Nabil
2022-07-01, 12:07 PM
دونكم سورة الإخلاص
إعداد: الدكتور أحمد مُحمَّد زين المنّاوي
القسم الأول
نحن الآن على موعد مع لقطة رقميّة رائعة ولوحة قرآنية قيِّمة جدًّا!
وهذه اللوحة تمثِّل دليلًا حاسمًا وحجّة دامغة لكل من يبحث عن الحقيقة!
وهذه اللوحة التي سوف نعرضها بعد قليل تبيِّن أحد أوجه عظمة البناء الإحصائي القرآني!
إنها أبلغ من مئات الخطب والمحاضرات!
إذا تأمّلت أوجه الشبه بين آدم وعيسى عليهما السلام تجد تماثلًا كبيرًا.
كل واحد منهما أتى إلى هذا الوجود بطريقة تختلف عن باقي البشر!
فكلاهما من دون أب، وكلاهما نفخ اللَّه فيه من روحه!
وقد لخص القرآن هذا التماثل بينهما في قوله تعالى:
{ إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُوْنُ (59)} [آل عمران]
ولكن القرآن العظيم ليس حرفًا وكلمة فحسب، وإنما حرف ورقم وكلمة وعدد.
ولذلك تجد في القرآن تماثلًا إحصائيًّا مناظرًا في العديد من الأوجه بين آدم وعيسى عليه السلام!
ورد كل منهما 25 مرّة في القرآن!
بل إذا تدبَّرت الآيات التي ورد فيها كل منهما تجد تماثلًا في أدقّ التفاصيل!
تأمّل..
أوَّل ما ورد اسم { آدَم } في القرآن جاء في الآية 31 من سورة البقرة:
{ وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (31)}
وأوَّل ما ورد اسم { عِيسَى } في القرآن جاء في الآية 87 من سورة البقرة أيضًا:
{ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87)}
إذا بدأت العد من اسم { آدَم } في الآية الأولى، فإن اسم { عِيسَى } في هذه الآية هو الكلمة رقم 971
ماذا يعني لك هذا العدد؟
العدد 971 أوّلي، ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 164، وهذا العدد = 114 + 25 + 25
تأمّل..
114 هو عدد سور القرآن!
ورد اسم { آدَم } في القرآن 25 مرّة، وورد اسم { عِيسَى } مثله 25 مرّة!
ورد اسم { آدَم } في 25 آية، وورد اسم { عِيسَى } مثله في 25 آية!
تأمّل كيف يتعامل القرآن مع الأعداد الأوّليّة التي لا تزال لغزًا يتحدَّى العقل البشري!
آية وحيدة!
التقى { آدَم } و { عِيسَى } في القرآن كلّه في آية واحدة فقط!
يا ترى ما هي هذه الآية؟!
أوَّل آية يرد فيها اسم { آدَم } رقمها 31، وأول آية يرد فيها اسم { عِيسَى } رقمها 87
ومجموع رقمي الآيتين 118، وهذا العدد = 59 × 2
2 يشير إلى ترتيب سورة البقرة حيث ورد { آدَم } و { عِيسَى } لأوّل مرّة في القرآن!
59 يشير إلى رقم الآية الوحيدة التي سوف يلتقيان فيها معًا!
الآية رقم 59 نجدها في السورة التالية مباشرة وهي سورة آل عمران:
{ إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُوْنُ (59)}
وهذه هي الآية الوحيدة التي تجمع { آدَم } و { عِيسَى } معًا!
أمر عجيب!
عدد آيات القرآن التي ورد فيها اسم { آدَم } أو اسم { عِيسَى } أو الاثنين معًا 49 آية، أي 7 × 7
أوَّل آية يرد فيها اسم { آدَم } رقمها 31، وأوّل آية يرد فيها اسم { عِيسَى } رقمها 87
وإذا حسبت الفرق بين رقمي الآيتين 87 – 31 تجده يساوي 56، وهذا العدد هو 7 × 7 + 7
تأمّل صدر هذه الآية جيِّدًا:
{ إِنَّ مَثَلَ عِيْسَى عِنْدَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ } = 7 كلمات!
إذا أحصيت عدد تكرار اسم { آدَم } من بداية المصحف حتى نهاية هذه الآية تجد أنه ورد 7 مرّات!
وإذا أحصيت تكرار اسم { عِيسَى } من بداية المصحف حتى نهاية هذه الآية تجد أنه ورد 7 مرّات أيضًا!
