المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخواني اريد جواب على سؤالي من فضلكم


الحر
2009-03-14, 02:57 PM
بسمه تعالى

السلام على الاعضاء الكرام ...... بعد التحية

اليوم في المدرسة سألنا مدرس مادة التربية الاسلامية سؤال وقال الذي يجيبني عليه مع

البرهان أعطيه خمس درجات على الامتحان القادم والذي يكون جوابه خاطىء ينقص منه

خمس درجات .

والسؤال : من هو الذي كان على حق علي ام معاوية (رض) مع البرهان

اخواني اخبروني من فضلكم.

أبو جهاد الأنصاري
2009-03-14, 07:16 PM
فى البدء ، يتوجب عليّ أن أرحب بك أخاً عزيزاً فى هذا المنتدى ، فحللت أهلاً ونزلت سهلاً ، طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجنة منزلاً ، اسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يوفقنا وإياك إلى ما يحب ويرضى ، وأنه يجمعنا بنبيه :ص: وبأصحاب نبيه :ص: فى جنته وفى دار كرامته. آمين.
:تح:
ثانياً : لا يفوتنى أن أسجل إعجابى بأسلوبك الشيق والجديد فى عرض الموضوع.
ثالثاً : بخصوص إجابة سؤالك - أقصد سؤالك استاذك - فهناك طريقتان للإجابة : مختصرة وتفصيلية.
فأبدأ الآن بذكر الإجابة المختصرة وإن شئت فصلتها لك لاحقاً.
السؤال : من هو الذي كان على حق سيدنا علي :ر: أم سيدنا معاوية :ر:؟
الإجابة : كلاهما على حق مع الاختلاف فى درجة صواب كل منهما ، فعلى :ر: كان على الحق بنسبة 100% ، بينما معاوية :ر: فقد كان على الحق كذلك ولكن بنسبة 90%. يعنى على :ر: كان على الحق بتقدير ممتاز ، بينما معاوية :ر: فقد كان على الحق ولكن بتقدير جيد جداً. فكلاهما ناجح بإذن الله.
والبرهان قول الله تعالى : :(: محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً :): حيث أن الله سبحانه قد زكّى الذين كانوا مع محمد :ص:.
وقوله تعالى : :(: وإن فئتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التى تبغى حتى تفئ إلى أمر الله فإن فاءت فاصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا والله يحب المقسطين :): فوصف الله سبحانه كلا الطائفتين بالإيمان رغم اقتتالهما.
أدعو الله تعالى أن تحصل على أعلى الدرجات فى الدنيا والآخرة.
آمين.
ولك منى هذه :تح:

الحر
2009-03-14, 11:10 PM
مشكور اخي العزيز على الهدية ولكن عندي سؤال اخر لو اطول عليك واخذ من وقتك .

وفي بحثي في هذا الموضوع في بعض المواقع وجدتُ بعض الروايات المهمة ومنها .

ان علي (رض) اول المسلمين والمصدقين برسول الله (ص) وفدى الرسول بنفسه وشارك في جميع الغزوات مع الرسول (ص) .

في حين معاوية اسلم بفتح مكة وامه قتلة الحمزة عم النبي (ص) واكلة كبده واباه ساعد المشركين باموالهِ لمحاربة الاسلام .

وان علي عندما اختاره المسلمين بأجمعهم خليفة للمسلمين فمن حق الخليفة ان يعزل من يشىء من الولات ويضع مكانهم من يراه مناسبا .

وسؤالي الاخر الذين قتلوا من المسلمين في معركة صفين التي وقعة بين علي ومعاوية(رض)
من منهم يذهب الى الجنة ومن منهم يذهب الى النار .

ان كانوا جميعهم في الجنة . وهذا ينافي القران الكريم . في قولهِ تعالى (ومن قتل مسلم متعمدً فجزائه جهنم خالدا فيه ).

وايضا كان عمار ابن ياسر وهو من جيش علي (رض) وهو قتل في هذه المعركة .

ويروى ان رسول الله (ص) قال لعمار عندما كان يخطب في المسلمين في ايامه الاخيرة من عمره الشريف "ياعمار سوف تقتولك الفئة الباغية " . وماقصد الرسول بالفئة الباغية .

تحياتي لك .

