جديد المواضيع |
للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب |
منتدى السنة | الأذكار | زاد المتقين | منتديات الجامع | منتديات شباب الأمة | زد معرفة | طريق النجاح | طبيبة الأسرة | معلوماتي | وادي العرب | حياتها | فور شباب | جوابى | بنك أوف تك |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
توضيح فيما يخص اهل الذمة و النصيرية و اقامة المشركين في دار الاسلام
توضيح فيما يخص اهل الذمة و النصيرية و اقامة المشركين في دار الاسلام .....
كتبت قبل سنتين او اكثر مقالا بعنوان "الخوارج و مدى خطورتهم على الاسلام و المسلمين"، و كان مما ذكرته في المقال أن النصيرية يعاملون معاملة اهل الذمة و ان للمشركين حق الإقامة في دار الاسلام و يعاملون هم أيضاً معاملة اهل الذمة، فتَوصَّلتُ أيامها بِرَدٍّ طلب مني مراجعة قولي هذا لانه يخالف ما ذهب اليه كثير من العلماء الذين يعتبرون النصيرية مرتدين و انه لا يجوز للمشركين الإقامة في ديار المسلمين. و أعيد هنا وضع الرد الذي كتبته ساعتها (و ما كتبت كان و لا يزال بهدف التصدي لأفكار الغلو التي نرى و للأسف نتائجها الوخيمة في الشام و العراق على وجه الخصوص): من الناحية الشرعية، فإن الذمة كما هو معلوم هي العهد والأمان والضمان الذي يعطيه المسلمون لغير المسلمين سواء كانوا من اهل الكتاب او من المشركين، مقابل دفع الجزية لمن كانت له الاستطاعة على دفعها! و بهذا العهد يُعطى لغير المسلم الحق في العيش في بلاد المسلمين و يحرم على اي شخص ان يعتدي على مال الذمي او نفسه او عرضه. فتقام نفس الحدود و العقوبات على من تعدى على حق من حقوق اهل الذمة (و نشير هنا على ان بعض الآراء الفقهية تقول إلا في حد القتل فلا يُقتَلُ مسلم بقتله لذمي، و انما تدفع الدية فقط!). و لذلك سمي أهلُ الذمة بأهلَ ذِمةٍ لدخولهم في أمان المسلمين. و كون اهل الذمة يشمل المشركين أيضاً يُستنبط، على سبيل المثال لا الحصر، من الحديث المرفوع الذي ورد في عدة كتب للحديث ننقل منها النص الذي ورد في شرح معاني الآثار للطحاوي، كتاب السِّيَرِ، بَابُ الْإِمَامِ يُرِيدُ قِتَالَ أَهْلِ الْحَرْبِ هَلْ عَلَيْهِ قَبْلَ ذَلِكَ أَنْ يَدْعُوَهُمْ أَمْ لَا؟: [5075 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ الرَّقِّيُّ , قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ , قَالَ: ثنا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّوْرِيُّ , عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ , عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , إِذَا أَمَّرَ رَجُلًا عَلَى سَرِيَّةٍ قَالَ لَهُ إِذَا لَقِيتَ عَدُوَّكَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ , فَادْعُهُمْ إِلَى إِحْدَى ثَلَاثِ خِصَالٍ أَوْ خِلَالٍ فَأَيَّتُهُنَّ أَجَابُوكَ إِلَيْهَا , فَاقْبَلْ مِنْهُمْ , وَكُفَّ عَنْهُمْ , ادْعُهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ , فَإِنْ أَجَابُوكَ , فَاقْبَلْ مِنْهُمْ وَكُفَّ عَنْهُمْ , ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى التَّحَوُّلِ مِنْ دَارِهِمْ إِلَى دَارِ الْمُسْلِمِينَ , وَأَخْبِرْهُمْ أَنَّهُمْ إِنْ فَعَلُوا ذَلِكَ , أَنَّ عَلَيْهِمْ مَا عَلَى الْمُهَاجِرِينَ , وَلَهُمْ مَا لَهُمْ , فَإِنْ هُمْ أَبَوْا , فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّهُمْ كَأَعْرَابِ الْمُسْلِمِينَ , يَجْرِي عَلَيْهِمْ حُكْمُ اللهِ الَّذِي يَجْرِي عَلَى الْمُؤْمِنِينَ , وَلَا يَكُونُ لَهُمْ فِي الْفَيْءِ وَالْغَنِيمَةِ [ص: 207] شَيْءٌ , إِلَّا أَنْ يُجَاهِدُوا مَعَ الْمُسْلِمِينَ , فَإِنْ هُمْ أَبَوْا أَنْ يَدْخُلُوا فِي الْإِسْلَامِ , فَسَلْهُمْ إِعْطَاءَ الْجِزْيَةِ , فَإِنْ أَجَابُوا فَاقْبَلْ مِنْهُمْ , وَكُفَّ عَنْهُمْ , فَإِنْ أَبَوْا فَاسْتَعِنْ بِاللهِ وَقَاتِلْهُمْ](الحديث أُخرِجَ أيضاً في سنن الدارمي و ابي داود و البيهقي، و في كتبٍ اخرى للحديث)! فحكم الدخول في ذمة المسلمين يشمل حسب هذا الحديث المشركين عامة "إِذَا لَقِيتَ عَدُوَّكَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ" ..... "فَسَلْهُمْ إِعْطَاءَ الْجِزْيَةِ , فَإِنْ أَجَابُوا فَاقْبَلْ مِنْهُمْ , وَكُفَّ عَنْهُمْ" .... كما ان الله يقول: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ}(سورة التوبة). ثم ان من سنن الله ان تختلف الناس، ليس في ألسنتهم و ألوانهم و أشكالهم فحسب، بل أيضاً في أديانهم {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآَمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ}(سورة يونس)، و أقرَّ الله ذلك الاختلاف في الاديان و لم يأمر بمحوه كليا و لا أمر بإجبار الناس -اهل كتاب او مشركين- على اعتناق الاسلام، و بالتالي فإنه من الطبيعي و المؤكد انه سيعيش اهل الشرك في بلاد المسلمين، و بالتالي بَينَ الله الحل العملي في التعامل معهم، و ذلك بإعطائهم الحق في العيش تحت سلطان المسلمين و في ذمتهم مقابل دفعهم للجزية كما ذكرنا سالفا. و اكتفي بذكر هذه الأدلة على جواز اقامة المشركين في ديار المسلمين. اما فيما يخص شأن النصيرية، فما نقله الاخوة الكرام عن ابن تيمية هو وَصفُُ لحال النصيرية و لِمَا عايشه المسلمون في ذلك الزمان من بعض افراد النصيرية. اما البحث الشرعي عن وَضْعِ النصيرية اليوم و هل يعاملون معاملة المرتد او يعاملون معاملة أهل الذمة، فيكمن في تحديد هل هم مرتدون فعلا ام أبناء و احفاد مرتدين! فالذي تكلم عنه العلماء السابقين من ردة النصيرية (الذين أشار اليهم الاخ الكريم في تعقيبه) هو خاص بأسلاف و أجداد أجداد النصيرية (قبل مئات السنين) الذين كانوا على الاسلام فارتدوا. اما النصيرية الذين يعيشون اليوم و منذ قرون فلم يعتنقوا دين الاسلام أَصْلاً حتى نحكم عليهم انهم ارتدوا و نُقيم عليهم حكم الردة، و إنما صاروا منذ نعومة أظافرهم على ملة الكفر او الشرك التي تركهم عليها أسلافهم المرتدين عن الاسلام! .... و بالتالي فهم يعاملون معاملة اهل الذمة! ... فللمسلم ان يصف النصيرية و ما يعتقدونه كما يشاء و له ان يبغضهم لفساد معتقدهم، لكن لا يجوز القول بانهم يعاملون معاملة المرتد إذا لم يكن فيهم من ارتد شخصيا عن ملة الاسلام و كفر بعد إيمانه! بِصفةٍ عامة هناك حالات يتحول فيها قوم من اهل الاسلام الى اهل الذمة ، كابناء المرتدين عن الاسلام و احفادهم الذين صاروا منذ نعومة أظافرهم على ملة الكفر او الشرك التي اتبعها آباؤهم او أجدادهم المرتدين عن الاسلام! ....