إن التقاء { آدَم } و { عِيسَى } في هذه الآية لم يكن التقاءً عابرًا، بل مؤسّسًا وفق نظام إحصائيّ دقيق!
لوحة رائعة إلى النصارى!
اللوحة الرقميّة التي سوف نعرضها الآن تعني أهل الكتاب في المقام الأوَّل، وتعني النصارى على وجه الخصوص، ولا حجّة لمن لا يعرف اللَّغة من فهم مضمون هذه اللوحة، فالأرقام هي التي سوف تتكلم وهي التي سوف يعلو صوتها!
في هذه اللوحة التصويرية الرائعة سنرى المعاني مجسَّدة أمامنا وهي تشير إلى قدرة اللَّه عزّ وجلّ في الخلق، وأنه الذي خلق آدم من غير أب ولا أم قادر على أن يخلق عيسى من غير أب، وبذلك فإن اعتقاد النصارى في عيسى أشدّ بطلانًا، وأنَّ اللَّه إله واحد لا شريك ولا نِدّ ولا ابن له، وهذا هو الاعتقاد الصحيح الذي كان عليه الحواريون من أتباع عيسى عليه السلام في عهده.
الآن أترككم مع هذه اللوحة التصويرية لتتأمّلوا كيف أنها تحشد العديد من المتغيّرات حتى تقدّم لك صورة حيَّة، وكيف أنها تربط بين مشهدين من مشاهد عظمة اللَّه عزّ وجلّ، أحدهما في سورة آل عمران وهي السورة رقم 3 في ترتيب المصحف، والآخر مكمِّل له في سورة الإخلاص وهي السورة رقم 3 أيضًا ولكن من نهاية المصحف:
في سورة آل عمران :
{ إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ } = 7 كلمات
{ ذَٰلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ (58)} = 7 كلمات
{ إِنَّ مَثَلَ عِيْسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُوْنُ (59)} = 15 كلمة / 47 حرف
{ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلَا تَكُن مِّنَ الْمُمْتَرِينَ (60)} = 7 كلمات
في سورة الإخلاص:
{ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)} = 15 كلمة / 47 حرف
إذا كان النصارى يطالبون بمعجزة تثبت لهم أن هذا القرآن من عند اللَّه عزّ وجلّ فهذه هي المعجزة ماثلة أمام أعينهم!
تحت هذه اللّوحة الرقمية النادرة يتحطّم الصليب، ويتحطّم كل صنم وكل طاغوت يتخذه البعض رمزًا أو إلهًا يعبدونه من دون الله الواحد الأحد!
إن الأرقام لا تكذب أبدًا وليس لها غير وجه واحد فقط هو وجه الحقيقة المطلقة!
هذه اللّوحة تضع النصارى أمام خيارات صعبة!
هل ما زالوا يتوهّمون أن مُحمَّدًا صلى الله عليه وسلّم كان يهتم بكل هذه التفاصيل الدقيقة لاختيار حروف القرآن وألفاظه ومواقعها!
وأهم من ذلك كله، فلماذا يهتم مُحمَّد صلى الله عليه وسلّم بأمر عيسى وأمّه عليهما السلام يمجدهما ويدفع عنهما أذى بني إسرائيل؟
ورد اسم { عِيسَى } في القرآن 25 مرّة وورد لقب { الْمَسِيح } 11 مرّة، بينما لم يرد { مُحمّد } باسمه في القرآن إلا 5 مرّات فقط، منها 4 مرّات باسم { مُحمَّد } ومرّة واحدة باسم { أَحْمَد }. وهل يعلم النصارى أن { مَرَيَم } أم المسيح وردت باسمها صريحًا في القرآن 34 مرّة، بينما ورد ذكرها في كل الأناجيل 18 مرّة فقط. بل أن { مَرْيَم } هي المرأة الوحيدة التي ذكرها القرآن باسمها! وفوق ذلك كله لها سورة كاملة باسمها "سورة مريم" وتتألّف من 98 آية!
ألا تتفكّرون في ذلك يا أولى الألباب؟! ألا تحكّمون عقولكم بحيادية وتجرّد بعيدًا عن التعصّب العاطفي والتقليد الأعمى؟!
تأمّلوا..
