معاوية فهمي إبراهيم مصطفى
2019-09-28, 06:28 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :-
(( كيف فسدت عقيدة النصارى ))
سعيد شويل.
سيدنا إبراهيم عليه السلام هو أبو الرسل والأنبياء الذى بعثهم الله بالشرائع والأديان وأنزل عليهم صحفاً وكتباً سماوية ..
بعثه الله بالملة الحنيفية .. والملة الحنيفية هى رسالة التوحيد والإيمان ..
...
وفّى خليل الله إبراهيم بالرسالة التى أمره الله بها .. ووصّى بها أبناؤه وبنيه ..
وصاهم أن يعبدوا الله ولايشركوا بوحدانيته وألايموتوا إلا وهم مسلمون .. ووصاهم أن يُوصوا بها أبناءهم من بعدهم ..
{ وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ }
...
وحين جاء الموت لسيدنا يعقوب وصى أبناءه وبنيه " بنى إسرائيل" .. وصاهم أن يعبدوا الله ولايشركوا به شيئا وألا يموتوا إلا على التوحيد وهم مسلمون ..
{ أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَـهَكَ وَإِلَـهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَـهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ }
.
( سيدنا يعقوب هو " نبى الله إسرائيل " وأبناؤه هم " بنى إسرائيل" ) ..
{ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ }
***
تعاقبت الرسل والأنبياء ..
وبعث الله سيدنا موسى وهارون إلى : فرعون وقومه . وإلى بنى إسرائيل ..
كذب فرعون وقومه برسالة التوحيد فأخذهم الله أخذ عزيز مقتدر .. وآمنت بها قوم بنى إسرائيل " اليهود " ..
ظل اليهود على إيمانهم وتوحيدهم لله .. ثم قست قلوبهم وحادوا عن ملة التوحيد والإيمان ..
أرسل الله إليهم أنبياء ومرسلين .. فريقاً كذبوه وفريقاً قتلوه ..
أرسل الله إليهم سيدنا عيسى عليه السلام ..
دعاهم نبى الله أن يعبدوا الله ولا يشركوا به وحذرهم من النار إن أصروا على ماهم فيه من غى وشرك وضلال .
{ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ } .
بيّن لهم ما أنزله الله عليه فى الإنجيل وما شرعه الله فيه من تعاليم وأحكام ومن حكمة وبيان .. وأخبرهم أن آيات الإنجيل قد نزلت مصدقةً لما معهم
ومبينة ومكملةً لما نزل عليهم فى الصحف والألواح والتوراة .. { وَمُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ } .
أظهر لهم ما أحله الله لهم من الطيبات مما كان محرّماً عليهم من أكل كل ذى ظفر ومن شحوم البقر والغنم إلا ماحملت ظهورهما وما حملت حواياها
وما اختلط بعظمهما .. وبين لهم فساد عقيدتهم وانحرافها وكشف لهم ما هم فيه يختلفون ويتفرقون ..
{ وَلَمَّا جَاء عِيسَى بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُم بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُم بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ } .
بشرهم بالنبى المصطفى صلى الله عليه وسلم وبأنه سوف يأتى من بعده بآخر دين من الأديان .
{ وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ
فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَٰذَا سِحْرٌ مُبِينٌ } .
أتاهم بآيات ومعجزات من الله : أحيا لهم من كان ميْتاً .. وصوّر من الطين كهيئة الطير ونفخ فيه فصار طيراً .. وأبرأ لهم الأعمى فأصبح بصيراً ..
وشفى الأبرص وعاد معافاً سليماً .. وأخبرهم بما يأكلون فى بيوتهم ومايدخرون ..
{ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ
عَنكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ إِنْ هَـذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ } .
...
آمنت منهم طائفة .. وكفرت طائفة .. { فَآَمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ } ..
من آمن منهم هم : الحواريون ..
صدقوه وآزروه ونصروه .. وهؤلاء هم ( النصارى ) ..
{ وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُواْ بِي وَبِرَسُولِي قَالُوَاْ آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ } .
ومن كفر منهم ( اليهود ) .. عاندوا وتكبروا ولم يؤمنوا ..
