بعض العبارات العربية

فيها كقول ((جائز))، واستمر ضرب النقود في عهد عثمان

ومعاوية وابن الزبير، فكان من الطبيعي أن يستأنف عبد الملك

عمله، وهو ما فعل. على أن عبد الملك يمتاز بأنه وضع لذلك

مخططاً واضحاً، فليست القضية قضية إنشاء مصنع للنقود، ونقل

السكة من اللغات الأجنبية إلى اللغة العربية فحسب، بل يدخل في

هذا الأمر وزن النقود وشكلها. وقد تحدث المؤرخون عن أسباب

دينية وسياسية واقتصادية قد لعبت دوراً أساسياً في بناء موقف

الخليفة، تتلخص هذه الأسباب على الشكل التالي:

1 ـ كان الخليفة حريصاً على صبغ الدولة الأموية بصبغة

إسلامية، ولذا فإن الإصلاح النقدي يندرج ضمن خطة شاملة

لتعريب مؤسسات الدولة.

2 ـ حرص الخليفة على إنهاء التبعية الاقتصادية للدولة البيزنطية

التي كانت تسيطر دنانيرها الذهبية على الجانب النقدي من

اقتصاديات الدولة.

3 ـ توقف حجم السيولة النقدية للدولة الأموية على ما يرد عليها


من الدولة البيزنطية، مما يعرضها لأزمات اقتصادية حادة،

خاصة في حالات انقطاع هذه السيولة بسبب ممارسة ضغوط

اقتصادية، أو نشوب معارك حربية أو نحوها.

4 ـ سيطرت الدولة على مصادر عرض النقود، وضمان تخليصها

من الغش وكسب ثقة الناس في النقود المتداولة.

5 ـ حاجة الدولة الفعلية إلى عملة داخلية موحدة ومنضبطة حتى

تستوفي بها حقوقها لدى الأفراد، وتسهل لها القيام بوظائفها

الاقتصادية.








6 ـ إن إصدار النقود يعبر عن السيادة الكاملة للدولة الإسلامية

ويحررها من النفوذ الأجنبي، فقد أراد عبد الملك بن مروان أن

يقيم سلطانه على أساس اقتصادي مستقل عن بيزنطة وعدم ا

لارتباط بنقدها، كما أن إصدار أول دينار إسلامي يرتبط بحالة ا

لصراع مع البيزنطيين حيث استطاع الخليفة أن يوجه ضربة

اقتصادية موجعة للدولة البيزنطية.

7 ـ يعتبر سك النقود الإسلامية وتوحيدها في الدولة اتجاهاً نحو

الدولة المركزية وضبط جهازها المالي.

8 ـ ومن المعلوم الأكثر أهمية التي جعلت الخليفة يقدم على

إصدار النقود الإسلامية، توفر كميات كبيرة من الذهب والفضة

لدى المسلمين في البلاد المفتوحة، فاستند على قاعدة هذا

المخزون الكبير من المعادن في إصدار النقد الإسلامي الجديد.


أهم خصائص النقود الإسلامية في عهد عبد الملك:

1 ـ أنه ألغى العبارات والإشارات التي تشير إلى العقيدة المسيحية

المحرفة واستبدلها بعبارات تدل على عقيدة التوحيد الإسلامية.


2 ـ إنها موافقة في أوزانها النسبية لنصاب زكاة النقدين

ومقدارها.

3 ـ أنه حدد وزن الدينار باثنين وعشرين قيراطاً إلا حبة، وجعل

الدرهم خمسة عشر قيراطاً أو ستة دوانق.

4 ـ أنه حدد بناء على الوزن السابق سعر الصرف بين الدرهم

والدينار، فكانت كل عشرة دراهم تساوي سبعة دنانير.

5 ـ تحددت تواريخ إصدار النقود الأموية بالتاريخ الهجري

المتسلسل، إي وفق المتعارف عليه، بينما افتقرت النقود

الساسانية والبيزنطية إلى التواريخ التقويمية، إذ اعتمدت

تواريخها على بداية حكم كل ملك.









محاربة تزييف العملة: تشدد عبد الملك وخلفاءه من بعده وولاتهم

في تعقب أية محاولة لغش النقود وتزييفها ومعاقبة من يثبت

عليه ذلك، فقد روي أنه أخذ رجلاً يضرب على غير سكة

المسلمين فأراد قطع يده، ثم ترك ذلك وعاقبه، فاستحسن ذلك

شيوخ المدينة .
__________________


<CENTER></CENTER>
رد مع اقتباس
  #16  
قديم 2010-09-17, 01:10 PM
اكرم1969 اكرم1969 غير متواجد حالياً
محاور
 