أبو جهاد الأنصاري
2009-03-16, 01:11 PM
أخى العزيز / الحر
:سل:

اعلم أخى - يرحمك الله - أننا نتحدث عن خيّرين وليس عن خشير وشر. وللصحابة أجمعين لهم فضل على الأمة لم يقم به أحد بعدهم ، وقد اختارهم الله سبحانه لصحبة نبيه الكريم ، ليكونوا أمناء على دينه ، ولو رأى الخير فى غيرهم لاختصهم بهذا الفضل.

ومع هذا فإن الصحابة على درجات ، وبعضم يفضل بعضاً ، فالمهاجرون مقدمون على الأنصار ، والعشرة المبشرون بالجنة مقدمون على غيرهم من المهاجرين ، والخلفاء الراشدون مقدمون على غيرهم من باقى العشرة وهكذا ، وطبعاً لا يمكن أن نسوى بين سيدنا على :ر: وبين سيدنا معاوية :ر: فى الفضل فهيهات بينهما ، وقد أخبر بهذا الحبيب المعصوم :ص: بنفسه عندما قال لسيدنا خالد بن الوليد :ر: ( لا تسبوا أصحابى فوالذى نفسى بيده لو أن أحدكم أنفق مثل جبل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه ) فتأمل.

و فضائل أمير المؤمنين على بن أبى طالب :ر: يعجز القلم أن يسردها ، ولكن أفضليته هنا بسبب أعماله التى قدمها للدين ، وليس لنسبه ولا قرابته برسول الله :ص: وإلا لكان أبوه أولى منه بالفضل وقد مات كافراً وقد نزل قرآنا ينهى النبى :ص: أن يستغفر لأبى طالب ، طبعاً انا أ‘لم أن هذا يخالف معتقد الشيعة فى شأن أبى طالب ، ولكن طبعاً أنا أحاورك بمعتقدى أنا لا بمعتقد الشيعة.

ولكن ليس معنى هذا أن نطعن فى سيدنا معاوية أو نسبه ، أو ننتقص من قدره ، أو أن نبخسه حقه وقد قال ربنا : :(: ولا تبخسوا الناس أشياءهم :): ولا أن ننكر اياديه البيضاء فى نشر الإسلام وغير ذلك.

وبخصوص أبيه أبى سفيان :ر: وهند بنت عتبة - رضى الله عنها - فهذان لا يجوز الطعن فيهما بحال ذلك أنهم قد أسلما وحسن إسلامهما ، وليس عيباً أن يسلم الإنسان تحت وطأة السيف حتى إذا تشرب الإسلام فى قلبه اطمئن به وحسن إسلامه ومات عليه ، وإلا فلماذا شرع الله شعيرة الجهاد بالسيف أليس لهذا الغرض؟!

وما فعلته هند - رضى الله عنها - بسيد الشهداء حمزة :ر: لا يجوز لنا أن نلوك هذا الكلام ولا نعلمه لصبياننا ولا نجعله مثار حديث بيننا ، فأنت تعلم أن الإسلام يجب ما كان قبله ، ولو كان لأحد عليها قصاص لكان النبى :ص: هو أحق الناس به ، ولكنه لم يقتص منها وعفا عنها ، بل أعطى زوجها أموال كثيرة من الفئ ، فهل يحق لنا أن نذكر هذه الأفعال التى صدرت منها فى الجاهلية؟! فهل نحن أوصياء على رسول الله حتى نظل نذكر فعلتها التى عفا عنها رسول الله :ص:؟!

وان علي عندما اختاره المسلمين بأجمعهم خليفة للمسلمين فمن حق الخليفة ان يعزل من يشىء من الولات ويضع مكانهم من يراه مناسبا . هذا لا خلاف لأحد معك فيه ، ولكنه لم يفعل هذا وترك معاوية عاملاً على دمشق ، ودار ما دار بينهما ، ولم يعزله على :ر: فى ذلك الوقت حتى كان ما كان.



وسؤالي الاخر الذين قتلوا من المسلمين في معركة صفين التي وقعة بين علي ومعاوية(رض)
من منهم يذهب الى الجنة ومن منهم يذهب الى النار .

قال تعالى : :(: أهم يقسمون رحمة ربك :): الله يحكم بينهم يا أخى فيما كانوا فيه يختلفون ، هذا يا أخى من خصائص الله :(: لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون :): وهو سبحانه : :(: ملك يوم الدين :):. والله أعلم بما فى قلوب كل منهم ، وهو الذى يحاسبهم. فإن أدخل الجميع الجنة بفضله ، وإن أدخل الجميع النار فبعدله ، والله سبحانه سبقت رحمته غضبه ، ولكن لا يُخلد مسلم فى النار.
المهم الذى يجب أن نعلمه أننا لسنا نحن الذين نحكم بين العباد ، فهذا تطاول على الله سبحانه وتعالى. فانتبه.