كذبوا المسيح عيسى وضاقوا بدعوته وأنكروه وقد جاءت فى صحفهم وألواحهم بشارته ..
حاجوه وجادلوه .. ورموه واتهموه بالسحر فيما جاءهم به من آيات ومعجزات ..
...
أيد الله الطائفة المؤمنة ( الحواريون النصارى ) وجعلهم ظاهرين على الطائفة المشركة ( اليهود ) .
ظل الحواريون للمسيح أعواناً وأنصاراً ..
انتشروا بين القبائل ومختلف البلدان يبلغون رسالة نبيهم ويظهرون إفك اليهود ودسائس مكرهم ..
{ فَآَمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ }
والطائفة المشركة من اليهود دأبوا على تشكيك الحواريين فى إيمانهم لإثنائهم عن اتباع رسالة المسيح عيسى عليه السلام ..
...
طلب الحواريون من المسيح أن يدعو الله لهم أن ينزل إليهم مائدة من السماء .. فحثهم نبى الله أن يتقوا الله حق تقواه وأن يكونوا مؤمنين به حق الإيمان .
فقالوا له يانبى الله نريد أن نأكل منها وتطمئن قلوبنا ونريد أن نوقن بدعوتك وصِدق رسالتك ..
ابتهل المسيح إلى الله واستجاب الله لدعاه .. أنزل إليهم المائدة من السماء كانت لهم عيداً وآية من الله .. وأوحى الله إليهم أن من يكفر منهم بعد نزولها
فسوف يعذبه عذاباً لايعذبه أحداً من العالمين ..
{ إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ قَالُواْ نُرِيدُ أَن نَّأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ
قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَن قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيداً لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ
وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ قَالَ اللّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَاباً لاَّ أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِّنَ الْعَالَمِينَ } .
...
دون فتور أو سكون ظل اليهود على دأبهم فى إفساد عقيدة أقرانهم من الحواريين ..
وظلوا على عنادهم وتكذيبهم لنبى الله وجحودهم لنبوته ولدعوته ورسالته ..
أضمروا له الكيد والشر والعداوة وعقدوا النية والعزم على قتله كما قتلوا أنبياء الله من قبله ..
توجهوا إليه عند الربوة على سفح جبل الزيتون فألقى الله شبهه على بعض منهم فأخذوه وقتلوه وصلبوه ..
زعموا كذباً وافتراءً أنهم قاموا بصلب وقتل المسيح عيسى عليه السلام .
وزعموا كذباً وافتراءً أن رب العالمين قد نزل إليهم وأنه أنزل ابنه المسيح لكى يقتل ويصلب فداء منه
وتضحية بحجة التكفير عن خطيئة أبينا آدم وخطايا البشرية .
واختلقوا الأضاليل والأكاذيب لتبرير ما أضمروه وما ظنوا أنهم قد فعلوه ( من القتل والصلب ) ..
{ وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ } .
ادّعوا زوراً وبهتاناً أنهم اقتادوا المسيح وقاموا بمساءلته ومحاكمته وحبسه وجلده ثم قاموا بصلبه وقتله ..
( يوجد بمدينة القدس طريق يسمى " طريق الآلام " وهو حسب زعمهم هو : الطريق الذى سلكه اليهود واقتادوا فيه المسيح لمساءلته ومحاكمته
ولقد عدّدوا رحلة عذابه أثناء سيره فيه إلى أربعة عشرة مرحلة لها أماكن وعلامات محددة من تقديمه للمساءلة والمحاكمة ومن الحكم عليه بالحبس
ثم الجلد ومن وضع إكليل الأشواك فوق رأسه ومن تجريده من ثيابه وملابسه ومن أن السيدة مريم التقت به أثناء سيره ومن أن القديسة " فيرونيكا "
قامت بمسح وجهه وأنه قد سقط على الأرض مرات عديدة أثناء حمله للصليب نتيجة ثقله ومن أن سمعان القيروانى قد أعانه على حمله ثم تم وضعه
على الصليب ثم تم صلبه وقتله ) ..
*****
مضى الزمان ..
ظل الحواريون النصارى زمناً يسيراً على ثباتهم وتوحيدهم لله .. ثم أقروا بزعم اليهود وكذبهم ..