تاريخ التسجيل: 2009-05-02
المشاركات: 833
افتراضي

بناء تونس





اختط هذه المدينة القائد حسان بن النعمان الغساني عام 82هـ،

لتكون قاعدة عسكرية بحرية، ولتحول دون تكرار البيزنطيين

الهجوم على قرطاجة عام 78هـ، بنى حسان بن النعمان مدينة

تونس على أنقاض قرية قديمة عرفت باسم ترشيش القديمة،




وإنما سميت تونس في أيام الإسلام لوجود صومعة الراهب،

وكانت سرايا المسلمين تنزل بإزاء صومعته، وتأنس لصوت

الراهب، فيقولون هذه الصومعة تؤنس، فلزمها هذا الإسم فسميت

باسم تونس، واختط حسان تونس غربي البحر المتوسط بنحو

عشرة أميال، فقام بحفر قناة تصل المدينة بالبحر لتكون ميناء

بحرياً ومركزاً للأسطول الإسلامي بعد أن أنشأ فيها صناعة

المراكب، بخبراء في هذه الصناعة زوده بها والي مصر عبد




العزيز بن مروان بناء على توجيه الخليفة عبد الملك، وقد بنيت

مدينة تونس طبقاً لأهداف سياسية استراتيجية، وأهداف

اقتصادية إجتماعية تبناها الخليفة عبد الملك، أما الأهداف

السياسية البعيدة المدى، فيتضح ذلك بوضع حد لاعتداءات الروم

والمتمثلة بإغارتهم على الساحل الإفريقي، والسبيل الأمثل هو

إيجاد قاعدة بحرية، وصناعة بحرية قادرة على إنشاء أسطوله

مهمته صد العدوان الرومي بادي الأمر، ثم الانتقال من مرحلة

التصدي إلى الغزو والفتح فيما بعد، وقد تمثل تطبيق هذه المرحلة

من قبل الخليفة عبد الملك فقام بالإيعاز لشقيقه والي مصر: عبد

العزيز بن مروان، لإرسال ألفي قبطي من مهرة الصناع لإقامة

صناعة مراكب بحرية وقام هؤلاء بالمهمة الموكلة إليهم خير

قيام، وأما الهدف الثاني: فيتمثل بإيجاد حياة إجتماعية بايجاد

المؤسسات القادرة على خدمة



الأفراد، فأقام في المدينة المسجد الجامع ودار الإمارة وثكنات

للجند للمرابطة وأخذ يقوم بتدوين الدواوين، تنظيم الخراج

والعناية بالدعوة الإسلامية بين البربر، فقام بإرسال الفقهاء

ليعلموهم اللغة العربية والدين الإسلامي، وسارت المدينة لتكون

معسكراً حربياً في البداية، ومركز استيطان وإدارة لدعم الفتوحات

وأخيراً مركزاً حضارياً ومركز إشعاع فكري وعلمي وثقافي.

وهكذا رسخ الخليفة عبد الملك بن مروان إقدام الدولة الأموية

بتأسيس مدينة تونس، وقطع دابر الغارات اليبزنطية بإيجاد

مدينة إسلامية مرتبطة بالأهداف العليا للدولة
__________________


<CENTER></CENTER>
رد مع اقتباس
  #17  
قديم 2010-09-17, 01:11 PM
اكرم1969 اكرم1969 غير متواجد حالياً
محاور
 
تاريخ التسجيل: 2009-05-02
المشاركات: 833
افتراضي

بناء مسجد قبة الصخرة





بنى هذا المسجد الخليفة عبد الملك بن مروان وسماه الأوربيون



خطأ مسجد عمر، وقد رصد الخليفة لأعماره أموالاً طائلة، قال ابن



كثير: ولما أراد عبد الملك عمارة بيت المقدس وجه إليه بالأموال



والعمال ووكل بالعمل رجاء بن حيوة ويزيد بن سلام مولاه،



وجمع الصناع من أطراف البلاد وأرسلهم إلى بيت المقدس،



وأرسل إليه بالأموال الجزيلة الكثيرة، وأمر رجاء بن حيوة ويزيد



أن يفرغا الأموال إفراغاً ولا يتوقفا فيه، فبثوا النفقات وأكثروا،



فبنوا القبة فجاءت في أحسن البناء، وفرشاها بالرخام الملون



وحفاها بأنواع الستور، وأقاما لها سدنة وخداماً بأنواع الطيب









والمسك والعنبر وماء الورد والزعفران، يعملون منه غاليه



ويبخرون القبة والمسجد من الليل، وجعلا فيها من قناديل الذهب



والفضة والسلاسل الذهبية والفضية شيئاً كثيراً، وفرشاها بأنواع



البسط الملونة، وكانوا إذا أطلقوا البخور شمَّ من مسافة بعيدة،



وقد عملوا فيها من الإشارات والعلامات المكذوبة شيئاً كثيراً مما



في الآخرة، فصورا فيه صورة الصراط وباب الجنة وقدم رسول



الله صلى الله عليه وسلم ووادي جهنم وكذلك في أبوابه ومواضع



منه، فاغتر الناس بذلك إلى زماننا... وبالجملة فإن صخرة بيت



المقدس لما فرغ من بنائها لم يكن لها نظير على وجه الأرض



بهجة ومنظراً، وقد كان فيها من الفصوص والجواهر



والفسيفساء وغير ذلك شيء كثير وأنواع باهرة، ولما فرغ رجاء



بن حيوة ويزيد بن سلام من عمارتها على أكمل الوجوه، فضل



من المال الذي أنفقاه على ذلك ستمائة ألف مثقال، وقيل ثلاثمائة



ألف مثقال، فكتبا إلى عبد الملك يخبرانه بذلك، فكتب إليهما قد



وهبته لكما، فكتبا إليه إنا لو استطعنا لزدنا في عمارة هذا المسجد



من حلي نساءنا، فكتب إليهما: إذا أبيتما أن تقبلاه فأفرغاه على



القبة والأبواب، فما كان أحد يستطيع أن يتأمل القبة مما عليها



من الذهب القديم والحديث








الشكل النهائي



، وهناك عدة أسئلة تطرح نفسها: ما سبب بناء هذا المسجد



وبهذا الإتقان والإبداع؟ ولماذا تزامن مع حركة ابن الزبير في



الحجاز؟، إن أول المؤرخين الذين حاولوا إيجاد التسويغ لبناء



مسجد قبة الصخرة المشرفة هو اليعقوبي (ت 284) وقد ربط ذلك



بالحكم والخلافة حينئذ، وأوجد صيغة مشتركة في التعامل بين



السلطة الأموية والمجتمع، لأن معظم العالم الإسلامي كان قد بايع



عبد الله بن الزبير بالخلافة (64 ـ 73هـ) ما عدا إقليم الأردن، فقد



قال في كتابه: ومنع عبد الملك أهل الشام من الحج، وذلك لأن ابن



الزبير كان يأخذهم إذا حجوا بالبيعة، فلما رأى عبد الملك ذلك



منعهم من الخروج إلى مكة فضج الناس وقالوا: تمنعنا من حج



بيت الله الحرام، وهو فرض علينا، فقال: هذا ابن شهاب الزهري



يحدثكم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تشد الرحال إلا



إلى ثلاث مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي ومسجد بيت



المقدس. وهو يقوم لكم مقام المسجد الحرام، وهذه الصخرة التي












يروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وضع قدمه عليها لما صعد إلى