وبما أن هذا المقام مقام إعجاز ومقام إثبات القدرة الإلهية المطلقة، فقد جاءت هذه اللوحة في إطار من الأعداد الأوّليّة! وبما أن القضية المحورية في هذه اللوحة هي :
{ إِنَّ مَثَلَ عِيْسَى عِندَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ }
فقد جاء هذا النص من 7 كلمات و23 حرفًا، وفي الحالتين العدد أوّليّ.
سورة آل عمران التي احتضنت هذا النص ترتيبها رقم 3، وهذا عدد أوّليّ!
الآية التي احتضنت هذه النص رقمها 59، وهذا عدد أوّليّ!
اسم { عِيسَى } في هذا الموضع هو التكرار رقم 7 له من بداية المصحف، وهذا عدد أوّليّ!
اسم { آدَم } في هذا الموضع هو التكرار رقم 7 له من بداية المصحف، وهذا عدد أوّليّ!
اسم { عِيسَى } في هذا الموضع هو التكرار رقم 19 له من نهاية المصحف، وهذا عدد أوّليّ!
اسم { آدَم } في هذا الموضع هو التكرار رقم 19 له من نهاية المصحف، وهذا عدد أوّليّ!
الآية جاءت محصورة بين آيتين عدد كلمات كل منهما 7 كلمات، وهذا عدد أوّليّ!
الآية نفسها عدد حروفها 47، وهذا عدد أوّليّ!
جاء ترتيب اسم { عِيسَى } رقم 3، وهذا عدد أوّليّ!
جاء ترتيب اسم { اللَّه } رقم 5، وهذا عدد أوّليّ!
جاء ترتيب اسم { آدَم } رقم 7، وهذا عدد أوّليّ!
مجموع التراتيب الثلاثة = 15 وهو عدد كلمات الآية، وهو ترتيب العدد 47 في قائمة الأعداد الأوّليّة!
توقَّف وتأمّل..
توقَّف عند عدد كلمات الآية الوسطى وعدد حروفها!
عدد حروفها 47 حرفًا، وهذا العدد أوّليّ وترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 15
15 هو عدد كلمات الآية!
فكأن عدد كلمات الآية وعدد حروفها شيء واحد!
قمة الإتقان في توظيف خصائص الأعداد!
المعجزة الخالدة!
يخلق اللَّه ما يشاء وكيف يشاء وفي أي وقت شاء، وإذا كان خلق المسيح عليه السلام من دون أب يرفع منزلته عند أتباعه ليصبح ابنًا للَّه، فإن آدم عليه السلام خُلق من دون أب ولا أم، فهل هذا يرفع من منزلته ليصبح إلهًا؟! وإذا كانت معجزات المسيح عليه السلام دليلًا على ألوهيته، فإن جميع الرسل -عليهم السلام- أيّدهم اللَّه بمعجزات، منها ما هو أبلغ من معجزات المسيح عليه السلام وأكبر، وفي مقدّمتها هذا القرآن العظيم الذي هو أعظم معجزات الرسل وباقٍ إلى يوم القيامة.
سورة الإخلاص تدخل المشهد
وبما أن النسيج الرقمي القرآني يربط جميع مكوِّنات البناء الإحصائي في القرآن العظيم، فقد امتدت هذه اللوحة على مسافة 109 سور، وهذا العدد أوّليّ، لتستوعب سورة الإخلاص، لأن هذه السورة التي تتحدّث من أوَّلها إلى آخرها عن وحدانية اللَّه عزّ وجلّ وصفاته، وهي السورة الوحيدة التي تكمل المشهد الذي تعرضه آية سورة آل عمران، ولذلك كان أمرًا متوقعًا أن يكون عدد كلمات سورة الإخلاص 15 كلمة وعدد حروفها 47 حرفًا.
تأمّل أهميّة وجود سورة الإخلاص :
في سورة آل عمران :
{ إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ } = 7 كلمات
{ ذَٰلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ (58)} = 7 كلمات
{ إِنَّ مَثَلَ عِيْسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُوْنُ (59)} = 15 كلمة / 47 حرف
{ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلَا تَكُن مِّنَ الْمُمْتَرِينَ (60)} = 7 كلمات
في سورة الإخلاص:
{ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)} = 15 كلمة / 47 حرف
وهكذا تأتي سورة الإخلاص لترد بقوة وبحسم على الذين يدعون أن عيسى إله وأنه ابن اللَّه، لأنه ولد من غير أب!