ان كانوا جميعهم في الجنة . وهذا ينافي القران الكريم . في قولهِ تعالى (ومن قتل مسلم متعمدً فجزائه جهنم خالدا فيه ).

بدايةً : هناك خطأ فى الآية التى ذكرتها وهاك تصويبها :
:(: وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا :): [ النساء : 93]

تالياً :من قال أن هذا ينافى القرآن؟! الآية تذكر أن الأمر هنا من قبيل العمد ولكن هناك آية أخرى تختص بحكم القتل الخطأ ، وهى الآية السابقة لها فى نفس السورة قال تعالى : :(:وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا :): وكلا الفريقين قد قتل من الفريق الآخر وكلاهما متأول ويظن أنه على الحق وأن الآخر على الباطل.

ولهذا لما سئل النبى عن الخوارج الذين قاتلوه : أمشركون هم؟ قال : ( من الشرك فروا )

فقيل : أمنافقون هم؟
قال : ( المنافقون لا يذكرون الله إلا قليلاً ).
فقيل : وماذا تقول فيهم؟
قال :ر: : ( إخواننا بغوا علينا).
فلم ينف عنهم صفة الإيمان والأخوة فى الدين. فما بالنا نحن نكفرهم وندخلهم نار ربنا ونحن ليس لنا عليهم سلطان؟!

أبو جهاد الأنصاري
2009-03-16, 03:35 PM
بخصوص سيدنا عمار بن ياسر إليك هذا الاقتباس :
فإن عمار بن ياسر رضي الله عنه قتل في صفين، وهو يقاتل مع جيش عليّ رضي الله عنه، حيث حمل عليه ابن جوى السكسكي وأبو الغادية الفزاري من جند الشام، فأما أبو الغادية فطعنه، وأما ابن جوى فاحتز رأسه، وكان هذان الرجلان ضمن جيش معاوية رضي الله عنه.
أما بالنسبة لما حصل بين الصحابة من قتال، فإن اعتقاد أهل السنة والجماعة أن كلتا الطائفتين اجتهدت، فمن أصاب فله أجران، ومن أخطأ فله أجر، ولكن من كان المصيب منهما؟ اختلف أهل السنة في ذلك على أقوال ذكرها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
- فقالت طائفة: المصيب علي ومن معه، ومما استدلوا به قول النبي صلى الله عليه وسلم لعمار : "تقتلك الفئة الباغية" رواه أحمد وغيره، وجاء عن جماعة من الصحابة منهم عمار وعبد الله بن عمر وغيرهما.
- وقالت طائفة: إن المصيب من اعتزل القتال كابن عمر وسعد بن أبي وقاص ومحمد بن مسلمة واستدلوا بالأحاديث التي تأمر بالاعتزال عند الفتن، ومال إلى هذا شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
- وقالت طائفة: المصيب أحد الفريقين غير معين.
وعلى العموم، فإننا نعتقد أن كلاً من الفريقين مأجور معذور، وعنده من الحسنات ما يمحو الله به ما قد يحصل من ذلك، وكما قال شيخ الإسلام: فلنصن ألسنتنا عما حصل بينهم، كما صان الله أيدينا عن ذلك.
والله أعلم
ولننظر إلى عبارة ( الفئة الباغية ) فإنه مقتبس من قوله تعالى : :(: فإن بغت إحداهما على الأخرى :): والبغى هو التعدى ، ولنتأمل نجد أن الآية لم تصف المعتدين بالكفر ولم تزل عنهم صفة الإيمان.
كذلك تأمل قول النبى :ص: لعمار :ر: حين قال : ( تقتله الفئة الباغية ) وتفسير الباغية كما سبق أن ذكرنا أنها التى تعدت ، فهذا "وصف" وليس "حكم" أى وصف بأنها التى تعدت وأخطأت فى مقابل الفئة المحقة الأخرى ، وليس هذا بحكم عليها بأنها فى النار ، ولكن الذى فى النار خصصه النبى :ص: من هذه الفئة بقوله : ( قاتله وسالبه في النار ) هذا هو الحكم ، فقط على القاتل والسالب ، فكلاهما فى النار ، وليس كل الفئة.
أعيد فأذكر : البغى حكم دنيوى وليس حكم أخروى.