السماء. واليعقوبي راوي الأثر السابق مؤرخ شيعي إمامي كان



يعمل في كتابة الدواوين في الدولة العباسية حتى لقب بالكاتب



العباسي، وقد عرض اليعقوبي تاريخ الدولة الإسلامية من وجهة



نظر الشيعة الإمامية، فهو لا يعترف بالخلافة إلا لعلي بن أبي



طالب وأبنائه حسب تسلسل الأئمة عند الشيعة، ويسمي علي



بالوصي، وعندما أرخ لخلافة أبي بكر وعمر وعثمان لم يضف



إليهم لقب الخلافة إنما تولى الأمر فلان، ثم لم يترك واحداً منهم



دون أن يطعن فيه، وكذلك كبار الصحابة، وقد ذكر عن عائشة



رضي الله عنها أخباراً سيئة وكذلك عن خالد بن الوليد، وعمرو



بن العاص،، ومعاوية بن أبي سفيان، وعرض خبر السقيفة خبراً



مشيناً، إدعى فيه إنه قد حصلت مؤامرة على سلب الخلافة من



علي بن أبي طالب الذي هو الوصي في نظره، وطريقته في سياق



الاتهامات ـ الباطلة ـ هي طريقة قومه من أهل التشيع وهي إما



اختلاق الخبر بالكلية، أو التزيد في الخبر، والإضافة عليه أو



عرضه في غير صياغه ومحله حتى يتحرف معناه، ومن الملاحظ



أنه عندما ذكر الخلفاء الأمويين وصفهم بالملوك وعندما ذكر



خلفاء بني العباس وصفهم بالخلفاء، كما وصف دولتهم في كتابه



البلدان باسم الدولة المباركة، مما يعكس نفاقه وتستره وراء



شعار التقية وهذا الكتاب يمثل الانحراف والتشويه الحاصل في



كتابة التاريخ الإسلامي، وهو مرجع لكثير من المستشرقين



والمستغربين الذين طعنوا في التاريخ الإسلامي وسيرة رجاله،



مع أنه لا قيمة له من الناحية العلمية إذ يغلب على القسم الأول



القصص والأساطير والخرافات، والقسم الثاني كتب من زاوية



نظر حزبية، كما أنه يفتقد من الناحية المنهجية لأبسط قواعد



التوثيق العلمي. هذا هو اليعقوبي الذي اعتمده المؤرخون



المتأخرون في روايته قصة بناء مسجد قبة الصخرة أو مسجد



بيت المقدس على حد تعبيره، وعلينا أن نتحفظ من رواية



اليعقوبي الآنفة الذكر ونعتبرها خارجة عن الإطار المقبول لأنه لا



يعقل رجل بمستوى عبد الملك في دهائه ومكره وعقله وفقهه



يضع نفسه موضع شبهة الكفر، فيصد الناس عن الحج إلى بيت



الله الحرام، هذا من ناحية العقل والمنطق،وأما من ناحية السند



فقد بينا ولم نسمع أن أحداً من خصوم الأمويين أوردوا ذلك في



مطاعنهم على عبد الملك ـ سوى الشيعة ـ. كما أن الإمام الزهري



لم يلتق بعبد الملك إلا بعد مقتل ابن الزبير، فقد نقل الذهبي عن



الليث بن سعد أنه قال: قدِم ابن شهاب على عبد الملك سنة اثنين



وثمانين. وقد نص على أن ابن الزبير قتل سنة 72هـ، وبعد مقتله



استوثقت الممالك لعبد الملك، فليس هو في حاجة لمن يضع له



أحاديث لصرف الناس عن الحج والزهري لم يكن عند مقتل ابن



الزبير ذائع الصيت عند الأمة الإسلامية بحيث تتقبل منه حديثاً



موضوعاً يلغي به فريضة الحج الثابتة بالقرآن والأحاديث



الصحيحة وذلك لصغر سنه، فإنه قد ولد بعد الخمسين من



الهجرة، وصداقته بعبد الملك وتردده عليه لا يقدح في أمانته



ودينه، وأما حديث شد الرحال فهو صحيح رواه البخاري ومسلم



وأصحاب السنن الأربعة وغيرهم من العلماء، قال عنه ابن تيميه:



وهو حديث مستفيض، متلقى بالقبول، أجمع أهل العلم على



صحته وتلقيه بالقبول والتصديق، ولم ينفرد الزهري رحمه الله



برواية هذا الحديث حتى يتهم بوضعه، والحديث ليس فيه فضل



قبة الصخرة وليس فيه الدعوة إلى الحج إليها والطواف حولها



بدلاً عن الكعبة كما يدعي بعض المزورين، وغاية ما فيه فضل



الصلاة في بيت المقدس وزيارته، وأما الصخرة فقد ذكر ابن القيم



أن كل حديث فيها فهو كذب مفترى، وقد قام الدكتور حارث بن



سليمان الضاري بنسف هذه الشبهة في كتابه القيم الإمام الزهري



وأثره في السنة في ثلاثة عشر صفحة وأتى بحجج دامغة قوية



لمن يبحث عن الحقيقة العلمية.
__________________


<CENTER></CENTER>
رد مع اقتباس
  #18  
قديم 2010-09-17, 01:13 PM
اكرم1969 اكرم1969 غير متواجد حالياً
محاور
 
تاريخ التسجيل: 2009-05-02
المشاركات: 833
افتراضي

المهلب بن ابي صفرة والقضاء على حركة الخوارج



وصف المهلب بن أبي صفرة الأزدي وشيء من أقواله:


... وصف المهلب بأنه كان نزر الكلام وجيزه، يفضل فعله على

لسانه، متلطفاً في إجاباته، كاتماً للسر، حليماً في موضع الحلم،

شديداً في موضع الشدة، وإن كان الحلم أغلب عليه، فيروى أن

رجلاً شتمه فلم يرد عليه: فقيل له لم حلمت عنه؟ قال: لم أعرف

مساويه وكرهت أن أبهته بما ليس فيه، واتصف المهلب بصبره

واناته في أعماله وحروبه وكان يقول: إناة في عواقبها فوت خير

من عجلة في عواقبها درك، وعندما كان الحجّاج يستعجله

بمناجزة الأزارقة الخوارج، أجابه بقوله: إن البلاء كل البلاء أن

يكون الرأي لمن يملكه دون من يبصره، ومما اشتهر به المهلب

في حروبه هو إعداده للبيات وأحكامه الأمور، أي أنه كان يباغت

أعداءه بشن الهجوم عليهم ليلاً فيحرز انتصارات مؤزرة، واشتهر

المهلب بكرمه وسخائه، ومن أقواله لأبنائه في هذا الباب: ما

رأيت أحداً بين يدي قط إلا أحببت أن أرى ثيابي عليه، واعلموا يا

بني أن ثيابكم على غيركم أحسن منها عليكم، وكان يحرص على

شراء ود الناس وله قول مأثور في ذلك: عجبت لمن يشتري

المماليك بماله ولا يشتري الأحرار بمعروفه، وقيل له بما ظفرت؟

قال: بطاعة الحزم، ومعصية الهوى


ظل الخوارج فرقة واحدة يتبنون أفكاراً ومبادئ واحدة بصفة

عامة إلى ما بعد وفاة يزيد بدأوا ينشقون على أنفسهم وكلما

اختلف أحدهم مع رفاقه في الرأي، انشق عنهم مكوناً له فرقة

خاصة، حتى وصل عدد فرقهم إلى أكثر من ثلاثين فرقة، ومن

أشهر فرق الخوارج التي قاتلها عبد الملك الأزارقة والصفرية.


أولاً الأزارقة: هم أتباع نافع بن الأزرق ، الذين يعدون أشد فرق

الخوارج تطرفاً في الأفكار والمبادئ وجنوحاً إلى العنف، وكان

زعيم هذه الفرقة هو أول من أحدث الخلاف بين الخوارج لتطرفه،

فقد برئ من القاعدين، الذين لا يخرجون معه للقتال، كما قال

بكفر من لم يهاجر إليه. فضلاً عن إباحته أموال ودماء مخالفيه،

وتكفيره لمرتكب الكبيرة وحكمه بخلوده في النارومن أهم ما

تميزت به هذه الفرقة.


ـ الانفصال الكامل عن المجتمع المسلم، حيث زعم نافع وأتباعه

أن دار مخالفيهم دار كفر.


ـ إيمانهم بمبدا


الاستعراض فكانوا يتعرضون للناس بالقتل والنهب، فقد أباحوا

لأنفسهم قتل الرجال والنساء والصبيان((من المسلمين)).


ـ أنهم كفروا القعدة. ونافع أول من أظهر البراءة من القعدة عن

القتال، وإن كانوا موافقين له على دينه وكفر من لم يهاجر إليه

فهذه من أهم البدع الني فارق بها الأزارقة بقية الخوارج.

فارق الأزارقه بقيادة نافع بن الأزرق عبد الله بن الزبير عند ما

تبين لهم أنه لم يكن على رأيهم فيما يذهبون إليه، وقد أنبث أفراد

هذه الفرقة الخارجية في مناطق البصرة والأهواز وما وراءها من

بلاد فارس وكرمان في أيام عبد الله بن الزبير وصاروا يحاربون

المسلمين جهاراً، وجاءت تولية المهلب على حرب الأزارقة بناء

على اختيار أهل البصرة له واقتران ذلك بموافقة عبد الله بن

الزبير، إلا أن المهلب لم يخرج لقتالهم إلا بعد أن اشترط على أهل

البصرة جملة شروط أجابوه إليها، فخوّل الحق باختيار من يشاء

من المقاتلة، وأن تكون له أمرة وخراج كل بلد يقع في حوزته،

وانتخب المهلب اثني عشر ألف رجل من أخماس البصرة، ولم

يكن بيت المال سوى مئتي ألف درهم عجزت عن عطاء الجند

وعن تجهيزاتهم، فبعث المهلب إلى التجار وقال لهم أن تجارتكم

منذ حول قد كُسرِت بانقطاع موارد الأهواز وفارس عنكم، فهلمّ

فبايعوني وأخرجوا معي أُوفيكم إن شاء الله حقوقكم، فأخذ منهم

من المال ما يصلح به عسكره، واتخذ لأصحابه ما يلزم من

التجهيزات، فلما انتصر المهلب على الخوارج، قام بجباية الخراج

من الكور حتى قضى للتجار ما أخذ منهم.