تخاطبهم وترد على ادعاءاتهم الباطلة:
{ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)}
يتبع القسم الثاني والأخير
إعداد: الدكتور أحمد مُحمَّد زين المنّاوي
القسم الأول
نحن الآن على موعد مع لقطة رقميّة رائعة ولوحة قرآنية قيِّمة جدًّا!
وهذه اللوحة تمثِّل دليلًا حاسمًا وحجّة دامغة لكل من يبحث عن الحقيقة!
وهذه اللوحة التي سوف نعرضها بعد قليل تبيِّن أحد أوجه عظمة البناء الإحصائي القرآني!
إنها أبلغ من مئات الخطب والمحاضرات!
إذا تأمّلت أوجه الشبه بين آدم وعيسى عليهما السلام تجد تماثلًا كبيرًا.
كل واحد منهما أتى إلى هذا الوجود بطريقة تختلف عن باقي البشر!
فكلاهما من دون أب، وكلاهما نفخ اللَّه فيه من روحه!
وقد لخص القرآن هذا التماثل بينهما في قوله تعالى:
{ إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُوْنُ (59)} [آل عمران]
ولكن القرآن العظيم ليس حرفًا وكلمة فحسب، وإنما حرف ورقم وكلمة وعدد.
ولذلك تجد في القرآن تماثلًا إحصائيًّا مناظرًا في العديد من الأوجه بين آدم وعيسى عليه السلام!
ورد كل منهما 25 مرّة في القرآن!
بل إذا تدبَّرت الآيات التي ورد فيها كل منهما تجد تماثلًا في أدقّ التفاصيل!
تأمّل..
أوَّل ما ورد اسم { آدَم } في القرآن جاء في الآية 31 من سورة البقرة:
{ وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (31)}
وأوَّل ما ورد اسم { عِيسَى } في القرآن جاء في الآية 87 من سورة البقرة أيضًا:
{ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87)}
إذا بدأت العد من اسم { آدَم } في الآية الأولى، فإن اسم { عِيسَى } في هذه الآية هو الكلمة رقم 971
ماذا يعني لك هذا العدد؟
العدد 971 أوّلي، ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 164، وهذا العدد = 114 + 25 + 25
تأمّل..
114 هو عدد سور القرآن!
ورد اسم { آدَم } في القرآن 25 مرّة، وورد اسم { عِيسَى } مثله 25 مرّة!
ورد اسم { آدَم } في 25 آية، وورد اسم { عِيسَى } مثله في 25 آية!
تأمّل كيف يتعامل القرآن مع الأعداد الأوّليّة التي لا تزال لغزًا يتحدَّى العقل البشري!
آية وحيدة!
التقى { آدَم } و { عِيسَى } في القرآن كلّه في آية واحدة فقط!
يا ترى ما هي هذه الآية؟!
أوَّل آية يرد فيها اسم { آدَم } رقمها 31، وأول آية يرد فيها اسم { عِيسَى } رقمها 87
ومجموع رقمي الآيتين 118، وهذا العدد = 59 × 2
2 يشير إلى ترتيب سورة البقرة حيث ورد { آدَم } و { عِيسَى } لأوّل مرّة في القرآن!
59 يشير إلى رقم الآية الوحيدة التي سوف يلتقيان فيها معًا!
الآية رقم 59 نجدها في السورة التالية مباشرة وهي سورة آل عمران:
{ إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُوْنُ (59)}
وهذه هي الآية الوحيدة التي تجمع { آدَم } و { عِيسَى } معًا!
أمر عجيب!
عدد آيات القرآن التي ورد فيها اسم { آدَم } أو اسم { عِيسَى } أو الاثنين معًا 49 آية، أي 7 × 7
أوَّل آية يرد فيها اسم { آدَم } رقمها 31، وأوّل آية يرد فيها اسم { عِيسَى } رقمها 87
وإذا حسبت الفرق بين رقمي الآيتين 87 – 31 تجده يساوي 56، وهذا العدد هو 7 × 7 + 7
تأمّل صدر هذه الآية جيِّدًا:
{ إِنَّ مَثَلَ عِيْسَى عِنْدَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ } = 7 كلمات!
إذا أحصيت عدد تكرار اسم { آدَم } من بداية المصحف حتى نهاية هذه الآية تجد أنه ورد 7 مرّات!
وإذا أحصيت تكرار اسم { عِيسَى } من بداية المصحف حتى نهاية هذه الآية تجد أنه ورد 7 مرّات أيضًا!