فالدولة الاسلامية لا و لن تَستعمل جواسيس، و لا و لن تُنشئ محاكم تفتيش (كالتي قام بها الصليبيون في اوروبا) للتمحيص في سَرائرِ الناس و كشف كل من ارتد عن الاسلام حتى تقيم عليهم الحد و تمنع بذلك انتقال كفرهم الى أبناءهم و أحفادهم، .... فعادةً الذين يقام عليهم حد الردة هم من اعلنوا رِدتهم و ظاهروا الكفار أو المشركين على المسلمين، .... و مثل هؤلاء الذين تواطئوا مع الأعداء ضد المسلمين هم من تكلم عنهم ابن تيمية و غيره و قالوا بانه لا ذمة لهم و وَجَب قتالهم ! ... فوجوب قتالهم سببه رفعهم السلاح ضد المسلمين و مظاهرة الكفار على المسلمين ،..... و كما هو معلوم فلِكل مسلم، امراة او رجلا، ضعيفا او قويا، سيدا او عبدا ...، ان يعطي الأمان و العهد بالحماية لغير المسلم، فيصبح حرام على عامة المسلمين دمه و ماله، و لا يجوز لأحد من المسلمين أن ينقض عهد أخيه المسلم. فقد رُوِي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ان رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : "ذِمَّةُ الْمُسْلِمِينَ وَاحِدَةٌ يَسْعَى بِهَا أَدْنَاهُمْ فَمَنْ أَخْفَرَ مُسْلِمًا فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ، لَا يُقْبَلُ مِنْهُ صَرْفٌ وَلَا عَدْلٌ"(صحيح البخاري). ثم ان إعطاء الأمان يتم إما قولاً أو كتابة أو إشارة تُوهِم القصد. و من ثم فمن عاش في بلاد المسلمين لفترة و تعامل معه المسلمون و أسكنوه ديارهم (كما هو حال النصيرية مثلا) ... فإن في كل انواع تعاملهم معه، أقل ما يقال، إيهام له بأنه آمِن و يتمتع بحماية المسلمين! فكيف إذًا بأناس يعيشون منذ قرون او عقود او سنوات في بلاد المسلمين (كالنصيرية مثلا)، كيف تصبح فجأة لا ذمة لهم، بل و تستباح دمائهم و أموالهم؟ فهذا يعتبر غدر صريح، لا يقوم به إلا خِسِّيس او منافق، عن عبد الله بن عمرو رضي الله تعالى أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا ، وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا إِذَا ، اؤْتُمِنَ خَانَ ، وَإِذَا حَدَّثَ كَذَبَ ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ"(صحيح البخاري). فالشرط الوحيد الذي اجتمع عليه اهل الاسلام هو ان الذمة تُفسخ إذا حَمل الذمي السلاح ضد المسلمين او ظاهر المشركين عليهم! أما كل باقي الشروط المزعومة فعليها خلاف شديد و غالبها مردود بقطع نصوص القرآن! و لما كان الاختلاف في أمور تتعلق بها أرواح العباد فالأولى ألا يُأخذ بالآراء المبنية على الشبهة "ادْرَءُوا الْحُدُودَ بِالشُّبُهَاتِ"(الحديث الموقوف، صحيح لغيره)، و عن عمر بن الخطاب، حسب الرواية المنسوبة اليه، انه قال: "لأَن أُخْطِئَ في الحُدودِ بالشُّبُهاتِ أحَبُّ إليَّ مِن أَن أقيمَها بالشُّبُهات"(المقاصد الحسنة#السخاوي). و بالتالي لا يجوز بأي حال من الأحول قتل من لم يحمل من الذميين السلاح ضد المسلمين! و لا يجوز القول بأن نُصيريين يقتلون أبرياء من أهل السنة، فيجوز بالتالي لأهل السنة قتل الابرياء من النصيريين! و من يقول بانه يجوز فليأتِ بالأدلة الشرعية من كتاب الله و سنة رسوله على قوله!! فالذي نعلمه علم اليقين هو ان الله لا يقبل الظلم، فلا يجوز معاقبة اي انسان، مسلما كان او غير مسلم، على جريمة