استمر المهلب يقاوم الخوارج ما يقرب من عامين، ثم استدعاه

مصعب بن الزبير الذي أصبح والي البصرة من قبل أخيه عبد الله

ليشترك معه في حرب المختار الثقفي سنة 67هـ وبعد هزيمة

المختار عين مصعب المهلب والياً على الموصل والجزيرة

وأذربيجان وأرمينية، ولكن أحد لم يستطع أن يقوم مقام المهلب

في مقاومة الخوارج مما اضطر مصعباً أن يستدعيه من الموصل

ليتولى قتالهم من جديد، وبينما المهلب يقاوم الخوارج في

الأهواز تمكن عبد الملك بن مروان من سيطرة الدولة الأموية

على العراق، بعد مقتل مصعب بن الزبير سنة 72هـ، وولي أخاه

بشر بن مروان على العراق وأمره بإبقاء المهلب على حرب

الخوارج ومساعدته، فعمل بشر بما أمره به أخوه وبرهن المهلب

على إخلاصه في حرب الخوارج الأزارقة مهما كانت السلطة التي

تصدر إليه الأوامر، فكما قاتلهم تحت لواء آل الزبير استمر

يقتالهم تحت لواء عبد الملك، ولما أسندت ولاية العراق إلى

الحجّاج بن يوسف الثقفي سنة 75هـ جدّ في مساعدة المهلب

وحشد له العراقيين وشد أزره، فاشتد في مقاومتهم حتى تمكن من

القضاء على خطرهم، وقد أتاح له الخوارج أنفسهم فرصة كسر

شوكتهم عندما انقسموا على أنفسهم قسمين، قسم تزعمه رجل

اسمه عبد ربه فقد قضي عليه المهلب نهائياً، وأما قطري بن

الفجاءة ومجموعته فقد رحلوا إلى طبرستان، ولكن المهلب تمكن

من القضاء عليهم سنة 77هـ بمساعدة جيش أرسله إليه الحجّاج

بقيادة سفيان بن الأبرد الكلبي، وهكذا قضى المهلب على خطر من

أكبر الأخطار التي هددت الدولة الأموية في عهد عبدالملك بن

مروان، وهم الخوارج الأزارقة الذين كان مسرح عملياتهم العراق

وبلاد فارس وكرمان والأهواز، واستمرت حركتهم ثلاثة عشر

عاماً 65 ـ 78هـ


كانت سياسة المهلب تقوم على النفس الطويل في محاربة

الخوارج وكان ينتظر تفجيرهم من الداخل، حتى يهون عليه

أمرهم ويسهل القضاء عليهم، فقد كتب إلى الحجّاج: إني انتظر

منهم ثلاث خصال: موت صاحبهم قطري بن الفجاءة أو فرقة

وتشتيتاً أو جوعاً قاتلاً، ولم تخطيء تقديرات المهلب للخوارج إذ

سرعان ما دبّ الشقاق في صفوف الأزارقة، فما كان من المهلب

إلا أن انتهز الفرصة فصعّد الخلاف في صفوفهم، فعمد إلى حيلة

ناجحة، فقد عرف بين الخوارج رجلاً يصنع السهام المسمومة،

فأرسل المهلب أحد أصحابه، بكتاب أمره أن يلقيه بين عساكر

قطري سراً كتب فيه: أما بعد، فإن نصالك وصلت وقد أنفذت إليك

ألف درهم. فلما استوضح عن الصانع أنكر فقام قطري بن الفجاءة

بقتله، فخالفه بذلك عبد ربه الكبير ووقع خلاف جديد. وتعميقاً

للخلاف في صفوف الخوارج جنّد المهلب رجلاً نصرانياً وأمره أن

يسجد لقطري بن الفجاءة فلما شاهده الخوارج أنكروا ذلك عليه

وقتلوا النصراني واتهموا زعيمهم بتأليه نفسه. وأخذ الخوارج

يقتتلون فيما بينهم، بينما المهلب ينتظر النتائج النهائية، التي

تسفر عنها هذه التصفيات ليتفرغ لها مما جعله لا يمتثل لأمر

الحجّاج عندما طالبه بمقاتلتهم، بل كتب له: إني لست أرى أن

أقاتلهم ما دام يقتل بعضهم بعضاً، فإن تمّوا على ذلك، فهو الذي

تريد وفيه هلاكهم، وإن اجتمعوا لم يجتمعوا إلا وقد رمق بعضهم

بعضاً، فأناهضهم حينئذ، وهو أهون ما كانوا وأضعهم شوكة إن

شاء الله تعالى، فكف عنه الحجّاج، وتركهم المهلب يقتتلون شهراً

لا يحركهم، ثم سار إليهم المهلب وتهيأت له الخوارج بقيادة عبد

ربه الكبير ثم تلا ذلك قتل شديد تمكن المهلب في نهايته من

طردهم من جيرفت، ثم لاحقهم حتى هزمهم هزيمة منكرة، وقتل

زعيمهم عبد ربه


ولم ينج منهم إلا عدد قليل، ولعل نجاح المهلب يعود إلى أسلوبه

الحربي، الذي يعتمد على المطاولة ويتجنب العجلة، بجانب قيادته

الحكيمة وشجاعته وخبرته العسكرية ومكره في الحروب. قال الشاعر:


قد يدرك المرء بالتدبير ما عجزت

عنه الكمأة ولم يحمل على بطل


... ونتيجة انتصاراته ضد الخوارج فقد رأى فيه الخليفة عبد

الملك بأنه قادر على إيجاد التوازن بين الأطراف القبلية المتنازعة

فولاّه على خراسان، فمكث فيها خمس سنوات إلى أن توفي عام 82هـ.
__________________


<CENTER></CENTER>
رد مع اقتباس
  #19  
قديم 2010-09-17, 01:16 PM
اكرم1969 اكرم1969 غير متواجد حالياً
محاور
 
تاريخ التسجيل: 2009-05-02
المشاركات: 833
افتراضي

أبو محمد البطال

كان من أبطال المسلمين وأمرائهم الشاميين وكان مع جيش


مسلمة بن عبد الملك وكان مقره بإنطاكية أوطأ الروم خوفاً وذلاً.