وبعد أن كانوا متيقنين مؤمنين بأن الله توفى نبيه وطهره من مكر اليهود ورجسهم ورفعه من بينهم إلى السماء ..
ران الجهل على عقولهم وقست قلوبهم ونسوا رسالة أنبيائهم ووصايا آبائهم .
نبذوا ما أنزل الله وراء ظهورهم .. وحرفوا فيما أنزل الله واختلفوا فى الإنجيل على عدة أقاويل بالزيادة والنقصان وبالإخفاء والتبديل ..
وانتهجوا اعتقادات تذودهم عن جنة النعيم وتسوقهم إلى نار جهنم وسكنى الجحيم .. قالوا : المسيح هو الله . وقالوا المسيح بن الله . وقالوا إن الله ثالث ثلاثة :
الأول : الإله الأب وهو الله ( له خصائص الألوهية ) .. والثانى : الإله الإبن وهو سيدنا عيسى ( له خصائص البشرية ) ..
والثالث : الروح القدس وهى الروح التى حلّت بالسيدة مريم ( لها خصائص البشرية والألوهية ) ..
سبحانه وتعالى عما يشركون وما به يصفون .
...
أفسد اليهود عقيدة الحواريين النصارى فى التوحيد كما أفسدوا من قبل عقيدتهم ..
*****
هكذا مال أبناء سيدنا يعقوب ( من اليهود والنصارى ) وأبناء سيدنا إسماعيل ( من أهل مكة ) عن الحق والإستقامة وزاغوا عن سبيل الهدى والرشاد ..
...
أصبحت مختلف أطياف البشرية لايقرون ولايؤمنون بالوحدانية إلى أن لاح وبزغ فجر الإسلام ..
النادر والقليل منهم هو من ظل على ملة سيدنا إبراهيم عليه السلام لما قدره الله وقضاه بأن تظل كلمة التوحيد " كلمة لا إله إلا الله " تتعاقب فى نسله وذريته
لاتنفصم عنهم ولاتنقطع .. يقول رب العالمين : { وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ } .
§§§§§§§§§§§§§§§
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :-
(( كيف فسدت عقيدة النصارى ))
سعيد شويل.
سيدنا إبراهيم عليه السلام هو أبو الرسل والأنبياء الذى بعثهم الله بالشرائع والأديان وأنزل عليهم صحفاً وكتباً سماوية ..
بعثه الله بالملة الحنيفية .. والملة الحنيفية هى رسالة التوحيد والإيمان ..
...
وفّى خليل الله إبراهيم بالرسالة التى أمره الله بها .. ووصّى بها أبناؤه وبنيه ..
وصاهم أن يعبدوا الله ولايشركوا بوحدانيته وألايموتوا إلا وهم مسلمون .. ووصاهم أن يُوصوا بها أبناءهم من بعدهم ..
{ وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ }
...
وحين جاء الموت لسيدنا يعقوب وصى أبناءه وبنيه " بنى إسرائيل" .. وصاهم أن يعبدوا الله ولايشركوا به شيئا وألا يموتوا إلا على التوحيد وهم مسلمون ..
{ أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَـهَكَ وَإِلَـهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَـهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ }
.
( سيدنا يعقوب هو " نبى الله إسرائيل " وأبناؤه هم " بنى إسرائيل" ) ..
{ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ }
***
تعاقبت الرسل والأنبياء ..
وبعث الله سيدنا موسى وهارون إلى : فرعون وقومه . وإلى بنى إسرائيل ..
كذب فرعون وقومه برسالة التوحيد فأخذهم الله أخذ عزيز مقتدر .. وآمنت بها قوم بنى إسرائيل " اليهود " ..
ظل اليهود على إيمانهم وتوحيدهم لله .. ثم قست قلوبهم وحادوا عن ملة التوحيد والإيمان ..
أرسل الله إليهم أنبياء ومرسلين .. فريقاً كذبوه وفريقاً قتلوه ..
أرسل الله إليهم سيدنا عيسى عليه السلام ..
دعاهم نبى الله أن يعبدوا الله ولا يشركوا به وحذرهم من النار إن أصروا على ماهم فيه من غى وشرك وضلال .
{ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ } .
بيّن لهم ما أنزله الله عليه فى الإنجيل وما شرعه الله فيه من تعاليم وأحكام ومن حكمة وبيان .. وأخبرهم أن آيات الإنجيل قد نزلت مصدقةً لما معهم
ومبينة ومكملةً لما نزل عليهم فى الصحف والألواح والتوراة .. { وَمُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ } .
أظهر لهم ما أحله الله لهم من الطيبات مما كان محرّماً عليهم من أكل كل ذى ظفر ومن شحوم البقر والغنم إلا ماحملت ظهورهما وما حملت حواياها
وما اختلط بعظمهما .. وبين لهم فساد عقيدتهم وانحرافها وكشف لهم ما هم فيه يختلفون ويتفرقون ..
{ وَلَمَّا جَاء عِيسَى بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُم بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُم بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ } .
بشرهم بالنبى المصطفى صلى الله عليه وسلم وبأنه سوف يأتى من بعده بآخر دين من الأديان .
{ وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ
فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَٰذَا سِحْرٌ مُبِينٌ } .
أتاهم بآيات ومعجزات من الله : أحيا لهم من كان ميْتاً .. وصوّر من الطين كهيئة الطير ونفخ فيه فصار طيراً .. وأبرأ لهم الأعمى فأصبح بصيراً ..
وشفى الأبرص وعاد معافاً سليماً .. وأخبرهم بما يأكلون فى بيوتهم ومايدخرون ..
{ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ
عَنكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ إِنْ هَـذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ } .
...
آمنت منهم طائفة .. وكفرت طائفة .. { فَآَمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ } ..
من آمن منهم هم : الحواريون ..
صدقوه وآزروه ونصروه .. وهؤلاء هم ( النصارى ) ..
{ وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُواْ بِي وَبِرَسُولِي قَالُوَاْ آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ } .
ومن كفر منهم ( اليهود ) .. عاندوا وتكبروا ولم يؤمنوا ..
كذبوا المسيح عيسى وضاقوا بدعوته وأنكروه وقد جاءت فى صحفهم وألواحهم بشارته ..
حاجوه وجادلوه .. ورموه واتهموه بالسحر فيما جاءهم به من آيات ومعجزات ..
...
أيد الله الطائفة المؤمنة ( الحواريون النصارى ) وجعلهم ظاهرين على الطائفة المشركة ( اليهود ) .
ظل الحواريون للمسيح أعواناً وأنصاراً ..
انتشروا بين القبائل ومختلف البلدان يبلغون رسالة نبيهم ويظهرون إفك اليهود ودسائس مكرهم ..
{ فَآَمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ }
والطائفة المشركة من اليهود دأبوا على تشكيك الحواريين فى إيمانهم لإثنائهم عن اتباع رسالة المسيح عيسى عليه السلام ..
...
طلب الحواريون من المسيح أن يدعو الله لهم أن ينزل إليهم مائدة من السماء .. فحثهم نبى الله أن يتقوا الله حق تقواه وأن يكونوا مؤمنين به حق الإيمان .
فقالوا له يانبى الله نريد أن نأكل منها وتطمئن قلوبنا ونريد أن نوقن بدعوتك وصِدق رسالتك ..
ابتهل المسيح إلى الله واستجاب الله لدعاه .. أنزل إليهم المائدة من السماء كانت لهم عيداً وآية من الله .. وأوحى الله إليهم أن من يكفر منهم بعد نزولها
فسوف يعذبه عذاباً لايعذبه أحداً من العالمين ..
{ إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ قَالُواْ نُرِيدُ أَن نَّأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ
قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَن قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيداً لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ
وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ قَالَ اللّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَاباً لاَّ أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِّنَ الْعَالَمِينَ } .
...
دون فتور أو سكون ظل اليهود على دأبهم فى إفساد عقيدة أقرانهم من الحواريين ..
وظلوا على عنادهم وتكذيبهم لنبى الله وجحودهم لنبوته ولدعوته ورسالته ..
أضمروا له الكيد والشر والعداوة وعقدوا النية والعزم على قتله كما قتلوا أنبياء الله من قبله ..