إن التقاء { آدَم } و { عِيسَى } في هذه الآية لم يكن التقاءً عابرًا، بل مؤسّسًا وفق نظام إحصائيّ دقيق!
لوحة رائعة إلى النصارى!
اللوحة الرقميّة التي سوف نعرضها الآن تعني أهل الكتاب في المقام الأوَّل، وتعني النصارى على وجه الخصوص، ولا حجّة لمن لا يعرف اللَّغة من فهم مضمون هذه اللوحة، فالأرقام هي التي سوف تتكلم وهي التي سوف يعلو صوتها!
في هذه اللوحة التصويرية الرائعة سنرى المعاني مجسَّدة أمامنا وهي تشير إلى قدرة اللَّه عزّ وجلّ في الخلق، وأنه الذي خلق آدم من غير أب ولا أم قادر على أن يخلق عيسى من غير أب، وبذلك فإن اعتقاد النصارى في عيسى أشدّ بطلانًا، وأنَّ اللَّه إله واحد لا شريك ولا نِدّ ولا ابن له، وهذا هو الاعتقاد الصحيح الذي كان عليه الحواريون من أتباع عيسى عليه السلام في عهده.
الآن أترككم مع هذه اللوحة التصويرية لتتأمّلوا كيف أنها تحشد العديد من المتغيّرات حتى تقدّم لك صورة حيَّة، وكيف أنها تربط بين مشهدين من مشاهد عظمة اللَّه عزّ وجلّ، أحدهما في سورة آل عمران وهي السورة رقم 3 في ترتيب المصحف، والآخر مكمِّل له في سورة الإخلاص وهي السورة رقم 3 أيضًا ولكن من نهاية المصحف:
في سورة آل عمران :
{ إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ } = 7 كلمات
{ ذَٰلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ (58)} = 7 كلمات
{ إِنَّ مَثَلَ عِيْسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُوْنُ (59)} = 15 كلمة / 47 حرف
{ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلَا تَكُن مِّنَ الْمُمْتَرِينَ (60)} = 7 كلمات
في سورة الإخلاص:
{ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)} = 15 كلمة / 47 حرف
إذا كان النصارى يطالبون بمعجزة تثبت لهم أن هذا القرآن من عند اللَّه عزّ وجلّ فهذه هي المعجزة ماثلة أمام أعينهم!
تحت هذه اللّوحة الرقمية النادرة يتحطّم الصليب، ويتحطّم كل صنم وكل طاغوت يتخذه البعض رمزًا أو إلهًا يعبدونه من دون الله الواحد الأحد!
إن الأرقام لا تكذب أبدًا وليس لها غير وجه واحد فقط هو وجه الحقيقة المطلقة!
هذه اللّوحة تضع النصارى أمام خيارات صعبة!
هل ما زالوا يتوهّمون أن مُحمَّدًا صلى الله عليه وسلّم كان يهتم بكل هذه التفاصيل الدقيقة لاختيار حروف القرآن وألفاظه ومواقعها!
وأهم من ذلك كله، فلماذا يهتم مُحمَّد صلى الله عليه وسلّم بأمر عيسى وأمّه عليهما السلام يمجدهما ويدفع عنهما أذى بني إسرائيل؟
ورد اسم { عِيسَى } في القرآن 25 مرّة وورد لقب { الْمَسِيح } 11 مرّة، بينما لم يرد { مُحمّد } باسمه في القرآن إلا 5 مرّات فقط، منها 4 مرّات باسم { مُحمَّد } ومرّة واحدة باسم { أَحْمَد }. وهل يعلم النصارى أن { مَرَيَم } أم المسيح وردت باسمها صريحًا في القرآن 34 مرّة، بينما ورد ذكرها في كل الأناجيل 18 مرّة فقط. بل أن { مَرْيَم } هي المرأة الوحيدة التي ذكرها القرآن باسمها! وفوق ذلك كله لها سورة كاملة باسمها "سورة مريم" وتتألّف من 98 آية!
ألا تتفكّرون في ذلك يا أولى الألباب؟! ألا تحكّمون عقولكم بحيادية وتجرّد بعيدًا عن التعصّب العاطفي والتقليد الأعمى؟!
تأمّلوا..