منظر جوي لانطاكية 1937

ولكن كذب عليه أشياء مستحيلة في سيرته الموضوعة، وعن

عبد الملك بن مروان أنه أوصى مسلمة أن صير على طلائعك

البطال ومره فليعس بالليل، فإنه أمير شجاع مقدام، وعقد مسلمة

للبطال على عشرة آلاف وجعلهم طلائع للجيش، ومن نوادر ما



احد ابواب انطاكية

يحكى عن البطال أنه قال: اتفق لي إنا أتينا قرية لنغير، فإذا بيت

فيه سراج وطفل صغير يبكي، فقالت أمه أسكت، أو لأدفعنك إلى

البطال فبكى وقالت: خذه يا بطال فقلت: هاتيه: وجرت له أعاجيب

وفي الآخر أصبح في معركة مثخوناً وبه رمق فجاء الملك ليون،

فقال: أبا يحي، كيف رأيت؟ قال: وما رأيت؟ كذلك الأبطال تقتل

ولا تُقتل، فقال: عليَّ بالأطباء، فأتوا فوجوده قد أنفذت مقاتله،،

فقال: هل لك حاجة؟ قال: تأمر من يثبت معي بولايتي وكفني

والصلاة عليَّ ثم تطلقهم، ففعل، قتل 112هـ وقيل 113هـ. قال

عنه ابن العماد:.. وله حروب ومواقف ولكن كذبوا عليه،

فأفرطوا، ووضعوا له سيرة كبيرة، تقرأ كل وقت، يزيد فيها من لا

يستحي من الكذب .



عامر الشعبي سفير عبد الملك لعظيم الروم


وجه عبد الملك بن مروان الشعبي إلى ملك الروم ـ يعني رسولاً ـ

فلما انصرف من عنده قال: يا شعبي، أتدري ما كتب به إليّ ملك

الروم؟ قال: وما كتب به يا أمير المؤمنين؟ قال: كنت أتعجب لأهل

ديانتك، كيف لم يستخلفوا عليهم رسولك. قلت: يا أمير المؤمنين

لأنه رآني ولم يرك، وفي رواية: يا شعبي، إنما أراد أن يغريني

بقتلك. وبلغ ذلك ملك الروم فقال لله أبوه، والله ما أردت إلا ذاك.

وفي هذا ما يدل على أن الروم لم تكن نياتهم سليمة مع المسلمين

حتى في زمن السلم والمراسلات وعقود الصلح، وأنهم

يستخدمون الكيد والمكر لشق الصفوف، والتخلص من الأفذاذ.
__________________


<CENTER></CENTER>
رد مع اقتباس
  #20  
قديم 2010-09-17, 01:18 PM
اكرم1969 اكرم1969 غير متواجد حالياً
محاور
 
تاريخ التسجيل: 2009-05-02
المشاركات: 833
افتراضي

فتوحات حسان بن النعمان الغساني


استشهد زهير البلوي وأصحابه في معركة مع البيزنطيين في

مدينة درنة بشرق ليبيا ودفن مع أصحابه، وقبورهم هناك





مسجد الصحابة وبه مقبرة الشهداء بدرنة


معروفة إلى اليوم تسمى مقبرة الشهداء وكان ذلك 71هـ، وكان

وقع استشهاد زهير بن قيس البلوي ورفاقه عظيماً على الخليفة

عبد الملك بن مروان لذلك ما إن انتهى من حربه مع ابن الزبير

حتى أولى اهتماماً خاصاً إلى الوضع في شمال إفريقيا، لذلك نراه

يجهز جيشاً كبيراً قوامه نحو أربعين ألف مقاتل غالبيتهم من أهل

الشام، وعهد بقيادته إلى حسان بن النعمان الغساني الذي كان

رجلاً ورعاً تقياً يدل على ذلك تسميته بـ((الشيخ الأمين))، وقد أقر

الخليفة حسان بن النعمان أن يقيم بمصر استعداداً لإنجاز مهمته

وكتب إليه: إني قد أطلقت يدك في أموال مصر، فأعط من معك

ومن ورد عليك من الناس، وأخرج إلى جهاد إفريقيا على بركة

الله. وقد وصف ابن الأثير عظمة هذا الجيش من حيث تعداده

وعدته بقوله: لم يدخل إفريقيا جيش مثله، وكان بداية الغزو في

عام 74هـ، وقد تمكن هذا الجيش من فتح المناطق التي مر بها

وكان على مقدمته كل من محمد بن أبي بكير وهلال بن ثروان

اللواتي ووجود هذا الأخير كقائد على مقدمة الجيش حسان يشير

إلى مشاركة البربر بشكل كبير في هذه الحملة.



فتح قرطاجنة


وصل حسان القيروان ودخلها دون أن يواجه أي مقاومة ثم

توجه بعد ذلك إلى الشمال حيث قرطاجنة القاعدة البيزنطية على

الساحل، وسار حسان إلى قرطاجنة وكان صاحبها أعظم ملوك

إفريقية، فلما وصل إليها رأى بها من الروم والبربر ما لا يحصى




كثرة، ولم تطل المعركة مع البيزنطيين ودخل حسان قرطاجنة

عنوة، ولم يكد حسان ينصرف منها عائداً إلى القيروان حتى عاد

أهلها للاعتصام بها مرة أخرى، مما اضطر حسان لفتحها مرة

الثانية، فهدم المسلمون ما أمكنهم منها، لكي لا يعود إليها من

يطمع بالتحصن بها. ثم أعقب حسان حملته هذه بحملة على

ططفورة وبنزرت فافتتحها ولم يتبع المنهزمين من الروم الذين

تحصنوا في مدينة باجة ولا البربر الذين تحصنوا في مدينة بونة.

وعاد حسان إلى القيروان، لأن الجراح قد كثرت في أصحابه فأقام

بها حتى صحوا.



... نهج حسان نفس السياسة التي سار عليها أبو المهاجر وهي

تأليف البربر وإشراكهم في الفتوح ولعله توسع في ذلك بإدخالهم

في الجيش على نطاق واسع، فكانت سياسته خطوة كبيرة في

اكتساب ولاء البربر وإخلاصهم، ففي حملته الأولى عين هلال بن

شروان اللواتي قائداً على مقدمته مع اثنين من العرب هما محمد

بن بكير وزهير بن قيس كما استعان بالبربر كعيون فقد أرسل أحد

رجالهم الذي أسلم طوعاً ليأتيه بالأخبار عما يجري في معسكر

الكاهنة، ورحب بولدي الكاهنة وولى أكبرهما قيادة الجيش في

منطقة الأوراس واثقاً بإخلاصه وحسن إسلامه مما أدى إلى إسلام

نفر كبير من البتر. ويبدو نجاح سياسته من استغاثة أهل قابس

وقفصه وأهل نقراوة به فسره ذلك.