توجهوا إليه عند الربوة على سفح جبل الزيتون فألقى الله شبهه على بعض منهم فأخذوه وقتلوه وصلبوه ..
زعموا كذباً وافتراءً أنهم قاموا بصلب وقتل المسيح عيسى عليه السلام .
وزعموا كذباً وافتراءً أن رب العالمين قد نزل إليهم وأنه أنزل ابنه المسيح لكى يقتل ويصلب فداء منه
وتضحية بحجة التكفير عن خطيئة أبينا آدم وخطايا البشرية .
واختلقوا الأضاليل والأكاذيب لتبرير ما أضمروه وما ظنوا أنهم قد فعلوه ( من القتل والصلب ) ..
{ وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ } .
ادّعوا زوراً وبهتاناً أنهم اقتادوا المسيح وقاموا بمساءلته ومحاكمته وحبسه وجلده ثم قاموا بصلبه وقتله ..
( يوجد بمدينة القدس طريق يسمى " طريق الآلام " وهو حسب زعمهم هو : الطريق الذى سلكه اليهود واقتادوا فيه المسيح لمساءلته ومحاكمته
ولقد عدّدوا رحلة عذابه أثناء سيره فيه إلى أربعة عشرة مرحلة لها أماكن وعلامات محددة من تقديمه للمساءلة والمحاكمة ومن الحكم عليه بالحبس
ثم الجلد ومن وضع إكليل الأشواك فوق رأسه ومن تجريده من ثيابه وملابسه ومن أن السيدة مريم التقت به أثناء سيره ومن أن القديسة " فيرونيكا "
قامت بمسح وجهه وأنه قد سقط على الأرض مرات عديدة أثناء حمله للصليب نتيجة ثقله ومن أن سمعان القيروانى قد أعانه على حمله ثم تم وضعه
على الصليب ثم تم صلبه وقتله ) ..
*****
مضى الزمان ..
ظل الحواريون النصارى زمناً يسيراً على ثباتهم وتوحيدهم لله .. ثم أقروا بزعم اليهود وكذبهم ..
وبعد أن كانوا متيقنين مؤمنين بأن الله توفى نبيه وطهره من مكر اليهود ورجسهم ورفعه من بينهم إلى السماء ..
ران الجهل على عقولهم وقست قلوبهم ونسوا رسالة أنبيائهم ووصايا آبائهم .
نبذوا ما أنزل الله وراء ظهورهم .. وحرفوا فيما أنزل الله واختلفوا فى الإنجيل على عدة أقاويل بالزيادة والنقصان وبالإخفاء والتبديل ..
وانتهجوا اعتقادات تذودهم عن جنة النعيم وتسوقهم إلى نار جهنم وسكنى الجحيم .. قالوا : المسيح هو الله . وقالوا المسيح بن الله . وقالوا إن الله ثالث ثلاثة :
الأول : الإله الأب وهو الله ( له خصائص الألوهية ) .. والثانى : الإله الإبن وهو سيدنا عيسى ( له خصائص البشرية ) ..
والثالث : الروح القدس وهى الروح التى حلّت بالسيدة مريم ( لها خصائص البشرية والألوهية ) ..
سبحانه وتعالى عما يشركون وما به يصفون .
...
أفسد اليهود عقيدة الحواريين النصارى فى التوحيد كما أفسدوا من قبل عقيدتهم ..
*****
هكذا مال أبناء سيدنا يعقوب ( من اليهود والنصارى ) وأبناء سيدنا إسماعيل ( من أهل مكة ) عن الحق والإستقامة وزاغوا عن سبيل الهدى والرشاد ..
...
أصبحت مختلف أطياف البشرية لايقرون ولايؤمنون بالوحدانية إلى أن لاح وبزغ فجر الإسلام ..
النادر والقليل منهم هو من ظل على ملة سيدنا إبراهيم عليه السلام لما قدره الله وقضاه بأن تظل كلمة التوحيد " كلمة لا إله إلا الله " تتعاقب فى نسله وذريته
لاتنفصم عنهم ولاتنقطع .. يقول رب العالمين : { وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ } .
§§§§§§§§§§§§§§§