وبما أن هذا المقام مقام إعجاز ومقام إثبات القدرة الإلهية المطلقة، فقد جاءت هذه اللوحة في إطار من الأعداد الأوّليّة! وبما أن القضية المحورية في هذه اللوحة هي :
{ إِنَّ مَثَلَ عِيْسَى عِندَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ }
فقد جاء هذا النص من 7 كلمات و23 حرفًا، وفي الحالتين العدد أوّليّ.
سورة آل عمران التي احتضنت هذا النص ترتيبها رقم 3، وهذا عدد أوّليّ!
الآية التي احتضنت هذه النص رقمها 59، وهذا عدد أوّليّ!
اسم { عِيسَى } في هذا الموضع هو التكرار رقم 7 له من بداية المصحف، وهذا عدد أوّليّ!
اسم { آدَم } في هذا الموضع هو التكرار رقم 7 له من بداية المصحف، وهذا عدد أوّليّ!
اسم { عِيسَى } في هذا الموضع هو التكرار رقم 19 له من نهاية المصحف، وهذا عدد أوّليّ!
اسم { آدَم } في هذا الموضع هو التكرار رقم 19 له من نهاية المصحف، وهذا عدد أوّليّ!
الآية جاءت محصورة بين آيتين عدد كلمات كل منهما 7 كلمات، وهذا عدد أوّليّ!
الآية نفسها عدد حروفها 47، وهذا عدد أوّليّ!
جاء ترتيب اسم { عِيسَى } رقم 3، وهذا عدد أوّليّ!
جاء ترتيب اسم { اللَّه } رقم 5، وهذا عدد أوّليّ!
جاء ترتيب اسم { آدَم } رقم 7، وهذا عدد أوّليّ!
مجموع التراتيب الثلاثة = 15 وهو عدد كلمات الآية، وهو ترتيب العدد 47 في قائمة الأعداد الأوّليّة!
توقَّف وتأمّل..
توقَّف عند عدد كلمات الآية الوسطى وعدد حروفها!
عدد حروفها 47 حرفًا، وهذا العدد أوّليّ وترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 15
15 هو عدد كلمات الآية!
فكأن عدد كلمات الآية وعدد حروفها شيء واحد!
قمة الإتقان في توظيف خصائص الأعداد!
المعجزة الخالدة!
يخلق اللَّه ما يشاء وكيف يشاء وفي أي وقت شاء، وإذا كان خلق المسيح عليه السلام من دون أب يرفع منزلته عند أتباعه ليصبح ابنًا للَّه، فإن آدم عليه السلام خُلق من دون أب ولا أم، فهل هذا يرفع من منزلته ليصبح إلهًا؟! وإذا كانت معجزات المسيح عليه السلام دليلًا على ألوهيته، فإن جميع الرسل -عليهم السلام- أيّدهم اللَّه بمعجزات، منها ما هو أبلغ من معجزات المسيح عليه السلام وأكبر، وفي مقدّمتها هذا القرآن العظيم الذي هو أعظم معجزات الرسل وباقٍ إلى يوم القيامة.
سورة الإخلاص تدخل المشهد
وبما أن النسيج الرقمي القرآني يربط جميع مكوِّنات البناء الإحصائي في القرآن العظيم، فقد امتدت هذه اللوحة على مسافة 109 سور، وهذا العدد أوّليّ، لتستوعب سورة الإخلاص، لأن هذه السورة التي تتحدّث من أوَّلها إلى آخرها عن وحدانية اللَّه عزّ وجلّ وصفاته، وهي السورة الوحيدة التي تكمل المشهد الذي تعرضه آية سورة آل عمران، ولذلك كان أمرًا متوقعًا أن يكون عدد كلمات سورة الإخلاص 15 كلمة وعدد حروفها 47 حرفًا.
تأمّل أهميّة وجود سورة الإخلاص :
في سورة آل عمران :
{ إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ } = 7 كلمات
{ ذَٰلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ (58)} = 7 كلمات
{ إِنَّ مَثَلَ عِيْسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُوْنُ (59)} = 15 كلمة / 47 حرف
{ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلَا تَكُن مِّنَ الْمُمْتَرِينَ (60)} = 7 كلمات
في سورة الإخلاص:
{ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)} = 15 كلمة / 47 حرف
وهكذا تأتي سورة الإخلاص لترد بقوة وبحسم على الذين يدعون أن عيسى إله وأنه ابن اللَّه، لأنه ولد من غير أب!
تخاطبهم وترد على ادعاءاتهم الباطلة:
{ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)}
يتبع القسم الثاني والأخير