ب ـ المساواة بين البربر والعرب المسلمين:



... حين جند حسان البربر ساوى بينهم وبين العرب المسلمين

وذلك وفقاً لمبادئ المساواة في الإسلام، ففرض لهم ومنحهم

نصيبهم من الغنائم. ثم خطا خطوى كبرى بأن قسم المغرب خططاً

للبربر. ويبدو أن حساناً اعتبر أرض المغرب أرضاً أسلم عليها أهلها.



ج ـ الاهتمام بالتنظيم الإداري:



كان حسان قد اعتنى بالتنظيم الإداري في المغرب خلال مدة

إقامته (82هـ ـ 86هـ). فقد أنشأ الديوان أو ديوان الجند، وهو

سجل يحفظ فيه أسماء المقاتلين وأنسابهم وصفاتهم ومقدار

أعطياتهم، ونظم ديوان الخراج بأن عني بتحديد الجزية والخراج.

يقول ابن عذاري فدون الدواوين وصالح على الخراج وكتبه على

عجم إفريقية وعلى من أقام معهم على دين النصرانية، وكان

عامتهم من البرانس إلا قليلاً من البتر.



... وقام حسان ببناء دار لصناعة السفن، وأنشأ مدينة إسلامية

ثانية وهي تونس أصبحت رباطاً يحمي القيروان ومحرساً للبحر

وميناء جديداً للبلاد. وصارت تونس ثانية العواصم الإفريقية حين

أولاها حسان اهتمامه، واهتم بالقيروان فجدد بناء مسجدها

أحسن مما كان عليه أيام عقبة، واهتم بتعليم البربر مبادئ

الإسلام، وترك معهم ثلاثة عشر رجلاً من علماء التابعين

يعلمونهم القرآن وشرائع دينهم،، وبث الدعاة في مختلف القبائل

لنشر الإسلام بين البربر، فبنوا المساجد، واستلموا المنابر ومن

ذلك بناؤهم لمسجد أغمات سنة 85هـ، وانتشرت الكتاتيب لتعليم





أولاد المسلمين مبادئ القراءة والكتابة


قال الذهبي عن حسان بن النعمان الغسّاني: من ملوك العرب ولي

المغرب فهذَّبه وعَمَره وكان بطلاً شجاعاً، مجاهداً لبيباً، ميمون

النقيبة كبير القدر، وجهه معاوية في سنة 57هـ فصالح البربر ،

ورتب عليهم الخراج وانعمرت البلاد، وله غزوات مشهودة بعد

قتل الكاهنة وكان يدعى الشيخ الأمين، توفي سنة 80هـ.
__________________


<CENTER></CENTER>
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


 link 
*** مواقع صديقة ***
للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب
 سطحة شمال الرياض   سطحة بين المدن   سطحة ظهرة لبن   شحن السيارات   سطحة هيدروليك   نقل السيارات بين المدن   ارخص شركة شحن بين المدن   شركة شحن سيارات   سطحة غرب الرياض   سطحة السويدى 
 فني سيراميك   محامي جنائي   شات قطر   مناديل ورق سعودية   تقرير فني   شركة عزل خزانات بجدة   شركة تنظيف افران   صيانة غسالات الدمام   صيانة غسالات ال جي   صيانة غسالات بمكة   شركة صيانة غسالات الرياض   صيانة غسالات سامسونج   تصليح غسالات اتوماتيك   شركة مكافحة حشرات   مظلات حدائق   موقع اضافه عقارات مجانا   كورة لايف   فني سخانات مركزية   yalla shoot english   اشتراك هولك   تطبيقات التداول والاستثمار   شركة تنظيف اثاث بالرياض   متجر نقتدي   متاجر السعودية   مأذون شرعي   كحل الاثمد   الاسطورة لبث المباريات   yalla live   يلا لايف   bein sport 1   كورة لايف   مباريات اليوم مباشر   Koora live 
 متجر وفرة   best metal detector for gold   جهاز كشف الذهب   مظلات وسواتر   تركيب مظلات سيارات في الرياض   تركيب مظلات في الرياض   مظلات وسواتر   شركة تنظيف بجدة   شركة تنظيف بجدة 
 صيانة غسالات خميس مشيط   صيانة غسالات المدينة   صيانة مكيفات المدينة   صيانة ثلاجات المدينة   صيانة غسالات الطائف   صيانة غسالات الرياض   صيانة غسالات مكة المكرمة   صيانة ثلاجات مكة المكرمة   صيانة مكيفات مكة   صيانة مكيفات جدة   صيانة مكيفات المدينة   صيانة مكيفات تبوك   صيانة مكيفات بريدة   سباك المدينة المنورة 
 شركة سياحة في روسيا   بنشر متنقل   شركة تصميم مواقع   Online Quran Classes 
 شركة مكافحة حشرات في دبي 
 certified translation office in Jeddah   يلا شوت   اهم مباريات اليوم   يلا شوت 
 yalla shoot   يلا شوت   yalla shoot   سوريا لايف 
 يلا كورة 
 شركة نقل عفش بالرياض   شركة نقل عفش بالرياض 
 شركة تنظيف بجدة   شركة تنظيف فلل بجدة   شركة مكافحة حشرات بجدة   شركة تنظيف المنازل بجدة 
 دكتور مخ وأعصاب 
 شركة صيانة افران شمال الرياض   شركة تنظيف منازل بخميس مشيط 
 شدات ببجي   شدات ببجي اقساط   شدات ببجي   شدات ببجي تابي   شدات ببجي اقساط   شدات ببجي اقساط   شدات ببجي اقساط   شدات ببجي   شدات ببجي تابي   مجوهرات يلا لودو   شحن يلا لودو   ايتونز امريكي   بطاقات ايتونز امريكي   شدات ببجي تمارا   شدات ببجي اقساط 