اقترفها غيره! فالله سبحانه و تعالى ذكره يقول في نَصٍّ قطعي الدلالة: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ}(سورة فاطر) ، و يقول أيضاً : {وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى}(سورة المائدة)، و يقول : {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}(سورة الممتحنة)، ... يقول الطبري في تفسير هذه الاية الاخيرة: [ ..... وَأَوْلَى الْأَقْوَال فِي ذَلِكَ بِالصَّوَابِ قَوْل مَنْ قَالَ : عُنِيَ بِذَلِكَ : لَا يَنْهَاكُمْ اللَّه عَنْ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّين , مِنْ جَمِيع أَصْنَاف الْمِلَل وَالْأَدْيَان أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتَصِلُوهُمْ , وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ , إِنَّ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ عَمَّ بِقَوْلِهِ { الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّين وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَاركُمْ } جَمِيع مَنْ كَانَ ذَلِكَ صِفَته , فَلَمْ يُخَصِّص بِهِ بَعْضًا دُون بَعْض , وَلَا مَعْنَى لِقَوْلِ مَنْ قَالَ : ذَلِكَ مَنْسُوخ , لِأَنَّ بِرّ الْمُؤْمِن مِنْ أَهْل الْحَرْب مِمَّنْ بَيْنه وَبَيْنه قَرَابَة نَسَب , أَوْ مِمَّنْ لَا قَرَابَة بَيْنه وَبَيْنه وَلَا نَسَب غَيْر مُحَرَّم وَلَا مَنْهِيّ عَنْهُ إِذَا لَمْ يَكُنْ فِي ذَلِكَ دَلَالَة لَهُ , أَوْ لِأَهْلِ الْحَرْب عَلَى عَوْرَة لِأَهْلِ الْإِسْلَام , أَوْ تَقْوِيَة لَهُمْ بِكُرَاعٍ أَوْ سِلَاح . قَدْ بَيَّنَ صِحَّة مَا قُلْنَا فِي ذَلِكَ , الْخَبَر الَّذِي ذَكَرْنَاهُ عَنْ اِبْن الزُّبَيْر فِي قِصَّة أَسْمَاء وَأُمّهَا .' وَقَوْله : { إِنَّ اللَّه يُحِبّ الْمُقْسِطِينَ } يَقُول : إِنَّ اللَّه يُحِبّ الْمُنْصِفِينَ الَّذِينَ يُنْصِفُونَ النَّاس , وَيُعْطُونَهُمْ الْحَقّ وَالْعَدْل مِنْ أَنْفُسهمْ , فَيَبَرُّونَ مَنْ بَرَّهُمْ , وَيُحْسِنُونَ إِلَى مَنْ أَحْسَنَ إِلَيْهِمْ .وَقَوْله : { إِنَّ اللَّه يُحِبّ الْمُقْسِطِينَ } يَقُول : إِنَّ اللَّه يُحِبّ الْمُنْصِفِينَ الَّذِينَ يُنْصِفُونَ النَّاس , وَيُعْطُونَهُمْ الْحَقّ وَالْعَدْل مِنْ أَنْفُسهمْ , فَيَبَرُّونَ مَنْ بَرَّهُمْ , وَيُحْسِنُونَ إِلَى مَنْ أَحْسَنَ إِلَيْهِمْ .](انتهى الاقتباس من الطبري). اما من يقول بالمعاملة بالمثل، فإن قتلوا اناس مدنيين منا نقتل أبرياء منهم أيضاً، و يستدلون في ذلك مثلا بقوله تعالى: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ ۖ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ}(سورة النحل)، فأنا أفهم من هذه الآية و غيرها، إيقاع نفس العقوبة او القتل بحق الشخص نفسه الذي ارتكب الجرم و ليس بأسرته او أبناء طائفته الذين لا علاقة لهم بالجرائم المرتكبة!!! فإن تَمَكَّنتَ من المجرمين، الفاعلين الحقيقيين للجرائم ضد أبرياء المسلمين او معاونيهم على ذلك، فلك ان تقيم عليهم نفس انواع العقاب التي فعلوها في ضحايا المسلمين، و لك ان لا تعاقب بنفس وحشيتهم و تصبر لتأخذ على ذلك الأجر من عند الله!.. و الله اعلم !! إذاً فالإسلام لم يقل بجواز قتل كل من ينتمون لفئة