ايوب نصر
2021-05-11, 02:45 AM
قد جرت المقادير منذ زمن ، ان اكتب ، كلما حل هذا الشهر المبارك ، شيئا حول ما يظهر لي من اية او ايات من التنزيل ، و قد كبر علي ان يكون هذا العام بدعا و استثناء ، فرحت اقلب بصري في ايات الذكر الحكيم ، و اعيد نظري فيها ، حتى وقعت عيني على قوله تعالى في الايتين 20 و 21 من سورة فصلت : (( حَتَّىٰ إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ(20) وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا ۖ قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (21) )) ، و وقع معها في الفكر السؤال التالي : لماذا حصصوا جلودهم بالسؤال و اللوم دون سمعهم و ابصارهم ؟؟
فهرعت الى حبيب ، تعودت ان اشاركه ما يضرب في صدري و يخالج قلبي ، من امور الفكر و العلم و الادب ، لعلي اجد عنده شيئا استعين به على تدبر هذه الاية ، و الحكمة من عدم لوم السمع و البصر ، مع انهما اشتركا مع الجلد في الشهادة ، و هو كما ينطبق عليه ما قاله الشاعر في وصف صفيه و خليله :
همامٌ أراني الدهرَ في طيَّ برده**وَفَقَّهَنِي حَتَّى اتَّقَتْنِي الأَمَاثِلُ
أخٌ حينَ لا يبقى أخٌ ، ومجاملٌ**إذا قلَّ عندَ النائباتِ المجاملُ
بعيدُ مجالِ الفكرِ ، لوْ خالَ خيلة ً**أَرَاكَ بِظْهَرِ الْغَيْبِ مَا الدَّهْرُ فَاعِلُ
فقال لي و هو يحاورني في هذه الاية : " السمع، البصر هاتان حاستان أعضاؤهما أو جارحتهما هما الأذن والأعين، بينما الجلود هي أعضاء او الجارحة المعنية بحاسة الحسّ. والجلد حاوية للعين والأذن. "
نعم ، يا صاحبي ، فالسمع و البصر شيئان غير الجارحة ، و لكن لهما ألتان جارحتان ، و هما الاذن و العين ، و لم يوجه السؤال للاذن و العين ، لسببين اثنين ، فاما احدهما : فلانهما يدخلان في مسمى الجلد ، و الجلد يشملهما ، و اما الاخر : فلان السؤال وجه لما هو مادي و هو الجلد ، و اما السمع و البصر شيئان غير ماديين ، فلا يمكن توجيه السؤال اليهما.
و هذا من دقة القران ، و اتصال معانيه بالفاظه اتصالا دقيقا ، و تركيب هذه على تلك تركيبا مبهرا ، لتجد اوله منسجما مع اخره ، و مبدئه متناسقا مع منتهاه
كتب: الاثنين 27 رمضان 1443(10/05/2021)
فهرعت الى حبيب ، تعودت ان اشاركه ما يضرب في صدري و يخالج قلبي ، من امور الفكر و العلم و الادب ، لعلي اجد عنده شيئا استعين به على تدبر هذه الاية ، و الحكمة من عدم لوم السمع و البصر ، مع انهما اشتركا مع الجلد في الشهادة ، و هو كما ينطبق عليه ما قاله الشاعر في وصف صفيه و خليله :
همامٌ أراني الدهرَ في طيَّ برده**وَفَقَّهَنِي حَتَّى اتَّقَتْنِي الأَمَاثِلُ
أخٌ حينَ لا يبقى أخٌ ، ومجاملٌ**إذا قلَّ عندَ النائباتِ المجاملُ
بعيدُ مجالِ الفكرِ ، لوْ خالَ خيلة ً**أَرَاكَ بِظْهَرِ الْغَيْبِ مَا الدَّهْرُ فَاعِلُ
فقال لي و هو يحاورني في هذه الاية : " السمع، البصر هاتان حاستان أعضاؤهما أو جارحتهما هما الأذن والأعين، بينما الجلود هي أعضاء او الجارحة المعنية بحاسة الحسّ. والجلد حاوية للعين والأذن. "
نعم ، يا صاحبي ، فالسمع و البصر شيئان غير الجارحة ، و لكن لهما ألتان جارحتان ، و هما الاذن و العين ، و لم يوجه السؤال للاذن و العين ، لسببين اثنين ، فاما احدهما : فلانهما يدخلان في مسمى الجلد ، و الجلد يشملهما ، و اما الاخر : فلان السؤال وجه لما هو مادي و هو الجلد ، و اما السمع و البصر شيئان غير ماديين ، فلا يمكن توجيه السؤال اليهما.
و هذا من دقة القران ، و اتصال معانيه بالفاظه اتصالا دقيقا ، و تركيب هذه على تلك تركيبا مبهرا ، لتجد اوله منسجما مع اخره ، و مبدئه متناسقا مع منتهاه
كتب: الاثنين 27 رمضان 1443(10/05/2021)