 شركة نقل اثاث بالرياض   افضل شركة مكافحة النمل الابيض بالرياض   شركة تنظيف مكيفات بالرياض   شركه تنظيف بالرياض 
 نشر سناب 
 اضافات سناب   حسابات تويتر 
 كشف تسربات المياه مجانا   لحام خزانات فيبر جلاس بالرياض   شركة تخزين عفش بالرياض   برنامج ارسال رسائل الواتساب   شركة تسليك مجاري بالرياض   كشف تسربات المياه بالخرج   شركة مقاولات   تنسيق حدائق 
 كشف تسربات المياه    شركة تنظيف منازل   نقل اثاث بالرياض   شراء اثاث مستعمل بالرياض   نقل اثاث   كشف تسربات المياه   شركة تنظيف بالرياض   شركة عزل اسطح   عزل اسطح بالرياض   شركة عزل اسطح بجدة   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة عزل خزانات بالرياض   كشف تسربات المياه بالخرج   تنظيف خزانات بالرياض   شركة مكافحة حشرات بالرياض   شركة عزل اسطح بالرياض   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة عزل فوم بالرياض   شركة عزل خزانات بالرياض   شركة عزل فوم بالرياض   كشف تسربات المياه   عزل خزانات بالاحساء   شركة نقل اثاث بالرياض   نقل عفش بالرياض   عزل اسطح   شركة تنظيف بالرياض   شركة عزل فوم بالرياض 
 شركات نقل الاثاث   شركة عزل فوم بالرياض   شركة عزل خزانات بالرياض   شركة تنظيف خزانات بالرياض 
 شركة تخزين اثاث بالرياض   شركة تسليك مجاري بالرياض   شركة نقل اثاث بالرياض   شركة عزل اسطح   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة كشف تسربات المياه   شركة نقل اثاث بالرياض   شركة عزل اسطح بجدة   شركة عزل اسطح   عزل خزانات   شركات عزل اسطح بالرياض   شركة عزل خزانات المياه   شركة تنظيف فلل بالرياض   كشف تسربات المياه بالدمام   شركة عزل اسطح بجدة   عزل خزانات بالاحساء   عزل فوم بالرياض   عزل اسطح بجدة   عزل اسطح بالطائف 
 شركة عزل فوم بالرياض   شركة عزل اسطح بالرياض   شركة عزل شينكو بالرياض   شركة عزل خزانات بالرياض   شركة كشف تسربات المياه 
 شركة حور كلين للتنظيف   شركة صيانة افران بالرياض   دعاء القنوت 
دليل السياح | تقنية تك | بروفيشنال برامج | موقع . كوم | شو ون شو | أفضل كورس سيو أونلاين بالعربي | المشرق كلين | الضمان | Technology News | خدمات منزلية بالسعودية | فور رياض | الحياة لك | كوبون ملكي | اعرف دوت كوم | طبيبك | شركة المدينة الذهبية للخدمات المنزلية | خدماتنا فى البلد | الزاجل دوت كوم

تطوير موقع الموقع لخدمات المواقع الإلكترونية

Powered by vBulletin Copyright ©2000 - 2024 Jelsoft Enterprises Ltd
الليلة الحمراء عند الشيعة، الغرفة المظلمة عند الشيعة، ليلة الطفية، ليلة الطفية عند الشيعة، الليلة الظلماء عند الشيعة، ليلة الظلمة عند الشيعة الليلة السوداء عند الشيعة، ليلة الطفيه، ليلة الطفية'' عند الشيعة، يوم الطفية'' عند الشيعة، ليلة الطفيه الشيعه، يوم الطفيه عند الشيعه ليله الطفيه، ماهي ليلة الطفيه عند الشيعه، الطفيه، الليلة المظلمة عند الشيعة، ماهي الليله الحمراء عند الشيعه يوم الطفيه، الطفية، الليله الحمراء عند الشيعه، ليلة الظلام عند الشيعة، الطفية عند الشيعة، حقيقة ليلة الطفية أنصار السنة | منتدى أنصار السنة | أنصار السنة المحمدية | جماعة أنصار السنة المحمدية | جماعة أنصار السنة | فكر أنصار السنة | فكر جماعة أنصار السنة | منهج أنصار السنة | منهج جماعة أنصار السنة | جمعية أنصار السنة | جمعية أنصار السنة المحمدية | الفرق بين أنصار السنة والسلفية | الفرق بين أنصار السنة والوهابية | نشأة جماعة أنصار السنة | تاريخ جماعة أنصار السنة | شبكة أنصار السنة | انصار السنة | منتدى انصار السنة | انصار السنة المحمدية | جماعة انصار السنة المحمدية | جماعة انصار السنة | فكر انصار السنة | فكر جماعة انصار السنة | منهج انصار السنة | منهج جماعة انصار السنة | جمعية انصار السنة | جمعية انصار السنة المحمدية | الفرق بين انصار السنة والسلفية | الفرق بين انصار السنة والوهابية | نشاة جماعة انصار السنة | تاريخ جماعة انصار السنة | شبكة انصار السنة | انصار السنه | منتدى انصار السنه | انصار السنه المحمديه | جماعه انصار السنه المحمديه | جماعه انصار السنه | فكر انصار السنه | فكر جماعه انصار السنه | منهج انصار السنه | منهج جماعه انصار السنه | جمعيه انصار السنه | جمعيه انصار السنه المحمديه | الفرق بين انصار السنه والسلفيه | الفرق بين انصار السنه والوهابيه | نشاه جماعه انصار السنه | تاريخ جماعه انصار السنه | شبكه انصار السنه |