النصيرية، فقط لكونهم نصيريين، بِغَضِّ النظر عما اذا كانوا ارتكبوا أية جريمة تستحق القتل، و بدون ان يُعْرَضُوا على محاكم شرعية لتحقق ما إذا اقترفوا ما يستحقون العقاب عليه او القتل. فإذا كانت من سِمات الكفر و الظلم و الفسق و الشرك إنكار العهود و الغدر و قتل المسلمين الذين يعيشون تحت حماية الكفار و المشركين إذا ما نشبت مثلا خلافات بيت المسلمين و الكفار (خذ على سبيل المثال لا الحصر ما يجري في افريقيا الوسطى و بورما، .... فإذا كنا لا نقبل بالغدر بالمسلمين هناك و محاولة إبادتهم لا لسبب الا لكونهم مسلمين، فكيف ندعوا الى قتل الطوائف غير المسلمة التي تعيش بين المسلمين، لا لسبب الا لكونهم ينتمون لطائفة معينة حمل بعض أفرادها السلاح ضد المسلمين!) ، ... أقول اذا كان الغدر و الظلم و إنكار العهود من سمات الكفار و المشركين و المنافقين، فالأمة الاسلامية قطعا ليست كذلك، و اذا وُجدَ فيها من المسلمين من اتسم بتلك الخبائث تصدت له الامة و نهته و عاقبته، .... فالأمة الاسلامية امة خير و امة عدل و امة إنصاف: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّه}(سورة آل عمران) ، {قُلْ لَا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ ۚ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}(سورة المائدة)، فالمسلمون لا ينقضوا عهدا أعطوه لأناس يعيشون تحت حمايتهم و ذمتهم! و هذه هي عظمة الاسلام !! و كل من يفتي بغير ذلك، لهوى في نفسه او لِغِلٍّ في قلبه او مرض، فالإسلام بريئ منه !! فمن نقض عهد المسلمين مع اهل الذمة من مسيحيين و يهود و نصيريين و غيرهم بغير حق، فقد نقض بذلك عهد الله! فقد قال صلى الله عليه و سلم: "من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها يوجد من مسيرة أربعين عاماً"(رواه البخاري)، و قال الرسول صلى الله عليه و سلم: "من ظلم معاهدا، أو انتقصه حقا، أوكلفه فوق طاقته، أو أخد منه شيئا بغيرطيب نفس منه، فأنا حجيجه يوم القيامة“(رواه أبوداود والبيهقي). وقال صلى الله عليه وسلم أيظا : "من آذى ذميا فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله“(رواه الطبري). و لنُسَلِّم جدلا بأن العهد و الذمة تُفْسَخ مع طائفة تعيش بين المسلمين إذا ارتكب بعض أفرادها جرائم ضد المسلمين، ... أليس في هذه الحال من العدل و الحق ان لا يغدر المسلمون بالابرياء من تلك الطائفة الذين يظنون انهم لازالوا تحت حماية المسلمين و ذمتهم ؟؟ أليس الغدر من سمات المنافقين "وَإِذَا عاهَدَ غَدَرَ، وإذا وَعَدَ أَخْلَفَ"(الحديث). ... أليس من الواجب على المسلمين إذا أرادوا فسخ عهد مع طائفة من اهل الذمة أن يُخبروهم أولا بفسخ العهد و الذمة، ثم إبلاغهم مكاناً آمناً بين عشيرتهم و في كيانهم خارج دار الاسلام؟؟ ألم يقل الله سبحانه: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ}(سورة التوبة). يقول الطبري في تفسير هاته الاية: [ .... وَإِنْ اِسْتَأْمَنَك يَا مُحَمَّد مِنْ الْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ أَمَرْتُك بِقِتَالِهِمْ وَقَتْلهمْ بَعْد اِنْسِلَاخ الْأَشْهُر الْحُرُم أَحَد لِيَسْمَع كَلَام اللَّه مِنْك , وَهُوَ الْقُرْآن الَّذِي أَنْزَلَهُ اللَّه عَلَيْهِ . { فَأَجِرْهُ } يَقُول : فَأَمِّنْهُ . { حَتَّى يَسْمَع كَلَام اللَّه } وَتَتْلُوهُ عَلَيْهِ . { ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنه } يَقُول : ثُمَّ رَدَّهُ بَعْد سَمَاعه كَلَام اللَّه إِنْ هُوَ أَبَى أَنْ يُسْلِم وَلَمْ يَتَّعِظ لِمَا تَلَوْته عَلَيْهِ مِنْ كَلَام اللَّه فَيُؤْمِن ; إِلَى مَأْمَنه , يَقُول : إِلَى حَيْثُ يَأْمَن مِنْك وَمِمَّنْ فِي طَاعَتك حَتَّى يَلْحَق بِدَارِهِ وَقَوْمه مِنْ الْمُشْرِكِينَ . { ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْم لَا يَعْلَمُونَ } يَقُول : تَفْعَل ذَلِكَ بِهِمْ مِنْ إِعْطَائِك إِيَّاهُمْ الْأَمَان , لِيَسْمَعُوا الْقُرْآن , وَرَدّك إِيَّاهُمْ إِذَا أَبَوْا الْإِسْلَام إِلَى مَأْمَنهمْ , مِنْ أَجْل أَنَّهُمْ قَوْم جَهَلَة لَا يَفْقَهُونَ عَنْ اللَّه حُجَّة وَلَا يَعْلَمُونَ مَا لَهُمْ بِالْإِيمَانِ بِاَللَّهِ لَوْ آمَنُوا وَمَا عَلَيْهِمْ مِنْ الْوِزْر وَالْإِثْم بِتَرْكِهِمْ الْإِيمَان بِاَللَّهِ](انتهى الاقتباس من الطبري). فوصيتي للدعاة و المنظرين ان يضبطوا ما ينقلوه عن الائمة السابقين و ان يكونوا دقيقين في فتاويهم و آرائهم حتى لا يأخذ أهل الجهل من المسلمين و حدثاء الأسنان تلك الفتاوى و الآراء حجة و ذريعة لسفك الدماء التي حرم الله، فيحملون جزءا من وِزر ما اقترفه السفهاء! و من هذا المنطلق، و نظرا لما رأيناه على ارض الواقع في الشام من تَحَوُّل بعض من يَدَّعون الجهاد الى قُطَّاع طرق، يسفكون دماء المدنيين الابرياء، لا لشيئ الا لأنهم ينتمون لطائفة معينة، ... اقول نظرا لذلك تطرقنا لمسألة النصيرية و بينا انهم يعاملون معاملة اهل الذمة، لأنهم أبناء و احفاد المرتدين و ليسوا هم انفسهم مرتدون، و بالتالي لا يُقاتل منهم إلا من ثبتت مظاهرته على المسلمين و حمله السلاح ضدهم. و خطورة من يجيز قتل النصيرية جملة، لا يفرق بين المحاربين الفعليين و بين الابرياء منهم، يظهر في ما تقوم به جماعة البغدادي! ... [تنبيه: أما فيما يخص إقامة المشركين في جزيرة العرب حسب حديث الرسول صلى الله عليه و سلم:"أَخْرِجُوا الْمُشْرِكِينَ مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَأَجِيزُوا الْوَفْدَ بِنَحْوِ مَا كُنْتُ أُجِيزُهُمْ"(رواه مسلم و البخاري و غيرهما)، فإنني لم أتطرق له هنا، فهناك احكام خاصة بجزيرة العرب فَصَّلَ فيها الصحابة و علماء المسلمين بعدهم و بينوا ما هي المناطق التي تدخل تحت تصنيف جزيرة العرب، ... و بينوا بالأدلة أنه يجوز للمشركين الإقامة العابرة (المحدودة أو المؤقتة) فيها و وجب على المسلمين إعانتهم بما يحتاجون اليه لمقامهم و سفرهم "وَأَجِيزُوا الْوَفْدَ بِنَحْوِ مَا كُنْتُ أُجِيزُهُمْ"(الحديث)! ... فموضوع جزيرة العرب موضوع مستقل و لا علاقة له بما كتبت في المقال فوق، فجزيرة العرب و حكمها يكون في بحث مستقل نظرا للأحكام الخاصة بها!] ... |
#2
|
|||
|
|||
اقتباس:
انا اول ما بدات القرائة فكرة في هذه الفكرة
__________________
( فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا ) الكهف 6 كل العلوم سوى القرآن مشغلة ..... إلا الحديث وعلم الفقه في الدين العلم ما كان فيه قال حدثنا ..... وما سوى ذاك وسواس الشياطين |
أدوات الموضوع | |
|
|